الثلاثاء، 28 مارس 2023

إسرائيل والأمن الملاحي في منطقة البحر الأحمر: عقود من التنافس و التحدي الحوثي الناشئ

 مقدمة

تُسيطر جماعة الحوثيين منذ بداية الحرب في اليمن على معظم الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر. تعد منطقة البحر الأحمر بمثابة الشريان الرئيسي للتجارة بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي والتي تقدر بنحو 700 مليار دولار سنويا. يمر عبر باب المندب حوالي 4 ملايين برميل من النفط يومياً في طريقه إلى أوروبا، وحوالي 25 ألف سفينة، أو 7 في المائة من حجم التجارة البحرية العالمية.[1] بالتالي، شكلت سيطرة الحوثيين على أجزاء من السواحل المطلة على البحر الأحمر مصدر قلق دولي، بما في ذلك إسرائيل. تمثل الواردات والصادرات من وإلى آسيا نحو ربع إجمالي حجم التجارة الخارجية لإسرائيل، ومعظم السفن الإسرائيلية التي تلعب دوراً في هذه التجارة تمر عبر ممرات البحر الأحمر – الأمر الذي يجعل من تأمين هذه المنطقة مسألة أمن قومي بالنسبة لإسرائيل.[2]


لجأت جماعة الحوثيين إلى زراعة الألغام البحرية لتهديد حركة الملاحة، وإلى استخدام قوارب الصيد لتسهيل تهريب الأسلحة، ومراقبة حركة السفن الأمريكية وغيرها في البحر الأحمر. ردا على ذلك، ضغطت إسرائيل على الحلفاء الدوليين لحماية مضيق باب المندب، ولجأت إلى تحسين علاقاتها الإقليمية التي أفضت نهاية المطاف إلى توقيعها اتفاقيات أبراهام مع الإمارات والبحرين في عام 2020. في وقت لاحق، شاركت إسرائيل بمناورات بحرية في البحر الأحمر، إلى جانب القوات البحرية الأمريكية والإماراتية والبحرينية، علما أن إسرائيل بدأت في إقامة علاقات وثيقة مع الإمارات خصوصاً بعد أن رسخت الاخيرة موطئ قدم لها على سواحل عدة بلدان منها جيبوتي وإريتريا وأرض الصومال إلى جانب جزيرتي ميون وسقطرى باليمن. من المستبعد أن تنتهي المخاوف الإسرائيلية بشأن التهديدات المنبعثة من اليمن بإبرام تسوية نهائية تضع حد للحرب اليمنية، وعلى الأرجح ستُرسي العلاقات التي بنتها إسرائيل مع دول الخليج أساسا لمزيد من التعاون وربما مرحلة جديدة من صراع خفيّ مع جماعة الحوثيين.


نبذة تاريخية عن التنافس في البحر الأحمر

يعود التنافس بين إسرائيل والدول العربية للسيطرة على البحر الأحمر إلى مارس/ آذار 1949، حين احتلت إسرائيل قرية أم الرشراش[3] ورسخت موطئ قدم لها في خليج العقبة. ردا على ذلك، تعاونت مصر والسعودية عام 1950 من أجل إخضاع جزيرتي تيران وصنافير – الواقعتين على مضيق تيران عند مدخل خليج العقبة – تحت سيطرة مصر العسكرية. اتخذت مصر في أوائل الخمسينيات سلسلة من الإجراءات بهدف منع عبور سفن الشحن الإسرائيلية عبر خليج العقبة[4] الأمر الذي أدى إلى قطع روابط إسرائيل مع الأسواق الآسيوية والأفريقية ودفع إسرائيل إلى شن عملية فاشلة لاحتلال سيناء عام 1956 والتي نجحت فيها لاحقا عام 1967، وضمنت السيطرة أيضا على شرم الشيخ المطلة على مضيق تيران.


في ستينيات القرن الماضي، بدأ الاهتمام يتحول إلى منطقة جنوب البحر الأحمر. دعمت حكومة جمال عبدالناصر الجمهوريين في شمال اليمن خلال وبعد ثورة 1962، وبعثت بجنود إلى هناك مما مكّن القوات البحرية المصرية من الوصول إلى سواحل اليمن المطلة على البحر الأحمر.[5] زاد الاهتمام بالبحر الأحمر خلال اجتماعات جامعة الدول العربية، مع إبداء كل من الجمهورية العربية اليمنية في صنعاء (اليمن الشمالي) وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في عدن (اليمن الجنوبي) مخاوف بشأن أنشطة إسرائيلية في البحر الأحمر. في سبتمبر/ أيلول 1970، قدمت منظمة تتخذ من القاهرة مقراُ لها تقارير استخباراتية إلى وزارة الخارجية المصرية حول الأنشطة الإسرائيلية في الممر البحري، [6] ولاحقا – في يونيو/ حزيران 1971 – استهدف مقاتلون يساريون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ناقلة نفط مستأجرة من إسرائيل بالقرب من جزيرة ميون.[7]


ردا على ذلك، بدأت إسرائيل بالعمل على تقويض سيطرة اليمن على الممر الملاحي في جنوبي البحر الأحمر.[8] تعتبر إسرائيل البحر الأحمر مياه دولية ليس للعرب حق في السيطرة عليه، ولهذا السبب ناهضت أي جهود لتصنيف البحر الأحمر كـ “بحر عربي”، [9] و اتبعت استراتيجية تقوم على دعم الدول غير العربية المجاورة. ففي أوائل السبعينيات، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حاييم بارليف إثيوبيا لبدء محادثات تهدف إلى تأمين فرصة لإسرائيل للوصول إلى الجزر الواقعة على البحر الأحمر – حالب ودهلك وحنيش الكبرى وحنيش الصغرى والدار عيل التي كانت تخضع وقتها للسيطرة الإثيوبية.[10] شرعت إسرائيل لاحقا في تدريب القوات البحرية الإثيوبية، ومدها بزوارق دورية وزوارق صواريخ وشبكة رادار أقيمت عند مدخل البحر الأحمر. في مارس/ آذار 1973، كشفت مجلة “تايم” عن إرسال إسرائيل وحدات كوماندوز لاحتلال جزيرة زقر المهجورة، وإنشاء محطة راديو ورادار عليها.[11]


في وقت لاحق من ذلك العام، خلال حرب أكتوبر/ تشرين الأول، نسقت مصر مع اليمن الشمالي واليمن الجنوبي لإغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية. كما أرسل اليمن الشمالي قوات إلى بعض جزر البحر الأحمر في محاولة لمنع إسرائيل من احتلالها، على الرغم من عدم وقوع أي حوادث نزاع مع السفن الإسرائيلية.[12] لم يوقف ذلك المخططات الإسرائيلية بالنسبة للممر المائي، وفي أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 1977، بعث اليمن الشمالي بمذكرة سرية إلى جامعة الدول العربية يؤكد فيها تنامي التواجد العسكري الإسرائيلي والإثيوبي في الساحل المطل على باب المندب والذي أصبح اليوم جزءا من إريتريا.[13]


في غضون ذلك، سمح بدء تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ عام 1977 للأخيرة بحُرّية الملاحة البحرية في جزء كبير من ممر البحر الأحمر. بالمقابل، تمكنت مصر في فترة الثمانينيات من استرداد كامل سيطرتها على شبه جزيرة سيناء، بما في ذلك المنطقة المطلة على مضيق تيران.


لم يلبث أن ألقى الواقع الجيوسياسي بظلاله ليزيد الوضع تعقيداً، مع اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979 التي تسببت في قطع علاقات إسرائيل الوثيقة مع طهران، وبالتالي خسارة الشريان الرئيسي لمعظم إمدادات إسرائيل النفطية التي كان يتم شحنها عبر البحر الأحمر مما أوجد تنافساً جديدا في الشرق الأوسط.[14]


بداية تطوّر العلاقات بين إيران والحوثيين

إحدى مخرجات الثورة الإيرانية كانت معاداة إيران القوية للتواجد الغربي في المنطقة إلى جانب دعم أتباع الطائفة الشيعية في المنطقة بطريقة أو بأخرى. تعززت فرصة إيران في اليمن مع صعود جماعة الحوثيين في أوائل تسعينيات القرن الماضي – أولا كحركة “الشباب المؤمن” الزيدية – وظهورها لاحقا كقوة عسكرية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ومع ظهور تقارير غير مؤكدة عن زيارات للحوثيين إلى إيران لتلقي التدريبات العسكرية، أصبح اليمن مربط الفرس لسياسة إيران بحلول عام 2005 ، حين تظاهر المئات خارج السفارة اليمنية في طهران إبان الجولة الثالثة من حروب صعدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، مطالبين بطرد السفير اليمني. تم بعدها تغيير اسم الشارع الذي تقع فيه السفارة اليمنية إلى شارع الحوثي.[15]


تشير تقديرات المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في مركز هرتسليا متعدد التخصصات، [16] إلى أن الدعم الإيراني للحوثيين كان قصير الأمد ومتواضعاً نسبيا في البداية، إلا أن تدخل السعودية في حروب صعدة عام 2009 ومن ثمّ الإعلان عن تحالف بقيادتها في عام 2015 غيّر قواعد اللعبة في اليمن.


من وجهة نظر إسرائيل، تستند السياسة الإيرانية في اليمن في الوقت الحالي إلى ثلاث ركائز أساسية: تقديم الدعم للحوثيين؛ والإضرار بمصالح الدول العربية ذات الغالبية السنية – لا سيما السعودية؛ و التحكم قدر الامكان بالوصول الى مضيق باب المندب. يُعد الحرس الثوري الإيراني الذراع التنفيذية الرئيسية المكلفة بتحقيق السياسات الإيرانية في اليمن من خلال تمويل الحوثيين وتسليحهم وتدريبهم.[17]


من هذا المنطلق، تنظر إسرائيل إلى اليمن باعتباره حقل تجارب تستخدمه إيران للأسلحة والتكتيكات التي يمكن توظيفها ضد إسرائيل مستقبلا.[18] استخدم الحوثيون صواريخ باليستية بعيدة المدى وقوارب مفخخة خلال فترة الحرب، وبالتالي يمكنهم استخدامها لمهاجمة السفن الإسرائيلية التي تمرّ عبر مضيق باب المندب.[19] ورغم الحصار الذي فرضه التحالف الذي تقوده السعودية معظم فترة الحرب على الموانئ البحرية والجوية التي وضع الحوثيون أيديهم عليها، وردت تقارير عديدة في وسائل الإعلام الغربية عن تهريب الأسلحة عبر عُمان، إلى جانب تقارير أخرى عن احتجاز البحرية الأمريكية لعدة سفن محملة بأسلحة إيرانية خلال فترة الحرب، في طريقها على ما يبدو إلى الحوثيين.[20]


الأمن البحري خلال فترة الحرب

منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، أصبح البحر الأحمر والممرات البحرية الأخرى في الخليج العربي مواقع للتنافس المتزايد بين إسرائيل والتحالف الذي تقوده السعودية وحلفائهم الغربيين من جهة، وإيران وحليفها الحوثي من جهة أخرى. زرعت قوات الحوثيين الألغام البحرية في البحر الأحمر لتهديد حركة الملاحة البحرية، وبلغ هذا النشاط ذروته خلال عام 2017، مع تسجيل 15 حادثة زرع ألغام نُسبت إلى الحوثيين على طول شريط ساحلي يمتد على مسافة 100 كيلومتر بين مينائي ميدي والمخا. ذكر التحالف بقيادة السعودية بأنه اكتشف ودمر 171 لغما بحريا زرعها الحوثيون في مياه البحر الأحمر.[21]


في عام 2018، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً عن عزم إسرائيل الانضمام إلى أي تحالف دولي لمنع إيران من تعطيل ممرات الملاحة في البحر الأحمر[22]، بينما أشار محللون إسرائيليون مختصون في شؤون الدفاع إلى وجود قوارب صيد إيرانية مجهزة بأجهزة اتصال عبر الأقمار الصناعية في المياه الإقليمية اليمنية تتعاون مع سلطات الحوثيين لتهريب الأسلحة ومراقبة حركة السفن في بحر العرب وخليج عُمان والبحر الأحمر.[23] شكل توقيع “اتفاقيات أبراهام” في 2020 دفعة لهذه السياسة الإسرائيلية الرامية إلى مواجهة هذه الأنشطة المزعومة، حيث شهد العام التالي عددا من الحوادث الأمنية في البحر الأحمر. ففي أبريل/ نيسان 2021، تم زرع متفجرات داخل سفينة إيرانية بعد رسوّها على بعد 87 ميلا بحريا قبالة الساحل اليمني بالقرب من مضيق باب المندب، في عملية نفذتها على ما يبدو وحدة كوماندوز إسرائيلية حسب ما تناولته تقارير إعلامية .[24] في وقت لاحق، تم استهداف ناقلة نفط إسرائيلية بطائرة مسيرة أثناء عبورها شمال بحر العرب في يونيو/ حزيران 2021 مما أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها.[25] ألقت بريطانيا وإسرائيل باللائمة على إيران في ترتيب الهجوم، [26] لتدخل في أعقابه غواصة إسرائيلية طراز دولفين وسفينتان تابعتان لسلاح البحرية الإسرائيلي مياه البحر الأحمر.[27] في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، كثفت إسرائيل مناوراتها البحرية في البحر الأحمر إلى جانب القوات البحرية الأمريكية والإماراتية.[28]


في ديسمبر/ كانون الأول 2021، صرّحت البحرية الأمريكية بأنها اعترضت أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى اليمن، واحتجزت خمسة يمنيين وصادرت 1400 بندقية كلاشنيكوف و 226600 طلقة ذخيرة. كما صرّح الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية بأنه صادر خلال عام 2021 ما مجموعه 8700 قطعة سلاح غير قانونية في منطقة تمتد مساحتها 2.5 مليون ميل مربع، بما في ذلك البحر الأحمر والخليج العربي.[29] في يناير/ كانون الثاني 2022، استولت سلطات الحوثيين على سفينة ترفع علم الإمارات في المياه الإقليمية اليمنية، فيما وصفته وكالة تسنيم للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني كرسالة تحذير إلى إسرائيل مفادها أن سلطات الحوثيين قادرة على استهداف السفن الإسرائيلية.[30] زعم تقرير إسرائيلي آخر في يناير/ كانون الثاني 2022 أن سلطات الحوثيين قامت بإنشاء قوة خاصة تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ عمليات قرصنة وهجمات في عرض البحر الأحمر، ونشر أنظمة صواريخ “نور” الإيرانية الصنع.[31] لاحقاً في أبريل/ نيسان 2022 ، صرّحت البحرية الأمريكية عن عزمها إنشاء قوة جديدة مشتركة مع حلفائها للقيام بدوريات في البحر الأحمر.[32]


انتشار القواعد العسكرية

تتمحور إحدى مخاوف إسرائيل المرتبطة بالوضع اليمني في استحواذ الحوثيين على أسلحة متطورة تمكنهم من مهاجمة الأصول الإسرائيلية في البحر الأحمر أو استهداف إسرائيل مباشرة، وبالتالي تعطي أولوية لمنع هذا السيناريو.[33] أشارت تقارير إلى استخدام قوات الحوثيين نظام التعرّف التلقائي (AIS) الذي يمكنه التعرف على السفن الإسرائيلية، مما عزز المخاوف من استهداف تلك السفن بالصواريخ الساحلية والألغام البحرية[34].


بالتالي، أصبح تعزيز العلاقات مع الإمارات خطوة هامة لتحقيق الأهداف الأمنية الإسرائيلية في اليمن. فالإمارات – إلى جانب السعودية – هي ضمن الثماني دول التي أنشأت قواعد عسكرية في جيبوتي المتمتعة بموقع استراتيجي مطل على مضيق باب المندب، إلى جانب تواجدها العسكري في إريتريا وصوماليلاند، وجزيرة ميون وأرخبيل سقطرى في اليمن – مما منحها قدرة كبيرة على مراقبة حركة الملاحة في المنطقة.[35] إلى جانب ذلك، تم تداول تقارير في إسرائيل عن إنشاء قاعدة تجسس مشتركة مع الإمارات في جزيرة سقطرى بعد أن رسخت الأخيرة موطئ قدم لها هناك، وذلك في أعقاب وصول وفد من ضباط المخابرات الإسرائيلية والإماراتية إلى الجزيرة في أغسطس/ آب 2020 لتفقد المواقع الرئيسية وسط جمجموه في منطقة مومي شرقيّ الجزيرة، ووسط قطنان الواقعة في المناطق الجبلية غربيّ الجزيرة.[36]


تشير تقارير أخرى لمراقبين أمنيين واستخباراتيين إلى قيام إسرائيل منذ عام 2016 بإنشاء قواعد في جبل إمبا سويرا الواقع قرب بلدة صنعفي جنوبيّ العاصمة الإريترية أسمرة.[37] لم تحرك إسرائيل ساكناً لدحض هذه التقارير، بل غالبا ما زعمت عمل أذرعها الأمنية والاستخباراتية بحُرّية في جميع أنحاء المنطقة.[38]


في معرض ردها على تقارير تناولتها وسائل الإعلام الإيرانية عن التعاون الإماراتي – الإسرائيلي، هددت سلطات الحوثيين باستهداف تل أبيب والإمارات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في البحر الأحمر.[39] نفت السعودية رسميا مزاعم التواجد العسكري الإماراتي في جزر سقطرى وميون، [40] إلا أن طارق صالح – عضو مجلس القيادة الرئاسي المدعوم من الإمارات – أقر في عام 2021 [41] بوجود قوات للتحالف بقيادة السعودية في جزيرة ميون. تتمركز قوات المقاومة الوطنية بقيادة صالح (المدعومة إماراتياً) في المخا، وكُلفت بمهمة تأمين مضيق باب المندب.[42]


الاحتمالات الواردة في المستقبل

حتى اللحظة، كان لهجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة على أهداف سعودية وإماراتية وقعاً محدوداً، على عكس هجماتهم على موانئ تصدير النفط في جنوب اليمن[43] التي شكلت ضربة لإيرادات الحكومة اليمنية. يظل الاحتمال قائما أمام شن المزيد من الهجمات المدمرة على ممرات الملاحة في البحر الأحمر والتي يمكن أن تؤثر على التجارة البحرية الدولية وتؤجج أزمة في سوق النفط العالمية.


في الوقت الراهن، تنظر إسرائيل إلى جماعة الحوثيين باعتبارها واحدة من أخطر التهديدات الإقليمية، كطرف وكيل للإيرانيين أظهر قدرات عسكرية متزايدة خلال فترة الصراع الدائر. كما أظهرت الجماعة استعدادها للعمل لصالح إيران متى استدعت الحاجة، كتبنيها هجمات أرامكو عام 2019 التي يُشتبه بأنها شُنت من أراضٍ إيرانية أو عراقية.[44] كل هذه المعطيات تشير إلى أن اليمن سيظل موقعا للتنافس بين إسرائيل وخصومها الإقليميين خلال السنوات القادمة.


الهوامش

يوئيل جوزانسكي، “البحر الأحمر- تشابك المنافسات المتقاطعة “، مجلة معرخوت التابعة للجيش الإسرائيلي” (باللغة العبرية)، 21 سبتمبر/ أيلول 2020، https://www.maarachot.idf.il/2020/מאמרים/הים-האדום-בסבך-יריבויות-צולבות/ دورون بسكين، “كيف يقلقل اليمن الفقير أسعار النفط في العالم”، موقع كالكاليست” (اللغة العبرية)، 29 مارس/ آذار 2015،

https://www.calcalist.co.il/world/articles/0,7340,L-3655726,00.html يوئيل جوزانسكي، “البحر الأحمر- تشابك المنافسات المتقاطعة “، مجلة معرخوت التابعة للجيش الإسرائيلي” (باللغة العبرية)، 21 سبتمبر/ أيلول 2020، https://www.maarachot.idf.il/2020/מאמרים/הים-האדום-בסבך-יריבויות-צולבות/ دورون بسكين، “كيف يقلقل اليمن الفقير أسعار النفط في العالم”، موقع كالكاليست” (اللغة العبرية)، 29 مارس/ آذار 2015،

https://www.calcalist.co.il/world/articles/0,7340,L-3655726,00.html

إيال بينكو، “المعركة البحرية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن ” (اللغة العبرية)، مركز حيفا للبحوث السياسية والاستراتيجية البحرية، التقديرات الاستراتيجية البحرية لإسرائيل عام 2018 / 2019

https://hms.haifa.ac.il/images/reports/HE_Report_2018_19/Eyal-Pinko-Two.pdf

أعادة إسرائيل تسميتها بـ”إيلات” في 25 يونيو/ حزيران 1952.

د. عبدالله عبدالمحسن السلطان، “البحر الأحمر والصراع العربي والإسرائيلي: التنافس بين استراتيجيتين”، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط3، 1988، ص 184.

د. عبدالعظيم رمضان، “المواجهة المصرية- الإسرائيلية في البحر الأحمر 1949م- 1979م”، مطابع روز اليوسف، القاهرة، 1982م، ص 136.

نفس المرجع السابق، ص 185

“استهداف ناقلة متجهة إلى إسرائيل بالقرب من البحر الأحمر” ، نيويورك تايمز ، 14 يونيو/ حزيران 1971 ، https://www.nytimes.com/1971/06/14/archives/tanker-bound-for-israel-attacked-near-red-sea-tanker-attacked-on.html

إبراهيم خالد عبدالكريم، “الاستراتيجية الإسرائيلية إزاء شبه الجزيرة العربية”، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبوظبي، سنة 2000، المجلد 1 ، ص 22.

جدير بالذكر أن الكاتب الصحفي المصري “محمد حسنين هيكل” المقرب من جمال عبدالناصر كتب في أوائل ستينيات القرن الماضي “إن البحر الأحمر كله يمكن اعتباره بحرًا عربيًا، لأن الدول التى تطل عليه كلها عربية وهي، الجمهورية العربية المتحدة، والسودان من المغرب، والمملكة الأردنية والمملكة العربية السعودية واليمن الشمالية واليمن الجنوبية الشعبية من المشرق”. انظر: http://nasser.bibalex.org/TextViewer.aspx?TextID=BSA-706-ar جدير بالذكر أن الكاتب الصحفي المصري “محمد حسنين هيكل” المقرب من جمال عبدالناصر كتب في أوائل ستينيات القرن الماضي “إن البحر الأحمر كله يمكن اعتباره بحرًا عربيًا، لأن الدول التى تطل عليه كلها عربية وهي، الجمهورية العربية المتحدة، والسودان من المغرب، والمملكة الأردنية والمملكة العربية السعودية واليمن الشمالية واليمن الجنوبية الشعبية من المشرق”. انظر: http://nasser.bibalex.org/TextViewer.aspx?TextID=BSA-706-ar

السلطان، “البحر الأحمر والصراع العربي والإسرائيلي” ، ص 138 – 198 .

رمضان، “المواجهة المصرية- الإسرائيلية في البحر الأحمر” ، ص 143.

حسين علي الحبيشي “اليمن والبحر الأحمر الموضع والموقع، جغرافيًا، تاريخيًا، اقتصاديًا، سياسيًا، بحريًا، قانونيًا”، دار الفكر المعاصر، بيروت، 1992م، ص290؛ انظر أيضًا: السلطان، “البحر الأحمر والصراع العربي والإسرائيلي”، ص185.

السلطان، “البحر الأحمر والصراع العربي والإسرائيلي” ، ص 191 .

جمال علي زهران، “تطور العلاقات الإيرانية الإسرائيلية بين عهدي الشاه والخميني”، مجلة “شؤون فلسطينية”، العدد 138\ 139، يناير/ كانون الثاني- فبراير/ شباط، 1993، صـ 41.

عادل الأحمدي، “الزهر والحجر: التمرد الشيعي في اليمن وموقع الأقليات الشيعية في السيناريو الجديد”، صنعاء، مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، 2006، ص. 166

“إيران والحوثيين في اليمن (باللغة العبرية)”، المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في المركز متعدد التخصصات في هرتسيليا، تقدير وضع شهر يناير/ كانون الثاني 2019، www.ict.org.il/images/איראן בתימן.pdf

يوناثان سول وباريسا حافيظي ومايكل جورجي، “إيران تكثف دعمها للحوثيين في حرب اليمن”، رويترز، 21 مارس/ آذار 2017، https://www.reuters.com/article/us-yemen-iran-houthis/exclusive-iran-steps-up-support-for-houthis-in-yemens-war-sources-idUSKBN16S22R يوناثان سول وباريسا حافيظي ومايكل جورجي، “إيران تكثف دعمها للحوثيين في حرب اليمن”، رويترز، 21 مارس/ آذار 2017، https://www.reuters.com/article/us-yemen-iran-houthis/exclusive-iran-steps-up-support-for-houthis-in-yemens-war-sources-idUSKBN16S22R

الدكتور عوزي روبين، “حرب الصواريخ في جنوب الجزيرة العربية: دروس لإسرائيل (باللغة العبرية)”، معهد القدس للاستراتيجية والأمن، 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، https://jiss.org.il/he/rubin-missile-war-in-southern-arabia/ الدكتور عوزي روبين، “حرب الصواريخ في جنوب الجزيرة العربية: دروس لإسرائيل (باللغة العبرية)”، معهد القدس للاستراتيجية والأمن، 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، https://jiss.org.il/he/rubin-missile-war-in-southern-arabia/

يوني بن مناحيم، “اليمن: هل إسرائيل أحبطت هجومًا إيرانيًا (باللغة العبرية)”، المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة، 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، https://jcpa.org.il/article/אזהרה-תימן/ يوني بن مناحيم، “اليمن: هل إسرائيل أحبطت هجومًا إيرانيًا (باللغة العبرية)”، المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة، 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، https://jcpa.org.il/article/אזהרה-תימן/

بيتر بيرجن، “الولايات المتحدة تعترض عدة شحنات من الأسلحة الإيرانية المتجهة للحوثيين في اليمن”، سي إن إن، 28 أكتوبر/ تشرين الاول 2016م، https://edition.cnn.com/2016/10/28/politics/us-intercepts-iranian-weapons/index.html بيتر بيرجن، “الولايات المتحدة تعترض عدة شحنات من الأسلحة الإيرانية المتجهة للحوثيين في اليمن”، سي إن إن، 28 أكتوبر/ تشرين الاول 2016م، https://edition.cnn.com/2016/10/28/politics/us-intercepts-iranian-weapons/index.html

“الجيش اليمني يعثر على ألغام بحرية زرعها الحوثيون في البحر الأحمر”، يمن مونيتور، 27 ديسمبر/ كانون الاول 2020، https://www.yemenmonitor.com/Details/ArtMID/908/ArticleID/47088 “الجيش اليمني يعثر على ألغام بحرية زرعها الحوثيون في البحر الأحمر”، يمن مونيتور، 27 ديسمبر/ كانون الاول 2020، https://www.yemenmonitor.com/Details/ArtMID/908/ArticleID/47088

نوعاه شبيجل، “نتنياهو: إسرائيل ستكون جزءًا من تحالف يمنع إيران من إغلاق ممر الملاحة في البحر الأحمر (باللغة العبرية)”، صحيفة هاآرتس، 1 أغسطس/ آب 2018، https://www.haaretz.co.il/news/politics/2018-08-01/ty-article/00000180-179b-d1f1-a989-17df23fe0000 نوعاه شبيجل، “نتنياهو: إسرائيل ستكون جزءًا من تحالف يمنع إيران من إغلاق ممر الملاحة في البحر الأحمر (باللغة العبرية)”، صحيفة هاآرتس، 1 أغسطس/ آب 2018، https://www.haaretz.co.il/news/politics/2018-08-01/ty-article/00000180-179b-d1f1-a989-17df23fe0000

إيال بينكو، ” مليشيا الصيادين التابعة للحرس الثوري (اللغة العبرية)”، موقع إسرائيل ديفنس، 12 ديسمبر/ كانون الاول 2020، https://www.israeldefense.co.il/node/44046 إيال بينكو، ” مليشيا الصيادين التابعة للحرس الثوري (اللغة العبرية)”، موقع إسرائيل ديفنس، 12 ديسمبر/ كانون الاول 2020، https://www.israeldefense.co.il/node/44046

“سفينة إيرانية عسكرية.. قصة سافيز التي هاجمتها إسرائيل”، موقع العربية، 7 أبريل/ نيسان 2021، www.alarabiya.net/iran/2021/04/07/سفينة-ايرانية-عسكرية-قصة-سافيز-التي-هاجمتها-اسرائيل “سفينة إيرانية عسكرية.. قصة سافيز التي هاجمتها إسرائيل”، موقع العربية، 7 أبريل/ نيسان 2021، www.alarabiya.net/iran/2021/04/07/سفينة-ايرانية-عسكرية-قصة-سافيز-التي-هاجمتها-اسرائيل

“وزير الدفاع الإسرائيلي: إيران شنت هجومًا مميتًا بطائرة مسيرة على ناقلة نفط”، موقع نقابة الأخبار اليهودية Jewish News Syndicate، 25 أغسطس/ آب 2021، https://www.jns.org/israeli-defense-minister-says-iran-launched-deadly-drone-strike-on-oil-tanker/ “وزير الدفاع الإسرائيلي: إيران شنت هجومًا مميتًا بطائرة مسيرة على ناقلة نفط”، موقع نقابة الأخبار اليهودية Jewish News Syndicate، 25 أغسطس/ آب 2021، https://www.jns.org/israeli-defense-minister-says-iran-launched-deadly-drone-strike-on-oil-tanker/

“الهجوم على سفينة ميرسر ستريت”، موقع وزارة الخارجية الأمريكية، 1 أغسطس/ آب 2021، www.state.gov/translations/arabic/الهجوم-على-سفينة-ميرسر-ستريت/

“إيران: غواصة إسرائيلية عبرت البحر الأحمر برفقة مدمرة (باللغة العبرية)”، موقع بحدري حداريم، 10 أغسطس/ آب 2021، https://www.bhol.co.il/news/1260192 “إيران: غواصة إسرائيلية عبرت البحر الأحمر برفقة مدمرة (باللغة العبرية)”، موقع بحدري حداريم، 10 أغسطس/ آب 2021، https://www.bhol.co.il/news/1260192

إيتي بلومنتل، “مسؤول بحري بارز: هدف التدريب- الاستعداد لمواجهة الترسيخ الإيراني في سوريا، واليمن والعراق (باللغة العبرية)”، موقع “كان” الإخباري، 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، https://www.kan.org.il/item/?itemid=116702 إيتي بلومنتل، “مسؤول بحري بارز: هدف التدريب- الاستعداد لمواجهة الترسيخ الإيراني في سوريا، واليمن والعراق (باللغة العبرية)”، موقع “كان” الإخباري، 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، https://www.kan.org.il/item/?itemid=116702

“البحرية الأمريكية تضبط أسلحة من إيران متجهة على الأرجح إلى اليمن”، موقع تايمز اوف إسرائيل، 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، https://www.timesofisrael.com/us-navy-says-it-seized-arms-from-iran-likely-bound-for-yemen/ “البحرية الأمريكية تضبط أسلحة من إيران متجهة على الأرجح إلى اليمن”، موقع تايمز اوف إسرائيل، 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، https://www.timesofisrael.com/us-navy-says-it-seized-arms-from-iran-likely-bound-for-yemen/

سيث جي فرانتزمان، “الحوثيون في اليمن يدعون أنهم استهدفوا سفينة إماراتية ووجهوا تحذيرُا لإسرائيل”، جيروزاليم بوست، 5 يناير/ كانون الثاني 2022، https://www.jpost.com/middle-east/article-691669 سيث جي فرانتزمان، “الحوثيون في اليمن يدعون أنهم استهدفوا سفينة إماراتية ووجهوا تحذيرُا لإسرائيل”، جيروزاليم بوست، 5 يناير/ كانون الثاني 2022، https://www.jpost.com/middle-east/article-691669

“بتوجيهات إيران، أنشأ الحوثيون قوة خاصة لشن هجمات في البحر الأحمر (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت، 21 يناير/ كانون الثاني 2022، https://nziv.net/73963/ “بتوجيهات إيران، أنشأ الحوثيون قوة خاصة لشن هجمات في البحر الأحمر (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت، 21 يناير/ كانون الثاني 2022، https://nziv.net/73963/

“رسالة لإيران؟ الولايات المتحدة تعلن عن إنشاء قوة مهام جديدة في البحر الأحمر (باللغة العبرية)”، جريدة معاريف، 13 أبريل/ نيسان 2022، https://www.maariv.co.il/news/world/Article-911273 “رسالة لإيران؟ الولايات المتحدة تعلن عن إنشاء قوة مهام جديدة في البحر الأحمر (باللغة العبرية)”، جريدة معاريف، 13 أبريل/ نيسان 2022، https://www.maariv.co.il/news/world/Article-911273

آري هيستين، “الحرب الأهلية في اليمن تغير مسارها: إلى أين تتجه؟ (باللغة العبرية)”، مجلة “عدكون استراتيجي” الصادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أبريل/ نيسان 2020، https://strategicassessment.inss.org.il/articles/yemeni-civil-war/ آري هيستين، “الحرب الأهلية في اليمن تغير مسارها: إلى أين تتجه؟ (باللغة العبرية)”، مجلة “عدكون استراتيجي” الصادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أبريل/ نيسان 2020، https://strategicassessment.inss.org.il/articles/yemeni-civil-war/

إيال بينكو، “المعركة البحرية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن (باللغة العبرية)”، مركز حيفا للبحوث السياسية والاستراتيجية البحرية، التقديرات الاستراتيجية البحرية لإسرائيل عام 2018\ 2019، https://hms.haifa.ac.il/images/reports/HE_Report_2018_19/Eyal-Pinko-Two.pdf إيال بينكو، “المعركة البحرية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن (باللغة العبرية)”، مركز حيفا للبحوث السياسية والاستراتيجية البحرية، التقديرات الاستراتيجية البحرية لإسرائيل عام 2018\ 2019، https://hms.haifa.ac.il/images/reports/HE_Report_2018_19/Eyal-Pinko-Two.pdf

يوئيل جوزانسكي وجيل هورفيتس، “سباق الموانئ في بحر العرب- منافسة دولية وإقليمية للسيطرة على طرق التجارة (باللغة العبرية)”، معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، 5 أغسطس/ آب 2019، https://www.inss.org.il/he/publication/a-port-rush-competition-for-control-of-trade-routes/ و “أبوظبي تقيم قاعدة جوية في جزيرة بريم… (باللغة العبرية)”، تيك دبكا، 28 مايو/ آيار 2021، www.debka.co.il/אבו-דאבי-מקימה-על-האי-פארים-perim-בסיס-אוויר/ يوئيل جوزانسكي وجيل هورفيتس، “سباق الموانئ في بحر العرب- منافسة دولية وإقليمية للسيطرة على طرق التجارة (باللغة العبرية)”، معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، 5 أغسطس/ آب 2019، https://www.inss.org.il/he/publication/a-port-rush-competition-for-control-of-trade-routes/ و “أبوظبي تقيم قاعدة جوية في جزيرة بريم… (باللغة العبرية)”، تيك دبكا، 28 مايو/ آيار 2021، www.debka.co.il/אבו-דאבי-מקימה-על-האי-פארים-perim-בסיס-אוויר/ يوئيل جوزانسكي وجيل هورفيتس، “سباق الموانئ في بحر العرب- منافسة دولية وإقليمية للسيطرة على طرق التجارة (باللغة العبرية)”، معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، 5 أغسطس/ آب 2019، https://www.inss.org.il/he/publication/a-port-rush-competition-for-control-of-trade-routes/ و “أبوظبي تقيم قاعدة جوية في جزيرة بريم… (باللغة العبرية)”، تيك دبكا، 28 مايو/ آيار 2021، www.debka.co.il/אבו-דאבי-מקימה-על-האי-פארים-perim-בסיס-אוויר/

حنان جرينفود، “إسرائيل والإمارات تنشئان قواعد تجسس مشتركة (باللغة العبرية)”، موقع يسرائيل هيوم، 30 أغسطس/ آب 2020، https://www.israelhayom.co.il/military-life/world-news-military-life/article/7742169 “تقرير: إسرائيل ستنشئ قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى بالتعاون مع الإمارات (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت، 26 أغسطس/ آب 2020، https://www.nziv.net/51459/ حنان جرينفود، “إسرائيل والإمارات تنشئان قواعد تجسس مشتركة (باللغة العبرية)”، موقع يسرائيل هيوم، 30 أغسطس/ آب 2020، https://www.israelhayom.co.il/military-life/world-news-military-life/article/7742169 “تقرير: إسرائيل ستنشئ قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى بالتعاون مع الإمارات (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت، 26 أغسطس/ آب 2020، https://www.nziv.net/51459/ حنان جرينفود، “إسرائيل والإمارات تنشئان قواعد تجسس مشتركة (باللغة العبرية)”، موقع يسرائيل هيوم، 30 أغسطس/ آب 2020، https://www.israelhayom.co.il/military-life/world-news-military-life/article/7742169 “تقرير: إسرائيل ستنشئ قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى بالتعاون مع الإمارات (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت، 26 أغسطس/ آب 2020، https://www.nziv.net/51459/ حنان جرينفود، “إسرائيل والإمارات تنشئان قواعد تجسس مشتركة (باللغة العبرية)”، موقع يسرائيل هيوم، 30 أغسطس/ آب 2020، https://www.israelhayom.co.il/military-life/world-news-military-life/article/7742169 “تقرير: إسرائيل ستنشئ قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى بالتعاون مع الإمارات (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت، 26 أغسطس/ آب 2020، https://www.nziv.net/51459/

“خطة الإمارات وإسرائيل لإنشاء قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى اليمنية “، موقع “ساوث فرونت”، 28 أغسطس/ آب 2020، https://southfront.org/uae-israel-plan-to-create-intelligence-bases-on-socotra-island/ “خطة الإمارات وإسرائيل لإنشاء قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى اليمنية “، موقع “ساوث فرونت”، 28 أغسطس/ آب 2020، https://southfront.org/uae-israel-plan-to-create-intelligence-bases-on-socotra-island/

روعي كايس، “غواصات إسرائيلية في طريقها إلى إيران: “البحرية تعمل في كل مكان (باللغة العبرية)”، موقع “كان”، 25 ديسمبر/ كانون الاول 2020، https://www.kan.org.il/item/?itemId=81879 روعي كايس، “غواصات إسرائيلية في طريقها إلى إيران: “البحرية تعمل في كل مكان (باللغة العبرية)”، موقع “كان”، 25 ديسمبر/ كانون الاول 2020، https://www.kan.org.il/item/?itemId=81879

“الجيش اليمني سيحبط أي محاولة ترسيخ إسرائيلية في المنطقة بمساعدة الإمارات (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت، 18 سبتمبر/ أيلول 2020، https://nziv.net/52722/ “العميد عزيز راشد لــ “تسنيم”: قدراتنا جاهزة لدك أي تواجد عكسري صهيوني في الجزر اليمنية”، وكالة تسنيم للأنباء، 16 سبتمبر/أيلول 2020، www.tasnimnews.com/ar/news/2020/09/16/2349401/العمید-عزیز-راشد-لـ-تسنیم-قدراتنا-جاهزة-لدک-ای-تواجد-عسکری-صهیونی-فی-الجزر-الیمنیة “الجيش اليمني سيحبط أي محاولة ترسيخ إسرائيلية في المنطقة بمساعدة الإمارات (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت، 18 سبتمبر/ أيلول 2020، https://nziv.net/52722/ “العميد عزيز راشد لــ “تسنيم”: قدراتنا جاهزة لدك أي تواجد عكسري صهيوني في الجزر اليمنية”، وكالة تسنيم للأنباء، 16 سبتمبر/أيلول 2020، www.tasnimnews.com/ar/news/2020/09/16/2349401/العمید-عزیز-راشد-لـ-تسنیم-قدراتنا-جاهزة-لدک-ای-تواجد-عسکری-صهیونی-فی-الجزر-الیمنیة “الجيش اليمني سيحبط أي محاولة ترسيخ إسرائيلية في المنطقة بمساعدة الإمارات (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت، 18 سبتمبر/ أيلول 2020، https://nziv.net/52722/ “العميد عزيز راشد لــ “تسنيم”: قدراتنا جاهزة لدك أي تواجد عكسري صهيوني في الجزر اليمنية”، وكالة تسنيم للأنباء، 16 سبتمبر/أيلول 2020، www.tasnimnews.com/ar/news/2020/09/16/2349401/العمید-عزیز-راشد-لـ-تسنیم-قدراتنا-جاهزة-لدک-ای-تواجد-عسکری-صهیونی-فی-الجزر-الیمنیة

“السعودية تنفي قيام الإمارات ببناء قواعد عسكرية في منطقة مضيق باب المندب (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت”، 27 مايو/ أيار 2021، https://nziv.net/64366/ “السعودية تنفي قيام الإمارات ببناء قواعد عسكرية في منطقة مضيق باب المندب (باللغة العبرية)”، موقع نتسيف نت”، 27 مايو/ أيار 2021، https://nziv.net/64366/

“طارق صالح يكشف لـ”سبوتنيك” تفاصيل مهمة بشأن ملفات شائكة عن اليمن”، سبوتنك عربي، 14 يونيو/ حزيران 2021، https://sputnikarabic.ae/20210614/طارق-صالح-يكشف-لـسبوتنيك-تفاصيل-مهمة-بشأن-ملفات-شائكة-عن-اليمن-1049248488.htmll

“قوات موالية لليمن تسيطر على باب المندب”، موقع مديل ايست آي، 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، https://www.middleeasteye.net/news/yemen-loyalists-take-control-bab-al-mandab

أحمد الحاج، “اليمن: طائرات حوثية مسيرة تهاجم ميناء نفطي”، أسوشيتد برس، 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023: https://apnews.com/article/middle-east-business-yemen-sanaa-houthis-c115994692a5c2db28f14d74895e00c3

ميشيل نيكولز، “حصري: محققو الأمم المتحدة خلصوا الى عدم ضلوع الحوثيين بتنفيذ الهجوم على منشآت النفط السعودية”، رويترز، 8 يناير/كانون الثاني 2020، https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco-attacks-un-exclusive-idUSKBN1Z72VX


إسرائيل والأمن الملاحي في منطقة البحر الأحمر: عقود من التنافس و التحدي الحوثي الناشئ - تقرير اليمن، يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2023م - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

إhttps://sanaacenter.org/ar/the-yemen-review/jan-feb-2023/19861


تحميل كملف PDF


الثلاثاء، 14 مارس 2023

Israel’s Maritime Security in the Red Sea: Historical Competition and the New Houthi Challenge

 Since the early days of the conflict in Yemen, the Houthi movement has been in control of much of the Red Sea coastline. The waterway serves as the main artery for trade between the Mediterranean Sea and the Indian Ocean, estimated at about US$700 billion a year. Some 4 million barrels of oil pass through Bab al-Mandab Strait every day en route to Europe, and about 25,000 ships, or 7 percent of world maritime trade.[1]


As a result, Houthi control over parts of the Red Sea has been a subject of international concern, including in Israel. Asian imports and exports account for about a quarter of Israel’s total foreign trade, transiting mainly via Red Sea routes, making the safety of the waterway a national security issue.[2]


The Houthi movement has planted mines, threatening maritime navigation and used fishing boats to facilitate arms smuggling and to monitor the movement of US and other vessels in the Red Sea. In response, Israel has pressed its international allies to protect the Bab al-Mandab Strait, and improved regional relationships, most notably with the Abraham Accords, signed in 202o with the UAE and Bahrain. It has participated in naval exercises in the Red Sea alongside the US, UAE, and Bahrain. Israel began to establish close ties with the UAE in particular given its own maritime security network, encompassing Djibouti, Eritrea, Somaliland, and Yemen’s Perim Island and Socotra archipelago. Israeli concern about the threat emanating from Yemen is unlikely to end with the cessation of hostilities, and the relations it has built in the Gulf will likely be the basis for further cooperation and perhaps even a new stage of low-level conflict with the Houthi movement.

Historical Rivalry in the Red Sea

Rivalry between Israel and Arab states over control of the Red Sea dates back to March 1949, when Israel occupied the village of Umm Al-Rashrash[3] and established a presence on the Gulf of Aqaba. In response, Egypt and Saudi Arabia cooperated in 1950 to place the islands of Tiran and Sanafir, located near the Straits of Tiran at the mouth of the Gulf of Aqaba, under Egyptian military control. Egypt then took a series of measures in the early 50s to restrict Israeli shipping through the gulf.[4] This severed Israel’s links with Asian and African markets and prompted Israel’s failed operation in Sinai in 1956, and later its successful occupation in 1967, which also included control of Sharm el-Sheikh, overlooking the Straits of Tiran.

Attention began to shift to the southern end of the Red Sea in the 1960s. Nasserist Egypt supported the republicans in North Yemen after the 1962 revolution and sent troops to the country, gaining further influence along the coast.[5] The Red Sea came into the spotlight at meetings of the Arab League, as both North and South Yemen raised concerns about Israeli activities. In September 1970, the Cairo-based organization delivered an intelligence report to the Egyptian foreign ministry about Israeli activities in the waterway.[6] In June 1971, leftist guerillas from the Popular Front for the Liberation of Palestine fired on an Israel-chartered oil tanker near Perim Island.[7]


In response, Israel began to work to undermine Yemen’s control over the southern passage into the Red Sea.[8] From the Israeli perspective, the Red Sea was an international waterway and itl resisted efforts to frame the Red Sea as an Arab waterway,[9] pursuing a strategy of providing support to non-Arab neighboring countries. In the early 1970s, Israeli Defense Forces Chief of Staff Haim Bar-Lev visited Ethiopia to start talks aimed at securing access to the Red Sea islands of Halib, Dahlak, the Hanish islands, Zuqar, and Dar al-Ayl, which at the time were under Ethiopian control.[10] Israel later began training the Ethiopian navy, providing patrol boats, missile boats, and a radar network, which was set up at the mouth of the Red Sea. In March 1973, Time magazine revealed that Israel had sent secret commando units to occupy uninhabited Zuqar island and established a radio and radar station.[11]

Later that year, during the October War, Egypt coordinated with North Yemen, and South Yemen closed the Bab al-Mandab Strait to Israeli shipping. North Yemen also dispatched forces to some Red Sea islands in an effort to prevent Israel occupying them, though there are no known incidents of conflict with Israeli vessels.[12] Still, Israeli designs on the waterway persisted, and in October 1977 North Yemen sent a secret memorandum to the Arab League confirming an increased Israeli and Ethiopian military presence on the coast facing the Bab al-Mandab, in what is now Eritrea.[13]


The normalization of relations between Egypt and Israel from 1977 allowed the latter freer maritime navigation through most of the Red Sea. By the 1980s it had returned the entirety of the Sinai Peninsula to Egyptian control, including territory overlooking the Straits of Tiran.


But geopolitics was to complicate the situation once more. The Iranian revolution in 1979 ended Israel’s close ties with Tehran, through which it had been able to obtain most of its oil needs via the Red Sea, and birthed a new rivalry in the Middle East.[14]


Iran Begins to Develop Ties with the Houthis

Following the Iranian revolution, Iran became an anti-Western force that looked for ways to support Shia populations in the region. That opportunity arose in Yemen with the rise of the Houthis, first as the Zaidi revivalist Believing Youth Movement in the early 1990s, and later in its later emergence as a military force in the 2000s. Amid unconfirmed reports of Houthi visits to Iran for military training, Yemen had become a politically salient issue for the Iranians by 2005, when hundreds of demonstrators protested outside the Yemeni embassy in Tehran during the third round of the Sa’ada wars between the Yemeni government and the Houthi movement, demanding the expulsion of the Yemeni ambassador. The name of the street where the embassy is located was subsequently changed to Al-Houthi Street.[15]


Estimates by the International Institute for Counterterrorism at the Interdisciplinary Center in Herzliya[16] indicate that Iranian support for the Houthis was initially minor, but Saudi Arabia’s intervention in the Sa’ada wars in 2009, and the formation of the Saudi-led coalition in 2015, changed the rules of the game in Yemen.


In the Israeli view, Iranian policy in Yemen rests on three basic pillars: providing support to the Houthis; harming the interests of Sunni Arab countries, specifically Saudi Arabia; and controlling access as much as possible to the Bab al-Mandab Strait. The IRGC is the executive body tasked with implementing these policies through funding, arming, and training the Houthis.[17]


Israel also sees Yemen as an Iranian testing ground for weapons and tactics that could be used against it in the future.[18] Long-range ballistic missiles and small explosive-laden boats have been employed by the Houthis during the war, and could be used to attack Israeli ships moving through the Bab al-Mandab Strait.[19] Despite the Saudi-led coalition’s blockade on Houthi-controlled sea and air ports for much of the conflict, there have been reports of weapons smuggling via Oman, and the US Navy has seized numerous ships loaded with Iranian arms apparently bound for the Houthis.[20]


Maritime Security During the War

Since war erupted in 2015, the Red Sea and other Gulf waterways have become sites of increased contestation between Israel, the Saudi-led coalition, and its Western partners on one side, and Iran and its Houthi partners on the other. Houthi forces have planted numerous mines in the Red Sea, threatening maritime navigation. During 2017, 15 different mine-planting incidents attributed to the Houthis were recorded along a 100-kilometer coastal strip between the ports of Midi and Al-Mokha; the Saudi-led coalition said it had detected and destroyed 171 sea mines planted by the Houthis in the Red Sea.[21] In 2018, Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu publicly declared that Israel would be part of any international action to prevent Iran from blocking Red Sea shipping routes.[22] Israeli defense analysts claimed there were Iranian fishing boats equipped with satellite communication devices in Yemeni territorial waters working with the Houthi authorities to smuggle weapons and monitor vessels in the Arabian Sea, Gulf of Oman, and Red Sea.[23]


Israeli activities to counter these alleged actions ramped up after the signing of the Abraham Accords in 2020. The following year witnessed numerous maritime security incidents: in April, an Israeli commando unit reportedly placed explosives on an Iranian vessel 87 nautical miles off the Yemeni coast near the Bab al-Mandab Strait.[24] An Israeli oil tanker was later attacked by an armed drone when it was passing through the northern Arabian Sea in June, killing two crew members.[25] Britain and Israel accused Iran of organizing the attack,[26] after which an Israeli dolphin-class submarine and two Israeli navy vessels deployed to the Red Sea.[27] In November, Israel carried out a joint naval exercise in the Red Sea with the US and Emirati navies.[28] In December, the US Navy said it had intercepted Iranian weapons en route to Yemen, detaining five Yemenis and seizing 1,400 Kalashnikov rifles and 226,600 rounds of ammunition. For the whole of 2021, the US Fifth Fleet – based in Bahrain – confiscated 8,700 illegal weapons across a 2.5 million square mile area, including the Red Sea and Persian Gulf.[29] In January 2022, Houthi forces seized a UAE-flagged vessel in Yemeni territorial waters, in what Iran’s IRGC-linked Tasnim News Agency said was a warning to Israel that the Houthis could target its vessels.[30] Another Israeli report in January 2022 claimed that Houthi authorities had established a special force under IRGC supervision to carry out piracy operations and attacks in the Red Sea, deployed with Iranian Noor missile systems.[31] In April 2022, the US Navy said it would establish a new force with its allies to patrol the Red Sea.[32]


Proliferation of Military Bases

One of Israel’s main security concerns related to Yemen is in preventing the Houthis from acquiring weapons capabilities to attack Israeli assets in the Red Sea or in Israel itself.[33] Houthi forces reportedly have access to an Automatic Identification System that can identify Israeli-owned vessels, increasing worries over coastal missiles and sea mines.[34]


The UAE has become especially important to Israeli security aims in Yemen. Along with Saudi Arabia, it is among the eight countries that have established military bases in Djibouti – which directly overlooks the Bab al-Mandab Strait – and in Eritrea, Somaliland, and Yemen’s Perim Island and Socotra archipelago, giving it extensive capabilities to monitor the area.[35] Reports in Israeli media suggest the UAE presence in Socotra includes a joint spy base with Israel. A delegation of Israeli and Emirati intelligence officers reportedly arrived on the island in August 2020 to investigate prime locations, identified as central Jumjimouh in the Momi area, east of the main island, and central Qatanan, in the mountainous west.[36] Other reports from security and intelligence observers indicate that since 2016, Israel has established bases at Mount Emba Soira near the town of Senafe, south of the Eritrean capital Asmara.[37] Israel has done nothing to dispel such reports, often claiming that its security and intelligence arms operate freely around the region.[38]


Houthi authorities responded to reports of UAE-Israeli cooperation via Iranian media, threatening to target Tel Aviv, the UAE, and Israeli military bases in the Red Sea.[39] Saudi Arabia publicly denied claims of a UAE military presence on Socotra and Perim,[40] but Tareq Saleh – a UAE-backed member of the Presidential Leadership Council – acknowledged the presence of Saudi-led coalition forces on Perim in 2021.[41] Saleh’s UAE-backed National Resistance forces are stationed at Al-Mokha, where they are charged with securing the Bab al-Mandab Strait.[42]


Future Prospects

So far, Houthi drone attacks on Saudi and UAE targets have had limited impact, but its recent attacks on southern Yemeni ports[43] have been a blow to government revenues. The potential still exists for more damaging attacks on Red Sea shipping, which could have effects on global maritime trade and oil markets.


Israel now views the Houthi movement as one of its most serious regional threats. It is an Iranian partner that has demonstrated increased military capabilities over the course of the ongoing conflict. It has shown a willingness to act in the interests of Iran when the occasion calls for it, such as claiming the 2019 Aramco attacks that are widely believed to have been carried out from Iranian or Iraqi territory.[44] All of this suggests Yemen could remain an area of contestation between Israel and its regional enemies in the years to come.

Yoel Gozansky, ” The Red Sea – in a tangle of cross-rivalries [HE]”, IDF Maarachot Magazine,, September 21, 2020, www.maarachot.idf.il/2020/מאמרים/הים-האדום-בסבך-יריבויות-צולבות/; Doron Baskin, “This is how impoverished Yemen is shaking up global oil prices [HE],” Calcalist, March 29, 2015, https://www.calcalist.co.il/world/articles/0,7340,L-3655726,00.htm

Eyal Pinko, “The naval battle against Houthi rebels in Yemen [HE],” Haifa Research Center for Maritime Policy & Strategy, Maritime Strategic Evaluation for Israel 2018/2019, https://hms.haifa.ac.il/images/reports/HE_Report_2018_19/Eyal-Pinko-Two.pdf

Israel renamed the town Eilat on June 25, 1952.

Abdullah Abdul Mohsen al-Sultan, The Red Sea and the Arab-Israeli Conflict: Rivalry Between Two Strategies [AR], Beirut: The Center for Arab Unity Studies, 1988, 3rd ed., p. 184.

Abdelazim Ramadan, The Egyptian-Israeli Confrontation in the Red Sea 1949-1979 [AR], (Cairo: Rose al-Yusuf Press, 1982), p. 136.

Ibid., p. 185.

“Tanker bound for Israel attacked near Red Sea,” The New York Times, June 14, 1971, https://www.nytimes.com/1971/06/14/archives/tanker-bound-for-israel-attacked-near-red-sea-tanker-attacked-on.html

Ibrahim Khaled Abdulkareem, “Israel’s strategy toward the Arabian Peninsula [AR],” The Emirates Center for Strategic Studies and Research, Abu Dhabi, 2000, vol. 1, p. 22.

Egyptian journalist and Nasser confidante Mohammed Hassanein Heikal wrote in the late 1960s: “The whole of the Red Sea can be considered an Arab sea because the countries that overlook it are all Arab: the United Arab Republic and Sudan on the west and Jordan, Saudi Arabia, North Yemen and South Yemen on the east.” See, http://nasser.bibalex.org/TextViewer.aspx?TextID=BSA-706-ar

Al-Sultan, “The Red Sea and the Arab-Israeli Conflict,” pp. 138-198.

Ramadan, Egyptian-Israeli Confrontation in the Red Sea, p. 143.

Hussein Ali Hobeishi, “Yemen and the Red Sea: Geographical, Historical, Economic, Political, Marine and Legal Position and Location [AR],” (Beirut: Dar al-Fikr al-Muasir, 1992), p. 290; Al-Sultan, “The Red Sea and the Arab and Israeli Conflict,” p. 185.

Al-Sultan, The Red Sea and the Arab-Israeli Conflict, p. 191.

Jamal Ali Zahran, “The Development of Iranian-Israeli relations between the Shah and Khomeini eras [AR],” Journal of Palestinian Affairs, no. 138/139, Jan-Feb 1993, p. 41.

Adel al-Ahmadi, “Cast and Stone: Shiite Rebellion in Yemen and the Position of Shiite Minorities in the New Scenario [AR],” (Sana’a: Nashwan Al-Hamiri Centre for Studies and Information, 2006), p. 166.

“Iran and the Houthis in Yemen [HE],” International Institute of Counterterrorism at the Interdisciplinary Center in Herzliya, situation assessment of January 2019, www.ict.org.il/images/איראן בתימן.pdf

Jonathan Saul, Parisa Hafezi, and Michael Georgy, “Iran steps up support for Houthis in Yemen’s war,” Reuters, March 21, 2017, www.reuters.com/article/us-yemen-iran-houthis/exclusive-iran-steps-up-support-for-houthis-in-yemens-war-sources-idUSKBN16S22R

Uzi Rubin, “The missile war in southern Arabia: Lessons for Israel [HE],” Jerusalem Institute for Strategy and Security, October 7, 2019, https://jiss.org.il/he/rubin-missile-war-in-southern-arabia/

Yoni Ben-Menachem, “Yemen: Has Israel thwarted an Iranian attack? [HE],” Jerusalem Center for Public Affairs, November 10, 2019, www.jcpa.org.il/article/אזהרה-תימן/

Peter Bergen, “US intercepts multiple shipments of Iranian weapons going to Houthis in Yemen,” CNN, October 28, 2016, https://edition.cnn.com/2016/10/28/politics/us-intercepts-iranian-weapons/index.htm; Jon Gambrell, “US Navy says it seized Iran assault rifles bound for Yemen,” The Associated Press, January 11, 2023, https://apnews.com/article/iran-politics-yemen-government-middle-east-a5727ab4252add1f33ff5a0fcc4b605f

“Yemeni army finds sea mines planted by Houthis in the Red Sea,” Yemen Monitor, December 27, 2020, https://www.yemenmonitor.com/Details/ArtMID/908/ArticleID/47088

Noah Spiegel, “Netanyahu: Israel will be part of a coalition that prevents Iran from closing the Red Sea shipping lane [HE],” Haaretz, August 1, 2018, https://www.haaretz.co.il/news/politics/2018-08-01/ty-article/00000180-179b-d1f1-a989-17df23fe0000

Eyal Pinko, “Fishermen militia of the Revolutionary Guards [HE],” Israel Defense website, December 12, 2020, https://www.israeldefense.co.il/node/44046

“An Iranian military vessel. The story of the Saviz that was attacked by Israel [AR],” Al-Arabiya, April 7, 2021, www.alarabiya.net/iran/2021/04/07/سفينة-ايرانية-عسكرية-قصة-سافيز-التي-هاجمتها-اسرائيل

“Israeli Defense Minister: Iran launched a deadly drone attack on oil tanker,” Jewish News Syndicate, August 25, 2021, https://www.jns.org/israeli-defense-minister-says-iran-launched-deadly-drone-strike-on-oil-tanker/

“Attack on Mercer Street vessel,” U.S. Department of State, August 1, 2021, www.state.gov/translations/arabic/الهجوم-على-سفينة-ميرسر-ستريت/

“Iran: Israeli submarine escorted by destroyers crossed Red Sea [HE],” Hadri Hadarim, August 10, 2021, https://www.bhol.co.il/news/1260192

Etty Blumental, “Senior naval official: The goal of the training – Preparing to counter Iranian entrenchment in Syria, Yemen, and Iraq [HE],” Kan News, November 11, 2021, https://www.kan.org.il/item/?itemid=116702

“U.S. Navy says it seized arms from Iran likely bound for Yemen,” The Times of Israel, December 23, 2021, https://www.timesofisrael.com/us-navy-says-it-seized-arms-from-iran-likely-bound-for-yemen/

Seth G. Frantzman, “Yemen’s Houthis claim they targeted UAE ship as a ‘warning’ to Israel,” Jerusalem Post, January 5, 2022, https://www.jpost.com/middle-east/article-691669

“Under Iran’s directions, the Houthis establish a special force to launch attacks in the Red Sea [HE],” Nziv.net, January 21, 2022, https://nziv.net/73963/

“A message to Iran? The United States announces the creation of a new task force in the Red Sea [HE],” Maariv, April 13, 2022, https://www.maariv.co.il/news/world/Article-911273

Ari Heistein, “Yemen’s civil war changing course: Where is it headed? [HE],” Adkon Strategy Journal, Israeli Institute for National Security Studies (INSS), April 2020, https://strategicassessment.inss.org.il/articles/yemeni-civil-war/

Eyal Pinko, “The naval battle against Houthi rebels in Yemen [HE],” Haifa Research Center for Maritime Policy & Strategy, Maritime Strategic Evaluation for Israel 2018/2019, https://hms.haifa.ac.il/images/reports/HE_Report_2018_19/Eyal-Pinko-Two.pdf

Joel Gozansky and Gilles Horowitz, “The Arabian sea ports race – an international and regional competition for control of trade routes [HE],” Israeli Institute for National Security Studies (INSS), August 5, 2019, https://www.inss.org.il/he/publication/a-port-rush-competition-for-control-of-trade-routes/; “Abu Dhabi establishes an air base in Perim island [HE],” DEBKAfile, 28 May 2021, www.debka.co.il/אבו-דאבי-מקימה-על-האי-פארים-perim-בסיס-אוויר/ Joel Gozansky and Gilles Horowitz, “The Arabian sea ports race – an international and regional competition for control of trade routes [HE],” Israeli Institute for National Security Studies (INSS), August 5, 2019, https://www.inss.org.il/he/publication/a-port-rush-competition-for-control-of-trade-routes/; “Abu Dhabi establishes an air base in Perim island [HE],” DEBKAfile, 28 May 2021, www.debka.co.il/אבו-דאבי-מקימה-על-האי-פארים-perim-בסיס-אוויר/

Hanan Greenwood, “Israel and the UAE establish joint intelligence bases [HE],” Israel Today, August 30, 2020, https://www.israelhayom.co.il/military-life/world-news-military-life/article/7742169; “Report: Israel will establish intelligence bases on the island of Socotra in cooperation with the UAE [HE],” Nziv.net, August 26, 2020, https://www.nziv.net/51459/

“UAE and Israel plan to create intelligence bases on Yemen’s Socotra island,” SouthFront, August 28, 2020, https://southfront.org/uae-israel-plan-to-create-intelligence-bases-on-socotra-island/

Roy Kays, “Israeli submarines en route to Iran: ‘The navy operates everywhere’ [HE],” Kan, December 25, 2020, https://www.kan.org.il/item/?itemId=81879

“The Yemeni army will thwart any Israeli attempt to infiltrate the region with the help of the UAE [HE],” Nziv.net, September 18, 2020, https://nziv.net/52722/; “Aziz Rashed to Tasnim: Our capabilities are ready to strike any Zionist presence on the Yemeni islands [AR],” Tasnim News Agency, September 16, 2020, www.tasnimnews.com/ar/news/2020/09/16/2349401/العمید-عزیز-راشد-لـ-تسنیم-قدراتنا-جاهزة-لدک-ای-تواجد-عسکری-صهیونی-فی-الجزر-الیمنیة

“Saudi Arabia denies that UAE has built military bases in the Bab al-Mandab Strait area [HE],” Nziv.net, May 27, 2021, https://nziv.net/64366/

“Tariq Saleh reveals to Sputnik important details on Yemeni complex files [AR],” Sputnik Arabic, June 14, 2021, https://sputnikarabic.ae/20210614/طارق-صالح-يكشف-لـسبوتنيك-تفاصيل-مهمة-بشأن-ملفات-شائكة-عن-اليمن-1049248488.html

“Yemen loyalists take control of Bab al-Mandab,” Middle East Eye, October 2, 2015, https://www.middleeasteye.net/news/yemen-loyalists-take-control-bab-al-mandab

Ahmed al-Hajj, “Yemen: Houthi drones attack ship at oil terminal,” The Associated Press, November 22, 2023, https://apnews.com/article/middle-east-business-yemen-sanaa-houthis-c115994692a5c2db28f14d74895e00c3

Michelle Nichols, “Exclusive: U.N. investigators find Yemen’s Houthis did not carry out Saudi oil attack,” Reuters, January 8, 2020, https://www.reuters.com/article/us-saudi-aramco-attacks-un-exclusive-idUSKBN1Z72VX


Israel’s Maritime Security in the Red Sea: Historical Competition and the New Houthi Challenge - The Yemen Review, January-February 2023 - Sana'a Center For Strategic Studies

https://sanaacenter.org/the-yemen-review/jan-feb-2023/19711


الخميس، 9 مارس 2023

الإمارات وإسرائيل تبنيان قاعدة عسكرية قرب مضيق باب المندب - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

اهتمت تقارير الإعلام العبرية ومراكز الدراسات بمزاعم إنشاء دولة الإمارات قاعدة عسكرية وعدد من مدارج هبوط الطائرات في جزيرة “عبد الكوري” بالقرب من جزيرة “سقطرى” التي تقع في خليج عدن، في المحيط الهندي، القريبة من مضيق باب المندب.


كما سلطت الضوء على حركة التجارة العالمية وإمدادات الطاقة العابرة من مضيق باب المندب والتوازنات الجيوسياسية في المنطقة.


ويترجم مركز صنعاء بشكل دوري أبرز التقارير والمقالات التحليلية العبرية المتعلقة باليمن والإقليم، بوصفها جزءًا من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


جدول المحتويات

 اخفاء 

1

الإمارات وإسرائيل استكملتا بناء قاعدة عسكرية ومدارج هبوط في اليمن

2

إيران وإمدادات الطاقة: الحرب غير المعلنة

3

قوات البحرية الفرنسية صادرت شحنة أسلحة إيرانية كانت متجهة إلى اليمن

4

الأمن البحري في خليج عدن والبحر الأحمر ودور مجلس التعاون الخليجي

5

40 مستشارًا عسكريًا إيرانيًا يديرون آلة الحرب الحوثية

6

تحركات عسكرية تحت غطاء التهدئة: الحوثيون وتقويض السلام

7

تهريب الأسلحة الإيرانية في دائرة الضوء في اليمن وروسيا

8

فجوة الأجور بين إيران الأولى والثانية

9

لماذا يختار طرفا الصراع في اليمن طريق المفاوضات؟

10

اليمن بين العصر الذهبي وتدمير التراث الثقافي

11

يهود اليمن ومعتنقو الديانة اليهودية في تنزانيا

الإمارات وإسرائيل استكملتا بناء قاعدة عسكرية ومدارج هبوط في اليمن

المصدر: موقع نتسيف نت


تناولت تقارير إعلامية ما زعمه موقع استخباراتي دولي “Intel Lab” بأن الإمارات أكملت هذه الأيام، إنشاء قاعدة عسكرية وعدد من مدارج هبوط الطائرات في جزيرة “عبد الكوري” بالقرب من جزيرة “سقطرى” التي تقع في خليج عدن، القريبة من مضيق باب المندب.


تقع جزيرتا سقطرى وعبدالكوري في الأراضي اليمنية، ولكن سيطرت عليها الإمارات عندما سيطر الحوثيون، بمساعدة إيران، على العاصمة صنعاء واستولوا على السلطة.


ذكر موقع “Intel Lab” الاستخباري للأبحاث والمعلومات أن صور الأقمار الصناعية تشير إلى التشييد الأولي للمطار الإماراتي على جزيرة عبد الكوري، وأشار إلى أنه تم تحديد وتصنيف شريطين على شكل مدرج ومنطقة ساحة محتملة منذ بداية عام 2022.


تزعم المواقع الإخبارية في اليمن أن الإمارات تستعين بخبراء إسرائيليين، موجودين في الجزيرة، لبناء القاعدة ومن المفترض أن تخدم مدارج الهبوط الطائرات بدون طيار وطائرات عسكرية أخرى.


كشف موقع Icad، منتصف يناير الماضي، عن إنشاء قاعدة عسكرية إماراتية في جزيرة عبد الكوري في سقطرى، المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.


ذكر موقع “South Front” الأمريكي المتخصص في البحث العسكري والاستراتيجي، في سبتمبر 2020، أن الإمارات وإسرائيل تعتزمان إقامة منشآت عسكرية واستخباراتية جديدة في جزيرة سقطرى.


عاد محافظ جزيرة سقطرى “رأفت الثقلي” الأسبوع الماضي من الإمارات بعد زيارة استمرت عدة أيام.


تحلق الطائرات الإماراتية ذهابًا وإيابًا إلى جزيرة سقطرى دون إذن من الحكومة اليمنية، بعد أن طردت أبوظبي المسؤولين اليمنيين المخول لهم إصدار التصاريح أثناء استيلائها على المحافظة في أبريل 2018.


وردًا على الأنباء عن استكمال بناء القاعدة العسكرية ومدارج هبوط الطائرات في جزيرة عبد الكوري، قالت إيران إنها تقوم بمراقبة مستمرة على الجزيرتين، وأن جميع تحركات القوات الإماراتية جنبًا إلى جنب مع القوات الأجنبية العاملة إلى جانبهم تحت المراقبة المستمرة.


تعلن وسائل الإعلام اليمنية حاليًا أن الإماراتيين يواصلون إجلاء السكان من جزيرة عبد الكوري عازمين على إخلاء الجزيرة من سكانها بالكامل، وكذلك نقل القوات العسكرية اليمنية الموجودة حاليًا في الجزيرة إلى جزيرة سقطرى، وإقامة حكم إماراتي مطلق على الجزيرة.


إيران وإمدادات الطاقة: الحرب غير المعلنة

المصدر: جيروزاليم بوست


تعتمد العلاقة بين العالمين الغربي والشرقي، بشكل كبير، على استقرار الملاحة البحرية عبر مضيق هرمز وباب المندب؛ نظرًا لموقعهما الجغرافي المركزي عند التقاطع بين أوروبا وآسيا وأفريقيا. كما تعول العديد من الدول الغربية على العلاقات التجارية مع المنطقة العربية، وخاصة دول الخليج العربي.


علاوة على ذلك، أجبر الركود الاقتصادي الذي يشهده العالم بلدان عديدة على إعادة التفكير في التوازنات الجيوسياسية. ورغم أن الإدارة الأمريكية، على سبيل المثال، قررت الانسحاب التدريجي من الشرق الأوسط، إلا أن التداعيات الاقتصادية ستحملها على إعطاء الأولوية للاستقرار في المنطقة واليمن على وجه الخصوص. تحاول العديد من الدول الأوروبية أيضًا القيام بذلك، في سباق لتأمين ممرات التجارة الدولية وتعزيز دورها الرائد في الملاحة البحرية على طول هذه الطرق المهمة.


المفارقة هنا أن الصين تعي تمامًا أهمية هذه المنطقة وتسعى إلى استعادة مجدها العالمي من خلال مبادرة الحزام والطريق الصينية، والاستثمار في جيبوتي وتنفيذ مشاريع البنية التحتية الضخمة هناك تأهبًا لفرض نفسها تدريجيًا على المنطقة مع تقويضها الفرص المتاحة للولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.


تشير التقديرات الاقتصادية إلى أن الناتج القومي الإجمالي لمنطقة البحر الأحمر سيتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2050، من 1.8 تريليون دولار إلى 6.1 تريليون دولار. على الرغم من هذه الإمكانات، تشير التوقعات الاقتصادية المستندة إلى البيانات الحالية إلى أن الاستثمار في التجارة العالمية من خلال هذا الممر لن يزيد كثيرًا خلال العقود القادمة بسبب اضطراب المنطقة.


يمكن أن تتغير هذه التوقعات، بشكل جذري، إذا كانت هناك جهود مشتركة لتأمين المنطقة، مما قد يؤدي إلى زيادة حجم التجارة العالمية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب أكثر من خمسة أضعاف بحلول عام 2050، من 881 مليار دولار إلى 4.7 تريليون دولار.


على الرغم من المبادرات العديدة لمكافحة الأنشطة الإرهابية التي تهدد العمليات البحرية في البحر الأحمر ومضيق هرمز وباب المندب، إلا أن الغرب يتعامل فقط مع الأعراض ولا يقوم بحل جذور المشكلة في المنطقة. ما يجب القيام به هو ببساطة تبني الاستراتيجية المعروفة باسم نظرية المنبع، والتي تقتفي أثر الأعراض إلى الأسباب الجذرية للمشكلة.


في 8 نوفمبر 2022، اعترضت البحرية الأمريكية سفينة إيرانية تحمل مواد تستخدم في تصنيع الأسلحة أثناء توجهها إلى اليمن. وبحسب الخبراء، اكتشفوا 70 طنًا من كلورات الأمونيوم المستخدمة في تصنيع وقود الصواريخ الباليستية، و100 طن من سماد اليوريا المستخدم في صنع المتفجرات. وأعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، في بيان، أن السفينة تشكل تهديدًا للملاحة التجارية وأمن المنطقة. وتخلصت من محتوياتها وأغرقت السفينة بعد أن سلمت طاقمها اليمني المكون من أربعة أشخاص إلى خفر السواحل اليمني.


لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعترض فيها مثل هذه الشحنات. منذ عام 2015، اعترضت البحرية الأمريكية عدة سفن تحمل شحنات أسلحة مختلفة ومكونات لتصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار. وفي وقت سابق من العام الجاري، أُعلنت أيضًا أن سفينة مماثلة من الصومال تحمل شحنة من اليوريا كانت في طريقها إلى الحوثيين. وبالمثل، في أوائل عام 2022، استولت البحرية الملكية البريطانية على سفينة إيرانية محملة بالصواريخ في خليج عمان كانت متجهة إلى الحوثيين. وبتقييم محتويات السفينة، تمكن خبراء المتفجرات من ربطها بالهجوم الذي نفذه الحوثيون على العاصمة الإماراتية أبوظبي في يناير 2022.


لقد رأينا كيف أطلق الحوثيون في عام 2016 صواريخ على البحرية الأمريكية بالقرب من باب المندب، وزرعوا ألغامًا بحرية عشوائية في المياه الإقليمية، واستخدموا زورقًا مفخخًا يتم التحكم فيه عن بعد لمهاجمة المخا في البحر الأحمر عام 2017، ومهاجمة السفن السعودية في ميناء الحديدة عام 2018، ومؤخرا هاجم موانئ النشيمة اليمنية في شبوة والضبة بمحافظة حضرموت، واستهدفوا ناقلة نفط في محطة نفط قنا في شبوة في نوفمبر 2022.


كما تابعنا استخدام إيران طائرة مسيرة محملة بالقنابل لاستهداف ناقلة النفط باسيفيك زيركون قبالة سواحل عمان في 16 نوفمبر 2022، مما تسبب في أضرار طفيفة في هيكل الناقلة، في محاولة للتأثير على إمدادات الطاقة خلال أزمة عالمية. إلى جانب مساعيها لفرض شروط على المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني وتمرير سياساتها التوسعية في المنطقة.


كارثة بيئية

نتوقع أيضًا كارثة بيئية تلوح في الأفق مع الناقلة العملاقة صافر، الراسية وهي في حالة متهالكة قبالة ساحل يمني في البحر الأحمر. سيكلف هذا ما يقرب من 80 مليون دولار للتعامل معه، ومنذ عام 2015، منع الحوثيون الفريق التقني التابع للأمم المتحدة من الوصول لتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة.


أصبح واضحا أن سيطرة الحوثيين على أجزاء من اليمن بدعم من إيران وخرق جميع الاتفاقيات بما في ذلك اتفاقية ستوكهولم والهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، تقوض كل جهود التهدئة والسلام وتنتهك جميع القوانين والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن، لا تشكل خطرا على اليمن فحسب، بل تهدد سلامة السفن التجارية وأمن الممرات الملاحية الدولية.


في أبريل 2022، جرى تشكيل فريق أمني جديد من القوات البحرية الأمريكية والبريطانية مع دولٍ حليفة أخرى لمراقبة البحر الأحمر واستقرار الملاحة وتأمين خطوط التجارة الدولية المهمة عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن.


منذ مايو 2022، دعت عدة دول أوروبية بقيادة فرنسا إلى تمديد صلاحيات بعثة الإشراف الأوروبية على مضيق هرمز، التي شكلتها ثماني دول أوروبية مطلع عام 2020، لتشمل البحر الأحمر والمحيط الهندي عبر مضيق باب المندب. تكمن أهمية هذا الممر في حقيقة أن 10٪ من التجارة العالمية تمر عبر هذا المضيق، ومن المتوقع أن تزداد بعد الحرب الروسية الأوكرانية.


منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ومقاطعة النفط الروسي، تحاول الدول الأوروبية إيجاد إمدادات نفطية بديلة، متجهة إلى الخليج العربي، وهو الخيار الأفضل من حيث الوفرة والبنية التحتية. علاوة على ذلك، أبرمت إيطاليا وألمانيا صفقات جديدة مع قطر، وفعلت فرنسا الشيء نفسه مع الإمارات. لم يقتصر الأمر على النفط فحسب، بل هناك تفاهمات للتعاون بين أوروبا والخليج العربي فيما يتعلق بالطاقة النظيفة كامتداد للاتفاقيات السابقة بشأن الهيدروجين الأخضر بين الاتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات العربية المتحدة.


بالإضافة إلى الدور النشط الذي يقوم به التحالف بقيادة السعودية في تأمين الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وإحباط عشرات الهجمات الإرهابية التي خطط لها الحوثيون في السنوات الثماني الماضية باستخدام قوارب مفخخة يتم التحكم فيها عن بعد، والألغام البحرية، وكلها تقنيات عسكرية مستوردة من إيران.


بدلاً من تشكيل المزيد من المبادرات، وإنفاق الملايين والجهد الكبير في حماية الممرات الملاحية التجارية، يجب على القادة الأمريكيين والأوروبيين المعنيين على وجه الخصوص تكريس الجهود لدعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة الشرعية التي تمثل اليمن بالكامل سياسيًا واجتماعيًا. مما يساعده على فرض السيطرة وإرساء الأمن والاستقرار على طول الشريط الساحلي في اليمن.


هذا بالإضافة إلى تقييد الحوثيين وقدراتهم العسكرية، الذين شاركوا مؤخرًا في الحرب الإيرانية غير المعلنة على البنية التحتية للطاقة والمنشآت والموانئ وناقلات النفط في المياه الدولية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية وإدراجهم في قوائم الإرهاب الدولية، وتجفيف المصادر المالية، والسياسية، والإعلامية للحركة، وسن القوانين التي تفرض عقوبات على قادتها وتجميد أصولهم وحظر سفرهم.


الأدلة موجودة والحلول مطروحة على الطاولة. هل تستطيع الولايات المتحدة والدول الأوروبية التعامل مع الأسباب الجوهرية للمشكلة، أم أنها ستواصل إضاعة المزيد من الوقت في التعامل مع الأعراض؟


قوات البحرية الفرنسية صادرت شحنة أسلحة إيرانية كانت متجهة إلى اليمن

المصدر: موقع ديبكا الاستخباراتي العسكري الإسرائيلي


نشرت مصادر عسكرية أمريكية، الأربعاء (1 فبراير)، تفاصيل وصورة لشحنة أسلحة إيرانية ضبطها الكوماندوز الفرنسي الذي عمل بالتعاون مع البحرية الأمريكية في 15 يناير. تضمنت الشحنة التي جرى مصادرتها قبالة السواحل اليمنية 3000 بندقية هجومية من طراز AK-47، ونصف مليون رصاصة، و 20 صاروخًا مضادًا للدبابات.


قال القائد تيم هوكينز، الضابط في مقر الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين، إن البحرية الأمريكية صادرت، في الأشهر الستة الماضية، 5000 قطعة سلاح من طرازات مختلفة، و 1.6 مليون رصاصة إيرانية كانت في طريقها إلى اليمن.


وفي السياق ذاته، ذكر موقع [WU1] نتسيف نت أن هذه العملية تأتي في إطار جهد دولي كبير لفرض حظر أسلحة تفرضه الأمم المتحدة على الأسلحة التي يجري نقلها إلى الحوثيين في اليمن، وفي العام الماضي، مددت الأمم المتحدة الحظر في محاولة لوقف تدفق الأسلحة.


تعد الشحنة المصادرة، في 15 يناير، واحدة من أربع عمليات ضبط للأسلحة خلال الشهرين الماضيين.


أعلن الأسطول الخامس الأمريكي، الشهر الماضي، أن قواته البحرية اعترضت سفينة صيد في خليج عمان، في 6 يناير، وعلى متنها أكثر من 2000 بندقية هجومية كانت في طريقها من إيران إلى اليمن.


واتضح من البيان أن سفينة الصيد التي جرى مصادرتها كانت تبحر في اتجاه كان يستخدم في السابق لتهريب بضائع غير مشروعة للحوثيين في اليمن وعلى متنها ستة مواطنين يمنيين.


كما ضبطت في الأول من ديسمبر سفينة تحمل أكثر من 50 طنًا من الذخيرة وأجزاء تستخدم في تصنيع وإطلاق الصواريخ، وفي 8 نوفمبر الماضي، اعترضت سفينة وعلى متنها أكثر من 170 طنًا من المواد الخام التي تستخدم في صناعة الصواريخ.


يعد توريد الأسلحة إلى الحوثيين، بشكل مباشر أو غير مباشر، انتهاكًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216، والقانون الدولي.


وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها طهران بتزويد الحوثيين بالصواريخ، والطائرات المسيرة، وغيرها من الأسلحة التي استخدمتها لشن مئات الضربات على السعودية والإمارات والقوات اليمنية التي تحاول طرد المقاتلين المدعومين من إيران.


تقدم طهران دعمًا سياسيًا صريحًا لقوات الحوثي، لكنها تنفي أنها تزودهم بالسلاح في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة.


قال الجيش الأمريكي، الأربعاء، إن القوات اليمنية صادرت 100 طائرة مسيرة كانت موجهة لمقاتلي الحوثي.


الحرب في اليمن مستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات، عندما استولى مقاتلو الحوثي، في سبتمبر 2014، على عاصمة البلاد.


بعد ستة أشهر، شنت السعودية وتحالف صغير من الدول حملة عسكرية تهدف إلى طرد الحوثيين من السلطة، لكن الحملة التي قادتها السعودية فشلت في إنهاء حكم الحوثيين بسرعة.


وبدلاً من ذلك، انخرط الطرفان في حرب مزعزعة للاستقرار تسببت فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.


قُتل آلاف المدنيين في الصراع، في حين أن ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان البلاد يعتمدون الآن على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.


الأمن البحري في خليج عدن والبحر الأحمر ودور مجلس التعاون الخليجي

الكاتب: ستيفن بلاكويل[1] | المصدر: مركز بحوث السياسات والاستراتيجيات البحرية في جامعة حيفا في إسرائيل[2]


لا تزال القرصنة واستهداف السفن تمثل مشكلة خطيرة في ممرات الشحن الحيوية من الناحية الاستراتيجية في خليج عدن والبحر الأحمر. ولردع هذا التهديد، قام أعضاء مجلس التعاون الخليجي، في السنوات الأخيرة، بتوسيع وتعميق تعاونهم مع الدول التي تقع على طول السواحل. يضم القرن الأفريقي دولة جيبوتي، وإريتريا، وإثيوبيا، والصومال، ودولة صوماليلاند – وهي دولة أعلنت استقلالها، ولكنها غير معترف بها. على الرغم من انخفاض نشاط القراصنة الناشئ من الأراضي الصومالية في السنوات الأخيرة، يجب على المرء أيضًا أن يأخذ في الاعتبار الخطر على الأمن البحري في المنطقة بسبب الصراع الدائر في اليمن.


يصف هذا المقال أولاً طبيعة التهديدات التي تتعرض لها النشاطات البحرية في خليج عدن والبحر الأحمر من الدول الواقعة على سواحلها. ثم يبحث في السياسات التي اتخذتها السعودية والإمارات باعتبارهما أكثر دول الخليج العربي نشاطاً في المنطقة. ينتهي المقال بمناقشة الطريقة التي يمكن أن يحقق بها التعاون الإقليمي بين الدول الرئيسية في مجلس التعاون الخليجي وبين دول المنطقة لتحقيق الاستقرار في المستقبل في البحار المتاخمة لشبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي.


الأولويات في الأمن البحري المحلي

تعد حماية الحركة البحرية في خليج عدن والبحر الأحمر قضية ذات أهمية متزايدة، في ضوء حقيقة أن حركة السفن الوافدة إلى قناة السويس من الجنوب يجب أن تمر عبر خليج عدن ونقطة الاختناق الحرجة في مضيق باب المندب. المضيق هو ممر مائي يبلغ عرضه، عند أضيق نقطة له بين اليمن وجيبوتي، 28 كم فقط، ويصبح المسار أضيق عندما ينقسم إلى قناتين صالحتين للملاحة ويفصلهما جزيرة بريم. وفقًا لبيانات من إدارة الطاقة الأمريكية، مر عبر المضيق 6.2 مليون برميل من النفط الخام في عام 2018. [3]


يرتبط الأمن البحري في هذه المنطقة بالأهمية العالمية والاستراتيجية الأوسع للمحيط الهندي والعلاقات التجارية بين الشرق، والغرب والشمال والجنوب. في هذا السياق الإقليمي الأوسع، يشكل الاضطراب السياسي والاقتصادي الذي أصاب البلدان الواقعة على جانبي خليج عدن والبحر الأحمر تهديدًا مستمرًا يتطلب اتخاذ إجراءات مضادة دولية وإقليمية مشتركة.


وينطبق هذا بشكل خاص على الصومال، التي لم يكن لديها حكومة مركزية فعالة منذ عام 1991. وبسبب الحكومة المحلية المنقسمة، والافتقار إلى الإدارة الأمنية، والضائقة الاقتصادية المستمرة نشأ تهديد القرصنة للسفن بشكل متزايد. أدى بدء التمرد على الحكومة الاتحادية الانتقالية (TFG)، وبعدها على الحكومة الاتحادية الصومالية منذ عام 2006، إلى زيادة الهجمات على السفن، وهو الأمر الذي استدعى إنشاء تحالف لمكافحة القرصنة باسم “فرقة العمل المشتركة” ومهمتها حماية السفن التجارية في خليج عدن. [4]


لا يزال الخطر الذي يتعرض له الشحن الدولي في خليج عدن بسبب الهجمات الإرهابية الناجمة عن الحرب المستمرة وعدم الاستقرار في اليمن مصدر قلق. أفادت تقارير في 3 آذار / مارس 2020، أن ثلاثة زوارق، من المحتمل أن يكون بأحدها عبوة ناسفة عائمة غير مأهولة حاولت مهاجمة سفينة تبحر تحت علم السعودية على بعد تسعين ميلًا بحريًا من ميناء نشطون في اليمن. وفي حادثة مماثلة، في 17 مايو، أطلق زورقان النار على ناقلة تبحر تحت العلم البريطاني وتنقل مواد كيماوية في طريقها من الجبيل إلى البحر الأحمر. وردت القوات الأمنية على الناقلة بإطلاق النار ودمرت أحد الزوارق المشتبه في أنها كانت تحمل متفجرات. [5]


واستبعد المكان الذي جرى فيه الهجوم احتمال أن يكون من نشاط للمتمردين الحوثيين، رغم أن الحوثيين سبق لهم استخدام عبوات ناسفة غير مأهولة في مضيق باب المندب لمهاجمة السفن السعودية بشكل خاص. على الرغم من ذلك، لا تزال هناك شكوك حول وجود إرهابيين محليين قادرين على شن هجمات مثل تلك المسجلة في مارس ومايو 2020. لقد شنت القاعدة في شبه الجزيرة العربي هجومًا على المدمرة الأمريكية USS Cole في عام 2000، وهجومين بالقرب من ميناء المكلا على الساحل الجنوبي لليمن في عام 2016. ومع ذلك، تم تحييد وتفكيك القاعدة في شبه الجزيرة العربية بشكل فعال في عام 2016 من خلال عمليات مكافحة الإرهاب في ميناء المكلا بقيادة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة. ولم يتضح حتى يومنا هذا ما إذا كانت الزوارق التي نفذت الهجمات في خليج عدن قد شنتها خلايا إرهابية أم نظمتها قوة خارجية.


على الرغم من انخفاض عمليات القرصنة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لا تزال هناك تهديدات محتملة من كل من المهاجمين العرضيين والجماعات الإرهابية والمتمردين. لقد قمعت القرصنة إلى حد كبير بسبب العديد من المبادرات الدولية مثل: فرق العمل المشتركة بقيادة الولايات المتحدة وعملية أتلانتا التي قادها الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، تواصل الإدارة البحرية الأمريكية – التحذير من مخاطر القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن. في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021، جرى تسجيل سبع حالات من محاولات القرصنة أو شبهة قرصنة على السفن في ممر العبور الدولي المُوصى به في المنطقة. كما حذرت الإدارة البحرية الأمريكية من احتمال تعرض السفن التجارية للطائرات المسيرة، والألغام البحرية، وهجمات القوارب الصغيرة، فضلًا عن النشاط العسكري الذي قد ينبثق عن الحرب الأهلية اليمنية. [6]


مشاركة مجلس التعاون الخليجي

يشير التدخل المتزايد للسعودية والإمارات العربية المتحدة في المنطقة بالقرب من خليج عدن والبحر الأحمر إلى أنه بالإضافة إلى رغبتهما في حماية مصالحهما الحيوية، فإنهما يظهران أيضًا عزمًا جديدًا نابعًا من تكثيف التنافس الجيوسياسي في المنطقة على نطاق واسع – منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، فإن المشاركة المتزايدة للدولتين في المنطقة تأتي ردا على الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين في اليمن. [7] في هذا السياق، تهتم الرياض وأبو ظبي بموازنة علاقاتهما التقليدية مع الولايات المتحدة في المجالات الأمنية والعسكرية بالعلاقات في مجال الطاقة والتجارة مع الصين. ويتجلى هذا بشكل خاص في سعي الإمارات إلى وضع قطاع الخدمات اللوجستية والشحن العالمي المتوسع باعتباره حلقة وصل مهمة ضمن مشروع الحزام والطريق الصيني، وفي التجارة بين شرق آسيا وأوروبا وأفريقيا، والتي من المتوقع أن يزداد نطاقها بشكل كبير.


كان توسع نفوذ السعودية والإمارات في القرن الأفريقي خلال السنوات الأخيرة واضحًا في مجموعات متنوعة من المبادرات السياسية، والدبلوماسية، والمساعدات، والاستثمار. عملت دولة الإمارات، في إطار علاقاتها الثنائية مع حكومات المنطقة، على خلق شراكات سياسية وأمنية على أساس العلاقات التجارية التقليدية، ومن رموزها تطوير ميناء دوراليه- Doraleh في جيبوتي عبر شركة DP world بعد 2006. وفي عام 2018 أيضًا، جرى توقيع اتفاقية بوساطة دبلوماسيين إماراتيين أنهت الصراع الذي دام عشرين عامًا بين إريتريا وإثيوبيا. عرضت السعودية والإمارات المساعدة لإقناع الجانبين بالتوصل إلى اتفاق. كما تدخلت الرياض وأبوظبي لنزع فتيل التوتر بين مصر وإثيوبيا. [8]


لكن تضررت العلاقات بين دول الخليج العربي وحكومة الصومال بسبب الخصومة بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى. كان يُنظر إلى الحكومة الصومالية، بقيادة الرئيس الفعلي محمد عبد الله “فرماجو” محمد، على أنها تعتمد بشكل كبير على الاستثمارات والنفوذ القطري، مما أدى إلى بناء السعودية والإمارات علاقات أمنية وتجارية مباشرة مع السلطات المحلية في جمهورية الصومال الفيدرالية. في ديسمبر 2020، أجريت انتخابات في الصومال انتهت بنتائج مثيرة للجدل، لذلك هناك خطر تجدد التوترات التي قد تؤدي إلى مزيد من الانقسام في البلاد.


فرص لمزيد من التعاون بين الدول

في ضوء المخاوف المستمرة بشأن القرصنة، والإرهاب، والأمن البحري، كانت هناك عدة مبادرات لمعالجة هذه القضايا، التي ترتبط ببعضها البعض، من خلال التعاون الإقليمي. وكان أبرزها الدعوات إلى إنشاء آليات إقليمية من شأنها أن تؤدي إلى تحييد التهديدات التي تشكلها الجماعات الفرعية في خليج عدن والبحر الأحمر. التحدي الذي تواجهه البلدان المعنية حاليًا هو تأمين البحار التي تقع على شواطئها لأن هذا ضروري لتطورهم الاقتصادي.


ومن التطورات المهمة في الفترة الأخيرة المتعلقة بالأمن الإقليمي إنشاء “منتدى البحر الأحمر”، وهو منتدى لديه القدرة على التوسط في النزاعات، ومعالجة التهديدات المستمرة والجديدة. لكن السؤال المركزي هو إلى أي مدى ينبغي السماح للقوى الخارجية بتشكيل نظام على حساب مصالح الدول المطلة على خليج عدن والبحر الأحمر. قدمت دول الاتحاد الأوروبي والصين دعمها للمنتدى، لكن هناك شك في درجة استعداد الولايات المتحدة للانضمام إليه، وهو عامل مهم يشير إلى أن واشنطن غير مهتمة بضمان الحفاظ على الأمن في المناطق الفرعية مثل القرن الأفريقي. [9]


من خلال هذا الإطار متعدد الأطراف سيكون من الممكن معالجة مجموعة متنوعة من القضايا بما في ذلك الأمن، وإدارة الصراع، والتدفقات التجارية، والهجرة. يمكن لمثل هذا الإطار أيضًا أن يوفر آلية تسمح للدول في أفريقيا بالعمل بشكل مشترك مع دول الخليج العربي، بما يعود بالنفع على الجميع. ومع ذلك، فإن الإجراءات المتخذة حتى الآن تظهر أن هناك تضاربًا واضحًا في المصالح بين بعض اللاعبين الرئيسيين في منتدى إقليمي مخطط له. أدت مبادرة سعودية مصرية مشتركة أُطلقت في عام 2017 إلى سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى والعلاقات المستمرة، على الرغم من أنه سرعان ما اتضح أن هناك خلافات في الرأي بين الحكومتين. تعتبر مصر نفسها، نظرًا لموقعها الجغرافي، لاعبًا إقليميًا رئيسيًا لأنها تحافظ على علاقاتها مع العالم العربي والدول الأفريقية، ولأنها مسؤولة عن قناة السويس.


ومع ذلك، فإن مبادرة مصر لإنشاء منتدى إقليمي تعكس نهجًا دفاعيًا من حيث الحفاظ على مكانة البلاد. على الرغم من أن نظام السيسي أقام علاقات وثيقة مع السعودية والإمارات وتلقى منهما تمويلًا كبيرًا، إلا أن سياسة مصر تظهر أن القاهرة تدافع بحماس عن حقوقها الإقليمية الحصرية ضد حلفائها الخليجيين. لهذا السبب، أصر الدبلوماسيون المصريون على أن يكون أعضاء منتدى البحر الأحمر من الدول التي تقع على ساحل البحر نفسه. [10]


في بيئة استراتيجية متغيرة، يمكن للهياكل الأمنية متعددة الأطراف تأمين خطوط الشحن ضد القرصنة والتهديدات الأخرى. يمكن القول أنه كلما أمكن، يجب اتباع مبدأ “المجتمع الفرعي” لتمكين الحكومات والمؤسسات والجيوش المحلية حتى تتمكن من تحمل المسؤولية عن أمن المنطقة. [11] في ضوء هذه المخاوف، يجب على الفاعلين المركزيين في مجلس التعاون الخليجي، مثل السعودية والإمارات أن تتخذ حذرها وتشجع التعاون الإقليمي دون التدخل الصريح، حتى لا تخسر ما أحرزته من إنجازات.


ملخص

يتطلب الاضطراب المستمر والوضع الاقتصادي غير المستقر في خليج عدن والبحر الأحمر استخدام آليات متطورة لأنظمة متعددة الأطراف لإدارة مجموعة واسعة من المخاطر التي لا تزال قائمة في المنطقة.


لذلك فإن تدخل دول الخليج في القرن الأفريقي والمياه المتاخمة له ينبع من ضرورة أمنية، وسياسية، واقتصادية واضحة. على الرغم من أنه من الممكن أن ينشأ “نظام” فوق وطني في ضوء مبادرات مثل منتدى البحر الأحمر السعودي- المصري، إلا أن الحوكمة الأمنية في المنطقة لم تتشكل بعد.


يمكن لدول الخليج العربي، من خلال اتخاذ خطوات لبناء تعاون متعدد الأطراف في القضايا البحرية المحلية، أن تلعب دوراً على نطاق أوسع – دعم أمن الممرات البحرية التي تمر عبر هذه الطرق البحرية الحيوية من الناحية الاستراتيجية. أظهرت الوساطة مع مصر وإثيوبيا وإريتريا إمكانات تورط الخليج في هذا الأمر.


في ظل التقارب الجزئي بين السعودية والإمارات وقطر حاليًا، هناك احتمال أن تتبنى دول الخليج نهجًا أكثر تنسيقًا لمجموعة متنوعة من قضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك حل الحرب في اليمن، والحفاظ على السلام بين إثيوبيا وإريتريا، وتعزيز سلطة الحكومة الإثيوبية باعتبارها عناصر أساسية في الحفاظ على أمن خليج عدن والبحر الأحمر.


40 مستشارًا عسكريًا إيرانيًا يديرون آلة الحرب الحوثية

المصدر: موقع نتسيف نت


أكد معهد بروكينغز الأمريكي وجود عشرات المستشارين العسكريين الإيرانيين في قلب آلة الحرب التابعة لميليشيا الحوثي – الذراع الإيرانية في اليمن.


وقال المعهد في تقرير نشره حديثًا إن “الحوثيين جرى تنظيمهم تمامًا على غرار حزب الله، وهم يتبعون نموذجهم، وهذا تهديد إرهابي طويل الأمد للأمريكيين والمصالح الأمريكية”.


كما زعم التقرير أن “البلاد لا تزال ساحة معارك للقوات الخارجية. الحوثيون مدعومون من إيران وحليفها حزب الله، وهناك 40 مستشارًا عسكريًا إيرانيًا في اليمن “.


وقال التقرير أيضًا إن الحوثيين “ليسوا في عجلة من أمرهم للتوصل إلى اتفاق، ويمكن أن تنهار الهدنة بسهولة”.


وقال التقرير إنه على الرغم من عدم تمديد الهدنة في اليمن، إلا أن الجانبين لا يزالا ملتزمين إلى حد كبير بوقف إطلاق النار وغيره من شروط الهدنة مثل: الرحلات الجوية التجارية إلى عمان.


يعتقد المعهد الأمريكي أن السياسة الأمريكية في اليمن تمكنت مؤخرًا من إدارة الصراع، إلى حد ما، لكنها غير كافية لوقف الأزمة والكارثة الإنسانية، مؤكدًا أن الوقت قد حان لوضع حد للمأساة الناتجة عن الحرب في اليمن.


تحركات عسكرية تحت غطاء التهدئة: الحوثيون وتقويض السلام

المصدر: موقع جيروزاليم بوست


وسط جهود ودعوات إقليمية ودولية لاستمرار الهدنة الإنسانية في اليمن، يراقب اليمنيون بحذر القنبلة الموقوتة التي توشك على الانفجار كما يسمعون تحركات النظام الإيراني ووكيله الحوثي نحو التصعيد العسكري بدلًا من نزع فتيل التوتر. هذا هي المشكلة العويصة التي يرفض المجتمع الدولي الاعتراف بها.


تواصل ميليشيا الحوثي تبني لغة التصعيد على الجبهة السياسية والعسكرية مع تصعيد غير مسبوق لشحنات الأسلحة المهربة القادمة من إيران بدلاً من المشاركة في تعزيز جهود خفض التصعيد، واستمرار الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بعد خمسة أشهر من انهيارها، وتنفيذ بنودها، والتحرك نحو وقف شامل لإطلاق النار، وبدء مفاوضات من أجل حل نهائي للأزمة.


اعترضت البحرية الفرنسية، في 15 يناير، سفينة إيرانية تحمل 3 آلاف بندقية و500 ألف طلقة و20 صاروخًا مضادًا للدبابات كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي. بعد أيام، أعلنت الأجهزة الأمنية في ميناء “شحن” باليمن ضبط 100 محرك طائرة مسيرة، كانت أيضًا في طريقها إلى الحوثيين.


قالت البحرية الأمريكية، في مطلع يناير 2023، إنها صادرت أكثر من 2000 بندقية كانت متجهة للحوثيين، وفي 1 ديسمبر 2022، اعترضت زورق صيد كان يهرب أكثر من 50 طنًا من الذخيرة، والصمامات، ووقود الصواريخ، وصادرت 1400 بندقية وأكثر من 226 ألف طلقة من سفينة قادمة من إيران، وصادرت أكثر من 1.1 مليون طلقة من قارب صيد يعمل بين إيران واليمن.


اعترضت البحرية الأمريكية، في 8 نوفمبر 2022، سفينة صيد تحمل 70 طنًا من كلورات الأمونيوم – وهو عامل مؤكسد يستخدم لوقود الصواريخ، بالإضافة إلى 100 طن من سماد اليوريا. وفي يوليو 2022، قالت المملكة المتحدة إن البحرية الملكية صادرت صواريخ أرض جو ومحركات صواريخ كروز من قارب شراعي قبالة الساحل الجنوبي لإيران.


وبحسب بيان القيادة المركزية الأمريكية، بلغ حجم المضبوطات أعلى مستوياته في عام 2022 قبالة سواحل اليمن بـ 9000 قطعة سلاح بزيادة قدرها 200٪ في عدد الأسلحة المضبوطة في عام 2021.


وفي بيان صدر قبل أيام قليلة، أكد المتحدث باسم الأسطول الخامس الأمريكي القائد تيم هوكينز أن البحرية الأمريكية والقوات متعددة الجنسيات صادرت خلال الشهرين الماضيين أكثر من 5000 قطعة سلاح و1.6 مليون طلقة ذخيرة.


التصعيد الإيراني في تهريب شحنات السلاح ليس منعزلاً عن تسارع حشد الحوثيين للموارد والقدرات المادية والبشرية استعدادًا لما يبدو أنه جولة جديدة من التصعيد. ويشمل ذلك العروض العسكرية منتصف عام 2022 التي نظمتها مليشيا الحوثي رغم الهدنة، وحشد آلاف المدنيين والأطفال ممن جرى تجنديهم قسرًا إلى جبهات القتال، بعد استدراجهم من المراكز الصيفية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.


تعبئة الحوثيين أثناء الهدنة

رافق هذا التصعيد والتعبئة غير المبررين تعنت مليشيا الحوثي على خطوات بناء الثقة والمقاربات التي كان من المفترض أن تتبعها لتنفيذ بنود الهدنة، ومنها فتح ممرات آمنة للمدنيين ورفع الحصار عن محافظة تعز، ذات أكبر كثافة سكانية في اليمن، بالإضافة إلى المضي قدمًا في مفاوضات التبادل الشامل للأسرى والمختطفين – ومن بينهم القادة السياسيون، والعسكريون، والإعلاميون، والصحفيون.


الأسئلة التي يجب طرحها هي: لماذا ترسل إيران هذه الترسانة من الأسلحة إلى اليمن؟ ولماذا يحشد الحوثيون السلاح والمقاتلين رغم دعوات التهدئة؟ وكيف ومن يمول هذه الأنشطة الإرهابية؟ ولماذا لا تصرف هذه المليارات من الريالات لدفع جزء من رواتب الموظفين العموميين الذين توقف عملهم منذ 2018، أو رواتب المعلمين المتوقفة طوال العام؟ أو استغلالها لتأمين الغذاء لملايين الجياع في المناطق التي تسيطر عليها؟


هذه أسئلة لا يمكن الإجابة عليها بمعزل عن قراءة المشهد في المنطقة. ويشمل ذلك تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام الإيراني، فضلًا عن تعثر المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، ويستغل نظام طهران نفوذه في المنطقة لصرف الأنظار عن الاضطرابات الداخلية في الوقت الذي يحاول فيه الضغط على المجتمع الدولي حتى يتمكن من جني مكاسب إضافية على طاولة المفاوضات.


جاء ذلك في بيان صادر عن قاسم الحمران قائد ما يسمى بكتائب الدعم والإسناد – وهي قوة مليشيا أنشئت بعد إعلان الهدنة في أبريل 2022، خلال عرض عسكري لخريجي الورشة العسكرية بمحافظة ذمار وسط اليمن.


وأكد فيه أن ميليشياته “جزء لا يتجزأ من المحور الإيراني”، وذلك في الوقت الذي هدد فيه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ببدء حرب جديدة في المنطقة.


تلك المسيرات العسكرية -التي أعاد فيها الحوثيون إنتاج أسلوب وشعارات الميليشيات الطائفية التي أسسها ويديرها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وقوات الحشد العراقية- أظهرت حالة الفصام التي تعيشها هذه الميليشيا بين الدعوات والجهود لترسيخ التهدئة والسلام في اليمن، وواقعها باعتبارها ميليشيا إرهابية عهدت نفسها لإيران وسياساتها التخريبية في المنطقة. كما كشفت هذه العروض استمرار تدفق الأسلحة والتقنيات العسكرية الإيرانية عبر موانئ مدينة الحديدة، ومنها البنادق، وبنادق القنص، والصواريخ المضادة للدبابات، وطائرات رجوم وأبابيل المُسيرة. كشف تقرير لفريق خبراء الأمم المتحدة مؤخرًا عن طرق تهريب هذه الأسلحة.


لذلك لا يمكن التفكير في السلام في اليمن بمعزل عن التعامل مع ما يحدث في المنطقة. الدور الإيراني في اليمن يضيف إلى الصراع ويعيق جهود السلام. ويرجع ذلك إلى سياسات إيران المزعزعة للاستقرار لكل من اليمن والمنطقة، فضلاً عن تهديدها للمصالح الدولية، مقارنة بالدور الذي لعبه تحالف الدول العربية بقيادة السعودية في قيادة جهود التهدئة والسلام التي بلغت أوجها بالإعلان عن هدنة في أبريل 2022. كما يدعم التحالف الحكومة في تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وتقديم الخدمات، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، واستقرار العملة، وتقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية لملايين المدنيين.


لذلك، تقع على عاتق المجتمع الدولي وعلى رأسه الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مسؤولية مراجعة تعامله مع الملف اليمني إذا كان جادًا في إنهاء الحرب هناك بشكل نهائي.


أي اتفاق دولي قادم مع إيران يجب أن يشمل وضع الميليشيات الطائفية في المنطقة، بقيادة الحوثيين، وتطالب إيران بالتوقف عن استخدام هذه الميليشيات لبسط نفوذها وفرض مشروعها التوسعي.


كما يجب أن يمارس بموجب الاتفاق ضغطًا حقيقيًا على مليشيا الحوثي لإجبارها على وقف خطواتها التصعيدية ومراجعة نمط علاقتها مع إيران، ودفعها للانخراط بجدية وبنية حسنة في خفض التصعيد والانتقال إلى مسار سياسي ينهي الحرب ويضع حداً للمأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون، ويضع مصالح اليمن أولاً.


مع استمرارهم في جهود إحياء الهدنة وتوسيعها، يجب أن يدرك المجتمع الدولي ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن أن هذه الهدنة لن تكون خطوة نحو السلام إذا استمر الوضع دون رقابة على تنفيذ أحكامها وبدون مساءلة عن انتهاكاتها. إن الإصرار على تجاهل الدور الإيراني في تأجيج الصراع وتفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن يعد سلوكًا غير استراتيجي سيعيدنا إلى المربع صفر، مع ضياع الكثير من الوقت، والقدرات، وأرواح الأبرياء.


تهريب الأسلحة الإيرانية في دائرة الضوء في اليمن وروسيا

كاتب المقال: سيث جي فرانتزمان[12] | المصدر: موقع جيروزاليم بوست


صادرت سفينة البحرية الملكية إتش إم إس مونتروز أسلحة، وأشار بيان صادر عن المملكة المتحدة إلى أن الأسلحة قُدمت باعتبارها دليلًا للأمم المتحدة “يربط منظمة حكومية إيرانية -الحرس الثوري الإسلامي- بتهريب أنظمة الأسلحة في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي”. يأتي التقرير بعد أيام من نشر صحƒيفة الجارديان في المملكة المتحدة أيضًا أن “إيران استخدمت قوارب وشركة طيران مملوكة للدولة لتهريب أنواع جديدة من الطائرات بدون طيار المتطورة طويلة المدى المسلحة إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا”.


يشير مقال ثالث في صحيفة ذا ناشيونال في الإمارات العربية المتحدة إلى أن “خطأ مطبعيًا في كلمة” هولندا “ساعد في كشف شحنات الأسلحة الإيرانية غير المشروعة إلى اليمن، حسبما كشفت الحكومة البريطانية”. اتضح أن إيران أخطأت على ما يبدو في كتابة اسم البلد، باستخدام كلمة “Nether1ands” على محرك الصاروخ. كما أخطأوا في كتابة كلمة “version” و “في خطأ فادح آخر، فشلت إيران في حذف سجلات الرحلات الجوية من طائرة بدون طيار وهي في طريقها إلى اليمن – مما يدل على أنها قامت بـ 22 رحلة تجريبية في أراضي تابعة للحرس الثوري الإيراني”.


هذه التقارير الثلاثة مهمة لإظهار مرة أخرى المدى الذي تذهب إليه إيران لنقل الأسلحة بشكل غير قانوني في جميع أنحاء العالم. لقد فعلت إيران ذلك منذ عقود، ولكن جرى تجاهله في الغالب لأن إيران كانت ترسل بشكل عام أسلحة إلى أماكن مثل: سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان، وهي دول تعرضت إما لتسلل جماعات موالية لإيران، أو لم تكن ذات أهمية للحكومات الغربية والمجتمع الدولي. شعرت إيران أن لديها حصانة.


ومع ذلك، فإن قرار طهران بتسليح روسيا ومساعدة موسكو على استهداف المدنيين الأوكرانيين نقل إيران الآن إلى فئة جديدة من حيث مدى قلق الغرب بشأن التهريب.


وتقول المملكة المتحدة إن ” سفينة HMS Montrose صادرت في مناسبتين في أوائل عام 2022 أسلحة إيرانية من زوارق سريعة يديرها مهربون في المياه الدولية جنوب إيران. وكان على متنها صواريخ أرض – جو ومحركات لصواريخ كروز للهجوم الأرضي، بما يتعارض مع قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 و2140 (2015) “.


قبل عدة سنوات، أشارت الولايات المتحدة أيضًا إلى الدور الإيراني في حرب اليمن. أقامت الولايات المتحدة عرضًا للمواد الإيرانية في قاعدة أناكوستيا المشتركة بالقرب من واشنطن. في هذا العرض، قدمت الولايات المتحدة أجزاء صاروخية وطائرات مسيرة جرى العثور عليها وكانت مرتبطة بإيران. أظهرت الأمم المتحدة والجماعات التي تتعقب الأسلحة في السابق كيف توفر إيران المواد للحوثيين في اليمن. كما استهدفت إيران القوات الإماراتية والسعودية والأمريكية في العراق وسوريا على مدى نصف العقد الماضي.


الآن تدق المملكة المتحدة ناقوس الخطر بشأن دور إيران الشائن.

قال وزير الدفاع “بن والاس”: “إن المملكة المتحدة ملتزمة بإعلاء سيادة القانون الدولي وستواصل مواجهة النشاط الإيراني الذي يتعارض مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويهدد السلام في جميع أنحاء العالم”. لهذا السبب لدينا انتشار دائم للبحرية الملكية في منطقة الخليج، وإجراء عمليات أمنية بحرية حيوية والعمل لدعم سلام دائم في اليمن.


ومن الجدير بالذكر أن رئيس البحرية الأمريكية الأدميرال “براد كوبر” التقى بنظرائه السعوديين خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكان رئيس القيادة المركزية الأمريكية مايكل كوريلا في المنطقة الأسبوع الماضي في زيارة تستغرق خمسة أيام. وقد زار البحرين وناقش الدور المهم لفريق قوة العمل المشتركة 59، وهو فريق عمل بحري مهم للأمن في المنطقة.


ما علاقة قضايا الأمن في اليمن والخليج بتهريب إيران إلى روسيا؟

اتضح، وفقًا لمقال الجارديان، أن إيران سلمت ما لا يقل عن 18 طائرة بدون طيار للبحرية الروسية. سعت روسيا إلى استيراد الطائرة بدون طيار مهاجر-6، وكذلك الشاهد 191، وشاهد 129.


وقال التقرير “على عكس الطائرات المسيرة شاهد 131 و 136 المعروفة، والتي استخدمتها روسيا بكثافة في غارات الكاميكازي ضد أهداف أوكرانية، فإن الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع أعلى مصممة لإلقاء القنابل والعودة إلى القاعدة سليمة”. جرى تسليم الطائرات بدون طيار في نوفمبر من العام الماضي وتم إنتاجها في أصفهان.


إن المحاولة الإيرانية لزعزعة استقرار اليمن عبر إرسال أسلحة إلى الحوثيين، هي على الأرجح ما تهتم به موسكو من حيث كونها دولة يمكن أن تزود موسكو بالأسلحة بشكل غير قانوني لحرب أوكرانيا. روسيا تريد شن الحرب بثمن بخس. كان الحوثيون قادرين على استخدام الأسلحة الإيرانية بشكل فعال، وفعلوا ذلك بثمن بخس أيضًا. وهذا يعني أن موسكو تدرك أن الطائرات الإيرانية بدون طيار قادرة على زعزعة استقرار المنطقة وتحصل على منفعة كبيرة.


إن هدف روسيا هو زعزعة استقرار أوكرانيا، وإعادتها إلى الوراء سنوات من خلال حرب لا نهاية لها تستمر في أجزاء من البلاد. لقد جندت روسيا المرتزقة، والسجناء، وحتى المهاجرين الفقراء لجهودها الحربية. من حيث الجوهر، تريد روسيا التضحية بالكثير من الفقراء أو ممن هم من الضواحي للقتال في أوكرانيا. الطائرات بدون طيار الإيرانية هي جزء من هذا المشروع.


تظهر التقارير الأخيرة الآن كيف تواصل إيران إرسال أسلحة بشكل غير قانوني تهدد الشرق الأوسط وأوروبا. وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي يزور فيه الرئيس الإيراني الصين هذا الأسبوع، سعياً لمزيد من الدعم الاقتصادي. قد يزيد هذا الدعم من قدرة إيران على صنع المزيد من الطائرات بدون طيار والأسلحة.


فجوة الأجور بين إيران الأولى والثانية

المصدر: موقع بحدري حداريم العبري المحسوب على التيار الديني المتشدد في إسرائيل


كشفت قناة “إيران إنترناشيونال” التلفزيونية عن بيانات حول أجور الإرهابيين الذين تجندهم إيران، كما فضحت الفساد الإيراني.


لقد أعلن جمال الدين أبروماند، العضو البارز في الحرس الثوري، عن رواتب القوات التي تعمل بالوكالة ومن بينها الحوثيون في اليمن، وقرر أنها سترتفع من 100 دولار إلى 500 دولار وإلى 1000 دولار شهريًا.


بالإضافة إلى التغيير غير القانوني لبيانات الموازنة التي أقرها البرلمان الإيراني، يساعد أبروماند، مع رئيس مجلس النواب محمد باقر قاليباف، فيلق القدس على إخفاء وجهة الأموال التي تخرج من الخزانة العامة.


يمتلك فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أكثر من 200 ألف مقاتل في الشرق الأوسط، لكن لأسباب أمنية يقولون إنهم نصف هذا العدد. وقال قائد كبير في الحرس الثوري، إن الراتب الشهري للحوثيين اليمنيين انخفض إلى 100-200 دولار، في حين يعلن قادة فيلق القدس للحكومة أن رواتب هذه القوات تتراوح بين 500 و1000 دولار.


إيران الأولى تتلقى 1300 دولار، والثانية 250 دولاراً. تتلقى قوات حزب الله أعلى أجور للقوات التي تعمل بالوكالة عن الحرس الثوري الإيراني تصل إلى 1300 دولار شهريًا من الجمهورية الإسلامية. هذا على الرغم من أن الحد الأقصى لراتب الحرس الثوري الإيراني في سوريا يبلغ 250 دولارًا، ويتقاضى الحوثيون اليمنيون ما بين 100 إلى 200 دولار شهريًا.


لماذا يختار طرفا الصراع في اليمن طريق المفاوضات؟

كاتبة المقال: الدكتورة مارتا إليشيفع فورلان [13] | المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي


دخل “وقف إطلاق النار الفعلي” حيز التنفيذ بشكل مفاجئ بعد انتهاء الهدنة بين الحوثيين والحكومة اليمنية في أكتوبر الماضي. وبعد توقف القتال عاد الحوثيون والسعودية (الداعمة للحكومة) إلى طاولة المفاوضات من خلال وسطاء عمانيين.


سبب العودة إلى المفاوضات بعد مرور 8 سنوات من الحرب العنيفة والوحشية هو أن جميع الأطراف المعنية لم تعد تنظر إلى الحرب على أنها خيارًا جذابًا، أو مستدام. رغم أن الحوثيين يظلون أقوى جانب في الصراع إلا أنهم مرهقون عسكريًا بسبب هجومهم غير المجدي على مأرب، كما تكبدت القوات المدعومة من الإمارات خسائر فادحة على الجانب الآخر.


تفاقمت الصعوبات العسكرية فقط بسبب المشاكل الاقتصادية للجماعة، حيث ارتفعت أسعار الوقود في جميع أنحاء شمال اليمن بشكل كبير. في هذا السياق العام، يبدو أن محاولة فرض إرادتهم على طاولة المفاوضات وليس على ساحة المعركة هو الخيار المفضل.


ومن جهة أخرى، كان السعوديون يبحثون في السنوات الأخيرة عن مخرج من اليمن، والتي غالبًا ما يشار إليها في الصحافة باسم “فيتنام السعودية” لأنهم غير قادرين على تحقيق نصر عسكري حاسم على الحوثيين، يحاول السعوديون جاهدين إنهاء مغامرتهم المأساوية في اليمن من خلال المفاوضات. يعتقد السعوديون أن هذا سيسمح لهم بالخروج من اليمن دون إعطاء الحوثيين وداعمهم الإيراني كل الفوائد التي سيجلبها لهم النصر العسكري.


ما هي فرص السلام؟

حقيقة تنحية الحوثيين والسعوديين للسلاح والعودة إلى المفاوضات الثنائية هي بلا شك إيجابية للغاية بالنسبة لليمن. ومع ذلك، بدأت حرب اليمن كنزاع أهلي بين الحوثيين والحكومة. لذلك، فإن استبعاد المجلس الرئاسي من المفاوضات يمكن أن يقوض آفاق السلام المستقر والمستدام في المستقبل. وبدون مشاركة المجلس، لن يكون السلام بعيد المنال فحسب، بل قد يتسبب في تقصير أجل الهدنة الحالية أيضًا.


اليمن بين العصر الذهبي وتدمير التراث الثقافي

المصدر: موقع زمن يسرائيل


تمثيل اليونان القديمة وروما في المتاحف حول العالم يعد جيدًا بخلاف الحضارات اليمنية المعاصرة- بما في ذلك الجالية اليهودية الغامضة- التي حظيت بتقدير أقل بكثير. يسعى معرض جديد في معهد سميثسونيان، في واشنطن العاصمة، إلى تصحيح هذا التحيز التاريخي.


كان القرن الأول ق.م إلى القرن الثاني الميلادي بمثابة عصر ذهبي لليمن، وذلك بفضل تجارة البخور في هذه المنطقة التاريخية من شبه الجزيرة العربية. وصلت العطور الفاخرة، من خلال طرق التجارة البرية والبحرية، إلى أجزاء بعيدة من العالم المعروف – بما في ذلك روما في الغرب والهند من الشرق. في اليمن نفسها، أثمرت الثروات الناتجة عن التجارة اقتصادًا مزدهرًا وفنًا خلاباً.


افتتح معرض “اليمن القديم: البخور والفن والتجارة” هذا الخريف في سميثسونيان، وسيُعرض لمدة ثلاث سنوات قادمة على الأقل. يقع المعرض في المتحف الوطني للفن الآسيوي، ويحتوي على أعمال مثل: التماثيل الجنائزية المرمرية، والعناصر المعمارية، والبرونز. تعكس العديد من القطع التبادل بين الشرق والغرب.


قالت أمينة المتحف، أنطونييتا كاتانزاريتي، لموقع “زمن إسرائيل” إن “الناس يرون القطع الأثرية ويعتقدون، في أغلب الأحيان، أنها من نتاج العالم الغربي. روما تتبادر إلى الذهن، كما يتبادر الإغريق. ما نحاول القيام به هو تعريف الزائرين بالثقافة المادية المتنوعة لليمن القديم نفسه “.


يتناقض ماضي اليمن العريق بشكل حاد مع الوضع الحالي التي تشهد فيه حربًا أهلية مدمرة.


قالت كاتانزاريتي: “عندما أفكر في المعرض، فإنني مدفوعة أيضًا بحقيقة أن هناك الكثير مما يجري في الوقت الراهن حيث ينهب التراث الثقافي لليمن ويدمر. ويرغب المتحف، من خلال هذا المعرض، مشاركة القطع الأثرية مع الزوار والتعرف على اليمن القديم “.


تشير مجموعتان من البرونز المزخرف إلى الانفتاح في الثقافة القديمة. كل واحد يجسد صبيًا يركب أسدًا. على الرغم من أن الصبي يستحضر الإله اليوناني ديونيسوس، إلا أن الأسد منقوش بالخط العربي الجنوبي.


وأشارت كاتانزاريتي إلى أن “المنحوتات البرونزية للصبي الذي يركب الأسد هي إلى حد كبير نتاج الممالك اليمنية القديمة.”


وكذلك ميزاب على هيئة الإله الثور المقه، الذي وُضِع فوق أحد المباني. أحد الآلهة المعبودة في عدة ثقافات في ذلك الوقت، كان المقه إله القمر والزراعة.


قالت كاتانزاريتي، “لا تتمتع المقة بوظيفة رمزية فحسب، بل وظيفة عملية أيضًا. عندما يجري الماء في ميزاب، يسقط على الأرض ويسقيها، فهذه وظيفة الميزاب وإلمقه، الذي كان يُعتقد أنه ليس فقط إله القمر، ولكن أيضًا المسؤول [عن] الري والزراعة.”


كما يدل تمثال صغير هندي لآلهة راقصة، على الروابط التجارية بين اليمن وجنوب آسيا بمجرد أن تعلم البحارة الإبحار في الرياح الموسمية.


تلقت كاتانزاريتي تعليمها في إيطاليا والولايات المتحدة، وحصلت على درجة الدكتوراه في فن وآثار الشرق الأدنى القديم من جامعة كاليفورنيا، بيركلي. أجرت عمليات تنقيب في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بما في ذلك مشروع مستمر تديره في منطقة قره داغ في كردستان العراق. تشمل معارضها السابقة المنسقة في سميثسونيان “السلالات الإلهية: قطط مصر القديمة” في عام 2017.


فيما يتعلق بمعرض اليمن، قالت، “بليني الأكبر يكتب عن التجارة ويصف كيف كان البخور مهمًا للغاية في التجارة وما هي وظيفته، لكن لا يجدر الارتكان فقط على هذا المصدر الكلاسيكي. هناك بقايا أثرية وقطع أثرية تخبرنا عن هذه التجارة المعقدة، وتساعد في شرح أهمية البخور “.


كان أحد أنواع البخور مطلوبًا بشكل خاص في ذلك الوقت – اللبان – وكانت اليمن في وضع مثالي لتوفيره. ورد ذكر اللبان في الكتاب المقدس المسيحي باعتباره أحد هدايا المجوس إلى جانب المر، ويأتي اللبان من شجرة البوسويلية المقدسة، وموطنها الأصلي في أربعة أماكن فقط في العالم: اليمن، وعمان، والصومال، وإثيوبيا.


قالت كاتانزاريتي: “إنه يحتاج إلى بيئة خاصة تسمح له بالنمو”، واصفة بخور هذه المناطق بأنه “عال الجودة”، ويستخدم “للطقوس العلمانية أو الدينية في المعابد، وللأغراض الطبية وكعطور”.


تعتبر المباخر القديمة جزءًا من المعرض، ويمكن للزوار مشاهدة بعض البخور الفعلي.


قالت كاتانزاريتي: “نحاول مساعدة الزوار في التعرف على اللبان من خلال إضافة اللبان الحديث في المعرض، حتى يتعرف الجمهور على شكله”.


عند سؤالها عن رائحته، أجابت، “لدي الكثير من الأسئلة حول هذا الأمر عند القيام بجولات في المعرض. ما لدينا، للأسف … ربما يكون عمره عدة سنوات. ليس له رائحة. أخبرتني إحدى الزائرات أن عائلتها تستخدمه بانتظام، وله رائحة طيبة جدًا. تحتاج إلى وضع البخور على الفحم، وهو يحترق ببطء. لم أجربها شخصيًا “.


يهود حمير الضائعون

قالت كاتانزاريتي في العصور القديمة، “كان هناك طلب كبير على البخور – على سبيل المثال، من العالم الغربي.” ونتيجة لذلك، قالت: “ازدادت زراعة الأشجار. وازداد الطلب، وازدادت قيمته “.


استفاد من ذلك الممالك الخمس المنفصلة – سبأ، وقتبان، ومعين، وحضرموت، وحمير – التي حكمت على الأقل جزءًا من اليمن الحالي خلال الفترة التي يغطيها المعرض. لقد أطلقوا عليهم بشكل جماعي لقب “ممالك القوافل” بسبب شهرتهم في تجارة البخور.


وفقًا لمقال نشر عام 2011 من معهد الدراسات المتقدمة بجامعة برينستون، كانت حمير آخر مملكة حكمت حتى القرن السادس الميلادي. ارتبطت نهايتها بسرد تاريخي مثير للجدل. تحولت هذه المملكة العربية إلى اليهودية في القرن الرابع الميلادي، وبعد ذلك عانى سكان حمير المسيحيون من الاضطهاد. في القرن السادس، أثار هذا الاضطهاد رد فعل عنيف من إثيوبيا، مما أدى إلى سقوط المملكة، وشهدت القرون اللاحقة صعود الإسلام في المنطقة.


يركز المعرض على مملكة القوافل التابعة لقتبان التي كانت موجودة قبل ذلك بكثير، والتي كانت موجودة من القرن 8 ق.م إلى القرن 2م. تأتي معظم القطع الأثرية من معقل قتبان في تمنع، وهي مركز لتجارة البخور.


قالت كاتانزاريتي: “كانت المملكة [قتبان] تقع في وادي بيحان، على طول طرق التجارة الإستراتيجية”، وأضافت “لعبت جميع ممالك القوافل أدوارًا مهمة في التجارة الداخلية عبر شبه الجزيرة العربية حتى الشمال.”


وأشارت إلى أن “اليمن يقع في موقع جغرافي استراتيجي، جميع طرق الممالك [اليمنية] القديمة استخدمت هذا الموقع الاستراتيجي للغاية لربط البلدان والمناطق الأخرى.”


لعبت مدينتا البتراء والعقبة الأردنيتان التاريخيتان دورًا مهمًا في التجارة. من العقبة، اجتاز البخور صحراء النقب في طريقه إلى الساحل الشرقي، أي ميناء غزة.


وصفت كاتانزاريتي النقب بأنه “منطقة مركزية ومهمة للغاية على طول الطريق التجاري”، مع “عدة محطات” من القوافل التي سمحت للتجار وجمالهم بالراحة.


قالت: “مع استمرار التحقيقات الأثرية على طول طريق البخور، نحن نفهم التأثير الدولي للبخور، ونكشف عن عالم متصل أكثر تعقيدًا مما كنا نعتقد، حتى يرشدنا إلى تجارة كانت تربط الناس من مناطق بعيدة، كما يتضح من مواقع مختلفة في النقب “.


وقالت: “لن أتفاجأ من حقيقة أنه كلما واصلنا التنقيب، زادت تفاصيل البضائع المتداولة.”


يهود اليمن ومعتنقو الديانة اليهودية في تنزانيا

المصدر: مجلة شبتون العبرية | كاتب المقال: الحاخام إلياهو بيرنبيوم


تنزانيا بمثابة جنة لمحبي الطبيعة. يسافر الناس عادة إلى تنزانيا لزيارة عجائب المخلوقات، أو يخرجون في رحلات السفاري للتنزه في المحميات الطبيعية، أو للتعرف على القبائل الرحل، أو لتسلق أعلى جبل في إفريقيا -جبل كليمنجارو الشهير. لكن لا يعلم الجميع أن الدولة بها أيضًا جالية يهودية صغيرة من “اليهود اليمنيين” -التي أجبرت على تغيير دينها- وتعيش سرًا في السافانا الأفريقية وبين المناظر الطبيعية للغابات والمستنقعات وقطعان الحمير الوحشية والفيلة.


تقع تنزانيا على ساحل المحيط الهندي، وهي من أجمل البلدان الأفريقية وأكثرها تنوعًا. تحدها شمالًا كينيا وأوغندا، ورواندا والكونغو غربًا، وزامبيا وموزمبيق من الجنوب.


تعيش اليوم في مدينة أروشا في تنزانيا جالية فريدة مكونة من عشرات العائلات أصولهم من اليمن واليهود الإثيوبيين الذين انضموا إلى الجالية بالإضافة إلى السكان المحليين الذين يرغبون في اعتناق الديانة اليهودية.


هاجر اليهود الأوائل من اليمن إلى تنزانيا في منتصف القرن التاسع عشر. هؤلاء هم يهود يمنيون عبروا مضيق عدن إلى شرق إفريقيا في ثمانينيات القرن التاسع عشر. واصل بعضهم الطريق جنوبًا عبر إثيوبيا وكينيا واستقروا في تنزانيا. امتدت ظاهرة هجرة اليهود اليمنيين إلى أماكن مختلفة في إفريقيا، حيث انتقلوا إلى جيبوتي، والسودان، وإثيوبيا، وإريتريا، وعمان، والصومال، وتنزانيا. كانت الدوافع الرئيسية للهجرة اقتصادية وسياسية بسبب مكانة يهود اليمن المتدنية حيث جرى وصف يهود اليمن على أنهم أهل الذمة. كان لهم الحق في الحرية الدينية والحماية مقابل اعترافهم بالتفوق السياسي للمسلمين. كما فرض عليهم دفع ضريبة الجزية، وكانوا خاضعين لقوانين “العهدة العمرية” التي كان الغرض منها تصنيف اليهود على أنهم أقل شأناً من المسلمين بموجب أنظمة مختلفة. في الوقت نفسه بدأت عمليات هجرة اليهود اليمنيين إلى إسرائيل بسبب وضع اليهود في اليمن والتوق إلى العودة إلى صهيون. بدأت هجرة اليهود من اليمن إلى فلسطين في عام 1881.


بدأ اليمنيون الذين هاجروا إلى تنزانيا إخفاء ديانتهم اليهودية. اختلفت أسباب حالات تغيير ديانتهم من فترة لأخرى. في منتصف القرن التاسع عشر، خشى يهود اليمن من محاولة تغيير المبشرين الألمان دينهم، لذلك اختبأوا. ابتداء من عام 1967، خافوا من الحكومة الشيوعية المدعومة من كوبا وروسيا ولذا أخفوا يهوديتهم مرة أخرى. وابتداءً منذ عام 1992 وحتى اليوم، يخافون من الأغلبية المسلمة في البلاد ولا يزال بعضهم يخفي يهوديته. يبدو أن ظاهرة يهود اليمن المضطهدين غير معروفة في العالم اليهودي.


أدى الاضطراب والاشتراكية والمشاعر المعادية لإسرائيل وتأميم الأراضي مع استقلال تنزانيا عن بريطانيا عام 1961 إلى مغادرة عديد من اليهود للبلاد، وأجبر من بقى على العيش والحفاظ على هويتهم الدينية سرًا. فضل بعضهم العيش بين قبيلة ماساي البدوية، حيث شعروا بالأمان. لم يعرف كثير من الشباب أن والديهم كانوا يهودًا. كل ما عرفوه هو أن والديهم لم يعملوا يوم السبت وكانوا نباتيين.


ويقول شيوخ الجالية إنه كان هناك يهود يمنيون، انتقلوا للعيش بين قبيلة الماساي للحفاظ على هويتهم اليهودية في السر، حيث لم يتعرضوا للاضطهاد وكانوا أحرارً في الحفاظ على دينهم وعقيدتهم. يُعرف محاربو الماساي بأنهم قبيلة من البدو الرحل يلفون أنفسهم بأقمشة حمراء وأغطية رأس ملونة.


يوجد اليوم كنيس يهودي في مدينة أروشا حيث تقام الصلوات يوميًا، صباحًا ومساءً وبالطبع أيام السبت والأعياد. الظاهرة المثيرة للاهتمام هي أنه بالإضافة إلى أحفاد اليهود اليمنيين الذين حضروا الكنيس، انضم العديد من السكان المحليين ممن ليست لديهم جذور يهودية، ولكنهم يرغبون في تعلم اليهودية والانضمام إلى الشعب اليهودي.

الهوامش

 إخفاء الهوامش

لديه أكثر من 20 عامًا من الخبرة الدولية والإقليمية في إنتاج أوراق سياسات رفيعة المستوى حول التطورات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية وإجراء تقييمات متعمقة للمخاطر. ترأس برنامج الأمن الأوروبي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، وقدم إحاطات وتقارير سرية لكبار المسؤولين في قطاعات الدفاع والأمن والطاقة، وأدار العديد من المؤتمرات الدولية رفيعة المستوى.

الأمن البحري في خليج عدن والبحر الأحمر: دور مجلس التعاون الخليجي، مركز بحوث السياسات والاستراتيجيات البحرية في جامعة حيفا في إسرائيل، التقدير الاستراتيجي لعام 20212022، ص155.

“The Bab el-Mandeb Strait Is a Strategic Route for Oil and Natural Gas Shipments”, US EIA, August 27, 2019.

Robert M. Shelala II, “Maritime Security in the Middle East and North Africa: A Strategic 2

Assessment” , Burke Chair in Strategy, Center for Strategic and International Studies (CSIS), .February 6, 2014

“A Gulf Between Narratives: Maritime Security in the Gulf of Aden in 2020”, Hellenic Shipping News, June 26, 2020.

“MSCI Advisory 2021-009-Persian Gulf, Strait of Hormuz, Gulf of Oman, Arabian Sea, Gulf of Aden, Bab al Mandeb Strait, Red Sea, and Western Indian Ocean-Threats to Commercial Vessels”, US Department of Transportation, Marine Administration (MARAD), September 9, 2021.

Shady Ahmed Mansour and Yara Yehia Ahmed, “Saudi Arabia and UAE in the Horn of Africa: Containing Security Threats from Regional Rivals”, Contemporary Arab Affairs 12, no. 3 )2019(: 99–118.

International Crisis Group, “The United Arab Emirates in the Horn of Africa”, Crisis Group Middle East Briefing, No. 65, Abu Dhabi/Washington/Brussels, November 6, 2018.

Zach Vertin, “Toward a Red Sea Forum: The Gulf, the Horn of Africa, & Architecture for a New Regional Order“, Brookings Doha Center Analysis Paper, No. 27, November 2019.

Gerald M. Feierstein, “The Impact of Middle East Regional Competition on Security and Stability in the Horn of Africa”, Policy Paper, Middle East Institute, August 2020.

Demessie Fantaye, “Regional Approaches to Maritime Security in the Horn of Africa”, Friedrich-Ebert-Stiftung, 2014.

– محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. لقد غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

– باحثة مساعدة في برنامج دول الخليج التابع لمعهد دراسات الأمن القومي. حصلت على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة سانت أندروز بالمملكة المتحدة، وركزت أطروحتها على حكم الجماعات الجهادية المسلحة في اليمن وسوريا والعراق، شاركت الدكتورة فورلان في تأليف 3 كتب. ونشرت في المجلات الأكاديمية الرائدة، ومنها: Middle East Journal، Civil Wars، Israel Affairs، Studies in Conflict & Terrorism ، Israel Journal of Foreign Affairs. كانت الدكتوره فورلان أيضًا مستشارة في شؤون اليمن والجماعات الإسلامية المسلحة في الأوساط الأكاديمية والمنظمات الإنسانية.


الإمارات وإسرائيل تبنيان قاعدة عسكرية قرب مضيق باب المندب - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/19714