الثلاثاء، 5 أبريل 2022

مَن المستفيد مِن التحالف العربي الإسرائيلي؟

 القاهرة – (رياليست عربي): منذ عهد قريب نادت الشعوب العربية ولاة أمورها بالوحدة العربية والاتحاد ضد إسرائيل وأمريكا على اعتبار أنهما كيانان يهددان أمنها وسلمها وخاصة بعد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق الفلسطينيين العزل، واحتلال أمريكا للعراق وقتل زعيمها في عيد الأضحى، وتوالت الأغاني الوطنية وشحذ الهمم ولكن لا حياة لمن تنادي. واشتهرت حينها بين عوام الناس مقولة: “اتفق العرب على ألا يتفقوا”. وما هي إلا سنوات قليلة حتى خاب ظنهم وشهدوا اتفاقاً ولكنه هذه المرة مع إسرائيل ضد عدو آخر في المنطقة وهو “إيران”، ولا يمكن لعاقل بالطبع أن يشكك في قدراتها المتنامية، ورغبتها في الهيمنة من خلال دعم وكلاءها أو كما تطلق عليهم “محور المقاومة” بالأسلحة، والصواريخ، والطائرات المسيرة. وعند هذه النقطة يمكن القول إن معايير الصداقة والعداء تغيرت تقريباً منذ عام 2015 بعد إنشاء التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في اليمن، وإخراج الحوثيين من صنعاء، وإعادة الحكومة التي اتخذت الرياض مقراً لها لقيادة مهام البلاد. جدير بالذكر أن العداء الإيراني الخليج ليس بجديد، ولكنه تجلى بقوة مع تداول تقارير تؤكد دعمهم الحوثيين بالأسلحة، والتدريب، والتمويل وهو الأمر الذي تنكره إيران دائماً. غيرت هذه الحرب مفاهيم عديدة لدى دول الخليج، ومصر، وباقي الدول العربية، وحتى إسرائيل ذاتها تعلمت درساً مهماً وهو “لن يحك ظهرك إلا ظفرك”. لقد تخلت الولايات المتحدة عن حلفاءها في المنطقة رغم مباركتها الحرب على اليمن، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب؛ بل شجعت التقارير التي تفيد بأن التحالف مسؤول عن حرب إبادة، وقتل للمدنيين، وتجويع الشعب اليمني، ومن هنا بدأت كثير من الدول التي تحالفت مع الرياض في القفز من المركب، وتركتها وحيدة تواجه مصيرها. كما عارضت إسرائيل في الهجوم على إيران، واتبعت سياسة الاسترضاء بدلاً من اتخاذ خطوات جادة ضد تهديداتها، ومن هنا تلاقت المصلحة بين دول الخليج وإسرائيل، وساروا على نهج المثل القائل “عدو عدوي صديقي”، وهو الأمر الذي أغضب إيران للغاية حيث إنها تدرك أن هذا التحالف يعني أن أمنها القومي في خطر، لأن إسرائيل سوف تستخدم هذه الأراضي المتاخمة لها منصة لاستهدافها استخباراتياً وأمنياً. ومن خلال ما سبق يمكننا أن نقول إن دول الخليج مستفيدة من هذا التحالف لأنه بمثابة ردع لإيران، كما يمكنهم التنسيق مع بعضهم البعض في حالة الاعتداء، والاستفادة من التكنولوجيا والمعرفة الإسرائيلية، بالإضافة إلى العامل الاقتصادي وضخ الاستثمارات بين دول الخليج وإسرائيل. أما إسرائيل فهي أكبر مستفيد من هذا التحالف، لأنها لم تتخيل يوماً أو تحلم بهذا اليوم الذي يضمن لها شرعنة وجودها في المنطقة، وتلميع اسمها، وتحسين صورتها أمام العرب أنفسهم والعالم أجمع لدرجة أننا بدأنا نسمع عن خسارة هذه السنوات التي ضاعت بدون التعرف على إسرائيل عن قرب. كما بدأت الأصوات في إسرائيل تتعالى بعد عملية التطبيع بأن الصراع العربي – الإسرائيلي انتهى بالفعل، وأن القضية الآن أصبحت قضية حدود لا وجود، وهو ما يعد مكسباً كبيراً لإسرائيل لم تحلم به يوماًـ ويعد نجاحاً مهماً للدبلوماسية الإسرائيلية ذات النفس الطويل. لم تتعلم العرب درساً من خذلان الولايات المتحدة لها، وارتمت في أحضان حليف آخر قد لا يقوى على مواجة إيران ومحور المقاومة، وقد تخسر إسرائيل أيضاً في حالة توصل دول الخليج وإيران إلى اتفاق حقيقي بينهم. خاص وكالة رياليست – أحمد الديب – باحث في الشأن الإسرائيلي – ماجستير في اللغة العبرية وآدابها – مترجم لغة عبرية في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية


إقرأ المزيد:
 https://arabic.realtribune.ru/opinion/%D9%85%D9%8E%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%81%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%90%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1