الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

الهند وحدها قادرة على كبح جماح الحوثيين

تناول موقع زمان يسرائيل، في 22 يوليو 2025، مقالًا بشأن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وذكر أن أساليبهم الحربية أصبحت أكثر وحشية من تلك التي ألفها العالم منذ نوفمبر 2023. الآن، أصبح البحارة أنفسهم أهدافًا مباشرة، ومعظم الضحايا من مواطني الدول الغربية.

قد تشير هذه الحقيقة إلى فرصة -وخاصةً لدولة غير غربية -للتدخل ومحاولة كبح جماح هذه الوحشية. هل الهند قادرة على سد هذه الثغرة الناشئة؟ هل تُمثل تكتيكات الحوثيين القتالية الجديدة فرصة جيوسياسية لها؟

أشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة حاولت كبح جماح هجمات الحوثيين عبر اعتراض الصواريخ، وشن غارات جوية على أهداف حوثية، كما تتعامل بريطانيا، ودول أوروبية أخرى، شركاء في التحالف الأمريكي، بنفس الطريقة.

تواصل الأساطيل الأوروبية وعملية “أسبيدس” التابعة للاتحاد الأوروبي، حماية السفن التجارية في البحر الأحمر -ليس لأن السفن الأوروبية لا تزال تستخدم هذا الطريق (معظمها قد تحول بالفعل إلى الطريق الطويل) -ولكن لأنه الخيار الأمثل، لكن كل هذه الجهود لم تردع الحوثيين، ولأنهم يسعون إلى جذب الانتباه العالمي، سيواصلون مهاجمة السفن -بل وإلحاق أذى جسدى بالطاقم. ينبغي أن يكون هذا الأمر مصدر قلق خاص للهند -ثالث أكبر مورد للبحارة في العالم (بعد الفلبين وروسيا).

بالإضافة إلى ذلك، لدى الهند أسطول بحري ضخم، أثار إعجاب المجتمع الدولي أخيرًا عندما أنقذ بشجاعة بحارة أسرهم قراصنة صوماليون. الهند أيضًا، بالطبع، قوة سياسية متنامية.

يمكن للهند أن تلعب دورًا مهمًا في الفوضى الدموية المستعرة حاليًا في البحر الأحمر. معظم السفن التجارية الآن فيها ما لا يقل عن بحار هندي واحد. مع أن الهند، أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، إلا أنها لم تحذُ حذو الفلبين في منع السفن التي يقودها الهنود من دخول البحر الأحمر، فإن مثل هذه الخطوة لها رسالة قوية.

بدلًا من ذلك، يُمكن للهند، بأسطولها الذي يضم نحو 130 سفينة، أن تختار التحرك عسكريًا. يُمكنها الانضمام إلى عملية أسبيدس وإرسال سفنها الخاصة إلى المنطقة، ومن المؤكد أن العملية الأوروبية، التي اقترحت أخيرًا توسيع التعاون مع البحرية الهندية في مكافحة القرصنة، سترحب بمثل هذه المبادرة.

إذا بدأت البحرية الهندية في مرافقة السفن عبر البحر الأحمر بانتظام، وحمايتها من هجمات الحوثيين، لكان من الأصعب على الحوثيين الادعاء بأنهم يقاتلون الغرب فقط. في ضوء حقيقة أن البحرية الهندية تعمل بالفعل على مقربة نسبية، قبالة سواحل الصومال، فإن انتشارها في البحر الأحمر سيكون خطوة متوقعة.

لن تضطر الهند حتى إلى تشكيل تحالف رسمي مع الاتحاد الأوروبي أو أية هيئة جيوسياسية أخرى، ففي ذروة أزمة القرصنة أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تعاونت دول عديدة -من بريطانيا إلى الصين -لحماية الملاحة قبالة سواحل الصومال، حتى بدون قيادة مشتركة أو تحالف سياسي ملزم. إنه نموذج يمكن تطبيقه الآن.

في الواقع، قد تكون العملية في البحر الأحمر فرصة للهند لإظهار قوة أسطولها البحري العميق، وإثبات قدرتها على معالجة القضايا الدولية الملحة. في هذه الحالة، يمكن لنيودلهي أن تأخذ زمام المبادرة في معالجة أزمة فشلت أعتى قوة في العالم من كبحها.

إن مرافقة البحرية الهندية وحدها قد لا تجعل البحر الأحمر بأكمله منطقة آمنة، لكنها كفيلةٌ بجعل خليج عدن آمنًا بما يكفي، بحيث لا يضطر البحارة إلى الخوف على حياتهم في كل مرة يعبرون فيها. لو اختار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، هذه الخطوة، فإن دولًا وكثير من شركات الشحن والبحارة سوف يدينون له بذلك.


أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

إسرائيل أوهمت قادة الحوثيين بغياب معلومات استخباراتية عن مواقعهم - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/25471

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحوثيون يواصلون إطلاق الصواريخ لكنهم يعانون من الفقر المدقع

قال إيال بينكو في صفحته على موقع لينكد إن، إن الحوثيين يمتلكون صواريخًا، لكنهم يعانون من نقص في السيولة النقدية، لذلك، أعلن نظام الحوثيين في...