السبت، 23 مارس 2013

الحلم العربي والحليف العدو

كتب \ أحمد الديب

http://www.shbabalnil.com/?p=9743 

هناك سؤال دائما ما يراودنى , هل هناك فرق بين الشعوب العربية والحكام العرب , فالحكام كانوا من الشعب والشعب يخرج منه الحكام , فلماذا تتغير أوضاعهم عندما يصلون إلى السلطة , وهل هذا بمرادهم أم مفروض عليهم ؟
لقد قال الله تعالى ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ” , وهذه دعوة صريحة للتوحد وعدم الفرقة بين المسلمين , فنجد أن الدول العربية جميعا يدينون بنفس الديانة ويتحدثون نفس اللغة ولكن قلوبهم شتى , الجميع ينظر إلى مصالحه الشخصية فقط بل على العكس تماما نجد أنهم يدينون بالولاء للغرب وامريكا ويضعون كل ثقتهم واموالهم وأسرارهم فى أحضان ” الحليف العدو ” الذى لا يرى غير مصلحته فقط ويعلمون جيدا ً انه يستغلهم كأدوات لتنفيذ مخططاتهم .
وفى الأونة الأخيرة نرى أن أوباما كان فى زيارة إلى اسرائيل وألقى بخطاب فى القدس , وقال بانه يجب على العرب أن يعرفوا أن العالم قد تغيير ولا يمكنهم إدانة اسرائيل بل يجب عليهم إقامة علاقات طبيعية معها , كما يجب على الفلسطينيين وإيران أن تفهم أن دولة اسرائيل ستكون دولة يهودية .
ومن هنا أتوقع فى القريب العاجل ضغوطا ً شديدة على مصر والعالم العربي اجمع لتطبيق ما قاله أوباما من إقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل وهو ما سيكون سهلا ً نظرا ً لما تمر به مصر ” الأخت الأكبر ” والتى تمر بظروف قاسية ” إقتصادية وسياسية وأمنية وحتى غذائية ” , والتى تشكل الخطر الأكبر لإسرائيل لأنها تمتلك جيش نظامي قد يهدد أمن اسرائيل .
ولذلك أرجو ممن يقرأ هذه الكلمات البسيطة أن يخبرنى , لماذا لا تتوحد الدول العربية وتتوحد مصالحها وتصبح كيانا ً واحدا ً لتشكل قوة موازية ضد الكيان الإسرائيلي وأمريكا والغرب ؟.

الاثنين، 11 مارس 2013

القزم العملاق والربيع العربي

كتب \ أحمد الديب
هناك الكثيرين حول العالم يثيرون الشكوك حول بروتوكولات حكماء صهيون ويقولون عنها بانها أساطير ومبالغات وليست حقيقة بالمرة, ولكنى كدارس للفكر الصهيوني وكباحث فى الشؤون الإسرائيلية مؤمن جدًا بحقيقة هذه البروتوكولات وخاصة أنها تسير على نفس النهج التوراتى العقائدي المتطرف الأوحد الذى يرى فى نفسه بأنه الشعب المختار وباقى الأمم ” الجوييم ” الكفرة , خلقهم الله ليكونوا خدما ً لليهود , وان الله خلق اليهود من نفسه وعنصرهم من عنصره اما باقى الأمم ” الجوييم ” من طينة شيطانية او حيوانية نجسه ولم يمنحهم الله الصورة البشرية إلا تكريما ً لليهود لكى يسهل التعامل بين الطائفتين اكراما ً لهم .
ولقد تعمدت ان أكتب هذه المقدمة خاصة لتعرفوا كم يحقد اليهود على العالم ولقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بانهم أشد عداوة للمسلمين , ولذلك هل يمكن لشخص بهذه العقلية والعقيدة أن يترك المسلمين فى حالهم ولا يحيك بهم المكائد , ومن هنا جاء منطقى فى الجزم بأن اليهود أصل كل البلاء لكل العالم وخاصة لأنهم يرون فى انفسهم أفضل الخلق , فكيف لشعب آخر ان يتقدم ؟ فهذا يخالف عقيدتهم , ولذلك يجب عليهم إضعاف تلك الأمم والسيطرة عليها وخاصة لو كانت من المسلمين والعرب .
ولقد ذكروا فى البروتوكول الرابع من بروتوكولات حكماء صهيون فقرة غاية فى الأهمية توضح ما نعيشه حاليا ً فى مصر خاصة وفى دول الربيع العربي عامة : ” إن علينا أن نشعل الثورات ونؤجج الفتن … فإذا نجحت ثورة فإنها سوف تأتى بالفوضى أولا ً ثم بحكم الإستبداد الذى يحكم بالسوط والجبروت ثانيا ً وسوف نكون نحن القوة الخفية التى تعمل من وراء هذا الحكم المستبد عن طريق وكلائنا ” , ومن هنا أرى أن ما يحدث فى العالم العربي بما يسمى ب ” ثورات الربيع العربي ” أكذوبة كبيرة عاشها العرب على أمل التغيير ولكن الحقيقة غير ذلك فهى اول الطريق للإنخفاض وليست للنهوض , لأن الغرب واسرائيل ” القزمة ” التى أصبحت عملاقة بعد ان امدتها امريكا ” الحليفة للعرب ” بكل انواع الأسلحة المتقدمة والتطور التكنولوجيا لكى تتغلب على جميع الدول العربية مجتمعة ومن جهة آخرى تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية على مقدرات الشعوب وتتحكم فى اقتصاديات الشعوب وغذائهم ويكون الحاكم ما هو إلا تابع للنظام الأمريكي شاء ام أبىز
ولقد عشنا بالفعل الثورات ونعيش الآن الفوضى فى مصر فماذا بقى وفقا ً لأقوالهم ” الحكم الإستبدادي ” وأتوقع هنا خروج بعض القوى فى الشوراع تطالب النظام المصري بالشدة والقوة فى الحكم والضرب بيد من حديد بدعوى الإستقرار وانهيار الإقتصاد وهو ما يرغب به النظام ولكن لا يستطيع تطبيقه إلا بإذن من الشعب وحينها لن تقوم لأى معارض قائمة حتى لو كان يتكلم الصدق ويبدأ حكم الإستبداد الفعلى التى تتحكم فيه قوى ” الغرب وأمريكا واسرائيل ” نظرا ً لإرتباطنا بهم اقتصاديا وعسكريا ً وغذائيا ً فحينها سيتحكمون فى سياساتنا الخارجية , لآننى مؤمن جدا ً بأنهم لم يمكنوا لمصر فى عهد الإستقرار النوعى ” الأمنى والإقتصادى ” بالتقدم.
فكيف يسمحون بالنهوض فى ظل قيادة حكومة تدعى أنها اسلامية وتريد تطبيق الشرع, حينها الإستبداد سيكون أقوى لأنك عندما تعارض سيقولون لك “قال الله, وقال الرسول” وسيحلون الدم بهاتين الكلمتين.
ولذلك أعتقد ان الحل يكمن فى بعض النقاط :
1 – الشفافية بين الرئاسة والشعب .
2- الكاريزما , التى تعمل على توحيد الشعب حول النظام والعمل على تحقيق أهداف وطنية للنهوض بمصر ويشمل ذلك أيضا ً استيعاب المعارضين واشراكهم فى الأمر.
3- يجب على النظام المصري أن يوضح انحيازاته ( للفقراء أم للأغنياء ) عملا وليس قولا ً .
4- توضيح الموقف من الغرب ( أمريكا واسرائيل ) .
5- الإعتماد على قوى أخرى غير أمريكا وعمل تحالفات مع دول معادية لأمريكا واسرائيل , لتشكيل جبهات وتوزان امام أمريكا ( القطب الأوحد ) .
وفى النهاية أتمنى أن تصل هذه الكلمات البسيطة والتى تعبر عن وجهة نظري إلى ولاة الأمر وأن يضعوها فى الحسبان متمنيا ً الخير والصمود والتقدم للشعوب العربية والإسلامية وانحياز الأنظمة العربية إلى شعوبها.