الأربعاء، 29 يونيو 2022

هل زيارة بايدن للشرق الأوسط قطف لثمار الاتفاق الإبراهيمي؟

 تشهد الولايات المتحدة الأمريكية تراجعًا ملحوظًا بين حلفائها في الشرق الأوسط، خاصة بعد تخاذلها عن بعضهم. المملكة العربية السعودية، بوصفها المكان الذي سيشهد اللقاء المرتقب مع بايدن، تعد نموذجا لهذا الأمر؛ حيث انتهج الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال حملته الانتخابية وبعد توليه منصبه، نهجًا عدائيًا ضدها وضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بصفة خاصة.

أحدثت الأزمة الروسية – الأوكرانية تحولًا في موقف إدارة بايدن تجاه المنطقة. لقد أدت الحاجة إلى إيجاد مصادر طاقة بديلة للنفط الروسي وارتفاع أسعار الوقود في العالم إلى قيام الإدارة بتقليل الانتقادات وإظهار موقف أكثر مرونة وأقل إنتقادًا تجاه دول المنطقة وقادتها، خاصة التعاطي مع الملف اليمني.

زيارة بايدن للشرق الأوسط

حظيت زيارة بايدن المرتقبة للشرق الأوسط، في منتصف يوليو المقبل، باهتمام وسائل الإعلام العالمية، وخاصة الإسرائيلية؛ لأنه سيحل ضيفًا عليها يوم الأربعاء 13 يوليو، وبعد انتهاء زيارته سوف يحضر قمة خليجية – عربية في جدة. سيلتقي بايدن فيها بقادة تسع دول عربية، هي دول الخليج ومصر والأردن والعراق.

وقد ركزت مقالات الرأي في وسائل الإعلام الإسرائيلية على هذه الزيارة ونتائجها ودلالتها وتوقيتها، وتأثيراتها على إسرائيل والسعودية بصفة خاصة، والمنطقة بشكل عام.

إسرائيل:

استعرض الباحث إيتامار إيخنر في صحيفة يديعوت أحرونوت برنامج زيارة بايدن لدى وصوله إلى إسرائيل وجدولها، وأهداف الزيارة، رغم ما تمر به إسرائيل من عدم استقرار سياسي، بعد الموافقة على مشروع قانون بحل الكنيسيت، الذي يعني بطيبعة الحال حل الحكومة. وقد أشار إيخنر إلى أن مسؤولًا أمريكيًا قال إن زيارة بايدن لإسرائيل “ليس لها علاقة بالوضع السياسي الداخلي في إسرائيل”. وأكد هذا المسئول أن “الزيارة سوف تنعقد حتى لو سقطت الحكومة في ذلك الوقت، وأن الرئيس سيؤكد أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية أوسع من العلاقات بين قادة الدول”. كما أكد السفير الأمريكي في إسرائيل توم نيديس، يوم الإثنين، أن زيارة الرئيس جو بايدن إلى إسرائيل ستمضي كما هو مخطط لها، على الرغم من عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل.

يبدأ الرئيس بايدن رحلته في الشرق الأوسط مساء الأربعاء 13 يوليو، ومن المتوقع أن يظل في إسرائيل لـ 40 ساعة. وسوف يستقبله كبار رجالات الدولة في مطار بن جوريون في حفل استقبال رسمي، ومن المتوقع أن يتناول العشاء مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت. في اليوم التالي سيلتقي مع الرئيس يتسحاق هرتسوج. كما سيزور متحف ذكرى الهولوكوست “ياد فاشيم”، وقاعدة “بلماحيم” الجوية، حيث سيراقب عمل بطارية القبة الحديدية، وأنظمة الحماية التي تعترض الصواريخ، ويناقش أيضًا تطوير نظام الليزر للحماية من الصواريخ والطائرات بدون طيار.

ومن المتوقع أيضا أن يلتقي بايدن بالوفد الأمريكي المشارك في دورة الألعاب المكابية التي ستقام خلال الزيارة. كما يشارك في القمة الافتراضية بمشاركة رئيس الوزراء بينيت ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد والرئيس الهندي ناريندرا مودي، كما تتناول القمة الافتراضية أزمة الغذاء والأمن الغذائي العالمية.

كما أشار دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى احتمال أن تؤدي زيارة بايدن إلى إسرائيل والسعودية إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وفي الوقت ذاته قال يوني بن مناحيم إن إدارة بايدن ستتعاون مع الحكومة الإسرائيلية في تنسيق الخطوات القادمة مع إيران بشأن الملف النووي، وخطر الصواريخ الباليستية، والطائرات بدون طيار، وسيدرس طرقًا أخرى لتعزيز أمن إسرائيل. ومن الأفكار الأمريكية المطروحة للنقاش خلال الزيارة إقامة تحالف دفاع جوي عربي- إسرائيلي يضم إسرائيل، ومصر، والأردن، ودول الخليج ضد خطر الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الإيرانية.

القضية الفلسطينية:

أضاف إيخنر أن بايدن سيزور الضفة الغربية في وقت لاحق ويلتقي مع أبو مازن في بيت لحم. وقال بيان البيت الأبيض إن بايدن سيعيد التأكيد على دعمه الثابت لحل الدولتين. وقال المسؤول الأمريكي إن “الرئيس يتوقع مناقشة سبل خلق أفق سياسي يضمن درجة متساوية من الحرية والأمن والازدهار والاحترام للإسرائيليين والفلسطينيين”. وقال يوني بن مناحيم إن الهدف من الزيارة هو تقوية الاقتصاد الفلسطيني، والاستمرار في إدارة الصراع على الرغم من غياب ما يسميه “الأفق السياسي” في هذه المرحلة. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس بايدن عن استئناف المساعدات المالية الأمريكية للنظام الصحي في القدس الشرقية بعد أن أوقفتها إدارة ترامب، ويبدو أنها مساعدات اقتصادية إضافية لمنع انهيار السلطة الفلسطينية.

المملكة العربية السعودية:

لقد اختلفت التقارير الواردة من الرياض وواشنطن حول الزيارة المرتقبة وبرنامجها المرتقب، ففي حين يشير البعض إلى أن ولي العهد السعودي سيجتمع مع بايدن في اليوم الأول من زيارته، تؤكد واشنطن على أن الرئيس الأمريكي سيحضر إلى السعودية للمشاركة في حضور قمة تضم قادة تسعة دول عربية، وصرح بايدن قائلا: “لن أقابل ولي العهد السعودي على حدة… سألتقي في أول يوم لي في المملكة الملك سلمان، وعلى الأرجح سيكون ولي العهد السعودي متواجدًا أيضًا”. قرر بايدن وفريقه للأمن القومي أن تجميد العلاقات مع السعودية- وخاصة مع ولي العهد- يتعارض مع المصالح الأمريكية، وخاصة في أعقاب ارتفاع أسعار الوقود وتزايد المخاوف من البرنامج النووي الإيراني. وقد ذكرت شبكة سي إن إن وفقًا لمصادر رفيعة في إدارة بايدن، أنها تعتزم الآن “إستئناف” العلاقات مع السعوديين، مع ضرورة تنحية غضب بايدن الأخلاقي جانبًا، ولكن هذا لا يعني التسامح والنسيان.

كان من المتوقع أن تؤدي العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية إلى أوروبا إلى نقص مؤقت في الإمدادات إلى أوروبا ومن ثم بدأت الولايات المتحدة التفكير في إيجاد مصادر بديلة، وكانت السعودية، الدولة التي لديها أكبر طاقة إنتاجية فائضة في العالم، هي العنوان. من هنا صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن أن زيارته المرتقبة للسعودية الشهر المقبل تتماشى مع المصالح الأمنية لإسرائيل، ونفى أن تكون الرحلة مرتبطة بمحاولة تعبئة السعودية للحد من أسعار النفط العالمية.

وفي السياق ذاته أشارت معلقة شؤون العالم العربي سميدار بيري في صحيفة يديعوت أحرونوت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تلقى خطابًا من 13 منظمة حقوقية أمريكية، تضم أعضاءً من حزبه الديمقراطي، تذكره بأن تكون الزيارة في بلد عربية أخرى. كما نصح  رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب “آدم شيف” الرئيس الأمريكي بايدن بعدم مقابلة ولي العهد السعودي أو مصافحته؛ بسبب مسؤوليته عن مقتل الصحفي “جمال خاشقجي”.

ومن المتوقع أن يبحث بايدن في القمة ملفات عدة وشائكة، منها وقف إطلاق النار في اليمن، والتعاون الاقتصادي والأمني، و​​جهود مواجهة  النفوذ الإيراني في المنطقة، وأزمة الطاقة، وأزمة الإمدادات الغذائية التي تفاقمت في أعقاب الحرب في أوكرانيا.

لماذا زيارة بايدن للسعودية؟

أرجعت التقارير الإسرائيلية أهمية زيارة بايدن للسعودية، وإعادة صياغة العلاقات معها بصفة عامة، ومع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بصفة خاصة إلى عدة أسباب، منها:

– أن بن سلمان سيحكم السعودية على مدى العقدين أو الثلاثة عقود القادمة.

– الولايات المتحدة لها مصلحة واضحة في استمرار وقف إطلاق النار في اليمن.

– لاتزال السعودية، رغم التوترات الحالية، حليفًا أساسيًا لمواجهة نفوذ إيران في المنطقة.

– في ظل غياب فنزويلا وإيران عن سوق النفط العالمية، لخضوعهما لعقوبات صارمة، أصبحت السعودية مصدرًا بديلًا للنفط الروسي.

– إقامة علاقات بين السعودية وإسرائيل يخدم الاتجاه الأمريكي لفك الارتباط عن الشرق الأوسط ونقل التركيز والموارد إلى المحيط الهادئ واحتواء الصين.

قطف ثمار الاتفاق الإبراهيمي

كتب الصحفي باراك رابيد إن زيارة بايدن لإسرائيل والسعودية الشهر المقبل ترمز إلى حقيقة أن إدارة بايدن تحاول إحماء العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي بعد الاتفاقات الإبراهيمية المبرمة في فترة ولاية إدارة ترامب، وذلك من خلال “تكامل أنظمة الدفاع الصاروخي والدفاع البحري” بين الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية ومن بينها السعودية.

وقد صرح وزير الدفاع بيني جانتس للجنة الخارجية والدفاع أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على مبادرة تسمى “الدفاع الجوي في الشرق الأوسط”، وتركز على التعاون بين القيادة المركزية العسكرية الأمريكية ودول المنطقة ضد ضربات الطائرات بدون طيار، وصواريخ كروز، وصواريخ إيران، والمنظمات الإرهابية التي تدعمها. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن الفكرة تتمثل في إنشاء شبكة إقليمية من الرادارات، وأجهزة الاستشعار، وأنظمة الدفاع الجوي، سيتم ربطها، لتوفير الإنذار المبكر واعتراض مثل هذه الهجمات.

بحسب مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” يبدو أن بايدن سيعلن عن إقامة منتدى أو ترتيب أمني يشمل إسرائيل والسعودية والدول الموقعة على الاتفاقات الإبراهيمية ومصر والأردن. وعندما تطرق غانتس إلى هذا الملف قال: “طالما أن إيران ترفض محاولات التوصل إلى اتفاق نووي معها، وتستمر في المعارضة، فهناك حاجة ليس في التعاون فحسب، بل في بناء قوة إقليمية مشتركة بقيادة الولايات المتحدة لتعزيز كل شركائها”.

قالت المحللة لاهاف هاركوف في صحيفة جيروزاليم بوست إن إدارة بايدن لعبت دورًا في التوسط في اتفاق بين الرياض والقدس من المتوقع أن يعلنه الرئيس في رحلته، وإن كانت بعيدة عن كونها اتفاقية إقامة علاقات. وبدلاً من ذلك، ستوافق إسرائيل على تغيير الترتيبات الأمنية في مضيق تيران التي كانت قد وافقت عليها في معاهدة السلام مع مصر، حتى تتمكن السعودية من السيطرة على الجزيرتين في المضيق دون وجود عسكري دولي عليهما. في المقابل، ستتمكن شركات الطيران الإسرائيلية من التحليق فوق المملكة العربية السعودية، وهي تقوم بذلك حاليًا فقط في طريقها إلى الإمارات العربية المتحدة أو البحرين.

الخلاصة

– تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة في ضوء ما سوف يتمخض عنها من قرارات قد تغير شكل الشرق الأوسط، ولكن ما هو أكيد أن بايدن سيتعرض لانتقادات بالغة القسوة؛ بسبب زيارته للسعودية، سواءً في حزبه أو في وسائل الإعلام الأمريكية خاصة فيما يتعلق بفكرة إنشاء تحالف أمني برعاية أمريكية.

– على الدول العربية مراعاة مصالحها جيدًا، والتأكد من أن هذا التحالف لايخدم سوى إسرائيل والولايات المتحدة أكثر من الدول العربية، وهو ما عبر عنه بايدن حينما قال إن هذه الزيارة تخدم الأمن القومي الإسرائيلي؛ لأنه عند الحاجة لن تجد الدول العربية إسرائيل أو أمريكا بجانبها، ولنا في الحرب الروسية – الأوكرانية العبرة والعظة، فقد تخلت أمريكا وأوروبا عن أوكرانيا وتركتها وحيدة، كما اتضح أيضًا في التخلي عن السعودية والإمارات بعد الاعتداءات الحوثية – الإيرانية عليهما.

– إسرائيل هى المستفيد الأكبر من نتائج هذه الزيارة، إذا تمخضت عنها تحالفات مع دول منطقة الشرق الأوسط؛ لأنها تعزز وترسخ نفوذها في المنطقة، كما إنها تعكس عمليًا ما تحلم به إيران من إنشاء حلقة من نار حول إسرائيل، وبالتالي هذه التحالفات تخشاها إيران بقوة؛ لأن التواجد الإسرائيلي على حدودها يهدد أمنها القومي بشكل مباشر.

– رغم أن هدف هذه الترتيبات الأمنية، كما هو معلن- هو الردع، إلا أن إيران قد تعدها تحديًا عسكريًا، وهو ما يزيد من فرص المواجهة بين إيران وحلفاءها من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودول المنطقة من جهة أخرى وهو ما يشعل المنطقة بدلًا من تهدئتها.

– الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعمل جاهدة لإذابة الخلافات مع ولي العهد السعودي حتى تتمكن من تنفيذ أغلب مخططاتها، لأنها تعلم جيدًا مدى نفوذها على دول المنطقة، بالإضافة إلى تمهيد السبل لتحقيق انفراجة نحو التطبيع بين المملكة وإسرائيل.


المقال منشور في مركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم الوطنية

https://nvdeg.org/NEW/2022/06/26/%d9%87%d9%84-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%86-%d9%84%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%82%d8%b7%d9%81-%d9%84%d8%ab%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d8%a7/ 

السبت، 18 يونيو 2022

كل الطرق تؤدي إلى أمن إسرائيل

 القاهرة– (رياليست عربي): اعتمدت إسرائيل منذ أن زرعها الغرب في منطقة الشرق الأوسط على قوة عظمى تكون لها عوناً ضد الدول العربية التي اعترضت على فكرة فرض وجودها في المنطقة بالقوة، وتشريد السكان الأصليين، واستئصالهم من موطنهم بدعوى حقهم الديني والمشروع في استعادة وطنهم. هذه القوى العظمى هى الولايات المتحدة الأمريكية التي قدمت كل أشكال الدعم لإسرائيل حتى تكون قوة قادرة على مجابهة كل الدول العربية مجتمعة. وأثبتت الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد الدول العربية الدعم الأمريكي اللامتناهي لها. وتؤكد الولايات المتحدة مراراً وتكراراً على التزامها بأمن إسرائيل وأنه يحظى بدعم من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) لمواجهة التهديدات الإقليمية، ولا تزال تتعهد بضمان تفوق إسرائيل العسكري والنوعي على جيوش المنطقة، ناهيك عن تقديم المساعدات الخارجية والتعاون الدفاعي بين البلدين. جدير بالذكر أن مجلس النواب الأمريكي وافق مؤخراً على تمويل منظومة القبة الحديدية بمليار دولار، وفي هذا الصدد قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والتي تقوم على تحالف المصالح والقيم المشتركة ضرورية لأمن إسرائيل والحفاظ على تفوقها الأمني في المنطقة”. بعد تنامي الدور الإيراني في المنطقة وتزايد المخاوف الإسرائيلية والخليجية من التوسع والسيطرة الفارسية من خلال دعم الطوائف الشيعية ومحاوطة إسرائيل ودول الخليج بحلقات من نار وتذكيرهم دائمًا أن إيران لها اليد الطولى وقد تقوض أمنهم، قام ترامب بدعم ما يسمى بالإتفاق الإبراهيمي وصفقات التطبيع بين عدد من الدول الخليجية وإسرائيل؛ لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي وردع وكلاءها في المنطقة. ولكن السؤال هنا، هل تدعم الولايات المتحدة الأمن القومي العربي كما تدعم الأمن القومي الإسرائيلي؟ تشهد العلاقات بين السعودية والإمارات من جهة وواشنطن من جهة أخرى توترات، وخاصة بعد تخلي ترامب عنهم وعدم الرد على إيران بعد الهجمات المنسوبة للحوثيين على السعودية، وازدات سوءًا بعد تولي إدارة بايدن السلطة، فهنا شعرت الدول العربية أن القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج لا تخدم هذه الدول على الإطلاق بل هى منصات ربما تستخدم ضدهم إذا حاولوا الهجوم على إسرائيل، أو تخدم إسرائيل إذا حاولت إيران الهجوم عليها بشكل مباشر، أي إنها في النهاية تخدم الأمن القومي الإسرائيلي. كما دار الحديث بعد الإتفاق الإبراهيمي عن تحالف إقليمي عربي- إسرائيلي لمواجهة تحديات المنطقة (إيران)، ولكن نعود ونقول، إذا هاجمت إيران أي دولة من دول هذا التحالف، هل ستشترك إسرائيل عمليًا في حرب مع الدول العربية أم أن هذا التحالف يخدم في الأساس ويعزز قوة الردع الإسرائيلية ضد أعداءها، أي أن الهدف الأساسي من التحالف الإقليمي هو الأمن القومي الإسرائيلي. في الآونة الأخيرة أفادت تصريحات بأن بايدن قد يزور المنطقة قريباً، ومن الدول المتوقع زيارتها كانت المملكة العربية السعودية، وهنا أشار البعض إلى أن الولايات المتحدة أدركت خطأ استراتيجيتها مع حلفاءها وسوف تعود الأمور كسابق عهدها، ولكن أرجأ بايدن هذه الزيارة نظراً لجدول أعماله، ولكنه عاد وصرح بأن زيارته المتوقعة إلى السعودية ترتبط بأمن إسرائيل القومي. يتضح من خلال هذا التصريح إلى أن كل ما تتفق عليه الولايات المتحدة مع إسرائيل وهذه البلدان العربية يخدم في الأساس الأمن القومي الإسرائيلي، وتركز هذه الزيارة على إنهاء الحروب إي إنهاء الحرب بين المملكة العربية السعودية والحوثيين في اليمن، وهو الأمر يخدم الأمن القومي الإسرائيلي أيضًا حيث لا يتواني الحوثيين عن الإدلاء بتصريحات تهدد إسرائيل بشكل صريح، والإعلان عن وجود صواريخ بعيدة المدى قد تطال جنوب إسرائيل (مدينة إيلات)، ولكن بعد إنهاء الحرب بينهما، وتعهد السعودية بإعادة إعمار اليمن فحينها سوف تنشغل اليمن بالداخل أكثر من الخارج، وهو ما يبعد التهديد الحوثي ولو مؤقتاً عن إسرائيل ويحقق لها الاستقرار النوعي. ما أود أن أشير إليه في هذا المقال أن تضع الدول العربية نصب عينيها مصالحها وما يخدم أمنها القومي وألا تتوقع من الولايات المتحدة أو إسرائيل تقديم ما يضمن أمن وسلامة دول المنطقة لأنهما في الأساس غير قادران على حماية أنفسهما لو اندلعت مواجهات بينهما وبين إيران ووكلاءها، كما أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تلعب دور شرطي المنطقة، وسارعت إسرائيل بعد انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة قائلة بأنها لن تلعب دور الشرطي بديلًا عن الولايات المتحدة أيضاً، ناهيك عن مدى الخضوع الأمريكي لمطالب إيران تزامنًا مع فشل إدارة بايدن في المنطقة. خاص وكالة رياليست – أحمد الديب- باحث في الشأن الاسرائيلي، مترجم من اللغة العبرية إلى العربية – ماجستير في اللغة العبرية وآدابها.


إقرأ المزيد: https://arabic.realtribune.ru/opinion/%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d9%82-%d8%aa%d8%a4%d8%af%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%85%d9%86-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d9%85%d9%8a

https://akhbarak.net/news/24845668/articles/44215361/%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D8%A4%D8%AF%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A

السبت، 4 يونيو 2022

وزير إسرائيلي سابق يستعرض دوره في هجرة يهود اليمن

احتلت اليمن خلال السنوات الأخيرة مكانًا في وسائل الإعلام ومراكز البحوث الإسرائيلية، ولذا يرصد المركز بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية بوصفها جزءًا من اهتمامات مركز صنعاء للدراسات، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


وتركزت التقارير الأخيرة على الخلاف بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي جو بايدن، كما تناول اليمن بوصفها أحد النماذج للهيمنة الإيرانية والضعف الأمريكي. كما تناولت المخاوف من إنهاء الحرب اليمنية حيث ستتجه أنظار الحوثيين حينها إلى إسرائيل لتبرير التعبئة العسكرية.


اليمن وإيران سبب الخلاف بين محمد بن سلمان وبايدن

نشر موقع jafaj [1] الإسرائيلي- الأمريكي المتخصص في الشؤون الاستخباراتية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقريرًا حول السعودية، وعزم الملك سلمان التنحي وتعيين ابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والمعوقات التي تواجهه.


ونقل عن مصادر استخباراتية قولها إن الملك سلمان يفكر في تحديد الموعد وكيفية إصدار الإعلان. يركز مستشاروه حاليًا على إعداد خطاب متلفز يلقيه الملك للشعب السعودي. في هذا الخطاب، سيعين ابنه خلفًا له. وأضاف أحد المصادر أنه قد يأتي ذلك فور حلول عيد الأضحى.


وفيما يتعلق بأعداء ولي العهد محمد بن سلمان، قال مصدر استخباراتي عربي مطّلع، “يبدو أن الأشخاص الذين يمثلون أوباما لديهم مشكلة مع صاحب السمو الملكي. إنه جهاز كامل في أمريكا مكرّس للعمل ضده وكلهم مرتبطون بالديمقراطيين، إلى جانب بعض الجمهوريين. إنهم يعملون معًا ضد مصالح السعودية، ويعملون جاهدين للتأثير على البيت الأبيض، والكونغرس، ومجلس الشيوخ، ونيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وجميعهم يبدو أنهم مهووسون بصاحب السمو الملكي”.


وأفاد مصدر أوروبي وثيق الصلة على مقربة من العائلات المالكة السعودية والإماراتية أن “محمد بن سلمان لديه خلافات كبيرة مع إدارة بايدن، لكنه لا يرغب في استعداء بايدن أو شعبه. هناك اختلاف كبير في السياسة بين السعودية وإدارة بايدن في اليمن، فبايدن أزال الميليشيات الإيرانية في اليمن (الحوثيين) من قائمة الإرهاب، وهذا الأمر سمح لهم بشن هجمات إرهابية على السعودية…تخيلوا ماذا يعني أن نعلن أن تنظيم داعش منظمة شرعية في الوقت الذي يقصف شوارع نيويورك ولندن وبوسطن”.


وأضاف أن “تصرفات بايدن أعطت إيران تفويضًا مطلقًا لدعم الميليشيات في اليمن ومساعدتها على مهاجمة المدنيين السعوديين، ما فعله بايدن كان عملًا حربيًا ضد أحد أهم حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط. السعوديون أصبحوا أكثر سخطًا من إدارة بايدن، وبدأ الأمر عندما سحبت منهم الولايات المتحدة أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ من طراز باتريوت. هذا جعل سماء السعودية مفتوحة أمام الصواريخ وقذائف الهاون من الحوثيين في اليمن. بايدن كان يوجه رسالة للحوثيين مفادها أن موسم الهجمات على السعودية مفتوح”.


نتيجة لهذه الإجراءات، اضطر السعوديون إلى شراء أنظمة عسكرية وأمنية من دول أخرى، ومن بينهم روسيا والصين. وفقدوا الثقة في الولايات المتحدة، وتحولوا أكثر نحو روسيا، وكانوا محقين في ذلك.


وقال مصدر سعودي لـ JaFaJ إن “العائلة الملكية السعودية ترى في الصفقة النووية بين الولايات المتحدة وإيران امتدادًا لعقيدة أوباما لتسليم العالم العربي بأكمله إلى إيران. هذه سياسة الحزب الديمقراطي التي يدعمها كثير من الجمهوريين. لا تنسوا أن الرئيس بوش (الابن) سلّم العراق وكل ثروته لإيران على طبق من ذهب…لم نعد نثق بالولايات المتحدة ولن نسمح بإبرام صفقة مع إيران مهما تطلب الأمر. يعتقد السعوديون أن صاحب السمو الملكي [ولي العهد] قوي بما يكفي لمواجهة كل هذا بغض النظر عما يفعله أي شخص، يمكننا أن نجد حلفاء غير منافقين مثل الولايات المتحدة”.


السعودية: خيبة أمل كبيرة من الولايات المتحدة

تناول المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة تصريحات الأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق والسفير السابق في لندن وواشنطن، حيث قال لـ Arab Newsإن السعوديين يشعرون بخيبة أمل إذ يعتقدون أن الولايات المتحدة والسعودية يجب أن تتعاونا معًا في مواجهة التهديدات المتعلقة باستقرار وأمن منطقة الخليج.


وقال إن أكبر تهديد تمثله إيران هو في اليمن، وقد يؤثر ذلك على أمن واستقرار الممرات الملاحية في الخليج والبحر الأحمر. وإن حقيقة إزالة الرئيس بايدن جماعة الحوثيين المسلحة من قائمة الإرهاب، زاد من قوتها وجعلها أكثر عدوانية في هجماتها ضد السعودية والإمارات.


وشدد الأمير السعودي على أن انسحاب القوات الجوية الأمريكية من العمليات الهجومية للتحالف بقيادة السعودية في اليمن أدى أيضًا إلى انعدام الثقة وخيبة الأمل.


المحادثات السعودية الإيرانية بين تقويض نفوذ الحوثيين واتفاقات أبراهام

التقى مسؤولون إيرانيون وسعوديون مرة أخرى في بغداد في الجولة الخامسة من المحادثات لتطبيع العلاقات، وقال عوزي رابي [2]، مدير مركز دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، لصحيفة ميديا لاين، إن الاجتماع كان له علاقة “بالحكم الأمريكي الضعيف”.


كما أيد العميد احتياطي يوسي كوبرفاسر، مدير مشروع التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط في مركز القدس للشؤون العامة هذا الرأي، وقال إن السعوديين قلقون للغاية لأنهم يرون أن الولايات المتحدة تغادر الشرق الأوسط وتقلل من وجودها في المنطقة.


يعتقد الخبراء أن هذه الاجتماعات السعودية الإيرانية تتعلق في الغالب بالوضع في اليمن، على الأقل بالنسبة للرياض.


وأوضح رابي أن السعوديين يجدون أنفسهم في وضع معقد للغاية في اليمن، ويبحثون عن بديل لمشاركتهم الحالية المكثفة في الحرب الأهلية هناك. “لقد هُزم السعوديون في اليمن، ويريدون الحصول على حل وسط لتعويض خسائرهم وخلق وضع في اليمن لتقويض قوة الحوثيين المدعومين من إيران”.


وقال “ما يمكن أن نراه هنا في الأساس هو محاولة سعودية لإقناع إيران بتقديم حل وسط بشأن قضية اليمن”.


يضيف كوبرفاسر، “السعودية قلقة من نفوذ إيران في اليمن، وهذا هو الحافز الرئيسي للسعوديين لمقابلة الإيرانيين لأنهم يستطيعون السيطرة على الحوثيين وهم [السعوديون] يريدون التأكد من أنهم لن يبدأوا إطلاق [المزيد] من الصواريخ عليهم”.


أما بالنسبة لإسرائيل ودول اتفاقات أبراهام الأخرى التي تُصنف أيضًا خصومًا لإيران، فيعتقد رابي أن السعودية نسقت المحادثات مع إيران معهم. الموقعون العرب على اتفاقات إبراهام في الصورة، ويود بعضهم أن يرى نوعًا من الاصطفاف في اليمن لأنها أصبحت قضية مزعجة للغاية، وفتحت الباب لإيران للحصول على معقل في الجهة الجنوبية الشرقية لشبه الجزيرة العربية، وهو وضع غير مريح لأي شخص.


يتفق الخبراء على أن السعودية تهدف إلى تخليص نفسها من مستنقع اليمن، لكنهم غير متأكدين من أن إيران لديها نفس سبب الاجتماع. وقال كوبرفاسر “ما تحاول إيران فعله هو إضعاف الدول الأكثر براغماتية واعتدالًا في العالم العربي، والاستفادة من حقيقة أن علاقاتها مع الولايات المتحدة متوترة في هذه المرحلة”.


بين الهيمنة الإيرانية والإحراج الأمريكي

قال دان شيبتن [3] في صحيفة إسرائيل هيوم إن اليمن، البعيدة عن العين والقلب، تدور فيها رحى حرب طاحنة لها تداعيات إقليمية وتتطلب اهتمامًا استراتيجيًا. زودت إيران مبعوثيها بالتمويل والتوجيه (بمساعدة حزب الله) والأدوات الاستراتيجية التي تتجاوز نتائجها الحدود اليمنية.


الهيمنة الإيرانية لا تعني بالطبع تنصيب حكام إيرانيين في عواصم المنطقة، أو وكلاء خاضعين للملالي في طهران بشكل مطلق. الهيمنة مضمونة عمليًا، حيث يقوم حزب الله والحوثيون والميليشيات الإيرانية في العراق وسوريا بمهاجمة وردع واستنزاف الموارد وإحراج أعداء إيران -الولايات المتحدة، وإسرائيل، والسعودية، والإمارات، والبحرين.


يضر وكلاء إيران بأعدائها على نطاق استراتيجي كبير مع استثمار إيراني ضئيل نسبيًا، وبقدرة إنكار مناسبة. إن السيطرة على مثل هذا النمط من الهيمنة في دول رئيسية أخرى في المنطقة سيكون له تأثير بعيد المدى على ميزان القوى، ويشكل خطرًا وجوديًا على إسرائيل، ويدمر مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ويعرض أوروبا لخطر شديد.


انهيار الدول العربية يتسارع بسبب التدخل الإيراني، على الرغم من التوترات التاريخية، من المشكوك فيه ما إذا كان لبنان سينهار لولا الدور السلبي لحزب الله. كما شهدت اليمن حروبًا أهلية، لكن مستوى المعاناة والدمار هذه المرة استثنائي.


وفوق كل هذا تحوم الحماقة النرجسية للولايات المتحدة التي تسعى إلى استرضاء أعدائها على حساب حلفائها الإقليميين في مغازلة إيران، وشطب الحوثيين من قائمة الإرهاب، ووقف المساعدات الهجومية للسعودية، واستكمالها بهجوم شنته الميليشيات الإيرانية على قاعدة أمريكية ردًا على هجوم إسرائيلي.


إذا لم تتعافَ واشنطن في اللحظة الأخيرة من تعزيز قوات الناتو في أوروبا الشرقية في مواجهة تهديدات روسيا الوقحة، فسوف تدفع الثمن أيضًا في الشرق الأوسط (وضد الصين) مقابل فقدان الردع الأمريكي في أعقاب إهانتها في أوكرانيا.


المشكلة أن كل هذا نابع من رفض أمريكي أوروبي لفهم تحدي الشرق الأوسط خوفًا من الاضطرار إلى مواجهته. ومن هنا جاء التجاهل لخطر الهيمنة الإيرانية وتقويض حلفائها -الإسرائيليين والسعوديين والإماراتيين وغيرهم -الذين يحاولون التكيف مع تقدمها الزاحف.


إسرائيل والإمارات تبنيان قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى

أورد هليل بيتون روزين المراسل العسكري لقناة now14 ما ذكرته وسائل إعلام يمنية أن شركات إسرائيلية بنت قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى بتسهيل من القوات العسكرية الإماراتية.


وقال إن وضع أنظمة الرادار في سقطرى تتيح إمكانية الإنذار المبكر لرصد صواريخ باليستية قد تنطلق من اليمن على إسرائيل، مما يشير إلى تعاظم قدرة الحوثيين.


الحوثيون في اليمن يحتفلون بالهجوم الأخير في إسرائيل

تناول سيث جي فرانتزمان [4] في صحيفة جيروزاليم بوست احتفاء الحوثيين بالهجوم الأخير في بلدة إلعاد الإسرائيلية. وقال إن إيران تحاول ربط الحوثيين مع الجماعات الأخرى الموالية لإيران في العراق، وكذلك مع حماس وحزب الله.


هدف إيران هو إنشاء جبهة موحدة ضد إسرائيل تمتد من اليمن على طول البحر الأحمر وصولًا إلى العراق والخليج، وكذلك سوريا ولبنان. تريد أن تنشئ منظومة طائرات دون طيار وتهديدات أخرى في اليمن، الهدف منها هو استخدامها ضد إسرائيل في صراع مستقبلي، لهذا السبب تنشر إيران إطراء الحوثيين بشأن الهجوم الإرهابي الأخير.


نهج الحوثيين تجاه إسرائيل

قال أري هيستاين [5] في موقع United Against Nuclear Iran إن نهج الحوثيين تجاه إسرائيل معادٍ للغاية على المستويين الأيديولوجي والخطابي. على المستوى العملياتي، يبدو الحوثيون أكثر حذرًا إلى حد ما لعدة أسباب محتملة منها:


الردع الإسرائيلي.

إعطاء الحوثيين الأولوية للصراع المستمر ضد التحالف.

انتظار الحوثيين اللحظة المناسبة.

نقص القدرات لشن هجوم ذي أهمية كبيرة.

عدم اهتمام الحوثيين بالانتقال من الخطاب إلى الصراع المباشر.

ومع ذلك، نظرًا لعدم وضوح سبب عدم مهاجمة الحوثيين لإسرائيل إلى الآن، ستواجه إسرائيل صعوبة في مراقبة المؤشرات التي قد تنذر بقرار وشيك بالهجوم.


بالنظر إلى غموض عملية صنع القرار لدى الحوثيين والسؤال المفتوح حول أولوية الجماعة تفعيل العداء تجاه إسرائيل، سيكون من المفيد لإسرائيل مراقبة قدرات الجماعة بدلًا من النوايا. إذا تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الأهلية اليمنية الجارية، فقد يحول الحوثيون تركيزهم على إسرائيل من أجل تبرير التعبئة العسكرية، والسياسات القمعية، وتدهور الوضع الإنساني في مناطق سيطرتهم.


يشكل احتمال هجوم الحوثيين معضلة لصناع القرار الإسرائيليين من حيث كيفية الوصول إلى توازن حاسم بين التخفيف من المخاطر المحتملة وتجنب التحريض عن غير قصد / دون داعٍ على صراع ضد عدو حازم وراديكالي يتمتع بخبرة كبيرة في ميدان المعركة، مع توقعات منخفضة للانتصار، وتقع في منطقة نزاع بعيدة ومعقدة للغاية.


يجب على إسرائيل أيضًا أن تدرك التحديات غير المباشرة التي يمكن أن يشكلها تهديد الحوثيين على أمنها القومي. قد تُنقل المعرفة الناتجة عن “اختبار” الحوثيين لأنظمة الأسلحة الإيرانية ضد الدفاعات الجوية السعودية إلى حزب الله. قد تبدأ الصناعات العسكرية الحوثية أيضًا في تزويد أعداء إسرائيل بالذخائر المتقدمة التي طورتها إيران، لا سيما على طول جبهتها الجنوبية.


من غير المرجح أن يؤدي أي حل واقعي للحرب الأهلية اليمنية -إعادة الوحدة أو التقسيم -إلى التقليل بشكل كبير من تهديد الحوثيين لإسرائيل، بل قد يؤدي في الواقع إلى زيادته. كما أن التطورات في اليمن لا تشير إلى احتمالية كبيرة لإسقاط نظام الحوثيين في المستقبل القريب؛ من غير المرجح أن تتفوق المقاومة المتفرقة ضدهم على الكوادر متعددة الطبقات والملتزمة أيديولوجيًا من أجهزة المخابرات والأمن المخصصة لضمان بقائهم. لذلك، ينبغي النظر إلى صعود الحوثيين على أنه تحد طويل الأمد لإسرائيل.


وفي سياق متصل قال أمنون سوفرين، عميد متقاعد وضابط استخبارات في الموساد الإسرائيلي، في موقع إسرائيل ديفنس فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه إسرائيل وأجهزة استخباراتها إن اليمن لم تشغلنا في الماضي، واليوم هناك الحوثيون الذين يمتلكون طائرات دون طيار تهاجم السعودية ويمكنهم أيضًا مهاجمة تل أبيب. هذه زاوية أخرى لم نتطرق إليها من قبل؛ لذلك، نحتاج إلى بناء قدرات مرنة تتعامل مع جميع الاتجاهات، وهي عملية متعددة المهام مع الكثير من الشركاء للحصول على معلومات استخباراتية دقيقة.


مناورات عسكرية إسرائيلية تحسبًا لشن صواريخ شاملة من إيران وحلفائها

ذكر موقع jdn الإخباري أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجراء تدريبات مكثفة لمواجهة مباشرة مع إيران -وكذلك مع حلفائها -في حالة انطلاق معركة من الشمال.


وأشار الموقع إلى أن تقييم الجيش الإسرائيلي في حال اندلعت معركة، هو أن إيران سوف تعمل ضد إسرائيل كليًا أو جزئيًا. كما يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال أن يطلق وكلاء طهران في اليمن، وسوريا، والعراق صواريخ على إسرائيل من أراضيها، ومن بينها صواريخ كروز، أو طائرات مسيّرة انتحارية.


يأتي استعداد إسرائيل الواسع لاحتمال شن هجوم على إيران على خلفية حقيقة أن تل أبيب غير راضية عن الإجراءات التي اتخذتها القوى لوقف السباق النووي الإيراني، سواءً على الصعيد السياسي أم العملي. الشعور السائد في إسرائيل هو أننا في الواقع تُركنا وحدنا في مهمة وقف المشروع الإيراني، وترغب المؤسسة الدفاعية أن ترى تعاونًا أكثر شمولًا وأهمية على الجانب العملياتي مع دول المنطقة والقوى العظمى.


وزير الاتصالات في حكومة نتنياهو يكشف عن دوره في هجرة يهود اليمن

قال أيوب قرا [6] في صحيفة جيروزاليم بوست إنه كان يفخر دائمًا -حين شغل منصب وزير اتصالات في إسرائيل -بمساعدة جميع الجاليات اليهودية في شتى أنحاء العالم الإسلامي. وإن أحد الأشياء المهمة التي قام بها هو العمل بتكتم لإحضار الجيل الأخير من يهود مدينة ريدة في اليمن إلى إسرائيل. لم يعلم أحد بالأمر، لكنه أحضر حاخام ريدة إلى الدولة اليهودية.

وذكر أنه التقى به مع ناتان شارانسكي، رئيس الوكالة اليهودية في إسرائيل آنذاك، وعضو الكنيست زئيف إلكين، وأبرم اتفاقًا خاصًا مع الحاخام يحيى نهاري بشأن شروط عودة كل اليهود إلى إسرائيل.

في وقت لاحق، وافق على جلب 21 يهوديًا إلى إسرائيل. “في ذلك الاجتماع، اتفقنا على الأموال التي سنعطيها لليهود الذين غادروا اليمن إلى إسرائيل، واتفقنا مع شارانسكي على أننا سنمنح لليمنيين أكثر من أي يهود آخرين إذا غادروا بسرعة. كما التقيت الحاخام نهاري وزئيف إلكين واتفقنا على خطة جلب اليهود إلى هنا. أخبرت رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو أننا نعمل معًا على جلب آخر هجرة من اليمن. في البداية، ظنوا أنني أمزح، لكنني نجحت في النهاية بهذه الخطوات”.

في ذلك الوقت، عاد حاخام ريدة إلى اليمن، وحينها اندلعت مشكلة، لكن لم يستطع أحد التحدث عنها حتى لا تتعرض حياة الجالية اليهودية للخطر. ومع ذلك، تسربت أنباء عن الحادث إلى وسائل الإعلام وأصبحت قصة نجاح. نتيجة لذلك، سجُن يهوديون كان من المفترض أن يهاجروا إلى اليمن مع الحاخام.


“ومع ذلك، لم أترك الحاخام يتعفن في السجن. رتبت نقله إلى مستشفى خارج اليمن، حتى لا يُجبر على البقاء في السجن. وبهذه الطريقة ساعدناه على الخروج. في النهاية، عاد إلى إسرائيل فقط مع زوجته. ولم يأت الـ 19 الآخرين إلا بعد أسبوعين. ومع ذلك، وبفضل جهودي، لم يُترك أي يهودي من هذه المجموعة. انتظرت وصول الرحلة الساعة الثالثة صباحًا. قبلوني وصافحوني عند وصولهم إلى 

إسرائيل”.


الهوامش

جافاج jafaj: شركة حلول استخباراتية تقدم معلومات استخباراتية لا نظير لها عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال خبراء متمرسين. طورت جافاج شبكة واسعة من الاتصالات الاستخباراتية وبالتالي اكتسبت معرفة غير مسبوقة بالقضايا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

البروفيسور عوزري رابي، مدير مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، وباحث أول في مركز الدراسات الإيرانية وكلاهما في جامعة تل أبيب. شغل سابقًا منصب رئيس قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب. يركز بحثه على التاريخ الحديث وتطور الدول والمجتمعات في الشرق الأوسط، والعلاقات الإيرانية العربية، والنفط والسياسة في الشرق الأوسط، وأشرف في هذا الإطار على رسائل عدد كبير من مرشحي الدكتوراه في هذا المجال على مر السنين.

كتب رابي عددًا من الكتب باللغتين الإنجليزية والعبرية. ونشر عام 2015 كتاب: اليمن: الثورة، والحرب الأهلية، والوحدة”. والذي يغطي تاريخ اليمن الحديث. كما نشر كتابًا ذا صلة باللغة العبرية عام 2014 بعنوان: اليمن: تشريح الدولة الفاشلة.

رئيس برنامج الأمن القومي الدولي في جامعة حيفا، وتهتم كتبه بمصر، والأردن، وسوريا، وفلسطين، وعرب إسرائيل، واستراتيجية إسرائيل السياسية. شغل منصب رئيس مركز دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا (2008- 2018)، وأستاذًا زائرًا في جامعة جورج تاون في واشنطن وكلية الأمن القومي ومراكز تدريب الضباط وكبار المسؤولين بأوروبا في مجال التفكير الاستراتيجي,

محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. لقد غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

زميل باحث، والمساعد الخاص لرئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي. تتركز أبحاثه حول سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية. والاستراتيجية الإسرائيلية فيما يتعلق بإيران والحرب الأهلية في اليمن.

هو سياسي درزي إسرائيلي، شغل منصب سفير إسرائيل في مصر منذ يونيو 2019 حتى أكتوبر 2020. وهو نائب في الكنيست عن حزب الليكود، وكان نائب وزير تطوير النقب والجليل، ثم وزيرًا للاتصالات من 2017 حتى يونيو 2019. ويشغل حاليًا منصب رئيس مركز السلام الاقتصادي. للمزيد انظر: https://www.peacecom.org/ar/איוב-קרא/


وزير إسرائيلي سابق يستعرض دوره في هجرة يهود اليمن - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/17819