حذر يوسي منشروف على موقع القناة السابعة الإسرائيلية، في 2 سبتمبر 2025، من خطورة نوايا الحوثيين لغزو إسرائيل. وقال إن أي شخص مطلع على وسائل إعلام الحوثيين يدرك أنهم يتدربون بالفعل لشن غزو بري لإسرائيل، ويعلنون نيتهم القيام بمثل هذه الخطوة العسكرية. “لقد أعلنوا ذلك جهرًا منذ فترة طويلة، ويتدربون على اجتياح إسرائيل، مع التركيز على ديمونا. لديهم طموحات كبيرة، وأعتقد أنه لا ينبغي بعد 7 أكتوبر، أن يتجاهل أي مسؤول أمني إسرائيلي خطورة هذا التهديد”.
أشار منشروف إلى أنها جماعة منظمة ومتماسكة، مدعومة من إيران والحرس الثوري وفيلق القدس، ويجب قطع هذا الذراع التابع للأخطبوط الإيراني، كما أحرزت إسرائيل نجاحًا باهرًا في مواجهة حزب الله، وقائد فرع فيلق القدس اللبناني، ونائبه وقائد شبكة التهريب التابعة للقوة، وقائد فرع فلسطين.
فيما يتعلق بطريقة إضعاف قدرات الحوثيين، قال إنه لا مناص من مجابهة رعاتهم، النظام الإيراني، مصدر المشاكل.
وبشأن الطريقة التي يُعبِّر بها الإعلام عن رغبة الحوثيين في غزو إسرائيل، يقول منشروف “تظهر في هذه الوسائل صورٌ لتدريباتٍ على اجتياح إسرائيل بالسلاح، تشبه تمامًا تدريبات حماس التي رأيناها قبل 7 أكتوبر. كما توجد تقارير نشرها مركز الاستخبارات والإرهاب، الذي استقصى الأمر وقدّم توثيقًا فوتوغرافيًا لهذه التدريبات. من المهم أيضًا الاستماع إلى تصريحاتهم وفهم هل وراءها مضمونًا حقيقيًا ونيةً حقيقيةً لدخول حدود إسرائيل، سواءً عبر الأردن أو سوريا”.
في هذا السياق، يذكر منشروف أن الإيرانيين حاولوا بالفعل الترويج لعمليةٍ إرهابيةٍ نقلوا فيها عشرات الحوثيين إلى الحدود الإسرائيلية. “لم تُنفَّذ العملية، لكن الإيرانيين حاولوا الترويج لغزو الميليشيات الشيعية للأردن. يبدو أن الإيرانيين يعدون المجال الأردني بيئة ملائمة للعمليات، إما لضعف النظام الأردني أو لعدم وجود سياج حدودي منظم بين إسرائيل والأردن، وهذا يُغري إيران.
وفيما يتعلق بحجم الخلية المحتملة، يقول منشروف: “لا أعتقد أنها ستكون خلية صغيرة بالضرورة. يقدر عدد الحوثيون بعشرات الآلاف، ومن الممكن تخيّل سيناريو يحاولون فيه تسلل بضع مئات إلى إسرائيل. إنهم طموحون للغاية، ويساعدهم الملف الفلسطيني على تعزيز مصداقيتهم في الشرق الأوسط، ويُصوّرون أنفسهم على أنهم الجماعة الوحيدة التي تساند حماس في غزة بعد هزيمة حزب الله، وسقوط النظام السوري، وعجز الميليشيات في العراق عن التحرك الآن. لهذا السبب، الحوثيون موجودون على الخريطة، والجانب الفلسطيني يسمح لهم بقمع شعبهم في اليمن بذريعة أن كل من لا يدعمهم يخون المثل العليا الفلسطينية والأمة الإسلامية”.
وعندما سُئل عما إذا كانت عملية الاغتيال المستهدفة المذهلة في اليمن قبل أيام قليلة تُشكّل ردعًا، قال منشروف: “لقد تأخرنا في الاستعداد للتهديد اليمني، ولكن مع مرور الوقت، يتشكل انطباع بأن إسرائيل تسد ثغرات قدراتها الاستخباراتية في الساحة اليمنية، الأمر الذي يتطلب أيضًا موارد وتنظيمًا. لذلك، تُمثّل عملية الاغتيال المستهدفة إنجازًا مهمًا، ولكن ثمة حاجة لتكثيف العمل لردع الحوثيين”. لديّ انطباع بأن إسرائيل بحاجة إلى جمع معلومات استخباراتية عن منصات إطلاق الصواريخ، وهي قادرة على ذلك. إن تعقب منصات الإطلاق بفعالية يمكن أن يمنعها من الإطلاق، وفي الوقت نفسه، يُعدّ اغتيال كبار المسؤولين أمرًا بالغ الأهمية؛ لأنه يجبر العناصر الخفية على اتخاذ موقف دفاعي والاختباء. مع مرور الوقت، سيتعين على إسرائيل التفكير في تعاون إقليمي برعاية أمريكية وبريطانية. الحوثيون ليسوا مجرد مصدر إزعاج لإسرائيل، بل إنهم يُلحقون الضرر بحرية الملاحة، وإيذائهم ليس مصلحة إسرائيلية فحسب.
نسخة يمنية من “طوفان الأقصى”
جدير بالذكر أن موقع نيوز وان العبري أشار، في 25 يوليو 2025، إلى أن جماعة الحوثيين في اليمن تواصل تحالفها مع محور المقاومة حول غزة، وهذه المرة بتهديد مُباشر لإسرائيل. وبحسب تقرير نشره موقع “إسرائيل اليوم“، فإنهم يُدربون الدفعة الثالثة من مُقاتليهم في قوة النخبة تحت اسم “طوفان الأقصى”، وهو مصطلحٌ مرتبط في الذاكرة الإسرائيلية باللقب الذي أطلقته حماس على هجوم 7 أكتوبر.
إن اختيار الحوثيين اسم الدورة الجديدة ليس صدفة، بل هو رسالة واضحة تُؤكد استمرار ارتباطهم بحماس والصراع في غزة. إنها أيضًا محاولة رمزية للحفاظ على الدوافع الأيديولوجية لهذا المحور، مع تركيز الاهتمام على إسرائيل -على الرغم من الفجوة الجغرافية الكبيرة.
عمليًا، تبلغ المسافة بين معسكرات التدريب في اليمن وحدود إسرائيل نحو ألفي كيلومتر، كما أن مقاتلي النخبة الذين ظهروا في عدة مقاطع يوتيوب -بأسلوب إيراني دقيق -سوف يواجهون صعوبة في اجتياز هذه المسافة برًا أو بحرًا دون اكتشاف أمرهم من عناصر استخباراتية أو قوات الجيش الإسرائيلي.
مع ذلك، يقول الصحفي يوآف ليمور بأن اختيار عرض الدورة باسم -“طوفان الأقصى” -ينبغي أن يُدق ناقوس الخطر، ليس لقوة التهديد المباشر، بل بسبب النوايا المستقبلية.
خطة غزو الحوثيين لا تزال مطروحة -على الأقل على مستوى الوعي. غير مدرجة ضمن الأولويات. حاليًا هي على نطاق ضيق وتكاد تكون سخيفة، لكن إسرائيل أدركت بالفعل أن التصريحات التي بدت مستحيلة في السابق قد تُصبح واقعًا خطيرًا.
أحمد الديب
باحث في الشأن الإسرائيلي
إسرائيل أوهمت قادة الحوثيين بغياب معلومات استخباراتية عن مواقعهم - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية
https://sanaacenter.org/ar/translations/25471
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق