الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

كيف تقضي إسرائيل على تهديد الحوثيين وتؤمّن مستقبلها؟

 قال الباحث والمحلل الجيوسياسي هابتوم مهاري بصفحته على موقع إكس، 2 أغسطس 2025، إن الجيش الإسرائيلي اعترض صاروخًا حوثيًا، هو السابع والستين منذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس. يواصل الحوثيون تصعيد عدوانهم على إسرائيل، حيث أطلقوا زهاء 900 صاروخ، وطائرة مسيّرة على إسرائيل.


أسفرت هجماتهم عن مقتل مدنيين في تل أبيب، وإلحاق أضرار بمطار بن غوريون، وإلغاء رحلات جوية، وإطلاق صفارات الإنذار مرات كثيرة، مما أجبر ملايين الإسرائيليين على الاختباء في الملاجئ. حاصر الحوثيون البحر الأحمر وأُغلقوا ميناء إيلات، ولا تُسبّب الهجمات المتكررة معاناة إنسانية فحسب، بل تكاليف مالية باهظة أيضًا.


أشار مهاري أيضًا، إلى أن إسرائيل تكبدت خسائر بمليارات الدولارات؛ بسبب الحاجة المستمرة إلى صواريخ اعتراضية باهظة الثمن، وتنفيذ عمليات جوية بعيدة المدى من مسافة تربو على ألفي كيلومتر، وحصار البحر الأحمر، وإغلاق ميناء إيلات -الذي يعد مركزًا حيويًا للتجارة بين إسرائيل وآسيا، ويمثل نحو 42% من واردات إسرائيل. إنها ليست مشكلة عسكرية فحسب؛ بل كارثة اقتصادية واستراتيجية.


مع ذلك، يتنامى خطر الحوثيين، وتُكافأ جرأتهم بديناميكيات إقليمية وعالمية، من بينها تنازلات سعودية، وصفقات أمريكية وبريطانية، و”مدفوعات الحماية” من دول مثل الصين، وروسيا وغيرها من الدول التي تسعى إلى المرور الآمن عبر البحر الأحمر. تزداد شعبية الحوثيين في اليمن والعالم العربي، ويُنظر إليهم على أنهم خط الدفاع الأساسي في مواجهة إسرائيل.


حسب مهاري، فإن نموذج الحوثيين في الحرب غير المتكافئة والابتزاز البحري إذا لم ينته فسوف تُطبّقه القوى الجهادية والإسلامية في السودان، والصومال، وعبر البحر الأحمر، وشبه الجزيرة العربية، مما يُشكّل تهديدًا متعدد الجبهات لإسرائيل. لقد اعتلى الحوثيون السلطة بدعم من الديكتاتور الإريتري وإيران، وهم الآن يُعيدون إنتاج النموذج نفسه في السودان بدعم من تحالف البرهان الإسلامي.


إن توفر التكنولوجيا وسهولة الوصول إليها حوَّل الجماعات الإسلامية القبلية المتمركزة في مناطق استراتيجية إلى قوات فتاكة، يمكنها إطلاق الصواريخ، والطائرات المسيّرة، وقطع طرق التجارة دون جيش نظامي.


قال مهاري إن الضربات الجوية والبحرية وحدها فشلت في ردع الحوثيين، كما اتضح من الحملة السعودية “الفاشلة” التي كلفت مليارات الدولارات، والعمليات الأمريكية المكثفة التي كلفت مليارات أيضًا، والجهود الإسرائيلية المستمرة. والخيار الوحيد الفعال هو شن هجوم بري مشترك من شركاء إقليميين ذوي قوة عسكرية، ومصالح استراتيجية، وموقع جغرافي مناسب.


يجب على إسرائيل تشكيل تحالف إقليمي مع شعب التيجراي، السكان الأصليين، والأغلبية العظمى في إريتريا. إنهم يمتلكون قوات برية، وموقعًا استراتيجيًا يطل على البحر الأحمر، والدافع لهزيمة الحوثيين واستعادة الأمن الإقليمي، إلا أن هذا قد لا يحدث في ظل الديكتاتور الإريتري الوحشي، المعادي لإسرائيل والموالي لإيران. لذا تجب الإطاحة به.


شعب تيجراي هو القوة الإقليمية الوحيدة القادرة على تشكيل جيش وطني كبير وموحد وذو كفاءة عالية، قوامه يربو على 100 ألف جندي، بالتعاون مع القوات اليمنية الموالية، لقيادة هجوم بري متعدد الجبهات لتدمير الحوثيين وتحييدهم.


قال مهاري إن هزيمة الحوثيين لا تكفي؛ بل ينبغي نشر 30 ألف جندي إريتري من النخبة بشكل دائم في اليمن لتحقيق الاستقرار في البلاد، وحماية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وأن بوسع الشركاء الاستراتيجيين -السعودية وأوروبا والولايات المتحدة -تمويل العملية، التي يمكن لإسرائيل تنسيقها.


لفت مهاري إلى أن الغارات الجوية الأمريكية فشلت عام 2006، في تدمير حركة الشباب، وهي جماعة إرهابية إسلامية في الصومال يدعمها الديكتاتور الإريتري -وكانت الولايات المتحدة محقة في فرض عقوبات عليها. لم يتحقق الاستقرار إلا بعد أن نشر رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل مليس زيناوي، الجيش الإثيوبي، ودخل الصومال، ودمر حركة الشباب، وأعاد النظام. نجحت هذه المهمة حيث فشلت الغارات الجوية.


إن سابقة الصومال تدل على أن الهجوم البري المنسق بالاستعانة بقوات برية هو الحل الوحيد القادر على تفكيك الحوثيين، وعودة الحكومة الشرعية. أثبتت قدرات إريتريا العسكرية جدارتها، كما أن موقعها الجغرافي وشعب تيجراي يُشكلان حدودًا طبيعية للدفاع، والاستقرار الداخلي، والوحدة الوطنية، دون أي تهديدات داخلية أو خارجية.


عام 1995، استولت القوات الإريترية بسرعة على جزر زقر-حنيش من اليمن في غضون ساعات، وقتلت العشرات، واعتقلت مئات الجنود اليمنيين، مع أن اليمن كان يمتلك جيشًا وطنيًا فعالًا آنذاك.


يجب على إسرائيل أن تتحرك الآن. التغيير في إريتريا أمر لا مفر منه. ينبغي لإسرائيل أن تشكل تحالفًا استراتيجيًا مع شعب تيجراي، وأن تدعم التغيير القانوني والسلمي للنظام، وتدمير التهديد الحوثي، الذي لا يهدد أمن إسرائيل واقتصادها فحسب، بل وجودها ذاته.


أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

إسرائيل أوهمت قادة الحوثيين بغياب معلومات استخباراتية عن مواقعهم - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/25471 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحوثيون يواصلون إطلاق الصواريخ لكنهم يعانون من الفقر المدقع

قال إيال بينكو في صفحته على موقع لينكد إن، إن الحوثيين يمتلكون صواريخًا، لكنهم يعانون من نقص في السيولة النقدية، لذلك، أعلن نظام الحوثيين في...