الأحد، 25 سبتمبر 2022

هل هاجمت إسرائيل معسكر الحفا في صنعاء؟

 تناولت التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام والمحللين الإسرائيليين الهدنة المستمرة في اليمن منذ أبريل/ نيسان الماضي وتمديدها للمرة الثالثة، وكيف أن هذه الهدنة قد تجلب السلام لليمن الذي يعيش صراعًا منذ نهاية 2014، وبرزت التقارير التي تحدثت عن هجوم شنه الجيش الإسرائيلي على دولة ثالثة، والانفجارات التي سُمع دويها جنوبي العاصمة صنعاء ملفًا أفردت له وسائل الإعلام العبرية مساحة واسعة.


ويترجم مركز صنعاء بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية بوصفها جزءًا من اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.


تمديد الهدنة يجلب السلام لليمن

قال سيث جي فرانتزمان [1] في صحيفة جيروزاليم بوست إن اليمن يمكنه أن ينعم أخيرًا ببعض السلام بعد عقد غير مسبوق من الصراع. أصبح تجديد الهدنة، التي تدعمها الأمم المتحدة، خطوة مهمة نحو إنهاء إراقة الدماء. الحرب في اليمن المستمرة منذ سبع سنوات لها أسباب عديدة.


تعد هذه أول حقبة حقيقية من الهدوء لليمن. بدأت الهدنة في أبريل/ نيسان ومُددت في يونيو/ حزيران في خطوة أيدها البيت الأبيض ووصفها بـ “الهدوء غير المسبوق”. وحثت الولايات المتحدة الأطراف اليمنية على اغتنام هذه الفرصة والعمل بشكل بناء تحت رعاية الأمم المتحدة؛ للتوصل إلى اتفاق شامل ومتكامل يتضمن خطوات لتحسين حرية التنقل وتوسيع مدفوعات الرواتب ما يمهد الطريق لحل مستدام للنزاع بقيادة يمنية.


تجديد الهدنة سيؤدي إلى فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى، و”فتح المزيد من الوجهات من وإلى مطار صنعاء الدولي، وتوفير تدفق منتظم للوقود إلى موانئ الحديدة. قالت الأمم المتحدة: “سيوفر تمديد الاتفاق فرصة للتفاوض على وقف إطلاق النار، ومعالجة المشاكل الإنسانية والاقتصادية، والاستعداد لاستئناف العملية السياسية التي يقودها اليمنيون للتوصل إلى سلام دائم وعادل”.


وفيما يتعلق بتأثير الهدنة، قال فرانتزمان إنها يمكن أن تؤثر على المنطقة برمتها. استخدمت إيران اليمن لاختبار أسلحتها، وصنعت طائرات دون طيار في اليمن، وشجعت الحوثيين على العمل مع حزب الله وأيضًا لتهديد إسرائيل. كما هاجمت سفنًا في خليج عمان بالقرب من اليمن، وحاولت التسلل إلى البحر الأحمر لزعزعة الاستقرار.


الحد من أزمة اليمن يقلل من فرص إيران في التدخل. كما يمكن أن تساعد المحادثات السعودية الإيرانية ومصالح إيران في الخليج على إنهائها. بغض النظر عن السبب والسياق الإقليمي العام، ما يهم هو أن هناك سلام الآن في اليمن، نأمل أن يكون مستدامًا خلال الأشهر القادمة على الأقل.


في سياق متصل، تناولت جابي دويتش، مراسلة موقع “جويش إنسايدر“، آراء بعض المراقبين للمشهد اليمني، وأشارت إلى أنهم يعتقدون أن الهدنة في اليمن هشة إلى حد كبير، ولا يزال الحل السياسي للصراع بعيد المنال.


وقالت إليزابيث كيندال، باحثة بارزة في جامعة أكسفورد، لموقع “جيويش إنسايدر” إنه على الرغم من صمود الهدنة على نطاق واسع، لكنها غير مكتملة. إن الوضع أفضل مما كان عليه مسبقًا، لكنه ليس مثاليًا؛ حيث يرتكب الجانبان كثيرًا من الانتهاكات. أعتقد أن الخوف الحقيقي يكمن في استغلال الحوثيين الفرصة لحشد قواتهم وبناء قوتهم. الأمور لا تسير على ما يرام، ولكنها تسير بشكل جيد، إلى حد ما، بالنسبة للحوثيين، لأنهم يمتلكون المزيد من الأوراق الآن.


وقالت كاثرين زيمرمان، زميلة في معهد أميركان إنتربرايز، إن الهدنة منحت الحوثيين فرصًا عديدة من حيث إعادة تموضع القوات. من الواضح أنهم يستفيدون اقتصاديًا، وتلقوا تدفقات من السلع الإنسانية والتجارية للمساعدة في تعزيز مكانتهم داخل اليمن، دون تقديم أي تنازلات للأطراف الأخرى التي تتوسل من أجل السلام.


وأضافت أنه، حتى لو انهارت الهدنة، فإن استئناف الحوثيين مهاجمة الإمارات والسعودية أمر غير مؤكد، لأن السعودية لا تريد استثمار أصول إضافية في الحرب اليمنية. هذه الهجمات بالنسبة للحوثيين لم تعد ذات فائدة كبيرة، لأنهم قادرون على تحقيق الكثير مما كانوا يحاولون تحقيقه بالقوة والدبلوماسية.


هل هاجمت إسرائيل معسكر الحفا في العاصمة اليمنية صنعاء؟

تناول موقع نتسيف العبري ما قاله مسؤول أمني في الحكومة اليمنية، إن الانفجار الذي سُمع دويه في مناطق متعددة من مدينة صنعاء في ٨ أغسطس/ آب نجم عن انفجار صاروخ باليستي أثناء تجميعه في ورشة خاصة تابعة للحوثيين، تسبب بمقتل 5 من مهندسي الصواريخ وانفجارات متتالية في الموقع القريب من مطار صنعاء الدولي، أدت لإصابات في صفوف المدنيين القاطنين بالجوار.


وأفادت تقارير أخرى عن انفجار وقع في معسكر الحفا، جنوب صنعاء، حيث تمتلك جماعة الحوثيين منشآت لتخزين الصواريخ وتصنيعها، تسبب بانفجار آخر في منشأة لإنتاج الأسلحة بالمعسكر، ومقتل ستة خبراء صواريخ إيرانيين ولبنانيين، وعشرات من عناصر مليشيا الحوثي. ويعد معسكر الحفا القاعدة التي يحتفظ فيها الحرس الثوري الإيراني بأسطول طائراته المسيّرة في اليمن.


الوحدة 340 الإيرانية

أثار هذا الانفجار حفيظة بعض المحللين الإسرائيليين؛ لتزامنه مع العملية العسكرية “الفجر الصادق” التي شنتها إسرائيل ضد تنظيم الجهاد الإسلامي في غزة، وقال رونين سلومون، محلل استخباراتي إسرائيلي مستقل، إن الحدثين غير مرتبطين مباشرة على الأرجح، لكن التقارير أفادت بأن المنشأة التي انفجرت لها علاقة بالوحدة 340 التابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري. والوحدة هي إدارة فنية مكلفة بالبحث، والتطوير، ونقل الخبرات والمعدات للوكلاء الإيرانيين، بما في ذلك حزب الله، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وجماعة الحوثيين. تتخصص في تدريب الميليشيات المدعومة من إيران على كيفية إنتاج الصواريخ والطائرات المسيّرة محليًا، وتقليل الحاجة إلى تهريب الأسلحة خارجيًا، كما تجلب الوحدة أعضاء من تلك الجماعات إلى إيران لتدريبهم على كيفية إنتاج الصواريخ واستخدامها.


تعمل إيران منذ عدة سنوات على تزويد وكلائها بالقدرات اللازمة لإنتاج الأسلحة محليًا، وفي الوقت ذاته، تقوم أيضًا بتهريب الأسلحة وقطع الأسلحة إلى لبنان، وسوريا، واليمن، وغزة.


إسرائيل تستهدف دولة ثالثة:

نقل موقع تيك دبكا الاستخباراتي عن رئيس الأركان الإسرائيلي “أفيف كوخافي” قوله، في 18 أغسطس/ آب، إن الجيش الإسرائيلي هاجم دولة ثالثة واتخذ إجراءات دفاعية عندما شن عملية عسكرية في غزة، في إشارة قد تكون إلى غارة جوية وقعت في معسكر الحفا بالعاصمة صنعاء.


وقال الموقع الاستخباراتي إن هذه المعلومات لو كانت صحيحة بالفعل، فإنه يعد أطول هجوم نفذه سلاح الجو الإسرائيلي على الإطلاق من حيث المدى؛ حيث اضطرت الطائرات الإسرائيلية إلى قطع مسافة 2918 كيلومترًا للوصول إلى معسكر الحفا، أي بزيادة قدرها 1718 كيلومترًا عن المسافة التي يتعيّن عليها قطعها لمهاجمة أهداف في إيران. كما يعد هذا الهجوم الإسرائيلي الأول من نوعه على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. يمكن الافتراض أن هذا الهجوم الإسرائيلي نفذه سلاح الجو باستخدام طائرات دون طيار بعيدة المدى.


ولفت الموقع إلى أن تنفيذ الهجوم قد يكون ضربة استباقية بعد أن علمت إسرائيل أن إيران والحوثيين كانوا يستعدون لإرسال طائرات مسيّرة مسلحة صوب أهداف في إسرائيل لمساعدة الجهاد الإسلامي، وقد أحبط الهجوم الإسرائيلي على معسكر الحفا هذه الخطة الإيرانية.


وقال عوفيد لوبل [2] في مجلس الشؤون الإسرائيلية والأسترالية واليهودية إن الاستراتيجية الإيرانية تهدف إلى تطويق إسرائيل من جميع الجهات بترسانات الصواريخ وغيرها من الأسلحة، من اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان، والأراضي الفلسطينية في محاولة لنقل ساحة المعركة بعيدًا عن إيران وتقريبها من إسرائيل. ولفت إلى أن إسرائيل ستتمكن بسهولة بفضل اتفاقات أبراهام من استهداف الحوثيين في اليمن في حالة وقوع هجوم، إما إلى جانب أو باستخدام الأراضي أو المجال الجوي للإمارات والسعودية.


ونقل موقع i24NEWS عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنها لا تستبعد احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل خلال الفترة المقبلة. وألمح أحد المصادر رفيعة المستوى إلى أن الخطر الحقيقي الذي يواجه إسرائيل يكمن في اليمن، وأن احتمال استهداف جماعة الحوثيين لإسرائيل أصبح أمرًا واقعيًا، وذلك بالتنسيق بينهم وحزب الله. وأضاف المسؤول الأمني أن حزب الله يخدع إسرائيل بتسليط الضوء على الجبهة الشمالية، ولكن إسرائيل تأخذ بعين الاعتبار إمكانية فتح جبهة من الجنوب بصواريخ حوثية.


وفي وقت سابق، قال محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، لقناة الميادين إن التسريبات الإعلامية عن ضربات إسرائيلية في اليمن غير صحيحة.


ضبط 7 فرق متورطة في تهريب أسلحة إيرانية بالبحر الأحمر

أورد موقع نتسيف العبري ما أشار إليه المتحدث باسم المقاومة الوطنية “صادق دويد” أن القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، اعتقلت سبع خلايا لجماعة الحوثيين في ساحل البحر الأحمر، نفذت عمليات تهريب أسلحة إيرانية وأنشطة تجسس.


وقال دويد إن الخلايا تضم 35 عضوًا، أُلقي القبض عليهم في الساحل الغربي.


اليمن يرمم المقبرة اليهودية في عدن بعد سنوات من الإهمال

ذكر موقع تايمز أوف إسرائيل أن المقبرة اليهودية في مدينة عدن، جنوبي اليمن، تخضع لعملية ترميم؛ بهدف الحفاظ على آخر بقايا الجالية اليهودية التي كانت مزدهرة في يوم من الأيام.


ونقلت قناة “كان” الإسرائيلية، عن الصحفي اليمني أحمد شلبي الذي غطى تجديد المقبرة لعدة أشهر وتردد في البداية للتحدث إلى موقع إخباري إسرائيلي، قوله إن من أسماها القيادة السياسية اليمنية تحرص على الحفاظ على المقابر وتحترم المقابر اليهودية، وهذه الخطوة جاءت بعد سنوات من الإهمال.


وأضاف أن هذه المقبرة أُهملت ودُمرت وتضررت أجزاء من السور المحيط بها. وجهود ترميم الموقع أدارتها منظمات مدنية تطوعية قبل مشاركة عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. وقال “لقد شُكل فريق عمل لترميم المقبرة والجدران المحيطة بها، إضافة إلى المقابر الأخرى المهملة على مر السنين”.


مسؤول يمني استشهدت به قناة “كان”، قال إن تجديد المقبرة اليهودية هو “رسالة بأن عدن مدينة سلام، وأننا لن نقبل أي ضرر لأي موقع مقدس”. المقبرة اليهودية في عدن موجودة منذ أكثر من 160 عامًا، وتضم مئات القبور التابعة لأفراد مجتمع لم يعد موجودًا.


ووفق أحد الباحثين فإن المقبرة هي الموقع الذي دُفن فيه الشخصية التوراتية هابيل، حسب التقاليد اليهودية. وقال التقرير إنه بينما يجري العمل وترميم أجزاء كبيرة من جدار المقبرة، لا تزال القبور في حاجة ماسة إلى الاهتمام، وهو الأمر الذي يتطلب ميزانية قد يتردد اليمن الذي مزقته الحرب في تخصيصها.


وبحسب الموقع فإنه لا ينبغي الاستخفاف بالمبادرة اليمنية لترميم المقبرة، بل إنها أكثر إثارة للدهشة بالنظر إلى الحرب الأهلية بين التحالف الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثيين المدعومين من إيران، والتي تورطت فيها البلاد منذ سنوات. مارس الحوثيون اضطهادًا منهجيًا لليهود القلائل المتبقين في اليمن، مما أدى إلى طرد أقدم طائفة في البلاد بالكامل تقريبًا.


وفقًا لتقرير للأمم المتحدة المنشور في فبراير، بقي سبعة يهود في البلاد. وكانت الجالية اليهودية اليمنية ذات مرة تقدر بأكثر من 50 ألف، ولكن بين عامي 1949 و1950، جلبت إسرائيل إليها ما يقرب من 49 ألف يهودي يمني.


الحوثيون يستبدلون المعلمين بعناصرهم

قال شاحر كلايمان [3] في صحيفة إسرائيل هيوم إن جماعة الحوثيين تعاملت بشكل خاص مع الأزمة التعليمية، وقررت فصل 20 ألف معلم. تأتي الخطوة المتطرفة بعد خفض رواتب المعلمين، وإلغاء التعليم المجاني المتبع في البلاد منذ عقود.


ورغم أن الحوثيين جمعوا منذ بدء وقف إطلاق النار 105 مليارات ريال يمني من شحنات الوقود التي وصلت بالسفن إلى ميناء الحديدة. لكن البعض يقدر أن هذا المبلغ كان كافيًا لتغطية رواتب المعلمين.


من جهة أخرى، أصدر مجموعة من المفكرين، والكتاب، والناشطين الاجتماعيين اليمنيين بيانًا ضد الفصل، محذرين من الأثر المدمر على أطفال البلاد، الذين يعاني الكثير منهم أيضًا من الفقر والجوع. في عام 2019، أنشأ الحوثيون “صندوق دعم المعلمين والتعليم”، والذي من المفترض أن يكون قائمًا على عائدات الضرائب، لكن المستفيدين منه هم عناصر الحوثيين، الذين جرى إحلالهم مكان المعلمين المفصولين.


قضايا بعيدة عن العناوين الرئيسية في اليمن

سلط موقع نتسيف نت الضوء على بعض الموضوعات الرئيسية في اليمن، ومنها: أن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ فخور جدًا بتمديد وقف إطلاق النار للمرة الثالثة، لكنه لم ينجح بالفعل في إقناع الحوثيين برفع الحصار عن مدينة تعز. لا يواصل الحوثيون هجومهم على قوات الجيش اليمني في تعز فحسب؛ بل يقتلون أيضًا المدنيين اليمنيين بالقصف المدفعي والصاروخي، إضافة إلى الألغام والعبوات الناسفة التي يزرعها الحوثيون في المزارع والقرى، حتى مع عدم وجود قوات الجيش حولها.


يجري الطرفان مفاوضات في عمّان بالأردن، ومن القضايا التي ناقشوها موضوع تبادل الأسرى، وأرجع الموقع سبب فشل التفاوض إلى وجود خلاف بين الطرفين حول الموافقة على قوائم أسماء الأسرى. بالطبع، يلوم الحوثيون الحكومة اليمنية، ويزعمون أنها تمنع تنفيذ الاتفاق مع عدم تقديم قائمة أسماء الأسرى للموافقة، بينما يقول الطرف الآخر إن الحوثيين ليسوا جادين ولا يظهرون استعدادًا لإطلاق سراح جميع الأسرى.


الفيضانات

انتشرت في الأيام القليلة الماضية، صورًا للفيضانات في جميع أنحاء اليمن، وأسفرت عن وفاة العشرات، كما فقد الآلاف منازلهم وممتلكاتهم، ولم تحدث في الوديان المقفرة فقط، ولكن أيضًا في مراكز المدن الكبيرة، ومنها أيضًا صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث أُغلقت العديد من الطرق بسبب السيول.


وفيما يتعلق بمقدار المساعدات الفعلية التي يتلقاها اليمنيون المتضررون، قال الموقع إن هذا الأمر يعتمد بالفعل على الحكومة المحلية لمنطقة أو مدينة معينة، وإلى أي مدى يمكن للقيادة المحلية المساعدة، ولكن في اليمن المساعدة بالتأكيد لها ترتيب أولويات وتعود إلى القبائل المهمة، والتحالفات، وتوزيع القوة بين القبائل له أهمية كبيرة.


إن منظمات الإغاثة الدولية عديدة، لكنها جميعًا تستغل لتلبية احتياجات ومصالح أبناء “القبيلة الصحيحة”.


لكن الفيضانات في اليمن لا تسبب دائمًا أضرارًا فقط، ولا يحمل الانجراف فقط مخاطر مثل انجراف حقول الألغام، فإن الفيضانات والانجراف هما ما يجعل الزراعة الصحراوية ممكنة في وديان اليمن ويكشف التيار الكاسح أحيانًا عن تاريخ الحضارات القديمة في اليمن أيضًا، مثل اكتشاف قصر من فترة مملكة سبأ، في فيضانات 2019 في منطقة الجوف، كما اكتشف أيضًا هذا الأسبوع في محافظة الجوف، بقايا أثرية منها المزيد من الأحجار المنحوتة ذات النقوش المحفورة بالخط القديم، الأمر الذي أثار الاهتمام باليمن.


نساء عاشوراء

تصدرت مسيرة عاشوراء في اليمن، عناوين الصحف، حيث حملوا صورًا لمسؤولين بارزين في الجهاد الإسلامي الفلسطيني قُتلوا في العملية التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة. هذه المسيرة، ومثيلاتها حظيت بتغطية صحفية، خاصة في الصحف التي تروج لنظام آيات الله في إيران.


وبحسب موقع نتسيف الإسرائيلي فإن هناك مسيرات ومناسبات لإحياء يوم عاشوراء لم يُسمع عنها كثيرًا، ومنها، أن نساء مديرية جحانة، شرقي صنعاء، خرجن أو نُقلن إلى مسيرة عاشوراء ومعهن أعلام عليها شعارات دينية مصحوبة برثاء، وكلمات حزينة في مدح الحسين بن علي، كما حملن أعلام عليها شعار الحوثيين” “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، والنصر الإسلام”. اجتمعت أيضًا نساء في منطقة الحيمة الخارجية، وبني حشيش، وأحياء محافظة صنعاء، للاحتفال بيوم عاشوراء وحضرن خطبًا مليئة بالوعظ الديني المصحوب بكلمات الكراهية والدعاية.


على عكس معظم نساء مناطق محافظة صنعاء الأخرى، اجتمعن نساء منطقة همدان في مكان مكيّف، واستمعن إلى خطب تتحدث عن دروس حول معركة كربلاء، ومدى أهمية الاستمتاع بالاحتفال بهذا اليوم والحديث عن طغاة أمريكا، وإسرائيل، والغرب، وعملاء الأنظمة العربية في العصر الحالي، فضلًا عن التحذيرات من المؤامرات التي تحاك ضد الأمة، والتي تستهدف دينهم وعقيدتهم.


محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى صحيفة “جيروزاليم بوست”. غطى الحرب ضد تنظيم داعش، وحروب غزة الثلاثة، والصراع في أوكرانيا، وأزمة اللاجئين في أوروبا الشرقية، كما قدم تقاريرًا عن العراق، وتركيا، والأردن، ومصر، والسنغال، والإمارات، وروسيا. حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 2010. عمل باحثًا مشاركًا في مركز “روبين” للأبحاث والشؤون الدولية، ومحاضرًا في الدراسات الأمريكية في جامعة القدس. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل.

محلل سياسات في مجلس الشؤون الإسرائيلية والأسترالية واليهودية AIJAC))، يركز على التفاعل الجيوستراتيجي بين إيران، وروسيا، وإسرائيل، وتركيا في الشرق الأوسط. وتنشر تحليلاته على نطاق واسع في الصحف والمجلات، بما في ذلك صحيفة جيروزاليم بوست، وهآرتس، وذا أستراليان، وكاب إكس، ومعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالية، فضلًا عن مجلة “أستراليا/إسرائيل ريفيو” الشهرية التابعة لمجلس الشؤون الإسرائيلية والأسترالية واليهودية.

صحفي ومحرر في موقع “إسرائيل هيوم”، وهو باحث ماجستير في دراسات الشرق الأوسط في جامعة “بار إيلان”.


هل هاجمت إسرائيل معسكر الحفا في صنعاء؟ - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/18611


 يتركز الخلاف الحدودي البحري بين إسرائيل ولبنان حول حقلي قانا[1] وكاريش. ومن وجهة النظر الإسرائيلية، يقع حقل كاريش بالكامل في المياه الاقتصادية الإسرائيلية، بينما يقع معظم حقل قانا في المياه الاقتصادية اللبنانية، والجزء الجنوبي منه يقع في منطقة متنازع عليها، ونظرًا لعدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما، فقد رسم كل بلد حدوده البحرية، وجرى إنشاء منطقة نزاع متداخلة.

شرعت إسرائيل بالتنقيب على الغاز في مياهها الاقتصادية منذ أكثر من عشرين عامًا، وبدأ تدفق الغاز من البحر إلى إسرائيل عام 2003. وأعلنت عن اكتشاف حقل “تمار” عام 2009، في حين بدأ تدفق الغاز منه في 2013، كما أعلنت عن اكتشاف حقل “كاريش” في ديسمبر 2018، الذي يحتوى على ضعف كمية الغاز الموجودة في حقل تمار.

حتى الآن، جرت خمس جولات من المفاوضات بين إسرائيل ولبنان في رأس الناقورة بوساطة أمريكية حول ترسيم حدود المياه الاقتصادية، ولكنها لم تؤد إلى انفراجة ملموسة؛ بسبب تأكيد لبنان أن حقل كاريش موجود في المياه الاقتصادية اللبنانية، وأن إسرائيل تستخرج الغاز منه بشكل غير قانوني.

وفي أعقاب هذا التوتر تدخل المبعوث الأمريكي للوصول إلى تسوية بين الطرفين بعيدًا عن القانون الدولي الخاص بترسيم الحدود البحرية، وقَبَل لبنان ذلك ولكنه لم يودع مرسومه الحكومي لتعديل الحدود البحرية واعتماد الخط 29 المدعوم تقنيًا وقانونيًا بدلًا من الخط 23 وفق التقرير السابق.

تبلغ المساحة المتنازع عليها بين البلدين حوالي 850 كيلومترًا مربعًا، وتشكل حوالي 2٪ من المنطقة البحرية لإسرائيل، وحوالي 3٪ من المساحة البحرية لدولة لبنان. أعربت إسرائيل في السابق عن رغبتها في التوجه نحو لبنان في هذا الشأن، بل وأعلنت أنها تريد تقسيم الأراضي بنسبة 52-48 لصالح لبنان.

وقد تجدد النزاع بين لبنان وإسرائيل بعد وصول السفينة العائمة لشركة إنيرجين اليونانية – البريطانية إلى إسرائيل وإلى موقع “كاريش” لإنتاج الغاز الطبيعي، وقد اعتبر وزير الدفاع اللبناني أنّ هذه التحركات في المنطقة البحرية المتنازع عليها، تشكل تحديًا واستفزازًا لبلاده.

وقال الرئيس اللبناني “ميشيل عون” إن أي نشاط في المنطقة البحرية المتنازع عليها يعد عملًا استفزازيًا وعدوانيًا. وأضاف أنه بحث الموضوع مع رئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي، واتفقا على دعوة الوسيط الأمريكي عاموس هوخشتاين، للحضور إلى بيروت؛ لبحث استكمال المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، وذلك “لمنع تصعيد لا يخدم استقرار المنطقة”.

جدير بالذكر أن الجهاز الأمني الإسرائيلي أجرى ​​تقييمات للأوضاع قبل وصول الحفار “إنيرجين”، ولفت إلى أن أمن الحفارة يخص الشركة، بينما تقع مسؤولية أمنها في المياه على عاتق إسرائيل، وبالتالي ستقوم البحرية بتأمين الحفار العائم باستخدام السفن والغواصات.

ويشير البعض إلى أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لبدء الحفر، لأن جميع الأطراف تدرك حقيقة أن حزب الله يحبط بانتظام المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية، لأنه يخشى أن تؤدي اتفاقية الحدود البحرية إلى اتفاق حول الحدود البرية، وبالتالي اعتراف لبنان بدولة إسرائيل. جدير بالذكر أن “حسن نصر الله” قد أعرب في مايو عن معارضته للمفاوضات بوساطة أمريكية، لأنها تساند إسرائيل، ولن تثمر عن شئ.

على عكس مواقف حزب الله، ذكرت صحيفة جلوبس الاقتصادية أن مسؤولين أميركيين وآخرين مشاركين في الوساطة قالوا إن اقتراح التسوية الذي قدمه الرئيس اللبناني يعالج مسألة حقل الغاز كاريش، وهدفه هو ضمان حصول لبنان على معظم أرباح إنتاج الغاز في هذا الحقل”. وأضافت المصادر أن لبنان مستعدة للتوصل إلى اتفاقات على أساس الخط 23 الأصلي التي قدمته إلى الأمم المتحدة، وتجنيب الخط 29 الذي طالبت به في المفاوضات التي بدأت في ديسمبر 2020، كما أنها لن تطرح مطالب بشأن حقل كاريش، في حال قبول مطالبه بشأن حقل قانا. ومن المطالب الأخرى التي طالبت بها بيروت هو عدم بدء إسرائيل في إنتاج الغاز المخطط له من كاريش في سبتمبر المقبل، طالما أن لبنان لم تبدأ التنقيب في قانا.

وعلى الرغم من ذلك، قال وزير الطاقة السابق يوفال شتاينتز لصحيفة جلوبس إنه من غير الممكن الوثوق بالمقترحات اللبنانية، لأن كبار المسؤولين في بيروت لم يفوا بأي من وعودهم في الماضي، ونكسوا أيضًا باتفاقهم على تسوية “هوف” التي تم التوصل إليها في عام 2012. ويضيف شتاينتز أن الموقف الإسرائيلي من ترسيم الحدود تحدد بموجب اتفاق توصل إليه لبنان مع قبرص قبل أقل من عشرين عامًا، وتبنته إسرائيل. ولكن بعد أن بدأت إسرائيل في تطوير حقول الغاز، أنشأ اللبنانيون الخط 23 – وادعوا أن الخط السابق كان خطأ.

فيما يتعلق بخزان كاريش، تنفي إسرائيل ما تردد عن بحث إمكانية تحريك الخزان وتقريبه من إسرائيل. وبحسب مسؤول إسرائيلي، لا علاقة لحقل كاريش بالخلاف مع لبنان. قال روعي كايس في موقع كان العبري إن مبعوث الإدارة الأمريكية، عاموس هوخشتاين، عقد لقاءً مع فريق التفاوض الإسرائيلي للحدود البحرية، لبحث الاقتراح المقدم من الجانب اللبناني لحل الصراع البحري بين الدولتين.

وقال إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، نقلًا عن مسؤول بارز إن إسرائيل تعرب عن تفاؤل حذر فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق في هذه الجولة. وقالت وزيرة الطاقة “كارين الحرار” إن إسرائيل قدمت اقتراحًا جادًا، وهو فرصة للحكومة اللبنانية؛ لإنهاء الصراع على الحدود البحرية، والكرة حاليًا بيد لبنان”.

التحديات والمخاطر

قال “حسن نصر الله” في 9 يونيه 2022 إن حزب الله لديه القدرة على منع إسرائيل من إنتاج الغاز من حقل “كاريش”، لدينا القدرة العسكرية، واللوجستية، والاستخباراتية لجعل العدو لا ينتج الغاز من الحقل “كاريش”، وأضاف: “ثروتنا البحرية هي الأمل الوحيد للبنان إذا أراد إنقاذ نفسه من الانهيار الاقتصادي، لقد أرسل العدو سفن حرب بالقرب من المنطقة البحرية خوفًا من تهديدات لبنان، وكل الإجراءات التي اتخذها العدو لن تساعده في حماية نشاطه في إنتاج الغاز لمنصة كاريش. المقاومة قادرة عسكريًا على منع إسرائيل من إنتاج الغاز”. وذكرت صحيفة معاريف أن الجيش الإسرائيلي رصد ثلاث طائرات تابعة لحزب الله واعترضها (السبت 2 يوليو 2022) وكانت في طريقها صوب المجال الجوي لمنصة كاريش في المياه الاقتصادية لإسرائيل، وعلى الرغم من أن الطائرات لم تكن مسلحة، إلا أنها انطلقت باتجاه المنطقة المتنازع عليها، بهدف توصيل رسالة إلى إسرائيل.

ويشير المراسل العسكري يوني بن مناحيم إلى أن الرسالة تتمثل في قدرة التنظيم العملياتية على منع إسرائيل من إنتاج الغاز والنفط من حقل “كاريش”. كما بعث برسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن حزب الله يريد التأثير في المفاوضات التي يقودها الوسيط عاموس هوخشتاين، وعليه أن يأخذ في الاعتبار موقف حزب الله وإلا فإن التنظيم سوف ينسف المفاوضات من خلال التصعيد الأمني.

وردًا على الهجوم، قال وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني جانتس” إن إسرائيل مستعدة لحماية بنيتها التحتية من أي تهديد، وأن حزب الله يضر بقدرة الدولة اللبنانية على التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية الذي يعد أمرًا حيويًا للاقتصاد اللبناني والمواطنين، وذلك على الرغم من نية استعداد إسرائيل المضي قدمًا في مفاوضات لحل القضية.

وفي هذا السياق، قال بن مناحيم إن حزب الله يستغل ضعف الحكومة اللبنانية والنظام السياسي؛ لتعزيز مكانته في الشارع اللبناني، وتقديم نفسه بوصفه مدافعًا عن الموارد الطبيعية للدولة اللبنانية، وكأنه يحررها من السيطرة الإسرائيلية – الأمريكية، كما حرر جنوب لبنان من الجيش الإسرائيلي. وأوصى بضرورة اتخاذ سلسلة من الإجراءات التدريجية لتعزيز “خطوطها الحمراء” والتي ستكون أيضًا ردًا على إطلاق 3 طائرات بدون طيار، ومنها:

  • تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الحكومة اللبنانية بأن الطائرات المسيرة انطلقت من أراضيها، وعليها أن تجمد مؤقتا الاتصالات مع الحكومة اللبنانية عبر المبعوث الأمريكي عاموس هوشستين وأن تواصل الاستعدادات لإنتاج الغاز من منصة “كاريش”.
  • ينبغي زيادة تحليق طائرات سلاح الجو في الأجواء اللبنانية، والهجمات على أهداف حزب الله في الأراضي السورية.
  • يجب على الجيش الإسرائيلي تدمير 14 نقطة مراقبة أنشأها حزب الله مؤخرًا على طول الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، واستئناف اغتيال كبار مسؤولي حزب الله في لبنان والخارج.

قال نفتالي جرانوت، نائب مدير الموساد الأسبق، إن خطاب نصر الله نابع من تقييمه بأن إسرائيل في خضم أزمة داخلية، تتمثل في تكرار الانتخابات، وعدم الاستقرار السياسي المزمن، مما يمثل فرصة لتصعيد مستوى التهديدات التي ترتقي إلى تحذير استراتيجي للحرب إذا تجاهلت إسرائيل تهديدات حزب الله وبدأت في إنتاج الغاز كما هو مخطط له في سبتمبر.

وعلى الرغم من ذلك قال إن قرار حزب الله بإلحاق الضرر بمنصة الغاز يوفر لإسرائيل الشرعية القانونية لضربة استباقية على حزب الله، ومن الأفضل أن تتعامل إسرائيل مع عدوان حزب الله اليوم بدلًا من الوقت التي تصبح فيه إيران دولة ذات قدرات نووية قد تردع إسرائيل عن التعامل مع التهديد القريب الذي يشكله حزب الله.

تهديدات متبادلة:

قام رئيس الوزراء يائير لبيد ووزير الدفاع بيني جانتس بجولة في المنطقة الشمالية وخط الحدود مع لبنان (الثلاثاء 19- 7- 2022)، وأجروا خلال الجولة تقييمًا للوضع العملياتي، وعقدوا حوارًا مع كبار القادة في القطاع. حلَّق لبيد بعد ذلك بمروحية فوق الحفار العائم في خزان كاريش بالقرب من الحدود اللبنانية. وأضاف “ليس لدينا مصلحة في التصعيد. لكن عدوان حزب الله غير مقبول وقد يؤدي بالمنطقة بأسرها إلى تصعيد غير ضروري، وبالتحديد عندما تكون هناك فرصة حقيقية للبنان لتنمية موارده من الطاقة. وأضاف جانتس أن “إسرائيل مستعدة لبذل الكثير من أجل ازدهار جيرانها ومستعدة للعمل في كل وقت لحماية مواطنيها. نحن مستعدون في جميع الأبعاد – في الجو، والبحر، والبر، وفي الهجمات السيبرانية .. أعيننا تراقب الأزمة المستمرة في لبنان والتي تضر بالمواطنين. الدولة اللبنانية وقادتها يعرفون جيداً أنهم إذا اختاروا طريق النار فسوف يتأذون بشدة، أما إذا اختاروا طريق الاستقرار سيساعدون مواطني لبنان”.

ردًا على ذلك، حذر نصر الله إسرائيل “بأن الأمور يمكن أن تتدهور إلى حرب مع إسرائيل، إذا لم تسمح للبنان بالحصول على حقه في إخراج الغاز والنفط من البحر (في إطار المفاوضات)”.

جدير بالذكر أن المعلق يارون فريدمان قال إن اكتشافات الغاز الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط (تمار وتنين وكاريش) أشعلت الخلاف مع لبنان الذي يعاني حالة شديدة من الانهيار الاقتصادي، ومديونية بمليارات الدولارات منذ ثلاث سنوات. ولذا فإن إنتاج الغاز بمليارات الدولارات بالقرب من أراضيه أمر لافت للنظر، لا سيما عندما تقوم به دولة معادية غنية.

وفيما يتعلق بدور إيران، التي تتخذ حزب الله أداة لتحقيق أهدافها، فإن كثير من المحللين في إسرائيل يربطون المفاوضات الجارية بشأن العودة المحتملة لاتفاق نووي مع إيران والمفاوضات بين إسرائيل ولبنان، مشيرين إلى احتمالية تصعيد حزب الله في حال فشلت مفاوضات الاتفاق النووي، وقال بعضهم إن إيران لا تكترث بالشأن الداخلي اللبناني ومصالحه الوطنية، وأن شرط تنفيذ التصعيد هو تلقي تنظيم حزب الله أمرًا من طهران بالهجوم، وأزمة لبنان ليست من أولويات إيران. كما يفضل نظام خامنئي استخدام حزب الله، في حالة الطوارئ، إذا هاجمت إسرائيل منشآتها النووية، ولا ترغب أن “يهدر” قوته في الشأن اللبناني المحلي.

الخلاصة:

  • ترى لبنان في حقول الغاز الخلاص مصدرا للتعافي من أزمتها المستعصية التي تشمل معظم القطاعات، وترغب في حماية ثرواتها الطبيعية، ومنع إسرائيل من السيطرة عليها واستغلالها.
  • تحاول إسرائيل إبراز مدى التخبط التي تعاني منه الدولة اللبنانية والانقسام بين الحكومة المؤقتة وحزب الله في الخطوط التي ينبغي تحديدها للتوصل إلى اتفاق، ولذا، يجب اتخاذ موقف موحد ومتفق عليه في الداخل اللبناني.
  • يستغل حزب الله احتدام النزاع بين لبنان وإسرائيل؛ لإظهار نفسه مدافعًا عن الشعب اللبناني بكافة طوائفه، وأنه القوة الضاربة الوحيدة في لبنان التي يمكنها ردع إسرائيل.
  • لا يجب التعويل على المفاوضات والوساطات الأمريكية، لأنها تدعم إسرائيل باستمرار، ومن المؤكد أن إسرائيل بدأت في التنقيب على الغاز بعد موافقة أمريكا وهو ما يعد استفزازًا وتعديًا على حقوق اللبنانيين، وخاصة أنها منطقة متنازع عليها.
  • تدرك إسرائيل جيدًا مدى خطورة اندلاع حرب مع حزب الله الذي يمتلك قدرات هائلة من الصواريخ والأسلحة، وخاصة في ظل الأزمة السياسية التي تعاني منها إسرائيل داخليًا، بالإضافة إلى التكلفة الهائلة لحرب قد تطول.
  • تعالت أصوات بعض المحللين في إسرائيل باستغلال تصريحات حزب الله والبدء في شن ضربة استباقية وتدمير البنى التحتية للتنظيم مع استهداف كوادره.
  • قد يكون من المفيد قيام الدولة المصرية بلعب دور الوساطة بين لبنان وإسرائيل؛ لحل هذه الأزمة الراهينة، وخاصة بعد اتفاقية توريد الغاز المصري عبر الأردن وسوريا لمعالجة أزمة الكهرباء في لبنان، وبما يصب في صالح تعزيز مكانة مصر الإقليمية، ودورها الريادي كمركز إقليمي لتصدير الغاز إلى أوربا.

[1] –  تغير اسم هذا الحقل من “صيدا” إلى “قانا” مؤخرًا  نكاية في إسرائيل، وتذكيرهم بالمجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قرية “قانا” بجنوب لبنان عام 1996م، وأدى هذا العدوان  إلى استشهاد 175 شخصًا، و300 جريح.