الثلاثاء، 7 مايو 2024

الهجمات ضد الحوثيين لا تجدي نفعًا وعلى إسرائيل أن تستفيد من اتفاق الحُديدة

تكنولوجيا الحوثيين العسكرية كلها إيرانية تقريبًا

المصدر: ماكور ريشون | تأريخ النشر: 30 أبريل 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتبة المقال: آصاف جبور[1] | مقتطف من المقال


قبيل اندلاع الحرب في غزة، لم يعلم عن وجود الحوثيين أو تنظيمهم “أنصار الله” سوى القليل في إسرائيل والعالم. اليوم، يتحدث العالم كله عن الحركة الشيعية الزيدية التي سيطرت على معظم اليمن وتشكل تهديدًا إقليميًا. استعرض الحوثيون في عرض عسكري ضخم قبل زهاء أسبوعين القدرات العسكرية التي طوروها في السنوات الأخيرة.


يقول فابيان هينز[2]، الباحث والمعلق العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين: “استولى الحوثيون بعد سيطرتهم على اليمن على كمية قليلة من الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الباليستية من الجيش اليمني السابق”. “لقد كانت ترسانة لها نطاقات محدودة. وبعد تدخل إيران زودتهم بالصواريخ، والأنظمة المتقدمة ذات النطاقات الواسعة، ومنها، الصواريخ الباليستية التقليدية والدقيقة، وصواريخ كروز الأرضية، ومجموعة كبيرة من الصواريخ المضادة للسفن”.


وقال هينز إن إيران استثمرت موارد كثيرة في الحوثيين، وأضحت لديهم قدرات مستقلة في وقت قصير نسبيًا، لقد أرسلت إيران خبراء إلى اليمن، لتمرير الحوثيين في عملية تطويرية مشابهة لحزب الله”. تعود العلاقة مع التنظيم اللبناني إلى سنوات عديدة، لكن العملية متشابهة: إرسال خبراء إيرانيين ينقلون المعرفة، والتدريب التشغيلي، وحتى إنتاج الصواريخ، بالتوازي مع تدفق الأسلحة بطرق مختلفة. ترى إيران أنه التزام لإنشاء تحالفات ومراكز قوة إقليمية.


انبثقت جماعة “أنصار الله” الزيدية، المعروفة باسم “الحوثيين”، من قبيلة الحوثي التي يقع مركزها في مديرية صعدة شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء؛ وهي فرع شيعي زيدي مسلم يشكل نحو 30% من سكان اليمن.


بدأت جماعة الحوثيين عام 1992، بعد تأسيس الأخوان محمد وحسين الحوثي تنظيم “الشباب المؤمن”. وكان والدهم بدر الدين الحوثي شخصية محورية في نظام القضاء المحلي وأحد مؤسسي حزب “الحق”، الذي يمثل أسرة الحوثي في البرلمان اليمني. توفي بدر الدين عام 2010 إثر مضاعفات مرض الربو وفقًا للحوثيين، . في المقابل، ادعى تنظيم القاعدة -الذي قاتل الحوثيون -أنه تُوفي متأثرًا بقنبلتهم.


كان حسين، نجل بدر الدين، يسافر مع والده إلى إيران ولبنان في شبابه؛ لتعزيز العلاقات مع الطائفة الشيعية. ووفقًا لادعاءات مختلفة، فقد أقام علاقات وثيقة مع المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وزعيم حزب الله “حسن نصر الله”. افتتح هو وشقيقه محمد مدارس ومخيمات صيفية في اليمن، بهدف الترويج لأفكار الحركة الزيدية. وشارك بالفعل بعد عامين من الافتتاح، نحو 20 ألف طفل وشاب. شكلوا فيما بعد أساسًا لمقاتلي الجماعة. بدأ الحوثيون بقيادة حسين -بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 -بالتحريض على الولايات المتحدة، وإسرائيل، ويهود اليمن.


فرضت الحكومة اليمنية قيودًا على حسين الحوثي -الذي كان عضوًا في البرلمان اليمني -بسبب تصريحاته والمؤسسات التعليمية التي أسسها لتدريس الإسلام المتطرف. ووُجهت إليه اتهامات بإنشاء مراكز دينية دون ترخيص، وإقامة علاقات مع إيران وحزب الله، وقيادة منظمة مسلحة. ورفعت عنه حصانته الدبلوماسية وهرب إلى سوريا وإيران. اعتقلت الحكومة اليمنية المئات من أتباعه الذين تظاهروا أمام الجامع الكبير في صنعاء، وعرضت مكافأة قدرها 55 ألف دولار لمن يدلي بمكانه للقبض عليه. وخلال القبض عليه احتُجز 25 من أنصاره، وزادت المكافأة إلى 75 ألف دولار. وبعد أشهر من المعارك العنيفة بين عناصره والقوات الحكومية، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية في سبتمبر 2004 مقتل حسين مع 20 من رجاله في منطقة مران بمحافظة صعدة.


في عام 2013، بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات على هذه المعارك، وبعد صراع الحوثيين ضد النظام اليمني خلال الربيع العربي، سلمت الحكومة اليمنية جثمان حسين لعائلته واعتذرت لهم. واعترفت بأن الحرب التي أعلنها نظام الرئيس علي عبدالله صالح لم تكن مبررة. صالح، الذي سلم السلطة للحكومة اليمنية في عام 2011، اغتاله الحوثيون عام 2017.


خلف عبدالملك الحوثي -زعيم الحوثيين حتى يومنا هذا -شقيقه حسين. سافر عبدالملك في طفولته مع والده إلى المناطق الريفية التابعة لمديرية صعدة؛ لحل النزاعات والخلافات وفقًا للشريعة الإسلامية. بدأ حياته العامة قائدًا ميدانيًا للميليشيا التي اشتهرت بمظهرها المزري: الصنادل، والملابس البالية، والخدود المنتفخة بسبب مضغ القات. بسبب إقامته في المناطق الريفية الخالية من التعليم الحكومي، لم يتمكن عبدالملك من الحصول على تعليم مهني. تعلم الكتابة والعلوم الشرعية في المسجد المحلي وفقًا للتعاليم الزيدية، وانتقل بعد زواجه في سن الرابعة عشرة إلى صنعاء ليكون مع أخيه الأكبر حسين، الذي أصبح معلمه الروحي. درس عبد الملك الثقافة الحضرية وتطور الوعي السياسي.


اشتهر عبدالملك بأنه خطيب مفوه. ويدرك قوة الإعلام في تعبئة الجماهير، ويولي اهتمامًا بالغًا بالجانب الإعلامي الذي أُهمل تمامًا خلال تأسيس المجموعة. أسس قنوات تلفزيونية، منها، قناة المسيّرة التي بدأت بثها عام 2012. كما بث الحوثيون سلسلة من محطات الراديو، مثل راديو سام FM، فضلًا عن المواقع الإخبارية. لقد تكللت هذه الجهود بالنجاح، وزادت قوة الحركة الحوثية وذاع صيتها وتوسعت.


وفي منتصف العقد الماضي، قاد الحوثيون، بدعم إيراني، عملية عسكرية للإطاحة بالحكومة اليمنية. وفي سبتمبر 2014، اقتحموا العاصمة صنعاء مما أدى إلى استقالة رئيس الوزراء محمد باسندوة. وفي يناير 2015، اتخذ الحوثيون خطوة أخرى نحو الاستيلاء على المؤسسات الحكومية، بعد سيطرتهم على القصر الرئاسي، والمقر الخاص للرئيس عبدربه منصور هادي، والمنشآت العسكرية في العاصمة. وفي فبراير، أكمل الحوثيون الانقلاب، وأعلنوا حل البرلمان، وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون الدولة. ولم تحظ الحكومة الجديدة باعتراف المجتمع الدولي، وفي أعقاب الانقلاب اندلعت مظاهرات حاشدة في البلاد، خاصة في الجنوب، ذات الأغلبية السنية.


وبمساعدة إيران، أصبح الحوثيون يشكلون تهديدًا للسعوديين وتحالفهم العسكري. وأطلقوا العشرات من صواريخ كروز ومئات الطائرات المسيّرة الهجومية على أهداف استراتيجية في السعودية، وأطلقوا طائرات مسيّرة مسلحة تسببت في أضرار جسيمة لمصانع شركة النفط الحكومية أرامكو، كما أطلقوا من اليمن صواريخ باليستية باتجاه أبو ظبي ودبي.


وفي مارس 2015، أطلق تحالف من الدول العربية والإسلامية بقيادة السعودية عملية “عاصفة الحزم” لطرد الحوثيين من السلطة. وواصلت إيران دعم الحوثيين، وتحولت العملية إلى حرب غير رسمية بين السعودية وإيران. وفي غضون عقد من الزمان، حوَّل عبدالملك الحوثي تنظيمه “الإرهابي” ليكون وكيلًا لنظام آيات الله، وحاكمًا لمعظم أراضي اليمن وتهديدًا كبيرًا للتجارة البحرية.


محور الشر

يقول هينز: “من الصعب الإجابة بوضوح عن بداية الاتصال بين الحوثيين وإيران، لكننا نعلم منذ البداية أن الحوثيين كانت تربطهم علاقات وثيقة مع طهران. ويزعم بعض الباحثين أن الحوثيين تلقوا الدعم من طهران بالفعل في خطواتهم الأولى عندما كانوا حزبًا في اليمن. ويقول آخرون إن إيران فوجئت بتقدم الحوثيين وسيطرتهم السريعة على اليمن، وعندها فقط بدأوا في دعمهم بكثافة. الأمر المؤكد هو أن العلاقة الحالية بين الحوثيين وإيران وثيقة للغاية وتؤثر على المنطقة بأكملها.


على المستوى العسكري، بدأت إيران في الاستثمار بكثافة في الحوثيين بعد سقوط نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ويثبت استخدام الحوثيين للتقنيات الإيرانية في حربهم على السعودية ودول الخليج مدى تطور العلاقة المباشرة. تقريبًا جميع التكنولوجيا التي يستخدمها الحوثيون في عملياتهم العسكرية هي إيرانية.


يمتلك الجيش الإيراني اليوم سفنًا، ومدرعات، وقوة جوية قديمة جدًا. ركز في السنوات الأخيرة، على تطوير القدرات البالستية والطائرات المسيّرة، حتى تتمكن من حمل رؤوس نووية بعد اكتمال المشروع النووي الطموح. تعد إيران اليوم قوة في مجال الطائرات المسيّرة، التي تطورها وتبيعها إلى مختلف البلدان. إحداها هي روسيا، التي عززت علاقاتها مع طهران منذ غزو أوكرانيا وتتلقى منها آلاف الطائرات المسيّرة. وتستغل دول أخرى علاقاتها مع إيران لتحسين طائراتها من خلال المعرفة وقطع الغيار. وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي “جون كيربي” هذا التعاون بأنه “غير مسبوق”، وأعرب عن قلقه من تعرض الشرق الأوسط للخطر بسبب هذه القدرات. وفي 14 أبريل، تحققت هذه المخاوف، بعد إطلاق إيران مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل.


وفقًا للتطور الإقليمي، ركز فابيان هينز في السنوات الأخيرة على أبحاث الصواريخ الباليستية، والمروحيات، والطائرات المسيّرة. “لقد أثبت الحوثيون جدارتهم في الحروب والصراعات في مواجهة الجيش اليمني. لكن مع تقديري للخبرة الميدانية للمقاتلين الحوثيين، لا شك أن التهديد الحقيقي هو التهديد الجوي. الأمر يتعلق تحديدًا بالقدرات التي يقدمها الإيرانيون لوكلائهم فضلًا عن خبراء متميزين في فيلق القدس، الذراع المسؤول في الحرس الثوري عن إنتاج العمليات الأجنبية. لقد استثمروا كثيرًا في تحسين قدرات الحوثيين.


وأضاف: “وفقًا للمعلومات المتوفرة لدينا، الحوثيون غير قادرين، حتى الآن، على إنتاج صواريخ بعيدة المدى يمكنها الوصول إلى إسرائيل، لكنهم وصلوا إلى مستوى تجميع أسلحة قصيرة المدى وتجميع أجزاء من الصواريخ بعيدة المدى. وبسبب القرب الجغرافي، فإن الدول الأكثر عرضة لتهديد الحوثيين هي دول الخليج، وهي دول لدى الولايات المتحدة مصالح فيها”.


وعلى الرغم من قدرات الحوثيين والتهديد الذي يشكلونه على المنطقة، فإن هينز مقتنع بأن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها. “أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية هي الأفضل في العالم، ومن الناحية العددية، لا يمتلك الحوثيون ما يكفي من الصواريخ طويلة المدى حتى تشكل تحديًا عمليًا. يتمثل تهديد الحوثيين الرئيس في حركة التجارة البحرية. موقعهم الجغرافي الاستراتيجي، يسمح لهم بتهديد السفن المارة بالقرب منهم، ويكفي لتعريض الممرات الملاحية للخطر استخدام صواريخ بسيطة، وهم يمتلكون منها كميات”.


بعد تفكك داعش في العراق، استقبلتها إيران فعليًا على طبق من فضة. يواجه الأميركيون، الذين ساعدوا في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، الآن الحشد الشعبي، الوكيل الإيراني الذي يعمل في العراق. ووفقًا لمصادر أجنبية، هاجمت إسرائيل مرارًا قوافل تهريب الأسلحة من إيران عبر العراق إلى سوريا ولبنان. ودمرت عبر الجو شاحنات محملة بأسلحة متقدمة، وقتلت مسؤولين بارزين في فيلق القدس ذهبوا لتدريب الفصائل.


ويوضح هينز أن “تهريب الأسلحة من إيران إلى اليمن هو عملية كاملة”. وزعم التحالف العربي بقيادة السعودية في السابق أن ميناء الحديدة، على ساحل البحر الأحمر، هو مركز رئيس لاستقبال الصواريخ الباليستية الإيرانية وبؤرة للنشاط العدائي على الممرات الملاحية. لكن ثمة احتمالات أخرى للتهريب. يمكنهم تهريب الأسلحة عن طريق البحر باستخدام زوارق صيد أو قوارب متنكرة على هيئة مدنية، ويمكنهم استخدام شبكات التهريب الموجودة، وحتى نقل هذه الأسلحة برًا. ووردت تقارير سابقة عن مرور أسلحة عسكرية عبر المهربين في سلطنة عمان المجاورة اليمن.


وبصرف النظر عن الصواريخ، ثمة طائرات مسيّرة، ومروحيات بعيدة المدى يمكنها الوصول عن طريق السفن بالقرب من الساحل اليمني وتحلّق من هناك إلى اليمن. تطلق إيران الطائرات المسيّرة من السفن، ويسيطر عليها الحوثيون ويسقطونها. لقد وضعوا متفجرات على طائرات دون طيار وحولوها إلى مسيّرات انتحارية”.


ومن المقرر أن يشرف الأمريكيون والبريطانيون على المجال البحري، وقد استولوا في الماضي على السفن التي تنقل الأسلحة والعتاد إلى الحوثيين. لكن هينز يرى، أن هذا لا يكفي. “هذا الإشراف والرصد لا يكفي مقارنة بأماكن أخرى في العالم. يمكنك بالتأكيد القول إنه إذا كنت إيرانيًا تريد تهريب شيء غير قانوني إلى اليمن، فإنها ليست مهمة معقدة حقًا”.


يطل الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممر ضيق بين اليمن وجيبوتي في أقصى جنوب البحر الأحمر. وهو أحد أكثر الطرق البحرية ازدحامًا في العالم. ويمر عبره نحو 18 % من البضائع المتجهة إلى أوروبا، ونحو خمس استهلاك العالم من النفط. إن التهديد الحوثي لمدخل البحر الأحمر وقناة السويس يجبر السفن التجارية على اختيار طرق أكثر تكلفة، والالتفاف حول القارة الأفريقية. وذكرت شركات الشحن الدولية أن هذا قد يضيف 18 يومًا إلى مدة الرحلة إلى أوروبا.


يعد المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، محور العلاقات العامة وهو من يعلن الهجوم على السفن والإنجازات العسكرية. وعلى غرار بقية قيادات الحوثيين، ولُد أيضًا في محافظة صعدة القريبة من الحدود السعودية. وبعد حصوله على البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية، إلى جانب دراسات في العلوم القتالية والأمنية والعسكرية، عُيِّن رئيسًا لقسم الحرب النفسية والتوجيه المعنوي في جماعة الحوثيين. واعتبارًا من أكتوبر 2018، يشغل سريع منصب المتحدث الرسمي العسكري باسم الحوثيين. منذ بداية حرب السيوف الحديدية، بدأ سريع نشر رسائل فيديو حول الهجمات على إيلات والسفن في البحر الأحمر. ويظهر بملابس القوات الرسمية، وبلهجة صاخبة وهو يتحمل مسؤولية نشاطات الحوثيين.


ويوضح هينز أن “المصلحة الاقتصادية للعديد من الدول أدت إلى تشكيل تحالف قوات بقيادة الولايات المتحدة ودول أوروبية لمحاربة الحوثيين، لكن لم تردعهم التهديدات وهاجموا السفن الأمريكية مباشرة”. وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا مع التحالف الدولي بمهاجمة الحوثيين في اليمن ردًا على ذلك، لكن هذا لم يشجع أحدًا، ناهيك عن شركات التأمين التي ترفض تأمين السفن التي تسافر في الطريق البحري المعرضة للخطر الحوثي، ويؤدي تهديد الممرات الملاحية إلى خسائر تجارية كبيرة، وإغلاق حركة الشحن المدنية بشكل كامل تقريبًا.


عمليًا، هجمات التحالف لا تجدي نفعًا لأن اليمن بلد ضخم، وتتطلب السيطرة على كل ما يحدث فيه جهودًا هائلة وطويلة الأجل. والآن يقصف التحالف اليمن ردًا على الاستيلاء وعرقلة الممرات الملاحية، ولكن علينا قول الحقيقة: ما يحدث في اليمن منذ سنوات كان يمثل أولوية منخفضة لمعظم الدول، والآن تذكروا التهديد الحوثي.


مضيق باب المندب وسيلة الحوثيين لتهديد الاقتصاد العالمي

المصدر: ماكور ريشون | تأريخ النشر: 25 أبريل 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتبة المقال: ريكي مامان[3] | مقتطف من المقال


يحتوى علم جماعة الحوثيين على خمسة شعارات: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”. ويبدو أننا استحوذنا على اثنتين من بين أهم خمس قضايا في العالم. لم يسمع المواطن الإسرائيلي العادي عن الحوثيين إلا بعد اندلاع الحرب، بعد انتشار مجموعة من المشاهد والتقليد والنكات بصرف النظر عن إلحاق الضرر بالسفن الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل. لكن هذا في الواقع تهديد معروف في منطقتنا منذ أكثر من تسع سنوات.


إن الكراهية الشديدة التي يكنها الحوثيون للشعب اليهودي عمومًا ولمن يعيش في “إسرائيل” خصوصًا، لم تكن لتحوّلهم إلى تهديد عالمي لولا عنصر واحد مهم وحيوي: وهو سيطرتهم على باب المندب. إن قدرة الحوثيين على تهديد محور بحري حيوي ومهم، واستهداف السفن التي تمر عبره، حولتهم من مجرد جماعة دينية متعصبة تروّع المواطنين في اليمن، إلى تهديد كبير للنظام العالمي. في الواقع، حتى قبل ظهور الحوثيين، تحوّلت اليمن بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي من دولة آسيوية فقيرة ومنقسمة وممزقة بسبب الحرب إلى محور إقليمي يجذب الاهتمام والمصالح الدولية، من إيران إلى الولايات المتحدة.


باب المندب هو البوابة بين المحيط الهندي وخليج عدن إلى البحر الأحمر، ويربط بين آسيا وأوروبا. يوجد المضيق على طريق الشحن الذي يمتد بين مضيق هرمز وقناة السويس، وهما من أكثر الطرق التجارية اكتظاظًا في العالم. عندما تغادر سفينة الصين وعلى متنها مجموعة متنوعة من السلع الاستهلاكية والإلكترونية، فإنها تمر عبر باب المندب، وتجتاز البحر الأحمر وتدخل قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط ومن هناك إلى أوروبا. كما أنه أحد الطرق الرئيسية لوصول النفط من الخليج العربي إلى الغرب. تمر عبر قناة السويس وحدها 12% من إجمالي التجارة العالمية، ويمر عبر مضيق هرمز نحو 21 مليون برميل من النفط يوميًا، ويمر عبر البحر الأحمر نحو 30% من حركة الحاويات في العالم، ونحو 20% من الاستهلاك العالمي من النفط والغاز. والطريق إلى هناك يمر عبر باب المندب.


يبلغ عرض البحر الأحمر نحو 200 كيلومتر، بينما يبلغ عرض مضيق باب المندب الذي يضم اليمن من جهة وجيبوتي الأفريقية من جهة أخرى، أقل من 20 كيلومترًا. لقد تكيّف الحوثيون مع دعائم الحرب البحرية، وقدرتهم على مهاجمة أي سفينة تمر هناك. وهذا ما جعلهم لا يشكلون تهديدًا على إسرائيل أو السعودية التي تشترك معهم في الحدود وترغب في نقل نفطها إلى العالم الغربي فحسب، بل على العالم أجمع. عندما يهدد القراصنة أو الحوثيون خطوط الشحن، فإن التجارة العالمية تتعرض بأكملها للضرر.


يقول يوسي منشروف، [4] إن “اليمن بلد مزقته الحروب التي دارت بين الشمال والجنوب، ومشبع بالصراعات. الحوثيون جزء من الطائفة الشيعية، ومن هنا كان ارتباطهم بإيران. لقد منحهم هذا الارتباط ميزة كبيرة من حيث الدعم السياسي، مما أدى إلى تحسين وضعهم في جميع النواحي. لقد تلقوا تدريبًا في إيران جعلهم أكثر احترافًا ومهارة، كما حصلوا على الأسلحة والصواريخ والمعرفة التي تمكنهم من صناعتها. والآن لديهم نظام إنتاج محلي للصواريخ الإيرانية. لدى إيران شبكات مختلفة مكرسة لتهريب الأموال إلى اليمن، وهم يعرفون كيفية التحايل على العقوبات. إذا هاجم الأمريكيون شبكة، فإن إيران تنشئ شبكة جديدة. إن انخراط الحوثيين في الحرب الحالية في مواجهة إسرائيل قد أعلى شأنهم، ويمكن الافتراض أن ميزانيتهم تزداد وفقًا لأهميتهم. في الواقع، لقد نجحوا في استخدام القوة ضد إسرائيل، دونما عقاب”.


يشير منشروف إلى عدد من مصادر دخل الحوثيين، الذي لا يمثل المسار الإيراني سوى واحدا منها فقط. “لقد سيطروا على المنشآت النفطية في شمال اليمن، ويستنزفون الاقتصاد المحلي، ويفرضون سيطرتهم على السوق لاستخراج التمويل منه. ومع أنها دولة فقيرة ومزقتها الحرب، إلا أن الحوثيين تمكنوا من رفعة شأنهم. وهذا بالطبع يرافقه قمع للمعارضين وانتهاكات لحقوق الإنسان”.


وكيل إيراني في الفناء الخلفي

المصدر: موقع ماكو N12 | تأريخ النشر: 24 أبريل 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتبة المقال: عنبال نسيم لوفطون[5] |مقتطف من المقال


حتى بداية 2015، تمكن الحوثيون من طرد معظم المسؤولين الحكوميين اليمنيين من العاصمة صنعاء، بمساعدة عدوهم اللدود -الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي أُطيح به نهاية عام 2011، ليتشكل تحالف مناهض للحوثيين داخل اليمن وتلقى مساعدة خارجية نهاية مارس 2015، بعد تدخل السعوديين في الحرب، كانت أهداف التحالف المعلنة هي مساعدة النظام المُنقلب عليه على استعادة سلطته والقضاء على “الوكيل الإيراني” في الفناء الخلفي للجزيرة العربية.


التحالف البراغماتي الذي أنشأه الحوثيون مع صالح حقق أهدافهما على المدى القصير، لكن عرى التحالف العسكري والسياسي انفكت نهاية عام 2017. في هذه المرحلة، زادت قوة الحوثيين العسكرية بعد أن سيطروا على مستودعات الأسلحة، وذخائر الدولة، وأسلحة متنوعة -معظمها أمريكية الصنع -استولوا عليها خلال المعارك التي خاضوها في مواجهة قوات التحالف، فضلًا عن الأسلحة المهرّبة من إيران (كليًا أو جزئيًا). محاولة صالح استعادة منصبه القيادي، بمساعدة سعودية، والتنصل من علاقته بالحوثيين، كلفته حياته في ديسمبر 2017، حيث اغتاله الحوثيون.


يمكن أن نستخلص من علاقة الحوثيين بالرئيس الراحل صالح طريقة عملهم. تقدم الحوثيون وزاد نفوذهم من خلال التعاون البراغماتي المحدود المرن، مع الحفاظ على استقلالهم. وهذا السلوك يميّز أيضًا علاقاتهم مع إيران والفلسطينيين، إلى حد ما على الأقل.


إن استهواء رؤية الحوثيين وكيلًا لإيران، أو حلقة في شبكة الوكلاء، أو لاعبًا في محور المقاومة لا أكثر ولا أقل -بالتأكيد في عيون إسرائيل حاليًا -هو أمر واضح، ولكنه خاطئ. الحوثيون لا يتبعون إيران، مع التزامهم بها في إطار تحالف محكم، شمل أيضًا المساعدات العسكرية المقدمة للجماعة من إيران التي ربما بدأت عام 2009 وازدادت لاحقًا. يعبّر التحالف مع إيران عن هيمنة الخط العدواني الموالي لطهران، وعن أيديولوجية مشتركة وحتى تبعية عسكرية، ورغم أنه يعتمد على المصالح المشتركة، لكنه يهدف في المقام الأول إلى خدمة المصالح اليمنية الداخلية.


لقد تصرف الحوثيون مرارًا بطريقة لا تصب بالضرورة في مصلحة الإيرانيين. مثلًا، بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في مارس 2023. حرص الحوثيون على إظهار استقلاليتهم في ممارسات مختلفة: شن هجمات في المناطق المتنازع عليها، والتدريبات والعروض العسكرية، التي كان أكبرها وأكثرها إثارة للإعجاب في سبتمبر 2023.


إن مشاركتهم في حرب السيوف الحديدية لا يعد جزءًا من رد فعل إقليمي (يخدم إيران)، بل هو تعبير عن دعمهم المستقل للقضية الفلسطينية ومعارضة إسرائيل والولايات المتحدة. ومع ذلك، فهي تعبّر في المقام الأول عن المصالح الداخلية. وفي الشأن الفلسطيني، أعرب الحوثيون على مر السنين عن دعمهم للفلسطينيين ونضالهم، على غرار الحكومة المركزية في اليمن (وقبل ذلك في دول الشمال والجنوب منذ الستينيات).


وإلى جانب الدعم وإظهار التضامن مع حماس والفلسطينيين، أضاف الحوثيون أيضًا بُعدًا عمليًا. لقد اقترحوا على سبيل المثال، في إطار صفقة تبادل الرهائن، والأسرى مع السعودية عام 2020، إطلاق سراح أسرى من قوات التحالف، ومن بينهم عنصران من القوات الجوية السعودية، مقابل إطلاق سراح عشرات الفلسطينيين الذين يخضعون للمحاكمة في السعودية أو متهمين بدعم الإرهاب. لم تُنفذ الصفقة، ولكنها عكست استعداد الحوثيين للعمل من أجل الفلسطينيين. وربما ساعد الحوثيون في نقل الأسلحة من إيران إلى حماس عبر البحر الأحمر بمساعدة حزب الله.


أما عن دوافعهم الداخلية، فقد استغل الحوثيون أحداث 7 أكتوبر وأهمية باب المندب الجيوسياسية، من أجل تعزيز مكانتهم الداخلية والخارجية. إنهم يؤطرون مشاركتهم في الحرب، من 19 نوفمبر 2023، على أنها انحياز للفلسطينيين ومعارضة عملية للتحركات الإسرائيلية في غزة. وفي الجبهة البحرية أيضًا، التي شنوها بعد نحو شهر، ادعى الحوثيون أنهم لا يعتزمون التعدي على حرية الملاحة الدولية، ولكنهم سيمنعون السفن التي لها علاقات مع إسرائيل من المرور عبر باب المندب، أو الإبحار في البحر الأحمر. وقد خدمهم هذا النهج جيدًا حتى بعد إنشاء التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة، إذ فسّروا إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ على أنها ممارسات للذود عن سيادتهم في اليمن من عدوان الدول الغربية التي تعمل لصالح إسرائيل.


لخدمة حملة نصرة غزة، روج الحوثيون أهدافًا إقليمية وداخلية واكتسبوا تعاطفًا ودعمًا في اليمن، وفي العالم العربي والإسلامي على اعتبار أنهم يشنون ببسالة حملة لمواجهة الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى وإسرائيل. ويبدو أنهم حتى الآن يحققون مكاسبًا من ممارساتهم دونما عقاب. إن استعراضهم للقوة العسكرية يخدمهم كذلك في ردع السعودية والإمارات، حتى لا يستأنفا مشاركتهما في الحرب في اليمن، كما إنها تشكل ضغطًا في المفاوضات مع السعودية.


وفي الداخل اليمني، زادوا من عبء الضرائب في مناطق سيطرتهم، واعتقلوا خصومهم السياسيين، ونشروا الاضطرابات في المناطق الخارجة عن سيطرتهم، على سبيل المثال من خلال تشجيع السكان على التظاهر نصرة للفلسطينيين، أو انتقاد الحكومة المخلوعة وشركائها على موقفهم السلبي. وحولوا الانتقادات الداخلية لسلوكهم في أراضي “دولة الحوثيين”، ونحوا جانبًا مزاعم إهمال البنية التحتية، ومشاكل توفير الخدمات الأساسية لسكانها، والاستيلاء على العقارات والمباني لتلبية احتياجاتهم، بهدف بيعها أحيانًا بأسعار باهظة.


لقد برز في الآونة الأخيرة طموح مثير مقلق، وهو سعي أحد قياداتهم، عبدالملك الحوثي، إلى إعادة تأسيس نسخة مطوّرة من الدولة الدينية الزيدية التي كانت موجودة سابقًا في اليمن، وخاصة في المناطق الشمالية من اليمن. وقد عزا البعض هذه النية إلى الحوثيين منذ سنوات، لكن دون دليل ملموس. وفي ضوء نجاحاتهم الأخيرة وزيادة وتحسن قدرتهم على إنتاج الأسلحة بشكل مستقل، فقد يكون هذا هو الوقت المناسب لتحقيق ذلك. وحتى لو لم يتحقق حلم إعادة تأسيس الدولة الزيدية في اليمن قريبًا، يجب على إسرائيل أن تتبنى رؤية وخطة عمل تعكس وجهة نظر مختلفة تجاه التهديد الحوثي. كمن يفترض، على سبيل المثال، أن انتهاء الحرب في غزة لا يبشر بالضرورة بوقف العدوان اليمني، أو استعادة الأمن لطرق الملاحة في البحر الأحمر، أو تعويل حل مشكلة الحوثيين على طهران.


مشاركة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر

المصدر: مركز بيجن السادات | تاريخ النشر: 14 أبريل 2024 | لغة المصدر: الإنجليزية| كاتب المقال: جورج ن. تسجوبولوس[6] | مقتطف من المقال


أعلن الاتحاد الأوروبي، في 19 فبراير 2024، إطلاق عملية أسبيديس. تهدف العملية، التي استمدت اسمها من الكلمة اليونانية “الدروع”، إلى الحفاظ على الأمن البحري وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر. والغرض منها هو حماية السفن من هجمات متعددة النطاق يشنها المتمردون الحوثيون في البحر. أسبيديس هي عملية دفاعية، أي أنها تتصدى للهجمات وتحجم عن ضرب أهداف الحوثيين.


مدة عملية أسبيديس الأولية هي سنة واحدة وتبلغ ميزانيتها 8 ملايين يورو. وتشترك معها أربع فرقاطات -هيسن الألمانية، وهيدرا اليونانية، والألزاس الفرنسية، والإيطالية كايو دويليو، إضافة إلى أصول جوية. وتُدار من قاعدة عسكرية في لاريسا، وهي مدينة وسط اليونان. كشف بيان صحفي حديث أن العملية وفرت الحماية لـ35 سفينة تجارية في الشهر الأول من عملها. وقد أنجزت ذلك بإسقاط ثمانِ طائرات مسيّرة، وصد ثلاث هجمات أخرى بطائرات مسيّرة.


قبل إطلاق أسبيديس، بدأت أربع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهي فرنسا، وإيطاليا، وهولندا، وإسبانيا -جزئيًا على الأقل- بالمشاركة في عملية حارس الازدهار في البحر الأحمر. أُعلن عن هذه المهمة التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في ديسمبر 2023، وتدعمها البحرين، وكندا، والنرويج، وسيشيل. وانضمت لاحقًا دولتان من أعضاء الاتحاد الأوروبي وهما الدنمارك واليونان، وقررتا تزويدها بالسفن الحربية.


وأُسندت إلى عدة فرقاطات أوروبية مهام في المنطقة يمكن القول إنها مرتبطة بكل من أسبيديس وحارس الازدهار. فقد أرسلت فرنسا، على سبيل المثال، الفرقاطة لانغدوك إلى البحر الأحمر، وأرسلت إيطاليا السفينة البحرية فيرجينيو فاسان. وبحسب ما ورد، أرسلت هولندا فرقاطة ترومب. ومع ذلك، فإن هولندا فقط هي التي تشارك بشكل مباشر في كل من عملية “حارس الازدهار” و”بوسيدون أرتشر”.


شاركت هولندا في تنظيم وتنفيذ الضربات التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على عدد من أهداف الحوثيين في اليمن (بوسيدون آرتشر). وفي إحدى هذه الحوادث، اعترف الرئيس جو بايدن، في 11 يناير 2024، بالدور الهولندي، إلى جانب أستراليا والبحرين وكندا. وقد نُفذت ضربات من هذا النوع بانتظام طوال الثلث الأول من عام 2024. وتختلف أسماء وعدد الدول المشاركة، لأنه تحالف الراغبين. قدمت الدنمارك الدعم لعدة ضربات في 24 فبراير.


وعلى حد تعبير رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، يستند الإجراء الأمريكي -البريطاني “على حق الدفاع عن النفس”. تُولي هولندا، التي تتمتع بتاريخ بحرى حافل، أهمية بالغة لحق المرور الحر، ويتجلى هذا الالتزام بمشاركتها في البحر الأحمر. لكن يعتقد الكثيرون أن قرار روته بالمشاركة يرتبط، على الأقل إلى حد ما، بترشحه لمنصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.


ومن المرجح أن يفسر موقف الدنمارك باهتمامها بحماية شركة الشحن العملاقة ميرسك، التي يقع مقرها في تلك الدولة الاسكندنافية. لقد قصف الحوثيون سفن ميرسك.


وبصرف النظر عن الدوافع الهولندية والدنماركية، فإن كثيرًا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تختلف حول ضرورة الضربات الأميركية البريطانية. والأهم من ذلك، أن فرنسا وإيطاليا وإسبانيا نأت بنفسها عن القيادة الأمريكية؛ لأنها تخشى اندلاع جولة جديدة من التصعيد. وتفضل فرنسا وإيطاليا أن تظل فرقاطاتهما تحت القيادة الوطنية في البحر الأحمر. من جانبها، تربط إسبانيا مشاركتها المحتملة في البحر الأحمر بمظلة أوروبية أو مظلة تابعة لحلف الناتو. علاوة على ذلك، انتقدت مدريد حرب إسرائيل في غزة منذ البداية، ومن المحتمل أن يكون هذا قد ساهم في قرارها بالحفاظ على بعض الحكم الذاتي.


تكشف الخلافات بين مختلف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول كيفية الرد على هجمات الحوثيين مدى اختلاف فهمهم لشؤون الشرق الأوسط. ويتوقع البعض حدوث “صدع مقلق عبر الأطلسي”، بينما يشكك آخرون في إحراز هذه المهمة الأوروبية الدفاعية نتائج إيجابية في البحر الأحمر. ولكن الأكثر أهمية هو المدى الذي يمكن أن تكمل فيه العمليات المختلفة بعضها البعض، وما إذا كان من الممكن تحقيق درجة معينة من التنسيق. يتمتع الاتحاد الأوروبي بخبرة في تنفيذ استراتيجية بحرية في المنطقة. لقد تشكلت عملية أتالانتا في عام 2008 لمحاربة القرصنة في شمال غرب المحيط الهندي، بينما دشنت عملية أجينور في عام 2020 لضمان الملاحة الآمنة في مضيق هرمز.


يرى مقال نشره المجلس الأطلسي أن النهج الأوروبي المعتدل إلى حد ما في البحر الأحمر كما ينعكس في أسبيديس، قد يساعد الاتحاد الأوروبي على التعامل بشكل أفضل مع بعض الدول العربية. ووفقًا للمقال، قد تجد مصر، والسعودية، والإمارات أنه من الأسهل سياسيًا دعم عملية الاتحاد الأوروبي مقارنة بالعملية الأمريكية. ومع أن توقعات تنفيذ عملية بحرية محدودة النطاق محفوفة بالمخاطر، فمن المرجح أن النهج المحدود الذي تتبعه أسبيديس لن يفعل الكثير لإصلاح العلاقات المتوترة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. وحتى لو وافقت إسرائيل على الطابع التكميلي لاسبيديس فيما يتعلق بحارس الازدهار، فإنها ستكون حذرة. وتناولت صحيفة فايننشال تايمز سعي الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا لإقناع الدول الأعضاء الأخرى بعدم الانخراط في مواجهة مع إيران أبدًا. وبطبيعة الحال، لا ترى الدولة اليهودية التهديد الإيراني بنفس الطريقة التي ينظر بها الأوروبيون.


إسرائيل تصنف جماعة الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية

المصدر: صحيفة جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 3 أبريل 2024 | لغة المصدر: الإنجليزية| كاتب المقال: أوهاد ميرلين[7] | مقتطف من المقال


وقع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، على مرسوم يصنف جماعة الحوثيين، منظمة “إرهابية” معترف بها رسميًا بعد ما يقرب من نصف عام على أول هجوم صاروخي أطلقه الحوثيون على إسرائيل، وبعد نصف عام من أول هجوم حوثي من بين هجمات كثيرة استهدفت طرق الشحن الدولية في البحر الأحمر.


يأتي هذا الإجراء بعد عامين من المحاولة السابقة لتصنيف المنظمة جماعة “إرهابية”. لقد دعا عضو الكنيست السابق ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست تسفي هاوزر، في يناير 2022، رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ووزير الدفاع بيني جانتس، ووزير الخارجية يائير لابيد إلى تصنيف الحوثيين منظمة “إرهابية”، وأشار إلى أن إيران تزوّد الحوثيين بصواريخ كروز بعيدة المدى وقدرات بحرية، تتميز بجمع المعلومات الاستخبارية والأعمال العدائية المحتملة ضد أهداف بحرية.


وأشاد هاوزر بقرار إسرائيل، وقال إنه يأمل أن تجري الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحقيقًا داخليًا لفهم كيفية الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة أي تهديدات قادمة في المستقبل.


وقال: “كان أساس دعوتي قبل عامين هو الموقف العام تجاه القضايا الإقليمية، لأن مثل هذه الخطوة تشكل أيضًا اصطفافًا مهمًا مع السعودية والإمارات في مواجهة المحور الإيراني”.


وفيما يتعلق بتصنيف الحوثيين جماعة “إرهابية”، قالت عنبال نسيم لوفطون، إن البعض انتقد هذا الإجراء في نهاية ولاية ترامب، زاعمين أنها ستزيد من عزلة الحوثيين وتدفعهم إلى أحضان إيران، مما يعني أنها ستزيد من تطرف نشاطهم، وتعقد من إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب الأهلية.


وأضافت: يكتسب الحوثيون الآن تعاطف ودعم العالم العربي والإسلامي، ويبدو أن الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف البحري ليس لديهم طريقة لإخضاعهم حتى الآن. أعتقد أن الإعلان عن تصنيفهم قد يساعد، على سبيل المثال، في الحد من مصادر تمويل الحوثيين والاستيلاء على الحسابات المصرفية أو الأصول في الخارج.


وحول مدى فعالية مثل هذا الإجراء في إنهاء هجوم الحوثيين في البحر الأحمر، قالت لوفطون، “لست على يقين بأن وقف إطلاق النار أو إنهاء حرب السيوف الحديدية سيضمن أيضًا وقف ذلك العدوان، مع أنهم يحاولون تقديم نشاطهم في سياق الحرب ورغبة في نصرة القضية الفلسطينية”.


ووفقًا لجيسون برودسكي، مدير السياسات في منظمة متحدون ضد إيران النووية، فأي قرار بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية يساهم في هيكل عقوبات مكافحة الإرهاب على مستوى العالم.


مع ذلك، فإن تصنيف الولايات المتحدة هو الأكثر أهمية بسبب الأدوات التي يوفرها لواشنطن لملاحقة شبكات جمع التبرعات للحوثيين، بالنظر إلى أولوية الاقتصاد الأمريكي. وقال إن تصنيف إسرائيل سيساعد في هذا العمل الحاسم، مضيفًا: سيستهدف التصنيف أيضًا التنسيق المتنامي بين حماس والحوثيين.


حماس لديها ممثل في اليمن، معاذ أبو شمالة، وقد يحد التصنيف الإسرائيلي تلك العلاقات غير المشروعة. وقد تكون هناك أيضًا قنوات مشتركة لجمع التبرعات والدعاية بين محور المقاومة، والذي قد يساعد تصنيف إسرائيل للحوثيين على إحباطه.


وقال برودسكي: “أخيرًا، قد يوفر تصنيف الحوثيين مبررًا قانونيًا إضافيًا للنشاط الحركي الإسرائيلي في مواجهة الجماعة، لأنهم فتحوا -لأول مرة – جبهة أخرى خلال صراع غزة بعد 7 أكتوبر”.


الدروس المستفادة من اليمن في محادثات وقف إطلاق النار بغزة

المصدر: thecipherbrief | تاريخ النشر: 28 مارس 2024 | لغة المصدر: الإنجليزية| كاتب المقال: أري هايستاين[8]، ناتانئيل رابكين[9] | المقال كاملًا


تستوجب الأحداث المتعاقبة في اليمن الدراسة عن كثب وخاصة لمن يعتقد أن وقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس في غزة سوف يمهد الطريق لمستقبل أكثر سلامًا، أو يضع حدًا لمعاناة الفلسطينيين.


دشن التحالف العربي بقيادة السعودية حملة لدحر المتمردين الحوثيين عام 2015. وبدأت بمهمة قادتها الإمارات لإنقاذ العاصمة المؤقتة عدن، وهي الثانية بعد أكبر مدينة في اليمن، من غزو الحوثيين. وفي السنوات التي تلت ذلك، شن التحالف هجومًا مضادًا أدى إلى استعادة الحكومة السيطرة على معظم جنوب اليمن. ومع ذلك، تسببت الغارات الجوية للتحالف العربي في مقتل أعداد غفيرة من المدنيين اليمنيين؛ وذلك لقلة خبرة قوات التحالف، وضباب الحرب في التضاريس الوعرة، واستغلال الحوثيين -الذين أخفوا أصولهم العسكرية بين المدنيين- الساخر لهذين الأمرين.


بحلول عام 2018، كان التحالف العربي يقترب من ميناء الحديدة الحيوي. تقع الحديدة على البحر الأحمر، على طول الساحل الغربي لليمن، وكانت بمثابة شريان الحياة للحوثيين من حيث الإيرادات والإمدادات. توقع محللون ذوو خبرة ويحظون باحترام كبير أن نظام الحوثيين قد يسقط في غضون شهر إذا استعاد التحالف العربي الحديدة. لكن المنظمات الإنسانية زعمت أن القتال في الحديدة سيعطّل إيصال المساعدات الدولية. وفي ضوء ادعاءاتها بأن اليمن كان على شفا كارثة إنسانية، ضغطت الحكومات الغربية والمنظمات الإنسانية الدولية على التحالف للتراجع لتبقى الحديدة تحت سيطرة الحوثيين.


وتحت ضغط غربي مكثف، دخل التحالف العربي في اتفاق الحديدة بوساطة الأمم المتحدة. وقد تطلب ذلك انسحاب الحوثيين من الميناء وتسليمه إلى طرف ثالث محايد حتى يمكن استخدام عائدات الميناء لدفع رواتب الموظفين الحكوميين في جميع أنحاء اليمن، مثل المعلمين. ومع “الانسحاب” الاحتفالي لقوات الحوثيين من ميناء الحديدة، فقد نالوا عمليًا حماية بسبب الاتفاق دون الالتزام بتعهداته. ويحتفظ الحوثيون بالسيطرة المطلقة على ميناء الحديدة ولم يتقاسموا بعد أيًا من إيراداته لدفع الرواتب الحكومية. وبدلًا من إنهاء الحرب، أعاد الحوثيون توسيعها واستهدفوا البنية التحتية للطاقة والنقل في السعودية والإمارات بطائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى.


وبينما يحدث هذا، تواصل الأمم المتحدة دفع تكاليف ترميم ميناء الحديدة وتدريب موظفيه؛ مما يدعم إلى حد كبير شريان حياة آلة الحرب الحوثية.


تبنت إدارة بايدن سياسات للضغط على السعوديين لإنهاء مشاركتهم في حرب اليمن. في فبراير 2021، صرح الرئيس المنتخب حديثًا بأن “هذه الحرب يجب أن تنتهي… نحن ننهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية [السعودية] في الحرب باليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة”. ولم تكن هذه سوى قراءة خاطئة خطيرة للوضع. لقد أدى ذلك إلى تعقيد الجهود السعودية لتخليص نفسها من الصراع؛ وفي ظل دفع الرياض إلى مزيد من اليأس وتزويد صنعاء بمزيد من الزخم، تحولت المحادثات إلى مفاوضات مطوّلة حول استسلام السعودية. وتتفاوض السعودية الآن على اتفاق من المتوقع أن توافق بموجبه على الدفع في صندوق سوف يستخدم جزئيًا لدفع رواتب موظفي الحكومة الحوثيين، ومن بينهم قوات الحوثيين ذاتها التي كانت تهاجمها، في إطار اتفاق سلام شامل في اليمن.


لقد تجلت حماقة نهج “السلام بأي ثمن” في التعامل مع حرب اليمن في نوفمبر من العام الماضي، عندما بدأ الحوثيون حملة شعواء من الهجمات على حركة الملاحة التجارية المدنية في البحر الأحمر. ظاهريًا، استهدفت هذه الحملة في البداية الشحن المرتبط بإسرائيل، وسرعان ما تطورت إلى حملة ابتزاز موجهة إلى العالم -أو بتعبير أدق، إلى العالم الحر، لأن السفن الروسية والصينية لا تتعرض عمدًا لهجوم. يدعي الحوثيون أنهم سيتوقفون إذا انتهت “الحرب على غزة”، لكن هجماتهم المستمرة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على السعودية والإمارات حتى بعد اتفاق الحديدة تشير إلى أن التهديد لن يختفي قريبًا. ويبدو أن كلًا من الإمارات والسعودية مترددتان في التعاون مع الجهود الأمريكية لمحاربة الحوثيين عسكريًا، بعد أن غدرت بهما الولايات المتحدة مسبقًا.


إن أوجه التشابه مع حماس في رفح واضحة ولا يحمد عقباها. ويعد معبر رفح الحدودي شريانًا تجاريًا رئيسيًا. إن السيطرة على هذا الشريان تمنح حماس القدرة على فرض ضرائب على البضائع الداخلة والخارجة من غزة، فضلًا عن منع خروج المنشقين والمعارضين. إن حماس مستعدة تمامًا لإحداث كارثة إنسانية كي تدافع عن قبضتها الخانقة على غزة، لكن السماح لها بالاحتفاظ بالسيطرة يعني الخضوع لحربها الأبدية التي تستهدف وجود إسرائيل، واستمرار جهودها لإذلال الغرب والدول العربية المعتدلة. من المرجح أن يكون أي اتفاق مع حماس لتسهيل نوع من التسوية بشأن معبر رفح مثل اتفاق الحديدة، هو بمثابة تغطية لاستمرار سيطرة المسلحين الذين يعطون الأولوية للحرب قبل كل شيء، ويتعاملون مع المخاوف الإنسانية باعتبارها فرصة للتربح والدعاية.


أين يكمن خطأ النهج الأمريكي في التعامل مع هذه الصراعات؟ قد يميل المرء إلى البدء بالنظر إلى صرخة الحرب الشهيرة التي يطلقها الحوثيون، وهي: “الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل! اللعنة على اليهود! النصر للإسلام!”. إن المنظمة التي تجعل من التعصب وإبادة الأعداء جوهر هويتها هي مرشح ضعيف للتوصل إلى تسوية. إن أوجه الشبه بينه وبين ميثاق حماس الذي يدعو إلى قتل كل اليهود في كل مكان، واضح. كما أن تعليم الأطفال الكراهية والاستشهاد، ومعسكرات التدريب العسكري للمراهقين، وعسكرة المجتمع في غزة واليمن التي يسيطر عليها الحوثيون، كلها أمور قابلة للتبادل تقريبًا.


قبل التوقيع على هدنة مع مثل هذه المجموعات، ينبغي لنا أن ننظر إلى “الهدنة” بالطريقة التي يرونها باعتبارها هدنة مؤقتة حتى يتمكنوا من حشد مزيد من القوات، وتطوير المزيد من الأسلحة، وابتكار تكتيكات جديدة، ثم خرق الهدنة بهجوم مفاجئ لبدء معركة أخرى في حملات الغزو.


قد تكون هناك بالطبع ظروف تبدو فيها الهدنة المؤقتة للقتال منطقية لأسباب إنسانية أو سياسية أو حتى عسكرية، لكن الدافع إلى الهدنة لا يمكن أن يرتكز على أمل ساذج بالتوصل إلى تسوية أو أمل بعيد المنال في أن تتخلى هذه الجماعات عن أهدافها المعلنة. عندما نواجه عدوًا استراتيجيته هي الحرب المستدامة، وتكتيكاته تعتمد على استغلال المعاناة الإنسانية، فإن الاستراتيجية المبنيّة على المفاوضات وحسن النية هي في حد ذاتها خيانة للمبادئ الإنسانية. إن أي صفقة يعرضها الحوثيون أو حماس هي صفقة يرون أنها تعزز قدرتهم على المدى الطويل على تحقيق أهدافهم المتطرفة والخطيرة. إن السبيل الوحيد للمضي قُدمًا هو تغيير الواقع في الميدان؛ لإضعاف قدرات هذه الجماعات العسكرية، وربما الأهم من ذلك، منعها من سرقة المساعدات، وإحكام قبضتها الخانقة على المجتمعات الخاضعة لحكمها، أو مواصلة تعزيز أهدافها الوحشية.


ترسانة الحوثيين الصاروخية: صاروخ باليستي يخترق إسرائيل لأول مرة من البحر الأحمر

المصدر: يديعوت أحرونوت | تأريخ النشر: 22 مارس 2024 | لغة المصدر: العبرية| مقتطف من المقال


أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تسلل صاروخ كروز أطلق من اليمن، في بداية الأسبوع، إلى إسرائيل وانفجاره شمال إيلات. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يخترق فيها صاروخ باليستي إسرائيل من البحر الأحمر -وقد أعلن الجيش الإسرائيلي ذلك بعد يومين تقريبًا من إطلاقه.


في الليلة الماضية أيضًا، سُمع دوي انفجارات في إيلات، وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لاحقًا عن اعتراض هدف مشبوه -حتى قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية من البحر الأحمر. ووصف ديفيد (40 عامًا)، أحد سكان إيلات، لحظات الانفجار، وقال: “لقد سمعت صوت طائرة ثم حدث دوي. لم يكن هناك إنذار. لم أفهم هذا الأمر، هل يخفون عنا شيئا؟”.


وأضاف: “سأسافر اليوم لبضعة أيام وأترك والدتي وحدها، وهذا مخيف. أين الجيش؟ أين التحذير؟ الوضع ليس آمنًا هنا حقًا. نحن نعيش في رعب. أليس غريبًا ألا يوجد تحذير؟ نحن نعيش ولا نعرف متى سيسقط علينا. دعني أختار ما إذا كنت أريد الدخول إلى غرفة الأمان أم لا. يقولون حتى لا تضر بالسياحة. إنه أمر مثير للسخرية، لأنه لا يوجد سياح هنا على الإطلاق”.


ادعت روني شوشان (36 عامًا)، وهي أيضًا من سكان إيلات، أن سكان المدينة مهملين. “لقد عدت للتو إلى المنزل من السوبر ماركت. وأنا أقف في المطبخ، وأسمع ضجيجًا ودويًا”. ركضت والدتي وبناتي من الغرفة. وأضافت: “نحتاج إلى إنذار. يجب أن يعمل الإنذار بمجرد حدوث اعتراض”.


وأشارت: “نشعر بأننا مهملون بسبب السياحة، قال أحد رؤساء البلديات سابقًا إن هذا هو سبب عدم تفعيل أجهزة الإنذار. قد يسقط أيضًا في المنزل في المرة القادمة. نشعر بالخوف منذ فترة طويلة. لدي صديقة لا تخرج تقريبًا من غرفة الأمان. إنها خائفة، لقد فقدت الثقة في النظام. أصبح الأمر مخيفًا. يجب تفعيل صافرات الإنذار، لما يجب علينا العيش هنا في قلق؟”.


خلال الحرب، وفي إطار دعم قطاع غزة، تحمل الحوثيون مسؤولية إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل -ولكن هذه هي المرة الأولى التي تأكد فيها سقوط صاروخ كروز حوثي على البلاد.


ونفذ الحوثيون آخر عملياتهم على إيلات بصاروخ يمكنه قطع عدة كيلومترات بين اليمن وإسرائيل. وورد في منشورات حديثة في وسائل الإعلام العربية أن الصواريخ الباليستية للحوثيين تضم أيضًا صواريخ بركان بمختلف أنواعها وطرازاتها، ومن بينها بركان 3، الذي يصل مداه، بحسب التقارير، إلى أكثر من ألف كيلومتر.


الحوثيون يستهدفون إسرائيل ويلحقون أضرارًا بمصر

المصدر: معاريف | تأريخ النشر: 19 مارس 2024 | لغة المصدر: العبرية| كاتب المقال: د. يارون فريدمان[10] | مقتطف من المقال


لم يهدأ الحوثيون في اليمن منذ بدء الحرب في غزة. إنهم يحاولون -من وقت لآخر -إطلاق طائرات مسيّرة على إيلات، ولكنها تُعترض. ويستولون على سفن لا علاقة لها بإسرائيل في معظم الحالات. ربما يعبث مضغ القات بعقولهم، أو أنهم لا يهتمون حقًا. إن الضرر الذي ألحقه الحوثيون بالاقتصاد الإسرائيلي ضئيل، ولا يستبعد أنه قد يساعد في تدشين طريق بري بديل (دبي -حيفا) لنقل البضائع من الخليج العربي إلى إسرائيل عبر السعودية والأردن. وإذا كان الضرر الذي يلحق إسرائيل محدودًا، فما هي الجهة التي تتحمل وطأة الضرر؟


ألحقت هجمات الحوثيين أضرارًا جسيمة بطريق الشحن في البحر الأحمر، الذي تحصل مصر على معظم أرباحه في العالم العربي.


كشفت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، في فبراير الماضي، أن هجمات الحوثيين ألحقت أضرارًا بأسعار السلع، وتأمين السفن التجارية في البحر الأحمر. ووفقًا لها، تخسر مصر زهاء مائة مليون دولار شهريًا، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار جميع المنتجات، ووفقًا لبوابة “مصراوي”، أفادت مصر في يناير الماضي عن انخفاض بنسبة 30% في نشاط الرحلات البحرية، من متوسط مرور أكثر من 770 سفينة في يناير إلى نحو 540.


يوضح معلقون في العالم العربي أن الحرب التي يشنها الحوثيون على الملاحة “الصهيونية” تهدف إلى صرف الغضب الشعبي في اليمن؛ بسبب فشلهم الذريع في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم (شمال غرب اليمن وعاصمتها صنعاء)، والفقر، والبطالة واليأس. بهذه الطريقة، يستغل الحوثيون بشكل ساخر تعاطف اليمنيين مع القضية الفلسطينية. وفي الواقع، لم تسفر الحرب إلا عن تعميق الأزمة الاقتصادية داخل اليمن، وأدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتفاقم الأزمة الإنسانية. ولم تضر الحرب بالمساعدات الدولية للشعب اليمني فحسب، بل أوضحت أيضًا للمجتمع الدولي أن الحوثيين جماعة “إرهابية” تشكل خطرًا على المنطقة بأكملها. والقوة الدولية المتضررة اقتصاديًا هي في الأساس الصين، التي زادت تجارتها عن طريق البحر بقدر كبير. وقد ناشدت الصين إيران أن تطالب وكلاءها الحوثيين بوقف أنشطتهم، ولكن دون جدوى حتى الآن. ومن المفارقات أن ضرر الحوثيين الرئيسي هو على الدول العربية الفقيرة، واليمن نفسها كما ذكرنا، وأيضًا على لبنان وسوريا والأردن، حيث أدى تأخر وصول البضائع إلى ارتفاع الأسعار.


إيران ومصر مقيدتان سياسيًا ولا يمكنهما الآن التحرك بشأن قضية الحوثيين. لماذا لا توقف إيران إذًا الحوثيين، إذا كان المتضررون هم أيضًا حلفاؤها (الصين ولبنان وسوريا)؟ إذا أوقفت إيران أنشطة الحوثيين، فقد يفسر ذلك على أنه خطوة تمثل استسلامًا لمحور المقاومة. إيران مهتمة الآن بإثبات أنه، على غرار هجمات التحالف السعودي على اليمن (بين عامي 2015 و2023)، فإن القصف الأمريكي سيفشل فشلًا ذريعًا وسينتهي ببقاء الحوثيين.


الحوثيون هم ذراع مهم للغاية للأخطبوط الإيراني في مواجهة إسرائيل، وهدفهم هو مهاجمة إسرائيل من الجنوب (إيلات)، بالتوازي مع هجمات حزب الله من الشمال (الجليل)، وكذلك هجمات الميليشيات الشيعية العراقية من الشرق (حتى الآن دون نجاح). إيران مستعدة لتعريض علاقاتها مع الصين للخطر قليلًا في مقابل عدم إظهار أي علامة على التسوية في مواجهة المصالح الأمريكية في المنطقة.


أما مصر، لا يمكنها التحرك ضد الحوثيين، مع أن لها مصلحة أساسية في القيام بذلك. وسبق أن شاركت مصر في التحالف السعودي لمواجهة الحوثيين، الذي شن هجومًا على الجماعة “الإرهابية” عام 2015 لإبعادها عن احتلال عدن. والآن تسعى السعودية إلى تجنب التورط مجددًا في الحرب في اليمن منذ الهدنة الأخيرة العام الماضي، وكذلك بقية أعضاء التحالف. وعلاوة على ذلك، إذا هاجمت مصر الحوثيين، سوف ينظر إليها في العالم العربي على أنها تساعد إسرائيل وتناهض غزة. والضغط الاقتصادي الشديد التي تتعرض له مصر هو أحد التفسيرات الرئيسية لمطالبتها إنهاء الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن.


ميناء إيلات يواجه صعوبات بسبب تهديد الحوثي، ونصف موظفيه مهددون بالتسريح

المصدر: كالكاليست| تأريخ النشر: 19 مارس 2024 | لغة المصدر: العبرية| كاتب المقال: دوتان ليفي | مقتطف من المقال


أبلغت إدارة ميناء إيلات موظفيها البالغ عددهم 120 موظفًا بأنها تخطط لفصل نصفهم -زهاء 60 موظفًا -في ضوء الصعوبات التي واجهها الميناء مؤخرًا.


اشترى الأخوان نقش ميناء إيلات عام 2013 من الدولة عبر شركتهم Papo Maritime، مقابل 122 مليون شيكل في إطار اتفاقية حتى عام 2028 مع خيار تمديدها لعقد آخر. وتوظف الشركة نحو 120 عاملًا في اتفاقات جماعية، و70 موظف أمن في الصفقة المباشرة. في ديسمبر، وفي أعقاب تهديد الحوثيين في اليمن والهجمات التي تعرضت لها عدة سفن، حدث انخفاض حاد في حجم النشاط وانخفاض أكثر من 80% في دخل ميناء إيلات خلال شهر. وقال مدير عام الميناء جدعون جولبر حينها، إنه عقب تفاقم الأزمة ستطالب إدارة الميناء الدولة بتعويضات عن فقدان بعض الإيرادات، لكن الإدارة امتنعت حينها عن طرد العمال أو منحهم إجازة بدون مرتب.


الهجمات ضد الحوثيين لا تجدي نفعًا وعلى إسرائيل أن تستفيد من اتفاق الحُديدة - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/22575 

الاثنين، 15 أبريل 2024

هل يملك الحوثيون حقًا صواريخ فرط صوتية؟

 

هل يملك الحوثيون حقًا صواريخ فرط صوتية؟

 

هل حقًا يمتلك الحوثيون صواريخ فرط صوتية؟

المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي | تأريخ النشر: 18 مارس 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: يهوشع كاليسكي| المقال كاملًا

 

يبدو أن الأخبار التي نقلتها وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” عن مصادر في جماعة الحوثيين بشأن الانتهاء من تطوير صواريخ فرط صوتية مثيرة للقلق، لذا لا بد من وضع الأمور في نصابها.

الصاروخ هو جسم يتحرك بسرعة تزيد خمسة أضعاف عن سرعة الصوت 5 ماخ. في الواقع، يتحرك كل صاروخ باليستي بعيد المدى بسرعة تفوق سرعة الصوت، ويمكن أن تصل سرعته أحيانًا عند اختراقه الغلاف الجوي من الفضاء إلى 20 ماخ. يمكن لنظام “السهم 3” اعتراض مثل هذا الصاروخ؛ لأنه يتحرك في مسار باليستي محدد، حتى لو كان يتمتع بقدرة معينة على المناورة، فإن “السهم 3” هو صاروخ مناور يتحرك بسرعات عالية للغاية حتى يصيب الصاروخ المستهدف.

والاحتمال الآخر هو أن الخبر يشير إلى احتمال امتلاك الحوثيين لصاروخ فرط صوتي مع قدرة الانزلاق، أي صاروخ فرط صوتي يُطلق خارج الغلاف الجوي بواسطة صاروخ باليستي، ويكتسب سرعة تفوق سرعة الصوت وينزلق إلى هدفه خارج الغلاف الجوي أثناء المناورة ويتوجه إلى هدف محدد بسرعة تفوق سرعة الصوت. على أي حال، إن أنظمة دفاع الجيش الإسرائيلي العاملة خارج الغلاف الجوي يمكنها اعتراض الصواريخ الباليستية أو الصواريخ الانزلاقية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

يأتي التحدي التكنولوجي في التعامل مع نظام صواريخ كروز الفرط صوتية، حيث يصعب اعتراض هذه الأنظمة بسبب قدرة صاروخ كروز على المناورة، بما في ذلك صاروخ كروز الذي تفوق سرعته سرعة الصوت. ولكن يجب التأكيد من أن بناء نظام صواريخ كروز الفرط صوتية، أي نظام يتحرك ويناور بسرعة تصل إلى 5 ماخ وأكثر، يتطلب بنية تحتية تكنولوجية عالية، تتمثل في قوى عاملة ماهرة، وأنفاق رياح خاصة، وصناعة طيران، وهندسة مواد على أعلى مستوى. علاوة على ذلك، هناك حاجة إلى وسائل إطلاق خاصة تتكيف مع المحركات الخاصة لصواريخ كروز التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

 

جماعة الحوثيين آلة دعائية متكاملة

المصدر: thecipherbrief تأريخ النشر: 13 مارس 2024 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب المقال: أري هايستاين| المقال كاملًا

 

ضمت حكومة الأمر الواقع في صنعاء، في السنوات الثلاث الأولى بعد سيطرتهم على العاصمة اليمنية عام 2014، مجموعة من المنظرين الحوثيين قليلي الخبرة إلى جانب البيروقراطيين المخضرمين المرتبطين بالرئيس السابق وحليف الحوثيين آنذاك علي عبدالله صالح.

همَّش الحوثيون أنصار صالح بعد أن انشق وانضم إلى التحالف المناهض لهم واُغتيل عام 2017، وأُسندت كافة المناصب الرفيعة في صنعاء تدريجيًا إلى أنصار الحوثيين المخلصين. ولوحظ بالفعل أن بعض العائلات من خارج أسرة الحوثي، مثل الأخوين المراني أو عائلة الحُمران، تشغل مناصب قيادية كثيرة في الجماعة. ومع ذلك، فقد تغاضوا منذ فترة طويلة عن ملء شخصيات إعلامية حوثية بعض أهم أدوار جماعة الحوثيين وأكثرها نفوذًا.

أولًا، إحدى الشخصيات البارزة في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي هو شخصية إعلامية سابقة. ولتوضيح الأمر، فإن جهاز الأمن والمخابرات الحوثي منظمة عنيفة مسؤولة عن أنشطة عدة من التصدي لعمليات التخريب الأجنبية إلى السيطرة على الاقتصاد المحلي، واستهداف “غير المرغوب فيهم” (الأقليات الدينية، والناشطين الاجتماعيين، ومنتقدي الحوثيين) في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على كثير من المسؤولين الذي يشغلون مناصب عليا في الوكالة بموجب قانون ماغنيتسكي الدولي، لدورهم في الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.

يشغل “فواز نشوان” حاليًا منصب وكيل جهاز الأمن والمخابرات، وكان يكتب مقالات لوسائل الإعلام اليمنية، قبل استيلاء الحوثيين على السلطة، تمجد فضيلة الحقيقة، وتدين الاتهامات الموجهة لأنصار الله. وبعد أن زحف الحوثيون إلى صنعاء، عمل لدى مخابرات الحوثيين لرصد أنشطة اليمنيين عبر الإنترنت. كان “نشوان” في الواقع رئيسًا لجهاز الأمن الوطني قبل عملية الدمج بين وكالتي المخابرات الرئيسيتين للحوثيين[3] عام 2019 ليشكل جهاز الأمن والمخابرات. وفي عام 2022، انتشرت تقارير غير مؤكدة تفيد أنه خلال غياب رئيس جهاز الأمن والاستخبارات، عبد الحكيم الخيواني، لفترة قصيرة، تنازع نشوان وعبدالقادر الشامي نائب الخيواني على منصب الرئيس المؤقت. وإن صحت هذه المعلومة، فإن ذلك من شأنه أن يضع نشوان في مصاف أكثر الشخصيات نفوذًا في إحدى أقوى المنظمات في اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون.

ثانيًا، في نطاق العلاقات الخارجية المحدودة للحوثيين، همّش مسؤولو الإعلام في الجماعة الدبلوماسيين ذوي الخبرة. شغل إبراهيم الديلمي، بعد تعيينه منصب المدير العام لقناة “المسيرة” الناطقة باسم الحوثيين، سفير الحوثيين في إيران ولا يُعرف أنه كان لديه أي خبرة دبلوماسية أو حكومية سابقة. ويشغل خليفته في قناة “المسيرة”، عمار الحمزي، حاليًا منصبين: مديرًا عامًا للقناة التي تتخذ من بيروت مقرًا لها، ويعمل أيضًا ممثلًا للحوثيين في لبنان. ومع ذلك، فإن دور الحمزي في تمثيل جماعة الحوثيين في لبنان ليس رسميًا؛ لأن الدولة اللبنانية لا تعترف بالجماعة حكومة رسمية لليمن؛ وفي هذه المرحلة، الدول الوحيدة التي اعترفت بهم هي إيران وسوريا، وقد تراجعت الأخيرة عن هذا الاعتراف مؤخرًا.

وفي سوريا، حيث سيطر الحوثيون على السفارة اليمنية في دمشق، حتى طردهم نهاية عام 2023، شغل “عبدالله صبري” منصب السفير. وقد عمل صبري في السابق “صحفيًا” حوثيًا في صنعاء، وقاد أحد الأذرع الدعائية للجماعة المعروفة باسم “اتحاد الإعلاميين اليمنيين”. أُصيب صبري قبل تعيينه في دمشق بغارة جوية سعودية، وجرى تناولها في وسائل الإعلام على أنها هجوم ضد الصحفيين اليمنيين عوضًا عن استهداف مسؤول بارز في منظمة حرب المعلومات التابعة للحوثيين.

المشرف الحوثي في دمشق -شخصية إعلامية شابة تُعرف باسم “ياسر مهلل” -هو المسؤول عن تقديم التقارير إلى صنعاء والتأكد من أن العاملين جميعهم في السفارة يعملون وفقًا لتعليمات الجماعة. عمل “مهلل” تحت غطاء مستشار صحفي في السفارة.

الملحق العسكري العقيد الركن شرف الماوري، الذي عمل سابقًا طيارًا في القوات الجوية، هو على الأرجح العضو الذي يتمتع بأكبر قدر من الخبرة الحكومية بين طاقم السفارة في سوريا. ربما بسبب ولائه للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، انضم الماوري عام 2014 إلى صفوف الحوثيين خلال التحالف بين الحوثيين وصالح، وحصل على جائزة نقدية لتنفيذه شخصيًا ضربات جوية، ترقى إلى محاولات اغتيال، على مقر إقامة الرئيس المؤقت -حينها -عبدربه منصور هادي عام 2015. وبغض النظر عن الخبرة، يبدو أن موقفه كأحد أنصار صالح السابقين كان سببًا في تهميشه، وبدا أنه يشغل في المقام الأول وظائف شرفية في دمشق.

وأخيرًا، النفوذ المذهل الذي مارسه المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام. غالبًا ما يعمل عبدالسلام من مقرات الحوثيين في عُمان حيث يشغل منصب وزير خارجية الحوثيين بحكم الأمر الواقع. ويتولى إدارة المفاوضات الدولية للحركة مع عمله رئيس لمجلس إدارة قناة “المسيرة” الإعلامية الرئيسية التابعة للحوثيين. وربما بسبب هذا الارتباط الوثيق بقناة الحوثيين، يبدو أن عبدالسلام يضم في وفده أعضاءً من طاقم هذه القناة الإعلامية كمفاوضين ومتحدثين رسميين. على سبيل المثال، يشغل حامد رزق دورًا بارزًا في قناة “المسيرة”، وشارك في وفود الحوثيين لإجراء المفاوضات الدولية برفقة عبدالسلام. كما شارك رزق في الجهود التوعوية الأخرى، ومن بينها الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام التابعة للحوثيين وحزب الله، واستكشاف خيارات تعاون الحوثيين مع القادة السياسيين من جنوب اليمن.

يجدر التساؤل عن سبب ارتقاء كثير من الشخصيات الإعلامية إلى هذه المناصب القيادية في جماعة دينية سياسية عسكرية مثل الحوثيين. قد يتوقع المرء أن يجد في هذه المناصب كثير من علماء الدين أو زعماء القبائل.

التفسير الرئيسي هو أن العمليات المعلوماتية التي تجري عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عنصر مهم في نشاط الحوثيين، أثبتت أهميتها في قدرة الحركة على التغلب على خصومها في الداخل والخارج. كانت الحملة الإعلامية التي شنها الحوثيون على التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ضرورية في خلق لامبالاة كبيرة تجاه السعودية في العواصم حول العالم؛ وكان الضرر الذي لحق بسمعة الرياض في واشنطن -من بين أضرار أخرى تكبدتها الرياض إضافة إلى حالة الجمود على الأرض -عاملًا رئيسيًا في القرار السعودي بأن الحكمة تقتضي السعي للتوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض.

محليًا، استثمر الحوثيون قدرًا كبيرًا من الموارد في السيطرة على المعلومات المتاحة لليمنيين واستهدافهم بدعاية لا هوادة فيها على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية، وفي المدارس والمخيمات الصيفية وأماكن العمل والمساجد. وهذا أمر ضروري لضمان وجود سكان يسهل انقيادهم رغم الفقر المدقع، والفساد الحكومي المستفحل لسلالة كليبتوقراطية من عائلة الحوثي والمقربين منهم.

التفسير الثاني هو أنه في أعقاب الربيع العربي، بدأ حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في تجنيد ورعاية المسؤولين الحوثيين بذريعة ندوات تدريبة إعلامية في بيروت وأماكن أخرى. ونظرًا لطبيعة هذه الفعاليات والغطاء المستخدم لجذبهم هناك، فليس من المستغرب أنه يميل بشدة نحو صناعة الإعلام. على المستوى العملي، من المرجح الذين حضروا هذه الفعاليات عادوا وهم مرتبطون ارتباطًا وثيقًا ببعضهم وعلى صلة جيدة مع رعاة المجموعة المهمين في بيروت وطهران؛ ومن المحتمل أن يبشر هذا بالخير لمستقبلهم المهني في صنعاء.

قد يكون من المبالغة القول إن الحوثيين يؤمنون بفكرة أن “القلم أقوى من السيف”. ولكن قد يكون الأكثر دقة أن نستنتج أنهم يرون جدوى دمج هذين العنصرين لتعزيز كل منهما الآخر. كلما كانت الحركة أكثر إقناعًا، زاد عدد المجندين إلى صفوفها، وتقل المقاومة التي ستواجهها في الداخل والخارج. وبالمثل، كلما كانت منظمة ما أكثر نجاحًا في ساحة المعركة، يسهل تقديم الحجج في مجال المعلومات.

 

 

الحوثيون لا يخشون نشوب حرب إقليمية في سبيل تحقيق رؤيتهم

المصدر: هاآرتس | تأريخ النشر: 8 مارس 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: تسفي برئيل| مقتطف من المقال

 

قدم الحوثيون أنفسهم في بداية الحرب في غزة على أنهم شركاء في محور المقاومة، الذين يقاتلون من أجل وقف الحرب وإنقاذ سكان قطاع غزة. لكنهم الآن يتحدثون بالفعل عن حقيقة أن حربهم ليست مجرد رد فعل على الحرب في غزة، ولكنها موجَّهة للولايات المتحدة وبريطانيا وبقية الدول الأعضاء في التحالف البحري الذي أنشأته واشنطن في البحر الأحمر.

كما يؤكد الحوثيون أنهم الوحيدون الذين يواصلون القتال في المعركة الحقيقية، وأنهم فقط من يجرؤون على مواجهة قوى الغرب ولا سيما الولايات المتحدة. في الواقع إنهم صادقون. لقد توقفت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق -شركاءهم في الحملة -عن مهاجمة الأهداف الأمريكية منذ 4 فبراير في العراق وسوريا.

ليس للحوثيين تحالفات استراتيجية مع دول المنطقة تقيدهم أو تملي عليهم سياسات تتباين مع مصالحهم المباشرة والآنية. إن علاقتهم الجوهرية مع إيران، التي تزودهم بالأسلحة والعتاد العسكري والتكنولوجيا المتقدمة، ليست ثنائية. ولدى زعيمهم عبدالملك الحوثي أجندته الخاصة، التي لا تتماشى بالضرورة، مع أجندة إيران. نشرت مجلة أتلانتيك، هذا الأسبوع، مقابلة استثنائية مع القيادي الحوثي البارز، عبدالملك العجري، أوضح فيها صراحة أن الحوثي يطمح إلى أن يكون المرشد الأعلى لليمن بأسره.

ومن المقرر أن يسهم العجري، الذي شارك ضمن وفد المفاوضات بين الحوثيين والسعوديين، أيضًا في الحوار الذي قد يجري مع الحكومة اليمنية الرسمية والمعترف بها. وأوضح في المقابلة التي أجراها في العاصمة العمانية مسقط، أن زعيم الحوثيين يطمح إلى إقامة نظام مماثل للنظام الإيراني، يرأسه مرشد ديني يخضع له الجميع. إلا أن طموح الحوثي الذي لا يتمثل في كونه قائدًا سياسيًا وعسكريًا فحسب، بل الزعيم الديني أيضاً -الذي يتصرف وفق “إرادة الله”، مما قد يجعله منافسًا للمرشد الأعلى في إيران ويعرّض أيضًا بقية دول الشرق الأوسط للخطر، وخاصة السعودية التي تضم أكثر المعالم أهمية للإسلام.

إنها أيديولوجية بعيدة المدى، تتجاوز إلى حد بعيد التطورات في غزة أو الشراكة في “محور المقاومة”. ومن غير المهم في الوقت الراهن إذا كان هناك أي احتمال لتطبيقها في اليمن. وتكمن أهميتها في أنها ترسم نطاق الصراع الذي يخطط له الحوثيون، والتحدي الاستراتيجي الذي يشكله على دول المنطقة والغرب. يستغل الحوثيون موجة الدعم اليمني للفلسطينيين، ليس في المناطق التي يسيطرون عليها فحسب، بل في كل اليمن -حيث يخرج المواطنون إلى المظاهرات تضامنًا مع غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية، وينشرون ملصقات طويلة تطالب بإنقاذ القطاع من الاحتلال الإسرائيلي. لكن حملة دعم غزة لها أهداف داخلية مهمة؛ حيث إنها تساعد الحوثيين على تجنيد الشباب اليمني في صفوفهم، وتطهير صفوفهم من المعارضين السياسيين، واعتقال ومنع معارضيهم -الحقيقيين أو المتخيلين -وفرض غرامات اقتصادية صارمة، وجمع الضرائب والرسوم غير القانونية، وترويع الجمهور.

 

فشل الردع

أصبحت الحرب في البحر الأحمر في معزل عن سببها الأصلي، ساحة غزة، وتحولت إلى “حرب تحرير” هدفها الحفاظ على حكومة الحوثيين وتوسيع سيطرتها في اليمن وخارجه. وفي الوقت ذاته، تواجه الولايات المتحدة صعوبة في التوصل إلى الرد المناسب لضمان الملاحة في البحر الأحمر. وقد تبنت الولايات المتحدة استراتيجية جديدة هدفها ردع وتقويض قدرة الحوثيين العسكرية بعد فشل استعراض القوة البحرية المتمركزة في المنطقة في الردع. ولكن لم يسفر هذا أيضًا عن نتائج يمكنها حسم الحرب.

ولم يقتصر الأمر على فشل شرط “الردع” في معادلة رد الفعل الأميركية، بل إن الضرر الذي لحق بالقدرات العسكرية للحوثيين لا يزال بعيدًا عن كبح نشاطهم. تنتشر منصات إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ في كافة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وأغلبها متحركة ولا تتطلب آليات تشغيل ثابتة ودائمة، كما يبدو أن لديهم مخزونًا كافيًا فضلًا عن الإمدادات التي تصلهم من إيران. لقد أحجمت الولايات المتحدة عن الإضرار بالبنية التحتية المدنية أو الاقتصادية للحد من الإضرار بالمواطنين وتجنب الوصول إلى حالة تستدعي الحرب الشاملة. إن السيناريو الأكثر تهديدًا هو إجبار القوات الأمريكية على غزو اليمن وإعادة فتح الجبهة العسكرية في البلاد. ومن الأفكار التي يجري مناقشتها هذه الأيام تعزيز الجيش اليمني واستخدامه لمواجهة الحوثيين.

لكن “الجيش اليمني” هو مصطلح نظري. إنه هيكل مكون من وحدات متنافسة، وعناصر قبلية ليسوا “إخوة في السلاح” كما ينبغي. تعرّض الجيش لهزيمة نكراء في السنوات الأخيرة، حيث لا تزال السعودية والإمارات تشنان حربًا واسعة النطاق في مواجهة الحوثيين. لا تخضع بعض القوات المسلحة في اليمن على الإطلاق للحكومة الرسمية أو المجلس الرئاسي الذي يقود البلاد. ويطمح بعضهم -مثل الخاضعين لـ “المجلس الانتقالي الجنوبي المؤقت” الذي تأسس عام 2017 برئاسة عيدروس الزُبيدي -إلى إعادة تأسيس الدولة الجنوبية لليمن، مع أنهم أعضاء في المجلس الرئاسي. وتعتمد هذه القوى على تلقي دعم هائل من دولة الإمارات التي أصبحت منافسًا للسعودية في الساحة اليمنية.

السعودية والإمارات ومصر ليست مستعدات للانضمام إلى التحالف البحري الأمريكي. إن هذه الدول تحاول دفع العملية السياسية داخل اليمن، وفي الوقت الحالي لا يمثل ذلك آفاقًا واعدة. الحوثيون ليسوا في عجلة من أمرهم. وفي تقديرهم أن استمرار الحرب في البحر الأحمر لن يحقق لهم إلا مزيد من الإنجازات على الساحة السياسية وسيجبر الحكومة اليمنية وحلفاءها -بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي -على نقل صلاحيات واسعة من السيطرة. ومن هذا المنطلق، فإنهم يسعون جاهدين إلى تحقيق حلم زعيمهم، وخاصة من خلال السيطرة على حقول النفط في جنوب اليمن، التي فشلت محاولات الاستيلاء عليها حتى الآن.

 

كيف تشكّل هجمات الحوثيين معالم الاقتصاد الجديد؟

المصدر: موقع كالكاليست | تأريخ النشر: 30 يناير 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: دورون بيسكين| مقتطف من المقال

 

كتب اقتصاديون في ستاندرد أند بورز، أن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر خطوة تبعث على القلق من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط. قد يتسبب التأثير على سلاسل التوريد والتضخم في بعض الاضطرابات قصيرة المدى، لكن يمكن التحكم فيها إلى حد كبير ما لم تندلع حرب إقليمية تؤدي إلى استخدام موارد الطاقة كسلاح لمواجهة الغرب من خلال فرض قيود على مرور ناقلات النفط والغاز في مضيق هرمز.

يمر نحو 30% من النقل البحري للنفط الخام و20% من النقل البحري للغاز المسال عبر المضيق الذي يربط خليج عمان في المحيط الهندي بالخليج العربي. وأي إغلاق جزئي سينجم عنه اضطراب هائل في السوق العالمية، ولن يلقى ترحيبًا من الشركاء التجاريين المهمين لمنتجي النفط في الخليج مثل الصين والهند.

1. الغاز والنفط -إن أهم سلعتين للطاقة في العالم اللتان تمكنان الاقتصادات الحديثة من أداء وظائفها -ليستا القصة الكاملة. لقد أصبحت الاضطرابات ملحوظة بالفعل في جميع الصناعات تقريبًا: من السيارات إلى الموضة. ففي نهاية المطاف، يمثل الطريق الذي يتأثر بالحوثيين أكثر من عُشر (بين 10-12%) التجارة البحرية العالمية. لقد تغير الوضع في البحر الأحمر ومضيق هرمز بالفعل: فقد شنت القوات الغربية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة) غارات جوية في المنطقة بعد تسجيل 25 هجومًا لـ “الجماعة الإرهابية”، مما دفع عددًا من الشركات إلى تجنب استخدام هذا المسار، وإطالة وقت وصول البضائع بحوالي 40٪، من 25 إلى 35 يومًا.

ووفقاً للبيانات الأخيرة الصادرة عن CBS، تمثل آسيا (بما في ذلك الصين) 27% من واردات إسرائيل مقارنة بـ 10% فقط من الولايات المتحدة. ولا تزال أوروبا في الطليعة، حيث تأتي ثلث الواردات من هناك. الاستنتاج واضح: صحيح أن الوضع خلال جائحة كوفيد 19 كان أسوأ بكثير، لكن هذا لا يعني أن التطورات الحالية في البحر الأحمر إيجابية وليست حتى قريبة منها.

2. حتى لو لم تكن هناك صدمة دائمة في إمدادات الطاقة أو الغذاء، فإن تعطيل إمداد سلاسل التوريد وفرض الزيادة في التكاليف، بما في ذلك الطاقة، على المنتج النهائي، قد يعقد من استعادة استقرار البنوك المركزية، ويتطلب إعادة ضبط سعر خفض معدل الفائدة التي أعاد السوق تسعيرها بالفعل”.

3. لا يوجد لقاح لمواجهة هذه الاتجاهات طويلة المدى. أي أن هذا التعطيل، حتى لو كان أقل نطاقًا مقارنة بالجائحة، قد يستمر لفترة أطول. وقد نشهد مزيدًا من حوادث “الإرهاب” البحري التي سينجم عنها ارتفاعًا في الأسعار وتعطيل سلاسل التوريد، وبناءً عليه زيادة التضخم على نحو غير متوقع. لأنها، كما نشهد بالفعل، قفزة ملحوظة في الطاقة والمركبات، وكذلك في كثير من الخدمات مثل: الكهرباء، والغاز، والفنادق، والمطاعم. وفي الحالات بعيدة المدى، سنرى أيضًا شركات غير راغبة في نقل البضائع والمواد الخام، وهذا سيؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد بدرجة أكبر.

 

تحييد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

المصدر: جريدة هاموديع | تأريخ النشر: 7 فبراير 2024 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب المقال: رفائيل هوفمان | مقتطف من المقال

 

يحذر الكثيرون من أن الحوثيين لديهم قدرة عالية على تحمّل الخسائر في مقابل كسب مزيد من النفوذ في مواجهة الولايات المتحدة، مما يجعل التصعيد خطرًا بالغًا. ولفهم الحوثيين جيدًا والعوامل المؤثرة على الصراع الحالي، تحدث موقع “هاموديع” إلى كريستيان كوتس أولريخسن، وهو زميل في شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس.

 

ما أهداف الحوثيين الداخلية؟

حكم الزيديون اليمن لمدة ألف عام حتى عام 1962، ويحاول الحوثيون استعادة هذا الحكم. لكن خطابهم الدعائي يتجاوز ذلك، وشعارهم: “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”. لقد جعلوا تحديد هوية أعدائهم، بما في ذلك أي شيء يهودي أو أمريكي، أمرًا أساسيًا في ماهيتهم. لقد استغلوا ذلك لحشد الدعم في بلد يحمل معظمه مشاعر راسخة معادية لأمريكا وإسرائيل.

منذ عام 2014، حكم الحوثيون بأسلوب استبدادي قمعي، يعتمد على حكم الناس بالقوة، ولم ينشئ الحوثيون أي مؤسسات حقيقية.

 

هل وفر الحوثيون الحوكمة أو الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرتهم؟

لقد وفروا مستوى من الأمن بالحفاظ على ثباتهم في مواجهة الجماعات المدعومة من السعودية والإمارات في البلاد. هناك سيطرة أكبر في المناطق الخاضعة للحوثيين مقارنة بمناطق أخرى في اليمن تتنافس فيها القاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة على السلطة. ومن هذا المنطلق، فهي توفر الأمن الأساسي. لكن حكمهم ليس له أي شيء إيجابي. لم يحققوا ما يساعد على تحسين حياة الناس.

 

ما مساحة اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وما مدى إحكام سيطرتهم على السلطة هناك؟

يسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بها، والتي تقع في أغلب مناطق شمال غرب اليمن.

 

يصعب القول أكثر من ذلك، لأن اليمن مقسم إلى ثلاث مناطق نفوذ مختلفة على الأقل. توجد مناطق تقودها السعودية مرتبطة بالحكومة المعترف بها رسميًا. لديهم مستوى معين من السيطرة في الشرق. وتتمتع الجماعات الانفصالية، المدعومة من الإمارات، بدرجة معينة من القوة في الجنوب.

يتمتع الحوثيون بميزة عن كلتا المجموعتين؛ وهي تقارب المناطق الخاضعة لسيطرتهم. أما الجماعات الأخرى تستحوذ على مناطق متناثرة هنا وهناك، وكذا أيضًا تلك الأماكن التي تتنازع عليها الجماعات الإرهابية وغيرها من الجهات الفاعلة في اليمن.

 

ما مدى أهمية الدعم الإيراني لقدرات الحوثيين العسكرية التي تمكنهم من السيطرة على البحر الأحمر وتهديده؟

إن الدعم الإيراني يزيد من قدرة الحوثيين على استعراض أنفسهم خارجيًا، ولكن داخليًا، أعتقد أنهم باقون دون الحاجة إلى الدعم الإيراني.

لا يمكن اختزال الحوثيين على أنهم وكيل إيراني. إنهم مستقلون ولهم أهدافهم الخاصة على الصعيد السياسي، والاقتصادي، والأمني. أعتقد أنهم قادرون تمامًا على استخدام الموارد المحلية للسيطرة على اليمنيين في منطقة نفوذهم. أما النقطة التي أصبحت فيها إيران أكثر أهمية تكمن في إتاحة الإمكانات للحوثيين للرد على السعودية، والآن في استهداف الشحن في البحر الأحمر.

ما مدى أهمية إسرائيل وتهديد الولايات المتحدة للحوثيين؟ هل تخدم الهجمات مصالحهم أم أنها غالبًا بأوامر من إيران؟

كما هو الحال عندما هاجم الحوثيون السعودية، فإن إيران كانت مسرورة برؤية أعدائها وهم يتعرضون للهجوم بطريقة تمنحهم درجة من الإنكار. لكنني أعتقد أن هذه الهجمات مصدرها الحوثيون أكثر من إيران.

أمضى الحوثيون السنوات العشرين الماضية في حشد السكان المحليين في اليمن قائلين: “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”. لقد أدركوا الآن أنها فرصتهم لإظهار أن هذه ليست مجرد شعارات؛ إنهم على استعداد لتنفيذها.

إذا كان ثمة شئ، أعتقد أن إيران قد تكون أكثر حذرًا في التصعيد من الحوثيين. لا تسعى إيران أو السعودية للتصعيد، وقد تناقشوا كثيرًا مؤخرًا. وقد نرى حدود النفوذ الإيراني هنا إذا قرر الحوثيون أن تنفيذ هذه الهجمات يخدم مصالحهم.

 

هل حِرص الحوثيين على إقحام أنفسهم في التوترات المحيطة بالحرب في غزة هو في الأساس وسيلة لحشد الدعم المحلي أم أنه مدفوع أيديولوجيًا؟

أعتقد أنه مزيج من الأمرين. لقد أرادوا أن يظهروا أنهم ينفذون شعاراتهم. وإذا لم يتحركوا، أعتقد أن أنصارهم كانوا سينتقدونهم لعدم بذلهم جهودًا كافية لإلحاق أضرار بإسرائيل والولايات المتحدة بعد 20 عامًا من شعاراتهم، التي صنفتهم على أنهم أعداء.

قصف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أتاح للحوثيين نقطة الحشد التي كانوا يأملونها. في الأسابيع الماضية، شهدنا مسيرات حاشدة تدعمهم في صنعاء، لذلك إذا كان هدفهم هو إعادة الناس إلى الدعم الكامل، فقد نجحوا.

 

ما مدى شعبية الحوثيين في اليمن قبل بدء هذه الهجمات؟

من الصعب الحصول على بيانات جيدة بشأن هذه الأمور، ولكن كانت هناك بعض الدلائل على أن دعمهم كان في تراجع. لم تتحسن حياة الناس خلال السنوات التسع الماضية. وعلى الرغم من توقف القتال بينهم والسعودية والقوات الحكومية منذ عام 2022، إلا أن المواطنين لم يشهدوا تحسنًا ملموسًا في حياتهم. في ظل هذه الظروف، كان من المحتم أن يبدأ الناس في التساؤل عن سبب عدم تحسين الحوثيين لحياتهم. ولكن الآن، مع هذه الهجمات، يبدو أن الناس يلتفون حول قيادة الحوثيين.

السعودية حاربت الحوثيين لسنوات. والآن، هم ليسوا غائبين عن قتالهم فحسب، بل يقال أيضًا إنهم يثنون الولايات المتحدة عن اتخاذ إجراء في اليمن. ما سبب هذا التحول؟

في مارس 2022، استضافت السعودية سباق الجائزة الكبرى للسيارات في جدة على خلفية دخان أسود كثيف ناجم عن هجوم صاروخي للحوثيين على مستودع للوقود على بعد أميال قليلة من المسار. لكي تنجح رؤية 2030، يحتاج “ابن سلمان” إلى استثمارات تجارية دولية ضخمة، وملايين من الزيارات السياحية. ولن يتحقق أي من هذين الأمرين إذا اعتقد العالم أن السعودية هدف للهجمات.

يقترب السعوديون من هدفهم لعام 2030 ويحتاجون إلى تحقيق ثمارها. ولهذا السبب فهم عازمون على تهدئة التوترات في جميع أنحاء المنطقة. وتحتاج الرياض الآن إلى التركيز على القضايا المحلية والاقتصادية، ولا يمكنها تحمل التقلبات الإقليمية. ونظرًا لعلاقات اليمن مع السعودية، فإن التصعيد هناك أمر يسعون إلى تجنبه بشدة.

 

هل تعتقد أن الولايات المتحدة قادرة عمليًا على ردع هجمات الحوثيين وتأمين البحر الأحمر بالضربات الجوية التي تنفذها؟

إذا كانت الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية جيدة حول مواقع الإطلاق ومخازن الأسلحة، ويمكنها القضاء على تلك الأهداف المحددة، فيجب عليها تقويض قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن. لكن الحوثيين يتعرضون للقصف منذ تسع سنوات. لديهم خبرة حصيفة في إخفاء الأسلحة وتحريكها. لذا، من الصعب رؤية نجاح أي شيء أقل من حملة قصف ضخمة.

ما رأيناه حتى الآن هو تصعيد الحوثيين من وتيرة هجماتهم بعد تعرضهم للقصف. إذا كان الهدف هو محاولة جعل البحر الأحمر آمنًا للشحن الدولي، فقد يكون له تأثير عكسي، على المدى القصير.

 

هل ترى طريقًا لتحييد تهديد الحوثيين للمنطقة؟

يحاول المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون إنكار العلاقة بين هذه الهجمات والحرب في غزة. وهذا يؤدي إلى نتائج عكسية، لأنه بغض النظر عن رأي المرء في الحوثيين أو الحرب ضد حماس، فإن الحوثيين أنفسهم يقولون بوضوح إنهم يفعلون ذلك لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة. وهذا يتوافق مع 20 عامًا من قول الحوثيين: “الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا”. وإلى أن يكون هناك حل لوقف الحرب في غزة أو على الأقل المرحلة الحالية من العملية العسكرية هناك، فمن الصعب رؤية ما الذي قد يدفع الحوثيين إلى وقف هذه الهجمات.

 

ما التدابير التي يمكن أن تتخذها سفن البحر الأحمر لمواجهة هجمات الحوثيين؟

المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 7 فبراير 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: ميخائيل ستار[6] | المقال كاملًا

 

تعرضت السفن التي تعبر مضيق باب المندب لهجمات لم تشهدها منذ بزوغ القراصنة الصوماليين؛ نظرًا للتحدي الذي يمثله “الإرهاب” الحوثي. ومع ذلك، يمكن أيضًا استخدام أفضل الممارسات التي طُورت لمكافحة القرصنة في مكافحة الإرهاب البحري.

لقد آثرت كثير من شركات الشحن الالتفاف حول أفريقيا وتجنب مسار البحر الأحمر وخليج عدن في آن واحد، ومع ذلك، توجد وسائل أخرى تساعد من يضطر عبور المنطقة الملاحية المزدحمة على تحاشي الهجوم:

 

·         يعد تقليل انبعاث الضوء في الليل وسيلة سهلة للحد من الرصد والتعقب. وهذا يتطلب من طاقم السفينة التأكد من تغطية النوافذ في جميع الكبائن عند الغسق وأن تكون المقصورات معتمة.

·         تعد الأسلاك الشائكة إحدى الإجراءات الدفاعية المنتشرة حيث يمكن ربطها على طول محيط السفينة لمنع المهاجمين من التسلق من الزوارق الصغيرة، كما يمكن أيضًا كهربتها؛ لزيادة قوة ردع الحواجز الدفاعية.

·         اعتادت بعض السفن أيضًا -أثناء ذروة القرصنة الصومالية -استخدام خراطيم المياه عند دخول منطقة شديدة الخطورة، لأن ضغط المياه سيؤدي إلى تراجع المتسللين المحتملين إلى البحر.

·         كان العامل الرئيسي في انخفاض أعمال القرصنة الصومالية، إلى جانب الدوريات البحرية متعددة الجنسيات، هو الاستعانة بأفراد أمن مسلحين لصد المهاجمين. ويبدو أن الحوثيين أفضل تسليحًا من القراصنة الصوماليين، لكن قوة كافية من شركات الأمن البحري قد توفر حماية متزايدة لأفراد الطاقم. لا شك أن استئجار متعهدين لهذا الدور الخطير سيكون مكلفًا، ولكنه على الأرجح أقل تكلفة في الوقود والوقت للعبور حول أفريقيا.

·         بالنسبة للسفن التي ترفض توظيف أفراد الأمن، فإن البديل الأرخص هو وضع دُمى لتظهر وكأنها حراس مسلحين.

·         إذا فشلت هذه التدابير في ردع “الإرهابيين” البحريين، فيجب أن يكون لدى السفن غرف آمنة حتى تكون ملاذًا للطاقم ريثما تصل المساعدة. إبان فترة القراصنة الصوماليين، أنشأت السفن قلاعًا، أحيانًا في غرف المحركات، حيث يمكنهم الاختباء داخلها بأمان.

كثير من هذه الممارسات التي استخدمت لمواجهة القراصنة الصوماليين ملائمة، لأن “الإرهابيين” الحوثيين يستخدمون أيضًا زوارق سريعة لاعتراض سفن الشحن المدنية. ومع ذلك، فقد فرض الحوثيون أيضًا تحديات جديدة على الشحن، وأحيانًا الهجوم من طائرات الهليكوبتر.

كما أنهم لا يسعون بالضرورة إلى اختطاف السفن، وقد يفضلون إغراق السفن أو إتلافها أو قتل بعض أفراد الطاقم. قد لا تكون قذائف RPG-7 المشتركة بين الحوثيين والقراصنة الصوماليين قادرة على إغراق سفينة، لكن إيران زودت وسلحت الحوثيين أيضًا بصواريخ مضادة للسفن. سيظل المجتمع البحري بحاجة إلى النظر في طرق أخرى للحد من هذه التهديدات.

 

ما الذي يمكن أن تتعلمه إسرائيل من هجمات التحالف على الحوثيين

المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 14 فبراير 2024 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب المقال: إيهود عيران | مقتطف من المقال

 

تعد هجمات الحوثيين التي تستهدف الشحن البحري منذ نوفمبر 2023 فصلًا آخر في عقود من الأعمال العدائية المناهضة لإسرائيل في البحر الأحمر، والتي سبقت إعلان إقامة الدولة.

ومع أن إسرائيل قدمت في الغالب ردًا عسكريًا ناجعًا على التهديدات التي تتعرض لها في مجالها البحري المباشر، مثل كبح النشاط الفلسطيني المسلح في البحر الأبيض المتوسط في السبعينيات، إلا أنها فشلت في تقديم رد بحري ملموس في المناطق البعيدة من البحر الأحمر.

كما أن العرقلة التي فرضتها مصر منذ عام 1947 على المرور الإسرائيلي عبر قناة السويس لم تحل بالقوة البحرية، ولم تتمكن أيضًا من رفع الحصار المصري عن مضيق باب المندب أثناء حرب يوم الغفران، على الرغم من دراسة مثل هذه الخيارات، على الأقل في عام 1973.

أثارت التهديدات والهجمات المتجددة على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، هذه المرة من الحوثيين في اليمن، قلقًا دوليًا بشأن هذه الانتهاكات لحرية الملاحة الدولية، مع صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو الحوثيين إلى وقف الهجمات، وإدانة ما لا يقل عن 40 دولة. وناشدت القوتان العظيمتان -الولايات المتحدة والصين -إيران مباشرة لممارسة نفوذها على الحوثيين لإنهاء الهجمات. وحتى روسيا تجنبت فرض حق النقض على قرار مجلس الأمن.

أعلنت الولايات المتحدة، في ديسمبر 2023، تدشين عملية “حارس الازدهار” من تحالف قوات دولية لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن. كما هاجمت الولايات المتحدة وبريطانيا أهدافًا في اليمن في محاولة لفرض إنهاء هجمات الحوثيين في البحر.

وحتى الآن لم يحقق التحالف أهدافه ولا تزال هجمات الحوثيين متواصلة. كما فشل أيضًا تصعيد الرد الأمريكي، الذي شمل هجومًا واسع النطاق على أهداف الحوثيين بالتعاون مع القوات البريطانية، في تحقيق هدفه. ومع ذلك، بعد مرور أكثر من شهر على تدشين نشاط التحالف، يمكن استخلاص عدة أفكار ذات الصلة بإسرائيل.

أولًا، يتطلب الدفاع عن مصالحها زيادة اعتماد إسرائيل على حلفائها، خاصة الولايات المتحدة، إضافة إلى توريد الأسلحة والدعم السياسي على الساحة الدولية، وهو أمر طورته منذ السبعينيات. يتضمن التحالف الحالي، لأول مرة منذ عام 1991، استخدام القوة العسكرية الدولية، وتحديدًا الأمريكية، للدفاع عن المصالح الإسرائيلية.

ثانيًا، كما حدث في 1991، يمكن لواشنطن أن تستخدم مثل هذا الاعتماد العسكري المباشر وسيلة ضغط لتعزيز خياراتها، على سبيل المثال فيما يتعلق بالمفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية.

ثالثًا، إذا تعرضت إسرائيل لهجوم على «شرعيتها الدولية» في ساحات مثل لاهاي، فإنها تتمتع بحماية عسكرية من النظام الدولي في البحر الأحمر، وتتوافق مصالحها مع قرار مجلس الأمن.

رابعًا، ما يقوم به التحالف مهم أيضًا من حيث هيكل القوة الإسرائيلية وانتشارها. إسرائيل ليست عضوًا رسميًا في التحالف البحري، ولكن من المفترض أنها تنسق مع الولايات المتحدة بشأن جوانب معينة من استخدام القوة في البحر الأحمر. وكلما ساهم هذا التحالف (وربما تحالفات مماثلة في المستقبل) في حماية إسرائيل، تحسنت ظروف مشاركة إسرائيل في أطر التحالف المستقبلية، ومنها الأطر الإقليمية.

وأخيرًا، يدرك خصوم إسرائيل بوضوح مدى الضرر الذي قد يلحق بإسرائيل بسبب التهديد البحري. لقد كان البحر -تقليديًا -ساحة ثانوية في الصراع العربي الإسرائيلي، لكن التطورات الأخيرة في باب المندب دفعت إيران والميليشيات الموالية لها في العراق إلى الإعلان أنها، في ظل ظروف معينة، قد تهدد المصالح البحرية الإسرائيلية في مناطق أخرى أيضًا، ولا سيما البحر الأبيض المتوسط والموانئ الإسرائيلية.

ولذا، فإن البحر قد يتطور إلى ساحة تتطلب جهدًا إسرائيليًا أكبر، لكنه قد يخلق أيضًا فرصًا إضافية للتعاون الدولي، وليس فقط في البحر الأحمر.

 

هل الحوثيون متورطون؟ محاولة للسيطرة على شبكة اتصالات رحلات شركة العال

المصدر: معاريف | تأريخ النشر: 18 فبراير 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: موشيه كوهين| المقال كاملًا

 

تبين خلال الأيام القليلة الماضية أنه جرت محاولتان للسيطرة على شبكة الاتصالات الخاصة بطائرات شركة العال،[9] أثناء مرورها فوق سماء منطقة الصومال وهي في طريقها إلى تايلاند.

وقد نفذت هذه العناصر المعادية بالفعل محاولة للتلاعب بالمسار الجوي بتقديم إرشادات ترددية خاطئة، وكانت المنطقة المعنية قريبة من الأجواء اليمنية.

ردًا على ذلك، ذكرت شركة العال: “أن هيئة الطيران المدني المحلية في الصومال أصدرت، مؤخرًا، تحديثًا لجميع شركات الطيران الدولية بشأن الاضطرابات المتوقعة في هذه اللامركزية. كما جرى إخطار طياري شركة العال بهذه الشأن، وصدرت توجيهات باستخدام وسائل اتصال بديلة إذا تطلب الأمر. نؤكد على أن التعطيل ليس موجهًا لطائرات شركة العال، كما أنه ليس حادثًا أمنيًا. ولم يؤثر التعطيل على المسار الطبيعي للرحلة بفضل احترافية الطيارين الذين استخدموا وسائل الاتصالات البديلة، وتمكنوا من مواصلة الرحلة في المسار المخطط له.”

قال النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي وكبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي، تشيك فريليتش، إن “التهديد السيبراني للمجال الجوي من أخطر التهديدات في العالم، وقد اعترف به أيضًا النظام السيبراني الوطني الإسرائيلي”. تعمل وحدة خاصة في مطار بن غوريون للحماية من الهجمات السيبرانية في المجال الجوي. إذا كان بالفعل هجومًا سيبرانيًا، فهذه بالتأكيد ليست المرة الأولى. عندما وصل قادة من جميع أنحاء العالم إلى إسرائيل، في عام 2020، لحضور الذكرى 75 لتحرير معسكر أوشفيتز تعرض مطار بن غوريون وطائرات القادة التي هبطت إلى إسرائيل لعدة هجمات سيبرانية قبل هبوطها.

 

الحوثيون كشفوا أن الصينيين نمر من ورق

المصدر: موقع بيزبورتال | تأريخ النشر: 18 فبراير 2024 | لغة المصدر: العبرية | مقتطف من المقال

 

في حين يراقب العالم التحركات الأمريكية، قد يكون أكثر جزء مثير للاهتمام من الناحية الجيوسياسية مرتبط بإحراج وعجز الصين. وبينما يواصل الحوثيون هجومهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، فإن هذه الأزمة اختبار جديد لتطلعات الصين لتصبح وسيطًا جديدًا للقوة في الشرق الأوسط.

حتى الآن، اقتصر الرد الصيني المعلن على دعوات وقف الهجمات والانتقادات التي تتسم بالتردد على العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة. وقد سعت واشنطن إلى تحفيزها للضغط على إيران -التي تدرّب وتموّل الحوثيين -لوقف الهجمات. هذا تحد دبلوماسي للزعيم الصيني شاي جين بينغ، الذي تعهد في السنوات الأخيرة “بالمساهمة بالحكمة الصينية لتعزيز السلام والهدوء في الشرق الأوسط” في إطار مبادرته لتقديم بديل للترتيبات الأمنية التي يقودها الغرب.

ومع أن الحوثيين قالوا إنهم لن يركزوا على السفن الصينية أو الروسية، إلا أن مصالح الصين لا تزال مهددة بسبب الأزمة. وكي لا يكون هناك سوء فهم؛ فإن هجمات الحوثيين تؤثر إلى حد كبير على الصين -مباشرة لأنها تهدد حرية الملاحة والأمن، وبوجه غير مباشر، لأنها تؤثر على استثماراتها في المنطقة وهذه قضية مهمة للصين. من الواضح أيضًا أن تحويل كثير من شركات الشحن مسارها من البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح يضر بالاقتصاد الصيني، أكبر مصدّر والثالث بعد أكبر مستورد في العالم.

تقول شركة فليكسبورت المتخصصة في الخدمات اللوجستية، ومقرها سان فرانسيسكو، إن 90٪ من البضائع المرسلة من الصين إلى أوروبا، كانت تمر عبر البحر الأحمر، ولكنها الآن تلتف حول إفريقيا. ارتفعت تعريفة النقل بأكثر من 300٪ بين نوفمبر ويناير بسبب الاضطرابات مما يمثل تحديًا هائلًا للمصدّرين الصينيين. علاوة على ذلك، تعرضت الموانئ والبنية التحتية الأخرى في البحر الأحمر -استثمرت الصين في كثير منها -لخسائر مالية، وكذلك الشركاء الاستراتيجيين للصين، من بينهم مصر والسعودية.

 

الرد الصيني

منذ نوفمبر، تعرضت كثير من السفن للتهديد والهجمات، مثل السفن التي تبحر تحت علم النرويج، وألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، وحتى روسيا والصين وغيرها. على مدى عدة أسابيع، كان رد فعل الصين المعلن هو الصمت. ومع أن الأسطول الصيني لديه فرقة عمل خاصة لمواجهة سفن القرصنة، التي تبحر في خليج عدن وله قاعدة دعم في جيبوتي المجاورة، التي بدأت في مرافقة سفن تجارية صينية في البحر الأحمر، إلا أنه لم يستجب لنداءات الإغاثة من السفن القريبة التي تعرضت للهجوم، وهو أمر يبعث بالتأكيد على الخجل، كما أنه يظهرهم على أنهم أنانيون لا يكترثون إلا بمصالحهم. هذه ليست طريقة دولة عظمى.

كل ما فعلته الصين هو الدعوة لوقف الهجمات على السفن المدنية، ودعوة “الأطراف المعنية تجنب تأجيج الوضع”، وأشارت إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يوافق أبدًا على استخدام القوة لمواجهة اليمن. أكد مسؤولون صينيون مرارًا وتكرارًا على أن أزمة البحر الأحمر هي أحد توابع الصراع في غزة، وأشاروا إلى أن وقف إطلاق النار الفوري بين إسرائيل وحماس أولوية قصوى. باختصار، كما لو أنهم لم يقولوا شيئًا.

من الواضح أن الصينيين غير معنيين بالانضمام إلى الائتلاف الغربي بقيادة الولايات المتحدة؛ مثل هذا الإجراء سيعزز مكانة الولايات المتحدة بوصفها سلطة إقليمية ويضعف مكانة الصين في المنطقة. لكن الصين في وضع معقد: ينبغي لها أن توازن بدقة بين إيران، الحليف المناهض لأمريكا، ودول الخليج، الذين هم بلا شك أهم شركائها الاقتصاديين في المنطقة.

لقد اتضح أنه عندما تكون هناك تهديدات أمنية حقيقية، في شكل إرهاب وهجمات على الشحن العالمي، فإن الأمور المعيارية لم تعد ذات أهمية. نحن بحاجة إلى حلول أمنية حقيقية وصعبة، والصين لا توفرها في الوقت الحالي. الولايات المتحدة فقط هي التي تفعل ذلك.

 

لماذا تحجم الولايات المتحدة عن مهاجمة الحوثيين بكامل قواها؟

المصدر: جلوبس | تأريخ النشر: 6 مارس 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: د. شموئيل ألماس| المقال كاملًا

 

العالم صاخب وثائر، حقًا، في أعقاب وفاة أفراد من طاقم سفينة True Confidence، وهي سفينة مملوكة للولايات المتحدة ترفع علم بربادوس تعرضت لهجوم من الحوثيين. من المحزن أن نقول أن الأمور كانت واضحة أمام البيت الأبيض منذ اختطاف سفينة جلاكسي ليدر في 19 نوفمبر، ولكن على مدى أربعة أشهر تقريبًا، يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريقه صعوبة في تمييز هذا الواقع.

في البداية، هاجم الحوثيون السفن المرتبطة فقط بإسرائيل، وغضت الولايات المتحدة الطرف عن ذلك. ووسعوا لاحقًا تهديدهم ليشمل أي سفينة تصل إلى إسرائيل، مما أدى إلى إنشاء تحالف “حارس الازدهار” بقيادة الأسطول الخامس. لم يحدث هذا بسبب قلق بايدن الصادق على دولة إسرائيل، ولكن لأن عمالقة الشحن -الذين رأوا عجز واشنطن -قرروا الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح.

أدرك بايدن تداعيات وقف مرور السفن في البحر الأحمر، الذي يمر عبره حوالي 12٪ من التجارة العالمية. ومن بينها، إطالة وزيادة تكلفة سلاسل التوريد من الشرق الأقصى إلى أوروبا، وارتفاع أسعار التأمين، وزيادة وقود كل سفينة بحوالي مليون دولار في المتوسط، وكذلك الانخفاض في إتاحة السفن عمومًا وناقلات النفط على وجه الخصوص. لماذا يعتبر هذا مهمًا؟ لم تتأثر أسعار النفط ذاتها بهجمات الحوثيين، لكن الطلب على الناقلات زاد إلى حد كبير لأن كل مهمة زادت مدتها أسبوعين. والنتيجة هي ارتفاع تكلفة الإيجار.

إن خطأ الرئيس الأمريكي الجسيم لا يكمن في توقيت إنشاء قوة التحالف الدولي، لأنه أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي. ولكن ينبع خطأه المستمر في تركيزه على الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 5 نوفمبر، وفي فكره الدائم الذي يدور في الأشهر الأخيرة حول السؤال “كيف سأمنع مشاركة أمريكية فعلية بحرب إقليمية في عام الانتخابات؟”.

ورغم الإحاطات ومقاطع الفيديو المدهشة للقيادة المركزية الأمريكية للعمليات في البحر الأحمر، ترى واشنطن أنها تتفاعل تمامًا مع الحدث. في البداية، رأينا اعتراضات كثيرة، وبعدها هجمات، ولكن لا توجد مبادرة جوهرية. لا يوجد أي ضرر لأهداف الحوثيين الاستراتيجية، الذين لا يحتاجون بالضرورة إلى جنود. يتطلب الأمر شن هجمات مكثفة لإلحاق أضرار بالغة بوكيل إيران، وليس من المؤكد على الإطلاق أن الضربات الجوية ستكون كافية.

لماذا؟ لأن مركز قوة الحوثيين ليس في البحر الأحمر أو في سواحله، ولكنه في وسط محافظة صعدة. إنها منطقة جبلية، لا يعرفها أحد بدقة بقدر الحوثيين. هذا أيضًا أحد أسباب فشل الحرب الأهلية في اليمن، التي بدأت من عام 2015 إلى أبريل من العام الماضي وتوقفت في إطار هدنة. ويتطلب لهزيمة الحوثيين قوة كبيرة ومتحدة.

ومع ذلك، هناك حل آخر يمكن أن يكون مهمًا: هجوم شديد على مدينة الحديدة الساحلية الاستراتيجية التابعة للحوثيين والسيطرة عليها. سيكون هذا إنجازًا استراتيجيًا، بعد أن تعوّدنا حتى الآن على بيانات القيادة المركزية الأمريكية على استهداف منصات الحوثيين، ولم نلاحظ أية تكتيكات جوهرية غربية في البحر الأحمر. في الواقع، العكس هو الصحيح: لقد تناولوا غرق روبيمار قبل بضعة أيام على أنه حدث يشكل خطرًا بيئيًا.

في الواقع يشكل غرق السفينة تهديدًا خطيرًا على الشعاب المرجانية الرائعة في البحر الأحمر، لكن روبيمار ذاتها تشكل ضربة أخرى لحركة الملاحة البحرية. لقد غرقت في مياه ضحلة نسبيًا، وخوفًا من اصطدامها بسفينة مهمة فإن المنظمة البحرية الدولية (IMO) طلبت الآن تحديد موقعها. هذا يبدو إجراءً تقنيًا، ولكنه يعني ضرورة تحرك السفن من حولها. في موقع جغرافي ضيّق شمال باب المندب الذي يبلغ عرضه 30 كيلومترًا فقط، فإن روبيمار قد تعطّل حركة الملاحة البحرية الضعيفة بطبيعة الحال.

إن الضرر الشديد الذي لحق بسفينة True Confidence هو “ثقل” آخر يُغرق به بايدن ردعه الخاص في البحر الأحمر. إذا لم ينتبه، سيدرك أن هذا ليس أسوأ تصعيد، ولذا يجب على الولايات المتحدة مهاجمة الحوثيين بكامل قوتها، إن سفينة حربية أمريكية تغوص في الأعماق تشبه تمامًا ما حدث للروس مع سفينة “موسكو” في البحر الأسود. هذا ليس سيناريو تهديد، ولا مسألة ما إذا كان ذلك ممكنًا، ولكن في ظل سلوك الرئيس الأمريكي الحالي فإن السؤال هو: متى؟.

 

القصة المذهلة لإجلاء من تبقى من يهود اليمن

المصدر: زمان يسرائيل | تأريخ النشر: 8 مارس 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: شالوم يروشاليمي| المقال كاملًا

 

ساعدت دولة عربية إسرائيل عام 2021 على إجلاء زهاء مائة يهودي من اليمن ونقلهم إلى دولة ثالثة، وهي مصر. وتكشف صحيفة “زمان إسرائيل” الآن للمرة الأولى تفاصيل تلك العملية، في حدود ما تسمح الرقابة بنشره.

عاش اليهود -آخر من بقي في اليمن -في مجمع آمن بصنعاء، وحمتهم السلطات من الحوثيين، الذين سيطروا على أجزاء شاسعة من اليمن في الحرب الأهلية الطويلة التي اندلعت في البلد المسلم. كان اليهود قد انتقلوا إلى صنعاء بعد إقامتهم في مجمع أقل أمانًا في بلدة ريدة، تقع شمال صنعاء حيث كانت تتركز جالية يهودية كبيرة. ومع ذلك، حتى في صنعاء كان الخطر واضحًا كل يوم، والحاجة إلى إخراجهم من اليمن باتت ضرورية.

طلبت إسرائيل آنذاك مساعدة عاجلة من دولة عربية لا تربطها علاقات بإسرائيل، ووصل مبعوثون منها إلى صنعاء لإجراء مفاوضات بشأن إخراج اليهود من المجمع. وفي الوقت ذاته، أجرت الدولة العربية مفاوضات مع مصر، حتى توافق على إقامة اليهود اليمنيين في القاهرة.

لم يرغب بعض هؤلاء اليهود، الذين كانوا خاضعين لتأثير “حسيدية ساتمر” المناهضة للصهيونية، في الهجرة إلى إسرائيل، لأنهم يعتبرونها دولة علمانية ومرتدة. علاوة على ذلك، وفي إطار الصفقة المعقدة بين الدولة العربية وإسرائيل وصنعاء، رفض اليمنيون ذاتهم السماح لليهود بالسفر إلى إسرائيل -وخاصة لمن لديهم أقارب من الدرجة الأولى في إسرائيل.

وهكذا، غادر اليمن ما يقرب من مائة يهودي عام 2021 إلى مجمع في القاهرة، وكل ذلك بتمويل أجنبي. وقاد العملية مبعوث خاص -تحتفظ هيئة التحرير باسمه -نيابة عن ذلك البلد العربي.

ولسوء الحظ، بقي يهودي واحد في صنعاء، منعت السلطات مغادرته. اسمه سالم ليفي مرحبى. وعلى حد علمنا، فإن المبعوث الخاص لتلك الدولة العربية يأتي إلى صنعاء كل شهر للاطمئنان على صحته.

عاش مرحبى في إسرائيل في الماضي، لكنه عاد إلى اليمن بعد أن واجه صعوبات استيعاب في البلاد. قبل عودته، جرى تصويره في مارس 2016 مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى جانب مهاجرين يمنيين آخرين، وهم يلقيان نظرة إلى كتاب توراة قديم يعود تاريخه إلى 800 عام هُرِّبَت إلى إسرائيل من اليمن -مما أثار حفيظة السلطات اليمنية، وليس الحوثيين فقط.

وفور عودته إلى اليمن، أُلقي القبض على مرحبى، وحكم عليه عام 2018 بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف. وانتهت هذه الأمور منذ فترة طويلة، لكن لم يُطلق سراحه من السجن منذ ذلك الحين. قبل ثلاثة أشهر، نشر آريئل شنابل من موقع ماكور ريشون أن مرحبى محتجز في سجن تابع للحوثيين، وأنه يتعرض، بحسب التقارير، للتعذيب وقد فقد كل أسنانه بالفعل.

وبحسب مصادر في الدولة العربية المعنية، فإن اليهود الذين يعيشون حاليًا في المجمع المغلق بالقاهرة لا يشكلون عبئًا على السلطات المصرية. إنهم يعملون في صياغة الذهب، ويقتاتون من كداهم، وقد أصبحت منتجاتهم الفنية مطلوبة في المدينة.

في الواقع، ربما يكون اليمنيون من صنعاء هم اليهود الوحيدين الذين يعيشون في مصر اليوم بعد تفكك الجالية اليهودية في البلاد على مر السنين. الشرطة المصرية هي التي تراقب هؤلاء اليهود الجدد اليوم.

ولا يُتطرق في إسرائيل إلى هذه القضية. ولم يصل أي رد من مكتب رئيس الوزراء ولا من الجهات الحكومية التي تتعامل مع اليهود في الدول المنكوبة.


هذا التقرير نشر في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية بتاريخ: 15 أبريل 2024م.

https://sanaacenter.org/ar/translations/22409