قال دين شموئيل ألماس، على موقع جلوبس، في 17 أغسطس 2025، إن البحرية الإسرائيلية هاجمت فجر الأحد البنية التحتية للطاقة التي تستخدمها جماعة الحوثيين في اليمن، على بُعد حوالي ألفي كيلومتر من سواحل إسرائيل. نُفذت الهجمات في منطقة صنعاء، في محاولة لزيادة الضغط على وكلاء إيران في اليمن لثنيهم عن إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على إسرائيل. كيف نفذت البحرية الهجوم؟ هل هو هجوم غير مسبوق؟ وماذا تتضمن ترسانة إسرائيل البحرية؟
فيما يتعلق بطريقة تنفيذ الهجوم البحري في اليمن، ذكر الموقع أن سفينة متمركزة في البحر الأحمر، بقيادة ساعر 6، هي التي نفذت الهجوم. بوجه عام، تُشغّل البحرية الإسرائيلية 15 زورق صواريخ ضمن غواصات “شايطت 3″، من الطرازين 4.5 و5، والأهم من ذلك -ساعر 6 الجديدة. إن الهدف الأساسي من سلسلة ساعر 6 هو حماية منصات الغاز.
أشار الموقع إلى أن السفن مجهزة برادارات متطورة، وأنظمة دفاع نوعية، وفي الوقت نفسه، تحمل قبة دفاع بحرية تعتمد على نظام القبة الحديدية، الذي يعد جزء لا يتجزأ من نظام الدفاع الجوي الشامل.
في ديسمبر 2023، اكتملت عملية بناء السفينة الرابعة والأخيرة من سلسلة ساعر 6، التي استمرت لأكثر من عامين. على النقيض من مهمة ساعر 6 الأصلية، ظاهريًا، أرسلت إسرائيل في ذلك الوقت رسالة إلى طهران والميليشيات الموالية لها، وجماعة الحوثيين، مفادها أنها نشرت شايطت 3 في منطقة البحر الأحمر، للتصدي للعدو من الجنوب والشرق -مع 1000 مقاتل في البحر.
لفت الموقع إلى أنها ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها ساعر 6 لأغراض هجومية، بل استُخدمت في لبنان واليمن.
بشأن الوسائل العملياتية الأخرى التي تمتلكها إسرائيل في البحر، ذكر الموقع أن إسرائيل لديها تحت البحر غواصات من طراز “دولفين AIP”، وتشغلها شايطت 7. يمكن أن يصل مداها عند الغوص إلى اليمن، ويتضاعف مداها فوق سطح البحر. أي، إنها ليست قادرة على شن هجمات في اليمن فقط، بل أيضًا في المنطقة الإيرانية.
إسرائيل تدفع الثمن باهظًا
في سياق متصل، تطرق ألماس إلى تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس، في 17 أغسطس 2025، التي توعد فيها الحوثيين قائلًا: “سيدفع الحوثيون الثمن مضاعفًا مقابل أي محاولة لقصف إسرائيل. نفرض عليهم حصارًا جويًا وبحريًا مؤلمًا للغاية، وقد هاجمنا هذا الصباح أهدافًا للبنية التحتية والطاقة. إنها مجرد البداية”.
وغرد في 19 ديسمبر، عن مبعوثي إيران في اليمن، قائلًا: “من يضربنا سيُضرب سبعة أضعاف”.
قال ألماس فيما يتعلق بمسألة “دفع الثمن مضاعفًا” وحتى “السبعة أضعاف”: إن إسرائيل هاجمت اليمن، منذ بداية حرب “السيوف الحديدية”، 14 مرة. أي 14 هجومًا في 680 يومًا، أي بمعدل هجوم كل 48 يومًا. هذا بالمقارنة مع إطلاق 70 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل في 152 يومًا، أي صاروخًا باليستيًا كل يومين. هذا لا يشمل حتى الطائرات المسيّرة. وأشار إلى أن مواطني إسرائيل هم من يدفعون هذه الأثمان الباهظة. وعلى إسرائيل أن تدرك أنها التي تدفع “الثمن باهظًا” لجهلها باليمن.
وذكر أن وزير الدفاع يمكنه الإدعاء أن إسرائيل تفرض حصارًا جويًا وبحريًا على الحوثيين، لكن يتضح جليًا أن الهجمات الإسرائيلية في اليمن لا تزال نابعة من جهل استخباراتي وتصور غربي خاطئ. ولماذا؟ قبل نحو أسبوع، أفادت قناة سكاي نيوز بالعربية أن “المقاومة الوطنية اليمنية”، المناهضة للحوثيين، ضبطت 750 طنًا من الأسلحة، ومن بينها أسلحة كيميائية، أرسلها الحرس الثوري إلى صنعاء عبر طرق مختلفة -عبر آسيا وأفريقيا.
وقال ألماس إن إسرائيل لديها ثلاثة خيارات فقط مطروحة على الطاولة؛ لحل مشكلة الحوثيين:
العملية البرية – لا يمكن تطبيقها حاليًا، لأن القتال في غزة لا يزال في أوجه، وتنشر قوات برية في القطاع، ومن الواضح أنه لا يمكن إرسال قوات كبيرة على بُعد ألفي كيلومتر.
وقف إطلاق النار -وهو الحل الذي تتجلى أهم ثماره في عودة رهائننا، ولكنه سيمنح الحوثيين أيضًا فرصة إثبات “قلنا لن نتوقف إلا إذا توقفت الحرب في غزة، وقد فعلنا”.
توجيه ضربة قاضية لإيران.
أحمد الديب
باحث في الشأن الإسرائيلي
إسرائيل أوهمت قادة الحوثيين بغياب معلومات استخباراتية عن مواقعهم - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية
https://sanaacenter.org/ar/translations/25471
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق