السبت، 29 أبريل 2023

إسرائيل قد تكون في مرمى تهديدات الحوثيين عقب اتفاقهم مع السعودية

إسرائيل قد تكون في مرمى تهديدات الحوثيين عقب اتفاقهم مع السعودية

تحول مخزون الأسلحة الذي يملكه الحوثيون، من بينها الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار، إلى مصدر قلق لإسرائيل عقب التقارب الأخير بين الجماعة والمملكة العربية السعودية، وتحدثت وسائل الإعلام كثيرا عنه، واحتمال أن يسعى الحوثيون وإيران الآن إلى تركيز تهديداتهما على إسرائيل.


كما اهتم الإعلام الإسرائيلي بالتحركات الأخيرة لإنهاء الأزمة اليمنية، مرجحًا أن الحرب في اليمن لن تنتهي رغم التقارب الإيراني السعودي.


ملاحظة: حُررت هذه الترجمة مراعاة للوضوح، وهي جزء من سلسلة إصدارات ينتجها مركز صنعاء كجزء من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها. الآراء المُعرب عنها في هذه الترجمة لا تعكس آراء مركز صنعاء.


جدول المحتويات

 اخفاء 

1

هل تشكل طائرات الحوثيين دون طيار خطرًا على إسرائيل؟

2

هل سيحول الحوثيون تهديداتهم إلى إسرائيل بعد الاتفاق السعودي- الإيراني؟

3

دبلوماسي يمني لموقع “كان” العبري: التقارب بين السعودية والحوثيين قد يضر إسرائيل

4

لماذا سيفشل الاتفاق السعودي- الإيراني؟

5

حول الزكاة ورمضان والتسول وأطفال اليمن

6

زعيم الحوثيين في اليمن: “يجب أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد أولياء الشيطان”

7

الحرب في اليمن بعيدة عن الانتهاء حتى بعد الاتفاق الإيراني السعودي

8

إيران تبني شرق أوسط جديد

9

كيف ستنتهي التوترات في العلاقات السعودية الأمريكية بعد المصالحة الإيرانية؟

10

وفد سعودي يسعى لإنهاء الحرب الأهلية اليمنية

11

فك ارتباط السعودية باليمن سيكون فوضويًا

هل تشكل طائرات الحوثيين دون طيار خطرًا على إسرائيل؟

المصدر: موقع نتسيف نت | تأريخ النشر: 28 مارس 2023


ذكر موقع الميادين الإخباري، التابع لحزب الله، أنه على الرغم من تعرض قوات الحوثي في اليمن لحرب ظالمة منذ أكثر من 10 سنوات، ويهاجمها (تحالف العدوان) بقيادة سعودية، إلا أنها تمكنت من أن تتحول إلى قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة، وتمتلك الآن قدرات عسكرية كبيرة للغاية. خاصة فيما يتعلق بالصواريخ بعيدة المدى، أو في مجال الطائرات بدون طيار التي أثبتت فعاليتها الكبيرة في استهداف أعداء اليمن مثل السعودية ودول أخرى في الخليج.


وبحسب مراكز دراسات غربية، فإن جماعة الحوثيين في اليمن تحتل المرتبة الثانية في عدد الطائرات بدون طيار التي تمتلكها، بعد حزب الله اللبناني، بين القوات التي تعمل بالوكالة لإيران في المنطقة.


وكانت أولى الطائرات المسيرة التي أُعلن عنها في عام 2017 هي “رقيب، وراصد، وهدهد 1″، وجميعها طائرات صغيرة، وخفيفة الوزن، ومتخصصة في تنفيذ المهام الاستطلاعية. وبعد عام تطورت المنظومة اليمنية مع الإعلان عن طائرة “قاصف1″، التي كانت أول طائرة مسيرة هجومية يستخدمها اليمنيون للرد على العدوان، تلاها الإعلان عن طائرة مسيرة أخرى من نفس الطراز “قاصف 2”.


في سبتمبر 2019 جرى الكشف عن طراز جديد من الطائرات بدون طيار يحمل اسم صماد والذي تضمن ثلاثة طرازات: صماد 1 لعمليات الاستطلاع، وصماد 2 لتنفيذ العمليات القتالية متوسطة المدى، وصماد 3 للعمليات الهجومية النوعية، بالإضافة إلى “صماد 4″، وهي طائرة بدون طيار قادرة على الطيران لمسافة 2000 كم، وتحمل صواريخ جو – أرض قادرة على مهاجمة المواقع الأرضية المحصنة.


ملاحظة: في ضوء ما قيل أعلاه، السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت طائرات الحوثيين بدون طيار، والتي تعمل بأمر من إيران، تشكل خطرًا على المنطقة؟ وهل لديهم طائرات بدون طيار قادرة على الوصول واستهداف إسرائيل؟


هل سيحول الحوثيون تهديداتهم إلى إسرائيل بعد الاتفاق السعودي- الإيراني؟

المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 9 أبريل 2023 | كاتب المقال: سيث جي فرانتزمان[1]


قد يحل السلام في أجواء اليمن بعد سنوات الحرب. تدخلت السعودية في اليمن عام 2015 لمنع الحوثيين، المدعومين من إيران، من احتلال رقعة شاسعة من البلاد. وبعد تدخلها، توقفت الحرب والآن يسعى وفد سعودي- عماني لإحلال السلام مع صنعاء في اليمن. هذا سينهي ثماني سنوات من الحرب.


هذه أخبار جيدة لليمن. يأتي وسط علاقات جديدة بين إيران والسعودية. قد تعيد إيران والسعودية فتح السفارتين، وفي اليمن، اتفاق السلام يعني إعادة فتح الموانئ، وتدفق المساعدات إلى البلاد.


وفقًا لوسائل إعلام خليجية، أزال التحالف العربي، بقيادة السعودية، القيود التي استمرت ثماني سنوات على الواردات من موانئ اليمن.


وبحسب ما أوردته العربية، جاء ذلك في أعقاب تخفيف القيود في فبراير / شباط على دخول البضائع التجارية إلى ميناء الحديدة الغربي، الذي يسيطر عليه الحوثيون، الميناء البحري الرئيسي في البلاد.


مخزون أسلحة الحوثيين

يمتلك الحوثيون الآن مخزونًا هائلاً من الأسلحة، ومن بينها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، التي لن يتمكنوا من استخدامها ضد السعودية. ستكون إيران قادرة على توجيه الأسلحة والتمويل للحوثيين إلى جبهات أخرى. من المحتمل أن يسعى الحوثيون وإيران الآن إلى تركيز التهديدات على إسرائيل. قد يعني هذا زيادة في تهديد الشحن البحري قبالة سواحل عمان. في الماضي، استهدفت إيران السفن التجارية بطائرات بدون طيار بعيدًا عن سواحل عمان.


سعى الحوثيون دائمًا إلى ربط صراعهم بصراعات أخرى في المنطقة. وهم يدعمون حماس وحزب الله وشعارهم الرسمي يتضمن عبارة “اللعنة على اليهود والموت لإسرائيل”. ظل الحوثيون يوجهون رسائل منذ سنوات يقولون إنهم يريدون المشاركة في عمليات لمساعدة الفلسطينيين والدفاع عن “الأقصى”.


لدى الحوثيين أسلحة متقدمة خطيرة. في عام 2021، أرسلت إيران طائرات كاميكازي بدون طيار بعيدة المدى إلى اليمن. كان الحوثيون بمثابة ساحة اختبار للعديد من الطائرات الإيرانية بدون طيار، ومن بينها تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي تستخدمها روسيا الآن ضد أوكرانيا. وهذا يوضح طبيعة الحوثيين الخطيرة، وكذلك التداعيات التي قد تأتي من اتفاق السلام في اليمن.


قد لا يكون الحوثيون مستعدين لإنهاء حربهم. لديهم أيضًا أسلحة يمكن نقلها إلى سوريا أو جبهات أخرى. قد تستخدم إيران أيضًا الموارد التي أرسلتها إلى اليمن على جبهات جديدة.


حذرت الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، من احتمال تنامي التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط. من المحتمل أن تتمكن إيران أيضًا من خلال اتفاق السلام في اليمن القادم من تركيز الهجمات في مكان آخر. قد تسعى إيران بعد إبرام صفقة مع السعودية إلى التركيز على التهديدات ضد إسرائيل والولايات المتحدة، والتي تنظر إليهما إيران على أنهما دولتين تريد “مقاومتهما” في المنطقة.


دبلوماسي يمني لموقع “كان” العبري: التقارب بين السعودية والحوثيين قد يضر إسرائيل

المصدر: موقع “كان” التابع لهيئة البث الإسرائيلية | تأريخ النشر: 16 أبريل 2023 | كاتب المقال: “روعي كايس”، مراسل قناة “كان” الاسرائيلية للشؤون العربية


ذكرت قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية اليوم الأحد (16 أبريل) في نشرتها الإخبارية المسائية أن دبلوماسيًا يمنيًا، شغل في السنوات الأخيرة منصب وزير في الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، حذر في محادثة مع موقع “كان” العبري من أن التقارب بين الرياض والمتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، سيكون له تأثير سلبي على إسرائيل.


أجرى وفد سعودي رسمي، في الأيام الأخيرة، محادثات نادرة في صنعاء مع قيادة الحوثيين، في محاولة للتهدئة وإنهاء الحرب التي شنتها السعودية ضدهم قبل نحو ثماني سنوات. وأبرم الطرفان صفقة كبيرة لتبادل الأسرى.


وقال الدبلوماسي نفسه في محادثة مع موقع “كان”، إن التقارب بين الطرفين قد يفاقم من تهديد الحوثيين للممرات الملاحية في البحر الأحمر، والتي تستخدمها إسرائيل أيضًا. يأتي ذلك على خلفية الهجمات التي شنها الحوثيون في السنوات الأخيرة على سفن في البحر الأحمر بدعم إيراني.


وهاجم الدبلوماسي اليمني السعودية وقال إن محادثاتها مع الحوثيين ناجمة عن موقف ضعف بعد فشلها في قتالهم. وأكد خلال حديثه مع الصحفي الإسرائيلي “روعي كايس” أن الرياض غير قادرة على حماية الممرات الملاحية في البحر الأحمر، وبالتالي تتجه إلى الحوار مع الحوثيين لمحاولة تحقيق سلام منفعة. لكن حسب قوله، قد يحقق أيضًا نتائج عكسية.


لماذا سيفشل الاتفاق السعودي- الإيراني؟

المصدر: نيوز وان | كاتب التقرير: يارون فريدمان[2]


لا يحظى الاتفاق السعودي- الإيراني بأي فرصة للنجاح. استعرضنا في القائمة السابقة العداء الطويل بين البلدين على المستويات السياسية، والتنافس على النفط، والرواسب الدينية السنية الشيعية القديمة. سوف نتناول الآن القضايا التي لن تسمح باستمرار “الاتفاق التاريخي” على المدى الطويل:


القضية الرئيسية التي تشغل بال السعوديين هي إنهاء الحرب في اليمن، التي تدار على الحدود الجنوبية الطويلة للسعودية (وتقدر بمئات الكيلومترات). لا يمكن للجيش السعودي أن يغلق بإحكام الحدود مع بلد خاضعة تحت سيطرة تنظيم إرهابي شيعي. بالإضافة إلى ذلك، تزود إيران الحوثيين، باستمرار، بصواريخ يتزايد مداها وتهدد المملكة بأكملها.


يأمل السعوديون بعد إبرام الاتفاق أن تكبح إيران الحوثيين، وتطالبهم بالتوقيع على اتفاق جديد طويل الأمد لوقف إطلاق النار. لكن تظهر المعطيات أن الحوثيين يختلفون عن حزب الله ولن ينصاعوا لتعليمات طهران. أطلق الحوثيون، الأسبوع الماضي، بعد أيام قليلة من توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، طائرة مسيرة إلى الجنوب لاغتيال محسن الداعري وزير الدفاع في حكومة عدن المدعومة من السعودية والإمارات. الرسالة كانت واضحة وهي أن نضالنا مستمر بغض النظر عن التطورات في المنطقة. وكان الداعري يقوم بدورية جنوبي مدينة تعز ونجا بأعجوبة لكن أسفر الهجوم عن مقتل وإصابة بعض رجاله.


يتحدث الحوثيون باستمرار عن السعودية على اعتبار أنها حليف لـ “اليهود- الصهاينة”، ودعايتهم معادية للسامية بشكل علني. بالإضافة إلى ذلك، يشن الحوثيون حاليًا حربًا اقتصادية ضد حلفاء السعودية. جمد الحوثيون جميع الحسابات المصرفية المدارة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، وأعلنوا أنهم سيمنعون الشركات الغربية من هبوط طائراتهم في مطار صنعاء الخاضع لسيطرتهم اعتبارًا من نهاية مارس / آذار.


بشكل عام، يتصرف الحوثيون كمنظمة إرهابية متطرفة ومجنونة وغير مسؤولة. انتهك الحوثيون مئات المرات اتفاقيات وقف إطلاق النار مع السعودية التي جرى توقيعها بوساطة من الأمم المتحدة، والإمارات، وعمان، والكويت.


وفي الحقيقة، لا يهتم الحوثيون بوقف الحرب، بل يتطلعون إلى توسيع المناطق الواقعة تحت سيطرتهم جنوبًا نحو محافظة تعز، وشرقًا نحو منطقة مأرب. ويلتقط الحوثيون صورًا بفخر وهم يمضغون القات وحاملين الأسلحة (كلاشينكوف على ظهورهم، والمسدسات في جيوبهم، وخنجرًا أيضًا في أحزمتهم وفقًا لأفضل التقاليد البدوية في المنطقة). على عكس حزب الله، حيث إنها منظمة تساعد إيران في جهودها للسيطرة على الشرق الأوسط. في حين قامت جماعة الحوثيين على أساس إلهامها بالثورة الإيرانية، وتدعمها إيران فقط بالسلاح، وربما يرشدهم أيضًا تكتيكيًا مستشارين من إيران وحزب الله في لبنان.


تجدر الإشارة إلى أن الحوثيين شيعة من مذهب مختلف، الزيدي، على عكس المذهب الإيراني- اللبناني للشيعة الإثنى عشرية. انفصل الزيديون عن التيار الشيعي الرئيسي في وقت مبكر جدًا من القرن السابع. ولاء الحوثيين لإيران أشبه من المرتزقة عن الولاء الديني – الأيديولوجي. لذلك، تخطئ السعودية إذا اعتقدت أن بإمكان إيران كبح جماحهم. علاوة على ذلك، يجب الافتراض أن إيران ليست مهتمة بذلك أيضًا.


حزب الله أغلى ما تملكه إيران في لبنان

انتقدت السعودية بشدة سيطرة حزب الله الكاملة على لبنان، وهي عملية تفاقمت للغاية منذ انسحاب الجيش السوري منه في عام 2005. لكن إيران لا تنوي التخلي عن دعمها الهائل لـ “جوهرة التاج” – المنظمة الأكثر ولاءً للثورة الإيرانية، والتي تعد رأس حربة في صراعها ضد إسرائيل. تنتظر السعودية خيبة أمل حقيقية إذا اعتقدت أن إيران ستسمح للمسلمين السنة بالعودة إلى السلطة في بلاد الأرز. لقد فقد سعد الحريري، الذي قتل والده عناصر حزب الله، الأمل بالفعل واعتزل العمل السياسي، وتمر لبنان بحالة من الشلل السياسي المستمر.


الصراع على سوريا ميؤوس منه

تنبع المغازلة الملحوظة مؤخرًا للدول العربية (الإمارات، والبحرين، والأردن، وتونس، والجزائر، ولبنان) إزاء نظام بشار الأسد من نية إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية وإبعادها عن إيران. ولكن هذا الهدف يكاد يكون مستحيلًا في ظل الوضع الداخلي المتداعي في سوريا. استغلت إيران الحرب الأهلية للتدخل المباشر وإرسال الميليشيات الشيعية لقتال المتمردين. لا توجد هدايا مجانية، فقد سيطرت إيران على مناطق كاملة ومنشآت مهمة في البلاد – ضريح زينب في دمشق، وميناء اللاذقية، والحدود مع العراق وغيرها.


علاوة على ذلك، لا تزال سوريا تحكمها الأقلية العلوية التي تعتمد كليًا على مساعدة الميليشيات الموالية لإيران. بمجرد أن تقرر إيران مغادرة سوريا، ففي انتظار عائلة الأسد نصف مليون ثأر من الأغلبية السنية التي قُتلت في 2011-2017. الانسحاب المأمول لن يحدث، ولن تتخلى إيران عن المشروع الكبير لـ “الشهيد” قاسم سليماني، الذي بنى الجسر البري بين إيران والعراق وسوريا ولبنان.


العراق

كما تنتظر السعودية خيبة أمل في الساحة العراقية كذلك إذا توقعت تراجع التدخل الإيراني. استغلت إيران الحرب على داعش (2014-2017)، لتعميق سيطرتها على البلاد من خلال مليشيات “الحشد الشعبي”، ويدير جميع الحكومات في بغداد، بما في ذلك الحكومة الحالية، شخصيات شيعية موالية لطهران.


إسرائيل والولايات المتحدة المستفيدان على المدى الطويل

إذن ماذا تتوقع السعودية على أي حال؟ ألا يدرك خبراء ومستشارو الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان كل هذه المعطيات؟ يبدو أن هدف الرياض هو التوقيع مع إيران لاختبار وقف إطلاق النار في اليمن، والسماح للسعودية بفتح سفارة في دمشق على أمل أن يتمكنوا من التأثير على مجرى الأمور في سوريا كما كان في السابق. يمكن الافتراض أن الصين مارست ضغوطًا شديدة على السعودية لتوقيع هذه الاتفاقيات، وربما ربحت عدة صفقات مع الصينيين. من خلال القيام بذلك، أومأت الرياض أيضًا إلى واشنطن أنها ليست حبيسة الولايات المتحدة، بل ويجب عليها أن تبذل جهدًا للاقتراب من السعودية.


لكن من المتوقع أن تكون خيبة أمل السعودية شديدة للغاية، عندما تكتشف أنها لم تحقق شيئًا من اتفاق مع حكومة آيات الله، لأن أطماع إيران لن تختفي، وسيستمر الحوثيون، في قصف السعودية وحلفاءها في اليمن. لا يفهم الحوثيون لماذا يجب عليهم إلقاء أسلحتهم. فهم يشعرون بأنهم لا يقهرون ولا سيما بعد فشل التحالف السعودي في هزيمتهم لأكثر من ست سنوات. إنهم يستخدمون مواطني شمال غرب اليمن دروعًا بشرية، ويطبقون نظامًا إسلاميًا متطرفًا، ويعدمون المشتبه بهم والمجرمين، ويستغلون الأطفال في الحرب، وأكثر من ذلك.


من المهم هنا الإشارة إلى أن السعودية تحاول في نفس الوقت تجربة بالون اختبار آخر بدءًا من عام 2020: فقد سمحت باتفاقيات أبراهام مع الإمارات والبحرين، ويمكن للطائرات الإسرائيلية التحليق في المجال الجوي السعودي. وفي الوقت التي ستتجلى فيه العلاقات مع إيران أنها عديمة الجدوى، بل ضارة، ستشهد السعودية استقرار اتفاقيات إبراهيم، ومن المتوقع أن تتطور إلى اتفاقيات إضافية. كل من ينضم إلى التطبيع سيشهد استقرارًا اقتصاديًا وتقدمًا. في حين سيجلب التدخل الإيراني في الشرق الأوسط البؤس والفقر والجوع والحروب. تطمح السعودية إلى الازدهار الاقتصادي، وبالتالي فإن مستقبلها يكمن أساسًا في التحالف الإماراتي الإسرائيلي وليس مع إيران. يجب ألا ننسى أن إسرائيل هي الدولة التي تطور أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ، الأكثر تطورًا، القادرة على توفير أفضل دفاع ضد تهديد الحوثيين.


لذلك فإن المسؤولية الملقاة الآن على كاهل الحكومة الإسرائيلية ثقيلة للغاية. إذا سارت الأمور في اتجاهات متطرفة وفقًا لسياسة بن غفير وسموتريتش، فستتوقف إسرائيل عن كونها دولة جذابة في المنطقة ولن تتقدم اتفاقيات إبراهيم (أو العكس – سيتم إلغاؤها). أما من حيث الاستقرار الفوري الذي تبحث عنه السعودية للازدهار الاقتصادي، فإن قادتها مدركون أنه لن يأتي من إيران، بل سيستمر في الوجود فقط بفضل وجود الأسطول الخامس الأمريكي وقواعد في الخليج العربي.


يعلم بن سلمان أن نظام خامنئي الإمبريالي القمعي المظلم لخامنئي وأمثاله لن يغير موقفه. هذا الاختبار نتائجه معروفة مسبقًا تقريبًا.


حول الزكاة ورمضان والتسول وأطفال اليمن

المصدر: موقع نتسيف نت | تأريخ النشر: 25 مارس 2023


يحتفي العالم الإسلامي بشهر رمضان الذي يعد شهر القداسة، والسرور، والأخوة، والكرم، والأعمال الخيرية.


يأتي ملايين المسلمين إلى السعودية في شهر رمضان لأداء العمرة، التي تحظى بين المسلمين بأهمية دينية خاصة خلال شهر رمضان.


وهناك أحاديث في فضائل أداء العمرة في رمضان، ومنها قول النبي (صلى الله عليه وسلم) إن العمرة في رمضان تعدل حجة (وهناك تأويلات أن عُمرة رمضان تعادل الحج مع محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكذلك الأحاديث التي تتحدث عن مضاعفة أجر أداء العمرة في رمضان، وفضائل أداء فريضة الزكاة.


كثرة الحجاج في شهر رمضان جذبت، على مر السنين، إلى أبواب مكة المكرمة من لم يأت أيضًا لأداء فريضة الحج، بل لجني الأرباح من الحجاج، ومن تقليد فريضة الصدقة في التبرع للفقراء، وتحويل التسول إلى عمل تجاري.


الزكاة وأطفال من اليمن

ربما رأيت في مفترقات طرق مختلفة في إسرائيل أطفال متسولين يديرهم مجرمون عديمي الرحمة، توجد هذه الظاهرة أيضًا في السعودية، في حين أن حوالي 90 ٪ من المتسولين في المملكة من الأجانب، ومعظمهم قادم من اليمن، والغالبية العظمى (حوالي 82٪) من الأطفال، وسوف أشير إلى أحد التقارير التي ذكرتها منظمة يونيسيف حول عملية تهريب الأطفال اليمنيين إلى المملكة، حيث أفادت بأنها “مزيج بين الإتجار بالأطفال والهجرة غير الشرعية”.


وفقًا لبيانات سعودية رسمية، في الماضي القريب (2011) كان معظم المتسولين في السعودية يمنيين تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عامًا، وتضاءل مع الوقت عُمر المتسولين اليمنيين في المملكة. ولفهم حجم الظاهرة، سأضيف ذلك وفقًا للبيانات المنشورة في أوائل عام 2014 عن الأشهر من يونيو إلى ديسمبر 2013 والتي جمعتها منظمات الإغاثة الدولية في اليمن، والتي اشتكت من قيام السعودية بترحيل العمال اليمنيين المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن، لأنهم أصبحوا عبئًا على منظمات الإغاثة، ويدور الحديث حول أكثر من 235 ألف يمني أعادتهم السعودية إلى اليمن. ومن بينهم أطفال دون سن ال 18.


جدير بالذكر أن اليونيسف كانت تكتب تقاريرًا حول هذا الموضوع، على الأقل منذ عام 2004 (لم أتمكن من العثور على تقارير سابقة) وأنه في كثير من الحالات، لسبب ما، يتم التقليل من حجم الظاهرة، ولكن الشيء الرئيسي هو أن اليونيسف تعرف كيفية “توفير البيانات والإحصاءات” التي يرون فيها ذلك باستمرار في المناطق يباع فيها الأطفال أو يتم تسليمهم لتهريبهم عبر الحدود، وتعلم أن ذلك يحدث، لكن لا تفعل شيئًا أو يقررون أيضًا البيع / التسليم لأطفالهم، وعلى الرغم من أنه في معظم الحالات (حوالي 80٪ في استطلاعات اليونيسف) يبيع الآباء أو يسلموا أطفالهم طواعية، لكن تقارير اليونيسف تقول أيضًا إنه على الرغم من معرفتهم أن كل هذا يحدث بموافقة الوالدين، فإن حوالي 60٪ من الأطفال الذين تم استجوابهم قالوا إنهم مجبرون على ذلك، وأنهم أرادوا البقاء في المنزل.


في حين أن تقارير اليونيسف الجميلة والمستثمرة جيدًا (حيث يجب تبرير الميزانيات المخصصة لمشاريع ورواتب فرع اليونيسف في اليمن) … تحكي عن السنوات التي شهدت “فقط” تهريب مئات أو آلاف الأطفال اليمنيين إلى السعودية، وفقًا للبيانات المنشورة في الصحف اليمنية والسعودية، تُهرِّب العصابات الإجرامية كل عام عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين، ويهربون في السنوات ذات النشاط المنخفض من 5000 إلى 9600 طفل، ولكن هذا هو المكان المناسب للقول بأنني لم أتمكن من العثور على بيانات رسمية كاملة من السلطات السعودية حول مدى انتشار الظاهرة. وقد أبدت هيومان رايتس ووتش، وهي منظمة حقوقية كبيرة ومحترمة، رأيها في قضية الأطفال الأجانب العاملين في السعودية، ونشرت بالفعل في عام 2008 أيضًا تقريرًا رصينًا من 79 صفحة باللغة العربية (أو 84 صفحة باللغة الإنجليزية) ولكن إذا عدنا إلى عالم الواقع للحظة، فإن التقرير المثير للإعجاب لم يناقش، في الواقع، ظاهرة تهريب الأطفال إلى السعودية بغرض التسول أو بيعهم عبيدًا، بل نظام القانون والتنفيذ السعودي، ويتناول جزء من التقرير معاملة الأطفال في السعودية. لكن الشيء الرئيس هو أن التقرير استطاع أن يذكر أن هناك أطفال أجانب حرمهم إنفاذ القانون السعودي من حريتهم، ولا يتلقون “المعاملة المناسبة” من السلطات السعودية …


ومنذ ذلك الحين، لم تفعل هيومن رايتس ووتش شيئًا ولا شيء تقريبًا لمنع ظاهرة تهريب الأطفال إلى المملكة شأنها شأن الهيئات الدولية المحترمة الأخرى.


في معظم الحالات، تدفع الضائقة الاقتصادية العائلات في اليمن إلى تسليم أطفالها، ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 4 و 14 عامًا، لعصابات المهربين أو لأفراد الأسرة، الذين يأخذون الأطفال في رحلة طويلة قد تستغرق أيامًا وأسابيع، وضمان تهريبهم عبر الحدود وإحضارهم إلى مكان عملهم الجديد كمتسولين في مدن المملكة (الرياض، ومكة، والمدينة، وأبها، وجدة وغيرها) وجمع الأموال التي حصل عليها الأطفال من الحجاج والمسافرين، وتحويله إلى عصابات التهريب التي اتفقوا معها على تهريبهم عبر الحدود وإحضارهم إلى المدينة المستهدفة، وكذلك إلى عائلات في اليمن.


تبيع العائلات العديد من الأطفال الآخرين ببساطة لعصابات إجرامية تعمل في الاتجار بالبشر، أو الاتجار بالأطفال، أو “مجرد” الاتجار بالأطفال بغرض التسول والقيام بأعمال شاقة من حين لآخر في الأسواق والمستودعات التجارية، في السعودية أو دول أخرى في المنطقة.


ظاهرة تهريب الأطفال من اليمن معروفة منذ منتصف التسعينيات من القرن العشرين، وتتفاقم منذ سنوات مع اقتراب شهر رمضان؛ بسبب الضائقة الاقتصادية التي تدفع العائلات إلى إرسال أبنائها “للعمل في دولة مجاورة غنية ” لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تميز فترة ما قبل شهر رمضان.


أخذت الظاهرة في الانتشار بعد حرب الخليج الثانية عام 2003 وتوسعت بشكل ملحوظ عام 2008، من ظاهرة معروفة بشكل رئيسي في المحافظات المتاخمة للسعودية، وانتشر تهريب الأطفال إلى العديد من محافظات اليمن، وجمع وانتشر رؤساء عصابات المهربين وتجار الرقيق / المتسولين ثروات كبيرة، كما “توسعت الأعمال” أيضًا لاستغلال الأطفال المعوقين الذين يتم جلبهم إلى المملكة بحجة العلاج الطبي، وفي النهاية يجد الأطفال أنفسهم يتسولون في الشارع؛ لأنه لا شيء يستعطف المارة الكرماء أكثر من مشهد طفل فقير مريض أو معاق. لهذا السبب، هناك أيضًا أطفال بائسين يشوههم الحثالة الذين يستغلونهم، لزيادة الدخل من التسول.(حتى في إسرائيل، هناك ظاهرة معروفة لتشويه الأطفال، مثل كسر العظام، ومنع تقويم العظام، وبالتالي خلق إعاقة مرئية).


لكي تفهم كم أصبحت هذه الظاهرة أمرًا روتينيًا وحتى “طبيعيًا”، سوف أخبركم عن حالة من صيف 2011، وهو العام الذي بدأ فيه شهر رمضان في 31 يوليو واستمر حتى 29 أغسطس، حيث قام بعض المعلمين في مدرسة ابتدائية في اليمن بتدريس الطلاب الصغار أسرار حرفة التسول في السعودية، بما في ذلك حفظ الأحاديث الصحيحة التي تستعطف قلوب وجيوب السعوديين، أو الاقتراب من السيارات عند مفترقات الطرق حيث تجلس النساء أيضًا، لأنهن أكثر تعاطفًا وكرمًا عند رؤية استجداء طفل صغير، أو يختارون سيارات باهظة الثمن، أو يبيعون المياه عند التقاطعات مدركين أن العديد من المشترين الكرماء لن يطلبوا المال المتبقي أو يقدمون المال دون أخذ الزجاجة.


بعد أن تعلم الأطفال نظريًا، ومع نهاية العام الدراسي وبداية الإجازة الصيفية التي تقترب من شهر رمضان كما ذكرنا، ينسق المعلمون مع عصابة من المهربين لاصطحاب الأطفال إلى إجازة صيفية تنتهي بالتسول في المملكة، ويتم تهريب بعضهم إلى مدن قريبة نسبيًا من الحدود مثل جيزان أو أبها، ويصل بعضهم إلى الرياض ومكة.


أثار الأطفال في عطلة التسول المنظمة مع معلميهم ضجة في الصحافة المحلية وأثاروا الانتباه، وكانوا جزءًا من بداية طرح القضية إلى التوعية العامة في المملكة، مما أدى إلى توقف العديد من السعوديين عن إعطاء الصدقات للمتسولين على بعد أن أدركوا أن الأطفال المتسولين في شوارع المدينة جزء من نشاط عصابات منظمة تستغل الأطفال لجني أرباح من الكرم السعودي.


وهذا لا يعني أن السلطات السعودية واليمنية لم تحاول فعل شيء للقضاء على هذه الظاهرة، وسوف أشير إلى أنه في يونيو 2006 كان هناك اجتماع متعدد المشاركين ضم 25 مسؤولاً من وزارات الأمن والداخلية للدولتين، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات مدنية، ومنهم ممثلو مكاتب اليونيسف في اليمن والسعودية، واليونيسف – المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحدث الجميع بشكل جيد واتفقوا على ضرورة اتخاذ الإجراءات. لكن تنشغل اليمن منذ (على الأقل عام 2008) بالاقتتال وتدمير البلاد، وكما تعلمون، لا يوجد أحد في اليمن للتحدث معه حول القضايا التي تتعلق بحقوق الإنسان، ناهيك عن حقوق الأطفال ومنع استغلالهم.


جرى الحديث في اللقاء عن حوالي 24 ألف طفل متسول في السعودية، معظمهم من اليمن (و 17 دولة أخرى …)! ولكن منذ ذلك الحين، لم يتخذ أي إجراء للقضاء على هذه الظاهرة فحسب، بل ازدادت إلى مدى فظيع.


كلمة عن الاطفال – ضحايا الظاهرة

يتعرض العديد من الأطفال المهرَّبين إلى خارج اليمن للإيذاء في الطريق، وبعضهم للاغتصاب ويموت بعضهم في الطريق من العطش أو جراء إصابة، ويقتل المهربون بعضهم أو يضربونهم حتى الموت. سأضيف أن هناك حالات قليلة للغاية يستخدم فيها الأطفال الذين يتم تهريبهم إلى السعودية عتالين ويحملون على ظهورهم حزمًا مختلفة من كل ما تريد عصابة التهريب إدخالها إلى السعودية، وفي كثير من الحالات تكون المخدرات. (سأترك الأمر لكم لتخمين نوع المخدرات ومصدرها، ولن ألمح حتى إلى الدولة التي تريد إغراق السعودية ودول أخرى في المنطقة بالمخدرات).


وتجدر الإشارة إلى أن الإساءة لا تنتهي بعد عبورهم الحدود، وأن إقامتهم غير الشرعية في السعودية ليست مفروشة بالورود، حيث إن أماكن إقامتهم ليست في فندق خمس نجوم، فهناك من يسكنهم في المباني المتداعية في ضواحي المدينة أو في أسوأ الأحياء، أو في المزارع بالقرب من المدينة، وهناك المحظوظون ممن يرتب لهم أماكن للإقامة في المساجد (بالطبع مقابل أجر و / أو أعمال صغيرة).


هناك أطفال “يتم إنقاذهم” من التسول في الشارع أو من الأعمال الشاقة، ويباعون خدمًا في المنازل، ومنهم سيئو الحظ ويباعون حظايا، أولاد وبنات على حد سواء، وبعضهم يمارس الجنس في منزل عائلة ثرية، وبعضهم في صناعة الدعارة التي تعمل بعضها لخدمة الحجاج، وهي ظاهرة تعرف بـ “الزواج السياحي”.


تجدر الإشارة إلى أنه نظرًا لعدم وجود بيانات رسمية منظمة وكاملة عن الظاهرة، وهناك تقديرات تتراوح بين عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين الذين تم تهريبهم إلى السعودية، وهناك سنوات يقدر عدد المتسللين الذين يعبرون الحدود بعشرات الآلاف شهريًا. يمكن أيضًا العثور على بيانات لا يوجد فيها سوى 10٪ من الفتيات في بعض السنوات من بين الأطفال اليمنيين المهرَّبين إلى السعودية، وهناك معطيات تُظهر أنه في سنوات أخرى يكون عدد الفتيات مساوياً لعدد الفتيان.


(ووفقًا لما وجدته، هناك نسبة أعلى من الفتيات بين الأطفال المهرَّبين من إثيوبيا، ويعملن معظمهم خادمات أو محظيات) وتعمل السلطات السعودية على القضاء على تهريب الأطفال والاتجار بهم، لكن تظهر النتائج أنهم، على ما يبدو، لا يفعلون ما يكفي. حتى هذا يعد أكثر بكثير مما تفعله السلطات في اليمن. في اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون، الذين يتعاونون مع العصابات التي تهرِّب وتسرق المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية للأطفال المحتاجين.


وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد في السعودية مراكز تأهيل (فردية) لضحايا الاتجار بالأطفال حيث يتلقى الأطفال (حتى سن 15 عامًا، وعلى حد علمي، فوق هذا العمر لا يوجد حل حتى الآن للضحايا) الحماية، والعلاج، والدعم من أخصائيين اجتماعيين من قِبل الدولة، وفي بعض المراكز أيضًا من متطوعين من مختلف المنظمات.


أود أن أشير إلى أن هناك فترات تعتقل فيها السلطات السعودية آلاف الأطفال، لكن مراكز إعادة التأهيل تستقبل ما بين عشرات وبضعة مئات من الأطفال الذين يتم جمعهم من جميع أنحاء المملكة كل عام، وقرب نهاية إقامتهم في مراكز إعادة التأهيل تتمكن السلطات أحيانًا من الاتصال بأسرة الطفل، ويحاولون شرح وتعليم الوالدين مخاطر الاتجار بالأطفال، ثم يخرج الطفل من مركز التأهيل ويعود إلى أسرته. كما أود أن أشير إلى أن هناك العديد من الحالات التي يرفض فيها الأطفال العودة إلى أسرهم لأسباب تتعلق بالفقر والعنف المفرط داخل الأسرة. (أود أن أضيف أيضًا أن اليمن لديها مركزًا واحدًا على الأقل، يتم تشغيله بالتعاون مع اليونيسف).


خاتمة

إذا سألت لماذا جذب التسول الكثيرين إلى السعودية بشكل غير قانوني، وجذب المنظمات الإجرامية التي يتمثل عملها الرئيسي في تهريب الأطفال (حتى البالغين) للانخراط في أعمال التسول في السعودية، سأخبرك عن حالة واحدة كمثال، حيث ألقى القبض على متسول يمني بالغ عند مدخل مسجد في جدة، ولم يكن مستغرباً معرفة أنه ممن دخل أراضي المملكة بطريقة غير شرعية، لكن المثير للدهشة أنهم وجدوا معه 110 آلاف ريال سعودي أثناء القبض عليه، وهو دخل “يوم عمل” – أموال حصل عليها من مواطنين سعوديين أتوا للصلاة في المسجد.


يجب أن أشير إلى أن السلطات السعودية تحاول القضاء على ظاهرة المتسولين الأجانب في الشوارع، ومنها ظاهرة تهريب الأطفال الأجانب من اليمن، ويبدو أن ما يتم إنجازه لا يكفي لكنه على الأقل بداية في الاتجاه الصحيح.


جدير بالذكر أنه في سبتمبر 2021، وافق مجلس الوزراء السعودي على “قانون ضد التسول” الذي ينص على معاقبة من يعمل في التسول أو يشجع الآخرين على التسول، سيعاقب بالسجن لمدة تصل إلى ستة أشهر أو غرامة تصل إلى 50 ألف ريال، وإذا كان المتسول أو من يشجع الآخرين أو يساعدهم في التسول، وتبين أنه جزء من جماعة منظمة تعمل في التسول، فعقوبته الحبس لمدة تصل إلى سنة و / أو غرامة تصل إلى مائة ألف ريال.


بالإضافة إلى ذلك، ينص القانون على أنه إذا لم يكن مواطنًا سعوديًا، فبعد انتهاء الإجراءات القانونية وانتهاء عقوبة السجن في حالة الحكم عليه، سيتم ترحيل الجاني من أراضي السعودية، ولن يسمح له بدخول السعودية، باستثناء أداء فريضة الحج أو العمرة.


بالإضافة إلى التشريعات والاعتقالات، أطلقت السلطات السعودية حملة توعية للشعب السعودي، فمنهم من توقف عن إعطاء الصدقات للمتسولين منذ فترة طويلة، لكن البعض لا يزال يبدي الكرم ويمنح المتسولين أموالاً تصل إلى مبالغ ضخمة، وجزء من الحملة يشير إلى أن من يعطي الصدقات للمتسولين، يساعد من يهدد الأمن الداخلي للمملكة.


زعيم الحوثيين في اليمن: “يجب أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد أولياء الشيطان”

المصدر: يسرائيل هيوم | تأريخ النشر: 6 أبريل 2023 | كاتب المقال: شاحر كلايمان[3]


ساحة أخرى؟ صرح زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، خلال خطابه بمناسبة شهر رمضان، أن “الوقوف إلى جانب الفلسطينيين مسؤولية تقع على عاتق المسلمين. والوقوف المسؤول إلى جانب الشعب الفلسطيني سيدحر العدو الصهيوني “.


كما أكد أن “اعتداءات الإسرائيليين على المصلين في المسجد الأقصى المبارك ممارسة شيطانية تتطلب ضرورة التصدي لها”. وأضاف زعيم المليشيا التي تخوض حربًا مع التحالف السعودي منذ 2015 أن “اللوبي الصهيوني اليهودي في طليعة أولياء الشيطان لإفساد الناس والمجتمع”.


وبالإضافة إلى ذلك، دعا عبدالملك إلى مساعدة الفلسطينيين بكل وسائل التعاون، بالكلمة، وبالموقف وبالمال. الموقف الواضح من العدو الاسرائيلي له أهمية كبيرة وهو جزء من الالتزامات الدينية “.


وأضاف “يجب أن يكون هناك موقف قوي وأن نفهم أن المعركة مع العدو الصهيوني اليهودي هي في إطار الصراع مع أولياء الشيطان، في مقابل حقيقة سعي الآخرين لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني الإسرائيلي”.


في الماضي، هدد الحوثيون إسرائيل على خلفية زيارة رئيس الدولة، يتسحاق هرتسوغ، إلى الإمارات العربية المتحدة. كما كانت هناك تهديدات بشن هجوم بطائرة مسيرة من اتجاه خليج إيلات.


الحرب في اليمن بعيدة عن الانتهاء حتى بعد الاتفاق الإيراني السعودي

المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 10 أبريل 2023


تأسست كل الجمهوريات العربية في المنطقة إما قبل أو بعد تأسيس إسرائيل بفترة وجيزة. وأصبحت اليمن في سبتمبر 1962 واحدة من أحدث جمهوريات المنطقة.


عندما تأسست الجمهورية اليمنية، كان ما يعرف الآن باليمن الشمالي هو الموجود فقط، بينما كان الجنوب دولة منفصلة ولكل منهما عاصمته (صنعاء لليمن وعدن لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية). استمر هذا التقسيم حتى عام 1990، عندما اتحد البلدان، كدولة واحدة.


ومع ذلك، استمرت التوترات في أعقاب الوحدة، لكن تمكنت صنعاء من إخماد انتفاضة جنوبية عام 1994 لاستعادة استقلال الجنوب. شعر غالبية اليمنيين الجنوبيين أن الوحدة الوطنية قد فُرضت عليهم.


عندما اندلعت الحرب في اليمن عام 2015، هاجم الحوثيون -جماعة شمالية لها صلات بإيران- عدن العاصمة التاريخية للجنوب وقتلوا آلاف المدنيين. لكن بعد ذلك بقليل، حررت القوات المسلحة اليمنية الجنوبية، التي تشكلت وتسلحت بمساعدة الإمارات، عدن من سيطرة الحوثيين. عدن هي الآن واحدة من المدن القليلة في اليمن التي تحررت بالكامل من الحوثيين وهي آمنة بشكل معقول من هجومهم.


تنامي قوة القوات الخاصة الجنوبية وضعف الجيش اليمني الرسمي، الذي فشل في تحرير أجزاء شاسعة من اليمن من الحوثيين، أدت إلى إعادة توق الجماهير في الجنوب إلى الاستقلال. بعد سنوات قليلة من تحرير عدن، دعمت الإمارات إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي ليصبح سلطة الأمر الواقع في الجنوب. كان الهدف الأساسي لتعاون الإمارات مع الجنوب هو محاربة القاعدة في جزيرة العرب في إطار جهد تدعمه الولايات المتحدة.


منذ الوحدة مع الشمال عام 1990، كان المجلس الانتقالي الجنوبي أول كيان سياسي مؤثر يمثل النضال من أجل الاستقلال في الجنوب. على الرغم من قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته العسكرية على الحفاظ على استقرار معتدل في الجنوب، إلا أن الصعوبات السياسية بدأت تتفاقم. تعارض غالبية الجهات الفاعلة المهمة في اليمن انفصال جنوب اليمن ومنها الإخوان المسلمين، وحزب المؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.


العديد من قادة هذه الجماعات المؤثرة التي حكمت اليمن خلال النظام السابق من الجنوب ولكنهم يفضلون توحيد البلاد لأسباب متنوعة. فبعضها شخصي لأنهم نالوا امتيازات رسمية في ظل الوحدة، والبعض الآخر فكري؛ لأنها نابعة من عصر القومية العربية التي قامت على فكرة توحيد العالم العربي.


ومع ذلك، تجمع عشرات الآلاف من سكان الجنوب في السنوات الأخيرة للاحتجاج على الوحدة ودعوا إلى الاستقلال. وقد طالب المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يدعم الانفصال، مرارًا وتكرارًا بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة بشأن مستقبل الجنوب.


هل سيؤثر الاتفاق الإيراني – السعودي على الحرب في اليمن؟

تنص الاتفاقية الجديدة بين إيران والسعودية على أن تتوقف إيران عن تسليح الحوثيين. حتى لو حصلت السعودية على خروج سهل من حرب اليمن وتمكنت من وقف هجمات الحوثيين على السعودية، والتي تشكل تهديدًا كبيرًا لرؤية ولي العهد السعودي للتنمية الشاملة، فإن الحرب داخل اليمن بين الحوثيين والفاعلين الآخرين، وخاصة القوات الجنوبية، يمكن أن تستأنف مرة أخرى.


تدرك السعودية الديناميكيات المعقدة داخل اليمن والتي قد تؤدي إلى تصعيد الحرب، ولهذا تمضي الرياض قدمًا في خطة لإغلاق حدودها تمامًا مع اليمن من خلال بناء سياج بطول 1000 ميل على حدودها الجنوبية.


يحاول الحوثيون بالفعل السيطرة على المدن الغنية بالنفط في جنوب اليمن، وما يزيد الطين بلة هو أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة يتركز في المدن التي تدور فيها رحى قتال عنيف بين الحوثيين والقوات الجنوبية.


تتذكر العديد من وسائل الإعلام والمسؤولين الغربيين حرب اليمن بسبب التدخل السعودي والإيراني، وإذا نأت إيران والسعودية عنها، فقد تتلاشى اليمن من عناوين الأخبار، بينما تزداد معاناة اليمنيين والفوضى التي قد تصدرها اليمن مرة أخرى للعالم.


إذا اتفقت إيران والسعودية على ملاذ سهل من اليمن للتركيز على مخاوف أخرى، فيجب على المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج أن يواصل الحث على حل سياسي يعالج الأسباب الأساسية للأزمة.


يعتبر التنافس بين جنوب اليمن وشماله سمة رئيسية للحرب اليمنية ولا يزال محل تجاهل في المناقشات السياسية اليمنية. الانقسامات الجوهرية في تصور اليمنيين لهويتهم مستمرة في تأجيج العنف. مع السلطة التي تتمتع بها القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي اليوم، من الصعب تخيل توحيد اليمن مرة أخرى دون حرب دموية لأنها ستكون ضد رغبات شريحة عريضة من الجنوبيين.


حان الوقت لأن تناقش الولايات المتحدة الحرب في اليمن على أنها شأن يمني، وتنصت إلى الأطراف اليمنية أكثر من القوى الإقليمية. إن تجاهل أهداف الأطراف المعنية الأبدية ورؤيتهم لمستقبل اليمن سيؤدي إلى إطالة الحرب، وزيادة المعاناة الإنسانية، وتعريض سلام المنطقة للخطر وكذلك مهمة محاربة تنظيم القاعدة في اليمن، أحد أكثر فروع القاعدة عنفًا في العالم.


إيران تبني شرق أوسط جديد

المصدر: موقع زمان يسرائيل | تأريخ النشر: 9 أبريل 2023 | كاتب المقال: أمير بار شالوم[4]


على غير المعتاد، أعلن المتحدث باسم البحرية الأمريكية، أمس، أن الغواصة “فلوريدا” تعزز الأسطول الخامس المتمركز في الخليج العربي، وأنها مرت بقناة السويس، الخميس الماضي، في طريقها إلى القاعدة البحرية الأمريكية في البحرين.


مثل هذه الرسالة لا تنشر هباءً – وخاصة بعد ذكر تفاصيل عن مسار الغواصة وموقعها بالضبط: كانت الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي في تقييم مستمر للأوضاع في السياق الإيراني، والتهديد الجديد لقواتها من الميليشيات الشيعية المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة.


الهدف المباشر من إرسال الغواصة التي تحمل 164 صاروخ كروز من طراز توماهوك هو تعزيز الوجود البحري الأمريكي في الخليج العربي، وإضافة قوة نيران دقيقة وهامة قبالة الساحل الإيراني. وهذا بالتأكيد إشارة لطهران بأن الولايات المتحدة عازمة على حماية مصالحها في المنطقة.


الرد الإيراني كان سريعًا وأعلنت أن أسطول الحرس الثوري سيجري مناورة بحرية كبيرة في الخليج العربي والبحر الأحمر – في إشارة للأمريكيين إلى أن إيران تعتبر نفسها حرة في العمل هناك أيضًا.


هذا العمل الذي تقوم به الولايات المتحدة له أيضًا خلفية استراتيجية. إن الولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن المحور الناشئ في المنطقة بين إيران وروسيا والصين والسعودية. لقد كان اجتماع وزيري خارجية إيران والسعودية قبل نحو أسبوع في بكين، والتصريحات بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وافتتاح السفارات المتبادلة بمثابة نصر صيني.


استغلت بكين استياء إيران من الولايات المتحدة وخيبة أمل الرياض المستمرة، وغضبها من واشنطن والرئيس جو بايدن، وحققت من هذه التوترات إنجازًا مهمًا.


هذا التوتر ليس منفصلًا عن الزاوية الاسرائيلية والتوترات الحالية على الحدود الشمالية. تشع ثقة طهران المتزايدة بنفسها في المنطقة بأكملها. نقل موقع “إيران إنترناشيونال” أمس عن مصادر مجهولة قالت إن إيران وحزب الله كانتا على علم بإطلاق صواريخ مخطط له على إسرائيل من جنوب لبنان خلال العيد.


هذا نوع من الإنذار المبكر المنشور على الموقع الذي يشرف عليه الحرس الثوري والقيادة الإيرانية العليا بدقة. أراد شخص ما التأكيد على أن طهران مدركة أن إسرائيل تعرف من المسؤول عن إطلاق النار. من الممكن أيضًا التعرف على أهداف الرد الإسرائيلي المتوقع من خلال هذا المنشور.


على خلفية تبادل التهديدات السرية والمباشرة بين إسرائيل وإيران، من المقرر عقد حدث مفصلي آخر صباح اليوم في صنعاء، عاصمة اليمن: محادثات سلام بين السعودية واليمن؛ لإنهاء الحرب بينهما. لم تكن هذه المحادثات ممكنة لولا موافقة إيران التي تدعم الأقلية الحوثية في اليمن.


وفيما يتعلق بإسرائيل، فإن انتهاء الحرب قد يشكل خطورة إذا توجه انتباه وأنشطة الحوثيين نحونا، لأن المتمردين الحوثيين، في نهاية المطاف، في نظر الحرس الثوري هم ميليشيا إيرانية شأنها شأن حزب الله في لبنان. هذا يضاعف قوة طهران، لذا فإن فرص نجاح هذه الاتصالات عالية.


اتخذت إيران قرارًا مبدئيًا لخفض التوترات مع الدول العربية السنية للتركيز على استراتيجية بناء محور مضاد ضد الولايات المتحدة. إن الدعم الصيني لاستئناف العلاقات مع السعودية ليس سوى حلقة في السلسلة.


يضاف إلى ذلك توثيق العلاقات مع روسيا، وتوطيد العلاقات مع تركمانستان، وكازاخستان، وأرمينيا. ترى إيران أنها جبهة موحدة ضد الشيطان الأكبر. وهذا يعزز الجرأة الإيرانية لمهاجمة الجنود الأمريكيين بشكل مباشر وكذلك الجرأة المتزايدة ضد إسرائيل في لبنان وسوريا.


بخلاف الماضي، ترى إيران أن أي اتصال بدولة سنية، بدون حرب، يخدم المصلحة الاستراتيجية، لا سيما في ضوء اتفاقيات إبراهيم التي أضرت بشدة بجهود طهران التوسعية.


ستظهر القصة التالية إلى أي مدى ترغب إيران في تحقيق ذلك:


أعدمت السعودية، قبل سبع سنوات، أحد أهم قادة الطائفة الشيعية في البلاد، الشيخ نمر باقر النمر. ويعد الشيخ شخصية بارزة في صراع الأقلية الشيعية في السعودية من أجل الحقوق وخرج أكثر من مرة ضد السلطات. دعمته إيران علانية، وأُعدم أخيرًا بأمر من العائلة المالكة السعودية.


كان هذا هو الحدث الذي تسبب في الهجوم على السفارة السعودية في طهران، وأغلقت منذ ذلك الحين. وجرى تغيير اسم الشارع بعد أيام إلى شارع الشيخ نمر.


بالأمس، فوجئ صحفي وصل إلى الشارع الذي تقع فيه السفارة السعودية المهجورة في طهران بأن اللافتة غير موجودة. وقبل وصول أول دبلوماسي سعودي لإعادة فتح السفارة.


كيف ستنتهي التوترات في العلاقات السعودية الأمريكية بعد المصالحة الإيرانية؟

المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 12 أبريل 2023 | كاتب المقال: سيث جي فرانتزمان


تواصل كبار المسؤولين الأمريكيين مؤخرًا مع السعودية في أعقاب مصالحة المملكة مع إيران. وعلى الرغم من عدم اعتراض الولايات المتحدة علانية على المصالحة، إلا أن تحركات المملكة تثير بعض القلق والدهشة في واشنطن.


هذا ليس بجديد. لقد تعقدت العلاقات السعودية الأمريكية على مدى العقد الماضي، وهي علاقة توترت بسبب الاتفاق الإيراني وأيضًا بسبب أزمة الخليج مع قطر وقضايا أخرى.


هناك أسئلة رئيسية حول ما ستركز عليه المناقشات الأمريكية- السعودية وكيف سينتهي هذا الأمر في الأشهر المقبلة.


هل تستطيع السعودية وإيران والحوثيين إنهاء الحرب في اليمن؟

تعد حرب اليمن هي القضية الرئيسية، والتي تم تسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام. هل تستطيع السعودية وإيران والحوثيين، المدعومين من إيران، والقوات الحكومية اليمنية إنهاء الصراع؟


يبدو أن بوادر الأمل الناتجة عن الاجتماعات في عمان تشير إلى احتمال إنهاء الصراع. لكن كيف سيتوقف اليمن عن الانقسام بين القوى المتناحرة؟ لا يزال هذا غامضًا. لا يزال الحوثيون يهددون المنطقة بالصواريخ بعيدة المدى، والطائرات بدون طيار، وأيضًا بالتهديدات التي لديهم يمكن استخدامها في البحر.


كيف ستؤثر علاقات إيران مع السعودية على سوريا والصين وروسيا؟

القضية الأخرى هي كيف يمكن للعلاقات الإيرانية- السعودية أن تؤثر على سوريا. إيران تريد إخراج الولايات المتحدة من سوريا. تريد روسيا أن يتصالح النظام السوري مع تركيا. تريد إيران أيضًا استخدام سوريا كمنصة لتهديد إسرائيل. إذا دعيت سوريا للعودة إلى الجامعة العربية، فهل من الممكن أن تتغير الطريقة التي تستغل بها إيران فراغ السلطة في أجزاء من سوريا؟


المسألة الثالثة هي كيف تحافظ السعودية على العلاقات مع الصين وروسيا، وكذلك كيف تنظر إلى إسرائيل. هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به للبناء على اتفاقيات إبراهيم، ومع ذلك، يبدو أن بعض هذا العمل قد توقف. ربما تكون للمصالحة بين السعودية وإيران أصداء.


بالإضافة إلى ذلك، إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من إيجاد طريقة لرأب الصدع وإصلاح التوترات مع الرياض، فقد يكون هناك المزيد من التحرك من جانب الرياض بشأن سياستها المستقلة لتحويل تركيزها نحو الصين وروسيا.


يدرك صانعو السياسة في الولايات المتحدة السردية التي ترى أن السعودية تبتعد عن الغرب وتنفذ سياستها المستقلة. هذا أيضًا ليس أمرًا جديدًا على الإطلاق، فقد كانت للرياض دائمًا سياساتها الخاصة ولم تكن راسخة مع الغرب. ومع ذلك، فقد تغير الكثير في الآونة الأخيرة.


تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وتزود إيران روسيا بطائرات بدون طيار لاستخدامها في أوكرانيا. التوترات بين الولايات المتحدة والصين آخذة كذلك في الازدياد. الرياض تشير إلى أنها ليست دائما متوافقة في الرأي مع واشنطن. يأتي ذلك في وقت صعب بالنسبة لدور أمريكا في المنطقة؛ لأن هناك أيضًا مخاوف بشأن العلاقات المصرية الروسية، كما ابتعدت تركيا عن كونها لاعباً إيجابياً في الناتو.


باختصار، جميع شركاء وحلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في المنطقة لديهم الآن قضايا مختلفة عن أهداف السياسة الأمريكية الرئيسية. قطر، على سبيل المثال، استضافت طالبان. غالبًا ما تنتقد وسائل الإعلام الأمريكية الإمارات. تتعرض إسرائيل لمزيد من الضغوط لدعم أوكرانيا. نفذت تركيا لتوها غارة بطائرة بدون طيار بالقرب من سيارة تقل جنودا أمريكيين وزعيم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، مظلوم عبدي، أثناء تواجده في السليمانية بالعراق.


وفقًا للبيت الأبيض، تحدث مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي محمد بن سلمان في 11 أبريل / نيسان. “لقد ناقشا عددًا من الأمور العالمية والإقليمية، ومن بينها الدبلوماسية المستمرة بشأن إنهاء الحرب في اليمن. سلط سوليفان الضوء على التقدم الملحوظ في اليمن خلال العام الماضي، حيث توقف القتال تقريبًا بموجب هدنة بوساطة الأمم المتحدة. ورحب بجهود السعودية الاستثنائية لمتابعة خارطة طريق أكثر شمولاً لإنهاء الحرب، وعرض دعم الولايات المتحدة الكامل لهذه الجهود، مشيرًا إلى أن المبعوث الخاص تيم ليندركينغ سيكون في المنطقة خلال الأيام المقبلة.


قالت الولايات المتحدة إنها تواصل محاولة الحفاظ على الردع ضد تهديدات إيران وأن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية.


وقال مسؤول أمريكي لشبكة CNN أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، قام بزيارة غير معلنة إلى السعودية في الأسبوع الأول من أبريل. “سافر المدير بيرنز إلى السعودية حيث التقى بنظرائه في المخابرات وقادة الدولة وناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك. لقد عزز المدير التزامنا بالتعاون الاستخباراتي خاصة في مجالات مثل مكافحة الإرهاب”. وأشار تقرير آخر في صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن الولايات المتحدة مستاءة من المصالحة مع إيران، التي توسطت فيها الصين.


في المقابل، عبّر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، في منتصف شهر آذار / مارس، عن ملاحظة أكثر إيجابية بشأن المصالحة. وقال بلينكين أثناء زيارة لإثيوبيا “لو تحقق هذا الاتفاق بالفعل، وخاصة إذا أوفت إيران بالالتزامات التي تعهدت بها على ما يبدو ، فسيكون ذلك إيجابيا مرة أخرى.”


تركز وسائل الإعلام العربية الرئيسية على المناقشات بين الولايات المتحدة والسعودية. وأفادت قناة الميادين الموالية لإيران عن الاجتماعات، كما فعلت وسائل الإعلام في الخليج الأمر ذاته. كما أشاد السناتور الأمريكي، ليندسي جراهام، بولي العهد السعودي بعد اجتماع أخير، وهي حقيقة أبرزتها قناة العربية في تقريرها.


وفد سعودي يسعى لإنهاء الحرب الأهلية اليمنية

المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 17 أبريل 2023


تقلقل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط بسبب اتفاق إيران والسعودية الذي ينص على إعادة العلاقات بعد سبع سنوات من انقطاع الروابط الدبلوماسية. بعد الاتفاق بينهما، زار وفد سعودي اليمن هذا الأسبوع للتوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية في اليمن التي دامت قرابة عشر سنوات.


تعد زيارة الوفد السعودي، برئاسة السفير اليمني محمد بن سعيد الجابر، هي الأولى من نوعها منذ أن شنت السعودية تدخلاً عسكرياً في اليمن عام 2015.


التدخل بقيادة السعودية جاء في أعقاب استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية، وطرد الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهي حركة إسلامية معظمها من الشيعة وهم أقلية في اليمن. دعا هادي إلى دعم عسكري بعد الانقلاب، وردت السعودية بقيادة عملية عسكرية مع تسع دول أخرى. يصف العديد من الخبراء الحرب الأهلية اليمنية المستمرة بأنها حرب بالوكالة بين إيران، التي دعمت الحوثيين، والسعودية، التي دعمت الحكومة المعترف بها دوليًا. وصفت الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية الناتجة عن اليمن بأنها الأسوأ في العالم.


وصل الوفد السعودي برفقة وفد عماني. تنوي عُمان التوسط في صفقة للتوصل إلى هدنة دائمة، وتحديد إطار زمني لإحلال السلام في اليمن.


أعلن الحوثيون، وهم السلطة الفعلية في شمال اليمن، يوم الأحد أن الوفدين العماني والسعودي التقيا بالرئيس مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، وهو التنظيم التنفيذي للحوثيين غير المعترف به. وبحسب بيان صادر عن مكتب الرئيس، فقد ناقشت المجموعة بنود الاتفاقية، ومن بينها رفع الحصار السعودي عن اليمن، وإنهاء التدخل العسكري، واستخدام عائدات مبيعات النفط والغاز اليمنية لدفع رواتب القطاع العام.


كما أجرت الأمم المتحدة محادثات في جنيف، الشهر الماضي، لمناقشة قضية أسرى الحرب المحتجزين لدى كل من الحوثيين والقوات الحكومية. ومن المقرر أن تبدأ صفقة مبدئية لتبادل الأسرى هذا الشهر.


خطة شاملة

قال مصدر بوزارة الخارجية اليمنية لموقع ميديا لاين، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الحوثيين والسعوديين وافقوا على الشروط التي وضعها الطرف الآخر، وأُعدت مسودة أولية للاتفاق عقب المحادثات.


وقال المصدر إن السعوديين عرضوا الاتفاق إلى الحكومة المعترف بها دولياً لمناقشة إمكانية التوصل إلى حل سياسي شامل.


اتفق مختلف الأطراف على إجراء المزيد من المحادثات، وتحديد إطار زمني لوقف إطلاق النار الشامل وفترة انتقالية تشمل الإصلاحات الاقتصادية.


ومن المقرر أن تمر الصفقة بعدة مراحل تبدأ بإطلاق سراح جميع أسرى الحرب من الجانبين كما جرى الاتفاق عليه في مفاوضات الأمم المتحدة.


بعد إطلاق سراح أسرى الحرب، ستبدأ فترة من الإصلاحات الاقتصادية. انقسم الاقتصاد اليمني في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والمعترف بها دوليًا والتي تسيطر عليها الحكومة، مع استخدام أوراق نقدية منفصلة في المناطق المختلفة.


وبموجب الإصلاحات، سيكون البنك المركزي مسؤولاً عن الاقتصاد اليمني بأكمله. ستوحد الأوراق النقدية في جميع أنحاء البلاد، وستدفع الحكومة رواتب جميع موظفي القطاع العام، بما في ذلك المنتسبين للحوثيين.


بعد فترة من إعادة الإعمار والمرحلة الانتقالية، يتم الاتفاق على الشكل النهائي للدولة والحكومة.


الاختبار الأول للاتفاق السعودي الإيراني

وصفت وسائل الإعلام تابعة للحوثيين الاتفاق بأنه انتصار تاريخي على السعودية، نظرًا لموافقة المملكة على شروط الحوثيين في النهاية.


وبالنسبة لليمنيين، يرى البعض أن المحادثات بمثابة مصدر أمل في إنهاء الحرب، بينما يعتقد آخرون أن الانصياع للحوثيين وداعميهم الإيرانيين سيكون له عواقب وخيمة.


وقالت وداد القاضي، أستاذة علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، لصحيفة ميديا لاين، إن “هذه الزيارة أحيت الأمل بين اليمنيين في تحقيق سلام شامل يعيد لهم ما فقدوه خلال السنوات الماضية”.


وقالت: “إذا اتفقت أطراف النزاع في اليمن على إحلال السلام، فإننا نواجه مسؤولية جديدة لإعادة بناء البلاد [و] تحديد ما إذا كان يمكن للدولة أن تجمع الجميع تحت مظلة واحدة”.


وعزت القاضي قبول السعودية عقد الصفقة إلى استراتيجيتها المتمثلة في تكوين حلفاء جدد في محاولة لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.


وقالت إنه في حالة نجاح المفاوضات وإحلال السلام في اليمن، فإن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران سيعتبر نجاحًا أوليًا.


تسليم اليمن للحوثيين

لقد كان الصحفي نجم الدين قاسم أقل تفاؤلا بشأن المحادثات بين السعودية والحوثيين، ووصف اتفاق السلام بأنه مضلل ومؤقت على الأرجح.


قال قاسم إن هذه الزيارة والاتفاقيات اللاحقة هدفها تسليم اليمن للحوثيين على طبق من ذهب. ونظرًا لأن الحوثيين هم من يملكون أكبر ترسانة عسكرية في اليمن فمن الغباء تكرار تجربة سابقة فاشلة وانتظار نتائج جديدة.


وأشار قاسم إلى عدة أمثلة لاتفاقيات السلام بين الحوثيين والقوات المدعومة من الحكومة التي انتهت بانتهاك الحوثيون لها، ومن بينها اتفاقية السلام والشراكة الوطنية 2014، ووقف إطلاق النار في أبريل 2022.


وقال إن خروج السعودية من اليمن هو ما يسعى إليه الحوثيون، وما يحدث هو تسليم اليمنيين بشكل واضح إلى الحوثيين ومسار واضح لحروب وأزمات لاحقة.


فك ارتباط السعودية باليمن سيكون فوضويًا

المصدر: موقع thecipherbrief المتخصص في قضايا الأمن القومي | تأريخ النشر: 17 أبريل 2023 | كاتب المقال: أري هيستن[5]


كان منطق المناورة الدبلوماسية السعودية الأخيرة واضحًا. واجهت الرياض تهديدًا جسيمًا من المحور الذي تقوده إيران، ولذا سعت إلى معالجته من جذوره من خلال التفاوض مع طهران وصنعاء ولاسيما بعد عدم تقديم الولايات المتحدة حلاً مرضيًا لمواجهة هذا التحدي.


وبدلاً من السعي وراء الحصول على دفاع صاروخي أفضل أو ردع إضافي من الولايات المتحدة، يأمل السعوديون الآن في التوصل إلى تفاهم مع إيران ووكلائها لتقليص دوافعهم لاستهداف المملكة في المقام الأول. بمعنى آخر، فضلوا الوقاية على العلاج.


إذا اعتقدت السعودية أن الشراكة مع الحكومة الأمريكية كانت صعبة، فإن العمل مع الحوثيين في اليمن سيكون جحيمًا.


بداية الأمور كانت متعثرة بعد أن وصل السفير السعودي في اليمن إلى صنعاء للقاء كبار المسؤولين الحوثيين ووضع اللمسات الأخيرة على الهدنة، ليتم ضربها للحصول على مزيد من التنازلات. يجب ألا تكون محاولة الحوثيين رفع ثمن وقف إطلاق النار بين السعودية والحوثيين مفاجأة، حيث أفادت التقارير أن السعوديين يطلبون من الحوثيين السماح للرياض بإخراج نفسها من الصراع. ومن المقرر إجراء مجموعة أخرى من محادثات السلام في السعودية، بعد تبادل الأسرى الأخير، من أجل (إعادة) وضع اللمسات الأخيرة للانتهاء من الاتفاق بين الرياض وصنعاء.


على الرغم من عدم وجود حالتين جيوسياسيين متشابهين تمامًا، فإن التطورات في أفغانستان وغزة قد تكون مفيدة للتفكير في الشكل الذي قد يبدو عليه الانسحاب السعودي وعواقبه.


إن التشابه بين الخطة السعودية لإنهاء حملتها العسكرية في اليمن والاستراتيجية الأمريكية لإجلاء قواتها من أفغانستان مذهلًا.


على غرار النهج الأمريكي تجاه أفغانستان، لم يشرك السعوديون شريكهم المحلي، الحكومة اليمنية، في عملية التفاوض مع خصمهم المشترك. بدلاً من ذلك، مثل طالبان، من المتوقع أن يقدم الحوثيون التزامًا غامضًا بعملية مفاوضات داخلية (بينما في خلفية المفاوضات، تستمر المعركة على مأرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين).


مثل الحكومة التي يقودها عبدالغني في أفغانستان، تعتمد قدرة الحكومة اليمنية على أداء مهامها، بشكل كبير، على المساعدات الخارجية المتمثلة في التمويل، والدعم الجوي، والعتاد. لذلك، من المتوقع أن يحقق الحوثيون، مثل طالبان في عام 2021، مكاسب كبيرة في ساحة المعركة بعد انسحاب القوات السعودية من الصراع. سيؤدي هذا الاحتمال إلى تقليص دوافع الحوثيين لأخذ المفاوضات المذكورة أعلاه بجدية مع الحكومة اليمنية.


كما كان الحال في أفغانستان أيضًا، حتى بعد أن اتضح أن الطرف الخصم لم يلتزم بالشروط التي وافق عليها، لا تستطيع القوات المنسحبة فعل الكثير لفرض الصفقة أو التنصل منها. لن يكون أمام الرياض ملاذًا إذا اكتشفت أن الحوثيين فشلوا في الوفاء بالتزاماتهم: لا يمكن إعادة بناء البنية التحتية والعمليات العسكرية، التي بُنيت على مدى سنوات عديدة من الحرب، على الفور بعد تفكيكها.


وهذا يعني أنه بمجرد التوصل إلى اتفاق، ستواجه الحكومة اليمنية الضعيفة جرأة من الحوثيين غير الراغبين في التفاوض ويصعب محاسبتها على انتهاكات الشروط. ستكون قدرة الحكومة اليمنية أضعف بشكل لا يمكن إنكاره بعد إنهاء السعودية تدخلها العسكري في اليمن، على الرغم من أنه يبقى أن نرى ما إذا كان هذا يشكل انتكاسة كبيرة أو سيؤدي إلى انهيار كامل. على عكس الولايات المتحدة وأفغانستان، لن يكون اليمن بعيدًا عن أنظار السعودية؛ لا يبعد البلدان آلاف الأميال عن بعضهما البعض، لكنهما في الحقيقة يشتركان في حدود يزيد طولها عن 800 ميل.


بعد خروج الرياض من حرب اليمن، قد لا تكون السعودية مهتمة بالتعامل كثيرًا مع الحوثيين، لكن سيظل الحوثيون مهتمين بالسعودية. لقد أوضح السعوديون بالفعل أنهم عازمون على تجنب أي تورط في اليمن، مما يجعلهم هدفًا سهلاً للابتزاز لنظام الحوثي الشرس وعديم الرحمة.


بينما قد يتم تحديد صياغة الاتفاقية في الأسابيع المقبلة، سيكون تفسير الصفقة وتنفيذها بمثابة “عملية تفاوض” مستمرة خاصة بها. سيسعى الحوثيون إلى تحقيق أقصى قدر من فوائدهم المالية والسياسية، بينما سيسعى السعوديون على الأرجح لتقليل تنازلاتهم. لا يملك الحوثيون مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة لهم لفرض إرادتهم – تأثيرهم الثقافي، وقوتهم الاقتصادية، ونفوذهم الدبلوماسي لا يكاد يذكر. قد يلجأ الحوثيون إلى تصعيد عسكري دوري لممارسة الضغط على السعوديين لتلبية مطالبهم المتزايدة بالفعل.


سيسعى السعوديون إلى تجنب الانجرار مرة أخرى إلى صراع طويل الأمد؛ بسبب إدراكهم القاطع بأنهم يستطيعون تحقيق أهداف محدودة للغاية بتكلفة مقبولة من خلال القوة العسكرية. لكن من المفترض أيضًا أنهم سيفهمون أن الإجراءات غير الحركية، مثل إعادة فرض الحصار، لا يمكن أن تعيد الهدوء وستؤدي في أحسن الأحوال إلى إبطاء جهود الحوثيين لإعادة تخزين ترساناتهم وتحديثها.


قد تتطور الديناميكية السعودية – الحوثية إلى ما يشبه دائرة إسرائيل وحماس بعد فك ارتباط إسرائيل بغزة. من المعقول أن نفترض أن الحوثيين سيتبنون طريقة عمل مماثلة لتلك التي تتبعها حماس (وحزب الله في السنوات التي أعقبت الانسحاب الإسرائيلي من لبنان مباشرة) لأن المحور المسؤول عن تسليح وإرشاد مجموعات حرب العصابات التي تقاتل ضد الجيوش التقليدية هو واحد.


قد تجد المملكة الصحراوية نفسها قريبًا في موقف تحتاج فيه أيضًا إلى الانخراط بشكل دوري في عمليات عسكرية محدودة في اليمن وتطبيق سياسة “جز العشب”. لكن لأن التوازن العسكري يختلف اختلافًا كبيرًا في الحالتين الإسرائيلية والسعودية، ستواجه السعودية صعوبة أكبر من إسرائيل في الحفاظ على الهدوء من خلال ترسيخ الردع.


إن استمرار سياسة حافة الهاوية الحوثية حتى مع وقوف الطرفين على أعتاب اتفاق يسلط الضوء على الديناميكية غير المتوازنة.


سيحقق السعوديون فوائد كبيرة من السلام، ومنها فرص تحسين صورة البلاد المشوهة، والتركيز على التنمية الاقتصادية وفقًا لرؤية ولي العهد 2030، بينما سيواجه الحوثيون تحديات كبيرة إذا توقف القتال. وستشمل معضلات فترة السلم الحوثية ما يلي: ماذا سيفعلون بمئات الآلاف من الأفراد العسكريين المسرحين أصحاب الوظائف المزرية؟ كيف يتسنى لهم تبرير الظروف المعيشية الفظيعة لليمنيين في وقت السلم دون توجيه اللوم على الحكم غير الكفء والفاسد؟ من الصعب تصديق أن قيادة الحوثيين لديها إجابات جيدة على هذه الأسئلة، ومن المرجح أن أي هدنة موقعة مع السعودية ستنذر في أحسن الأحوال الحوثيين بإعادة تركيز جهودهم العسكرية مؤقتًا بعيدًا عن السعودية ونحو حملة توسعية لإخضاع ما تبقى من اليمن.


حتى مع الأخذ في الاعتبار المشاكل التي من المرجح أن تصاحب الانسحاب السعودي، قد ترى الرياض أنه أخف الضررين عندما يكون البديل هو الاستمرار في حملة عسكرية مكلفة ومتأزمة، لكن من المهم أن نكون مدركين أن أي اتفاق سعودي-حوثي لا يمكن أن ينهي الحرب متعددة الأبعاد في اليمن بشكل كامل، ويمكن لليأس السعودي المفرط لتوقيع صفقة هشة أن يرسخ تصور القيادة الحوثية للسعودية على أنها هدفًا سهلًا.


إسرائيل قد تكون في مرمى تهديدات الحوثيين عقب اتفاقهم مع السعودية - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/20094 

الاثنين، 3 أبريل 2023

اليمن في بؤرة الاهتمام بعد الاتفاق الإيراني السعودي

 اهتمت تقارير الإعلام العبرية ومراكز الدراسات في إسرائيل بالاتفاق الإيراني السعودي وانعكاسه على حرب اليمن، وكيف صار الملف اليمني ملفًا رئيسيًا في هذا الاتفاق. أراد الحوثيون تعزيز دورهم الإقليمي والارتباط بحزب الله، وهذا يعني أن الشريكين الرئيسيين لإيران، حزب الله والحوثيين، سيكونان في بؤرة الاهتمام في إسرائيل بعد الصفقة. كما تناولت تلك التقارير مجريات الأحداث في اليمن، والصراعات على السلطة بين جميع الأطراف سواءً كانت محلية أو في دول الجوار أو عناصر خارجية تحاول التأثير على مراكز القوة المحلية.


ويترجم مركز صنعاء بشكل دوري أبرز التقارير والمقالات التحليلية العبرية المتعلقة باليمن والإقليم، بوصفها جزءًا من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


اليمن في بؤرة الاهتمام بعد الصفقة الإيرانية السعودية

المصدر: جيروزاليم بوست | كاتب التقرير: سيث جي فرانتزمان[1]


قال الحوثيون، المدعومون من إيران، إن الاتفاق الجديد بين إيران والسعودية -الذي أُعلن عنه في الصين بعد مرور أكثر من عام من الاجتماعات في العراق- لن يؤثر على حرب الحوثيين في اليمن.


تدخلت السعودية في اليمن عام 2015 لمنع الحوثيين من السيطرة على رقع شاسعة من البلاد. وقامت إيران، منذ ذلك الحين، بتزويد الحوثيين بتكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار لاستهداف السعودية. تسببت الحرب في معاناة اليمن وأدت أيضًا إلى نوع من الصراع بالوكالة. لم تتفق السعودية والإمارات، المتورطتان أيضًا في اليمن، دائمًا على أهداف الحرب هناك.


أصبحت الحرب في اليمن ساحة اختبار للطائرات الإيرانية بدون طيار. ثم طورت طائرات الكاميكازي بدون طيار وصدرتها إلى روسيا.


تستخدم إيران أيضًا سفنًا -تتخفى عادة على هيئة مراكب شراعية مدنية أو تجارية- لنقل الأسلحة إلى اليمن. اعترضت القوات البحرية الأمريكية والبريطانية شحنات عديدة من إيران إلى اليمن. تحتوي هذه الشحنات غالبًا على ذخائر وأحيانًا معدات متطورة للصواريخ والطائرات بدون طيار.


يعزي الخبراء أجزاء عديدة من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي استخدمها الحوثيون إلى إيران، وكشفوا أيضًا عن طريقة حصول إيران على بعض القطع لطائراتها بدون طيار، مثل: الجيروسكوب أو المحركات، من الإمدادات في أوروبا أو حتى الصين.


هذا يعني أن الحرب الإيرانية في اليمن مهمة لإيران.


هل ستقلص إيران الآن دعمها للحوثيين في أعقاب الصفقة السعودية؟

أتاحت الحرب في اليمن الفرصة لإيران لمحاولة استعراض قوتها في البحر الأحمر وخليج عمان. لقد هاجمت السفن التجارية على مدى السنوات العديدة الماضية، وأحيانًا مئات الكيلومترات من إيران. يُعتقد أيضًا أن الحرس الثوري الإيراني أرسل سفناً إلى المنطقة لرصد ما يحدث. مرة أخرى، سيكون السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت إيران ستقلص هذا النوع من النشاط.


أشارت وسائل إعلام خليجية إلى أن اتفاق التطبيع السعودي مع إيران لن يؤثر على الحرب في اليمن. قال متحدث باسم الجماعة للميادين، إن الحوثيين أنهم لا يتلقون أوامر من إيران.


بحسب العربية، قال عضو الجناح السياسي للحوثيين عبد الوهاب المحبشي “يجب أن تعلم السعودية أن علاقتنا مع إيران ليست تبعية. إنها علاقة أخوية إسلامية. إن حل قضية اليمن [لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات] بين صنعاء والرياض وليس طهران والرياض.


هذا يترك العديد من الأسئلة مبهمة بعد الصفقة الإيرانية السعودية. هل تقل شحنات الأسلحة الإيرانية إلى اليمن؟ هل ستضغط إيران على الحوثيين؟ أم ستتظاهر إيران بسياسة الإنكار في استمرار تسليحها للحوثيين؟ هل ستثير السعودية هذه القضية وتطلب من الصين الضغط على إيران؟ هل كان هذا جزء من الصفقة أم لا؟


كما يهدد الحوثيون إسرائيل، وذكرت تقارير على مدى السنوات الماضية أن إيران زودتهم بتكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي يمكنها تهديد إسرائيل. كما قامت إيران بتحويل صادراتها من الطائرات بدون طيار إلى روسيا، ومن بينها طرازات من الطائرات بدون طيار شاهد -136 التي أرسلتها ذات مرة إلى اليمن، ولم يتضح ما إذا كان تصدير الطائرات بدون طيار مستمر إلى الحوثيين. بعض الطائرات بدون طيار مصنوعة محليًا حتى يتمكن الحوثيون من صنع بعض هذه الأنظمة بأنفسهم.


يتضمن الخطاب الرسمي للحوثيين شعارات حول “الموت لإسرائيل” و”الموت لأمريكا” و “اللعنة على اليهود”.


من الواضح أن الحوثيين أرادوا تعزيز دورهم الإقليمي والارتباط بحزب الله. وهذا يعني أن الشريكين الرئيسيين لإيران، حزب الله والحوثيين، سيكونان في بؤرة الاهتمام بعد الصفقة. تهتم السعودية باليمن ولبنان، ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة ستؤثر على هذا المحور من النفوذ والقوة الإيرانية الذي يمتد من لبنان على بعد عدة آلاف من الأميال عبر سوريا والعراق إلى الخليج العربي وخليج عمان واليمن.


هل تجبر طهران الحوثيين على محادثات سلام؟

المصدر: موقع جيروزاليم بوست


وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ إلى العاصمة الإيرانية طهران، يوم الأحد، في إطار جهوده لإنهاء الحرب الأهلية اليمنية المستمرة منذ ما يقرب من عقد من الزمان. التقى غروندبرغ بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للتشاور حول الوضع في اليمن، ومن بينها آفاق السلام الأخيرة، وتبادل الأسرى المحتمل، والأزمة الإنسانية في البلاد.


وقال أمير عبد اللهيان، خلال الاجتماع، إن الجمهورية الإسلامية تدعم أي مفاوضات تساعد على إحلال السلام والاستقرار في اليمن.


جاءت الزيارة إلى طهران بعد أيام فقط من توقيع السعودية وإيران على اتفاق ينهي الخلاف الدبلوماسي المستمر منذ سنوات بين البلدين.


كما أكدت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة مجدداً أن أمير عبد اللهيان وعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باستضافة محادثات لوضع حد للأزمة في اليمن.


علاقة إيران بالحوثيين في اليمن

يرى العديد من المحللين والمراقبين وجود علاقة قوية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحركة أنصار الله، الجناح العسكري لسلطة الأمر الواقع في اليمن التي تحكم شمال البلاد، والمعروفة باسم الحوثيين.


وتظهر هذه العلاقة في خطابات مسؤولي الحوثيين ومن بينهم زعيم الحركة عبد الملك الحوثي، ومحاولات تهريب الأسلحة من إيران إلى اليمن، فضلاً عن وجود خبراء عسكريين إيرانيين في اليمن.


يعتقد العديد من المراقبين أن الاتفاق السعودي- الإيراني سيكون له تأثير على قرارات وأفعال سلطة الأمر الواقع، وأنها ستجبر الحوثيين على الموافقة على الدخول في مفاوضات سلام.


قالت وداد القاضي، المحاضرة في جامعة صنعاء والمتخصصة في علم الاجتماع السياسي، لموقع ميديا لاين، إن علاقة الحوثيين بإيران واضحة، وأن الصفقة السعودية الإيرانية يمكنها تغيير مسار الصراع في اليمن.


وقالت: “اعترف الحوثيون ضمنيًا بوجود علاقة مع إيران، تمامًا كما فعلت جماعة حزب الله اللبنانية”.


كما قالت إن أي تغيير في سياسة إيران في المنطقة سوف تلزم به وكلاءها بمن فيهم أنصار الله وحزب الله والحشد الشعبي.


واختتمت قولها بأن “الأمر نفسه ينطبق على أعضاء الحكومة المعترف بها دوليًا – سوف تتماشي سياساتهم مع سياسات السعودية الجديدة تجاه الحوثيين؛ وإذا انتهى الخلاف بينهما فإن الصراع بين وكلائهم سينتهي كذلك”.


يبدو أيضًا أن هناك علاقة بين التغييرات في الحرب الأهلية في اليمن والصفقة السعودية الإيرانية.


أولاً، كانت هناك هدنة بين السعودية والحوثيين، تلتها محادثات برعاية عمان بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والحوثيين. بعد ذلك، أصبح الاتفاق السعودي الإيراني علنيًا، وفي نفس الوقت تقريبًا، بدأت المفاوضات الجارية في جنيف بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًا في حل بعض القضايا الشائكة بما في ذلك قضية أسرى الحرب من الجانبين.


نفى مسؤولون حوثيون وجود أي علاقة أو تأثير للاتفاق السعودي الإيراني على قرار الحوثي المشاركة في المحادثات. وبحسب شرف المهدي، المشرف في سلطة الأمر الواقع في مجلس الوزراء بصنعاء، إن “هذا القرار مرهون بشروط سيادية حددها أنصار الله”.


وقال المهدي لموقع ميديا لاين إن “المفاوضات الأخيرة بين جماعة أنصار الله والحكومة المعترف بها دوليًا تهدف بشكل أساسي إلى إنهاء قضية الأسرى”. وأضاف أن “أي محادثات مستقبلية بشأن التسوية السياسية مشروطة بخروج الدولة الخليجية من اليمن”، في إشارة إلى السعودية التي تقود تحالفًا من الدول العربية لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.


رفض مهدي فرضية أن الحرب في اليمن مرتبطة بالصفقة السعودية الإيرانية، وقال “هذا بعيد المنال؛ نحن دولة مستقلة ذات سيادة كاملة. الاتفاق السعودي الإيراني ليس له تأثير على رؤية أنصار الله للأزمة اليمنية، وأضاف أن “القضية اليمنية ليست قضية إيران”.


وأشاد المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام، على تويتر، بالتطبيع السعودي الإيراني قائلاً إن الوقت قد حان لاستئناف العلاقات الطبيعية في المنطقة وأن “الفزاعة” الإيرانية التي استخدمت لإثارة الحرب على اليمن لم تعد قائمة.


لا تزال الاجتماعات بين الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين جارية في جنيف في إطار مفاوضات تهدف إلى إبرام اتفاق بشأن تبادل أسرى الحرب، ووضع آلية لدفع رواتب موظفي القطاع العام، وحل القضايا الاقتصادية قبل الشروع في تسوية سياسية شاملة.


يأمل اليمنيون أن تحقق هذه الجولة من المفاوضات السلام إلى الدولة التي مزقتها الحرب والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم.


طهران وعدت بعدم إرسال أسلحة للحوثيين

المصدر: يديعوت أحرونوت


بعد قرابة أسبوع على الإعلان الدراماتيكي المتعلق باستئناف العلاقات بين السعودية وخصمها اللدود إيران -وهو إعلان أثار قلقا كبيرًا في القدس– ذكرت مجلة وول ستريت جورنال اليوم (الخميس) أن طهران التزمت، في إطار الاتفاق، بوقف جميع عمليات تهريب الأسلحة غير المشروعة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، التي تقاتلهم الرياض منذ 8 سنوات.


إذا صدق التقرير، الذي يعتمد على مصادر رسمية أمريكية وسعودية، فإن هذا الاتفاق قد ينهي الحرب التي أودت بحياة أكثر من 150 شخص، وأسفرت عن مجاعة جماعية في واحدة من أفقر دول العالم.


شنت السعودية حملة على اليمن في مارس 2015، بعد أن استولى المتمردون الحوثيون، أعداؤها القدامى، على أجزاء كبيرة من البلاد، بعد انهيار حكومتها خلال ثورات “الربيع العربي”.


تطورت الحرب في اليمن إلى حد كبير إلى “حرب بالوكالة” بين الرياض، زعيمة العالم السني، وطهران، زعيمة الشيعة وحلفاء الحوثيين. دعمت إيران الحوثيين بالأسلحة، ونفذوا عددًا من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على الأراضي السعودية.


إذا توقفت الجمهورية الإسلامية عن تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، فإن ذلك سيجبرهم على إعادة النظر في خطواتهم، على الرغم من أنه من المبكر بالطبع تقييم مدى وفاء إيران بوعدها. رغم الاتفاق مع السعودية، فإن الاتفاق بين الطرفين تشوبه شكوكً كبيرة نظرًا لسنوات العداء بينهما.


رفض متحدث باسم الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة التعليق على التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، وتنفي إيران باستمرار قيامها بتهريب أسلحة إلى الحوثيين، رغم أن مفتشي الأمم المتحدة أكدوا مرارًا وتكرارًا أنها نفذت مثل هذا التهريب.


في الأشهر الثلاثة الماضية فقط، ضبط الجيش الأمريكي وحلفاؤه أربع سفن قبالة الساحل اليمني وعلى متنها أكثر من 5000 بندقية، و 1.6 مليون رصاصة، وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات.


أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أنه بعد إعلان الاتفاق السعودي- الإيراني الأسبوع الماضي، بعد سبع سنوات من قطع العلاقات بين البلدين، قال مسؤولون رسميون في كلا البلدين إن إيران ستضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على السعودية، وقال مسؤول سعودي إن الرياض تتوقع من طهران احترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة لمنع نقل الأسلحة إلى الحوثيين، إلا أن الصحيفة تؤكد أن الحرس الثوري، أقوى هيئة عسكرية في إيران، لم يعلق بعد على الاتفاقية، وأن صمتهم يجعل المسؤولين في الولايات المتحدة والسعودية في حيرة عما إذا كانت طهران ستحترم الالتزامات التي تعهد بها قادتها السياسيون.


في غضون ذلك، نقلت شبكة “الحدث” السعودية عن مسؤول سعودي رفيع قوله إن “الأراضي السعودية لن تستخدم في أي عمل عسكري ضد إيران مستقبلًا”. هذا البيان، حتى لو كان من الصعب تحديد مدى التزام الرياض به، من المتوقع أن يعمق خيبة الأمل في واشنطن والقدس، اللتين أملتا، في السنوات الأخيرة، إنشاء محور إسرائيلي- عربي ضد إيران، يمكن أن يكون بمثابة أرضية لعمل مشترك مستقبلي ضد طهران إذا لزم الأمر.


السعودية تبحث عن نفوذ في جنوب البحر الأحمر

المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي | كاتبة المقال: مارتا إليشيفع فورلان[2]


تدخُّل السعودية في الصراع في اليمن اتخذ منعطفًا جديدًا، في نهاية عام 2022، عندما أعلنت الرياض عن إنشاء مجموعة عسكرية جديدة – “قوة درع الوطن”. ولفهم سبب إنشاء وبلورة “قوة درع الوطن”، لا بد من دراسة الموقف الاستراتيجي للسعودية في جنوب البحر الأحمر، حيث تجد نفسها متضررة – لا سيما بالمقارنة مع الإمارات وإيران.


تتمتع الإمارات، بالفعل، بنفوذ كبير في مضيق باب المندب وخليج عدن من خلال القوات المسلحة التي تدعمها أبوظبي، مثل: قوات دفاع شبوة، وكتائب العمالقة. كما تدعم الإمارات قوات المقاومة الوطنية في مدينة المخا، كما ترتبط بعلاقات إيجابية مع المجلس الانتقالي الجنوبي. وتتمتع إيران، من جانبها، بنفوذ في منطقة البحر الأحمر من خلال الحوثيين، التنظيم الشيعي المسلح الذي يسيطر على شمال اليمن وميناء الحديدة. وفي المقابل، لم تتمكن السعودية من إقامة نفوذ فعال ودائم في المنطقة.


هذا الفشل يقلق الرياض بشدة لسببين: أولاً، تحاول الرياض تأمين الممرات المائية للبحر الأحمر، وهي ضرورة ملحة لحماية صادراتها النفطية. ثانيًا، تطور الرياض مشاريع عملاقة على طول الساحل الغربي السعودي، والتي تعتمد على أمان البحر الأحمر. ومنها “نيوم”، مشروع طموح لبناء مدينة في جنوب خليج إيلات. و “البحر الأحمر”، وهو مشروع سياحي فاخر على شواطئ البحر الأحمر السعودي.


تأمل الرياض من خلال إنشاء جماعة مسلحة جديدة على طول الساحل الجنوبي الغربي لليمن، من خلق نفوذ لها في النهاية.


بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية الهائلة للبحر الأحمر بالنسبة لإسرائيل، سيتعين عليها مراقبة التطورات في هذه المنطقة. هذا مهم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بما يلي:


إقامة مناطق نفوذ في منطقة البحر الأحمر.

التنافس في منطقة البحر الأحمر بين مجموعة متنوعة من الفاعلين الإقليميين مثل: الإمارات (التي وقعت اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل) والسعودية (الدولة الإقليمية التي ترغب إسرائيل بشدة في إدخالها ضمن عملية التطبيع) وإيران (عدو إسرائيل الرئيسي).

مجموعات مسلحة متعددة على طول شواطئ البحر الأحمر.

مصادر دبلوماسية: تمديد الهدنة المقبل في اليمن سيكون في إطار اتفاق سلام شامل

المصدر: إسرائيل هيوم | كاتب المقال: شاحر كلايمان[3]


قالت مصادر دبلوماسية مطلعة على محادثات التهدئة في حرب اليمن التي تجري في عمان، لصحيفة “العرب” الصادرة في لندن، إن تمديد الهدنة المقبل سيكون في إطار اتفاق سلام شامل.


كما أشارت المصادر إلى أن الحوار مستمر رغم كل الصعوبات في ظل إصرار مسؤولين دوليين وإقليميين على عدم عرقلة المحادثات. وبحسب المصادر، من المرجح تمديد الهدنة، في حرب اليمن المستمرة منذ 2015 بين التحالف السعودي وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لمدة عام على الأقل.


وبحسب التقرير، فإن مثل هذه الاتفاقية سترافقها ملاحق اقتصادية وإنسانية وغيرها تتعلق بتجديد عملية التشاور حول حل شامل للأزمة. ولم تستبعد المصادر الإعلان عن مثل هذا الاتفاق في المستقبل القريب بعد حسم الخلاف حول شروط الهدنة واستكمال آليات تحقيق الضمانات.


وفيما يتعلق بالإعلان، اختلفت تقديرات المصادر، حيث قدر بعضهم أن المبعوث الأممي إلى اليمن هو من سيعلن عنه في اجتماع مجلس الأمن، بينما قدر آخرون أن السعودية قد تستضيف حفل توقيع للاتفاقيات، والتي ستضم ممثلين عن الحكومة اليمنية في الجنوب، وممثلي مليشيا الحوثي.


كما ربط مراقبون اللقاء الذي عقده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء الماضي، مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والتطورات المتعلقة بتسوية الأزمة في البلاد. كما يحتمل أن يكون التفاؤل الكبير الذي عبرت عنه إيران بشأن استئناف الحوار مع السعودية والتطبيع بين الدول بعد سنوات من الانقطاع، مرتبطًا بمؤشرات التقدم في اليمن.


منذ اندلاع الحرب في اليمن عقب سيطرة مليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء وغزو التحالف السعودي، قتل مئات الآلاف من الناس وتضور جموع من الأطفال جوعًا. الاتفاق على تسوية الأزمة قد يمهد الطريق لجهود ترميم البلاد.


تقدير موقف عما يحدث في اليمن

تناولت قناة “نظرة على الشرق الأوسط” العبرية على التليجرام مجريات الأحداث في اليمن وذكرت أن منطقة الشرق الأوسط تعج بالاضطرابات، والصراعات على السلطة بين جميع الأطراف سواءً كانت في دول الجوار أو عناصر خارجية تحاول التأثير على مراكز القوة المحلية.


تعد اليمن أحد الأمثلة على صراعات القوى وسلوك دول الجوار وعوامل التأثير الإقليمية والعالمية.


لم يكن اليمن دائمًا في صراع مستدام بين عناصر محلية من العديد من القبائل اليمنية فحسب، بل تحاول الدول المجاورة مثل السعودية والإمارات التأثير على ما يحدث في اليمن والصراع الداخلي المحلي.


كما تجاوزت إيران، التي تحاول أن تصبح قوة إقليمية، الحد من تورطها في حرب اليمن، حيث تحاول خلق تأثير عالمي من خلال تأثيرها على ما يحدث في اليمن، مثل تهديد حرية الملاحة في مضيق باب المندب عند مصب البحر الأحمر.


كما لم يغب الدور الأمريكي عن الساحة اليمنية، وكذلك الاتحاد الأوروبي الذي يحاول “المُصالحة بين الأطراف” بالإضافة إلى العديد من مبعوثي الأمم المتحدة، ويحاولون إجراء محادثات لوقف إطلاق النار، وإرسال مساعدات إنسانية إلى اليمنيين التعساء الذين أصبحوا نازحين ولاجئين في بلادهم، أو يعانون ببساطة من الجوع والأمراض بسبب سنوات الحرب التي تدمر اليمن.


توجه رشاد محمد علي العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الثلاثاء، إلى بروكسل في زيارة رسمية لإجراء محادثات مع ملك بلجيكا، ومع شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، وبالطبع من المستحيل عدم مقابلة جوزيف بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، ومع مسؤولين آخرين في بلجيكا والاتحاد الأوروبي، وسوف يناقش معهم جميعًا “تطورات الأوضاع في اليمن والدعم المطلوب لتحقيق السلام”. (كما ستدور المحادثات مع البلجيكيين حول “العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون بينهما في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك).


توجه أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية اليمني، إلى جانب العليمي مع الوفد اليمني الموقر، وشارك في الجلسة الخاصة للحوار حول قضية اليمن، والتي انعقدت في اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، وقال في خطابه إن خطة إحلال السلام في اليمن يجب أن تركز على حل جذور الصراع وأسبابه، وفي مقدمتها إنهاء الانقلاب (الحوثي) على أساس ادعاء (الحوثيين) المتعلق بالحق الإلهي في حكم (اليمن) والتعامل مع آثاره الكارثية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، انطلاقًا من المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.


جدير بالذكر أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصادر عام 2015، والذي، بالإضافة إلى فرض عقوبات على “الأفراد الذين يزعزعون استقرار اليمن”، يدعو جميع الأطراف والحوثيون على وجه الخصوص، إلى وقف العنف وتجنب المزيد من الإجراءات الأحادية التي تهدد عملية الانتقال السياسي”، كما ورد في القرار أن المجلس يطالب “بانسحاب الحوثيين من جميع المناطق التي سيطروا عليها خلال الصراع الأخير، والتخلي عن الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، ووقف كل النشاطات التي تقع حصريًا ضمن سلطة الحكومة الشرعية في اليمن والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن السابقة”.


والآن بعد أن تذكرتم لغة قرار مجلس الأمن المعني، فأنتم تدركون أيضًا أن قرار أبريل 2015 رقم 2216 لمجلس الأمن الدولي ظل في نطاق قرار آخر لا معنى له ولا أحد ينفذ أو يتبع محتواه، وإذا لم ينفذ الحوثيون أيًا من المطلوب حينها، أو أي قرار آخر أو أي مستند وقعوه بأنفسهم، فلماذا يتغيرون فجأة ويصبحوا رعاة سلام ويتخلون عن حقهم الإلهي في حكم اليمن؟


وتحدث وزير الخارجية النشيط في بقية حديثه عن جهود تعزيز السلام، وأسال الاتهامات على الحوثيين لما فرضوه على الشعب اليمني من مآس، وتناول أيضا المصالح الأمنية المشتركة لليمن وأوروبا في البحر الأحمر، المتعلقة بالتهديد الذي يشكله الحوثيون على السلم والأمن العالميين، من حيث استهدافهم للموانئ، والمنشآت النفطية، والناقلات في الممرات الملاحية وإمدادات الطاقة العالمية، كما أشار إلى الدور الإيراني في تقويض السلام والإضرار بأمن العالم، حيث يهربون كمية كبيرة من الأسلحة للحوثيين، من بينها صواريخ، وطائرات مسيرة يستخدمها الحوثيون لإلحاق الضرر بالمنشآت النفطية في اليمن (وكذلك في السعودية والإمارات).


وأتمنى شخصيًا للعليمي وبن مبارك، كل التوفيق وآمل أن نستبشر قريبًا بتحقيق اتفاق سلام حقيقي ينهي الحرب الأهلية في اليمن، لكنني سأكون صريحًا معكم، وأقول: ما لم يتغير شيء أساسي وجذري في طموحات الحوثيين، وفي عقل وفكر قادة الحوثيين وزعماء جميع القبائل المنخرطة في القتال، سأظل متشككًا جدًا في فرص نجاحهما، أو فرص أي شخص آخر، في تحقيق سلام حقيقي في اليمن، وفي فرضية إلقاء جميع الأطراف المتورطة في القتال أسلحتهم والتوقف عن قتل بعضهم البعض وتدمير اليمن.


هذا هو المكان المناسب للإشارة إلى أن مجلس الأمن الدولي أصدر، الأربعاء (15 فبراير)، قرارًا جديدًا وهو القرار رقم 2675، الذي يمدد العقوبات لمدة تسعة أشهر- والتي تتمثل في حظر السفر وتجميد الأصول المفروضة على شخصيات وهيئات في اليمن، التي كان من المفترض أن تنتهي في نهاية الشهر، وكذلك تمديد قرار تفويض لجنة الخبراء التي تساعد لجنة العقوبات الخاصة باليمن لمدة عشرة أشهر.


(ومرة أخرى، اسمحوا لي أن أشك في أن العقوبات التي لم يكن لها أي فائدة في وقف الأعمال العدائية حتى يومنا هذا، قد تكون مفيدة فجأة خلال فترة التمديد).


المفاوضات الجديدة والمثيرة للامتعاض

راجت في الأيام الماضية أنباء عن محادثات بين الحوثيين والسعوديين، وأخرى توضح أنه جرى التوصل إلى اتفاقات، وهناك أنباء تشير بالفعل إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والبعض يقول ذلك بهدوء وبعيدًا عن الإعلام دون تصريحات رسمية، دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ بالفعل في مجال “وقف إطلاق نار إنساني” ساري المفعول، ووفقًا لمنشورات مختلفة من المقرر توقيع الاتفاقية في الأيام المقبلة.


تعج صحافة الحوثيين وباقي أطراف النزاع اليمني الأخرى بالمقالات والمقابلات مع مختلف الأطراف من جميع الجهات، كل شخص لديه ما يقوله، وشأنها شأن أي دولة أخرى، كل مقال وكل من أجرى لقاء معه يقول الأشياء التي تناسب الأجندة التي يخدمها ويريد الترويج لها، وبالتالي سوف تجد في الصحافة اليمنية كثير من الأخبار الكاذبة المتعلقة بالمفاوضات ونتائجها، ومن المفترض، كما كان الحال خلال السنوات الثماني الماضية، عند إبرام اتفاقية موقعة فإن كل جانب، في نهاية المطاف، ينشر في الصحافة قائمة انتهاكات الهدنة من جانب الطرف الآخر، وعدد القتلى والجرحى التي تسببت بها هذه الانتهاكات.


صحيح أنه تجرى محادثات بين السعوديين والحوثيين برعاية سلطنة عمان، وصحيح أن الطرفين بحسب التقارير، تجاوزا خلال شهور المفاوضات المعنية الخلافات في الرأي المختلفة، وهناك تقارير تفيد بأنهم تمكنوا حتى من تجاوز الجدل حول قضية “دفع رواتب موظفي الحكومة والدفاع والجيش” في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتوافق على صيغة نهائية للاتفاق، ولكن حتى لو جرى توقيع اتفاق ما بين الطرفين في المفاوضات الحالية، فهل سيؤدي هذا الاتفاق أو غيره بينهما حقًا إلى إنهاء القتال في اليمن؟ ولكنني سوف أذكركم أن المحادثات بين الأطراف المشاركة في الحرب في اليمن كانت تدار على مدى سنوات بشكل متقطع، وكان العمانيون بمثابة وسطاء ويستضيفون جولات مختلفة من المحادثات منذ سنوات، ومبعوثو الأمم المتحدة بين الأطراف أيضًا، بل وتمكنوا من إحضارهم إلى طاولة المفاوضات، فضلًا عن الإعلان عن الهدنة، جدير بالذكر أنه ربما جرى التوقيع عليها برعاية الأمم المتحدة، في غرف الاجتماعات، لكنها لم تنفذ فعليًا، ولم يلق الحوثيون أسلحتهم، ولم يتوقفوا عن إطلاق النار، وزرع الألغام والمتفجرات، وبالتأكيد لم يتوقفوا عن قتل المدنيين.


كما يجب أن ندرك أن الأطراف اليمنية الأخرى المشاركة في القتال، المدعومة من السعودية، والأخرى التي تدعمها الإمارات، لم تنخرط في هذه الجولة من المحادثات بين السعوديين والحوثيين، وهناك بالفعل استياء وامتعاض يظهر في التعبيرات العلنية، لأن الحوثيين والسعوديين يتفاوضون على مستقبل اليمن دون اليمنيين أنفسهم، وهناك بالفعل من يقول إن نتائج هذه المفاوضات لن تلزمهم، ويصدر مثل هذا الكلام أيضًا من أفواه أنصار السعوديين.


لقد نجح الحوثيون بالفعل في تحقيق مكاسب، وكعادتهم -دون تقديم أي شيء في المقابل، حتى في المفاوضات الحالية، وكمثال يمكننا الاستشهاد بالاتفاق السعودي، بأنه إذا أبرم الاتفاق المعني، سيتمكن الحوثيون كذلك من الاستفادة من حركة السفن التجارية وناقلات النفط من وإلى الموانئ الخاضعة لسيطرتها مثل ميناء الحديدة، والصليف دون أي إشراف ورقابة (كما هو معمول به حاليًا من خلال آلية الإشراف والرقابة التابعة للأمم المتحدة UNFUM ومقرها جيبوتي)، وكذلك فتح طرق سريعة بين المحافظات والمديريات، وإضافة إلى ذلك سيتمكن الحوثيون من تدشين خطوط طيران جديدة من مطار صنعاء، واستئناف الرحلات على طرق لم يكن لديها رحلات جوية منذ بدء الحرب في اليمن.


جدير بالذكر أن الحوثيين نجحوا بالفعل في استئناف الرحلات الجوية في مطار صنعاء، الذي كان مغلقًا منذ سنوات، خلال مفاوضات لاستئناف وقف إطلاق النار التابع للأمم المتحدة، وأقلعت الرحلة الأولى، في مايو 2022، بعد سبع سنوات، وإن كانت بعد حوالي شهر من الموعد المتفق عليه، لأن كلا الطرفين كان لديه اتهامات بشأن سلوك الطرف الآخر، خاصة فيما يتعلق بإصدار الحوثيين جوازات سفر يمنية بالتزامن مع إصدار الحكومة اليمنية جوازات سفر … جدير بالذكر أنهم أدخلوا في نفس المفاوضات ناقلات نفط لتصدير واستيراد النفط ومشتقاته.


كلمة عن استمرار القتال في اليمن

إذا كان هناك من يعتقد أن القتال في اليمن سيتوقف بسبب اتفاق بين السعوديين والحوثيين، فإما أنهم لا يعرفون أفكار العاملين في اليمن، أو أنهم سذج وغير مرتبطين بواقع الشرق الأوسط، وخاصة بالواقع اليمني. أنا لا أتظاهر بأنني خبير في شؤون اليمن، لكنني راضٍ إذا كانت الاتفاقية ستؤدي إلى وقف القتال.


هناك من يقول إنه بعد الاتفاق الذي يجب توقيعه بين السعوديين والحوثيين، فإن المنطقة سيسودها سلام، مضيفين أن هناك وقف إطلاق نار فعلي، لكن اسمحوا لي أن أختلف مع هذا الأمر، وأقول لكم ذلك وفق ما أراه يحدث في اليمن، لقد واصل الحوثيون هجومهم حتى أثناء جلوسهم مع السعوديين في المفاوضات المعنية، ولا يدور الحديث عن هجوم للجيش على جبهة أو أخرى فحسب، بل وقعت حوادث إطلاق نار في الأيام القليلة الماضية أيضًا، كما حدث طوال الشهرين الماضيين عندما جلس السعوديون والحوثيون للحديث عن وقف القتال.


هذه المرة سوف أذكر أنه حتى في الأيام القليلة الماضية، كما في سنوات القتال الثماني، يواصل الحوثيون مهاجمة المدنيين أينما استطاعوا بنيران المدفعية أو القناصة، أو عن طريق زرع الألغام في المناطق الزراعية، والسواحل البحرية، والممرات الجبلية حيث يذهب المدنيون، وحتى لو شعروا برغبة في تنويع الهجمات “المعتادة” على مواطنين، فإن الحوثيين سيقومون أيضا كما في يوم، الأحد 11 فبراير 2023، بتفجير 4 منازل لعائلات في قرية الزور في مديرية صرواح في محافظة مأرب ويوم الاثنين 12، بنسف منزلين آخرين في نفس المنطقة، لماذا؟ هكذا، لمجرد أنهم تمكنوا من الوصول ووضع العبوات الناسفة وتفجير منازل المدنيين.


إذا لم يكن تفجير منازل المدنيين كافيًا لمن يظن أن هناك سلامًا ووقفًا لإطلاق النار فعليًا، دعني أذكرك أنه يوم الاثنين، 30 يناير 2023، هاجم الحوثيون مستشفى في مدينة إب، عاصمة محافظة إب، ليس لأن المستشفى يعد هدفًا عسكريًا، ولكن ببساطة لأنهم يستطيعون مهاجمة مستشفى تقع في المنطقة التي يسيطرون عليها.


هذه الحوادث ليست سوى مثال صغير لما أراه يحدث في اليمن، والذي لا يتوافق مع السلام ووقف إطلاق النار الذي يخبرنا البعض عنه. آمل حقًا أن يتوصل الطرفان في النهاية إلى وقف لإطلاق النار، وعلى الرغم من كل ما أراه، إلا أنني أريد حقًا أن أكون متفائلًا، لكنه تفاؤل شديد الحذر مع شك كبير.


ويمكننا إيجاد سبب آخر يدعو للشك بشأن وقف القتال في اليمن في كلمات مختار النوبي (أبو عمر)، قائد لواء أبين في قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين، عندما قال إن معركتهم الكبرى القادمة ليست مع الحوثيين، لكن لتحرير منطقة حضرموت بعد 28 عامًا من الاحتلال. ولديه أيضًا ما يقوله للسعوديين والحوثيين وداعميهم الإيرانيين، والتعاون والتنسيق الوثيق للحوثيين مع القاعدة، وقال أيضًا إن حرب جيش الجنوب في محافظة أبين ضد إرهاب الحوثيين والقاعدة مستمر. لكن كما هو الحال في اليمن، ليس الأمر مجرد قتال بين الحوثيين والقوات اليمنية النظامية المختلفة، أو صراع بين القبائل المتنافسة (أو داخل القبيلة)، وفي بعض الأحيان ينشب نزاع مسلح يبدو أنه يندلع من العدم وبدون سبب، وقد يتعذر على شخص خارجي فهم مصدر وخلفية النزاع.


على سبيل المثال، سوف أخبركم عن المعركة التي اندلعت هذا الأسبوع في رأس عمران في منطقة البريقة بمديرية عدن بين مسلحين يحتمل أن يكونوا من قبائل الصبيحة.


لكي نفهم لماذا قلت إن الرجال المسلحين كانوا من إحدى قبائل الصبيحة، يجب على المرء أن يتذكر البنية المعقدة للقبائل في اليمن وفي هذه الحالة، يدور الحديث عن قبيلة تضم 28 قبيلة فرعية، بعضها موجود في منطقة الحادث، ولمحاولة فهم سبب اندلاع معركة بين أفراد القبيلة وقوات الأمن، يجب على المرء أن يحاول معرفة ما إذا كانت هناك صلة بالحادثة التي جرى فيها اختطاف خمسة مهندسين من وزارة النقل، الذين قدموا إلى منطقة رأس عمران في إطار عملهم لمسح جدوى الموقع المستقبلي للمطار الجديد المخطط له في عدن، وفي اليمن، عند القدوم إلى منطقة تابعة إلى قبيلة معينة، يجب اتباع القواعد المتعارف عليها منذ آلاف السنين، وفي هذه الحالة، من المحتمل أن شخصًا ما في وزارة النقل تغافل عن تنسيق (ودفع) ما هو مطلوب مع زعماء القبيلة التي تدعي ملكية الأرض … ومن المرجح أن سبب القتال إرسال “عبد السلام صلاح حامد هادي” -وزير النقل- المهندسين لإجراء المسح، وإرسال القوات الأمنية للبحث عن المهندسين المخطوفين، وتجوال القوات الأمنية في أراضي القبيلة، الذين قاموا بالتقصي وطرح أسئلة مزعجة.


ناهيك عن أن القتال لا يتوقف للحظة، يواصل الحوثيون تعكير صفو حياة اليمنيين البائسين، سواء بالحصار المستمر على تعز، أو في الحياة اليومية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، على سبيل المثال الحاجز الذي أقامه الحوثيون بالقرب من حي عصر الصغير غربي صنعاء، التي تقع بالقرب من معسكر الصباحة، الذي كان قاعدة قيادة العمليات الخاصة، فرقة من القوات الخاصة، ووحدات مكافحة الإرهاب، والذي استولى عليه الحوثيون في فبراير 2015 في إطار سيطرة الحوثيين على صنعاء التي بدأت في أوائل سبتمبر.


أدى الحاجز الذي يهدف إلى منع النساء من الخروج من صنعاء بدون محرم، في إطار تنفيذ عمليات تفتيش مذلة للنساء، إلى اضطرابات بين اليمنيين، الذين احتجوا على قيام الحوثيين حواجز لفرض تنفيذ قرار يقيد حرية حركة نساء اليمن، وهو قرار جرى تنفيذه بدون إشعار مسبق.


لا يعاني اليمنيون من هذا الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أو في المناطق المحاصرة أو من هجمات الحوثيين فحسب، ولكن في كل اليمن وهذا يشمل جميع مجالات الحياة، بدءًا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأسعار المحروقات، وغاز الطهي المستمر في الارتفاع وحتى نقص الأدوية، وسأذكر أيضًا أنه من ناحية يوجد نقص في المياه في مناطق مختلفة ومن ناحية أخرى هناك فيضانات مدمرة. ومرة أخرى سوف أذكر مناطق حقول الألغام والعبوات الناسفة، التي زرعها الحوثيون في مناطق زراعية، وطرق جبلية بين القرى، وعلى شواطئ البحار، مما تسبب في وفاة وإصابة العديد من اليمنيين من بينهم أطفال.


كلمة أخيرة لفضيحة تلوح في الأفق

وختاماً سأخبرك أن هناك أيضاً فضائح “عادية” في اليمن ناتجة عن فساد المسؤولين وذوي المناصب، المعروفين في كل بلد في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش في فوضى حكومية وحرب طويلة (انظر على سبيل المثال الفساد في العراق أو سوريا أو لبنان وكذلك في إيران، حيث يوجد فساد مؤسسي عميق للحكومة الفاسدة) وهناك أيضا قضايا “فساد هائلة” مثل قضية صفقة شراء ذخيرة بقيمة 50 مليار ريال يمني (حوالي 200 مليون دولار) وقعها “محمد علي المقدشي” حينما كان وزيرًا للدفاع، قبل فترة وجيزة من تعيينه في منصبه الجديد مستشارًا لمجلس القيادة الرئاسي اليمني.


ظاهريًا، يبدو من المعقول أن يوقع وزير الدفاع عقدًا لشراء ذخيرة لبندقية عيار 7.62 (رصاصة) و 200 رشاش ثقيل مع الذخيرة المناسبة (رصاص 12.7 ملم) وأصناف ذخيرة أخرى، ولا مشكلة إذا وصلت شحنة الذخيرة الجديدة إلى ميناء عدن بعد حوالي أربعة أشهر فقط على ترقيته إلى منصبه الجديد في 28 يوليو 2022، ولم تكن هناك مشكلة في أن الحاويات التي تحتوي على الذخيرة جرى تفريغها من السفينة ليلاً ونُقلت إلى مخازن الجيش الجنوبي، ولم تكن هناك مشكلة في أنهم بدأوا في نقل صناديق الذخيرة إلى الوحدات الميدانية في الجبهة، وبعضها إلى الجنود.


كانت هناك مشكلة صغيرة فقط في الذخيرة المشتراة، وهي أن الرصاص الذي وضعه الجنود في أمشاط الذخيرة وحاولوا إطلاقه على العدو في الجبهة كان تالفًا، لذلك بدأوا في التحقق فيما حدث، وفحصوا عشرة صناديق ذخيرة مختلفة ولم تنطلق رصاصة واحدة. ثم جرى اختبار الرصاص من مئة صندوق مختلف، ومرة أخرى فشلوا في إطلاق رصاصة واحدة، وصدر أمر عاجل بفحص جميع صناديق الذخيرة التي وصلت في الشحنة، ثم اتضح للقادة العسكريين في المجلس الانتقالي الجنوبي مشكلة الذخيرة الجديدة، وتبين أن الشحنة بأكملها كانت من الرصاص الذي جرى إنتاجه في عام 1961!، كما اتضح أن جميع المدافع الرشاشة البالغ عددها 200 (رشاش DshK) صدئة وفاسدة لدرجة أن جميع أجزاء المدفع الرشاش مصبوبة معًا وكأنها كتلة واحدة كبيرة من الصدأ، والتي لا يمكن الاستفادة منها، كما أن سلاسل طلقات الرشاشات هي أيضًا كومة من الصدأ عديمة الفائدة.


في تجارة الأسلحة العالمية، من المعتاد تقديم تخفيضات على الذخيرة القديمة، على سبيل المثال، تباع الذخيرة المصنوعة قبل عشر سنوات أو أكثر والذخيرة منتهية الصلاحية بخصم كبير جدًا عن الذخيرة الجديدة وذلك للتخلص منها، ولكن ليس معتادًا هكذا أن تباع ذخيرة عمرها 62 عامًا … عندما اكتشفت القصة قبل حوالي أسبوعين، وعلى الرغم من أن تفاصيل القضية الفاضحة معروفة للحكومة، لم يتم رفع السرية المفروضة على تفاصيل الصفقة.


قال أحد النقاد بغضب إنه لا يفهم كيف أن وزير الدفاع، الذي من المفترض أن يقود الجيش في حرب مميتة، ينفق عشرات المليارات على ذخيرة تالفة في صفقة فاسدة. إذا سرق الدجاج فلا مشكلة سوف يطلق عليه لص. إذا سرق رواتب عشرات الآلاف من الأسماء الوهمية الذين لا يخدمون في الجيش على الإطلاق فسنقول إن هؤلاء اللصوص يؤذوننا. ولكن إذا وصل إلى خيانة بهذا الحجم فكيف يقود الجيش؟ وأضاف الناقد ساخطًا وعلق أنه لا يمكن معرفة حالات الخيانة التي ارتكبها والتي لم تكتشف بعد.


إيران تحاول التهريب إلى اليمن وسط تهديدات متزايدة في خليج عمان

المصدر: جيروزاليم بوست | كاتب المقال: سيث جي فرانتزمان[4]


قالت البحرية البريطانية، الخميس (2 مارس)، إنها ضبطت صواريخ مضادة للدبابات وزعانف تستخدم للصواريخ الباليستية يُزعم أنها إيرانية وكانت موجهة للحوثيين، المدعومين من إيران، في اليمن.


هذا جزء من الاتجاه المتزايد لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن. تمكنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى من تحديد واعتراض هذه الجهود. تعمل إيران على زيادة الإمدادات منذ عام 2015. كما تواصل إيران استهداف السفن التجارية في خليج عمان، باستخدام طائرات بدون طيار لمحاولة مهاجمة الناقلات والسفن الأخرى.


نشاط مزعزع للاستقرار

تمكنت البحرية الملكية، بحسب التقارير، من إيقاف هذه الشحنة في 23 فبراير. وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أن الغارة وقعت “بعد أن اكتشفت طائرة أمريكية زورقًا يحمل شحنة مغطاة بمشمع رمادي قادمًا من إيران، مع طائرة هليكوبتر من فرقاطة البحرية الملكية HMS Lancaster تطارد السفينة لأنها تجاهلت نداء الراديو”، وحاول القارب دخول المياه الاقليمية الايرانية مرة أخرى لكن تم ايقافه قبل تمكنه من ذلك.


كان القارب يحمل صواريخ كورنت 9M133 الروسية الموجهة المضادة للدبابات. كما عثر على متن القارب قطع يمكن استخدامها لصواريخ باليستية. واعترضت البحرية الأمريكية، في يناير، أيضًا 2116 بندقية هجومية من طراز AK-47 كانت متجهة إلى اليمن. وشاركت ثلاث سفن أمريكية في عملية وقف التهريب.


قال الفريق براد كوبر، قائد القوات البحرية الأمريكية في القيادة المركزية، وقائد الأسطول الأمريكي الخامس والقوات البحرية المشتركة، في ذلك الوقت: “هذه الشحنة جزء من نمط مستمر من النشاط الإيراني المزعزع للاستقرار”. هذه التهديدات تحظى باهتمامنا. سنظل يقظين في الكشف عن أي نشاط بحري يعيق حرية الملاحة أو تقوض الأمن الإقليمي”.


وفي تقرير آخر، أشارت شبكة سي بي إس، في 2 فبراير، إلى أن “القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط قالت، في بيان صدر يوم الأربعاء، إن عملية الاستيلاء وقعت في خليج عمان في 15 يناير الماضي ونفذها شريك بحري لدولة حليفة. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، قادت القوات الفرنسية الاعتراض”. وفيما يتعلق بالشحنة التي جرى اعتراضها في 15 يناير، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن القوات البحرية المتحالفة استعادت أكثر من 3000 بندقية هجومية، و578 ألف طلقة ذخيرة، و23 صاروخًا موجهًا متقدمًا مضادًا للدبابات “.


وجهت إلى إيران اتهامات، في فبراير، بشن هجوم على ناقلة نفط. نفت إيران صلتها بالهجوم، لكن الهجوم كان مشابهًا لهجمات أخرى خلال السنوات العديدة الماضية. تعرضت الناقلة، كامبو سكوير، لهجوم من نوع من الطائرات بدون طيار في 10 فبراير. حاولت إيران كما يُزعم عدة هجمات أخرى على الشحن في الأشهر الأخيرة. وهذا يعني أن إيران تزيد من دورها في البحر في خليج عمان وقبالة سواحل تشابهار الإيرانية، فضلاً عن محاولات نقل الأسلحة إلى اليمن. إيران تريد استمرار حرب اليمن.


يأتي ذلك في الوقت الذي يتم فيه تشجيع العالم على إرسال المزيد من أموال المساعدات الإنسانية إلى اليمن. قالت إيرين هاتشينسون، المديرة القطرية للمجلس النرويجي للاجئين في اليمن، في بيان أدلت به حول مخرجات مؤتمر التعهدات الدولي لليمن: “أظهر المجتمع الدولي اليوم أنه تخلى عن اليمن عند مفترق طرق حاسم، حيث جمع فقط ربع المبلغ اللازم لدعم ملايين اليمنيين الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة. هذا غير كاف على الإطلاق ويعطي إشارة إلى أن بعض البشر أقل قيمة من غيرهم “.


وفقًا للأمم المتحدة، هناك مخاوف من حدوث عجز مالي في اليمن. هناك حاجة إلى حوالي 4.3 مليار دولار هذا العام للاستجابة الإنسانية للوصول إلى أكثر من 17.3 مليون شخص محتاج.


الجامعات اليمنية في مناطق سيطرة الحوثيين تُعلِّم أن إسرائيل هي العدو

ذكر موقع يديعوت أحرونوت أنه مع احتدام الحرب الأهلية المدمرة، التي استمرت لسنوات طويلة في اليمن، يُلقَّن طلاب الجامعات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون قسراً بروباجندا معادية لإسرائيل ثم يرسلون لمحاربة هؤلاء “الأعداء” وحلفائهم على الخطوط الأمامية.


بدأت الحرب الأهلية في البلاد في عام 2014 عندما فرضت جماعة الحوثي المتمردة، المدعومة من إيران، سيطرتها على العاصمة صنعاء، وأجبرت الرئيس عبد ربه منصور هادي على الاستقالة في يناير 2015. وفي الشهر التالي، ألغى هادي استقالته من منصبه في مدينة عدن التي هرب إليها، وفي مارس من ذلك العام، تدخل تحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين نيابة عن حكومته المدعومة من الأمم المتحدة.


وسرعان ما انهارت بعد ذلك حكومة الوحدة التي جرى تشكيلها، تاركة كلا الجانبين -الحكومة المعترف بها دوليًا والمتمردون الحوثيون- في عداء مفتوح وكل منهما يسيطر على مناطق شاسعة في البلاد. خلقت الحرب الأهلية واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث أسفرت عن وفاة عشرات الآلاف ويعاني معظم السكان من المجاعة.


الآن، تشير الدورة الجامعية الإجبارية الجديدة إلى أن حكومة الأمر الواقع تدرس المناهج في المناطق التي تسيطر عليها بما يتماشى مع أيديولوجيتها.


الدورة، التي تسمى “الصراع مع العدو الإسرائيلي”، إلزامية لجميع الطلاب للحصول على درجة البكالوريوس في الجامعات العامة والخاصة تحت سيطرة الحوثيين في شمال اليمن. ويدرس هذه الدورة مُدربين قامت سلطة الأمر الواقع بتعيينهم في الفصل الدراسي الأول من السنة الأولى من الدراسة.


يستخدم الكتاب المدرسي المؤلف من 80 صفحة والمكون من سبع وحدات آيات مختارة من القرآن الكريم تتطرق إلى اليهود والمسيحيين وتفسرهم بطريقة تهدف إلى شيطنة الديانتين وتعبئة المسلمين ضد أتباعهما.


تتضمن عناوين الفصول “من نحن ومن هم؟”، و”حقيقتهم وخصائصهم وخططهم ومؤامراتهم”، و “أساليبهم في استهدافنا”، و “موقف القرآن الكريم من اليهود والنصارى وأوامر الله إلينا نحوهم”، و “نشأة الوجود الصهيوني في قلب الأمة العربية “.


تروج دورة تعليم المواطنة لمفهوم أن يوم الثورة، الذي يصادف 26 سبتمبر للاحتفال بتأسيس الجمهورية العربية اليمنية في عام 1962، والنظام الجمهوري نفسه، ليسوا سوى عناصر من نظام يخدم الدول الغربية. كما يتعلمون أن اليمن قبل سيطرة الحوثيين على جزء من البلاد، كانت دولة عميلة للولايات المتحدة وإسرائيل. كما تعزز الدورة ثقافة الصراع مع السعودية ومع أي شخص يختلف مع الحوثيين.


تحتوي الدورة التدريبية عن إسرائيل على مقتطفات من خطابات وتصريحات الزعيم الديني الشيعي الزيدي حسين الحوثي، مؤسس حركة الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية في عام 2004. وقد أعد الدورة مجموعة من الأساتذة وتقع تحت إشراف الدائرة الثقافية لدى الحوثيين.


قالت سالي، 22 سنة، إن شقيقها مروان، الذي كان طالبًا في كلية التجارة بجامعة صنعاء، ترك تعليمه للانضمام إلى إحدى الوحدات القتالية لدى الحوثيين في شمال اليمن.


قالت سالي: “لم يكن شقيقي مروان يهتم بالسياسة والحرب”، لكن الدورات الإجبارية جعلته “مثل القنبلة” في المنزل ومدافعًا عنيفًا عن الحوثيين.


لقد تغير مروان عندما شارك في إحدى دورات التلقين العقائدي في جامعة صنعاء، حيث حضر العديد من الدروس والمحاضرات الداعمة لإيديولوجية سلطة الأمر الواقع.


بعد فترة وجيزة، قبل حوالي ثمانية أشهر، أعلن أنه ينضم إلى القتال مع الحوثيين. وفقًا لسالي، لقد تغير مستقبل شقيقها تمامًا.


قالت سالي إن دورات الحوثيين في الجامعة، جنبًا إلى جنب مع الندوات، والفعاليات، والمحاضرات، والخطب التي ألقاها زعيم الحوثيين السابق (مجموعة كتيبات تسمى ملازم السيد)، غسلت دماغ شقيقها و “حولته إلى مقاتل ومن أشد مناصري الحوثيين”.


قالت سالي إن الجامعة لم تعد مكانًا للتعليم، وأصبحت “ليست أكثر من معسكر تدريب ومنشأة لتحويل الشباب إلى مقاتلين”.


وأضافت أن شقيقها قد ترك تعليمه الجامعي وهو الآن في الجبهة “بينما تضمن حكومة سلطة الأمر الواقع منح شهادات جامعية له ولآخرين”.


عبدل هو واحد من عشرات الطلاب الجامعيين الذين قرروا دعم أيديولوجية الحوثيين بعد سيطرتهم على إدارة الجامعة، وفرضت المناهج الدراسية حول إسرائيل، وعقدت العديد من الندوات والمحاضرات الإجبارية.


لقد ترك، مثل كثيرين غيره، تعليمه وانضم إلى القتال ضد الحكومة المعترف بها والقوات السعودية على جبهات مختلفة على طول الحدود اليمنية السعودية – معتقدًا أنهم يقاتلون أمريكا وإسرائيل.


يقول الطلاب إن الحضور في الدورات يراقبه اتحادات الطلاب التابعة للحوثيين، ويتم إخبارهم بضرورة حضور المحاضرات.


جامعة صنعاء ليست المعهد الوحيد الذي يقوم بتدريس هذه الدورات. تقوم جامعات إب وعمران الحكومية و12 جامعة أخرى بتدريس منهج الحوثيين.


يقول الأكاديميون والطلاب في هذه الجامعات إن الدورات تحمل عناوين مقبولة، لكنها في الواقع تتضمن أيديولوجية طائفية تدعم القتال والعنف ومبدأ الولاية، الذي يدعم قبول أنصار الله الحوثيين لحكم اليمن باعتبارهم من نسل النبي محمد.


علاوة على ذلك، قال من في الجامعة، إن مقاتلين وقادة عسكريين -لم يحملوا مؤهلات أكاديمية غير تلك التي حصلوا عليها من خلال انتمائهم إلى الحوثيين- هم من كانوا يلقون هذه المحاضرات.


أحمد، مدرس مادة إسرائيل في جامعة إب الحكومية، يدعم المنهج الجديد وقال إنه “ضروري لبناء ثقافة للأجيال الجديدة بعيدًا عن الثقافة المستوردة من الدول الغربية”.


وقال إن الدورات استحدثت “لتصحيح المسار وتعزيز الهوية الدينية الغائبة لدى طلبة الجامعة. هناك ضرورة لبناء ثقافة الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يروج لها النظام العميل”، في إشارة إلى نظام علي عبد الله صالح الذي سبق الرئيس هادي.


قال: “كان من المفترض أن يكون مقرر (إسرائيل) موجودًا في الماضي، فالجماعة (الحوثيون) لا تفعل شيئًا سوى تصحيح الأخطاء التي ارتكبها النظام الجامعي السابق”.


بعد سنوات من الصراع بين إسرائيل والعالم العربي، تحظى هذه الدورة بمستوى عالٍ من الدعم بين طلاب الجامعات، حيث يستغل الحوثيون الأعمال العدائية لترويج أيديولوجيتهم وكسب الدعم إلى جانبها في الحرب الأهلية.


قالت ليلى، طالبة في كلية الزراعة في جامعة صنعاء، إن سلطة الأمر الواقع بذلت أيضًا جهودًا في السنوات الأخيرة لإضافة المناهج الدراسية الخاصة بإسرائيل إلى مقرر الكلية، حيث يجب على الطلاب الدراسة وإجراء الاختبار.


علاوة على ذلك، قامت بعض الكليات بتضمين دورات أعدها الحوثيون كي توزع على الطلاب واحتسابها كجزء من دراسات العام.


وقالت ليلى: “تضمن المنهج دعوات للمشاركة في الحرب وضرورة التجنيد الإجباري”، مضيفة أن المنهج الدراسي يكشف عن خطط الحوثيين الحقيقية لتجنيد طلاب جامعيين.


قال محمد، الطالب في جامعة صنعاء، إن الدورة التدريبية الخاصة بإسرائيل هي “بديل لمقرر الثقافة الإسلامية المدرج فيه أيديولوجية حزب الإصلاح”، في إشارة إلى التجمع اليمني للإصلاح، وهو حزب إسلامي تأسس عام 1990 بموافقة الرئيس آنذاك صالح.


وقال: “قدم الحوثيون دورة [إسرائيل] لتعزيز أيديولوجيتها الخاصة بأفكار محاربة الولايات المتحدة وإسرائيل مع استغلال شغف الشباب اليمني بقضية فلسطين”.


توسعت الدراسات الإجبارية الآن إلى ما هو أبعد من الجامعات، حيث تعمل سلطة الأمر الواقع على ضخ أيديولوجيتها في المدارس الابتدائية والثانوية الخاضعة تحت سيطرتها.


يخشى فادي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء، من أن يؤدي إدخال مثل هذه الدورات المسيسة للطلاب الشباب إلى ظهور جيل كامل يدعم بكل إخلاص أي أفكار تُعرض عليهم، دون أي جدال أو تفكير نقدي.


قال فادي: “الطلاب ملزمون بقبول هذه الأفكار من أجل اجتياز دوراتهم الجامعية. هذه الأفكار بالإضافة إلى الندوات والإعلام والضغط المجتمعي قد تؤدي إلى اتجاه فكري للشباب الذين يدعمون هذه الأفكار ويقاتلون من أجلها”.


مقتل قيادي بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية بغارة جوية منسوبة إلى الولايات المتحدة

المصدر: جيروزاليم بوست


أفادت تقارير محلية ووكالة فرانس برس نقلاً عن اثنين من مسؤولي الحكومة اليمنية مقتل قيادي بارز في تنظيم القاعدة في اليمن في غارة جوية نُسبت إلى الولايات المتحدة يوم الأربعاء.


والهدف هو حمد بن حمود التميمي، القيادي البارز في فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وبحسب التقارير، قتل في الغارة مع حارس شخصي.


وأفادت مصادر يمنية لوكالة فرانس برس أن الغارة الجوية كانت “على ما يبدو أميركية”. استهدفت الغارة منزل التميمي في محافظة مأرب اليمنية.


من هو حمد بن حمود التميمي؟

كان التميمي، سعودي الجنسية، بمثابة “رئيس مجلس الشورى وقاضي” لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وعرف أيضا بعبد العزيز العدناني.


وفقًا لوكالة فرانس برس، لعبت القاعدة في شبه الجزيرة العربية دورًا رئيسيًا في الحرب الأهلية المستمرة في اليمن، ونفذت عمليات استهدفت بها القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين.


كما قُتل مؤسس القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الإسلامي اليمني ناصر الوحيشي، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار عام 2015.


اليمنيون يقطعون الأشجار للحصول على الوقود والنقود وسط الاقتصاد المدمر

المصدر: موقع i24news


أدت سنوات الصراع وارتفاع الأسعار في جنوب اليمن، إلى أن أصبح الناس في أمس الحاجة إلى الوقود والدخل، مما أجبر الكثيرين على اللجوء إلى الملاذ الأخير.


في ضواحي تعز، صوت مناشير كهربائية تندفع بعنف من المناظر الطبيعية الجبلية الخصبة. قال حسين عبد القوي: “بدأنا في قطع الأشجار وبيعها، لأنه ليس أمامنا طريقة أخرى لكسب العيش”.


يحمل هو وعمال آخرون أخشابًا مقطوعة حديثًا في مؤخرة شاحناتهم بالقرب من المدينة الجنوبية الغربية، التي يحاصرها المتمردون لكنها لا تزال تحت سيطرة الحكومة.


تدمرت اليمن- أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية- بسبب حرب استمرت أكثر من ثماني سنوات بين القوات الحكومية -المدعومة من السعودية- والمتمردين الحوثيين الموالين لإيران. في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا منذ أكثر من عام، أدت زيادة ارتفاع أسعار الغذاء والوقود العالمية إلى مزيد من المعاناة.


اعترف عبد القوي بأنه كان يساهم في “كارثة” بيئية، لكنه قال إنه يفتقر إلى الخيارات في بلد لا يستطيع الكثيرون فيه شراء الوقود للتدفئة والطهي.


وقال لوكالة فرانس برس “لا خيار أمامنا” سوى بيع الخشب، كما أنه “لا خيار أمام الناس سوى شرائه”.


سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء عام 2014، مما دفع التحالف بقيادة السعودية للتدخل في العام التالي لدعم وإسناد الحكومة المعترف بها دوليًا. منذ ذلك الحين، تسببت الحرب في مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر، ودفعت الأمة إلى شفا المجاعة.


تعهد المانحون، يوم الاثنين، بتقديم ما يقرب من 1.2 مليار دولار لمساعدة الأمم المتحدة على إيصال المساعدات هذا العام إلى حوالي 21.6 مليون شخص يعانون من الجوع هناك – ثلثا سكان اليمن.


“غلطتي الكبرى هي إبقاؤك على قيد الحياة”

المصدر: موقع ماكو العبري


“لست في الغرب، بل في الشرق الأوسط. هنا تقتل نساء مثلك” قال خالد أبو هنم هذه الكلمات لابنته – بحسب لائحة الاتهام المرفوعة ضده، هذه الأيام، بتهمة الاختطاف. قررت ابنته الأمريكية من أصل يمني، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، للاحتفال بزفافها. وعلى الرغم من علمها أن أفراد عائلتها يعارضون زواجها، فقد دعتهم إلى حفل زفافها التي خططت لإقامته في غوادالاخارا بالمكسيك. ذهب والدها ووالدتها وشقيقها وليد – فقط ليختطفوها لإجبارها على الزواج من رجل آخر في اليمن.


وبحسب التقارير، تمكن الأب من إغراء المرأة بمغادرة المكسيك معهم “لإقامة حفل الزفاف في الولايات المتحدة” – ووعدها في المقابل بالموافقة على زواجها. كما ادعى شقيقها أنه توصل إلى اتفاق مع خطيبها – وأنهما سيكونان قادرين على إقامة حفل الزفاف. ووافقت المرأة مرغمة.


عندما وصلت إلى الولايات المتحدة احتجزت في منزل عائلتها. وعندما اعترضت هددها الأب بأنه “سوف يقذفها من النافذة من الطابق الثاني عشر”. وادعت أنها كانت تحت المراقبة المستمرة، حتى عند ذهابها إلى الحمام كان يراقبها أحد أفراد عائلتها. كما انتحل شقيقها هويتها، وتواصل مع جامعة بوفالو حيث تدرس، وأخبرهم بأنها ستترك الدراسة، فضلًا عن أنه حذف جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. ثم أُجبرت على ركوب طائرة متجهة إلى مصر، ثم نقلت إلى اليمن – حيث خططت عائلتها لترتيب الزواج من رجل مجهول مقابل 500 ألف دولار.


كما ذكرنا، تمكن أفراد الأسرة من تهريب المرأة إلى اليمن، حيث كانت تحت رقابة اثنين من أشقائها. وجاء في لائحة الاتهام: “أن الضحية أُبلغت بأنها إذا اعترضت على الزواج، فسوف يحبسونها في المنزل ويقتلون خطيبها”. في هذه المرحلة، توجه الخطيب إلى السلطات التي تمكنت من تحديد مكان الأب والشقيق اللذين عادا إلى الولايات المتحدة واعتقالهما.


بحسب وثائق المحكمة، المرأة لا تزال في اليمن وتدعمها منظمة حقوقية. وتعرضت بحسب الاتهامات للضرب، والجلد بحزام، وخنقها والدها بشدة لدرجة أنها اعتقدت أنه سيقتلها. كما خضعت لاختبار فحص العذرية للتأكد من أنها لا تزال عذراء.


والدها وشقيقها محتجزان حاليًا، وستُعقد جلسة الاستماع في قضيتهما في 2 مارس / آذار. وينفي الأب كل الاتهامات الموجهة إليه، وبحسب محاميه: “كثيرًا ما تدخل الحكومة في حياة الناس الشخصية، وتتجاهل أصولهم أو تقاليدهم الثقافية”. ولم يتضح بعد هل ستحاكم الأم هي الأخرى أم أنها تصرفت تحت الإكراه. وبحسب السلطات، قال الأب بعد اعتقاله إن “غلطته الكبرى كانت ترك ابنته على قيد الحياة”.


قالت منظمة Unchained At Last، التي تحاول إنهاء زواج الأطفال والزواج القسري في الولايات المتحدة: “الفرق بين الزيجات المدبرة – وهي عادة شائعة في دول مثل اليمن والهند وغيرهما- ومثل هذه الزيجات أنها تعد إكراهًا”، قد يوافق الرجل والمرأة على هذا الزواج لأسباب ثقافية، كما تتم أيضًا زيجات تحت التهديد والتنكيل”.


الهوامش

محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. لقد غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

باحثة مساعدة في برنامج دول الخليج التابع لمعهد دراسات الأمن القومي. حصلت على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة سانت أندروز بالمملكة المتحدة، وركزت أطروحتها على حكم الجماعات الجهادية المسلحة في اليمن وسوريا والعراق، شاركت الدكتورة فورلان في تأليف 3 كتب. ونشرت في المجلات الأكاديمية الرائدة، ومنها: Middle East Journal، Civil Wars، Israel Affairs، Studies in Conflict & Terrorism، Israel Journal of Foreign Affairs. كانت الدكتورة فورلان أيضًا مستشارة في شؤون اليمن والجماعات الإسلامية المسلحة في الأوساط الأكاديمية والمنظمات الإنسانية.

.شاحر كلايمان: صحفي ومحرر في موقع “إسرائيل هيوم”، وهو باحث ماجستير في دراسات الشرق الأوسط في جامعة “بار إيلان”.

محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. لقد غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.


اليمن في بؤرة الاهتمام بعد الاتفاق الإيراني السعودي - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/19940