الأربعاء، 15 ديسمبر 2021

فيلق القدس وتحقيق الرؤية الإيرانية في اليمن

تقرير أعده: احمد الديب، مترجم من اللغة العبرية إلى اللغة العربية، حاصل على ماجستير في اللغة العبرية وآدابها

فيلق القدس وتحقيق الرؤية الإيرانية في اليمن    

برزت الأزمة اليمنية في وسائل الإعلام ومراكز البحوث الإسرائيلية، ويترجم مركز صنعاء للدراسات بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية بوصفها جزءًا من اهتماماته والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


تركزت التقارير الأخيرة في إسرائيل حول دور فيلق القدس في تحقيق الرؤية الإيرانية بالسيطرة على اليمن والتصدي لخصومها، واستخدام جماعة الحوثيين المسلحة كأداة للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل. وتناولت تباهي إيران بقدرتها على توحيد ما يُسمى بـ”محور المقاومة” المتمثل في حزب الله اللبناني، والمليشيات السورية والعراقية، وجماعة الحوثيين في اليمن، وحركة حماس، حال تعرضت لهجوم على إثر التوتر الأخير مع المجتمع الدولي وعدم التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي.


 


فيلق القدس وتحقيق الرؤية الإيرانية في اليمن

تناول موقع نتسيف الإخباري الإسرائيلي تسليح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني جماعة الحوثيين ودعمها اقتصاديًّا، لتكون ساحة تصدٍ إضافية للدول التي تشكل تهديدًا استراتيجيًّا لسيطرة إيران على شبه الجزيرة العربية.


وقال الموقع في تقرير له إن فيلق القدس زوّد على مدى سنوات الحوثيين بأسلحة إيرانية متطورة، مثل الطائرات دون طيار، والصواريخ الباليستية والمضادة للدبابات والطائرات، والتدريبات العسكرية، إضافة إلى المساعدة في المعركة البرية الدائرة على الحدود السعودية.


يترأس “عبدالرضا شهلاي” -وهو إيراني يبلغ من العمر 64 عامًا، ومسؤول في الوحدة 400، وحدة العمليات الخاصة في فيلق القدس- ترسيخ الوجود الإيراني في اليمن.


خبرة “شهلاي” العملياتية الواسعة في إنشاء وتسليح الميليشيات الشيعية في العراق على مدى العقد الماضي، وقربه من قائد فيلق القدس السابق “قاسم سليماني”، وقائد الحوثيين في اليمن “عبدالملك الحوثي”، مكّنت فيلق القدس من تحقيق الرؤية الإيرانية التي تُترجم إلى استراتيجية لامركزية لجهود فيلق القدس، تتضمن تسليح التنظيمات الجهادية الفلسطينية في قطاع غزة – حماس والجهاد الإسلامي، حتى على حساب تقويض نطاق الأسلحة التي بحوزة الحوثيين.


كيف يُدار طريق التهريب الإيراني عبر اليمن إلى قطاع غزة؟

تُنقل الأسلحة الموجهة إلى قطاع غزة، ومنها الصواريخ قصيرة المدى، وصواريخ كورنت، عبر اليمن، التي كانت جزءًا رئيسيًّا من طرق الملاحة الإيرانية لتهريب الأسلحة بين إيران والسودان ومن هناك إلى مصر.


تُنقل الأسلحة في اليمن من مسؤولية فيلق القدس وحزب الله اللبناني، الذي يعمل أيضًا في البلاد، إلى مسؤولية المنظمات الفلسطينية ووكلائها في البلاد، وبمساعدة عملاء محليين يخزنون الأسلحة بشكل مؤقت داخل اليمن مثل: أبو إبراهيم الهادي، وربيع جرمان.


في السنوات الأخيرة فشلت المنظمات الجهادية في غزة بنقل أسلحة إيرانية نوعية من خارج اليمن على الرغم من الجهود المستمرة لفيلق القدس؛ ويرجع ذلك إلى تقويض نشاط “عبدالمجيد الحرازي” الملقب بـ”أبو عبدالله”، مسؤول الاتصال بين حماس وفيلق القدس في اليمن، وتورط عناصر يمنية تختلف مصالحها عن مصالح التنظيمات الفلسطينية.


تهريب أسلحة إيرانية من اليمن إلى الصومال

في سياق متصل، نقل موقع جيروزاليم بوست عن مركز أبحاث مقره جنيف قوله إن الأسلحة التي قدمتها إيران إلى حلفائها الحوثيين في اليمن هُربت عبر خليج عدن إلى الصومال. وقالت المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية إن أكثر من 400 قطعة سلاح موثقة في 13 موقعًا و13 مركبًا شراعيًّا اعترضتها سفن بحرية خلال الأشهر الماضية.


وتعد هذه أول دراسة معلنة توضح حجم تهريب الأسلحة غير المشروعة من اليمن إلى الدولة الواقعة في القرن الأفريقي. مشيرة إلى أن “الأسلحة التي مصدرها تجارة الأسلحة الإيرانية اليمنية هُربت إلى الصومال“.


وصادرت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية قاربًا يحوي نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وبه أماكن مخزنة في إيران وجنوب اليمن والصومال، ومنها، مرسى صغير بالقرب من ميناء جاسك، الذي يستضيف قاعدة بحرية إيرانية، وميناء المكلا اليمني، وهو مركز معروف لتهريب الأسلحة.


ولفت الموقع إلى نفي إيران مرارًا وتكرارًا أي تورط لها في تهريب أسلحة للحوثيين على الرغم من كثرة الأدلة التي تشير إلى تورطها.


تعزيز العلاقات العسكرية بين حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن

تناول موقع تيك دبكا الاستخباراتي الإسرائيلي إعلان وزارة الخارجية الأمريكية جائزة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات قد تساعد في العثور على مكان وجود قائد القوات الخاصة في حزب الله “هيثم علي طبطبائي”.


وأفاد البيان الأمريكي أيضًا أن نشاط “طبطبائي” في اليمن وسوريا يعد جزءًا من جهود حزب الله المكثفة لتوفير التدريب، والمعدات، والقوى البشرية؛ لدعم عمليات تقوض الاستقرار الإقليمي.


ونقل موقع تيك دبكا عن مصادر عسكرية قولها إن “طبطبائي” عمل أيضًا في اليمن لإنشاء نظام دفاع شخصي حول زعيم الحوثيين “عبدالملك الحوثي” في الوقت الذي يظهر ضباط من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يتجولون وهم يرتدون زيهم العسكري علانية في مناطق سيطرة الحوثيين.


الوجود الإيراني في المنطقة عبر الطائرات المسيّرة

قال المقدم احتياط “ميكي سيجال”،[1] إن تكثيف الحوثيين هجماتهم باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية ضد أهداف في اليمن والسعودية، يكشف عن وجود إيراني قوي في اليمن.


وعدد سيجال الهجمات الحوثية مؤخرًا، وقال إنَّ تقليص البطاريات الدفاعية في السعودية، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، وفي خضم أزمة المحادثات النووية في فيينا، يزيد من مخاوف دول الخليج من إيران، ويضع علامات استفهام حول مدى الاستعداد الأمريكي لمساندة دول الخليج حال حدوث هجوم إيراني.


وعلى الرغم من تصريحات المتحدث باسم البنتاغون “جون كرابي” التي تؤكد على أن التزام الولايات المتحدة بحلفائها في الشرق الأوسط “عميق وواسع” فإن ذلك لم يقلل من مخاوف دول الخليج، بينما زعمت إيران والحوثيون بأن أنظمة الدفاع الأمريكية في السعودية غير فعَّالة في اعتراض الطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية.


تجهيز الحوثيين بمجموعة واسعة من الأسلحة والمعرفة لإنتاجها

قال سيجال إن إيران تواصل تجهيز ومساعدة الحوثيين في بناء سلاح جوي يجمع بين صواريخ باليستية، وصواريخ كروز، وقذائف، وطائرات مسيّرة مهاجمة إلى جانب دعم إنتاج أسلحة إضافية. معظم الأنظمة التي يمتلكها الحوثيون مصدرها إيران. في الوقت نفسه، تعمل إيران جاهدة لمساعدة الحوثيين على إنشاء نظام إنتاج مستقل قائم على المعرفة الإيرانية حتى لا يعتمد على الأنظمة الإيرانية التي تمكنت إيران من تهريبها إلى اليمن.


أدخل الحوثيون مجموعة واسعة من الأسلحة، ومنها طائرات دون طيار، والمروحيات متعددة المحركات، وصواريخ، وقذائف بمختلف أنواعها، ومدافع هاون، وبنادق قنص، وألغام بحرية، وقنابل حشوة متفجرة مشكلة ومقولبة لتركيز طاقة الانفجار على مكان محدد (توضع على القوارب المتفجرة المسيرة) في مارس 2021.


تمكنت إيران، من خلال هذه السياسة، من إنشاء قوة عسكرية فعالة ورادعة في اليمن ضد السعودية، خصمها اللدود، وحتى ضد دول الخليج الأخرى. كما أطلق الحوثيون طائرات مسيرة وصواريخ على الإمارات. لقد هاجمت طائرة دون طيار من طراز “صمد -3” مطار دبي عام 2018، وأُطلق صاروخ عام 2017 على محطة بركة للطاقة النووية في أبوظبي.


حولت إيران اليمن إلى حقل تجارب وأكبر “مركز معرفة” واختبار تشغيلي من خلال الهجمات الحوثية المتكررة على أهداف في عمق السعودية واستهداف نطاقات البنية التحتية الاستراتيجية السعودية، والمطارات، والمنشآت النفطية، والمؤسسات الحكومية، وغيرها. تزوّد إيران الحوثيين بمعرفة واسعة وخبرة عملية في تشغيل أسلحة مختلفة خلال المعارك في مناطق مختلفة، وفي بعض الحالات، يشارك عناصر من الذراع الصاروخية للحرس الثوري، وكذلك عناصر من حزب الله اللبناني، في تشغيل أنظمة الحوثيين وتدريبهم.


تراقب إيران عن كثب تشغيل أنظمة الدفاع الجوي السعودية، وخاصة بطاريات باتريوت وأنظمة ثاد التي تعترض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات أعلى من باتريوت.


في وسط الجهود المبذولة لتطوير القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة لعناصر ما يسمى بـ”محور المقاومة”، توجد وحدة 340 في فيلق القدس التي يتمثل جهدها الرئيسي في توسيع نطاق العمل، وتحسين الدقة، وزيادة القدرة على التدمير في المنطقة المستهدفة. يقوم بأنشطة هذه الوحدة مُدرِبون في مناطق مختلفة، وتزور عناصر حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني إيران لدراسة التكنولوجيا، ووسائل الإنتاج، وتنسيق تهريب المكونات الخاصة بصناعة الصواريخ الثقيلة والصواريخ وغيرها من الأسلحة (صواريخ مضادة للدبابات، وبنادق قنص، وقذائف هاون) في مناطق النزاع، بما في ذلك قطاع غزة.


ينجح الحوثيون والمنظمات الجهادية في إنتاج صواريخ أثقل وأطول مدى، لا تعتمد في بعض الأحيان على الصواريخ/ القذائف الإيرانية الموجودة، ولكنها إنتاج ذاتي قائم على المعرفة التكنولوجية الإيرانية.


تكتسب إيران الكثير من الخبرة من تشغيل أنظمة أسلحة مختلفة في مختلف ساحات “محور المقاومة” مثل: سوريا، ولبنان، والعراق وتحاول بشكل تدريجي استخدام هذه القدرات في جولات التصعيد بين التنظيمات الفلسطينية في غزة وضد القوات الأمريكية في العراق. تعمل إيران باستمرار على تجهيز كافة فصائل “محور المقاومة” بقدرات غير متكافئة قادرة على ضرب أعماق الأراضي الإسرائيلية، وأراضي منافسيها الإقليميين، خاصة في الخليج والعراق. في السنوات الأخيرة، حاولت إيران زيادة التنسيق بين مختلف تلك الفصائل، وتحسين القدرة العسكرية العملياتية لعناصرها. حسب رأيها، فإن “محور المقاومة” سيكون في نهاية المطاف أكبر من مجموع عناصره ويمكن، تحت قيادتها، العمل سويًّا أثناء المواجهة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة أو عندما ترى إيران ذلك مناسبًا، خاصة إذا تعرضت للهجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أي تحالف عربي.


قد تنعكس الخبرة التي اكتسبتها تلك العناصر في تشغيل منظومات الأسلحة، مع استخلاص الدروس والتعلم المتبادل من خلال إيران وحزب الله، في المجال الجوي والبحري (الهجوم على منصات الغاز والسفن) والقتال البري. خلال فترة “حارس الأسوار”، عملت غرف حرب مشتركة بين تنظيم حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني مع حزب الله.


لم تدفع إيران حتى الآن ثمن النشاطات التي يقوم بها وكلاؤها. كما أنها لم تدفع ثمن ما تقوم به بنفسها، مثل الاستيلاء على السفن المدنية وإلحاق الضرر بها في الخليج العربي. وبسبب تآكل القدرة على ردعها، زادت جرأتها. تؤكد الحكومة الجديدة في إيران على اتباع سياسة إقليمية ودولية أكثر تحديًّا من حيث تشجيع وكلائها للعمل ضد منافسيها.


ويقول سيجال إن إسرائيل قد تحتاج إلى جانب الدول العربية التي وقعت معها اتفاقية سلام، والسعودية، لرؤية في إدارة المعركة ليس فقط ضد إيران، ولكن أيضًا ضد “محور المقاومة” كافة، ولا تنتظر المزيد من المفاجآت.


مناورة بحرية لكبح الوجود الإيراني في سوريا واليمن والعراق

قال الصحفي الإسرائيلي “إيتسك وولف” في موقع news1 الإخباري إن المناورة البحرية التي جرت في الأيام الأخيرة في البحر الأحمر بمشاركة البحرية الإسرائيلية، والأمريكية والإماراتية، ينبغي أن تكون بمثابة إشارة لإيران لكبح عدوانها البحري.


وفي السياق ذاته نقل موقع “كان” الإخباري عن ضابط بحري إسرائيلي رفيع قوله، إن “المناورة تهدف إلى الاستعداد لمواجهة تهديد الترسيخ الإيراني في المنطقة برمتها -اليمن، والعراق، وشرق سوريا”. وقال إن التهديدات الإيرانية الرئيسية تكمن في الطائرات دون طيار. وأضاف أن “إيران أكثر استقلالية في البحر، ولا تعتمد على دول أخرى، وبالتالي يجب اتخاذ إجراءات ضد تعزيز مكانتها في البحر، وانتهاك حرية الملاحة والإرهاب البحري”.


وقال الضابط الرفيع “هذه هي المرة الأولى التي ينعقد فيها اجتماع في البحر؛ لتبادل المعرفة بيننا وبين الإمارات والبحرين حول تقنيات العمليات، وهذه بداية التعاون، وتتيح لنا زيادة نطاق عمليات الذراع البحرية؛ للحفاظ على حرية الملاحة في المنطقة ومنع الارهاب البحري”.


اعتمدت العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين منذ بدئها بشكل رئيسي على السياحة والتجارة. وتعد التدريبات العسكرية المشتركة للبلدين رسالة لإيران التي تجري تدريبات عسكرية كبيرة.


قال وولف إن هذه المناورات أكبر تدريب جوي في إسرائيل، ويضم تحالفًا من عدة دول. أرسلت كل دولة ست طائرات مقاتلة، وطائرات نقل، وطواقم أرضية كاملة، ووصل عدد المشاركين إلى أكثر من 1500 جندي. وبالتزامن مع التدريب، عُقد في إسرائيل اجتماعًا لـ 11 دولة تقوم بتشغيل طائرات F35. ودُعي لحضوره قائد القوات الجوية الإماراتية، التي من المتوقع أن تستقبل بلاده الطائرات المتطورة بعد توقيع “اتفاقيات إبراهام”.


وتناول المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة المناورة البحرية الإيرانية، وقال إن إيران أدخلت خلال المناورات الحربية طائرة ذو الفقار 1400 وهي سلسلة من طائرات “أرش” المسيرة الانتحارية التابعة للجيش الإيراني والمعنية بضرب أهداف بعيدة المدى. وشاركت في المناورات الإيرانية قوات مشاة، ووحدات مدرعة، وكتائب ميكانيكية، وقوات بحرية وجوية ودفاع جوي.


الرياض تواجه أجندة إقليمية من التهديدات الإيرانية

قال فرانتزمان[2] إن الحوثيين يصورون أنفسهم بشكل متزايد على أنهم جزء من نظام التحالف الإيراني في المنطقة إلى جانب حزب الله والميليشيات العراقية. وزعم الحوثيون أنهم يقاتلون ضد “المعتدين والمحتلين ومرتزقة واشنطن وتل أبيب”. من الواضح أنهم يعتقدون أن معركتهم ضد السعودية هي جزء من حربهم الشاملة على إسرائيل والولايات المتحدة. ومأرب ما هي إلا نقطة انطلاق.


قال فرانتزمان إن إيران تريد الضغط على السعودية في مأرب ربما كجزء من حيلة أكبر بكثير لضرب السعودية من اليمن حيث تحاول الرياض الضغط على حزب الله في لبنان. وهذا يعني أن الرياض تواجه أجندة إقليمية من التهديدات الإيرانية تمتد آلاف الكيلومترات من اليمن عبر خليج عمان إلى الكويت وعبر العراق والبوكمال ثم عبر سوريا إلى لبنان. ترى إسرائيل أيضًا في هذه التهديدات مصدر قلق خطير.


 


هل تنجح المبادرة الروسية بوقف الحرب في اليمن؟

قال جيمس م. دورسي[3] في موقع تايمز أوف إسرائيل إن روسيا تأمل في بث روح جديدة في مقترح لبنية أمنية متعددة الأطراف في الخليج، بموافقة ضمنية من إدارة “جو بايدن”.


وأضاف أن هذه المبادرة ستساعد في حال نجاحها في استقرار المنطقة، وتعزيز الجهود الإقليمية للحد من التوترات، وقد تمنع اليمن الذي مزقته الحرب من أن تكون مثل أفغانستان على الحدود الجنوبية السعودية، وخليج عدن، وعند مصب البحر الأحمر.


وبحسب مجلة نيوزويك، يقوم فيتالي نومكين، الذي يُعتقد أنه مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتي، والباحث البارز والمستشار الأكاديمي لوزارتي الخارجية والعدل، ورئيس معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم بسبر أغوار هذا الأمر. إذ دعا المسؤولين والعلماء والصحفيين السابقين من دول الشرق الأوسط إلى اجتماع مغلق في موسكو؛ لمناقشة النزاعات والصراعات المتعددة في المنطقة، وسبل منعها من الخروج عن السيطرة.


يبدو أن روسيا قد حددت توقيتًا زمنيًّا لإحياء اقتراحها لبدء إنشاء إطار عمل للتعامل مع الحوثيين، الذين تغلبوا، على ما يبدو، على السعودية في حرب اليمن، فالأخيرون على وشك السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، ما يمهد الطريق لسيطرتهم على محافظة شبوة المجاورة، ما يؤدي إلى سيطرتهم على شمال اليمن بأكمله.


قد يعزز التقدم العسكري بشكل كبير الموقف التفاوضي للحوثيين في محادثات إنهاء الحرب. كما أنها تثير شبح تقسيم اليمن إلى شمال يسيطر عليه الحوثيون، وجنوب مرهون للسعودية والإمارات. قد يتشابه شمال اليمن مع أفغانستان؛ حيث سيحكمه جماعة إسلامية قومية تترأس واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتكافح من أجل الحصول على اعتراف دولي، واستعادة الخدمات العامة، وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد الذي مزقته الحرب بينما يعمل فرع القاعدة في الجنوب.


كما يبدو أن هدف المبادرة الروسية هو الاستفادة من جهود المنافسين في الشرق الأوسط، السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران؛ لتقليل التوترات الإقليمية، والسيطرة على خلافاتهم، وضمان عدم خروجها عن السيطرة. تستغل موسكو ما يصفه البعض بالمحادثات المتوقفة مؤقتًا، أو المحادثات التي انتهت إلى طريق مسدود بين السعودية وإيران بوساطة العراق.


اقترح نومكين أن المبادرة الروسية توفر فرصة لاستثناء الشرق الأوسط من منطقة التعاون، وكذلك التنافس مع الولايات المتحدة على عكس جنوب شرق أوروبا وأوكرانيا، حيث يتصاعد التوتر الأمريكي الروسي. وقال لدى روسيا والولايات المتحدة “تهديد واحد مشترك في الشرق الأوسط، وهو التهديد بالحرب، ولا تهتم الولايات المتحدة أو روسيا بخوض هذه الحرب”.


لم يستبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس هذا التعاون، وقال: “نظل على استعداد للتعاون مع روسيا في المجالات التي يكون للجانبين فيها مصالح مشتركة بينما نعارض السياسات الروسية التي تتعارض مع المصالح الأمريكية”.


يدعو الاقتراح الروسي إلى دمج مظلة الدفاع الأمريكية في الخليج في هيكل أمني جماعي يشمل روسيا، والصين، وأوروبا، والهند إلى جانب الولايات المتحدة. سيتضمن الهيكل إيران ولن يستبعدها، وينبغي أن يمتد إلى إسرائيل وتركيا. إن مساعي الإمارات لإعادة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الساحة العربية، إن لم يكن لحظيرة المجتمع الدولي، وإن لم تكن مدفوعة بالمبادرة الروسية، من شأنها أن تسهل ذلك إذا تساوت كل الأمور الأخرى.


ترى روسيا أن الهيكلة تتيح إنشاء “تحالف لمكافحة الإرهاب (من) جميع الأطراف المعنية” يكون المحرك لحل النزاعات في جميع أنحاء المنطقة، وتعزيز الضمانات الأمنية المشتركة. كما ستشمل الخطة إزالة “الانتشار الدائم لقوات دول من خارج المنطقة في أراضي دول الخليج”، في إشارة إلى القوات والقواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية في مختلف دول الخليج، وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. وهو يدعو إلى نظام أمني “عالمي وشامل” يأخذ في الاعتبار “مصالح جميع الأطراف الإقليمية وغيرها من الأطراف المعنية، في جميع مجالات الأمن، بما في ذلك أبعادها العسكرية والاقتصادية والمتعلقة بالطاقة.”


في قراءة نومكين، فإن المنافسين في الشرق الأوسط “ضاقوا ذرعًا مما يحدث”، و “خائفون من حرب محتملة”. والمفاوضات هي الخيار الوحيد المتبقي لهم. يبدو أن هذا يدفع رجالًا مثل ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، ونظيره السعودي محمد بن سلمان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والزعيم الإيراني إبراهيم رئيسي، للتواصل مع بعضهم في موجة من النشاط في الآونة الأخيرة.


وفي المقابل، حذرت مجلة The Economistمن أن “هذه محادثات بين مستبدين حريصين على حماية قبضتهم على السلطة وتعزيز اقتصاداتهم”.


 


الهوامش


باحث أول في المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة. متخصص في القضايا الاستراتيجية، مع التركيز على إيران، والإرهاب، والشرق الأوسط. خدم في الجيش الإسرائيلي في وحدة الأبحاث الإيرانية بفرع الاستخبارات، وفلسطين، ومكافحة الانتشار. كما أنه رئيس الاستخبارات في شركة Acumen Risk لأبحاث المخاطر والتهديدات.

محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. لقد غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما كتب تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

باحث وصحفي حائز على جوائز، وزميل أول في معهد الشرق الأوسط التابع لجامعة سنغافورة الوطنية.


فيلق القدس وتحقيق الرؤية الإيرانية في اليمن - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/15990

الأحد، 14 نوفمبر 2021

حرب اليمن توضح استراتيجية واشنطن الإقليمية وقدرات مناهضي إيران

ترجمة أحمد الديب

كزت التقارير الأخيرة فيوسائل الإعلام الإسرائيلية ومراكز الأبحاث حول ما قدمه التحالف بقيادة السعودية في اليمن، والمعارك

 الدائرة في محافظة مأرب اليمنية، مشيرة إلى ضرورة مساعدة واشنطن للرياض في الدفاع عن مأرب، وليس إعاقتها عن طريق سحب الدعم اللوجستي.


وبخلاف ما هو سائد، أرجعت بعض التقارير تركيز الولايات المتحدة على التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في اليمن دون معالجة الطبيعة الحقيقية للنزاع كان له أثر أدى إلى تفاقم الحرب والوضع الإنساني، فيما يتحمل الحوثيون المسؤولية بشكل كبير عن انهيار الوضع الإنساني.


ويترجم مركز صنعاء للدراسات بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية في وسائل الإعلام ومراكز الدراسات الإسرائيلية كجزء من اهتماماته والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


الصراع اليمني يوضح استراتيجية واشنطن الإقليمية وقدرات القوات المناهضة لإيران

نشر يوناثان سباير[1] مقالًا في معهد القدس للاستراتيجية والأمن قال فيه إن مراقبة الوضع في مأرب، واليمن بشكل عام، يقدم نظرة ثاقبة لتوقعات الإدارة الأمريكية الحالية تجاه الجهود التي تبذلها الجهات الفاعلة الإقليمية لاحتواء إيران. على هذا النحو، فإن الوضع في اليمن له صلة مباشرة بإسرائيل. وعلى الرغم من بُعد المسافة بين البلدين لم ينخرط الحوثيون في أي عمل مباشر ضد إسرائيل (حتى الآن)، ومع ذلك، فإن معارضتهم لوجود إسرائيل يعد جانبًا مركزيًّا في دعايتهم.


وقال سباير إن سقوط مأرب سيمثل نهاية معركة شمال اليمن، وسيترك الحوثيين في وضع جيد لترسيخ حكمهم في مفاوضات لاحقة مع الجانب الموالي للسعودية. ستزيد السيطرة على مأرب من الاستدامة الاقتصادية للجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون من اليمن. وستكون مطالب الحركة الرئيسية في المفاوضات إعادة فتح مطار صنعاء أمام الحركة الدولية، وإنهاء القيود المفروضة على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر. كما أن الاستيلاء على مأرب وتحقيق هذه الأهداف من شأنه أن يمهّد للحوثيين إعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية، والتعزيز الاقتصادي لمنطقة سيطرتهم في اليمن.


إضافة إلى دور مأرب باعتبارها المركز الأخير لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا، في شمالي البلاد، ووجود عدد كبير من النازحين في المدينة، فإن مأرب ذات أهمية استراتيجية؛ بسبب مركزيتها في النفط اليمني وإنتاج الغاز، كما يمر خط أنابيب غاز عبر مأرب في طريقه إلى عدن والبحر الأحمر، ويقع فيها مقر شركة صافر لعمليات الاستكشاف والإنتاج التي تديرها الدولة. يوجد أيضًا عدد من الشركات الأجنبية النشطة في إنتاج الطاقة.


تقع مأرب على بعد 173 كيلومترًا من العاصمة اليمنية صنعاء، وتجاور محافظات الجوف والبيضاء وشبوة ذات الأغلبية السنية، وهي مناطق تضعف فيها شرعية وسيطرة الحوثيين. لذلك قد تكون أيضًا بمثابة منصة لهجوم نهائي على هذه المناطق؛ وتشكل نقطة انطلاق طبيعية لأي هجوم حكومي على العاصمة، بينما تؤدي خسارته إلى تعقيد أي آمال في عملية من هذا النوع.


رد الولايات المتحدة

هجوم مأرب جاء بعد انتكاسات دبلوماسية كبيرة للتحالف المناهض للحوثيين وخاصة بعد أن سارع الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، عند توليه مهام منصبه، إلى إلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. برر إلغاء هذا القرار بأن التصنيف أدى إلى تعقيد الجهود المبذولة لمعالجة الوضع الإنساني المزري في البلاد، بالنظر إلى سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من اليمن. لكن في الواقع، فإن الرغبة في استرضاء إيران في سياق تجديد المفاوضات حول البرنامج النووي هي الدافع الحقيقي المحتمل لهذه الخطوة.


في الشهر نفسه، أعلن الرئيس “بايدن” إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية السعودية في اليمن، وإنهاء مبيعات الأسلحة للرياض المرتبطة بتلك العمليات.


من الواضح أن سبب اتخاذ واشنطن هذه القرارات هو التفاوض على إنهاء مبكر للصراع، على أمل أن تلقى تحركات الحد من القدرة الهجومية السعودية استحسانًا من الحوثيين وداعميهم في طهران، وتساعد في خلق جو إيجابي في المفاوضات مع إيران على قضايا أوسع.


التحركات الأمريكية أرسلت إشارة مبكرة فيما يتعلق برغبة إدارة بايدن في إعادة تشكيل العلاقات مع الحلفاء الإقليميين، مما أدى إلى خفض مستوى التحالف مع السعودية بشكل حاد. وشكل هذا بدوره جزءًا من الابتعاد عن المفهوم الاستراتيجي المقبول لدى المسؤولين الرئيسيين في الإدارة السابقة، مثل: مايك بومبيو، وجون بولتون، والذي يتعيّن على الولايات المتحدة بموجبه أن تسعى إلى تعزيز الحلفاء وتشكيل مجموعة منافسة من الدول؛ لمواجهة التحدي الرئيسي لإيران.


الانقسامات داخل التحالف المناهض للحوثيين

على الرغم من أن الحرب في اليمن لا تحظى سوى بالقليل من التغطية الإعلامية الدولية، إلا أن لتداعياتها أهمية إستراتيجية للمنافسة المركزية الجارية حاليًّا في المنطقة -ولا سيما، بين إيران ووكلائها، وتحالف ضعيف من دول وسلطات تجد نفسها، لأسباب مختلفة، مستضعفة أو مهددة من تقدم إيران.


على الرغم من تصوير الوضع، في كثير من الأحيان، على أنه قتال بين وكلاء إيران والسعودية، فإن الوضع أكثر تعقيدًا بسبب المصلحة الإماراتية في البلاد، حيث ترتبط أبو ظبي ارتباطًا وثيقًا بالمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، وقوات طارق صالح. سحبت الإمارات رسميًّا قواتها من اليمن عام 2019، لكن بات واضحًا الآن أن الإمارات لم تفرغ من اهتمامها بالدولة؛ بسبب مخاوفها من الأطماع الإيرانية. في الواقع، الإمارات الآن مثل إيران حيث تعمل من خلال وكيل يمني. هذا الوكيل هو المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى إلى إعادة تقسيم اليمن.


الإمارات قلقة بشكل خاص من قضية الأمن في منطقة باب المندب، فيما يتعلق بالشحن البحري. إن سيطرة الحوثيين على المضيق ستمنح إيران القدرة على مضايقة وحتى منع مرور السفن. يمر حوالي 3 ملايين برميل من النفط عبر المضيق يوميًّا، كما يمر 9٪ من إجمالي التجارة البترولية المنقولة بحرًا. بالتالي، كان منع طهران من اكتساب هذا النفوذ هدفًا حيويًّا حققته القوات السعودية والإماراتية في العام الأول من الحرب.


التحالف المناهض للحوثيين هو في الواقع مجموعة انفصالية، من بينهم حزب مرتبط بالإخوان المسلمين (الإصلاح) والقوات الانفصالية. وجود الأخير سبب إضافي للقرار الإماراتي بمواصلة جهد مستقل في السياق اليمني. ومع ذلك، رغم التوتر بين الحكومة وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وأجندات مختلفة، فإن احتمالية نشوب حرب أهلية ثلاثية تبدو غير مرجحة؛ نظرًا للمصلحة المشتركة الأساسية في مقاومة تقدم الحوثيين. علاوة على ذلك، لا تثبت الانقسامات وجود عيب فادح للقوات المناهضة للحوثيين. بدلًا من ذلك، فإن الحوثيين -باستثناء مأرب- متمسكون حاليًّا بمواقعهم.


الخلاصة

الأحداث الموصوفة هنا تؤدي إلى عدة استنتاجات. الجهود السعودية والإماراتية لوقف تقدم الحوثيين لم تفشل بشكل تام، وذلك على عكس تقارير وسائل الإعلام الغربية، بل كانت ناجحة جزئيًّا حيث منعت الحوثيين من غزو جنوب وشرق اليمن. وبالمثل، يجري حاليًّا احتواء هجوم الحوثيين على مأرب. من الناحية المثالية، ينبغي بناء قدرة هجومية قادرة في النهاية على استعادة مناطق سيطرة الحوثيين.


إن الدفاع الحالي الناجح عن مأرب يحدث على الرغم من سحب الدعم الأمريكي وفي مواجهة غياب المساعدة الأمريكية، على الرغم من طبيعة السعودية والإمارات باعتبارهما حلفاء/ وكلاء غربيين، وطبيعة الحوثيين بوصفهم عملاء طهران؛ يجب أن تثير هذه الحقائق مجتمعة بعض القلق بشأن التزام الإدارة الأمريكية الحالية بالقضية المشتركة المتمثلة في تقييد التقدم الإيراني في المنطقة.


يبدو أن إدارة “بايدن” تعطي قيمة أكبر لرغبتها في إبعاد نفسها عن السعودية، وتهتم بألا يُنظر إليها على أنها تدعم، بشكل مباشر، جهدًا عسكريًّا ضد وكيل إيراني في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات مع طهران.


إن إسرائيل، التي ربما تعمل عبر إطار الشركات العسكرية الخاصة، ستكون في وضع جيد للتعاون مع الجهود الإماراتية الجارية في البلاد؛ لتأمين المصالح المشتركة. في هذا الصدد، قد تحظى القدرات الإسرائيلية في المجالات التقنية والاستخباراتية بأهمية خاصة.


اعتقادات خاطئة في الحرب اليمنية يجب تصحيح مسارها

نشر عوفيد لوبل[2] تقريرًا مطولًا في موقع مجلس الشؤون الأسترالية الإسرائيلية واليهودية  قال فيه إن هجوم الحوثيين المستمر للسيطرة على مأرب، آخر معقل للحكومة اليمنية حقق لهم مكاسب كبيرة.


تعريف الجنون هو عدم تكرار نفس الفعل وانتظار نتيجة مختلفة، وللأسف ينطبق هذا على سياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن التي لم تعدل على الإطلاق في خطابها أو نهجها رغم مرور ما لا يقل عن ست سنوات من الفشل الواضح والتغييرات الجوهرية في الوضع العام منذ عام 2015.


تركيز الولايات المتحدة -قصير النظر- على التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في اليمن دون معالجة الطبيعة الحقيقية للنزاع كان له تأثير مؤسف أدى في الواقع إلى تفاقم الحرب والوضع الإنساني، وسيستمر في ذلك ما لم تتم معالجة المفاهيم الخاطئة التالية حول الحرب، وإصلاح سياسة الولايات المتحدة وفقًا لذلك.


حرب إقليمية وليست حرب أهلية

الحرب في اليمن ليست حربًا بالوكالة ولم تبدأ بتدخل التحالف الذي تقوده السعودية ضد انقلاب الحوثيين عام 2015 بل هي امتداد لما يوصف بـ”جهاد الحوثي” أو ما يسمونه بـ”المسيرة القرآنية”- الذي أُطلق العنان له تحت الوصاية الإيرانية عام 2004 لتأسيس دولة إسلامية ثيوقراطية شمولية.


وأوضح لوبل في تقرير سابق بالتفصيل كيف قامت إيران ووكلاؤها في لبنان والعراق بصقل عائلة الحوثي وشركائها منذ عام 1979 بوصفها نسخة يمنية لحزب الله، وأشرفت ووجهت كل خطوة في تطورها، بدءًا من “الشباب المؤمن” في تسعينيات القرن الماضي إلى “أنصار الله” اليوم، ولم يتم تسميتهما صدفة على اسم عناصر من حزب الله اللبناني.


غالبًا ما يصور هذا الصراع، بشكل خاطئ، على أنه رد فعل شيعي زيدي عنيف جراء الإهمال الاقتصادي والتهديدات التي تطال هويتهم وممارستهم الدينية، ولكن الحوثيين كانوا أداة إيرانية بشكل واضح، وعملوا على نشر رؤية الخميني الشاملة العابرة للحدود. تمكنت الجماعة من استنساخ الحكم الديني الثيوقراطي الوحشي لأسلافها في طهران من خلال إنشاء نظام إسلامي موازٍ على قمة استيلائهم المباشر على مؤسسات الدولة اليمنية.


هناك معلومات مضللة سائدة، وادعاءات كاذبة متكررة من شخصيات مثل: السناتور الأمريكي “كريس مورفي”، الذي أصبح مدافعًا حقيقيًّا عن الحوثيين جنبًا إلى جنب مع “رو خانا”، والعديد من الديمقراطيين الآخرين في الكونغرس الأمريكي، بأن السعودية أنتجت عن غير قصد هذا التحالف الحوثي الإيراني طويل الأمد عندما تدخلت بشكل مباشر لأول مرة في اليمن عام 2009، وهذا ليس صحيحًا.


أزمة إنسانية مفتعلة أوجدها الحوثيون

هناك اعتقاد خاطئ سائد يشير إلى أن الحصار السعودي لليمن هو السبب الرئيسي للكارثة الإنسانية في البلاد. وبغض النظر عن قدرة السعودية المشكوك فيها على فرض أي حصار فعليًّا، فإنه لا يؤثر حقًا على واردات مثل: الغذاء والنفط. علاوة على ذلك، شهد العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين المنخرطين في سياسة اليمن بأن الحوثيين، وليس الحصار، هم المسؤولون بشكل كبير عن المشاكل المتعلقة بالمساعدات الإنسانية.


أخبرت المنسقة السابقة للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن “ليز غراندي” لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في أبريل أن “دولة أنصار الله القسرية والوحشية فرضت مئات القيود على إيصال المساعدات الإنسانية، وتواصل التهديد، والبلطجة، والترهيب، واحتجاز العاملين في المجال الإنساني”. أعربت “غراندي” عن أسفها لأنه قد لا يمكن منع المجاعة الكارثية القادمة أو حتى التخفيف من الوضع الإنساني طالما استمرت ثيوقراطية “أنصار الله”.


وعلى نحو مماثل ألقى مساعد وزير الخارجية في إدارة ترامب لشؤون الشرق الأدنى “ديفيد شينكر”، في يونيو 2020، باللوم على الحوثيين في الكارثة الإنسانية، داعيًّا الحوثيين إلى التوقف عن عرقلة المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.


ومن العوائق القاتلة الإضافية التي تحول دون تسليم المساعدات الإنسانية الاستخدام الواسع النطاق والعشوائي للألغام الأرضية من قِبل الحوثيين. لقد زرع الحوثيون مئات الآلاف، وربما أكثر من مليون، من الألغام في جميع أنحاء اليمن، التي أعاقت إيصال المساعدات، وقتلت وشوهت بشكل مباشر المئات إن لم يكن الآلاف من المدنيين، وستواصل ذلك.


كما يستغل الحوثيون سيطرتهم على المساعدات والأموال لتجنيد المقاتلين، بمن فيهم الأطفال. يؤدي رفض الخضوع لمطالب الحوثيين أو توريد القوى العاملة إلى حرمان اليمنيين من المساعدات. وبالتالي، فإن المنظمات والأموال الإنسانية تدعم بشكل مباشر آلة الحرب الحوثية وترسخ قوتهم السياسية، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الذي يحاولون ظاهريًّا التخفيف منه.


التوازن الكاذب

هناك حالة صادمة بين المحللين وصانعي السياسات، كما لو أن السعودية من جهة والحوثيين وإيران من جهة أخرى مسؤولون بنفس القدر عن الحرب، والمأزق الدبلوماسي الحالي، والأزمة الإنسانية الشاملة.


السعودية انخرطت في الواقع، كما أكد المبعوث الخاص “ليندركينغ” على مجلسي النواب والشيوخ، بشكل بنَّاء وبحسن نية مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وحاولت بشدة إخراج نفسها من الحرب، وهو تقييم شاركه قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، وكبير ممثلي وزارة الخارجية الإقليمية في إدارة ترامب، ديفيد شينكر.


أعلن السعوديون وقف إطلاق النار من جانب واحد لعدة شهور، على الرغم من زيادة هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات دون طيار على البنية التحتية المدنية، ويقترحون باستمرار خطط سلام يرفضها الحوثيون وحزب الله وإيران.


إن الحوثيين غير مهتمين صراحة، لدرجة أنهم ببساطة لم يحضروا محادثات السلام الدولية في سبتمبر 2018، مما اضطرهم إلى إلغائها. أعلن شينكر في سبتمبر 2019 أن إدارة ترامب تجري محادثات مع الحوثيين للسعي إلى وقف إطلاق النار.


كما عرقل الحوثيون المحادثات واستمروا في هجماتهم، مما أدى إلى إدراجهم في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في يناير 2021. ولتحفيزهم على إعادة الانخراط دبلوماسيًّا، لم تكتف إدارة بايدن بشطب تصنيف الجماعة باعتبارها منظمة إرهابية أجنبية فحسب، بل ذهبت أيضًا إلى أبعد من ذلك وشطبت قادتها من قائمة الإرهابيين العالميين المحددين بصفة خاصة.


كان رد الحوثيين الوحيد على مبادرات السلام السعودية والدولية هو التصعيد بشكل كبير في الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، بما في ذلك الهجوم الذي كاد يقضي على الحكومة اليمنية بأكملها وقت وصولها إلى مطار عدن.


لم لا يكون هناك غضب من تجنيد الحوثيين الممنهج لأطفال المدارس، حيث قُتل الآلاف منهم على الخطوط الأمامية كوقود للمدافع، ومقتل وتشويه المدنيين بسبب ألغام الحوثيين، أو الإعدامات العلنية المروعة، بما في ذلك قطع الرؤوس، والتعذيب الممنهج، أو الإساءة المؤسسية على غرار نظام طالبان وقمع النساء، بما في ذلك منع النساء في صنعاء مؤخرًا من العمل مع المنظمات غير الحكومية، واستخدام الهواتف الذكية، ووضع المكياج، والتطهير العرقي لليهود، والهجمات على البهائيين وتقويض الصحافة.


لا أحد ينكر أن حملة القصف السعودية في السنوات الأولى من الحرب كانت مروّعة، لكن هذا بالتأكيد ليس الوضع الحالي، ولم يتكرر منذ أكثر من عامين رغم تعرض البنية التحتية المدنية في السعودية لهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار. مع ذلك جميع الضغوط الأمريكية لا تزال موجهة ضد السعودية، بما في ذلك تجريدها من المعلومات الاستخباراتية واللوجستية والدعم، وسحب أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية في خضم الهجمات المتصاعدة. حتى هذا غير كاف بالنسبة للعديد من الديمقراطيين؛ الذين يطالبون باستسلام سعودي فوري أحادي الجانب للحوثيين.


يعتمد هذا النهج على الافتراض الخاطئ بأن الحوثيين سيكونون على استعداد للتفاوض على اتفاق لتقاسم السلطة إذا أثبتت الولايات المتحدة أنها لن تدعم السعودية.


الحوثيون الشموليون ليس لديهم دور يلعبونه، ولن يتنازلوا أبدًا على السيطرة المطلقة. هم حركة طالبان اليمنية، والسعي لبدء المفاوضات اليمنية الداخلية سينتهي بشكل مماثل لـ “المفاوضات بين الأفغان”، التي سهلت ببساطة سيطرة طالبان.


ولأن إدارة “بايدن” تقارن بين القوة العسكرية والدبلوماسية بدلًا من النظر إليهما على طول سلسلة تكميلية متصلة، فإنها لا تستطيع تصور أي نهج يتجاوز الاسترضاء والتعامل مع الأعداء، إلى جانب الضغط الشديد على الحلفاء والعملاء. ونتيجة لذلك، قد يغزو الحوثيون مأرب قبل عام 2022.


استنتاجات السياسة العامة

سياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن تحتاج إلى تصحيح مسارها بشكل كبير. لعل القضية الأكثر إلحاحًا، بغض النظر عن أي سياسة أوسع نطاقًا في اليمن أو إيران، هى مساعدة السعوديين على صد هجوم الحوثيين على مأرب. يجب أن تدرك أي سياسة أمريكية واقعية أن أي تعامل دبلوماسي تقريبًا مع الحوثيين لن يجدي نفعًا- مثل طالبان في أفغانستان، فهم أصوليون مهووسون بمواصلة جهاد لا هوادة فيه لإقامة الدولة الإسلامية الخاصة بهم، وكما هو الحال مع طالبان، فإنهم يخضعون لسيطرة قوة أجنبية. إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في تجنب أفغانستان ثانية، فعليها أن تعترف بالحقيقة البسيطة المتمثلة في أنه -على عكس الشعار المتواصل، لا يوجد حل عسكري- لا يوجد في الواقع حل دبلوماسي يلوح في الأفق.


علاوة على ذلك، يوضح أكثر من عقد من المشاركة المحلية والإقليمية والدولية مع الحوثيين، أنهم مثل المشرفين الإيرانيين، عناصر سيئة النية. وقد تجلى هذا مؤخرًا في رفضهم ضمان سلامة مفتشي الأمم المتحدة للتحقيق في ناقلة النفط صافر-التي على وشك الانهيار والتسبب في كارثة بيئية ذات أبعاد لا يمكن تصورها- على الرغم من الالتزامات المتعددة للقيام بذلك.


في اليمن، هناك معتد عنيد، غزا بشكل وحشي وأخضع معظم اليمن منذ عام 2004. والخطوة الأولى الواقعية في سياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن ستكون وقف مساواة المعتدين بالمدافعين والتوقف عن تمكين الأول بالمشاركة غير المجدية والاسترضاء مع الضغط على الأخيرة وتقويضها.


بدلًا من الاستمرار في نفس النهج الفاشل للدبلوماسية غير الفعالة والضعيفة والمنفصلة تمامًا عن الواقع، يحتاج صانعو السياسة الأمريكيون إلى مساعدة السعودية في الدفاع عن مأرب، وليس إعاقتها عن طريق سحب كل الدعم اللوجستي. إذا سقطت مأرب، فإن الحوثيين لن يوجهوا نظرهم فقط إلى المناطق التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات -التي هي نفسها في حالة حرب فعليًّا مع الحكومة اليمنية- بل إلى الأراضي السعودية أيضًا.


مهما كانت تعقيدات الصراع، فإن الجاني الأساسي في معاناة اليمنيين واستمرار الحرب هو وحشية الحوثيين وداعميهم الإيرانيين، وليس السعودية.


إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة حقًا باليمنيين، فإن الحد الأدنى يتطلب: التوقف عن دعم الثيوقراطية التوسعية الحوثية بالمساعدات الإنسانية، ومضاعفة الجهود لاعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية، والتوقف عن إضفاء الشرعية على “المسيرة القرآنية” بمشاركة دبلوماسية لا أمل في تقدمها.


الطائرات المسيّرة الإيرانية تعيد تشكيل الوضع الأمني في المنطقة

قال سيث جي فرانتزمان[3] في موقع جيروزاليم بوست إن الطائرات الإيرانية دون طيار تشكل تهديدًا ناشئًا للشرق الأوسط. برنامج الطائرات، على عكس برنامج الأسلحة النووية، ليس سريًّا. تتفاخر إيران علانية بقدرات طائراتها بدون طيار. كما تسلط الضوء على كل طائرة بدون طيار جديدة وتقدم ادعاءات شائنة حول قدراتها. زعمت إيران أن طائراتها المسيّرة يمكنها التحليق آلاف الكيلومترات وقادرة على تسليح بعضها بالصواريخ.


الطائرات الإيرانية يمكنها تنفيذ هجمات دقيقة على العروض العسكرية، والمطارات، والمنشآت النفطية والناقلات عندما تكون مبرمجة مسبقًا بمجموعة من الإحداثيات، ويمكنها إلحاق الدمار، إلا أنها ليست سلاحًا ينتصر في الحروب.


أرسلت إيران الآن أعدادًا كبيرة من الطائرات المسيرة إلى حلفائها في المنطقة، بما في ذلك اليمن، كما تقوم الآن بوضعهم في البحر، وعلى متن سفن تابعة للبحرية وقوارب سريعة تابعة للحرس الثوري الإيراني. هذا هو السبب في أن الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل وغيرها يجب أن تركز على الدفاع عن المناطق الاستراتيجية الرئيسية. بالنسبة لإسرائيل، باعتبارها بلد صغير، التحدي ليس كبيرًا. لكن الطائرات المسيّرة يمكن أن تضرب ناقلات ومواقع الغاز الطبيعي أيضًا.


القدرات الإيرانية معروفة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيضع خصومها صواريخ كافية وأنظمة الرادار والبنادق لإسقاط الطائرات في المستقبل أو التنبؤ بمكان هدف إيران التالي؟


لقاء مثير للاهتمام بين قائد المخابرات العسكرية السورية ومسؤول حوثي في دمشق

تناول موقع نتسيف الإخباري الإسرائيلي لقاء الملحق العسكري لمليشيا الحوثي في دمشق “شرف الماوري” باللواء “كفاح ملحم” رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية.


جاء هذا الاجتماع بعد أن بدأ النظام الإيراني في إرسال شبان سوريين للقتال إلى جانب الحوثيين في اليمن ضد السعودية.


التعاون الإيراني-الحوثي يُحوِّل اليمن إلى عش دبابير من الإرهاب

كتب “روني شاكيد”[4] في موقع “زمان إسرائيل” حول التهديد الإيراني الذي لا يمثل مصدر قلق لإسرائيل فحسب، ولكن أيضًا للإمارات والسعودية، والشرق الأوسط بأكمله. وإلى جانب السباق الإيراني للحصول على القنبلة النووية، تستخدم إيران “الحرس الثوري” لتعزيز سيطرتها في الشرق الأوسط – في سوريا ولبنان وغزة وفي السنوات الأخيرة في اليمن.


السيطرة الإيرانية في اليمن تجري عبر جماعة الحوثيين المسلحة، وهذا لم يحظ بالاهتمام في المناقشات الاستراتيجية للشرق الأوسط ولا سيما في إسرائيل، فيما لا تولي وسائل الإعلام أيضًا تلك السيطرة الاهتمام الذي تستحقه. تنجح إيران في تحويل اليمن “الحوثية” إلى قاعدة هجومية ضد السعودية، لكن هذا التهديد يقترب من إسرائيل بشكل مقلق.


التهديد على إسرائيل يتركز في المجالين الجوي والبحري. الجوي باستخدام صواريخ كروز وطائرات دون طيار التي وفرتها إيران بسخاء للحوثيين، والبحري عبر الأسلحة البحرية الجديدة التي تزودها إيران للحوثيين، وبالتالي لا تهدد بهذا الشكل الملاحة في الخليج الفارسي فحسب، بل البحر الأحمر أيضًا.


إيران لا تساعد جماعة الحوثيين، بل تستخدمها لإنشاء بؤرة استيطانية إيرانية في اليمن تكون خاضعة لها مثلما تفعل إيران مع حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان. لكن اليمن أكثر أهمية بالنسبة لإيران هذه الأيام؛ ليس فقط بسبب الصراع ضد السعودية والقدرة على مهاجمة السعودية، ولكن في إنشاء بؤرة استيطانية وقاعدة هجومية ضد إسرائيل.


المرء لا يحتاج إلى أن يكون خبيرًا عسكريًّا ليعرف أن الحوثيين ليس لديهم التدريب والمعرفة والمهارة لإطلاق صواريخ كروز، أو طائرات مسيّرة متطورة أو رزع ألغام بحرية. في الواقع، ضباط الحرس الثوري الإيراني الموجودون في اليمن هم من يضغطون على الزناد. حوَّل قادة طهران وعلى رأسهم “إبراهيم رئيسي” الحوثيين، تمامًا -كما فعلوا مع حزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني وإلى حد كبير مثل حماس- إلى ذراع للحرس الثوري.


انتشرت في الآونة الأخيرة تقارير إعلامية حديثة عن توثيق التعاون بين الحوثيين وتنظيمي داعش والقاعدة. هذا التعاون الذي يحول اليمن إلى عش دبابير من الإرهاب يهدد الشرق الأوسط بأكمله. قبل حوالي شهر ونصف، في 11 سبتمبر، وهو تاريخ رمزي للإرهاب، نفذ الحوثيون أحد أكثر الهجمات وحشية وتدميرًا داخل اليمن. دمر هجوم بصواريخ كروز والطائرات المسيّرة ميناء المخا، وهو أقدم ميناء يمني على البحر الأحمر، الذي سُميت على اسمه قهوة “موكا” الشهيرة.


في حال اندلاع مواجهة بحرية بين إسرائيل وإيران، فإن المسار البحري الذي يسيطر عليه الحوثيون سيمنح الإيرانيين ميزة، وقد تكون السفن الإسرائيلية هدفًا للصواريخ والطائرات المسيّرة من باب المندب وخليج عدن إلى الخليج العربي. تعد هذه البيانات مؤشرًا لإسرائيل، يلزمها أن تأخذ بعين الاعتبار التصعيد العسكري الحوثي- الإيراني الموجه للسعودية اليوم، لأنه قد يوجه لإسرائيل غدًا، ومن الجنوب سيخرج الشر.


استئناف العلاقات بين إيران والسعودية يمثل ضربة قاصمة لإسرائيل

قال تسفي برئيل[5] في موقع هآرتس إنه في حال انتهت المفاوضات بين السعودية وإيران بالاتفاق والتطبيع، فسيكون الفصل الأخير من التحالف المناهض لإيران الذي علقت عليه إسرائيل آمالًا ضخمة، بل ورأت نفسها عضوًا غير رسمي فيه لدرجة أن هذا القاسم المشترك بينها السعودية بعث الأمل في تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل.


التطلع السعودي لإنهاء الحرب في اليمن بانتصار كاسح خلال أسابيع قليلة ذهب سدى؛ بسبب مثابرة وصمود الحوثيين الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من البلاد. السعودية وجدت نفسها في غضون أربع سنوات في مسار تصادمي ليس فقط مع الحوثيين، ولكن أيضًا مع الكونغرس الأمريكي، الذي طالب السعودية بوقف الحرب التي راح ضحيتها أكثر من مئة ألف شخص.


أما بالنسبة لإيران، فلديها اهتمام كبير باستئناف العلاقات مع الرياض، حيث ستمنحها هذه الاتفاقية اعتراف -ولو بشكل غير رسمي- بوضعها الخاص في لبنان وسوريا واليمن والعراق وتفتح أمامها منطقة الشرق الأوسط العربي، الذي يتوخى الحذر إلى حد كبير حتى الآن، تحت ضغط أمريكي شديد، لإظهار الصداقة والتقرب من طهران.


التقارب واستئناف العلاقات بين إيران والسعودية يمثّل ضربة قاصمة للطرف الإسرائيلي ليس فقط بسبب الخلاف الأساسي بين رئيس الوزراء “نفتالي بينيت” و “جو بايدن” بشأن برنامج إيران النووي والاتفاق النووي الذي تدفع به واشنطن، بل إن فقاعة التحالف العربي المناهض لإيران قد تذهب أدراج الرياح.


الدول العربية، وخاصة السعودية، التي سعت إلى تعزيز مكانتها في واشنطن من خلال تسويق الصراع المشترك ضد إيران، اتضح لها الآن أن الحملة ضد إيران لم تعد سلعة مرغوبة، وإسرائيل هي أيضًا وسيط يتقاضى رسومًا، ولكنها لا تستطيع تسليم البضائع.


الهوامش:

كاتب، ومحلل، وصحفي يركز على الشؤون الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي. هو زميل باحث في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية، وزميل في منتدى الشرق الأوسط، ومحلل أمني مستقل، ومراسل فيIHS Janes. وهو المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل (MECRA). ومؤلف كتاب: “أيام السقوط: رحلة المراسل في حربي سوريا والعراق” (2017)، وهو وصف لتقاريره الميدانية في سوريا والعراق. وكتاب: “النار المتغيرة: صعود الصراع الإسرائيلي الإسلامي” (2010).

محلل سياسات في مجلس الشؤون الإسرائيلية والأسترالية واليهودية AIJAC))، يركز على التفاعل الجيوستراتيجي بين إيران وروسيا وإسرائيل وتركيا في الشرق الأوسط. وتُنشر تحليلاته على نطاق واسع في الصحف والمجلات، بما في ذلك صحيفة جيروزاليم بوست، هآرتس، وذا أستراليان، وكاب إكس، ومعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالية، فضلًا عن مجلة “أستراليا/إسرائيل ريفيو” الشهرية التابعة لمجلس الشؤون الإسرائيلية والأسترالية واليهودية.

محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًّا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

يتابع روني شاكيد ملف الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني منذ أكثر من خمسة عقود. خدم في جهاز الأمن العام في وظائف ميدانية رفيعة. عمل كاتبًا ومعلقًا للشؤون الفلسطينية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”. خلال العقد الأخير عمل باحثًا في المجتمع الفلسطيني في معهد ترومان بالجامعة العبرية. تتركز أبحاثه حول الجوانب النفسية والاجتماعية لروح الصراع في المجتمع الفلسطيني. ألف شاكيد خمسة كتب.

محلل شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “هآرتس”، عمل مسبقًا مبعوثًا للصحيفة في واشنطن. يحاضر في كلية “سابير”، وجامعة “بن جوريون”، ويبحث في سياسة وثقافة الشرق الأوسط. نال عام 2009 جائزة “سوكولوف” على إنجازاته.

الكتاب


حرب اليمن توضح استراتيجية واشنطن الإقليمية وقدرات مناهضي إيران - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/15785

شغف التعرف على الآخر: حوار أجريته على منصة بودكاست مع الزميل أبوبكر باذيب

 

شغف اللغة،عالم #العبرية يدفعك دائما الشغف لتعلم اللغات للتعرف على العالم الاخر لهذه اللغة، خفايا وقدرة مختلفة للتواصل، حوار شيق ومتخصص مع الباحث احمد الديب

#بودكاست_ماذا_بعد؟ ابل بودكاست apple.co/30lqTYD جوجل بودكاست 2u.pw/WfEBH

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021


إيران زوّدت الحوثيين بطائرات مسيّرة تصل إلى إسرائيل

تتعقد فصول الأزمة اليمنية في ظل المعارك العنيفة التي استعرت مؤخرًا في محافظة مأرب، وتصعيد جماعة الحوثيين المسلحة قصفهات  الجوي بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية على مناطق جنوبي المملكة العربية السعوديه 

وبرزت هذه التطورات في تداولات مراكز الدراسات والصحافة الإسرائيلية التي باتت تسلط الأضواء على الحرب في اليمن، كواحدة من مظاهر التهديد لإسرائيل، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ تدابير كافية لدرء هذه المخاطر.


يترجم مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية بشكل دوري أهم التقارير والتحليلات الإسرائيلية، كجزء من اهتماماته والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


الحرب في اليمن تحدٍ استراتيجي للمجتمع الدولي وإسرائيل

نشر السفير الإسرائيلي المتقاعد ميخائيل هراري[1] تقريرًا في موقع “زمن إسرائيل” قال فيه إن الحرب باليمن، التي تسببت في أزمة إنسانية حادة ومأساوية، قد وصلت إلى مفترق طرق، وهو ما يستدعي حشد جهود المجتمع الدولي.


وذكر أنَّ نجاحات الحوثيين تعد مصدر قلق كبير لجيران اليمن والدول الأخرى. فإذا نجحوا في السيطرة على محافظة مأرب فقد يكون انتصارًا ذا أهمية استراتيجية فيما يتعلق بالحرب بأكملها.


وأرجع هراري قلق التحالف إلى أن ذلك يعزز النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن هذا التحالف لم يحظ بالنجاح، وتضاءلت دوافع أعضائه، وأعلنت الإمارات الانسحاب من اليمن في يونيو 2019. كما ضغطت الولايات المتحدة على الرياض لاتخاذ المسار الدبلوماسي الذي لم يسفر عن تقدم حقيقي حتى الآن.


ما التداعيات الاستراتيجية لتقدم الحوثيين في مأرب؟


أحدها، يتعلق بالنظام الإقليمي حيث تقع اليمن في الساحة الأمامية للسعودية، التي ترى في تعزيز النفوذ الإيراني تهديدًا كبيرًا لمصالحها وكذلك باقي دول الخليج، ودول غرب إفريقيا من البحر الأحمر (بما في ذلك السودان ومصر وإثيوبيا).


الثاني، يتعلق بالنظام الدولي الأوسع، وبشكل ملموس في مضيق باب المندب؛ يمكن للسيطرة الإيرانية أن تؤثر على حرية الملاحة في البحر الأحمر. وفي الوقت نفسه، سيمنح طهران ورقة مساومة أخرى مهمة للغاية وخاصة في سياستها الخارجية الحازمة في المنطقة، وفي الإنجازات والحوار الذي تجريه مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام.


تعزيز النفوذ الإيراني في هذه الساحة يعد نذيرًا سيئًا لإسرائيل، وهذا النجاح لن يؤدي إلا إلى زيادة القلق في تل أبيب. كما أن هذه الساحة الاستراتيجية تمنح طهران وسائل ضغط إضافية على الساحتين السورية واللبنانية، في الصراع المستمر بينها وبين إسرائيل. إن التداعيات المحتملة فيما يتعلق بحرية الملاحة في المنطقة خطيرة.


وفيما يتعلق بالساحة اليمنية وكيفية التعامل معها قال هراري إن الساحة اليمنية معقدة للغاية، حيث يوجد بها العديد من اللاعبين الداخليين، وذلك بخلاف الطرفين الرئيسيين -الحكومة اليمنية والحوثيين- من الضروري أخذها في الاعتبار في الحوار السياسي تجاه أي احتمال ممكن لإيجاد حل.


كما أكد على أن الكرة في ملعب المجتمع الدولي، وبشكل ملموس لدى واشنطن. لقد أوضح الرئيس بايدن بالفعل أن الحل المحتمل هو دبلوماسي- سياسي (وغير عسكري ضمنيًّا).


ولفت إلى أن الحل السياسي يتطلب حوارًا بشكل أو بآخر مع الحوثيين، وبالتأكيد في مواجهة إنجازاتهم على الأرض. من الناحية العملية، يتطلب قيادة أمريكية استباقية، تساهم بعدد من اللاعبين، الذين يمكنهم ويجب عليهم المساعدة في عملية تحقيق الاستقرار على الساحة اليمنية.


وقال هراري إن الخطر الذي يهدد حرية الملاحة في هذا المجال الاستراتيجي يمكن وينبغي أن يكون سببًا استراتيجيًّا لانضمام روسيا والصين، إضافة إلى دول المنطقة، ضمن تحرك دبلوماسي أوسع تحت رعاية الأمم المتحدة للتعامل مع التهديدات المتعلقة بالممر البحري المهم للغاية.


كما يجب أن تشارك إسرائيل في هذه العملية، وقبل كل شيء في قرع أجراس الإنذار، دون إشراكها، على الأقل بشكل مباشر، في المفاوضات حول الاتفاق النووي. تتطلب السياسة الخارجية الحازمة لطهران ردًا سياسيًّا استراتيجيًّا.


الحوثيون ودور منظمة “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة”

نشر ميخائيل باراك[2] تقريرًا في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب حول منظمة “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة” ودورها في خدمة إيران ووكلائها.


وقال باراك إنها منظمة دولية موالية لإيران تخدم المحور المناهض للولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائها. وتعد لبنان مقرًا لها وتضم حزب الله والمليشيات الشيعية في العراق واليمن، فضلًا عن المنظمات الأخرى مثل: حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.


المنظمة تمكنت من تأسيس شبكة دولية تضم أعضاءً وتنظيمات راديكالية سواء متدينين أو علمانيين يتشاركون في وجهة نظر عالمية مماثلة من أهمها مكافحة الإمبريالية والصهيونية. ويؤكد بعض الأعضاء أن هدف الشبكة هو تعزيز محور المقاومة وإضعاف أعدائها.[3] من بين أعضاء الشبكة مليشيات شيعية مثل: “النجباء” في العراق، و”أنصار الله” في اليمن.[4]


أمن السعودية والتحديات الاستراتيجية

قال يوئيل جوجنسكي[5] في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إن التهديدات التي تواجه السعودية زادت حدتها خلال السنوات الأخيرة. كما زادت بشكل كبير التهديدات الحركية والسيبرانية، وعلى وجه الخصوص التهديد المستمر للمنشآت النفطية وحرية الملاحة.


وأوضح أن هذه التهديدات تلقي بظلالها على الاقتصاد السعودي وتقوّض مكانة المملكة، وقد يؤدي تكثيفها إلى تقويض أمنها واستقرارها وربما استقرار النظام الملكي نفسه.


وأرجع جوجنسكي ذلك إلى أربعة أسباب: فوز منافسي السعودية في “سباق الأسلحة”، ولذا هم قادرون على ضربها بسهولة أكبر مما كان عليه في الماضي. تُظهر إيران جرأة متزايدة في عملياتها بالمنطقة، بشكل يدل على ضعف الردع الخليجي والأمريكي. التراجع في استعداد الداعمين التقليديين للسعودية -الولايات المتحدة- لضمان أمنها. ساهمت السياسات السعودية في تنامي الانتقادات ضدها، وكل ذلك يزيد من احتمالية التهديد على الساحة الداخلية وعلى الحدود وداخلها. 


السعودية محاصرة

يتميز الموقع الجغرافي للسعودية بحدود طويلة، ومع ذلك تواجه الأجهزة الأمنية في المملكة ضعفًا في التعامل مع عدد كبير من البؤر الساخنة في آن واحد. وقد قسم “جوجنسكي” تلك التهديدات إلى عدة نقاط:


التهديد الإيراني -إيران هي التهديد الرئيسي الذي يواجه السعودية. من الناحية العملية، تعرضت منشآت النفط السعودية وناقلات النفط للهجوم عدة مرات من إيران ووكلائها، إضافة إلى تنفيذ هجمات إلكترونية متكررة ضد المملكة؛ وهناك قلق من نشاط إيراني تخريبي بين سكان المملكة الشيعة. يزيد الوجود الإيراني في العراق من شعور القيادة السعودية بأنها أصبحت في الواقع محاصرة من إيران من جميع الجهات. إضافة إلى المخاوف من البرنامج النووي الإيراني وانعكاساته على المنطقة.


التهديد من اليمن -تمكن الحوثيون خلال ست سنوات من الحرب من تنفيذ عدد كبير من العمليات عبر الحدود داخل الأراضي السعودية، وأسروا عددًا من جنودها، وأحرجوا الجيش السعودي المجهز بأفضل الأسلحة الغربية. وعلى الرغم من ذلك، تمكنت السعودية من بسط سيطرتها على طول الحدود ومنع التحركات البرية واسعة النطاق في عمق أراضيها. كما أظهر الحوثيون قدرة على ضرب ناقلات النفط في منطقة البحر الأحمر ومهاجمة السفن بالقرب من مينائي جدة وينبع.


الساحة الداخلية -توجد عوامل أخرى تعرض المملكة للخطر وخاصة بين السكان الساخطين وقوات الأمن وحتى في العائلة المالكة نفسها. كما تحفز عمليات الإصلاح العدوانية التي روّج لها ولي العهد محمد بن سلمان على تسريع التوترات الداخلية مما يزيد من أخطار التخريب والنفوذ الأجنبي في المملكة.


البعد السيبراني -من الطبيعي ألا يُنشر سوى القليل جدًا من المعلومات الرسمية حول موضوع التهديدات الإلكترونية للمملكة. ويبدو أن السعودية إحدى الدول الأكثر تعرضًا للهجوم في العالم في المجال السيبراني. وتشير التقديرات إلى أن إيران هي مصدر معظم الهجمات التي تركز على البنية التحتية للكهرباء، والطاقة، والمياه، وتحلية المياه.


التنافس على التفوق العسكري

يتمثل التهديد الأخطر الذي يواجه السعودية حاليًّا في الهجوم بالصواريخ، والطائرات دون الطيار واسعة النطاق والدقيقة، والذي سيلحق ضررًا بالمنشآت النفطية والبنية التحتية الحيوية. يتعلق التهديد المحتمل بأربعة جوانب:


هجوم موازٍ على جبهات متعددة نحو كل الأراضي السعودية.

 قدرات دقيقة مثبتة، وخاصة في مواجهة المرافق الاستراتيجية ذات القدرة المنخفضة.

 ثغرات في التحذير من هجوم مفاجئ.

 عمليات تسلل استخباراتية وعملياتية.

قال جوجنسكي إنه على الرغم من التمويل الضخم المستثمر في أنظمة الدفاع السعودية، وخاصة في الحصول على التكنولوجيا الغربية الأكثر تقدمًا (بطاريات باتريوت 3-PAC، وأنظمة THAAD)، إلا أنها تواجه صعوبة في تحمل الضغط، وستجد بالتأكيد صعوبة في إحباط هجوم واسع النطاق من ساحات متعددة في الوقت ذاته. وهذا يثير التساؤل حول قدرة المملكة على توفير تنبيه كاف لهجوم مفاجئ، خاصة إذا لم يتم نقل معلومات استخباراتية حساسة إليها من الولايات المتحدة في الوقت الفعلي.


وأضاف أن محدودية القدرات البحرية السعودية تمثل نقطة أخرى للضعف العسكري. على الرغم من أن الممرات الملاحية عبر مضيق هرمز وباب المندب تعد شريانًا حيويًّا للمملكة، إلا أنها أيضًا أقل من إيران في هذا المجال، إضافة إلى استخدام الحوثيين في ساحة البحر الأحمر بشكل مكثف الألغام البحرية والهجمات المشتركة بالطائرات المسيّرة. كما ينعكس التعاون بين إيران والحوثيين في البعد البحري في وجود سفن استطلاع إيرانية في جنوب البحر الأحمر (سابقًا سافيز حتى الهجوم الذي تعرضت له والآن Behshad).


أما بريًّا، تشمل القيود التي يواجهها الجيش السعودي عدة أمور، ومنها، حالة القوة العاملة الصغيرة نسبيًّا، والنقص الإداري للموارد، والبنية التحتية التكنولوجية، وثغرات عميقة في القدرات القيادية. وانعكست الصعوبات التي يواجهها الجيش البري في عشرات الحوادث على الحدود مع اليمن، والخسائر التي تكبدها على مر السنين. تتناقض هذه القيود بشكل صارخ مع الكم الهائل من الموارد التي تستثمرها المملكة في أمنها.


من الواضح أن السعودية تستثمر قدرًا كبيرًا من الجهد والمال في تطوير أدوات وتصورات للتعامل مع التهديد المتزايد في البعد السيبراني، الذي يعد نقطة ضعف للسعوديين، حيث تفتقر إلى البنية التحتية البشرية والتكنولوجية اللازمة للقدرات المتطورة. تمثل صناعة تكنولوجيا المعلومات 0.4٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي السعودي، وتعتمد المملكة بشكل أساسي على المساعدة الخارجية للاحتياجات المدنية المتعلقة بالبعد السيبراني.


إنشاء قدرة استراتيجية مستقلة؟

الفجوات العسكرية الكبيرة، وعمق التهديدات التي تواجهها، إلى جانب تقليل الدعم من الولايات المتحدة، وتقصير وقت اختراق القدرة النووية العسكرية الإيرانية، قد يدفع القيادة السعودية للنظر في تطوير قدرات نووية مستقلة باعتبارها قوة جديدة في الترسانة ضد الأنشطة الإيرانية الموجهة ضدها.


اهتمام السعودية بالمسار النووي ليس جديدًا، لقد تناول كبار المسؤولين هذه القضية في أكثر من مناسبة، وذكروا أن المملكة ستمتلك القدرة النووية إذا فعلت إيران ذلك (محمد بن سلمان، 2018)، وأن المملكة تسعى للسيطرة على جميع مكونات دورة الوقود النووي (عبد العزيز بن سلمان، 2019).


ملخص

أدى التغيير في نهج البيت الأبيض تجاه السعودية وخصمها إيران إلى تسريع تعديلات في السياسة الخارجية للرياض. وتضمنت استعداد الرياض للانخراط في اتفاق مصالحة مع قطر (يناير 2021) وتقديم عرض معلن سخي للحوثيين لتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار (لم يتم تنفيذه في النهاية)، ومؤخرًا التوجه لعقد حوار مع إيران (قبل التصعيد في البعد البحري بالخليج).


إن لإسرائيل مصلحة واضحة في أن يكون الضرر الأمريكي للعلاقات بين واشنطن والرياض طفيفًا قدر الإمكان، لذلك يجب عليها أن تقدم للإدارة الأمريكية التداعيات المحتملة للضغط على الرياض بحذر وتكتم، مثل التضامن الإسرائيلي مع المملكة بشكل عام ومع بن سلمان بشكل خاص -الذي يتعرض اليوم لانتقادات شديدة وخاصة من الحزب الديمقراطي. وفي الوقت نفسه فإن استخدام السعودية لمزاياها النسبية الواضحة يجب ألا يهدد في حد ذاته المصالح الإسرائيلية.


لإسرائيل مصلحة واضحة في الحفاظ على استقرار ومكانة المملكة في إطار إنشاء معسكر سني براغماتي في المنطقة، يدعم اتفاقيات السلام معها ويعتبر إيران تهديدًا للاستقرار الإقليمي. إذا استطاعت المملكة إبعاد التهديدات عنها دون أن يُنظر إليها على أنها تصالحية ودون تقديم تنازلات لإيران والمحور الشيعي مقابل سلام أمني فحينئذ ستستفيد إسرائيل أيضًا.


انتصار طالبان يعزز من قوة المتطرفين في العالم

ذكر موقع ماكور ريشون أن خبراء دوليين حذروا من أن استيلاء طالبان على أفغانستان بعد عقدين من الاحتلال الأمريكي قد يحفز المتطرفين في جميع أنحاء العالم على أن الصبر والاستراتيجية الدقيقة قد تؤتي ثمارها حتى بعد هزائم.


قال كولين كلارك، مدير الأبحاث في مركز thesoufancenter  في نيويورك: إن “انتصار طالبان سيعطي للمنظمات الجهادية في جميع أنحاء العالم دفعة كبيرة. سيعزز من فكرة قدرتهم على طرد القوى الأجنبية، وحتى القوى العسكرية الكبيرة مثل الولايات المتحدة”.

 

إيران تنفي مقتل مستشار عسكري لها في اليمن

نقل موقع نتسيف ما قاله وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن خبيرا عسكريًّا إيرانيًّا قُتل في اليمن إلى جانب تسعة آخرين، فيما نفت السلطات الإيرانية ذلك.


وقال سيث جي فرانتزمان[6] في صحيفة جيروزاليم بوست إن الإنكار الإيراني مثير للاهتمام، مدعيًّا أن إيران أرسلت طائرات دون طيار وتكنولوجيا صواريخ إلى الحوثيين. وهذا يعني أن المستشارين الإيرانيين المرتبطين بالحرس الثوري الإيراني موجودون على الأرجح في اليمن، لكن إيران تريد أن تتغاضى عن هذه الحقيقة. 


حرب الأنفاق في اليمن

نشر يارون فريدمان[7] تقريرًا في صحيفة يديعوت أحرونوت قال فيه إن حزب الله وجه الحوثيين بحفر الأنفاق. لقد أرسل حزب الله مستشارين، منذ عدة سنوات، لمساعدة الحوثيين، ويشمل نشاطهم تكتيكات القتال ضد جيش منتظم، واستخدام الصواريخ والاختباء من التفجيرات.


 كان الحوثيون يحفرون نظامًا طويلًا من الأنفاق على بعد 100 متر. الأنفاق هي دفاعية وهجومية: لإخفاء الأسلحة أثناء التفجيرات، والتسلل. الحفر يُنفذ بمساعدة الخبراء الإيرانيين الذين أشرفوا على مثل هذا العمل في جنوب لبنان منذ الحرب ضد إسرائيل في عام 2006.


وفقًا للعديد من المصادر، فإن الحوثيين تلقوا تدريبات على حرب الأنفاق في سوريا أيضًا.


فرع جديد بالجيش الإسرائيلي لرصد إيران ووكلائها في الشرق الأوسط

نشر “طل ليف رام”[8] المعلق والمراسل العسكري لصحيفة معاريف تقريرًا صحفيًا أجراه مع العميد طل كالمان في الجيش الإسرائيلي قال فيه إن كل ما يدور من أحداث في الشرق الأوسط مرتبط تقريبًا بإيران.


وأوضح كالمان، وهو يعرض خريطة تظهر دول المحور الشيعي باللون الأحمر مقارنة بدول باللون الأزرق الذي أصبح كثير منها حلفاء جدد لإسرائيل، “لا يدرك الجميع أن إيران في التصور الإسرائيلي ليست إيران فقط، ولكنها أيضًا سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان، وغزة أيضًا. نحن بحاجة إلى النظر إلى الصورة الأوسع، والدوافع، ومراكز الاعتبار والعلاقات”.


وكجزء من الأهمية الكبيرة التي توليها إسرائيل للتهديد الإيراني ووكلاء إيران في الشرق الأوسط، أنشئ فرع جديد في الجيش الإسرائيلي في يونيو 2020، ويترأس كالمان هذا الفرع “الاستراتيجية والدائرة الثالثة”.


يتضمن تهديد الدائرة الثالثة الدول والكيانات التي تتمتع بحدود مباشرة مع إسرائيل مثل: سوريا، ولبنان، وغزة. بينما تتضمن الدائرة الثانية دولًا مثل العراق واليمن، أما الدائرة الثالثة تشمل إيران بشكل أساسي.


قال كالمان إن إيران لديها طموح غير خفي بأن تصبح قوة إقليمية، ولديها القدرة على تحقيق ذلك، من حيث احتياطاتها الهائلة من الطاقة، والسكان المتعلمين، والجيش القوي، والصناعة العسكرية المتقدمة. لكن توجد مشكلة واحدة أخرى وهي طموحها طويل الأمد في تدمير إسرائيل. ويدور الحديث هنا عن دولة ذات أيديولوجية متطرفة ترى في نهايتها نفسها قوة من دون وجود دولة إسرائيل.


وقال “هذا ليس عبثًا، إيران تتخذ إجراءات وهي مستعدة لدفع ثمن باهظ لتحقيق رؤيتها. إنه نظام يتسم بالصبر ورؤية استراتيجية طويلة المدى. إنهم لا يتطلعون إلى صباح الغد، بل يستهدفون 30 و40 عامًا قادمة”.


وأضاف “لو استعرضنا قبل عشر سنوات خريطة إيران، فلن نرى سوى إيران وحدها وربما حزب الله في لبنان. لكن التطورات في سوريا، والعراق، واليمن، وبالتأكيد في قطاع غزة لم تحدث إلا في السنوات الأخيرة. هذه دول وأقاليم ذات سيطرة منخفضة أو معدومة وغير موجودة على الإطلاق، وتقوم إيران ببناء قوة بالوكالة هناك بقدرات عسكرية وتجهيزها بأفضل معدات صناعتها العسكرية المتطورة للغاية، وبالتالي تسعى إلى خلق حلقة تقترب من إسرائيل”.


وقال إن المعركة ضد إيران هي معركة مع عدة ساحات أخرى في نفس الوقت. هذا هو التحدي الصعب، ولهذا السبب يجب أن تأتي هذه القضية في مقدمة الأولويات. ويشدد على أن الصواريخ والأسلحة التي تهدد إسرائيل ليست احتكارًا لحزب الله في لبنان. ويقول: “إن تراكم التهديد الكلي للصواريخ الدقيقة في جميع أنحاء مسرح الحرب يشكل تهديدًا استراتيجيًا خطيرًا”. إضافة إلى تهديدات من دول من الدرجة الثانية مثل: اليمن، والعراق، حيث تتحسن قدرات الميليشيات في هذه المنطقة.


سلسلة هجمات للحوثيين على أهداف استراتيجية في السعودية واليمن

نشر المقدم احتياط ميخال سيجل[9] تقريرًا في المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة قال فيه إن وزير الدفاع بيني غانتس في مؤتمر عقده معهد سياسات مكافحة الإرهاب في جامعة رايخمان في هرتسليا، وكشف أن إيران خلقت “إرهابًا بالوكالة” وأنشأت بدورها “جيوش إرهابية” مُنظمة تساعدها على تحقيق أهدافها الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية. 


ومن الأدوات المهمة التي طورتها إيران لمساعدة هؤلاء “الجيوش” نظام الطائرات دون طيار الذي يمكنه عبور آلاف الكيلومترات، وينتشر مئات منها في اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان. قاعدة كاشان الواقعة شمال مدينة أصفهان تجرى بها تدريبات لنشطاء “إرهابيين” من اليمن والعراق وسوريا ولبنان على تشغيل طائرات مسيرة مصنوعة في إيران. “وتعد هذه القاعدة حجر الزاوية لمنظومة تصدير الإرهاب الجوي الإيراني في المنطقة”.


وقال سيجل إن إيران مستمرة في تجهيز ومساعدة الحوثيين في بناء سلاح جوي يشتمل على صواريخ باليستية، وصواريخ كروز، والقاذفات، والطائرات المسيرة المهاجمة إلى جانب دعم إنتاج أسلحة إضافية. معظم الأنظمة التي بحوزة الحوثيين مصدرها إيران. في الوقت نفسه، تعمل إيران جاهدة لمساعدة الحوثيين على إنشاء نظام إنتاج مستقل قائم على المعرفة الإيرانية حتى لا يعتمد الحوثيون فقط على الأنظمة الإيرانية التي هُربت إلى اليمن.


أدخل الحوثيون مجموعة واسعة من الأسلحة، ومنها طائرات دون طيار، والمروحيات متعددة المحركات، وصواريخ، وقذائف بمختلف أنواعها، ومدافع هاون، وبنادق قنص، وألغام بحرية، وقنابل مشحونة (توضع على القوارب المتفجرة المسيرة) في مارس 2021.


وذكر “سيجل” أن إيران تمكنت من خلال هذه السياسة من إنشاء قوة عسكرية فعّالة ورادعة في اليمن ضد السعودية، خصمها اللدود، وحتى ضد دول الخليج الأخرى. كما حولت اليمن إلى حقل تجارب وأكبر “مركز معرفة واختبار تشغيلي”. في بعض الحالات، يشارك عناصر من الذراع الصاروخية للحرس الثوري، وكذلك عناصر من حزب الله اللبناني، في تشغيل أنظمة الحوثيين وتدريبهم.


كما تراقب إيران عن كثب تشغيل أنظمة الدفاع الجوي السعودية، وخاصة بطاريات باتريوت وTHAAD، التي تعترض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات أعلى من باتريوت.


ولفت سيجل إلى أنه في وسط الجهود المبذولة لتطوير القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة لعناصر معسكر المقاومة، توجد وحدة – 340 تابعة لفيلق القدس ويتمثل جهدها الرئيسي في توسيع نطاق العمل، وتحسين الدقة، وزيادة القدرة على التدمير في المنطقة المستهدفة. 


نجح الحوثيون في إنتاج صواريخ أثقل وأطول مدى، لا تعتمد في بعض الأحيان على الصواريخ /القذائف الإيرانية الموجودة، ولكن من الإنتاج الذاتي القائم على المعرفة التكنولوجية الإيرانية.


في السنوات الأخيرة، حاولت إيران زيادة التنسيق بين مختلف عناصر “معسكر المقاومة”، وتحسين القدرة العسكرية العملياتية لعناصره. حسب رأيها، فإن “معسكر المقاومة” سيكون في نهاية المطاف أكبر من مجموع عناصره ويمكن، تحت قيادتها، العمل معًا أثناء المواجهة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة أو عندما ترى إيران ذلك مناسبًا، خاصة إذا تعرضت للهجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أي تحالف عربي.


قد تنعكس الخبرة التي اكتسبتها عناصر “جبهة المقاومة” في تشغيل منظومات الأسلحة، مع استخلاص الدروس والتعلم المتبادل من خلال إيران وحزب الله، في المجال الجوي والبحري (الهجوم على منصات الغاز والسفن) والقتال البري.


لم تدفع إيران حتى الآن ثمن النشاطات التي ينفذها وكلاؤها. كما أنها لم تدفع ثمن ما تقوم به بنفسها، مثل الاستيلاء على السفن المدنية وإلحاق الضرر بها في الخليج العربي.


وقال “سيجل” إن القدرة على ردعها آخذة في التآكل، مما يزيد من جرأتها. تؤكد الحكومة الجديدة في إيران على اتباع سياسة إقليمية ودولية أكثر تحديًّا من حيث تشجيع وكلائها للعمل ضد منافسيها.


في ضوء ذلك، من الممكن أن تحتاج إسرائيل، جنبًا إلى جنب مع كتلة الدول العربية التي وقعت معها اتفاقية سلام، والسعودية، إلى رؤية وإدارة المعركة ليس فقط ضد إيران، ولكن أيضًا ضد معسكر المقاومة كافة، وألا تنتظر المزيد من المفاجآت.


إيران زوّدت الحوثيين بطائرات مسيّرة تصل إلى إسرائيل

ذكر موقع  JDN – Jewish world NEW، الذي يهتم بأخبار اليهود المتشددين، أن إيران أرسلت إلى اليمن طائرات دون طيار من طراز “شاهد- 136″، المعروفة بأنها طائرات مسيّرة انتحارية يبلغ مداها أكثر من ألفي كيلومتر قد تصل إلى إسرائيل.


وبحسب ما نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، فإن الطائرة المسيّرة ظهرت في صور للقمر الصناعي. وقال خبير يرصد النشاطات الإيرانية في المنطقة إن طهران أرسلت طائرات دون طيار متطورة إلى وكلائهم في اليمن لتنفيذ عدة هجمات في الأماكن التي تقع في نطاقهم.


هل تحمي القبة الحديدية الإسرائيلية السعودية من إيران

نشر الكاتب الصحفي يوسي ألوني مقالًا في موقع israeltoday ما قاله سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، إن على الدول المعتدلة في الشرق الأوسط أن تتحد لمواجهة التحديات المشتركة، وتشكيل تحالف إقليمي ضد إيران. يمكننا تبادل المعلومات الاستخباراتية لإحباط الهجمات الإرهابية، ويمكن للقبة الحديدية حماية دول الخليج وربما السعودية.


وجاء حديث أردان في متحف التراث اليهودي بنيويورك، حضره سفراء الإمارات والبحرين والمغرب والولايات المتحدة، و70 سفيرًا للأمم المتحدة من جميع أنحاء العالم، وأعضاء كبار في المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، بمناسبة الذكرى السنوية لاتفاقات إبراهام.


وقال السفير أردان “نحتفل اليوم بهذه الاتفاقيات المهمة والدور الحاسم الذي لعبته الولايات المتحدة وما زالت تلعبه بنجاح، ونحن ممتنون للغاية لذلك. الحقيقة أن الاتفاقات التي حظيت بدعم الحزبين في الولايات المتحدة تظهر مدى أهميتها. أعتقد أننا سنرى قريبًا دولًا أخرى في المنطقة ستشهد ثمار سلامنا وستنضم إلى دائرة السلام. ربما حتى الفلسطينيون، الذين يرون فوائد السلام والازدهار الناجم عنه، سيرون أخيرًا هذه الاتفاقيات بوصفها فرصة وليست تهديدًا”.


وأضاف السفير إردان “يجب على الدول المعتدلة في الشرق الأوسط أن تتحد لمواجهة تحدياتنا المشتركة، مثل: تشكيل تحالف إقليمي للتعامل مع التهديدات المشتركة التي ترعاها إيران. مثل هذا التحالف سيؤدي إلى التعاون في القدرات الدفاعية والاستخباراتية. تخيل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية مثل القبة الحديدية التي تحمي المجال الجوي لشركائنا الجدد في الخليج. ربما ذات يوم تكون في السعودية”.


خيار الهجوم على إيران يعود إلى طاولة التخطيط

تناول طل ليف رام[10] المعلق العسكري في صحيفة معاريف الجملة التي قالها رئيس الوزراء نفتالي بينيت في خطابه في الأمم المتحدة هذا الأسبوع بأن برنامج إيران النووي تجاوز الحد، كما أن تسامحنا بلغ الزبا. والكلمات لن توقف دوران أجهزة الطرد المركزي”. وقال إن هذه الجملة تعبر عن مدى التحدي والمعضلات الإسرائيلية حول كيفية التصرف في المستقبل القريب ضد إيران.


وقال “رام” إنه لا يوجد أي تلميح يشير إلى أن إسرائيل تنوي مفاجأة العالم بهجوم على المواقع النووية في إيران في المستقبل القريب. ولكن عاد هذا الخيار بشكل كبير إلى طاولة التخطيط في العام الماضي فقط.   


ولذا يتعين على إسرائيل الآن الاستعداد لخطة عملياتية ذات مصداقية لتوجيه ضربة قاسية لمشروع إيران النووي. هذا إذا نحينا جانبًا التداعيات السياسية على المستوى الدولي، والمصلحة الإسرائيلية الواضحة بأن العمل العسكري، والذي يبدو في الوقت الحالي بعيد المنال، سيكون أيضًا برعاية دولية وتحت قيادة الولايات المتحدة.


وخلص “رام” في مقاله إلى نتيجة مفادها: أن العالم لن يحتشد في معركة ضد إيران، والانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي والانقسام الذي أحدثته هذه الخطوة في التحالف المناهض للطاقة النووية في إيران أدى إلى تفاقم الوضع الاستراتيجي لإسرائيل.


كما أشار إلى أن إيران عززت نفوذها في دول المنطقة، وخاصة من خلال تسليح الميليشيات الموالية للشيعة في اليمن، والعراق، وسوريا إلى جانب الدعم المستمر الذي يقدمه الإيرانيون لحزب الله في لبنان، وللتنظيمات في غزة. اليوم، وبغض النظر عن حزب الله، تمتلك الميليشيات الشيعية في سوريا عشرات الصواريخ الدقيقة الموجهة نحو إسرائيل.


في الوقت نفسه، تسلح إيران الميليشيات الشيعية العاملة في الشرق الأوسط بمئات من الطائرات المسيرة الانتحارية. وتزداد أهمية مسألة الدقة في الصواريخ، وصواريخ كروز، والطائرات المسيرة الانتحارية يومًا بعد يوم. القوة الجوية في النشاط المنسوب إليها في هجمات (المعركة بين الحروب) قد تكون قادرة على عرقلة الاتجاه، ولكن لا يمكنها كبحه، خاصة عندما تتوفر التقنيات التي تضمن الدقة.


فضَّل رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطابه تسليط الضوء على قضايا الطائرات دون طيار، والتدريب والتوجيه الذي يقدمه الإيرانيون للضباط والمقاتلين في الميليشيات الشيعية في اليمن، والعراق، ولحزب الله في قاعدة كاشان في إيران.


وأضاف بينيت أن إيران تخطط لتسليح الشرق الأوسط، وبدأت بالفعل في إنشاء وحدة جديدة من أسراب الطائرات المسيرة الفتاكة التي يمكنها مهاجمة أي مكان في أي وقت. وكشف بينيت أن الطائرة بدون طيار من طراز شهد -136 هي التي هاجمت سفينة ميرسر ستريت قبل شهرين، وقتلت مدنيين بريطاني، وروماني بعد إقلاعها من إيران.


الهوامش


سفير إسرائيلي متقاعد، عمل سابقًا في قبرص، وزميل سياسي في المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية (ميتفيم). شغل هراري عدة وظائف بارزة في قسم التخطيط السياسي، ومركز البحوث السياسي في وزارة الخارجية. ويعمل حاليًّا محاضرًا في قسم العلوم السياسية في الكلية الأكاديمية “عميق يزراعيل”.

باحث أول ومدير مشروع في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في مركز هرتسليا متعدد التخصصات، ويشغل منصب قائد فريق مجموعة مراقبة مواقع الجهاد والجهاد العالمي، كما يقوم بتدريس دورات حول الإرهاب وحركات الإسلام الراديكالية. وعمل أيضًا باحثًا في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط. حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط واللغة العربي من جامعة تل أبيب.

للمزيد، أنظر: 

http://www.tajammo3.org/19754/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7.html

Khayr al-Umma, Vol. 10, January 2019, pp.17-21.

زميل باحث أول في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) التابع لجامعة تل أبيب، تتركز أبحاثه حول سياسات الخليج والأمن. كان زميلًا زائرًا في معهد هوفر ستانفورد. خدم في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في مكتب رئيس الوزراء، ونسق العمل بشأن إيران والخليج تحت إشراف أربعة مستشارين للأمن القومي وثلاثة رؤساء وزراء. وهو حاليًا مستشار لعدة وزارات.

محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة جيروزاليم بوست. لقد غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًّا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

يارون فريدمان معلق الشؤون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت، خريج جامعة السوربون في باريس، محاضر في الإسلام ومعلم اللغة العربية في جامعة حيفا في قسم الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية. نشرت بريل ليدن في عام 2010 كتابه: “العلويون – التاريخ والدين والهوية” باللغة الإنجليزية.

المعلق والمراسل العسكري لصحيفة معاريف. عمل مراسلًا للشؤون العسكرية والأمنية لإذاعة “جالي تساهل” في الأعوام 2008- 2017. حاصل على درجة البكالوريوس في الحكومة، والاستراتيجية والدبلوماسية من المركز متعدد التخصصات.

باحث أول في المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة. متخصص في القضايا الاستراتيجية، مع التركيز على إيران، والإرهاب، والشرق الأوسط. خدم في الجيش الإسرائيلي في وحدة الأبحاث الإيرانية بفرع الاستخبارات، وفلسطين، ومكافحة الانتشار. كما أنه رئيس الاستخبارات في شركة Acumen Risk لأبحاث المخاطر والتهديدات.

المعلق والمراسل العسكري لصحيفة معاريف. عمل مراسلًا للشؤون العسكرية والأمنية لإذاعة “جالي تساهل” في الأعوام 2008- 2017. حاصل على درجة البكالوريوس في الحكومة، والاستراتيجية والدبلوماسية من المركز متعدد التخصصات.

 

أحمد الديب حاصل على ماجتسير في اللغة العبرية وآدابها


إيران زوّدت الحوثيين بطائرات مسيّرة تصل إلى إسرائيل - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/15183 

الأربعاء، 25 أغسطس 2021

اليمن أصبح خطرًا إقليميًّا على الملاحة الدولية


ترجمة: أحمد الديب

 

احتلت اليمن خلال السنوات الأخيرة مكانًا في وسائل الإعلام ومراكز البحوث الإسرائيلية، وكجزء من اهتمامات مركز صنعاء للدراسات، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها، يترجم المركز بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية.


وتركز التقارير الأخيرة على التطورات الأخيرة المتعلقة بالهجوم على السفينة ميرسر ستريت في خليج عمان، وتهديدات جماعة الحوثيين المسلحة على الأمن البحري. كما تستعرض سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه اليمن.


كما تتناول إحكام الإمارات سيطرتها على جزيرة سقطرى، وانعكاس ذلك في خدمة إسرائيل.


 

إيران استخدمت الحوثيين لمهاجمة ناقلة “ميرسر ستريت” الإسرائيلية

نقلت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، ما أوردته تقارير بريطانية بأن إيران استخدمت الحوثيين في الهجوم الذي نُفذ باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية على ناقلة “ميرسر ستريت” الإسرائيلية في خليج عمان، ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها، من بينهم مواطن بريطاني.


ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن مصادر عسكرية قولها إن قوات من وحدة النخبة البريطانية SAS وصلت إلى اليمن لتحديد المواقع التي أطلق منها منفذو الهجوم الطائرات المسيّرة التي زودتهم بها إيران. وادعت بريطانيا أن منفذي الهجوم على السفينة هم حوثيون بأمر مباشر من طهران. ويحتمل أن يكون الحرس الثوري ذاته من نفذ الهجوم.


في السياق ذاته، قال سيث جى فرانتزمان[1] في صحيفة جيروزاليم بوست إن الخطوة الأخيرة لإيران، كانت على ما يبدو محاولة لإرسال أشخاص للصعود على متن سفينة واختطافها.


وأوضح أن هذه ليست المرة الأولى، إذ كان العملاء الإيرانيون مسؤولين أيضًا عن القيام بشيء مماثل في يوليو 2020 عندما اختفت سفينة “جولف سكاي” قبالة سواحل عمان، وانتهى بها الأمر قبالة سواحل إيران في ظروف غامضة.


والواضح أن هدف إيران هو نشر الفوضى بسلوك غير متوقع. ولا تنطبق هذه السياسة فقط في المناطق المحيطة بالخليج، ولكن في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ إذ تنفذ إيران نشاطاتها من خلال سلسلة من الوكلاء والشركاء، من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان. تتمتع هذه الجماعات بدرجات متفاوتة من الروابط مع إيران، ومن المحتمل خضوع بعضها لسيطرة مباشرة من الحرس الثوري.


هدف إيران هو إبقاء هذه الجماعات مسلحة وجاهزة لدعم أنشطتها، بحيث يمكن تفعيلها أو استغلالها باعتبارها أداة ضغط ووسيلة لتحقيق مشروع طهران الإقليمي. وهذا يعني أن الحوثيين في اليمن مسلحين بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية.


توفر إيران المعرفة الفنية لمساعدة هذه الجماعات على بناء صواريخ بعيدة المدى. حماس، على سبيل المثال، زادت مدى صواريخها من عدة كيلومترات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى أكثر من 250 كيلومترًا في عام 2021.


وبغض النظر عن التفاصيل الإجمالية لهذه الحوادث، فإن الإحساس بوجود تهديد يحوم فوق الخليج هو جزء من الاستراتيجية الشاملة لإيران. لهذا السبب تستخدم إيران زوارق سريعة صغيرة تابعة للحرس الثوري الإيراني لمضايقة السفن البحرية الأمريكية في الخليج العربي. وهذا هو سبب استخدام إيران للطائرات المسيّرة في التحليق فوق حاملات الطائرات الأمريكية.


الهدف هو إظهار أن إيران لديها الفرصة، إذا أرادت، لضرب المكان الذي تريده. وهذا يترك دول المنطقة التي تريد التجارة والاستقرار تتساءل عما إذا كان التصعيد في مصلحتها. إن هدف إيران ليس هزيمة كل هذه الدول، ولكن مجرد زيادة الثمن المحتمل الذي قد يتم دفعه إذا كان هناك صراع.


إن مفهوم “إيران التي لا يمكن التنبؤ بها”، والتي غالبًا ما تعمل بوصفها دولة مافيا أكثر منها دولة عادية، يعد خيارًا سياسيًّا. إنها نفس الطريقة التي تستخدمها طهران للضغط في محادثات فيينا والمفاوضات النووية. وهي تتفاخر بتخصيب اليورانيوم، بغض النظر عما إذا كانت تريد بالفعل تفجير جهاز نووي في يوم من الأيام. إنها تعلم أن احتمال امتلاكها أسلحة نووية كافٍ لجلب دول أخرى إلى طاولة المفاوضات. لم تستخدم أي دولة أخرى في العالم وضع “العتبة النووية” كتكتيك تفاوضي.


ويقول فرانتزمان إن إيران أصبحت خبيرة في هذا النوع من الابتزاز النووي، والآن في تهديدها لقرصنة السفن. هذه ألعاب تجيدها إيران، وقد نجحت حتى الآن في تحقيقها. في الماضي، استخدمت إيران أيضًا الخطف، واحتجاز الرهائن، وحتى احتجاز البحارة الأجانب كوسيلة للحصول على ما تريد وإحراج دول أخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو المملكة المتحدة.


هذا هو عدم القدرة على التنبؤ، لجعل الأمر يبدو أنه على الرغم من أن إيران لديها قوة بحرية ضعيفة، إلا أنها يمكن أن تنشر الفوضى عبر آلاف الأميال من المحيط المفتوح والخليج الفارسي، وفق فرانتزمان.



اليمن أصبح خطرًا إقليميًّا على الملاحة الدولية

قال يوني بن مناحيم[2] في موقع زمان إسرائيل إن إيران تستخدم حلفاءها في اليمن لشن هجمات بطائرات انتحارية مسيّرة على طرق الشحن الدولية في خليج عمان والبحر الأحمر، مما يتيح لها مجالًا للمناورة والإنكار، كما دعا إلى تدمير مصانع إنتاج الطائرات المسيرة المعروفة للجميع، حسب قوله.


وأضاف في مقال له أنه لا توجد أسرار في الشرق الأوسط، على الرغم من نفي إيران المستمر بعدم تورطها في الهجوم على سفينة “ميرسر ستريت”، كما قررت الولايات المتحدة الكشف عن تفاصيل جديدة حول الهجوم، وكيف جعلت إيران من اليمن قاعدة رئيسية لإطلاق الطائرات المسيّرة ضد أهداف أعدائها في الشرق الأوسط.


وكشفت “دانا سترول” نائبة وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، في 10 أغسطس في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، أن الطائرات الإيرانية بدون طيار التي هاجمت السفينة “ميرسر ستريت” في خليج عمان، انطلقت من اليمن وقالت: “هذا هجوم شنته طائرة إيرانية بدون طيار، إن التسلح الإيراني، وتمويل التنظيمات والمليشيات الإرهابية يهدفان إلى تقويض استقرار المنطقة. نحن نعمل على تحقيق الاستقرار”.


وقالت مصادر استخبارات غربية في أعقاب تصعيد الحرب البحرية الإيرانية، “لقد أصبح شرق اليمن مصدرًا رئيسيًا للخطر على الملاحة الدولية في خليج عمان والبحر الأحمر”. وبحسب هذه المصادر، فإن الحوثيين أو المرتزقة العاملين معهم هم من يطلقون الطائرات المسيّرة على السفن التي تبحر في خليج عمان.


أصبحت منطقة شرق اليمن مصدر خطر رئيسي للشحن الدولي في خليج عمان والبحر الأحمر.


وذكرت صحيفة نيوزويك الأمريكية مطلع هذا العام أن إيران أرسلت طائرات بدون طيار مقاتلة إلى حلفائها الحوثيين، وتشير صور الأقمار الصناعية إلى وجود طائرة إيرانية من طراز شهد 129 التي تعرف أيضًا باسم “طائرات مسيرة انتحارية”. وقد استند التقرير إلى مصادر استخباراتية إسرائيلية رفيعة.


وقال خبير أجريت معه مقابلة في هذا المقال، إن مدى الطائرات الإيرانية بدون طيار يبلغ حوالي 2000 كيلومتر، ويمكنها “ضرب أهداف إسرائيلية، أو سعودية، أو أمريكية ويتيح لإيران المناورة والإنكار”.


تشعر إسرائيل والدول الغربية بالقلق من نقل الطائرات المسيّرة، والمعرفة التكنولوجية من إيران إلى الحوثيين في اليمن.


ينفي المتمردون الحوثيون رسميًّا هذا الادعاء، ويدعون أنهم ينتجون الطائرات المسيرة بأنفسهم، لكن مصادر استخباراتية غربية لديها أدلة قاطعة على أنها إنتاج إيراني، كما استولت سفن الأسطول الخامس الأمريكي في قلب البحر على زوارق وسفن إيرانية حاولت تهريب أسلحة عبر البحر ومن بينها الطائرات المسيّرة التي فككها الحوثيون في اليمن.


وبحسب بن مناحيم فإن اليمن أصبح مصدر خطر إقليمي، ويمثّل تهديدًا للملاحة الدولية في خليج عمان والبحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو تهديد يجب معالجته بشكل عاجل. ومواقع بعض المطارات في اليمن التي تنطلق منها الطائرات المسيّرة المهاجمة معروفة لوكالات المخابرات الغربية ولذا يجب استباقها ومهاجمتها قبل استخدامها لشن مزيد من الهجمات.



اليمن “مختبر تجارب” لأسلحة ونظريات إيران العسكرية

حذر مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى في مقابلة مع موقع Jewish News Syndicate من أنَّ إيران تنظر إلى الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون في اليمن على السعودية وآخرين في المنطقة باعتبارها “مختبرًا مهمًّا للتجارب؛ لاختبار أنواع جديدة من الأسلحة ونظرياتها القتالية”.


وقال العقيد (احتياط) شاؤول شاي،[3] إن على إسرائيل استغلال نفوذها في المجتمع الدولي؛ لتسليط الضوء على التهديد الذي تتعرض له المنطقة، والملاحة الدولية في البحر الأحمر، مضيفًا أن الحوثيين يشكلون تهديدًا على سفن الشحن الإسرائيلية ويمكن أن يتورطوا في تصعيد مستقبلي من خلال استهداف إسرائيل مباشرة بصواريخ بعيدة المدى.


وقال إنَّ نقطة الاشتعال الرئيسية المحتملة تتعلق بتهديدات الحوثيين على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، مشيرًا إلى أن الحوثيين مجهزون بمجموعة من الأسلحة البحرية، ومنها الصواريخ المضادة للسفن.


وأضاف أنه حتى بعيدًا عن الساحل اليمني، يمكن للحوثيين استخدام “السفينة الأم” لشن هجمات على السفن في أعماق البحر الأحمر. كما يمكن للحوثيين محاولة هجوم على السفن الإسرائيلية، أو تلك التي يعتبرونها كذلك إذا سنحت لهم الفرصة للقيام بذلك.


وقدر “شاي” أنَّ الحوثيين، الذين يهددون إسرائيل باستمرار خلال خطاباتهم، لديهم قدرة حقيقية لكنها محدودة على استهداف إسرائيل مباشرة من اليمن بصواريخ بعيدة المدى وطائرات دون طيار. وقال إنه بالإضافة إلى تهريب الأسلحة الجاهزة، بدأت إيران أيضًا في تصدير المعرفة التكنولوجية إلى الحوثيين، رغم أن اليمن بها بنية تحتية متنامية، وقدرة على إنتاج الصواريخ والقذائف.


وفيما يتعلق بطرق التهريب قال إن السفن الإيرانية غالبًا ما تتحايل على الدوريات البحرية التي تفرض الحظر. كثيرًا ما تُنقل الأسلحة من سفينة إيرانية إلى سفينة أخرى. وإن طريق التهريب الثاني يشمل تهريب الأسلحة عن طريق البر إلى اليمن عبر عمان دون علم الحكومة العمانية. أما القناة الثالثة تتمثل في تهريب الأسلحة إلى اليمن عبر الصومال.


وقال “شاي” إن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وقف النشاط الإيراني لهذه الميليشيات، والتعاون الإسرائيلي مع دائرة الدول العربية “السنية” التي تهددها جماعة الحوثيين مباشرة، كما يتعين على إسرائيل تفعيل نفوذها في الولايات المتحدة وأوروبا، وأن تشرح التهديدات الإقليمية، لكل من جيران اليمن والشحن المجاني في البحر الأحمر.


وأضاف “اليمن بعيد، والتهديد الحوثي يبدو بعيد المنال مقارنة بحزب الله وحماس، ولكنه قائم”. 


بايدن يواجه أولى كوارثه في اليمن وأفغانستان

نشر “جون حنا”[4] مقالًا في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي أشار فيه إلى أن إدارة بايدن إذا لم تتخذ حذرها، فقد تجد نفسها قريبًا في مواجهة كارثتين كبيرتين -على الأقل- في الشرق الأوسط. الأولى: الترسيخ الدائم لجماعة الحوثيين المسلحة في اليمن، والثانية: الانهيار التام لموقف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، وعودة طالبان إلى السلطة.


وقال “حنا” إن بايدن لم يخلق الظروف العصيبة التي تواجهها الولايات المتحدة الآن في كلا البلدين لكن السياسات التي اتبعتها إدارته في أول شهرين ونصف الشهر في منصبه قد زادت من سوء وضع البلدين بشكل شبه مؤكد.


وأشار بأن الحماقة في اليمن هي الأكثر وضوحًا حيث عزمت الإدارة منذ استلام مهامها على معاقبة السعوديين على خطاياهم العديدة، بما في ذلك ملاحقتهم؛ بسبب حربهم الوحشية والفاشلة على الحوثيين، وعلقت مبيعات الأسلحة إلى المملكة على الفور، وأوقفت الدعم للعمليات العسكرية الهجومية، كما تراجعت عن قرار إدارة ترامب بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.


ولفت إلى أن الحوثيين إذا نجحوا في السيطرة على مأرب فإنهم سيدينون بالفضل لإيران، وبذلك ستنتهي اللعبة فعليًّا رغم الجهود التي استمرت سبع سنوات لمنع ترسيخ نظام الحوثيين من السيطرة.


في السياق ذاته، قالت “لورين مورجانبسر” في صحيفة جيروزاليم بوست إنَّ سياسة الرئيس الأمريكي “بايدن” تجاه اليمن تكمن في الاعتماد على الدبلوماسية والتخفيضات العسكرية، على أمل الانسحاب في نهاية المطاف من الصراع.


وقالت “لورين” إن هذه الاستراتيجية لم تنجح حتى الآن؛ حيث صعَّد الحوثيون حملتهم على السعودية باستخدام الهجمات المكثفة بالطائرات المسيّرة والصواريخ، فضلًا عن التوسع الإقليمي داخل اليمن. كما أن الأساليب الدبلوماسية لم تتكلل بالنجاح، حيث رفض الحوثيون عرض السعودية بوقف إطلاق النار وعروض التنازلات، مثل: تخفيف القيود على ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء لبعض الوجهات، وخطة أمريكية منفصلة لوقف إطلاق النار. كما كثف الحوثيون من هجومهم على محافظة مأرب.


في السياق ذاته، قال تومر باراك[5] في miryaminstitute إن محاولات الأمم المتحدة والولايات المتحدة مؤخرًا التوصل إلى وقف إطلاق النار في اليمن باءت بالفشل حتى الآن، ولسوء الحظ شجعت أيضًا المحور الإيراني الراديكالي. ولذا يجب على الولايات المتحدة التفكير في تغيير نهجها بناءً على فهم أن لديها فرصة سانحة لإظهار الحزم تجاه اليمن جنبًا إلى جنب مع شركائها في الخليج: السعودية والإمارات وسلطنة عمان.


وأضاف أن الولايات المتحدة تمتلك الوسائل اللازمة للعب دور مهيمن في الحملة، باستخدام القوة الجوية والموارد الاستخباراتية مع الضغط على الحوثيين بشكل مكثف في مناطق سيطرتهم، ربما إلى حد هزيمتهم، وفي نفس الوقت، للإشراف بشكل أفضل على جهود التحالف من أجل التأكد من الحفاظ على معايير النزاع المسلح.


وقال إن ذلك من شأنه قد يبعث برسالة واضحة عن صرامة الولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة، وربما يكون مفيدًا حتى للمحادثات النووية مع إيران.


الإمارات تُحكم قبضتها على جزيرة سقطرى وتخدم مصلحة إسرائيل

قال موقع يديعوت أحرونوت إن الصراع الإقليمي في اليمن توسع مع مرور الوقت ليشمل ساحات أخرى من بينها جزيرة سقطرى، التي بات لإسرائيل أسباب أخرى للاهتمام بها.


تقع الجزيرة قبالة القرن الأفريقي، على بعد 350 كيلومترًا من البر الرئيسي لليمن، وتطل على مضيق باب المندب، الطريق الملاحي الرئيسي الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب. حظيت الجزيرة بتغطية خاصة في الماضي بشكل رئيسي؛ بسبب حيواناتها ونباتاتها الفريدة لدرجة مقارنتها بجزر غالاباغوس.


وصلت قوات الجيش الإماراتي إلى سقطرى في أبريل 2018، وبدأت في بسط سيطرتها على الجزيرة. دعمت الإمارات، وهي دولة تعتبر شريكًا رئيسيًّا ومهمًّا في التحالف العربي الذي يقاتل في اليمن، قوات جماعة الحوثيين، على الرغم من معارضة الحكومة الرسمية. بعد أسابيع قليلة توصل الجانبان إلى هدنة في أعقاب اتفاق بقيادة السعودية. منذ ذلك الحين، تواصل القوات الإماراتية السيطرة على الجزيرة.


كشفت البيانات الصادرة عن حجم الاستثمار الإماراتي في محاولة لتحسين الوضع العام في الجزيرة ومساعدة السكان المحليين. استثمرت أبوظبي نحو 110 ملايين دولار في الجزيرة منذ عام 2015، وشمل ذلك الخدمات الاجتماعية والصحية، والاحتياجات الأساسية، والنقل، والتعليم، والبناء، والطاقة وغيرها.


وكما ورد، فإن الإمارات ساعدت في إعادة تأهيل مطار سقطرى، وتطوير الميناء المحلي بحيث يستوعب السفن الكبيرة. وشيدت العديد من محطات الطاقة الشمسية في الجزيرة. كما وسعت وطورت المستشفى الذي سُميت على اسم رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد.


يتمتع سكان الجزيرة بهذا الاستثمار حيث يتلقى الطلاب منحًا للدراسة في جامعات مصرية، ويُجلب لهم المعلمين من خارج الجزيرة. إضافة إلى ذلك، افتتحت دولة الإمارات في الجزيرة جامعة وكليتين. كما طورت البنى التحتية مثل الطرق، ومحطات الطاقة، وإمدادات المياه إلى درجة كبيرة.


ووفقًا للموقع فإنه نظرًا للعدد القليل نسبيًّا من المواطنين على الجزيرة، يمكن الافتراض أن الإمارات ترى هذه الإجراءات استثمارًا مستقبليًّا؛ بهدف الحفاظ على نفوذها، إذ تحم الجزيرة أهمية استراتيجية كبيرة من حيث تأثيرها على النقل البحري في خليج عدن ومن هناك إلى البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.


في السنوات الأخيرة، كانت هناك زيادة ملحوظة في محاولات القوى الإقليمية والدولية للتأثير على الطرق البحرية، وأصبحت هذه المنطقة إحدى مراكز المنافسة الرئيسية، من بين أمور أخرى عبر إنشاء قواعد بحرية.


لإسرائيل -التي تتمتع بإمكانية الوصول إلى البحر الأحمر والتي تستخدم طريق التجارة البحرية- مصلحة اقتصادية وأمنية في الحفاظ على حركة حرة وآمنة في هذه المنطقة. وتعد جماعة الحوثيين المسلحة واحد من التهديدات التي تعرضت لها جزيرة سقطرى في السنوات الأخيرة، لكنها فشلت في الوصول إليها أثناء القتال، وركزت بشكل أساسي على البر الرئيسي لليمن. لا يسع المرء إلا أن يتخيل الآثار المترتبة على تواجد إيراني معيّن في سقطرى على طريق الشحن الحساس، خاصة بعد أن شهدنا في الأشهر الأخيرة سياسة إيران التي لا يمكن كبحها في الخليج العربي، والتي بلغت ذروتها في إلحاق الأذى بالسفن أيضًا.


ووفق يديعوت أحرنوت فإن سيطرة دولة الإمارات على جزيرة سقطرى، يخدم إسرائيل في هذا الوقت ويشكل فرصة لمزيد من التعاون.


الهوامش


محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما كتب تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل كباحث مشارك في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضر في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًّا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

إعلامي اسرائيلي. ولد في القدس في عام 1957. والتحق بسلاح المخابرات في الجيش الإسرائيلي. درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل مراسلًا في صوت إسرائيل بالعربية عام 1983، واعتمد مراسلًا لشؤون الضفة الغربية في القناة الأولى.

حصل شاي على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة “بار إيلان”. وهو النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي، كما أنه مدير أبحاث معهد السياسات والاستراتيجيات (IPS)، وزميل باحث ومحاضر في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب (ICT) هرتسليا. ألّف 19 كتابًا، نشر منها 11 في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

زميل بارز في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، عمل مستشارًا سابقًا للأمن القومي لنائب الرئيس “ديك تشيني” في الشرق الأوسط من 2001- 2005. كما عمل أيضًا مستشارًا أول لوزير الخارجية “وارن كريستوفر” خلال إدارة “بيل كلينتون”، وكعضو بارز في فريق تخطيط السياسات التابع لوزير الخارجية “جيمس بيكر” خلال رئاسة “جورج بوش”.

أنهى المقدم “تومر باراك” خدمته العسكرية في عام 2021 بعد أن خدم 21 عامًا في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وقسم التخطيط الاستراتيجي. خلال مسيرته المهنية، ساعد في تشكيل السياسة الأمنية والدبلوماسية في المنطقة، بحثًا عن الفرص وتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي بين إسرائيل وجيرانها. حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية (ويركز على الدراسات الأمنية) من جامعة تل أبيب، وشهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة الإسرائيلية المفتوحة.


أحمد الديب، حاصل على ماجستير في اللغة العبرية وآدابها.


اليمن أصبح خطرًا إقليميًّا على الملاحة الدولية | مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/14899