الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

جنرال في القوات اليمنية المناهضة للحوثيين: محور إيران “يمكن إيقافه هنا”

أجرى يوناثان سباير ووفد من صحيفة جيروزاليم بوست، في 26 يوليو 2025، حوارًا بعدن مع قيادات في جنوب اليمن، ومن بينهم اللواء صلاح الحسن، وعمرو بن حبريش، نائب محافظ حضرموت وقالا: “كل ما نحتاجه هو الضوء الأخضر، وسنطرد الحوثيين”.


كما التقى بالجنرال محسن الداعري، وزير الدفاع اليمني في مكتبه بعدن، الذي قال إنه والحكومة “مصدومين” من قرار الولايات المتحدة بإبرام وقف إطلاق النار مع الحوثيين في مايو.


قال سباير إن وزير الدفاع أعرب عن أسفه لعدم شن عملية برية للاستفادة من العملية الجوية الأمريكية. لكن من ناحية أخرى، شعر بالارتياح؛ “لأن الولايات المتحدة كانت ستتخلى عنا. عندما قرر الأمريكيون بدء تلك العمليات على الحوثيين، لم ينسقوا معنا ولم يُبلغونا، وعندما قرروا التوقف، لم ينسقوا معنا ولم يُخطرونا أيضًا”.


“لقد وضعنا خطة استراتيجية مع زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، وكان من المفترض أن تشمل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والإمارات، والسعودية جهدًا منسقًا لإسقاط الحوثيين”.


قال سباير إن كلمات الداعري تستحق الملاحظة، بالنظر إلى تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” في ذلك الوقت (أبريل)، الذي أشار إلى أن العملية البرية كانت قيد التحضير.


إن عملية كهذه للتوغل شمالًا في محافظة الحديدة، والاستيلاء على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى النفطي، من شأنها أن تحرم الحوثيين بضربة واحدة جزءًا كبيرًا من إيراداتهم، وقدرتهم على جلب الأسلحة والبضائع، ومعظم البنية التحتية المستخدمة في الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر، لكن ذلك لم يحدث.


المسألة، جزئيًا على الأقل، مسألة إرادة. عام 2018، منع اتفاق أُبرم في ستوكهولم، هجومًا عسكريًا من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي على ميناء الحديدة الحيوي الذي يسيطر عليه الحوثيون. والآن في العام 2025، يتردد أعداء الحوثيين مرة أخرى.


هناك عوامل أخرى معقدة. تقدر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن عدد القوات المناهضة للحوثيين يبلغ حوالى 300 ألف مقاتل، وهو أقل بقليل من العدد الذي يقوده أعداؤهم (الحوثيون)، كما أن المعسكر المناهض للحوثيين يشهد انقسامًا حادًا. تسعى الحكومة المعترف بها دوليًا، التي ينتمي إليها وزير الدفاع الداعري، إلى إعادة توحيد البلاد بعد دحر الحوثيين.


ما هو المجلس الانتقالي الجنوبي؟ وما هدفه؟


يؤيد المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي إعادة تأسيس دولة مستقلة في جنوب اليمن، عاصمتها عدن، وقد شكّلت هذه القضية محورًا رئيسيًا في محادثاتنا مع مسؤولي المجلس.


نشأ المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، عقب دفاع ناجح عن المحافظات الجنوبية ضد الحوثيين، واشتباكات مع القوات المرتبطة بالسعودية.


بقيادة الزبيدي، حظي المجلس بدعم الإمارات منذ البداية. اليوم، يُشكل -على الأرجح -القوة العسكرية المهيمنة في جنوب اليمن، حيث تسيطر المليشيات المرتبطة به على الجبهات الرئيسية التي تستهدف الحوثيين في الضالع وأبين وشبوة ولحج.


انضم المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل حاسم إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بعد بدء الهجمات على الملاحة الدولية في نوفمبر 2023. في مقابلات صحفية، أشار الزبيدي إلى أن العمل الجوي لاستهداف الحوثيين لن يكون كافيًا، وقال آنذاك: “ما نحتاجه هو المعدات العسكرية، وبناء القدرات، وتدريب القوات البرية، بالإضافة إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية”.


أشار سباير إلى أن مقاتلي وقادة المجلس الانتقالي كرروا هذه المطالب عندما زار الوفد الصحفي جبهتي الضالع وشبوة. لقد وصف أحد قادة الضالع الوضع على جبهات القتال بأنه: “لا حرب ولا سلام”، هناك تبادل شبه يومي لإطلاق النيران بالأسلحة الخفيفة، وقذائف الهاون، ومحاولات متكررة من الحوثيين للتوغل. جبهة الضالع هي الأنشط”.


من أعلى جبلٍ يطل على خطوط الحوثيين في الضالع، استعرض اللواء عبدالله، قائد محلي في المجلس الانتقالي الجنوبي، الوضع التكتيكي الذي تواجهه قواته قرب مدينة “الفاخر”: “ما يحدث هو مناوشات، وأحيانًا نيران قناصة، وطائرات مُسيّرة. أحيانًا يحاول العدو التسلل خلف خطوطنا؛ لكن هذه المحاولات تبوء بالفشل”.


أضاف عبدالله: “نحن والولايات المتحدة في مواجهة واحدة، ضد إيران، والحوثيون ذراعٌ لإيران. نجح المشروع الإيراني في لبنان وسورية والعراق؛ ولكن يُمكن ردعه هنا، في هذه المنطقة، إذا أردتم ضمان الأمن البحري في باب المندب والبحر الأحمر، فعليكم دعمنا”.


يبدو أن المشكلة الأساسية التي تواجه كلًا من المجلس الانتقالي الجنوبي، والقوات الأخرى المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًا، تتمثل في النقص المزمن في المعدات. تتضمن قائمة احتياجاتهم، كما وردتنا من عدن، ما يلي: طائرات استطلاع مسيّرة (يبدو أنهم يفتقرون إلى أي قدرات في هذا الاختصاص)، ومعدات رؤية ليلية، ورشاشات خفيفة وثقيلة، ومدفعية متوسطة المدى.


لا يفتقر جنوب اليمن إلى الإرادة السياسية والعسكرية والقوى البشرية؛ لكن يبدو أن رعاة المجلس الانتقالي الجنوبي الإقليميين، وحلفاءهم الغربيين، لا يرون حاليًا أي سبب لتعزيز قوة حلفائهم في ساحة الميدان باليمن، بحيث تشكل تحديًا حقيقيًا للحوثيين.


النتيجة هي أن الجماعة المدعومة من إيران تبدو، في الوقت الحالي، عازمة على مواصلة ارتكاب أعمال القرصنة والقتل على طريق خليج عدن -البحر الأحمر وقتما تشاء، وسوف يواصل خصومها الصمود في وجهها بالموارد الشحيحة المتوفرة لديهم.


لكن لن يتحقق التغيير الحقيقي -على الأرجح -إلا عندما يقرر أعداء الحوثيين، الغربيون والإقليميون، أن الوضع لا يُطاق، ويشرعون في تشكيل وإعداد قوة قادرة، بدعم جوي خارجي، على دحر الجماعة المدعومة من إيران عن الساحل، ونأمل أن يتحقق ذلك قريبًا.


أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي


إسرائيل أوهمت قادة الحوثيين بغياب معلومات استخباراتية عن مواقعهم - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/25471 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعز تايم تنقل تغريدة للباحث في الشأن الإسرائيلي أحمد الديب على تويتر

  "رغم أهمية الهجمات الإسرائيلية، إلا أن الإسرائيليين غير مقتنعين بالهجمات على المليشيا في اليمن، ويرون أنها استعراض للقوة ليس أكثر، وغ...