الخميس، 24 نوفمبر 2022

هل يجب أن تخاف إسرائيل من الحوثيين في اليمن؟

تناولت تقارير الإعلام العبرية أن الأيديولوجية المعادية لإسرائيل التي تبناها الحوثيون، بالإضافة إلى التهديدات المتكررة التي صرحوا ولا يزالوا يصرحون بها ضد إسرائيل، غالبًا ما تسبب قلقا في المؤسسة الأمنية. وبلغت ذروتها عندما وضع الجيش الإسرائيلي في بداية شهر كانون الثاني / يناير من هذا العام بطارية قبة حديدية في منطقة إيلات خوفًا من هجوم الحوثيين على أهداف مهمة ، وذلك قبل أيام قليلة من هجوم الحوثيين على أبوظبي أثناء زيارة الرئيس هرتسوغ للإمارات.


يترجم مركز صنعاء بشكل دوري أبرز التقارير والمقالات التحليلية العبرية المتعلقة باليمن والإقليم، بوصفها جزءًا من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


هل يجب أن تخاف إسرائيل من الحوثيين في اليمن؟

ذكر موقع القناة 13 الإسرائيلية أن القتال في اليمن جرى استئنافه بعد ستة أشهر من وقف إطلاق النار الذي تحقق بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها الأمم المتحدة، وخاصة جهود مبعوث المنظمة إلى اليمن، هانز غروندبرغ.


في إيران واليمن، يُنظر إلى الحوثيين على أنهم جزء لا يتجزأ من “محور المقاومة” وباعتبارهم دولة ذات أهمية حاسمة لإحكام “الحلقة الخانقة” الإيرانية حول إسرائيل. لذلك، استثمرت إيران وخصصت الكثير من الموارد لمساعدة الحوثيين طوال سنوات الحرب، ونشرت الحرس الثوري في اليمن، ونقلت أسلحة متطورة إلى الحوثيين، ويواصلون دعم الحركة سياسيًا وماليًا. كما أن الحوثيين يتعاونون بشكل كامل مع حزب الله، وحماس، ومنظمات إرهابية أخرى ترعاها إيران.


وقال الموقع إن الحوثيين قاموا، منذ استئناف القتال الشهر الماضي، بتغيير طفيف في سياستهم العسكرية والتكتيكية. هناك من يدعي أن هذا تحقق بإيعاز من النظام في طهران. أوقف الحوثيون، على الأقل في الوقت الحالي، الهجمات في عمق السعودية ويركزون الآن على الهجمات داخل الأراضي اليمنية، والتي قاموا أيضًا بتقليصها.


وأشار إلى أن الهجمات السابقة تسببت في كثير من الأحيان بأضرار جسيمة للبنية التحتية الحيوية في عمق السعودية والإمارات، كما أسفرت عن مقتل العديد من السكان والمدنيين، وجرى تنفيذها باستخدام صواريخ كروز، وصواريخ باليستية، وطائرات بدون طيار انتحارية من إنتاج جماعة الحوثيين بشكل مستقل بمساعدة تكنولوجية إيرانية، أو باستخدام أسلحة مطورة ومنتجة في إيران ونقلها إلى الحوثيين. وخير مثال على ذلك هي طائرة “شاهد-136” المسيرة الإيرانية التي يبلغ مداها الأقصى 2200 كم والموجودة في الأراضي اليمنية، وهي نفس الطائرة بدون طيار التي نقلها الإيرانيون أيضًا إلى الجيش الروسي الذي استغلها بكثافة في حربه في أوكرانيا.


وذكر الموقع أن الأيديولوجية والديماجوجية المعادية لإسرائيل التي تبناها الحوثيون، بالإضافة إلى التهديدات المتكررة التي صرحوا ولا يزالوا يصرحون بها ضد إسرائيل، غالبًا ما تسبب قلقا في المؤسسة الأمنية. وبلغت ذروتها عندما وضع الجيش الإسرائيلي في بداية شهر كانون الثاني / يناير من هذا العام بطارية قبة حديدية في منطقة إيلات خوفًا من هجوم الحوثيين على أهداف مهمة في المدينة الجنوبية، وذلك قبل أيام قليلة من هجوم الحوثيين على أبوظبي عاصمة الإمارات، أثناء زيارة الرئيس هرتسوغ للإمارات.


ولفت الموقع إلى إن القدرات العسكرية المهولة للحركة، وموقعها الجغرافي البعيد عن إسرائيل، وكونها ساحة “جديدة” وأجنبية نسبيًا، لا تضفي إحساسًا بالأمن في إسرائيل نحوها. على الرغم من الخطاب الحوثي الذي يتسم بمعاداة شديدة لإسرائيل ومعاداة السامية، إلا أن الحوثيين تجنبوا، حتى الآن، الهجوم المباشر على الأراضي الإسرائيلية، ومن المحتمل أن يكون هذا هو الحال في المستقبل القريب أيضًا. ومع ذلك، قد يتغير قرار الحوثيين بسبب التطورات المهمة في اليمن، أو جراء سيناريو حرب إسرائيلية كبيرة ضد حزب الله أو وكيل إيراني آخر، أو تعليمات إيرانية صريحة.


وطرح الموقع تساؤلًا حول سبب عدم مهاجمة الحوثيين لإسرائيل رغم امتلاكهم الإمكانيات، والرغبة، وزعمهم أن لديهم أيضًا “بنك أهداف إسرائيلي”، بالإضافة إلى المساندة الإيرانية، وأرجع الموقع ذلك إلى ردع الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أو ربما لا مصلحة لهما في مثل هذا الهجوم، أو ربما ينتظران التوقيت المناسب والأنسب لهما.


ويقدر الخبراء أن “التوقيت المناسب” لحركة الحوثيين التي تبنت شعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”، قد يكون ممكناً، كما ذكرنا، في ظل التطورات الهامة. على سبيل المثال، قد تتيح إنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأجل إيلاء مزيد من الاهتمام لما يحدث في إسرائيل، وتسهل تكديس وتطوير الأسلحة ذات الصلة لشن هجوم على إسرائيل.


كما يزعمون أن مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل على (سوريا، لبنان، البرنامج النووي الإيراني، وغيرها)، أو مواجهة كبيرة بين إسرائيل وأحد وكلاء إيران في المنطقة (حزب الله، حماس، والميليشيات في سوريا والعراق) قد تتسبب أيضًا في رد فعل للحوثيين ضد إسرائيل. التضامن مع “محور المقاومة” والرغبة في مساعدة أصدقائهم حين الشدة – سيتطلب منهم الرد على هذا الأساس. بطبيعة الحال، فإن نطاق الهجوم ودوافعه سيتوافق مع حجم الصراع الإسرائيلي الإيراني في المنطقة، إذا تطور.


وتشمل هذه القائمة أيضًا: الخطاب السياسي الإسرائيلي حول الحركة وأنشطتها الإرهابية، وأيضًا – التهديدات والتحذيرات العلنية ضدها. ومن المرجح أن تزيد هذه أيضًا من دافع الحوثيين لمهاجمة إسرائيل. بالمناسبة، ليس بالضرورة أن يهاجم الحوثيون الأراضي الإسرائيلية. قد يهاجم الحوثيون السفن والناقلات التابعة لإسرائيل القادمة من الشرق إلى ميناء إيلات عبر المضيق الاستراتيجي “باب المندب”. لا يجب التقليل من هذه الأهداف، لقد هاجم الحوثيون بالفعل ناقلات وسفن سعودية وبريطانية وغيرها من (سفن) النفط والبضائع في الماضي.


ولا يخفى على أحد أنه منذ توقيع اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين، ازداد حجم التجارة الأمنية بين الدولتين، كما زاد الوجود السياسي والعسكري الإسرائيلي في تلك الدول بشكل طبيعي. وقد أدرك الحوثيون هذا الوجود الإسرائيلي، ويخشون أن يستغل “المحتلون الصهاينة” وجودهم في تلك الدول لتنفيذ عمليات عسكرية واستخباراتية ضد الحركة.


بشكل عام، فإن الجزء الأكبر من تهديدات الحوثيين لإسرائيل يتعلق بعلاقات إسرائيل مع الدول العربية والأعمال المزعومة التي تقوم بها إسرائيل “ضد الشعب اليمني”، على حد تعبير مسؤولين بارزين في الحركة. اعتبارًا من اليوم، فإن الحوثيين “هنا” متواجدون من أجل البقاء، وعلى الرغم من الاعتقاد الذي كان سائدًا حول سهولة إخضاعهم، إلا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سرعان ما اتضح له أنه لن يكون قادرًا على القيام بذلك، ومنذ ذلك الحين هو وجيشه غارقون في “الوحل اليمني” ويواجه صعوبة في الخروج منه.


نقطة أخرى مثيرة للاهتمام هي المصير الذي تشترك فيه السعودية وإسرائيل في هذا السياق. دولتان ذاتا سيادة تقاتلان التنظيمات الإرهابية القاتلة الموجودة في جنوب الدولتين. في السعودية، على عكس إسرائيل، تمكنوا من الاستفادة وتوجيه الخطاب الإعلامي والعالمي، وتحقيق إجماع واسع نسبيًا لمعظم عملياتها العسكرية في اليمن.


مليشيا الحوثي هاجمت ميناء الضبة للمرة الثانية خلال شهر

ذكر موقع نتسيف نت أن مليشيا الحوثي هاجمت مجددًا ميناء الضبة النفطي بمديرية حضرموت شرقي اليمن للمرة الثانية خلال شهر.


قالت وزارة النفط اليمنية، إن الميليشيا نفذت عملاً تخريبيًا وإرهابيًا جديدًا استهدف مجددًا ميناء الضبة النفطي في مديرية حضرموت، باستخدام طائرة مسيرة انتحارية، أثناء وجود سفينة تجارية في الميناء.


كما أكد البيان أن الحكومة الشرعية اليمنية ستعمل مع جميع الأطراف في البلاد للتعامل مع تهديدات الحوثيين والطائرات المسيرة الإيرانية التي حاولت مهاجمة الميناء لمضاعفة حربها الشرسة ضد الشعب اليمني؛ لتفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة معاناة المواطنين اليمنيين في كافة المحافظات.


تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية

حذرت وزارة النفط اليمنية من تداعيات هذه الأعمال الإرهابية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، خاصة أن الميليشيات لا تؤمن بسلامة الملاحة والجوانب الإنسانية والمعاهدات الدولية.


وأكدت وزارة النفط اليمنية أن الهجوم يعكس الإصرار الواضح لميليشيا الحوثي على مواصلة هجماتها على المؤسسات والمنشآت المدنية، وتقويض الأمن والاستقرار في اليمن، وعرقلة أي حل سياسي لإنهاء الحرب.


تصعيد حوثي

وأكدت الوزارة أن هذا الهجوم الإرهابي لن يثني الحكومة اليمنية عن مواصلة مهامها لاستعادة نشاط مؤسسات الدولة، بل سيزيد من إصرار وثبات الشعب اليمني في تحقيق طموحاته واستعادة شرعيته حتى يعود إليه السلام.


جدير بالذكر أن مليشيا الحوثي صعدت هجماتها على الموانئ النفطية، منذ انتهاء الهدنة الأممية مطلع أكتوبر / تشرين الأول، في إطار حرب اقتصادية تخوضها ضد البنية التحتية للاقتصاد الوطني.


هاجمت طائرات مسيرة للحوثيين نفس الميناء قبل حوالي شهر، بعد يومين من هجوم مماثل على ميناء النشيمة بمحافظة شبوة، وقد لقيت هذه الهجمات إدانة دولية واسعة النطاق، ووصفت بأنها عمل إرهابي ضد اقتصاد البلاد.


الحوثيون قد يهددون بمزيد من الهجمات البحرية

تناول سيث جي فرانتزمانب[1] في صحيفة جيروزاليم بوست تحذير رئيس الأركان اليمني، صغير بن عزيز، قائد عام العمليات المشتركة، من أن الحوثيين قد يزيدون هجماتهم على أهداف بحرية، وقال إن بن عزيز، الذي عينه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في فبراير 2020، معروف بأنه من أشد المعارضين للحوثيين.


تأتي المخاوف من تهديدات الحوثيين في البحر بعد أن استهدفت إيران سفينة تجارية باستخدام طائرة بدون طيار من طراز شاهد جرى إطلاقها من چابهار. ليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها إيران بذلك.


ونقلت العين عن صغير قوله “إن تهديد ميليشيا الحوثي الإرهابية للممرات المائية والملاحة الدولية يعد امتدادًا لأعمالها الإرهابية التي بدأت منذ سنوات بتهديد أرواح اليمنيين”.


في وقت سابق من هذا الشهر، اعترضت الولايات المتحدة شحنة من 70 طنًا من الوقود كانت متجهة إلى اليمن، والتي كان من المحتمل إرسالها إلى الحوثيين من إيران لصناعة الصواريخ. تم إخفاء وقود الصواريخ الإيراني على مركب شراعي كان قبالة الساحل ولا يرفع أي علم وطني، مما يشير إلى تورطه في نوع من التهريب غير المشروع. يشير اكتشاف الوقود إلى نشاط إيراني شائن.


وذكر التقرير أن “مليشيا الحوثي تهدد الملاحة البحرية بإيعاز من إيران وبدعم مباشر منها”، وشدد بن عزيز على أن الأضرار الناجمة عن هذه التهديدات ستطال جميع دول المنطقة إذا لم يتم معارضة تصرفات إيران.


بن عزيز حليف رئيسي للسعودية والإمارات. وجاء بيانه بعد أن “أحبطت قواته تمركزًا عسكريًا لميليشيا الحوثي في مواقع مطلة على البحر الأحمر، فضلا عن تجربتها لصاروخ مضاد للسفن بدعم من الحرس الثوري الإيراني”.


وأشار البيان إلى أن الحوثيين يسيطرون على شريط ساحلي في اليمن يمتد نحو 300 كيلومتر حتى الحديدة.


اعتراض طائرة مسيرة انتحارية أطلقها الحوثيون باتجاه ميناء نفطي شرقي اليمن

ذكر موقع نتسيف نت العبري أن القوات الدفاعية لميناء قنا النفطي -الواقع في منطقة رضوم بمحافظة شبوة شرقي اليمن-أحبطت، في 9 نوفمبر، محاولة للحوثيين لمهاجمة ناقلة نفط عند دخولها الميناء لتفريغ حمولتها.


وقالت مصادر عسكرية إن مليشيا الحوثي حاولت مهاجمة ميناء قنا النفطي بمديرية “رضوم” بطائرة مسيرة انتحارية.


بحسب ما أورده موقع “نيوزيمن، أكدت المصادر إسقاط الطائرة المسيرة الحوثية وإحباط الهجوم الذي كان سيؤدي حال نجاحه إلى كارثة بيئية كبرى في بحر العرب قبالة الساحل الشرقي لليمن.


وأوضح الموقع أن محاولة مليشيا الحوثي الهجوم على الميناء تزامن مع وصول ناقلة وقود كانت تنوي تفريغ آلاف الأطنان من السولار ، مشيرًا إلى أن السفينة أفرغت شحنة الوقود بعد إحباط الهجوم.


ويأتي الهجوم بعد نحو ثلاثة أسابيع من هجوم مماثل شنه الحوثيون على ميناء النشيمة النفطي – النشيمة بنفس المحافظة- وهجوم آخر على ميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت.


وحظي هذان الهجومان بإدانة دولية واسعة، وهددت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، أكثر من مرة بمهاجمة منشآت نفطية، وشركات إنتاج وتصدير، وشركات نقل نفطية في البحر الأحمر وبحر العرب.


الإمارات تعلن عن بناء مدينة سكنية في جزيرة ميون اليمنية

ذكر موقع نتسيف نت أن الإمارات استأنفت أنشطتها في الجزر اليمنية عبر وكلائها المحليين على الرغم من إعلان أبوظبي انسحاب قواتها المشاركة في “تحالف دعم الشرعية في اليمن” بقيادة السعودية عام 2019.


جرى الإعلان مؤخرًا عن نية أبوظبي لبناء مدينة سكنية على جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية بالقرب من باب المندب، أحد أهم المضائق في العالم.


كشفت وسائل إعلام دولية، في 11 أبريل 2021، عن إنشاء قاعدة جوية إماراتية على نفس الجزيرة.


جدير بالذكر أن محافظ عدن “أحمد لملس” التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا وقَّع، في 30 أكتوبر 2022، اتفاقية مع شيخ جزيرة ميون صالح الخرور؛ لبناء 140 وحدة سكنية في الجزيرة بتمويل من دولة الإمارات.


وبحسب البيان الذي نشره المحافظ على صفحته على فيسبوك: “يشمل المشروع 140 وحدة سكنية إضافة إلى مشاريع البنية التحتية للمشروع وكافة الخدمات الملحقة من مدارس، ووحدات صحية، وغيرها من المرفقات الخدمية للمشروع سيتم تنفيذها على مراحل مزمنة”.


قاعدة عسكرية

يعود النشاط العسكري الإماراتي في جزيرة ميون إلى السنوات الأولى من الحرب، حيث أفادت مصادر عسكرية عن محاولة الإمارات المبكرة إنشاء مهبط للطائرات هناك.


إلا أن أعمال البناء توقفت بشكل مؤقت، ثم استؤنف العمل في الجزيرة، دون معرفة الأسباب.


كشفت صور أقمار صناعية نشرتها وكالة أسوشيتيد برس في 11 أبريل 2021، عن إنشاء مدرج جديد لقاعدة جوية عسكرية إماراتية في جزيرة ميون، إضافة إلى وصول تعزيزات عسكرية إماراتية ضخمة إلى الجزيرة.


يقول مراقبون يمنيون إن الإمارات تريد إيجاد موقع بديل، بعد تفكيك قاعدتها العسكرية في ميناء عصب الإريتري قبل عام.


ومن الأسباب أيضاً المنافسة المتزايدة بين القوى الدولية على الموانئ الإفريقية، حيث إن وجودها يعيق دولة الإمارات، على عكس جزيرة ميون التي كانت خيارًا آمنًا وملائمًا لها، سواء من حيث موقعها الجغرافي أم خصائص التركيبة السكانية، أو طبيعة السلطة التي يعملون بموجبها.


كانت الجزيرة على مر التاريخ هدفًا استراتيجيًا لمشاريع التأثير، وقد تعرضت لمحاولات غزو من البرتغاليين والبريطانيين.


وبحسب مراقبين فإن هناك علاقة بين إسرائيل ومحاولات السيطرة على الجزيرة التي لعبت دورًا في حرب أكتوبر 1973.


وفرضت القوات المصرية حصارًا بحريًا على إسرائيل وقتها من خلال إغلاق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية، بالتنسيق مع اليمن.


وبحسب خبراء عسكريين، فإن المسار في الجزيرة يسمح لمن يسيطر عليه بالسيطرة على مضيق باب المندب وشن غارات جوية على اليمن، كما يمكن أن يكون بمثابة قاعدة لأي عملية في البحر الأحمر وخليج عدن وشرق أفريقيا.


لذلك فإن السيطرة عليها تعطي تفوقًا عسكريًا واستراتيجيًا، خاصة في ظل التنافس الدولي على توسع النفوذ.


بالإضافة إلى ذلك، يطل باب المندب نفسه على قارتين: آسيا وأفريقيا، ويقدر عدد السفن وناقلات النفط التي تمر عبر المضيق بأكثر من 21 ألف سفينة بحرية كل عام (57 سفينة في اليوم)، بمعدل حوالي 3.8 مليون برميل نفط يوميًا.


البحرية الأمريكية تحبط تهريب متفجرات من إيران إلى اليمن

تناول عامي روحكس دومبا[2] في موقع يسرائيل ديفنس ما قالته البحرية الأمريكية بأنها عثرت على 70 طنًا من مكون وقود الصواريخ مخبأة بين أكياس الأسمدة على متن سفينة قادمة من إيران إلى اليمن. وقالت البحرية إن كمية فوق كلورات الأمونيوم المكتشفة يمكن أن تغذي أكثر من عشرة صواريخ باليستية متوسطة المدى، وهي نفس الأسلحة التي استخدمها المتمردون الحوثيون اليمنيون، المدعومون من إيران، لاستهداف كل من القوات المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًا في البلاد والتحالف الذي تقوده السعودية الداعم لها.


قالت البحرية الأمريكية إن سفينة خفر السواحل الأمريكية USCGC John Scheuerman ومدمرة USS The Sullivans اعترضتا سفينة شراعية خشبية تقليدية في خليج عمان في 8 نوفمبر / تشرين الثاني. اكتشف البحارة، أثناء البحث، أكياسًا من فوق كلورات الأمونيوم مخبأة داخل ما بدا في البداية أنه شحنة من سماد اليوريا.


وتأتي جهود التسليح، فيما يبدو، في الوقت الذي هددت فيه إيران كلا من السعودية والولايات المتحدة ودولا أخرى خلال الاحتجاجات في الأشهر الأخيرة التي دعت إلى إسقاط النظام الديني في الجمهورية الإسلامية.


اتهمت طهران القوى الأجنبية – وليس شعبها المحبط – بتأجيج الاحتجاجات، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 344 شخص، واعتقال 15820.


وقال تيموثي هوكينز، المتحدث باسم الأسطول الخامس في الشرق الأوسط، لوكالة أسوشيتيد برس: “هذا النوع من الشحنة والحجم الهائل للمتفجرات مصدر قلق خطير لأنه يزعزع الاستقرار”. و”النقل غير المشروع للأسلحة من إيران إلى اليمن يؤدي إلى عدم الاستقرار والعنف”.


قال هوكينز إن البحرية أغرقت السفينة التي تحمل على متنها كثير من المواد بسبب الخطر. ونقلت طاقمها اليمني الأربعة إلى السلطات المدينة


إيران وتهريب الأسلحة للحوثيين

قالت الشؤون العامة في القيادة الوسطى للقوات البحرية الأمريكية إن الاعتراض جرى في “طريق يستخدم تاريخيًا لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن”، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لعام 2015 الذي فرض “حظر توريد الأسلحة” والذي جاء ليشمل الحوثيين بقرار مجلس الأمن رقم 2624 لعام 2022.


وفي سياق متصل قال ميخائيل ستار[3] في صحيفة جيروزاليم بوست إن إيران كانت تزود الحوثيين بمنصات أسلحة مختلفة في حربهم الأهلية في اليمن، والتي شارك فيها تحالف من القوات بقيادة السعودية. وفقًا لوزارة العدل الأمريكية، قام الحرس الثوري الإسلامي بتنسيق جهود التهريب في عمليات اعتراض أمريكية سابقة. غالبًا ما تضمنت هذه الجهود استخدام القوارب السريعة أو المراكب الشراعية.


وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل “إريك” كوريلا: “تلتزم القيادة المركزية الأمريكية، إلى جانب القوات الشريكة لنا، بأمن واستقرار المنطقة وردع التدفق غير القانوني والمزعزع للاستقرار للمواد المتفجرة إلى المنطقة برًا وجوًا وبحرًا”.


وبحسب بيان صدر يوم الخميس عن المتحدث باسم القيادة المركزية جو بوتشينو، أمضى كوريلا الأسبوع الماضي يتحدث إلى قادة من “الجيوش الشريكة في الشرق الأوسط” ومنها تلك الجيوش اليمنية.


أعلن الجيش الإسرائيلي أن قائد القيادة المركزية الأمريكية سافر إلى إسرائيل صباح الثلاثاء (15 نوفمبر) وحل ضيفًا على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي من أجل تعميق العلاقات بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي.


ضبطيات كبيرة سابقة لأسلحة إيرانية

جدير بالذكر أن البحرية البريطانية صادرت في يناير وفبراير (2022)، لأول مرة، معدات عسكرية إيرانية متجهة إلى اليمن. وقعت عمليات ضبط الأسلحة خلال عمليات أمنية بحرية روتينية في 28 يناير و 25 فبراير، وتضمنت محركات صاروخية لصواريخ كروز إيرانية الصنع 351 وترسانة من 358 صاروخ أرض – جو.


في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020، صادرت الولايات المتحدة حوالي 1.1 مليون برميل من النفط ومئات الصواريخ من عدة سفن إيرانية في بحر العرب. وشمل ذلك صواريخ أرض – جو، وصواريخ مضادة للدبابات، وبصريات حرارية، بالإضافة إلى مكونات لصواريخ كروز البحرية أرض- أرض، وصواريخ كروز المضادة للسفن، وطائرات بدون طيار، وصواريخ أخرى.


كما صادر الأسطول الخامس الأمريكي في يناير الماضي 40 طنا من سماد يوريا، عندما اعترضت مدمرة USS Cole وسفينة USS Chinook (PC-9) الساحلية سفينة صيد أخرى في خليج عمان حاولت تهريب هذه الشحنة إلى اليمن.


المزارعون اليمنيون يفاقمون مشاكل المناخ بزراعة القات

ذكر موقع i24news أن المزارعين في اليمن يقومون بتجفيف المياه الجوفية حول العاصمة صنعاء، وتجريف التربة لزراعة القات وهو ورقة خضراء مخدرة تهيمن على الحياة في البلاد ولكنها تهدد بنفاد الموارد الثمينة في الدولة المعرضة لخطر التغير المناخي.


مضغ القات مطلب وطني وهو أحد الحقائق القليلة في بلد مزقته حرب دامت سبع سنوات، وتركت الملايين يواجهون الجوع ودمرت الاقتصاد.


يحقق القات أرباحًا تفوق ثلاثة أضعاف عوائد أي محصول آخر، لكن التدفق النقدي الثابت له سعر باهظ. تتطلب زراعة النبات، مر المذاق، ريًا من الآبار العميقة واستخدامًا مفرطًا للمياه، مما أدى إلى تفاقم مشكلة ندرة المياه في اليمن.


دمر الصراع البنية التحتية للمياه – وترك ملايين الأشخاص بدون مياه صالحة للشرب أو زراعة المحاصيل – في حين جرى إهمال نظام الري التقليدي المدرج المستخدم كمصدر للغذاء في الدولة القاحلة بشبه الجزيرة العربية.


يزرع المزارعون في قريتي الحاوري وبيت الذفيف -حيث تُزرع الفاكهة والحبوب – القات الآن في مصاطب مدرجة جديدة مبنية من التربة المجرفة من الحقول في السفوح، تاركين وراءهم مساحة شاسعة من الأراضي القاحلة.


ووسط حالة الغموض الناجمة عن الحرب، فإن زراعة القات لها مزاياها حيث يستغرق بضعة أشهر فقط لجني حصاده عدة مرات في السنة بينما يحتاج حصاد أشجار الفاكهة إلى خمس سنوات.


وقال البنك الدولي إن تغير المناخ يُقلل من الاعتماد على هطول المطر في اليمن. وشهدت السنوات القليلة الماضية موجات جفاف تتخللها أمطار غزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة ولكنها لم تجدد طبقات المياه الجوفية.


وقال خالد معصار ، صاحب مزارع عنب في بيت الذفيف، “إن جميع (المزارع) جفت بسبب قلة الأمطار والآبار”.


“إنتهى الأمر.”


صناعة العسل وتغيير المناخ

وتعد صناعة العسل من الصناعات التي تأثرت أيضًا بعوامل الحرب وتغيير المناخ وتقول الأمم المتحدة إن العسل يلعب “دورًا حيويًا” في الاقتصاد اليمني، حيث تعتمد عليه 100 ألف أسرة في معيشتهم.


في حين قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يونيو / حزيران، إن “هذه الصناعة لحقت بها خسائر فادحة منذ اندلاع الصراع”.


وأضافت أن “الصراع المسلح وتغير المناخ يهددان استمرار ممارسة عمرها 3000 عام”.


لقد دفعت موجات النزوح المتتالية للفرار من العنف، وتأثير تلوث الأسلحة على مناطق الإنتاج، والتأثير المتزايد لتغير المناخ الآلاف من مربي النحل إلى عدم الاستقرار ، مما يقلل بشكل كبير من الإنتاج.”


معلومات استخباراتية عن نية إيران مهاجمة أهداف سعودية

تناول شاحر كلايمان[4] في صحيفة إسرائيل هيوم ما أفادت به مصادر سعودية وأمريكية من أن المملكة العربية السعودية شاركت المخابرات الأمريكية في تحذيرها من هجوم إيراني وشيك على أهداف سعودية، مما يبقي الجيش الأمريكي والقوات الأخرى في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى، وبحسب المسؤولين فإن الهجوم الإيراني يمكن أن يتم خلال أيام أو أسابيع؛ في محاولة لصرف الأنظار عن “احتجاج الحجاب” المستمر في الجمهورية الإسلامية منذ عدة أسابيع.


اتهم قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، في جنازة قتلى الهجوم الإرهابي في مدينة شيراز، إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة بالتآمر المشترك.


كما نقل سلامي رسالة للسعودية قال فيها: “خذوا حذركم. نحن على علم بتحريضكم. لا يمكنكم المساس بأمن بلدنا. نحن من سيقوض أمنكم”.


وزادت التوترات في إيران في الأسابيع الأخيرة، على خلفية جمود المحادثات النووية وانهيار الهدنة في اليمن، حيث يقاتل المتمردون الحوثيون، الذين يتلقون مساعدات من طهران، التحالف السعودي. قضية أخرى في صلب التوترات هي تمويل السعودية لقناة المعارضة الإيرانية “إيران الدولية”.


قلق السعودية ملموس للغاية. لقد تعرضت المنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو للهجوم في عام 2019، مما أدى إلى إلحاق الضرر بقدرة البلاد على إنتاج النفط. وتبنت مليشيا الحوثي المسؤولية على الفور، لكن من ناحية أخرى أعلنت رويترز أن إيران تقف وراء إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ بشكل مباشر.


وذكر سيث جى فرانتزمان في صحيفة جيروزليم بوست أن إيران ألمحت إلى أنها قد تحاول تقوية “أعداء” السعودية في المنطقة، وإثارة الخلافات بين السعودية و “مصر والعراق وقطر وعمان وحتى الإمارات”، فضلًا عن تشجيع انقلاب الكويت على الرياض.


وقال فرانتزمان إن إيران تلمح أيضًا إلى تعطيل صادرات النفط من السعودية، وتشجيع الحوثيين في اليمن على شن هجمات جديدة أو اتخاذ أساليب أخرى.


من الواضح أن النظام الإيراني قلق وهو الآن يرسل رسائل مفادها أن النظام سيبدأ في الانتقام.


وفي سياق متصل، ذكر موقع ماكو العبري أن عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني نشرت بعد يومين من تداول معلومات استخباراتية عن هجوم إيراني محتمل على السعودية (مقطع فيديو يحاكي هجومًا واسعًا على المملكة). ويأتي الفيديو بعد أن أنكرت وزارة الخارجية الإيرانية ونفت أي نية لاستهداف السعودية.


ويظهر الفيديو الذي تداولته قنوات عديدة على موقع تليجرام في إيران منشأة نفطية كبيرة في السعودية وفوقها مئات من الطائرات المسيرة الإيرانية من طراز شاهد 136 كالتي نقلتها إيران إلى روسيا لمساعدتها في الحرب على أوكرانيا. ويحاكي الفيديو الهجوم الذي نفذته على السعودية في سبتمبر 2019.


وفي سياق متصل ذكر موقع worldisraelnews أن القيادة المركزية الأمريكية سارعت بتوجيه طائرات مقاتلة من قاعدة في (الخليج الفارسي) نحو إيران، مما منع طهران على ما يبدو من الهجوم، ولم يكشف عن القاعدة التي أطلقت منها الطائرات.


وفيما يتعلق بالتقلبات الأخيرة بين الرياض وواشنطن، قال الصحافي الفلسطيني- الإسرائيلي خالد أبوطعمة:[5] “لم يعد العرب ينظرون إلى الولايات المتحدة بوصفها حليفًا استراتيجيًا أو حتى صديقًا، وهي أخبار ممتازة لملالي إيران ووكلائهم الإرهابيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والحوثيين في اليمن”.


تصاعد التوتر بين واشنطن والرياض

ذكر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط أن التوترات بين السعودية والولايات المتحدة تصاعدت بسبب القرار الذي اتخذته مجموعة أوبك بلس بخفض حصة إنتاج النفط بمقدار 2 مليون برميل يوميًا، وتناول ما كتبه خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية اليومية، بأن الولايات المتحدة وليست السعودية مسؤولة عن أزمة العلاقات بين البلدين بعد أن تبنت سلسلة من المواقف التي تتجاهل المصالح الأمنية للسعودية ودول المنطقة، مثل تسليم العراق للميليشيات الموالية لإيران، والهرولة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وتجاهل التهديدات التي يشكلها الحوثيون وحزب الله للسعودية. وزعم المالك أنه في ظل هذا التصرف يحق للسعودية الادعاء بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الحوثيين وإيران وحزب الله، مثلما تجرأت الولايات المتحدة على الزعم بأن السعودية تقف إلى جانب روسيا.


لقد اتخذت إدارة الرئيس جو بايدن قرارًا بإلغاء تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كمنظمة إرهابية. وبدا من هذا القرار أن الولايات المتحدة تدعم عدوان الحوثيين على المملكة، وأنها لا تعارض استمرار سيطرتهم على جزء من أرض اليمن …


وماذا فعلت الولايات المتحدة بعد معارضة الحوثيين تجديد وقف إطلاق النار؟ [لا شيء] هذا على الرغم من أن عدم التجديد يضر بالمملكة واليمن ودول المنطقة، وعلى الرغم من وجود اتفاق دولي على أهمية وقف إطلاق النار إلا أن الولايات المتحدة لم تمارس أي ضغط لمعالجة هذه الأزمة، على الرغم من كونها القوة العظمى القادرة على ذلك.


ألم يثر الدهشة هذا الموقف [الضعيف] الذي أبدته الولايات المتحدة من إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت أرامكو، التي تواجه فيه إيران تهمًا بالتورط في هذا الحدث الإجرامي؟ بعد كل شيء، فإن إيقاف [نشاط] هذه المنشآت يقلل من إنتاج [النفط] نتيجة العدوان. وكذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية التي يطلقها الحوثيون من اليمن على المدنيين، والمطارات، والأسواق في عدة مدن بالمملكة.


ألم تحتل إيران جزرًا تابعة للإمارات و تعلن أن لديها أربع عواصم: بغداد وبيروت وصنعاء ودمشق إلى جانب [عاصمتها] طهران.


سيكون من مصلحة البلدين الحفاظ على الصداقة بينهما والتمسك بالتحالف بينهما واحترام موقف كل منهما بما يستجيب للمصالح المشتركة.


استهداف ناقلة نفط يملكها رجل أعمال إسرائيلي في خليج عمان

في ظل توجيه اتهامات إيرانية للسعودية وإسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف خلف تأجيج الاحتجاجات في طهران، وورود أنباء استخباراتية حول هجوم إيراني وشيك على أهداف سعودية، ذكر موقع بخزيت ميديا العبري أن ناقلة نفط يملكها الملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر تعرضت للهجوم في خليج عمان. وتشير التقارير إلى انفجار طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات على السفينة، وزعمت الشركة أن الفحص الأولي أظهر إصابة السفينة بصاروخ، كما زعمت قناة الحدث السعودية أن السفينة تعرضت لاستهداف من طائرة انتحارية إيرانية بدون طيار من طراز شاهد -136.


وتحمل السفينة المعروفة باسم (Pacific Zircon) علم ليبيريا، وترتبط بشركة Eastern Pacific Shipping في سنغافورة التي يملكها رجل الأعمال عوفر. وبحسب بيان الشركة، لم يصب الطاقم بأذى ولم تتضرر الناقلة سوى أضرار طفيفة. كانت السفينة في طريقها من عمان إلى الأرجنتين.


ليس معروفًا على وجه اليقين حتى الآن من يقف وراء الهجوم، لكن هناك تقدير متزايد في إسرائيل بأنها عملية إيرانية. ولا يعرف المسؤولون الأمنيون ما إذا كان الهجوم على السفينة ناتجًا عن ارتباطها الخاص بالملكية الإسرائيلية، أم أنه عمل انتقامي ردًا على هجوم على قافلة من ناقلات وقود تحمل أسلحة من قبل عناصر موالية لإيران على الحدود السورية العراقية، وهو ما تنسبه إيران لإسرائيل.


وبحسب الخبراء، فإن الاحتمال الآخر لمحاولة الهجوم الإيراني هو تركيز الرأي العام العالمي على هذه القضية، وتقليل التقارير عن التظاهرات العاصفة في البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن الدول الغربية فرضت، في الأيام الأخيرة، عقوبات جديدة على مسؤولين بارزين في إيران، على خلفية التجاوز في قمع الاحتجاجات.


وقالت مصادر أمنية في إسرائيل إن لعيدان عوفر ملكية ثانوية للناقلة. ورغم ذلك هاجمت إيران سابقًا ناقلات كانت مرتبطة برجال أعمال إسرائيليين، لذلك لا تستبعد إسرائيل ردًا إيرانيًا هذه المرة أيضًا.


التعاون العسكري الإسرائيلي مع الإمارات “ثوري”

قال محللون دفاعيون إن التعاون العسكري الإسرائيلي مع الإمارات هو تطور “ثوري” يمكن أن يحول الأولى إلى قوة إقليمية رئيسية.


أفاد تقرير نشره موقع “تاكتيكال ريبورت” الإخباري، أن صور الأقمار الصناعية كشفت في سبتمبر أن الإمارات نشرت نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي باراك 8 للحماية من هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية. وأفاد التحليل أن قاذفتين من طراز باراك بالإضافة إلى نظام رادار Elta ELM 2084 تعملان بالقرب من قاعدة الظفرة الجوية جنوب أبوظبي.


وصف د. دان شوفتان، رئيس برنامج الدراسات العليا الدولية في دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا، الانتشار بأنه “ثوري” وقال إنه يدل على أن إسرائيل قد أصبحت للمرة الأولى قوة إقليمية كاملة.


قال شويفتان لـ The Media Line: “نحن معروفون في جميع أنحاء العالم كقوة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا والابتكار”. لكن الشيء الوحيد الذي فقدناه لكي نكون قوة إقليمية مكتملة الجوانب هو القدرة على المناورة بين القوى المختلفة في الشرق الأوسط. لفترة طويلة، كان تصور إسرائيل ليس فقط أنه ليس من المفيد للقوى التعاون مع إسرائيل، ولكن أيضًا أنه قد يؤدي إلى نتائج عكسية، لأن إسرائيل كانت مكروهة ومعزولة للغاية في المنطقة، وهو أمر تغير هذا الآن بطريقة أساسية للغاية “.


تحالف إسرائيل المزدهر مع العديد من الدول العربية في مواجهة التهديد الإيراني يظهر أيضًا لدول خارج المنطقة أنه لم يعد من الممكن تجاهلها كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط.


وأكد شويفتان: “هذا ثوري. إنه يسهل على إسرائيل الدفاع عن نفسها، لأن إيران لها حلفاء على حدود إسرائيل بينما لم يكن لإسرائيل حلفاء على حدود إيران. هذا يتغير الآن “.


وفقًا لأرقام وزارة الدفاع، شهدت إسرائيل ارتفاعًا حادًا في الطلب على منتجاتها الدفاعية في السنوات الأخيرة. في الواقع، شهد عام 2021 تسجيل مبيعات الأسلحة في البلاد على مستوى قياسي بلغ 11.3 مليار دولار ، وذهب 7٪ من تلك المشتريات إلى دول الخليج.


كما اعتبر محللون آخرون أنباء الانتشار في الخليج بمثابة تطور إيجابي لمكانة إسرائيل.


قال الدكتور يوئيل جوزانسكي، زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي وعضو سابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، “إنها أهم صفقة أبرمتها إسرائيل مع دولة عربية على حد علمي، إنه نظام دفاع كبير للغاية به العديد من الأجزاء المتحركة.”


ومن المتوقع أن تستخدم الإمارات هذه التكنولوجيا لمواجهة التهديد المتزايد من جماعات الحوثي المتمردة، المدعومة من إيران، في اليمن، والتي شنت عددًا من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على الدولة الخليجية في وقت سابق من هذا العام.


وأشار جوزانسكي إلى أنه على الرغم من وقف إطلاق النار في اليمن في الوقت الحالي، إلا أن القتال يمكن أن يبدأ مرة أخرى في أي لحظة، وقد أظهر الحوثيون أنهم لا يعيرون اهتمامًا بإطلاق النار على الإماراتيين أو السعوديين.


قال جوزانسكي: “لقد وقفت إسرائيل إلى جانب الإمارات في وقت الحاجة، إنه أمر مهم للغاية وأفترض أنهم سيتذكرون إسرائيل بشكل إيجابي من حيث أنهم ساعدوا الدولة في الدفاع عن نفسها بشكل أفضل.”


يحتوي النظام على تكوينات أرضية وبحرية، وإذا ثبت نجاحه في الإمارات، فقد يؤدي ذلك إلى رغبة دول أخرى في شرائه أيضًا.


مناورة جوية إسرائيلية – إماراتية – أمريكية مشتركة

جدير بالذكر أن قناة “ميلخ هشخوناه” على التليجرام أفادت في 11 نوفمبر، أنه قد شوهدت طائرتان من طراز F-35 تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي اليوم برفقة طائرتين أمريكيتين من طراز B-52 وهي تمر في سماء السعودية في اتجاه المجال الجوي لدولة الإمارات العربية المتحدة.


أثر العلاقات الإيرانية- الروسية على الأحداث في الشرق الأوسط

ذكرت انا شافتل في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي أن النظام الإيراني عمق علاقاته مع روسيا، حيث زود موسكو بطائرات بدون طيار، وأرسل مستشارين عسكريين إيرانيين لمساعدة الروس في تشغيل الأسلحة الإيرانية الصنع. في الوقت الذي انخفضت فيه الضربات الصاروخية المدعومة من إيران في الشرق الأوسط خلال شهر أكتوبر مقارنة بالعدد المرتفع بشكل استثنائي في سبتمبر، أصبحت روسيا الآن الجهة الأكثر استخدامًا للطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع. تشير التقارير إلى أن إيران تخطط الآن أيضًا لبيع صواريخ باليستية لروسيا.


وفيما يتعلق باليمن قالت شافتل إن النظام الإيراني يواصل توظيف وكلائه الإقليميين؛ لتقويض استقرار الشرق الأوسط. ولفتت إلى أن الهدنة انتهت دون وجود بديل تاركة آمالًا محدودة في إرجاء أعمال العنف التي نفذها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران. بعد إطلاق أكثر من 110 مقذوف خلال شهر سبتمبر، وهو ثاني أعلى معدل وفقًا لرصد المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، لقد أطلقت الجماعات الموالية لإيران في الشرق الأوسط إحدى عشرة قذيفة خلال شهر أكتوبر.


وانتهت الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن في الثاني من أكتوبر / تشرين الأول، دون التوصل لاتفاق جديد يحل محلها.


في 21 أكتوبر / تشرين الأول، شن الحوثيون هجومًا بطائرة مسيرة على ميناء الضبة في اليمن، مستهدفين ناقلة نفط. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم ووصفه بأنه تهديد لعملية السلام في اليمن.


يواصل النظام الإيراني تزويد روسيا بطائرات بدون طيار وقد أرسل الآن أفرادًا عسكريين لتدريب القوات الروسية وتقديم المشورة لها بشأن استخدام الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع. تنكر كل من إيران وروسيا تبادل أي أسلحة منذ بدء الصراع في أوكرانيا، على الرغم من المعلومات الاستخباراتية والصور التي تثبت أن الروس يستخدمون طائرات بدون طيار إيرانية الصنع. أطلقت روسيا ما يقرب من 240 طائرة بدون طيار إيرانية الصنع إلى الأراضي الأوكرانية خلال أكتوبر وأكثر من 300 طائرة منذ 13 سبتمبر، وهو ما يتجاوز أي استخدام شهري لشركاء إيران في الشرق الأوسط وذلك وفقًا لرصد المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي مقذوفات إيران.


وفي سياق متصل عبر يتسحاق باريك[6] في صحيفة جيروزاليم بوست عن مخاوفه قائلًا إن استراتيجية الحرب التي يشنها الروس ضد أوكرانيا سوف يستخدمها الإيرانيون في قتالهم ضد إسرائيل، وهي بالتأكيد ستزداد حدتها مرات عديدة حيث إن أوكرانيا أكبر بـ27 مرة من إسرائيل.


من ناحية أخرى، في إسرائيل الصغيرة، يتركز أكثر من 70٪ من سكانها في 20٪ من أراضيها، خاصة في منطقة تل أبيب الكبرى. هذه المنطقة هي واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم وهي القلب النابض للدولة التي بدونها لا حياة لإسرائيل.


في الحرب متعددة الساحات القادمة ستكون هذه المنطقة هدفًا صغيرًا وأساسيًا ومركّزًا سيتم مهاجمته يوميًا بآلاف الصواريخ، والقذائف ومئات الطائرات بدون طيار الإيرانية، وقد تكون نتائج هذه الهجمات تدمير مئات المواقع كل يوم.


ولفت باريك إلى إن مساعدة إيران لروسيا في أوكرانيا يمكن أن تؤدي إلى سماح روسيا لإيران بمهاجمة إسرائيل. وقال إن إسرائيل تحتاج إلى فهم أن الطائرات بدون طيار الإيرانية من النوع الذي اشترته روسيا من إيران كانت منذ فترة طويلة في أيدي حزب الله والميليشيات الشيعية الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن. يصل مدى الطائرات الإيرانية بدون طيار إلى 1000 كيلومتر. ولديهم أيضًا طائرات بدون طيار يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.


الطائرات بدون طيار من هذا النوع بسيطة جدًا من حيث هيكلها، لذا فهي رخيصة جدًا من حيث تكاليف الإنتاج والشراء. وبحسب التقارير، فإن تكلفة مشترياتها تصل إلى 20 ألف دولار فقط (71 ألف شيكل) للوحدة.


تبلغ الطاقة الإنتاجية لصناعة الطائرات بدون طيار الإيرانية عدة آلاف سنويًا. في الواقع، يمكن أن يشتري سعر شراء طائرة مقاتلة من طراز F-35 حوالي 4000 طائرة بدون طيار.


مع الآلاف من الطائرات بدون طيار، من الممكن الهجوم في آن واحد بعشرات الطائرات بدون طيار يوميًا، لذلك يواجه نظام الدفاع الجوي صعوبة في تحديد موقعها واعتراضها.


يبلغ وزن الرأس الحربي الذي تحمله (الطائرة بدون طيار) حوالي 40 كجم. والضربة الدقيقة بهذه الحمولة ستؤدي بالتأكيد إلى أضرار جسيمة وإصابات. الطائرات بدون طيار دقيقة وموجهة بواسطة بنظام(GPS) ، ومستوى دقتها حوالي 10 أمتار.


بمجرد إطلاقها، لا تتصل الطائرات بدون طيار بالقاذفات ولا يمكن تعطيل رحلتها إلى الوجهة. تحلق الطائرات بدون طيار على ارتفاع منخفض، ليلًا أو نهارًا، ويصعب تحديد موقعها.


جدير بالذكر أن وسائل إعلام إيرانية نشرت، بعد إعلان إيران أنها نجحت في تصنيع صاروخ باليستي يفوق سرعة الصوت، تهديدات باللغة العبرية تفيد بأن هذا الصاروخ قادر على الوصول إلى إسرائيل في غضون 400 ثانية، وأنه سيغير قواعد اللعبة، كما يمكنه تفادي أنظمة الدفاع الجوية الحديثة.


الهوامش

 إخفاء الهوامش

محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل سابقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

– مهندس برمجيات، حاصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من الجامعة المفتوحة، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة تل أبيب في تخصص الردع السيبراني. ويعمل حاليًا محررًا في المجال التكنولوجي لدى مجلة وموقع “إسرائيل ديفنس”. وتشتمل مجال تغطيته العالم السيبراني، التكنولوجيا العسكرية، الإبتكارات التكنولوجية، والعلاقات بين التكنولوجيا والشركات. عمل سابقًا لدى موقع “ماكو” وفي قسم التكنولوجيا في موقع “والا”.

– مدير ديسك في صحيفة جيروزاليم بوست. لديه خبرة في مجالات الأمن والدبلوماسية العامة. حاصل على بكالوريوس في الحكومة، وماجستير في مكافحة الإرهاب والأمن القومي من مركز هرتسليا متعدد التخصصات. ويغرد على: @Starrlord89

– شاحر كلايمان: صحفي ومحرر في موقع “إسرائيل هيوم”، وهو باحث ماجستير في دراسات الشرق الأوسط في جامعة “بار إيلان”. ويغرد على: https://twitter.com/skleiman5791

– ولد عام 1963 في مدينة طولكرم الفلسطينية، وهو صحافي فلسطيني- إسرائيلي ومحاضر ومخرج أفلام وثائقية، ومراسل لصحيفة ذا جيروزاليم بوست”، كما إنه يكتب في معهد جيتستون في نيويورك. يعمل أبوطعمة منتجًا ومستشارًا إعلاميًا لهيئة الإذاعة الوطنية NBC news منذ عام 1989.

– جنرال احتياطي في الجيش الإسرائيلي، وعضو في مشروع النصر الإسرائيلي. كان قائدًا للجبهة الجنوبية والكليات العسكرية، فضلًا عن عمله محققًا للشكاوى في الجيش الإسرائيلي. حصل على وسام الشجاعة لخدمته خلال حرب يوم الغفران.


هل يجب أن تخاف إسرائيل من الحوثيين في اليمن؟ - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/19080

الخميس، 10 نوفمبر 2022

فلسطينيو 48 بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان المقاطعة

 مقدمة

يبلغ تعداد فلسطيني 48 حوالي 2 مليون نسمة، ويشكلون ما يقرب من 21٪ من إجمالي السكان في إسرائيل، بينما تبلغ نسبتهم الانتخابية 16% وبالتالي يمكنهم إدخال 19 نائبًا من مجموع 120 نائبًا في الكنيست، ولكنهم لم يصلوا إلى تمثيل يناسب قوتهم بسبب انخفاض نسبة التصويت من ناحية وتوزيع أصواتهم على أحزاب فلسطينية و يهودية من ناحية أخرى.

ينقسم فلسطينو 48 على أنفسهم فيما يتعلق بالمشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلية السابقة والحالية، حيث يرى البعض ضرورة الانخراط للحصول على استحقاقاتهم المدنية، ومواجهة التطرف والعنصرية الإسرائيلية، بينما يرى آخرون أنَّ المشاركة لا طائل منها وأن الوجود الفلسطيني على مقاعد الكنيست هو خدمة ودعاية مجانية لدولة إسرائيل، وتخلق انطباعًا لدى دول العالم بأن إسرائيل تتمتع بالديموقراطية، وعلى الرغم من الوجود العربي في الكنيست لمدة 73 عامًا إلا أن المحصلة تؤول إلى الصفر.

شهد المجتمع العربي في إسرائيل، خلال العقد الماضي، توجهًا واضحًا يسعى إلى اندماج فلسطيني الداخل في الاقتصاد، والمجتمع، والثقافة، وكذلك في المجال السياسي على الرغم من الإقصاء المستمر من جانب قطاعات كبيرة من المجتمع اليهودي ودولته.

الثقل الانتخابي

من المفترض أن يتوجه مواطنو إسرائيل للتصويت للمرة الخامسة، خلال عامين ونصف، على انتخابات الكنيست الـ25 في 1 نوفمبر 2022، وهو وضع يعكس مستويات مقلقة من عدم الاستقرار وانعدام الحكم.

جدير بالذكر أن الأحزاب العربية الأربعة اتحدت سويًا في “القائمة المشتركة” عام 2015؛ عندما قررت حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو وأفيجدور ليبرمان، رفع نسبة الحسم في الانتخابات من 2% إلى 3.25%؛ بهدف إسقاط الأحزاب الصغيرة، وخصوصًا العربية ، وصارت هناك حاجة للحصول على 140 ألف صوت حتى تعبر نسبة الحسم وتدخل الكنيست.

صوت فلسطينو الداخل بأعداد كبيرة للقائمة المشتركة وفاز بــ 13 مقعدًا في الكنيست الـ22، ، و15 مقعدًا في الكنيست الـ23 – وهو رقم غير مسبوق. وهذا التصويت العربي الكبير للقائمة المشتركة جاء على حساب التصويت للأحزاب اليهودية، التي انخفضت نسبة التأييد لها في انتخابات الكنيست، والتي وصلت إلى نقطة متدنية أو (12٪ في الكنيست الـ23 مقابل 28٪ في انتخابات الكنيست الـ21 و 18٪ في الكنيست الـ22).

شكلت الحكومة الـ 36 (بينيت – لابيد) التي تولت السلطة بعد انتخابات 2021 سابقة من عدة نواح، لأن الائتلاف الداعم لها ضم، لأول مرة، حزبًا عربيًا، هو القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس، ولكن بدأ شأنها يتقوض، في ربيع عام 2022، بعد انسحاب عدة أعضاء في الكنيست من دعمها. أدى فقدان الأغلبية البرلمانية إلى حل الكنيسيت نفسه والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، ونتيجة لذلك عيَّن يائير لابيد، زعيم حزب يش عتيد، رئيسًا للوزراء لتصريف الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.

أوضحت التطورات السياسية السابقة، ثقل الصوت العربي، لتثير في الخطاب العام مسألة شرعيتها وإمكانية دمج العرب في ائتلاف حكومي. ومن هنا بدأ الاعتراف بضرورة اعتبار الصوت العربي مكونًا شرعيًا في بناء الائتلاف الحكومي، خاصة منذ الاستعداد لانتخابات الكنيست الـ24، وبعد سنوات طويلة من المقاطعة بين الأحزاب الصهيونية اليمينية واليسارية.

ويرى رافي فيلدن، الكاتب في صحيفة هاآرتس، أن صوت فلسطيني الداخل في الانتخابات القادمة قد يقلب موازين المعركة السياسية التي يحاول فيها اليمين الحصول على الأغلبية والعودة إلى السلطة، ولذا تقع مسؤولية عودة نتنياهو على عاتقهم. ومن هنا يجب تعزيز ودعم الأحزاب العربية، لأن دعمها سيغير حياة العرب بل وحياة اليهود أيضا. سَيصب وجود أعضاء كنيست عرب في مصلحة المجتمع العربي، بل وسيمنع انتشار الفاشية والتنكيل بالفلسطينيين.

ويقول إفرايم جانور، الكاتب في صحيفة معاريف، إذا قمنا بتحليل البيانات الموجودة على الخريطة السياسية الحالية -بعد الحملات الانتخابية الأربع- فلا شك في أن عرب إسرائيل فقط، بمساعدة الأحزاب التي تمثلهم، يمكنهم حسم مسألة من سيكون رئيس الوزراء المقبل وما هو شكل الحكومة. كل هذا طبعا بشرط أن يمارسوا حقهم في التصويت، والتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الانتخابات كما فعلوا في انتخابات الكنيست الـ15 في مايو 1999 حيث سجل الناخبون العرب نسبة 75%، وذلك بخلاف انتخابات الكنسيت الـ24 في مارس 2021، حين بلغت نسبة التصويت بين العرب 44.6% وهو أقل معدل للمشاركة العربية في انتخابات الكنسيت.

ويمكن القول إن الصوت العربي أصبح فارقًا في الانتخابات القادمة ولذا يتكالب الجميع على ضم الصوت العربي لصالحه، وهو ما اتضح من خطاب نتنياهو إلى المجتمع العربي الذي استهله بتعداد مناقبه المتمثلة في أنه استثمر 15 مليار شيكل لتطبيق خطة 922، وهى خطة لتقليص الفجوات بالمجتمع العربي، والطفرة في عدد الحاصلين على شهادات انتهاء المرحلة الثانوية، ودرجات البكالوريوس والماجستير، واندماجهم بمجالات التكنولوجيا الدقيقة، والاهتمام بالبنية التحتية، وإنشاء 11 مركزًا للشرطة، وإنشاء وحدة لمكافحة الجريمة بالمجتمع العربي، وأضاف أنه اهتم بالعرب أكثر من ممثليهم الذين حصلوا على مليارات الشواقل ولم يهتموا إلا بأنفسهم.

كما خاطب رئيس الوزراء يائير لابيد المجتمع العربي قائلًا: “سنبذل جهدًا لم يبذله أحد من قبل من أجل الاستثمار في الأمن الشخصي لمواطني إسرائيل – وبالأخص في المجتمع العربي، وأن الحكومة سوف تعالج القضايا المركزية التي تهم المجتمع العربي في إسرائيل وخاصة في التربية والتعليم وتوفير فرص عمل للشباب، والإسكان، والدمج في قطاع الخدمة العامة، وسوف أعمل على تنفيذها بشكل شخصي”.

جدير بالذكر أن أعضاء كنيست من حزب يش عتيد ومبعوثين من قِبل لابيد عقدوا نقاشات عديدة في المجتمع العربي وبخاصة في المناطق الشمالية في محاولة لزيادة نسبة الإقبال على التصويت، وكانت الرسالة: “إذا لم تصوتوا لحزب يش عتيد- صوتوا للأحزاب العربية أو الأحزاب الموجودة في كتلة لابيد. كما حاولوا إقناع الناخبين العرب أن حكومة التغيير فعلت للمجتمع العربي في خلال عام ونصف ما لم يفعله نتنياهو خلال فترات ولايته. وحذروا العرب من أن عضو الكنيست إيتمار بن جفير سوف يشكل الحكومة مع نتنياهو إذا لم يخرجوا للتصويت وهو ما سيضر المجتمع العربي.

وفي السياق ذاته ينوي حزب شاس أيضًا القيام بحملة في المستوطنات العربية، وخاصة بما وصفها المستوطنات المحرومة في المجتمع العربي، ووعدهم بإعادة بطاقات شراء المنتجات الغذائية.

استطلاعات الرأي:

تشير كثير من الاستطلاعات وما يرصده المحللون الإسرائيليون إلى عزوف فلسطينيي 48 عن المشاركة في الانتخابات القادمة؛ نظرًا لعدم رضاهم عن أداء الأحزاب العربية التي لم تحقق ما يربو إليه المواطن العربي رغم اشتراكهم في الائتلاف الحكومي، ويرى أغلبهم أنَّ النواب يخدمون مصالحهم الشخصية فقط ولا يكترثون لحقوقهم بل وأن وجودهم أضر بالقضية الفلسطينية ذاتها.

ونظرًا لأن الشعب دائمًا هو وقود التنافس المحموم على السلطة تقاتل الأحزاب العربية من أجل زيادة نسبة التصويت بين الجمهور العربي، لكن وفقًا لاستطلاعات الرأي من المتوقع انخفاض حاد في الانتخابات المقبلة للكنيست. وبحسب استطلاع أجراه معهد “statnet” فمن المتوقع أن تصل نسبة تصويت المواطنين العرب هذه الدورة إلى 43.5٪ وهي نسبة أقل من معدل المشاركة في الانتخابات التي أجريت في مارس 2021 (44.6٪)، وكذلك في المجموعات الانتخابية الثلاث السابقة. وإذا تحقق ذلك، فسيكون هذا الرقم الأدنى على الإطلاق في انتخابات الكنيست.

 

كما أجرت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” استطلاعًا وأظهر انخفاضًا في الإقبال على التصويت يصل إلى نسبة 39.5%. ونشرت القناة الحادية عشرة استطلاعًا للرأي ذكرت فيه أنه لو أجريت الانتخابات التشريعية اليوم لحصل الليكود برئاسة رئيس المعارضة بنيامين نتانياهو على واحد وثلاثين (31) مقعدا، يليه يش عاتيد برئاسة رئيس الوزراء يائير لابيد مع خمسة وعشرين (25) مقعدا. بينما القائمة العربية الموحدة والقائمة التي تضم الحزبين الحركة العربية للتغيير والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أربعة (4) مقاعد لكل منها.

تشير نسب التصويت في الوسط العربي في آخر أربع دورات انتخابية إلى زيادة معتدلة يتبعها انخفاض: بلغت نسبة التصويت في المجتمع العربي 49.2٪ في أبريل 2019، وفي سبتمبر 2019 – 59.2٪، وفي مارس 2020 – 64.8٪ وفي مارس. 2021 – 44.6٪ فقط.

التصويت أو الندم:

نظرًا لاستطلاعات الرأى المختلفة التي تشير إلى انخفاض نسبة التصويت بين فلسطيني 48 هناك مخاوف من ضعف تمثيل المجتمع العربي في الكنيست القادم، وعلى ضوء هذا، قررت لجنة الانتخابات المركزية إطلاق حملة باللغة العربية لتشجيع التصويت، ونشرت لوحة إعلانية ضخمة مكتوب عليها: “إما نصوت. وإما نندم. نصوت”. يدرك فلسطينو الداخل جيدًا مخاطر عدم التصويت ولذا تعمل الأحزاب بدأب على تشجيع التصويت، لأن المقاطعة سوف تؤدي إلى اعتلاء اليمين السلطة، وهو أمر يعده البعض في إسرائيل بأنه خطر على الأمن القومي.

لقد عبر “داني حالوتس”، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي السابق، عن قلقه من احتمالية تولي إيتمار بن جفير اليميني المتطرف منصبًا وزاريًا في الحكومة المقبلة، وقال إنه مصدوم للغاية، وحذر من إمكانية اندلاع حرب أهلية في إسرائيل لو حاول تنفيذ أفكاره المرعبة.

ويشير آخرون إلى أن ضعف التمثيل العربي في الكنيست قد يوجه إسرائيل نحو الفاشية، ولذا يجب مواجهة هذا المشهد المخيف وألا نقف مكتوفي الأيدي، لأن صعود اليمين خطر حقيقي وهو قريب للغاية ولا يمكن الاستخفاف به، خاصة في ظل تداعيات حصول أتباع كهانا على 15 مقعدًا واعتماد الحكومة عليهم.

وقد قال عضو الكنيست أحمد طيبي إنه سيدعو العالم إلى تفعيل حظر دولي على إسرائيل لو جرى تعيين إيتمار بن جفير، رئيس حزب عوتمسا يهوديت، وزيرًا بعد الانتخابات لأن تحالفه مع نتنياهو هو الأسوأ على الإطلاق.

عزوف المواطن العربي عن التصويت

ويمكن أن نسرد بعض الأسباب التي ستؤدي إلى ضعف تصويت المواطن العربي في الانتخابات القادمة في عدة نقاط، وهي:

  • المواجهات العنيفة خلال الفترة الأخيرة بين المواطنين العرب واليهود، وخيبة الأمل الشديدة من أداء بعض أعضاء الكنيست العرب.
  • شعور فلسطيني الداخل بالاغتراب في الدولة، وأنهم قيمين وليسوا مواطنين متساوين في الحقوق، وخاصة بعد سن قانون ينص على سحب الجنسية ممن يرتكبون جرائم مثل الإرهاب أو التجسس أو الخيانة.
  • عنصرية السياسة الإسرائيلية، وتصنف كل مرشح عربي على أنه إرهابي، وبالتالي يصبح صوت العربي صوتًا يدعم الإرهاب. وبهذه الطريقة يفقد المواطن العربي أي ثقة أو شعور بالانتماء للنظام السياسي. وقد عبر بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب “الصهيونية الدينية” خلال تغريدة له بأن “حزب الصهيونية الدينية لن يكون ضمن ائتلاف مع مؤيدي الإرهاب تحت أي ظرف”. وقد قال نتنياهو ذاته أن القطاع العربي مؤيد للإرهاب وهو ما دفع سهيل دياب، رئيس بلدية طمرة، إلى القول بضرورة اعتذار نتنياهو على هذا الوصف.
  • انقسام الأحزاب العربية. قال الباحث “أمل جمال” من قسم العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، الذي يدير معهد والتر ليباخ لدراسة العلاقات اليهودية العربية، أن الجمهور العربي، في الماضي، استجاب بشكل إيجابي وصوت بأعداد كبيرة في الانتخابات عندما اتحدت الأحزاب العربية لزيادة تأثيرها على سياسة الحكومة. الجمهور العربي يريد الاندماج، ويرغب في تحسين مستواه المعيشي، ولا يمكنه ذلك إلا إذا أثرت الأطراف العربية في تغيير السياسة، وبمجرد تفكك الوحدة، من وجهة نظر المواطن العربي، قيادته تفضل المصالح الحزبية على المصالح العامة، وهذا يسبب خيبة أمل وانسحاب في الاستعداد للتصويت. وهو ماأكد عليه المحلل السياسي وعضو الكنيست السابق أكرم حسون: بأن المصلحة شخصية وليست عامة. حرب المقاعد أهم من المواطن والوحدة وأي شيء آخر. وأرجع عدم ثقة الناخب العربي إلى أن ما يقوله أعضاء الكنيست قبل الانتخابات مختلف تمامًا عما يفعلونه بعد انتخابهم حيث تتناثر الوعود في الهواء، وقدر أن نسبة التصويت في المجتمع العربي ستكون متدنية في الانتخابات المقبلة بسبب غياب رؤية واضحة للسياسيين.
  • سئم الجمهور العربي من إعادة تدوير الشخصيات نفسها التي كانت موجودة منذ سنوات عديدة دون تحقيق إنجازات كبيرة.
  • تلقى المواطنين العرب وعودًا من المرشحين في حال نجاحهم بالتأثير في نهج السياسة الإسرائيلية في التعامل مع هدم المنازل، وطرد العرب من أراضيهم ومصادرتها، ولكن الانتخابات الأخيرة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير حيث لم تتحقق الوعود بل وازداد الأمر سوءًا وخاصة في النقب.
  • يتعرض فلسطينو 48 للتمييز في مختلف مجالات الحياة، في التوظيف، وفي مخصصات التعليم، والإسكان والأراضي والتخطيط، ويستبعدون من معظم مراكز صنع القرار. وقد فشل أعضاء الكنيست العرب في حل أغلب هذه المشكلات مما سبب إحباطًا بين أغلب المواطنين.
  • إتباع اليمين المتطرف سياسة “صوتوا وإلا سترحلوا” في إطار الضغط لدفع العرب نحو التصويت بدلًا من استعراض إنجازات كل حزب لما قدمه للعرب. وهو ما لا يخفيه قادة حزب الصهيونية الدينية تحت تسمية “طرد أعداء إسرائيل”. لقد قال د. ميخائيل بن آري أحد قادة “القوة اليهودية-عوتسما يهوديت”، بأنّه سيشجّع على طرد “العرب القاطنين قي أم الفحم، لأنهم يرقصونَ فوق السطوح عند ذبحِ اليهود”، والقائمة تطول. كما تعهّد النائب بن جفير بأنه سيقوم وبعد انضمامه للحكومة بانشاء “سلطة وطنية لتشجيع الهجرة”. حيث ستدأب تلك على “نَفي أعداء إسرائيل للخارج”.
  • يرى البعض أن المشاركة في الانتخابات تعد شرعنة لإسرائيل واعترافًا بها. وقد دعا حزب “الوفاء والإصلاح” إلى مقاطعة انتخابات الكنيست الـ25، وأنهم لن يخرجوا للتصويت ودعى أعضاء الحزب وأنصاره، بل وجميع أبناء المجتمع العربي أيضاً الى مقاطعتها.

أما عوامل جذب المواطن العربي للتصويت في الانتخابات القادمة فإنها تتمثل في ضرورة إعادة توحيد القائمة المشتركة، واستبدال الوجوه التي لم تحقق ما ينشده الجمهور. والتركيز على الدعوة بأن المشاركة في الانتخابات سوف تضمن حقوقهم ولو جزئيًا وأن القليل خير من لا شئ في ظل تصريحات اليمين المتطرف ضد العرب.

الخلاصة:

انطلاقًا مما سبق، ثمة حقيقة يجب إقرارها وهي أن الناخب العربي يعاني خطوبًا عديدة، وهو الآن بين مطرقة اليمين وسندان اليسار، وكلاهما مر، فهما يهمشانه ويضطهدانه بدرجات متفاوتة، وبين ممثلين عرب لم يكونوا على المستوى المطلوب.

وعلى الرغم من أن البعض يرى أن تعاون أعضاء الكنسيت أحمد الطيبي وأيمن عوده مع يائير لبيد يعد خطوة حتمية لمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة إلا أن لبيد نفسه وبيني جانتس أوضحا أنهما لا ينويان تشكيل حكومة مع طيبي وعودة. وبالتالي لم تبد كتلة فلسطيني 48 حماسا للمشاركة في التصويت على الانتخابات، لأنها غير راضية عن مجريات الأحداث السياسية في إسرائيل، ولكن هذا الامتناع قد يكلفها كثيرًا في حال وصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم ولذا تكثف الأحزاب من حملاتها للتنويه على هذه المخاطر.

والسؤال الذي يطرح نفسه حاليًا بعد أن اتضح، وفقًا لنتائج استطلاعات الرأي، انخفاض نسبة التصويت للكتلة العربية واحتمالية صعود الكتلة اليمينية المتطرفة التي لاتتورع عن الإعلان بمعاداة العرب والتصريح بترحيلهم وتهجيرهم وهو مؤشر قد يدل على التصعيد في حال نجاحهم واعتلائهم السلطة، هل المجتمع العربي في إسرائيل يعاقب نفسه أم يعاقب اليمين المتطرف في عدم الخروج إلى التصويت رغم إدراكه بمخاطر صعودهم؟ وما هو موقف واستعداد فلسطينو الداخل لمواجهة خطة بن جفير لتهجير العرب وهل ستؤول سياسات اليمين في نهاية المطاف إلى تصعيد واشتباكات في الداخل الإسرائيلي؟

https://nvdeg.org/NEW/2022/11/10/%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%88-48-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%b7%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%b7%d8%b1%d9%81-%d9%88%d8%b3/

الجمعة، 4 نوفمبر 2022

فشل تمديد الهدنة يصعّد من تهديد الحوثيين باستهداف دول التحالف - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

تناولت تقارير الإعلام ومراكز الدراسات العبرية إعلان إسرائيل موافقتها بيع نظام دفاع جوي متقدم للإمارات مصممة لاعتراض صواريخ كالتي استهدفتها في يناير/ كانون الثاني 2022، وذلك عقب فشل تمديد الهدنة واستئناف تهديد الحوثيين لدول التحالف بقيادة السعودية.


كما اهتمت بالعروض العسكرية التي نظمتها جماعة الحوثيين في سبتمبر/ أيلول الماضي، واستعراضها لعدد كبير من الأسلحة من بينها الصواريخ، التي بدت تهديدًا للمنطقة وإسرائيل في ظل التخادم بين وكلاء إيران في المنطقة حسب تعبير التقارير الإسرائيلية.


ونقل الإعلام الإسرائيلي عن مصادر أمنية سعودية معلومات حول وصول مجموعات من الحوثيين إلى مطار دمشق الدولي قادمة من مطاري مسقط الدولي وصلالة في سلطنة عمان على متن رحلة تابعة لأجنحة الشام للطيران في 24 آب/ أغسطس 2022، حيث سيخضعون لدورة عسكرية لمدة 45 يومًا في مدرسة كوماندوز قبل عودتهم إلى صنعاء، حسبما أورده التقرير.


ويترجم مركز صنعاء بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية العبرية بوصفها جزءًا من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


الحوثيون يستأنفون تهديد الإمارات والسعودية وإسرائيل

تناول سيث جي فرانتزمان [1] في صحيفة جيروزاليم بوست تحذير وزير الدفاع في حكومة الحوثيين (غير معترف بها) اللواء محمد العاطفي باستهدافهم مناطق في “أعماق السعودية والإمارات، ومنشآتهم العسكرية والاقتصادية الحيوية”، وقال إن تلك التهديدات إشارة إلى أن الحوثيين يخططون لشن هجمات على القوات الأمريكية في المنطقة وإسرائيل، خاصة بعد التدريبات البحرية الأخيرة التي تدعمها الولايات المتحدة في البحر الأحمر.


يقول الحوثيون الآن إنهم يستطيعون الوصول إلى مناطق باب المندب، وخليج عمان، وجزيرة سقطرى، ولديهم “طائرات وصواريخ بحرية سيكون لها دور فعّال في حسم المعركة في حالة عدم رفع الحصار”.


يبدو هذا وكأنه تهديد على غرار المافيا، مما يؤكد بشكل أساسي على أنه سيكون من العار إذا حدث شيء ما؛ وهو أمر يتطلب الحماية. بهذا المعنى فإن الحماية تتمثل في مطالبة الحوثيين بتقديم تنازلات في أعقاب انتهاء وقف إطلاق النار.


في السياق ذاته، استعرض موقع israeldefense هجوم الحوثيين بطائرتين دون طيار على سفينة تجارية في ميناء الضبة قرب مدينة المكلا بحضرموت، وكانت السفينة NISSOS KEA ترفع علم جزر مارشال وهي تابعة لشركة يونانية في أثينا.


كما تناول موقع نتسيف نت ما قاله عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي إن “دول العدوان تمنع السفن من دخول اليمن بالقوة السلاح، وأن القوات اليمنية سترد بشيء مماثل، وأنها تتمتع بالقدرة والجرأة لمهاجمة المنشآت النفطية السعودية والإماراتية”، مؤكدًا أنه في “حال لم يتم تلبيتها فإنّ ضرب العمق السعودي والإماراتي حق لنا”.


الإمارات تنشر أول نظام دفاع جوي إسرائيلي لحمايتها من صواريخ الحوثيين

نقل آريه إيجوزي [2] في موقع Breaking Defense عن مصادر دفاعية قولها إن الإمارات نشرت نسخة من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “باراك” على أراضيها، وهي تحتاج إلى عدد كبير من الأنظمة؛ لحماية بعض مواقعهم الحساسة التي تعرضت مرارًا للقصف بالصواريخ التي أطلقها الحوثيون في اليمن.


وذكر الموقع أن الإمارات تواصلت سرًا مع تل أبيب، لأول مرة في يناير، بعد هجوم الحوثيين بطائرات دون طيار وصواريخ على مواقع في الدولة، ومن بينها المطار الدولي في أبو ظبي. في الشهر الماضي، قالت وكالة رويترز إنه جرى إبرام صفقة دفاعية، لكنها وصفت نظام دفاع جوي إسرائيلي مختلف.


لكن إيجوزي قال إن طراز منظومة “باراك” لم يتضح على وجه التحديد، لأن شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية تصنع مجموعة من الأنظمة الحديثة المبنية على نظام “باراك-8 ” الأصلي. وشركات الدفاع الإسرائيلية تطلعت بشغف نحو العملاء المحتملين الجدد منذ توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين والإمارات والمغرب، وبالفعل جرى إنجاز صفقات جديدة بمبالغ تزيد عن 3 مليارات دولار في المنطقة.


في السياق ذاته، قالت مايا كارلين [3]، في مركز السياسة الأمنية بواشنطن، إن إسرائيل وافقت على بيع نظام دفاع جوي متقدم للإمارات في أحدث مؤشر على دفء العلاقات بينهما. صواريخ سبايدر المحمولة، التي صممتها شركة رافائيل للصناعات الدفاعية المتقدمة، هي صواريخ أرض-جو سريعة التفاعل قادرة على الاشتباك مع الطائرات دون طيار، والذخائر الموجهة بدقة، وأنواع مختلفة من الطائرات.


وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أشارت الإمارات إلى أن قدرات سبايدر ستُستخدم لإحباط وابل الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن.


يظل سبايدر (صواريخ أرض- جو بايثون ودربي) فريدًا، لأنه النظام الوحيد الذي يمكنه إطلاق نوعين مختلفين من الصواريخ من نفس منصة الإطلاق. وفقًا لـMilitary Today، كانت هذه الخاصية مقصودة حتى يتمكن جنود الاحتياط الإسرائيليين، الذين لا يتمتعون بالخبرة أو المهارة، من تشغيل النظام بسهولة.


وذكر موقع “كان” العبري أن إسرائيل وافقت على بيع نظام دفاع جوي متطور للإمارات من إنتاج شركة رفائيل، ويدور الحديث حول نظام سبايدر وهو نظام دفاع جوي يعتمد على صواريخ جو- جو من طراز بيتون ودربي مصمم لاعتراض مجموعات متنوعة من التهديدات الجوية مثل الطائرات والمروحيات والطائرات المسيّرة.


وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكينست “رام بن باراك” للإذاعة الإسرائيلية إن هناك تعاونًا واسعًا مع الإمارات، لكنه رفض التعليق عما إذا كانت إسرائيل تزود الإمارات بأنظمة دفاع جوي.


عروض عسكرية في صنعاء والحديدة تهدد خطوط الملاحة وإسرائيل

تناول موقع i24news العرض العسكري الذي أجراه الحوثيون في الحديدة، كما اهتم موقع نتسيف نت بالعرض الذي نُظم في العاصمة صنعاء بمناسبة الذكرى الثامنة لسيطرتهم على المدينة.


وبحسب نتسيف فإن الحوثيين عرضوا أفضل أنظمة السلاح في جيشهم التي وصلت من إيران أو جرى إنتاجها في اليمن بواسطة الخبرة الإيرانية، لافتًا إلى أن مدربي الحوثيين على تشغيل هذه الأنظمة هم عناصر من حزب الله اللبناني عملوا على تشغيلها في لبنان قبل وصولها إلى اليمن.


من جهته، قال العميد بحري “احتياط” إيال بينكو [5] إن الحوثيين عرضوا مجموعة متنوعة من الصواريخ الجديدة في العرض الذي شارك فيه أكثر من 35 ألف مسلح من قواتهم البرية والجوية والبحرية، لافتًا إلى أنها تمثل تهديدًا لدول المنطقة، بما في ذلك السعودية ومصر، التي يشن الحوثيون ضدها هجمات استهدفت السفن والمدن والبنية التحتية ومنشآت الطاقة.


ولفت إلى أن قدرات الحوثيين تهدد حرية الملاحة والطيران في البحر الأحمر، وكذلك السفن والطائرات الإسرائيلية إذ تغطي نطاقات الصواريخ الجزء الجنوبي من إسرائيل، مع التركيز على مدينة إيلات ومحيطها.


وقال إن الحوثيين باعتبارهم ذراعًا لإيران وجهوا أكثر من مرة تهديدات ضد إسرائيل، ومن المتوقع أن يتحرك التنظيم بتوجيه من إيران ضد إسرائيل إذا جرى تصعيد بين الدولتين.


ووصف العقيد (المتقاعد) يعقوب عميدرور، رئيس أركان الأمن القومي الإسرائيلي السابق، في مقالته “إيران تحدٍ عسكري وسياسي لإسرائيل”، الجهود العسكرية والسياسية الإسرائيلية ضد النشاط الإيراني في الشرق الأوسط، وقال إن إيران تحاول كسب نفوذ حقيقي في دول أخرى في الشرق الأوسط، وأهمها العراق واليمن.


وقال إن نجاح الحوثيين وإيران في اليمن يؤثر على حرية الحركة البحرية في باب المندب، ومن هنا تأتي أهمية الحرب هناك فيما وراء الصراع على النفوذ في الخليج العربي.


في السياق ذاته، تناول موقع parstoday الإخباري الإيراني، الموجه باللغة العبرية، العرض العسكري وقال إنه حوى صواريخ مضادة للسفن، مما يشير إلى تحول استراتيجي نوعي جديد، إذ يحمل في طياته مؤشرات واسعة على توقع حدوث تغييرات في المعادلة في ساحة المعركة في اليمن والمنطقة.


ووفق الموقع الإيراني فإن صاروخ بر-بحر من طراز فالق 1، وصواريخ مندب 1 و2 الذين عُرضوا هم من إنتاج الصناعة اليمنية ويفترض أن يقلبوا الطاولة ويحطموا حيل الإمارات والكيان الصهيوني في إنشاء قواعد عسكرية في الجزر اليمنية بالبحر الأحمر؛ لذلك يتزايد القلق في إسرائيل من زيادة القدرات الاستراتيجية للحوثيين القادرين على استهداف مناطق داخلها والسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.


مصير اليمن يكتنفه الغموض مع انهيار الهدنة

ذكر موقع i24news أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ سارع لإحياء الهدنة بعد تجاوز الموعد النهائي خشية عودة الحرب، وخاصة بعد تهديدات المتمردين ضد السعودية والإمارات، وتعهد “ببذل جهود دؤوبة” لإعادة تنشيطها.


حوى اقتراحه دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح طرق إلى مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون، وتوسيع الرحلات التجارية من العاصمة صنعاء والسماح بدخول المزيد من سفن الوقود إلى ميناء الحديدة اللتان يسيطر عليهما الحوثيون. رفض الحوثيون خطة غروندبرغ لتمديد الهدنة -ستة أشهر -وتوسيع نطاقها لتشمل مجالات اتفاق جديدة، وقالوا إن الاقتراح “لا يفي بمطالب الشعب اليمني ولا يؤسس لعملية السلام”.


ونقل تسفي جوفر في صحيفة جيروزاليم بوست إعلان الحوثيين وصول محاولات تفاهم وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود، إضافة إلى تحذير الحوثيين شركات الشحن المتوجهة إلى السعودية.


وتناول تسفي برئيل [6] في موقع هاآرتس دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن في حل النزاعات وحشد القوى العظمى لوقف الحروب المحلية، وقال فيما يتعلق باليمن إن السعودية والإمارات تورطتا من جهة، وإيران ووكلائها من جهة أخرى في حرب اليمن.


تعد الأمم المتحدة بالفعل إشبين وقف إطلاق النار الذي جرى توقيعه في أبريل، لكن لولا الضغط الأمريكي على السعودية وطموح محمد بن سلمان لاستعادة الشرعية الأمريكية، لما صمدت الهدنة (انتهت في ٢ أكتوبر/ تشرين الأول).


وقال برئيل إن وقف إطلاق النار واحتمال تطوره إلى اتفاق سلام لا يعتمد على الأمم المتحدة، بل على التسلسل الهرمي المحلي لمصالح كل دولة متورطة في هذه الحرب. يحتفظ المجتمع الدولي (أوروبا وأمريكا) بأدوات الضغط الثقيلة للتهديدات الموجهة ضده مباشرة، وعدم حشده لحل النزاعات المحلية في الشرق الأوسط يعمل على تقويضه، ويظهره على أنه بلا فائدة، وبالتالي يضعف قوته الرادعة وتأثيره عندما تكون هناك حاجة فورية لتسخير قوة المجتمع الدولي ضد تهديد عالمي.


إيران تدرب الحوثيين في جنوب سوريا أمام الحدود الإسرائيلية

تناول موقع نتسيف نت العبري ما كشفته مصادر أمنية في الرياض حول وصول مجموعات من الحوثيين إلى مطار دمشق الدولي قادمة من مطاري مسقط الدولي وصلالة في سلطنة عمان على متن رحلة تابعة لأجنحة الشام للطيران في 24 آب/ أغسطس 2022. وضمت المجموعات ضباط، وضباط الصف، وجنود جرى نقلهم إلى منطقة الدريج بمنطقة ريف دمشق؛ حيث سيخضعون لدورة عسكرية لمدة 45 يومًا في مدرسة كوماندوز قبل عودتهم إلى صنعاء.


وبحسب تقارير قوات الأمن السعودية، يقوم ضباط كوماندوز من الحرس الثوري الإيراني وضباط من وحدة رضوان في حزب الله اللبناني بتدريب الحوثيين بشكل كامل، وتشمل الدورات تدريبات على حرب العصابات، وتنفيذ مهام قتالية، والأمن داخل المدن، والتكتيكات العسكرية الحديثة، ووضع العبوات الناسفة والتعامل معه، ثم تتدرب المجموعة على تشغيل الصواريخ والأسلحة المضادة للدبابات، وتعقد في نهاية الدورة دروس وتدريبات على التعامل مع الأسلحة الكيماوية، والغازات السامة، واستخدامها في المعارك.


كما ذكر الموقع أن إيران أهلت مطارًا زراعيًا في منطقة السويداء شرقي محافظة درعا؛ لاستخدامه لتشغيل الطائرات المسيّرة. وليس من المستبعد أن يتدرب الحوثيون في المنطقة على تشغيل الطائرات الإيرانية دون طيار بجميع أنواعها.


ولفت إلى أن تقريب قوات الحوثيين من حدود إسرائيل، ربما يكون مرتبطًا بتصريح قادة حزب الله الأخير. مع العلم أن هذا يشكل استفزازًا حادًا لإسرائيل، وحتى قبل ذلك، ففي حالة حدوث مواجهة عسكرية مع إسرائيل، فلن يكون حزب الله وحده في المعركة، بينما تنتظر إسرائيل مفاجأة مريرة.


وقال دورون بيسكين [7] إن هذا الأمر يعد سببًا وجيهًا لتعزيز العلاقات بين السعودية وإسرائيل على الرغم من أنهما يقيمان علاقات استخباراتية، حتى لو كان التطبيع الظاهر أقل مما نود. وتعتقد المؤسسة الأمنية السعودية أن الحوثيين يستعدون للجولة المقبلة.


في سياق متصل، تناولت “أنا أهارونهايم” [8] ما كشفه وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني جانتس” حول خريطة تظهر أكثر من 10 منشآت مختلفة في مركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا (CERS) في مصياف تستخدمها إيران لإنتاج صواريخ وأسلحة متطورة لوكلائها.


وقال جانتس في مؤتمر جيروزاليم بوست في نيويورك: “في ظل رؤية قاسم سليماني حولت إيران مركز الأبحاث والاستشارات إلى منشآت إنتاج للصواريخ والأسلحة الدقيقة متوسطة وطويلة المدى، المقدمة لحزب الله ووكلاء إيران“.


وقال: “بالإضافة إلى مركز البحوث والدراسات، تعمل إيران حاليًا على بناء صناعات الصواريخ والأسلحة في لبنان واليمن”. وأضاف “إذا لم يتوقف هذا الاتجاه، ففي غضون عقد من الزمان، ستكون هناك صناعات إيرانية متقدمة في جميع أنحاء المنطقة، تنتج الأسلحة وتنشر الرعب”.


ذكرت أهارونهايم أن إيران ترسل أكثر من مليار دولار لوكلائها، بما في ذلك أكثر من 500 مليون دولار إلى حزب الله في لبنان، ومئات الملايين من الدولارات للحوثيين في اليمن، وأكثر من 100 مليون دولار لحماس والجهاد الإسلامي في غزة وعشرات الملايين من الدولارات للميليشيات الموالية لإيران في العراق على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجه مواطنيها.


إسرائيل تشارك في خطة للسيطرة على جزيرة حنيش اليمنية

تناول موقع نتسيف نت ما أوردته وسائل إعلام، نقلًا عن قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني بوجود تجمعات ضخمة للقوات الإريترية أمام جزيرة حنيش شمال مضيق باب المندب في البحر الأحمر استعدادًا للهجوم على الجزيرة اليمنية.


وأشار الموقع إلى أن التحالف بقيادة السعودية قلّص من وجود قواته على الساحل الغربي لليمن للتسهيل على إريتريا عملية استعادة السيطرة على الجزيرة التي أقر مجلس الأمن الدولي تبعيتها لليمن بعد صراع طويل مع إريتريا.


وأشار إلى أن إريتريا هي أبرز قاعدة عسكرية للتحالف في حربها باليمن، حيث استخدمت الإمارات قاعدة “عصب” باعتبارها خط إمداد لوجستي لعملياتها في اليمن.


دعوات في الكونجرس لوقف بيع الأسلحة للسعودية وإعادة تقييم العلاقات

تناول موقع تايمز أوف إسرائيل ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن حول تحرك تحالف أوبك بلس، الذي تقوده الرياض، لخفض إنتاج النفط، وكذلك دعوة المشرعين الديمقراطيين لتجميد التعاون مع السعوديين.


قدم السناتور الديمقراطي “ريتشارد بلومنتال” من ولاية كونيتيكت، والنائب “رو خانا” من كاليفورنيا تشريعات من شأنها أن توقف على الفور جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية لمدة عام واحد. ومن شأن هذا التوقف أن يوقف أيضًا مبيعات قطع الغيار، والإصلاح، وخدمات الدعم والدعم اللوجستي للتحالف في اليمن.


أثار السعوديون انتقادات دولية بسبب الضربات الجوية التي قتلت المدنيين في الحرب المستمرة منذ سنوات باليمن، وكذلك الحظر الذي أدى إلى تفاقم الجوع ودفع اليمن إلى حافة المجاعة.


اليمن وصمت العالم

تناولت قناة “نظرة على الشرق الأوسط” العبرية القمع الوحشي الذي يمارسه النظام الإيراني ضد المتظاهرين المنددين بمقتل الشابة مهسا أميني على يد قوات الأمن، والانتهاكات التي يمارسها الحوثيون في اليمن، حيث تطرقت إلى اختطاف الأخيرين الناشطة فاطمة العرولي في 3 أغسطس/ آب الماضي وهي في طريقها إلى مدينة صنعاء بعد مغادرة مدينة تعز.


اختطف الحوثيون العرولي بسبب ما كتبته على مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث فيها عن تجنيد الحوثيين للأطفال، وما يحدث للنساء والأمهات في مناطق سيطرة الجماعة. رغم جهود الوساطة التي بذلها مختلف زعماء القبائل، يرفض الحوثيون الإفصاح عن مصيرها أو الإفراج عنها، وبحسب الشائعات، نقلوها من سجن إلى آخر.


فرضت الأمم المتحدة والحكومة الأمريكية عقوبات مختلفة على كبار قادة الحوثيين لإيذائهم النساء ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني والطلاب والمعارضين السياسيين والدينيين، لكن العقوبات لم يتضرر منها الحوثيون الذين يواصلون الإساءة لليمنيين في مناطق سيطرتهم.


لا يزال العالم صامتًا إزاء كل الفظائع التي يرتكبها الحوثيون بحق الشعب اليمني منذ أكثر من ثمانِ سنوات، تمامًا كما يصمت العالم إزاء الفظائع التي يرتكبها النظام الإيراني بحق الشعب الإيراني منذ الثورة الإسلامية عام 1978.


هل قنبلة البحر الأحمر الموقوتة في طريقها إلى الحل؟

قال موقع يوم إيلات إن بوادر حل التهديد المتمثل في أخطر كارثة لتسرب النفط التي تهدد البحر الأحمر في السنوات الأخيرة بدأت تلوح في الأفق. يدور الحديث حول ناقلة النفط المهجورة صافر، والتي ترسو على بعد 6 كيلومترات من الساحل اليمني في البحر الأحمر وقد اعتراها الصدأ منذ أن سيطر عليها الحوثيون في إطار حربهم مع السلطات اليمنية عام 2015. منذ ذلك الحين، وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، تدهورت حالة الناقلة، التي كانت دائمًا في خطر انفجار وتسرب هائل للنفط إلى البحر، وفي وقت ما عام 2020، سمح الحوثيون بإصلاحها بشكل جزئي، بعد اكتشاف تسرب فيها، لكن لم يتم التوصل إلى حل القضية.


الآن، وقعت السلطات في صنعاء مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة، تتعهد بموجبها الأطراف بالوقوف على مشروع يؤدي إلى إزالة التهديد. وتبلغ تكلفة الخطة 113 مليون دولار، وتتكون من مسار يضمن تركيب سعة بديلة طويلة المدى للنفط حتى تمنع تسربه في المستقبل، أما المسار الثاني فهو عملية طارئة تقوم بها شركة إنقاذ بحري عالمية حتى تنقل النفط الموجود على السفينة إلى سفينة آمنة.


الآن بعد الحصول على موافقة السلطات في صنعاء، تكتسب جهود جمع الأموال للمشروع زخمًا في نفس الوقت. لقد جُمع في أغسطس 68 مليون دولار للبرنامج، منها مبلغ 150 ألف شيكل إسرائيلي من خلال حملة تمويل جماعي شارك فيها ألفا داعم.


حذرت منظمة Greenpeace من أنه وفقًا لدراسة تنبؤية نشرتها مجلة NATURE، فإن كارثة تسرّب كبيرة من صافر يمكن أن تؤثر على قدرة تحلية مياه الشرب لما لا يقل عن مليوني شخص على سواحل اليمن وإريتريا والسعودية. كما يشير التقرير إلى تأثر تدفق المياه إلى 8 ملايين ساكن، الأمر الذي قد يؤدي إلى إغلاق المستشفيات ومنشآت تحلية المياه، فضلًا عن الإضرار بالقدرة على نقل المياه إلى المناطق النائية.


قد يتسبب إغلاق موانئ اليمن في كارثة اقتصادية حقيقية لعدد كبير من السكان، بسبب انخفاض شحنات الغذاء والمساعدات الطبية والأدوية. ونظرًا لشكل البحر الأحمر الضيق والطويل، وكونه “بحرًا مغلقًا” مع وجود اليابسة من جميع الجهات، بسبب قلة تدفق المياه، فستكون هناك عواقب طويلة الأمد ومدمّرة لتسرب النفط على مدى فترة طويلة من الزمن.


يهود اليمن يحتفلون بالذكرى الـ 140 على هجرتهم لإسرائيل

تناول موقع جيروزاليم بوست بداية استيطان يهود اليمن في إسرائيل، وقال إن الكثيرين لديهم انطباع خاطئ بأن يهود اليمن توافدوا لأول مرة إلى إسرائيل في عملية البساط السحري، المعروفة أيضًا باسم “بساط الريح” أو “على أجنحة النسر” عام 1949، ولكن الحقيقة أنهم قدِموا قبل ذلك بكثير. وصلت الموجة الأولى من مهاجري اليمن عام 1881، واستمر التدفق حتى عام 1914 حين اندلعت الحرب العالمية الأولى.


شقت حوالي 30 عائلة يهودية طريقها، بين عامي 1881 و1882، سيرًا على الأقدام من صنعاء ومحيطها المباشر إلى القدس، واستقرت في معظم الأحيان في سلوان. وهاجر أكثر من 50 ألف يهودي يمني إلى إسرائيل منذ عام 1881 وحتى عهد قريب، عندما قرر بعض اليهود القلائل المتبقين في اليمن المغادرة.


يواصل معظم الإسرائيليين من أصل يمني الحفاظ على التقاليد اليمنية، خاصة حين يتعلق الأمر بالطعام والموسيقى.


اتجه اليمنيون من جميع أنحاء إسرائيل، من 26 إلى 29 أكتوبر / تشرين الأول، إلى القدس للاحتفال بالذكرى 140 للهجرة اليمنية، ومن المقرر أن رئيس بلدية القدس موشيه ليون حضر حفل الافتتاح في “بيت هعام” ويقدم الحفل الترفيهي صهيون جولان، وموشيه جيات، وميريام وشيرلي تسفاري شيران وفرقتها، ومجموعة أمكا دانس، ودانيال زنداني وفرقته.


كما أن أول إسرائيليين يفوزان بمسابقة الأغنية الأوروبية هما إزهار كوهين وغالي أتاري، وهما من أصول يمنية.


اليمن: قصة واحة الصحراء التي لا ينبغي الاقتراب منها

سلط موقع ماكو العبري الضوء على التحولات التي جرت لمواقع ومدن قديمة يمنية كان لها شهرة عالمية، لكن بعضها أصبح معسكرات وحصون للأطراف المتحاربة. ابتُليت الدولة العربية الفقيرة خلال الصراع العسكري المستمر منذ ثمانِ سنوات بين الحكومة وميليشيا الحوثي بصراع عنيف وأغلقت أبوابها أمام السياح.


اليمن بلد التناقضات، في الماضي والحاضر، حيث لا يزال الناس يعيشون في العصور الوسطى من “الليالي العربية”. تعد اليمن دولة ساحرة رغم قلة الموارد والأزمات السياسية المتكررة التي حالت دون ازدهار السياحة. تتمتع اليمن بتراث ثقافي استثنائي مكتسب على مدار 3 آلاف عام من التاريخ المسجل نظرًا لعزلتها النسبية عن العالم. لا توجد منتجعات في اليمن، والفنادق ذات الطراز الغربي قليلة، ولا يمكن الوصول إلى العديد من الأماكن الرائعة في البلاد.


إنه بلد يتنفس التاريخ من كل مسامه، ليس فقط من خلال معالمه التذكارية وآثاره القديمة، بل بسبب تقاليده وثقافته التي تظل جزءًا من الحياة اليومية أيضًا. من ناطحات السحاب القديمة المذهلة لشبام إلى الأسواق التقليدية في صنعاء، والطبيعة البكر لأرخبيل سقطرى.


“العربية السعيدة”

أطلق الرومان على اليمن “العربية السعيدة”، لأن الحياة أجمل بكثير على عكس البلدان الأخرى المحيطة به حيث تتميز بالأرض الخصبة، والجبال الخضراء الشاهقة مع درجات حرارة لطيفة، ووديان خضراء تعبرها الأنهار المتدفقة.


موقعها الجغرافي جعلها نقطة مهمة للتجارة والعبور بين قارتي آسيا وأفريقيا، ومرت من خلالها العديد من طرق التوابل، والأقمشة، والفنون والمجوهرات. كان ميناء عدن، الذي يقع في الطرف الجنوبي لليمن، ميناءً مهمًا لا مثيل له، وكان بوابة الدخول والخروج إلى البحر الأحمر.


اليمن المنقسم بين المحمية البريطانية في الجنوب والدولة الإقطاعية في الشمال كان مُغلقًا على الأجانب قبل عام 1972. عاد المسافرون القلائل الذين دخلوا هذه البلدان بأوصاف استثنائية. الجبال الغامضة، والمدن المحرّمة، والقصور السرية، وأمراء مستبدون يعيشون في قصور رائعة ومنشغلون في حروب قبلية دامية، ورؤوس الأعداء المقطوعة تزين الساحات العامة باعتبارها علامة على المخافة والاحترام.


حتى الستينيات، أبقى حكم الأئمة اليمن في حالة من الغموض التام، ومنغلقة، ومحرمة على الأجانب. لكن الشمال انفتح فجأة، ومن خلال هذه الفرصة الجديدة للعالم، وصل الأجانب بأعداد كبيرة. وباعتبارها دولة فقيرة للغاية، وصل إلى اليمن مسؤولون حسنوا النية، ولكن ضللتهم مجموعة متنوعة من الوكالات الدولية بخطط تنموية ضخمة، معظمها فشل فشلًا ذريعًا. من الثورات إلى الهجمات الإرهابية، ومن الحروب الأهلية إلى الانقلابات، خرجت البلاد من ضباب الزمن وجرى الحفاظ على مواقعها التاريخية بأعجوبة.


في عام 1980، انفتح اليمن على السياحة الفاخرة بافتتاح فندق شيراتون في صنعاء. كان تدشينه، صيف ذلك العام، حدثًا وطنيًا. تجمع أكثر من 3 آلاف يمني على الطريق وفي ساحة انتظار السيارات، يرغبون بالمشاركة في حفل الافتتاح التاريخي للفندق الذي يضم 300 غرفة، وحوالي 300 موظف من جميع أنحاء العالم: فلبينيون، وهنود، ويمنيون كانوا على علاقة جيدة بزملائهم في بريطانيا، وتركيا، وسريلانكا، وأفغانستان، ولبنان، وسوريا، وبنغلاديش، وباكستان. جرى كل شيء على أكمل وجه تحت قيادة مدير ألماني.


خلال هذه السنوات في اليمن، لم يكن من السهل العثور على أي شيء سوى أوراق القات المحلية، التي تعد آفة وطنية. لذا كان فندق شيراتون يجلب شرائح اللحم من الولايات المتحدة، والحمل من نيوزيلندا، والفواكه والخضروات من تونس، والمغرب ولبنان. وصلت الأسماك طازجة من باريس على متن رحلة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية التي أطلقت خطًا مباشرًا.


حتى بعد الوحدة بين البلدين عام 1990، عرف اليمن صعودًا وهبوطًا وحربًا أهلية أخرى في نفس العقد، في الواقع لم تنتهِ تمامًا حتى بداية الحرب الحالية. أدى الوضع المحفوف بالمخاطر منذ البداية إلى توقف تام للسياحة في البلاد عام 2015، ووفقًا لتقديرات الدولة خسرت اليمن منذ ذلك الحين نحو 6 مليارات دولار، مع إغلاق العديد من المواقع السياحية حتى اليوم.


رحلة في بلد ممزق

كل دول العالم تحذر مواطنيها بشدة من القدوم إلى اليمن، وتؤكد خطورة زيارة البلاد. ويبررون ذلك بسبب المعارك الضارية بين الأطراف المتحاربة في العديد من المناطق. إضافة إلى ذلك، فإن قضية الصرف الصحي في البلاد خطيرة، كما أن الطب في حالة تردي. أصبحت التفجيرات، وعمليات الاختطاف، وإطلاق النار من الجو أمرًا شائعًا، إضافة إلى نشاط التنظيمات الإرهابية كالقاعدة. على أي حال، الوصول إلى اليمن ليس بالأمر السهل، لكنه ما يزال يحتفظ بكنوزه.


أقل الطرق تعقيدًا للوصول إلى هناك هي عبور الحدود الشرقية مع سلطنة عمان، إلى منطقة حضرموت في اليمن. تستغرق الرحلة ثمانِ ساعات من السفر عبر المنطقة الفارغة للوصول إلى سيئون، مركز المنطقة، التي تسيطر عليها قوات التحالف.


يقع وادي دوعن على بعد مسافة قصيرة بالسيارة، وهو عبارة عن مجموعة مذهلة من المنازل المبنية من الطوب اللبن والمشيدة بجوانب المنحدرات. في الجوار توجد أيضًا بلدات الوادي الخصبة حيث تنمو جميع أنواع الفواكه والمكسرات. تغطي النساء في المنطقة أنفسهن من الرأس إلى أخمص القدمين بملابس سوداء ويرتدين قبعة صفراء طويلة مدببة.


من المحتمل أن تكون مدينة شبام الأسطورية عامل الجذب الحقيقي في منطقة حضرموت. تضم هذه المدينة القديمة، التي أُطلق عليها اسم “مانهاتن العرب”، مبانٍ من الطين ترتفع إلى أكثر من سبعة طوابق. منذ العصور القديمة، عاش الناس وما زالوا في هذه الهياكل الضخمة. عند التنزه في شوارع شبام، من الصعب عدم النظر إلى الجدران الطينية الملونة والنوافذ الخشبية المزخرفة.


كانت محافظة مأرب تُعرف في الماضي بأنها منطقة غامضة من المدن المفقودة المدفونة في الرمال، وتعيش القبائل البدوية في مناطق ذات طبيعة قاسية، وبعض من أجمل المناظر الطبيعية في اليمن. هذه الأيام هي خط المواجهة، وهي المنطقة التي ينفذ فيها تنظيم القاعدة وداعش هجماتهما، وحيث تتقاتل قوات التحالف والحوثيين مع بعضهما.


في المنطقة توجد المعابد القديمة للمملكة السبئية، نصفها مدفون في الرمال. بدأ علماء الآثار أعمال التنقيب، ولكن بسبب الاضطرابات المدنية، لم يتمكنوا من اكتشاف ما يكمن تحت الصحراء. من هنا ساد الاعتقاد أيضًا أن ملكة سبأ كانت في هذه المنطقة، لأن أحد معابد المنطقة أُطلق عليه “عرش الملكة سبأ”.


الطريق السريع من مأرب إلى العاصمة صنعاء مغلق منذ سنوات، لأنه يقع على خط القتال بين الحوثيين والقوات الحكومية الموالية للتحالف. تستغرق الرحلة في العادة بضع ساعات فقط، لكنها الآن تستغرق أكثر من عشر ساعات، والسبب أن الطريق الوحيد للوصول إلى صنعاء حاليًا يمر عبر الممرات الجبلية البعيدة إلى منطقة رداع، والتي تتأثر أيضًا، للأسف، بالمجموعات الإرهابية وعدم الاستقرار.


مدينة صنعاء القديمة لا مثيل لها في أي مكان آخر بالعالم. تصطف الشوارع الضيقة بالمتاجر التي تبيع الخناجر، والتوابل، والأواني النحاسية المصنوعة يدويًا وغير ذلك الكثير، تمامًا كما فعل السكان المحليون لعدة قرون. شُيدت جميع المباني بشكل تقليدي من الطوب اللبن، والنوافذ المطلية باللون الأبيض. يرتدي جميع السكان المحليين الأزياء اليمنية التقليدية.


في شمال المدينة يوجد دار الحجر، وهو قصر طويل على الطراز اليمني يبدو أنه يتحدى الجاذبية من خلال التوازن على صخرة. تقع كوكبان على بعد حوالي ساعة بالسيارة من صنعاء، وهي مدينة مبنية بالكامل من الحجر وتقع على قمة جبل مرتفع للغاية. لسوء الحظ، دمرت الضربات الجوية جزء كبير من هذه المنطقة.


تشتهر جبال حراز، الواقعة غرب العاصمة مباشرة، بالقرى المحصنة فوق القمم العائدة للعصور الوسطى. هذه الزاوية من اليمن هي أيضًا من أكثر المناطق تقليدية، فمن النادر جدًا رؤية الملابس الغربية، ولا توجد مطاعم غربية أو فنادق خمس نجوم.


في جنوب البلاد، تقع مدينة عدن على شواطئ الخليج التي سميت باسمها، وهي واحدة من أقدم المستوطنات في شبه الجزيرة العربية، وهي قديمة جدًا لدرجة أن الأسطورة تقول إن قابيل وهابيل مدفونان هنا، وهنا بنى نوح فلكه. يشير المؤرخون إلى وجود مستوطنة موثقة في المكان في وقت مبكر من القرن العاشر قبل الميلاد، عندما شكلت على مر السنين طريقًا تجاريًا مهمًا للغاية.


قبالة الساحل وعلى ما يبدو أنه مكان ليس من هذا العالم، يقع أرخبيل سقطرى الصغير في بحر العرب بين اليمن والصومال. يعد، إلى حد كبير، المكان الآمن الوحيد للزيارة في اليمن بسبب حقيقة أن الحرب الأهلية لم تصل إلى شواطئها. سقطرى هي موطن لعدد من أكبر أعداد الأنواع المستوطنة في العالم، مما يجعلها على قدم المساواة مع جزر غالاباغوس وكاليدونيا الجديدة. أشهر الأنواع المتوطنة في المنطقة هي شجرة دم التنين، وأطلق عليها ذلك بسبب الراتنج الأحمر الذي يشبه الدم.


الفن في اليمن من المحرمات الدينية

ذكر موقع جيروزاليم بوست أن الغناء والفن، بشكل عام، ينظر إليه في اليمن على أنه من المحرمات الدينية والاجتماعية، كما ينظر المجتمع إلى العديد من الفنانين في مختلف المناطق على أنهم من الطبقة الدنيا. أدى هذا إلى الحد من انتشار الثقافة في المجتمع لسنوات عديدة، لكن في السنوات الأخيرة، ظهرت مجموعة من الفنانات في اليمن لتشكيل حركة فنية وثقافية قبلها البعض وعارضها التقليديون.


شكلت جماعة الحوثيين بعد استيلائها على السلطة في صنعاء ومدن يمنية أخرى في الشمال، أكبر تهديد للحركة الفنية الجديدة من خلال المضايقات المتكررة، والقرارات التي حدت من غناء النساء في مناسبات عديدة. رغم القيود المفروضة بعد سيطرة الحوثيين على الشمال، ظهرت العديد من الفنانات على الساحة الموسيقية خلال سنوات الحرب، بينما قررن أخريات السفر إلى البلدان المجاورة لإيجاد بيئة أفضل لعرض أدائهن.


حفلات مغلقة وتهديدات بالسجن

تحدث “نوح محمد” المسؤول في وزارة الثقافة إلى ميديا لاين عن الصعوبات التي تواجه الفن والفنانين. وأوضح أنه قبل 2014 وقبل سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء كان هناك انفتاح وقبول من الوزارة للغناء النسائي، وبث فنهن في وسائل الإعلام الرسمية للدولة. كان هذا تشجيعًا كبيرًا للفنانات والراقصات والممثلات.


وأضاف: “لقد تغير هذا النهج تمامًا منذ استيلاء الحوثيين على السلطة”. “لقد ترك كثير من الفنانات اللاتي تعرضن للتهديد والمنع الغناء في الأحداث المسجلة وحفلات الزفاف أو قررن السفر إلى البلدان المجاورة لتقديم العروض، ومن بقين في البلاد يغنين في سرية تامة، في حفلات الزفاف المغلقة، أو عبر الإنترنت. نهج الحوثيين يسعى إلى الحد من دور الفن والفنانات على وجه التحديد ومحاربته”.


داعش في صنعاء: نسخة الحوثيين

ووجهت وزارة الإدارة المحلية في صنعاء التابعة للحوثيين مديري أمن المناطق بالحد من “انتشار الفنانين والفنانات في الحفلات والمناسبات” حفاظًا على العادات والتقاليد وترسيخ الهوية الدينية. ومنعت الجماعة العديد من الفعاليات والاحتفالات لوجود نساء يقمن بالرقصات التقليدية أو العزف على الآلات الموسيقية أو الغناء. وقال النائب “أحمد سيف حاشد” على تويتر: إن هذه الإجراءات بحق الفنانين هي “النسخة الحوثية لداعش في صنعاء”.


منع الحوثيون النساء من الالتحاق بمعاهد الموسيقى في صنعاء والمدن الأخرى الخاضعة لسيطرتهم، ومنعوا الفتيات الصغيرات من الغناء والرقص في الحفلات المدرسية والمناسبات العامة، ووصفوا ذلك بأنها ضرورة ملحة للحفاظ على العادات والتقاليد والهوية الوطنية.

الهوامش

– محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

– ولد في إسرائيل، وخدم في الجيش الإسرائيلي. درس العلوم السياسية والصحافة في جامعة تل أبيب. وعمل لاحقًا مراسلًا في شؤون الدفاع في صحيفة يديعوت أحرونوت. كما أنه رئيس تحرير موقع israeli homeland security.

– محللة في مركز السياسة الأمنية في واشنطن. زميلة آنا سوبول ليفي السابقة في مركز هرتسليا متعدد التخصصات في إسرائيل حيث أكملت درجة الماجيستير في مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي. وتكتب في Jerusalem Post, Epoch Times, Times of Israel, The Daily Wire, The National Interest, Algemeiner Journal, JNS.

– كسينيا سفطلوفا من مواليد موسكو 28 يوليو 1977، سياسية وصحفية إسرائيلية، وأستاذة مشاركة في الجامعة العبرية، وعضو كنيست عن الاتحاد الصهيوني، وتتحدث الانجليزية والروسية والعبرية، حصلت على دكتوراه في قسم دراسات الشرق الأوسط حول السياسة، والعلاقات الخارجية، والإعلام العربي في الجامعة العبرية بالقدس.

– خدم حوالي 30 سنة في الجيش الإسرائيلي، وفي مناصب رفيعة عملياتية واستخباراتية بالأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي. وأدار مشاريع تطوير تكنولوجيا معقدة. وهو باحث ومحاضر في مجال الاستراتيجية العسكرية والاستخبارات والحرب الإلكترونية. وتناولت أطروحته للدكتوراه الحرب العسكرية غير المتكافئة، والاستراتيجية العسكرية. كما يعمل باحثًا ومحاضرًا في عدة مراكز بحثية استراتيجية حول العالم.

– محلل شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “هاأرتس”، عمل مسبقًا مبعوثًا للصحيفة في واشنطن. ويحاضر “برئيل” في كلية “سابير”، وجامعة “بن جوريون”، ويبحث في سياسة وثقافة الشرق الأوسط. نال عام 2009 جائزة “سوكولوف” على إنجازاته.

– خبير في شؤون الشرق الأوسط، ومتخصص في الاقتصاديات الإقليمية. يكتب عمودًا حول الشرق الأوسط في موقعي يديعوت أحرونوت، وكالكاليست.

– مراسلة عسكرية في “جيروزاليم بوست”. نشأت في مونتريال بكندا وحصلت على درجة البكالوريوس في علم الجريمة والعدالة الجنائية مع التركيز في القانون من جامعة كارلتون في أوتاوا، كندا. ونظرًا لاهتمامها الكبير بالشرق الأوسط والإرهاب والجماعات الإرهابية، انتقلت إلى إسرائيل وحصلت على درجة الماجستير في مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي في المركز متعدد التخصصات في هرتسيليا، إسرائيل.


https://sanaacenter.org/ar/translations/18983