الثلاثاء، 25 يناير 2022

هل ميناء إيلات الإسرائيلي الهدف التالي لهجوم الحوثيين بطائرة مسيرة؟

 

هل ميناء إيلات الإسرائيلي الهدف التالي لهجوم الحوثيين بطائرة مسيرة؟

احتلت اليمن خلال السنوات الأخيرة مكانًا في وسائل الإعلام ومراكز البحوث الإسرائيلية، ولذا يترجم المركز بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية بوصفها جزءًا من اهتمامات مركز صنعاء للدراسات، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.

وتركزت التقارير الأخيرة في إسرائيل حول الدور الذي يقوم به التحالف العربي بقيادة السعودية في استعادة بعض المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. والجدل حول الأسباب الحقيقة لوفاة السفير الإيراني في اليمن.

كما يتناول التقرير احتجاز الحوثيين سفينة إماراتية قبالة الحديدة، ثم الهجوم بصواريخ باليستية استهدفت العاصمة الإماراتية أبوظبي، وردود الأفعال الدولية حول هذا الهجوم.

 

هل ميناء إيلات الإسرائيلي الهدف التالي لهجوم الحوثيين بطائرة مسيرة؟

نشر يوسي ملمان[1] مقالًا في صحيفة هآرتس أشار فيه إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" أدان هجوم الطائرات بدون طيار والصواريخ على المنشآت النفطية والمطار الدولي في أبو ظبي.

وقال "ملمان" إن الرسالة لم تكن موجهة فقط للولايات المتحدة وإسرائيل مع استئناف المحادثات النووية، ولكنها أيضًا لدول الخليج، في أعقاب استئناف تحركات الإمارات في اليمن. الرسالة مفاداها أن إيران، من خلال وكلائها في الشرق الأوسط، ليس لديها أي نية للتراجع عن طموحها في الهيمنة الإقليمية - ليس في سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن. وربما يكون الهجوم أيضًا تعبيرًا عن إحباط الحوثيين المتزايد من جهودهم الفاشلة على مدار العامين الماضيين لغزو مأرب.

وأشار إلى أن الهجوم انطلق من الأراضي اليمنية، التي تبعد حوالي 1200 كيلومتر (745 ميل) من أبو ظبي. وقال إن المسافة من منطقة الإطلاق هذه إلى إيلات هي 1500 كيلومتر.

سبق للحوثيين أن هددوا بإطلاق صواريخ على إسرائيل، وتتعامل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية مع هذه التهديدات بجدية. وقال نتنياهو ذات مرة إن اليمن بمثابة تهديد آخر لإسرائيل، وبعد تعليقاته، من المحتمل أن إسرائيل كثفت جهود جمع المعلومات الاستخبارية في ذلك البلد، وخاصة على التعاون بين الحوثيين وفيلق الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس. ومن الممكن أيضًا أن تكون إسرائيل قد عززت قدراتها في الكشف عن الصواريخ والطائرات بدون طيار واعتراضها على الجبهة الجنوبية.

ترى إسرائيل أهمية إستراتيجية في حرية الحركة البحرية إلى جنوبها، وهو ما يفسر سبب عمل قواتها الجوية والبحرية بالقرب من منطقة اليمن لعقود. وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية، ما زالت إسرائيل تفعل ذلك حتى اليوم. على الرغم من أنه من غير المحتمل إلى حد ما، إلا أنه لا يزال يتعين على إسرائيل مواجهة احتمال أن تجد نفسها تحت هجوم من اليمن أيضًا، كجزء من حرب واسعة النطاق.

وهناك درس آخر نستخلصه من الهجوم على أبو ظبي. إلى جانب الولايات المتحدة، التي أصبح مستوى التزامها تجاه أصدقائها في الشرق الأوسط وأماكن أخرى حول العالم موضع تساؤل، فإن الإمارات العربية المتحدة لديها حليف مهم آخر: إسرائيل. كان الحذر المشترك من إيران أحد الحوافز لتوقيع اتفاقات إبراهيم قبل عامين. وقد يتعمق التعاون بين البلدين في أعقاب الهجوم الأخير، ويمكن أن نرى في المستقبل القريب اقتناء الإمارات الرادار الإسرائيلي، والقبة الحديدية، وأنظمة مقلاع ديفيد. المناقشات حول هذا الموضوع مستمرة منذ بعض الوقت بالفعل.

وفي سياق متصل قال يوحنان ڤيسر[2] إن مراسل القناة 13 الإسرائيلية "أور هيلر" كشف مؤخرًا أن الجيش الإسرائيلي كان يدرس تفاصيل هجوم أنصار الله على الإمارات". كما تلقى "هيلر" معلومات تفيد بإمكانية شن مثل هذا الهجوم على إسرائيل قريبًا.

ولمواجهة هذا الهجوم ترغب الإمارات في شراء المزيد من أنظمة Skylock الإسرائيلية المضادة للطائرات بدون طيار.

قال "إيتسلك هوبر" الرئيس التنفيذي لشركة Skylock Systems لموقع ميديا لاين: نظرًا للحادث الذي وقع هذا الأسبوع، فإنهم يسألوننا عما يمكننا تزويدهم به، في أسرع وقت ممكن، من قائمة طويلة من الأنظمة.

إيران أو المتمردون الحوثيون هزموا الإمارات في نقطة ضعفها؛ حيث إنها دولة صغيرة تعتمد على تجارة النفط والاستثمار الأجنبي والسياحة، ويصعب عليها الصمود أمام الهجوم على أهدافها الاقتصادية، وتهدف هجمات الحوثيين إلى إيصال رسالة مفاداها بضرورة تخفيف الهجمات في اليمن، وأنهم قادرون على ضرب أهدافًا أكبر مثل: برج خليفة في دبي.

 

الحوثيون يعيدون رسم خريطة الشرق الأوسط بعد الهجوم على الإمارات

قال سيث جي فرانتزمان[3] إن الهجوم على الإمارات كان بمثابة تحذير شديد اللهجة من إيران إلى الإمارات. ورغم أن الهجوم غير مسبوق على الإمارات إلا أنه حدث في المنطقة بالفعل عندما هاجمت إيران منشأة بقيق السعودية في سبتمبر 2019 في هجوم مماثل كان ينظر إليه في المنطقة على أنه جرس إنذار كبير.

قال فرانتزمان إن الإمارات قد تكون أكثر عرضة للخطر؛ بسبب عدد سكانها الكبير من الوافدين، وحقيقة أنهم وجهة سياحية رئيسية.

وأضاف أن الهدف من هجوم الحوثيون على الإمارات سحب دعمها عن جماعات في اليمن.

وتختبئ إيران وراء مجموعات مثل الحوثيين متظاهرة أن "الميليشيا" هي من نفذت الهجمات. لكن من المرجح أن الحرس الثوري الإيراني ساعد في التخطيط للهجوم.

يبدو أن التصريحات حول الهجوم تشير إلى أن هذا كان حادثًا خطيرًا. كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير. كما إنه كان رمزيًا؛ حيث يظهر مدى قدرة الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في نشر الفوضى وخاصة بعد أن قال الاتحاد للطيران، إن هناك عطلًا محدودًا للرحلات الجوية.

قال فرانتزمان إن الولايات المتحدة لديها قاعدة جوية في الإمارات، وستكون هناك تساؤلات حول سبب عدم منع الدفاعات الجوية الهجوم. وتبحث السعودية عن مزيد من الدفاعات الجوية لوقف هجمات مماثلة.

تعود المخاوف بشأن تهديدات الحوثيين لإسرائيل إلى سنوات. أفادت تقارير في يناير 2021 أن صور الأقمار الصناعية رصدت في اليمن طائرة بدون طيار إيرانية جديدة تدعى "شاهد 136"، وأن مداها يمكن أن يصل إلى إسرائيل.

ومما يثير الاهتمام أن التقرير يدعي أن "هذه العملية لها أبعاد عسكرية بالنسبة للتحالف المعتدي، ورسالة واضحة للعدو الإسرائيلي مفادها أن أي عمل عسكري ضد اليمن يعني تدمير السفن والقواعد البحرية الإسرائيلية التي يقوم النظام بتدريب المرتزقة عليها. وأن تحركات العدو الصهيوني في الجزر اليمنية لن تدوم طويلا ولن تمر دون رد"، في إشارة إلى أن هذا تحذير لاسرائيل.

خلال العام الماضي، تشير التقارير إلى أن إيران هاجمت عدة سفن تجارية في المياه قبالة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، واستهدفت ناقلة في يوليو 2021 بطائرات مسيرة. يبدو أن إيران تعتقد أن هذه السفن مرتبطة بإسرائيل. كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال العام الماضي أن إسرائيل قصفت السفن الإيرانية المتجهة إلى سوريا. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت سفينة سافيز "السفينة الأم"  التي يُزعم أنها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني للهجوم العام الماضي في البحر الأحمر. كما نشرت وسائل إعلام إيرانية شائعات في الماضي حول عمل إسرائيل مع الإمارات، ومنها إدعاء شبكة Press TV حول "تحالف التجسس الإسرائيلي في جزيرة سقطرى اليمنية".

يدعي الحوثيون الآن أن الحادث الأخير قد يؤدي إلى مزيد من العمليات. لا يمكن الكشف عن تفاصيل هذه المواجهة؛ بسبب نجاح أي رادع في المستقبل.

الآن يدعي الحوثيون أيضا أن "أي نشاط عسكري معاد في المياه اليمنية سيقابل برد مباشر، ولن تكون المياه اليمنية مسرحًا لتحركات معادية أبدًا، والبحرية اليمنية [الحوثية] قادرة على تنفيذ مثل هذه العمليات مع بعون ​​الله".

 

هل الحوثيون قادرون على وقف حركة النقل البحري إلى إسرائيل؟

قال ميخائيل ستار[4] في صحيفة جيروزاليم بوست إن التحالف زعم، في 26 ديسمبر، أن الحوثيين استخدموا الألغام البحرية والقوارب المتفجرة لتعطيل حركة النقل البحرية في البحر الأحمر. إذا كان الحوثيون يمتلكون تقنيات الأسلحة البحرية للوفاء بتهديداتهم، فإن هذا لن يكون مصدر قلق للتحالف السعودي فحسب، بل لإسرائيل أيضًا.

وقال ستار إن الهجمات التي شنها الحوثيون الأسبوع الماضي على سفن في البحر الأحمر أضفت مصداقية على تحذيرات المسلحين اليمنيين. قال التحالف، في 5 يناير، إن ناقلة نفط تعرضت للهجوم بالقرب من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون. كما اختطف الحوثيون، في 3 يناير، سفينة إماراتية، وزعموا أنها كانت بمثابة تحذير لإسرائيل بأن "تحركات العدو الصهيوني" في البحر ستنتهي.

وزعم السعوديون أن الحوثيين نشروا بالفعل 247 لغمًا بحريًا، و 100 قارب متفجر في البحر. ومن هنا يمكن توجيه هذه الأسلحة إلى "العدو الصهيوني".

قال الدكتور سكوت سافيتز، كبير المهندسين في مؤسسة RAND: " إن القوارب المتفجرة تشكل تهديدًا، وذلك اعتمادًا على حجم القارب المحمّل بالمتفجرات وحجم الهدف".

وقال لصحيفة جيروزاليم بوست: "بعض سفن الحاويات الكبيرة هذه الأيام، مثل إيفر جيفن ... قد لا تتمكن [المتفجرات] من إغراقها". "يمكنها إحداث بعض الضرر، بالنظر إلى المكان التي أصيبت فيه، أو يمكن أن تؤدي إلى قدرة محدودة على التوجيه، أو فقدان بعض حمولتها أو إتلاف نظام الدفع ... بشكل عام، السفن التي تحمل النفط مزدوجة الهيكل. إذا حدث انفجار هائل بما فيه الكفاية، فقد يتمكن من ثقب الهيكل الداخلي".

وأضاف قائلًا: "تعد الألغام مشكلة شائنة، وقد شهدنا عدة حالات في العقود القليلة الماضية من الألغام على طول الطرق التجارية الرئيسية". "السفن التجارية الكبيرة في كثير من الحالات لن تغرق، أو على الأقل ليس على الفور، إذا تعرضت للألغام. [الأمر] يعتمد على الظروف، لكنهم سيواجهون درجة معينة من الضرر وقد لا يتمكنون من إنهاء رحلاتهم".

قال سافيتز: إن الألغام لا تفرض حصارًا أبدًا"، بل تخلق موقفًا محفوفًا بالمخاطر، وحينها يمكن لمتخذي القرار فقط تحديد ما إذا كان ذلك قد أدى في الواقع إلى إغلاق الممر المائي أم لا."

تزيد الأسلحة من مخاطر السفر، وإذا قررت أطقم السفن البحرية والشركات أن عبور البحر الأحمر لا يستحق التكلفة، فإنهم سيغلقون المسار بأنفسهم. يرتفع النفور من المجازفة اعتمادًا على كثافة الألغام وتكرار هجمات القوارب.

يجب اتخاذ تدابير أمنية ليس لوقف الهجمات الفردية على السفن فحسب ولكن أيضًا لطمأنة الأطقم والشركات في جميع أنحاء الصناعة. ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات ليست بهذه البساطة.

قال سافيتز: "يمكن إزالة أي حقل ألغام". لكن الحد من المخاطر المصاحبة يتطلب معدات متخصصة ... غالبًا ما تكون سفنًا متخصصة، وأحيانًا أخرى طائرات هليكوبتر متخصصة، وأفراد. أفضل وقت لمنع تشكيل حقل الألغام هو قبل أن يبدأ. بالنظر إلى أن السعوديين يقولون إن هذا [ما سيفعله الحوثيون]، فمن المرجح أن يحدث هذا. قد تكون المراقبة الدقيقة قادرة على الأقل على تخفيف التهديد".

أما بالنسبة للقوارب المتفجرة، فقد تتمكن السفن التجارية من صدها من خلال إعادة توظيف الأفراد الحاليين. يمكن تدريب مقاولي الأمن البحري الذين يستخدمون لدرء القرصنة الصومالية وتجهيزهم لوقف القوارب المتفجرة أيضًا.

نظرًا لمصداقية التهديد والمخاطر التي يتعرض لها الشحن الإسرائيلي في البحر الأحمر، ستحتاج إسرائيل إلى الاستثمار في معدات وأفراد كاسحات الألغام، والتفكير في تدريب الأمن البحري الإسرائيلي لصد هجمات الزوارق المحملة بالمتفجرات. بالنظر إلى أن هذا يمثل أيضًا تحديًا للتحالف السعودي، فقد يتغلبون عليه معًا.

 

هل يعطي الحوثيون أولوية لحل تفاوضي لإنهاء الحرب؟

قالت مايا كارلين[5] في موقع Jewish News Syndicate إن المتمردين الحوثيين نفذوا منذ تولي إدارة بايدن السلطة أنشطة إرهابية، وصعّدوا الحرب الأهلية في اليمن، وقوضوا بشكل صارخ الجهود الدولية للحفاظ على السلام الإقليمي في الشرق الأوسط. يعد شهر نوفمبر أنموذجًا بشكل خاص حيث واصلت الميليشيات هجومها الوحشي في اليمن، على الرغم من الجهود الأمريكية - السعودية لتنفيذ حل تفاوضي للصراع.

قالت "كارلين" إذا أراد البيت الأبيض تحقيق هدفه بإنهاء الصراع في اليمن، يجب أن يغير نهجه من سياسة الاسترضاء إلى سياسة يمكن أن يأخذها كلا من الحلفاء والخصوم على محمل الجد.

جعل الرئيس جو بايدن فور توليه منصبه تقريبًا، إنهاء الحرب في اليمن والدعم الأمريكي للجهود العسكرية التي تقودها السعودية أولوية. لم يكن الهدف المتمثل في حل الكارثة الإنسانية المدمرة التي أودت بحياة وتشريد الآلاف من المدنيين هو المشكلة؛ بل التكتيكات والقرارات التي اتخذت لتطبيق هذا الهدف.

أولاً، تراجعت إدارة بايدن عن القرار الذي اتخذه ترامب خلال فترة ولايته بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. وبعد أقل من 48 ساعة، اضطر مسؤولو البيت الأبيض إلى إدانة الحوثيين لقيامهم بأنشطة إرهابية تستهدف المدنيين وإطالة أمد عمليات عسكرية جديدة في اليمن. لم تكن هناك أي تداعيات على المتمردين سوى البيان الصحفي الصارم الذي نشرته وزارة الخارجية.

بعد ذلك، اقترحت الرياض اتفاقية لوقف إطلاق النار تشرف عليها الأمم المتحدة. انتقد الحوثيون الاقتراح على الفور وشرعوا في مواصلة هجومهم في محافظة مأرب اليمنية، مما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين. رحبت الولايات المتحدة بالمبادرة، لكن لم يتواني الحوثيون عن أعمالهم.

والسؤال: لماذا يعطي الحوثيون الأولوية لحل تفاوضي لإنهاء الحرب وهم يحصلون أساسًا على تصريح لمواصلة عملياتهم العسكرية؟

تؤكد الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الحوثيون من الاحتجاز التعسفي لموظفي الحكومة الأمريكية على عدم اهتمامهم بالسعي إلى وقف سلمي للصراع.

إذا أرات أمريكا رؤية نتائج مختلفة في اليمن، فعليها التفكير في تكتيكات مختلفة. إن شطب الحوثيين من تصنيفهم كإرهابيين، وعدم إدانة جديتهم للتفاوض على حل أدى إلى تمكين الجماعة التي تقودها إيران.

 

السعودية لا تزال تحلم بحسم المعركة في اليمن

قال شاحر كلايمان[6] في صحيفة إسرائيل هيوم إن كل من اعتقد في سبتمبر الماضي أن المفاوضات بين كبار المسؤولين السعوديين والإيرانيين في بغداد ستؤتي ثمارها بشأن الحرب في اليمن ثبت له بطلان هذا الأمر بسبب الهجوم واسع النطاق على صنعاء الذي استهدف عناصر إيرانية.

وقال كلايمان إنه على الرغم من تورط السعودية في اليمن، إلا أنها لا تزال لديها الرغبة في إعادة توحيد الدولة المنقسمة. ويرجع ذلك؛ لأن قيام دولة للحوثيين من شأنه أن يشكل إنجازًا غير مسبوق لإيران. كما أن هذا الواقع سيكون له تداعيات استراتيجية على الأمن القومي للمملكة.

إن سيناريو هجوم الطائرات بدون طيار الذي تخشاه إسرائيل، تحقق في السعودية في صورة أكثر تطرفًا، عندما هاجمت الطائرات بدون طيار منشآت النفط والمطارات في السنوات الأخيرة. علاوة على ذلك، فإن مكانة ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" على المحك.

وذكر كلايمان أن "بن سلمان" أراد من خلال هذه الحرب إظهار نفسه بوصفه قائدًا أمنيًا إقليميًا. ربما لهذا السبب أصبحت الأزمة في اليمن قضية حساسة للسعودية – موضوع محرج لا ينبغي الحديث عنه - يجب التعامل معها بحذر شديد. لم يكن من الممكن رؤية هذا إلا مؤخرًا  بعد انتقادات هزيلة إلى حد ما لوزير الإعلام اللبناني حول الحرب، حيث اندلعت أزمة دبلوماسية مع الرياض التي تبعتها بقية دول الخليج.

وفيما يتعلق بقدرة إيران في التأثير على الحوثيين، قدَّر تقرير نشرته مجلة الإيكونوميست أن إيران ليس لديها الكثير لمساعدة السعودية في أزمة اليمن؛ حيث لا تملك سيطرة مطلقة على الحوثيين، وليس لدى المملكة العربية ما تقدمه، إلا أن المعلقين اليمنيين يختلفون فيما يتعلق بمسألة هل النفوذ الإيراني محدود أم أن طهران قادرة على الضغط عليهم بقطع الإمداد بالسلاح.

بن سلمان يستعد لجميع سيناريوهات الحرب ضد إيران

قال يوني بن مناحيم[7] في المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة إن السعودية بقيادة ولي العهد "محمد بن سلمان، "الرجل الأقوى" في المملكة، تستعد لجميع السيناريوهات في الحرب ضد خطر النووي الإيراني.

بدأت المحادثات بين إيران والسعودية سرًا في أبريل في العاصمة بغداد. يحاول ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" إنقاذ ما تبقى، أو يقدم على الأقل إنجازًا يحقق السلام للسعودية مثل: وقف الهجمات العسكرية الحوثية من اليمن على المدن السعودية ومنشآتها النفطية.

 

جدل حول وفاة "مبعوث إيران" لدى الحوثيين

قال سيث جي فرانتزمان في صحيفة جيروزاليم بوست إن المرشد الأعلى لإيران آية الله خامنئي كتب في 22 ديسمبر، عن "وفاة السفير الإيراني "حسن إيرلو" وذكر أنها شبيهة بالاستشهاد.

قال فرانتزمان إن قصة الرحلة إلى العراق تظهر مدى أهمية إيرلو بالنسبة لإيران. كما يكشف عن مرونة السعودية في وقف حصارها الجوي على اليمن. ومع ذلك، زعمت وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لإيران أن التأخير كلَّف إيرلو حياته.

ولفت إلى أن قصة إصابته بكورونا وطلب الحوثيين منه المغادرة غير منطقية، فربما يكون السعوديون قد ساعدوا في تسهيل ذلك؛ لأنهم لا يريدون مسؤولًا رفيع المستوى هناك على أي حال. ولكن إذا كان مصابًا بفيروس كورونا، فلماذا يطلب منه الحوثيون أيضًا المغادرة؟ كيف يمكن أن تتحمل السعودية مسؤولية الإخلاء البطيء إذا لم يكن فيروس كورونا؟

أدى ذلك إلى الجولة الثالثة من القصص حول إيرلو. وبحسب موقع Resistance Axis Monitor، فقد وُصِف إيرلو بأنه أحد أعضاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي عُيِّن أيضًا سفيرًا لإيران لدى الحوثيين. "هناك بعض التقارير التي تشير إلى إصابته في غارة سعودية في اليمن". ثم ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية IRNA أن إيرلو كان معروفًا أيضًا بالاسم الرمزي "القائد شهلاي"، وكان عضوًا في فيلق القدس، وأعلنت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 15 مليون دولار لمن يدلي بمكانه. كما لعب شهلاي دورًا رئيسيًا في تنظيم المتمردين العراقيين ضد قوات التحالف خلال حرب العراق.

قال فرانتزمان إن التقارير المختلفة حول قصة إيرلو غير منطقية. من الواضح أنه كان مسؤولًا رفيع المستوى في إيران وكان أكثر من مجرد دبلوماسي.

وخلال هذا الدور، هدد السعودية. فإذا أصيب في غارة جوية ثم أراد الحوثيون إعادة إيرلو المصاب، فمن الغريب أن تسهل الرياض عملية النقل.

ومع ذلك، قد يكون هذا الضغط قد حدث بناءً على التهديدات الإيرانية. إذا حملت إيران الرياض مسؤولية إصابته، فقد يكون مقابل سماح الرياض بنقله تقليل التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران.

يبدو أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي توسط في هذه الرحلة، وتقول التقارير أن العراق استضاف محادثات سعودية إيرانية خلال العام الماضي.

كما تبدو التقارير التي تفيد بوجود توترات حوثية مع إيران وأدت إلى رحيله غريبة، على اعتبار أنه توفي بعد ذلك بأيام. إذا مات بسبب كورونا أو إثر غارة جوية، فليس من المنطقي أن يرغب الحوثيين أيضًا بمغادرته وأنه أصيب من قبيل الصدفة.

من المحتمل أن قصة فيروس كورونا كانت غطاءً لشكل آخر من أشكال "الاستشهاد". حقيقة اعتراف وسائل الإعلام الإيرانية، على ما يبدو، بأنه كان قائدًا لفيلق القدس ويحمل اسمًا رمزيًا ثم إزالة التقرير تبين مدى حساسية هذه معلومات بالنسبة لإيران.

إذا كان في الواقع مستشارًا عسكريًا للحوثيين في المقام الأول ثم أصيب بفيروس كورونا أو توفي متأثرًا بجروحه في المعركة، فلا يزال مسألة تسهيل الرياض ذلك بالنظر إلى دوره في استهداف السعودية على مر السنين أمرًا غريبًا. كما أن دوره السابق في محاربة العراق وإرسال المتفجرات الخارقة للدروع إلى العراق جعل موقف العراق من مساعدته على المغادرة مثيرًا للاهتمام أيضًا.

لقد بذلت إيران قصارى جهدها لتظهر أن الرجل مصاب بفيروس كورونا. ونشرت إيران صورة إيرلو على سرير في المستشفى لنزع الشائعات. ولأن كل شيء في المنطقة يُنظر إليه على أنه مؤامرات، فقد ذكرت إحدى الشائعات أن اعتراف إيران بأنه كان أيضًا القائد شهلاي قد تم إخماده لإرباك أولئك الذين يسعون إلى شهلاي.

في كلتا الحالتين، فإن خسارة إيرلو مهمة لإيران. إنها انتكاسة لكل من الجهود الدبلوماسية الإيرانية وجهود الحرس الثوري الإيراني في اليمن. إنه مسؤول آخر رفيع المستوى يموت بعد سليماني. إذا كان صحيحًا أن إيرلو هو أيضًا شهلاي، فهذه خسارة لإيران وتساعد في حل البحث عن هذا القائد الإيراني الخطير.

ذكر موقع نتسيف العبري أن الإخفاقات المدوية لقوات الحوثي في ​​المعارك في اليمن، وخشية انهيار كل جبهاتهم القتالية دفعت إيران إلى الإسراع في تعيين قائد عسكري ذو خبرة للوجود الإيراني في اليمن.

نشرت قناة تليجرام "مباط عولامي- نظرة عالمية" تقريرًا عن موقع إنتليجنس أونلاين بأن إيران عينت العميد عبد الرضا شهلاي، المسؤول عن اليمن نيابة عن فيلق القدس، ليحل محل السفير اليمني حسن إيرلو. وبحسب التقرير، من غير المتوقع أن ينال شهلاي حقيبة دبلوماسية، وسيقود معارك الحوثيين في مدينة مأرب الشمالية.

تعيين جنرال إيراني، من أشد المؤيدين للحرس الثوري الإيراني، يَعِد، في المستقبل القريب، بالكثير من الأعمال الإرهابية لميليشيا الحوثي في ​​اليمن ليس فقط ضد المملكة العربية السعودية نفسها ولكن أيضًا ضد ممرات الشحن المدنية في البحر الأحمر التي تمر قبالة السواحل اليمنية الغربية.

 

 

*أحمد الديب، مترجم من اللغة العبرية إلى اللغة العربية، حاصل على ماجستير في اللغة العبرية وآدابها.


https://sanaacenter.org/ar/translations/16326 



[1] محلل الشؤون الأمنية والإستخباراتية في صحيفة "معاريف"، و"جيروزاليم بوست". نال جائزة "سكولوف" للصحافة. وألف كتاب: "حروب الظل – الموساد والمجتمع الاستخباراتي". ويغرد على : yossi_melman@

[2] بدأ ڤيسر حياته المهنية فيي الصحافة خلال حرب لبنان الثانية؛ عندما قرر مواجهة الأكاذيب العديدة حول إسرائيل في وسائل الإعلام الدولية. عين " ڤيسر"، في نهاية عام 2014، مراسلًا للشرق الأوسط لدى منظمة الصحافة الغربية الأمريكية ومقرها أريزونا، وقام يتغطية الربيع العربي إلى جانب كتاباته حول صعود الدولة الإسلامية، وخطة إيران لإنشاء هلال شيعي في الشرق الأوسط. يعتقد " ڤيسر" أن تحليل الأحداث في الشرق الوسط سينتج عنه فهم أفضل لموقف إسرائيل في المنطقة المضطربة. هاجر إلى إسرائيل في صيف 2000 خلال الانتفاضة الثانية أو حرب أوسلو. أصبح " ڤيسر" محلل الشرق الأوسط لدى موقع Israel Today منذ بداية عام 2019.

[3] محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة "جيروزاليم بوست". لقد غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل مسبقًا باحثًا مشاركًا في مركز "روبين" للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

[4] مدير ديسك في صحيفة جيروزاليم بوست. لديه خبرة في مجالات الأمن والدبلوماسية العامة. حاصل على بكالورويس في الحكومة، وماجستير في مكافحة الإرهاب والأمن القومي من مركز هرتسليا متعدد التخصصات. ويغرد على: @Starrlord89

[5] محللة في مركز السياسة الأمنية في واشنطن. زميلة آنا سوبول ليفي السابقة في مركز هرتسليا متعدد التخصصات في إسرائيل حيث أكملت درجة الماجيستير في مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي. وتكتب في  Jerusalem PostEpoch TimesTimes of IsraelThe Daily WireThe National InterestAlgemeiner JournalJNS.

[6] - شاحر كلايمان: صحفي ومحرر في موقع "إسرائيل هيوم"، وهو باحث ماجيستير في دراسات الشرق الأوسط في جامعة "بار إيلان". ويغرد على: https://twitter.com/skleiman5791 .

 

[7] إعلامي اسرائيلي. ولد في القدس عام 1957. والتحق بسلاح المخابرات في الجيش الاسرائيلي. درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل مراسلا في صوت إسرائيل بالعربية عام 1983، واعتمد مراسلًا لشؤون الضفة الغربية في القناة الأولى.

الاثنين، 17 يناير 2022

اليمن في سطور.. وطرق العبور

 تأمَّل الشعب اليمني خلال ثورات الربيع العربي أن يحظى بعيشة هنية وقدر من الحرية، فخرج هاتفاً ضد نظام “صالح” الذي وصفه البعض بالطالح، منادياً بإسقاط نظامه، ورحيل أقاربه وأعوانه؛ الذين استأثروا بالمناصب المهمة تاركين الفتات لباقي الرعية. ومن المهم التأكيد على أن الثورة اليمنية كانت ملهمة وسلمية، رغم وفرة الأسلحة والذخيرة بين الأفراد والقبيلة. وخرج “صالح” في إعلامه منادياً شعبه بأنه لن يترشح من جديد، ولن يعيِّن ابنه حاكماً على اليمن السعيد، ولكن هيهات.. لقد تخلص الشعب من الخوف الذي يلجم ألسنتهم ويقيد تحركاتهم. وبعد اتفاق خليجي نَقَل السلطة لنائبه “هادي”، وحينها نادت الرعية ببناء دولة مدنية. وخلال الفترة الانتقالية التي رعتها دول عتية، عقدت هيئة تسمى “مؤتمر الحوار الوطني” هدفها مداواة جروح البلد الأبي، وإعادة هيكلة الجيش اليمني، وصياغة دستور عصري مع تطبيق العدالة الانتقالية، وإجراء إصلاحات داخلية، ومعالجة القضايا الجنوبية. وانخرطت في هذه الهيئة الحوارية أغلب الفصائل اليمنية. ولكن مخرجات المؤتمر الوطني لم يكترث لها الحراك الجنوبي، أو مليشيا الحوثي، الذي اتهمه “هادي” بتلقي دعم مادي وسياسي من الحرس الثوري الإيراني لإرباك لجنة الحوار الوطني. وما كادت تلوح بوادر الأمل وتظهر في الأفق حتى بدأت العاصفة، لقد شن الحوثيون حرباً شعواء، وسيطروا على العاصمة صنعاء. وما أن وصلوا إلى “عدن” وسيطروا على عدة مدن، حتى تدخلت السعودية بتحالف مع الإمارات العربية، وعدة دول عربية، وأخرى أجنبية؛ لدعم الحكومة الشرعية، وحققوا انتصارات، وأخرجوهم من عدن وعدة محافظات. ثم دخلت اليمن مرحلة جديدة بعد عملية “الرمح الذهبي” والنجاح في تحرير مناطق “الساحل الغربي”، لأن هذا الانتصار لم يكن لصالح الحكومة الشرعية بل للإمارات العربية التي تمكنت بعد ذلك من فرض عيدروس الزبيدي، وأحكمت قبضتها على كل مرفق أمني، وفتحت معسكرات تدريبية بعيدة عن أنظار الشرعية، وهو الأمر الذي زاد من حدة التوتر بين هادي وقوات الحزام الأمني. ولتهدئة الخلاف اليمني – الإماراتي تدخلت السعودية باتفاق سياسي عُرف باتفاق الرياض بين هادي والمجلس الانتقالي. وقام الحوثيون بعد هذا الانشقاق وبمعاونة بعض الرفاق – من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني – بمهاجمة الرياض بالصواريخ الباليستية، وهنا انتبه العالم للخطورة الإيرانية. والسبب في فشل الثورة اليمنية هى القوى المعادية -الداخلية والخارجية- التي أعاقت أحلام الشباب وحولتها إلى سراب مقابل دراهم معدودة أو سلطة موعودة. والطريق إلى العبور يتمثل في عدة سطور، أهمها: أولاً، استدعاء الشخصية اليمنية الحضارية التي تتميز بالقوة والبأس الشديد والتحلي بها في بناء دولة وطنية جديدة. ثانياً، لن تقوم هذه الدولة الوطنية إلا بسواعد كافة طوائف الشعب اليمني، لأن التنوع يخلق القوة، ولن تحقق القوة إلا بالإتحاد. ثالثاً، التخلي عن السلاح والجلوس على مائدة المفاوضات والتوافق حول قرارات تخدم الشعب اليمني مع مراعاة حقوق دول الجيران. رابعاً، الدولة الموحدة لا يستقوي أفرادها بالقوى الخارجية لتحقيق مآرب شخصية، ولذا يجب التخلي عن القوى الإقليمية المنخرطة في الحرب اليمنية، والتأكد من أنها تحقق مصالحها فقط ولا تكترث لمعاناة الشعب. خامساً، لقد وصف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أهل اليمن بأنهم ألين القلوب، وأرق الأفئدة، والإيمان يمان، والحكمة يمانية وهى فضائل فريدة قد يغبطها عليهم باقي المسلمين، ولذا وجب التحلي بهذه الصفات في الممارسات العملية. خاص وكالة رياليست – أحمد الديب – باحث في الشأن الإسرائيلي، ماجستير في اللغة العبرية وآدابها من كلية اللغات والترجمة – جامعة الأزهر.


إقرأ المزيد: https://arabic.realtribune.ru/opinion/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%85%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d8%b7%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%b7%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%b1


https://akhbarak.net/news/2022/01/16/24372516/articles/43415720/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%B1