السبت، 30 نوفمبر 2013

المترجم بين الإنحياز وعدم الإنحياز


نظرا ً لما تمر به بعض الدول العربية عامة ومصر خاصة من تدهور فى الأحوال السياسية وثورات جعلت من الجميع محللين سياسيين , إلا من رحم ربى . ومن هنا تردد إلى ذهنى مباشرة سؤال يراودني يوميا ً منذ بداية الثورات واحتدام الأمور , هل يمكن للمترجم أن يكون منحازا ً لطرف دون أخر ؟ وهل الإنحياز من أخلاقيات المهنة ؟ وهل يمكن للعاطفة أن تسيطر على المترجم الذى ينحاز فى فكره السياسي لفريق دون آخر حتى فى اختيار وانتقاء المواضيع التى يتوجب عليه ترجمتها ليثبت لنفسه ومن يقرأ عمله صحة ما يعتقده وبالتالى يدعو الآخرين إلى اعتناق فكره ومذهبه السياسي .

وبعد تفكر عميق وقراءة عن الترجمة والمترجمين ومدراسهم , تبين لى بان المترجم لا يجب عليه ان يكون منحازاً فى فكره لطرف دون أخر حتى ولو لم يكن متبنيا ً لهذا الفكر , بل يجب عليه النقل بأمانة شديدة , كما اتضح لى العكس تماما ً بأنه يجب على المترجم أن يعمل على ترجمة الأفكار المخالفة له فى الرأى حتى يتسنى له فهم الطرف الآخر وإصدار احكام صحيحة عليه , وهذا ما تعلمته كمترجم للغة العبرية , حيث أننى أنقل عن الصحف الإسرائيلية , مع وجود العديد من المغالطات في أراء الكتاب , ولكنى هنا , ملتزم بترجمة ما يقوله الكاتب او المحلل السياسي الإسرائيلي .
وما أكد وجهة نظرى فى ذلك , من ترجم عن المستشرقين , واظهروا مدى حقدهم على الإسلام وكرههم للنبى محمد ” عليه الصلاة والسلام ” , وقاموا بترجمة أقوالهم ” بكل ما فيها ” والرد عليها بأسس علمية وبينوا لهم مدى خطأهم فى استبيان وفهم القرآن أو الأحاديث المنقول عنها , ومن هنا لا يجب على المترجم أن ينحاز لفريق دون آخر , وإلا فقد انتفت عنه صفة مهمة من أخلاقيات مهنة الترجمة , وهى الأمانة. .


احمد الديب
مترجم لغة عبرية
01229682216