الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم اليمن بعد إطلاق الحوثيين صاورخًا عنقوديًا

ذكر موقع يديعوت أحرونوت، في 24 أغسطس 2025، أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم أهدافًا مختلفة في العاصمة اليمنية صنعاء، من بينها القصر الرئاسي المهجور، ومستودع وقود، ومحطات كهرباء. بدأت الهجمات بعد وقت قصير من نشر الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقه الأولي بشأن الصاروخ الذي أُطلق من اليمن، مؤكدًا ما كشفه موقع يديعوت أحرونوت بأن الصاروخ كان يحمل رأسًا حربيًا انشطاريًا -وهي المرة الأولى التي يطلق فيها الحوثيون صاروخًا من هذا النوع على إسرائيل.

وأشار الموقع إلى أن أكثر من عشر طائرات مقاتلة شاركت في الهجوم، واستُخدمت نحو 35 ذخيرة. إن أبعد هدف قصفته إسرائيل بلغ مسافة تربو على ألفي كيلومتر، أي نحو خمس ساعات ونصف من الطيران. وأثناء الهجوم نفذت الطائرات المقاتلة عدة عمليات للتزود بالوقود جوًا.

أفادت مصادر أمنية أن الهجوم استهدف مستودع وقود، ومحطات كهرباء، والقصر الرئاسي -الذي وصفته بأنه رمز لحكومة الحوثيين. سبق أن هاجمت السعودية القصر الرئاسي عام 2021، ومنذ ذلك الحين، يحاول الحوثيون ترميمه، واستخدامه خصيصًا لأغراض عسكرية، وهو سبب آخر لقصفه. وقالوا: “تضمنت العملية استخدام عشرات الذخائر، وأحد أهدافها هو تعطيل إمدادات الكهرباء عن العاصمة”.

ذكر موقع يديعوت أحرونوت أنه علم، حتى قبل نشر نتائج التحقيق، أن الجيش الإسرائيلي قد تحقق بالفعل مما إذا كان الصاروخ الذي أُطلق من اليمن يحمل مكونات عنقودية -مشابهة للصواريخ التي أطلقتها إيران أثناء حرب الاثني عشر يومًا.

وزعم مصدر أمني يمني مقرب من الحكومة اليمنية في مدينة عدن -التي تقاتل الحوثيين والمعترف بها دوليًا بأنها (الحكومة الشرعية) -في حديث مع يديعوت أحرونوت، أن الصاروخ كان يحمل رأسًا حربيًا انشطاريًا، وقال: “نعم، الصاروخ المزوّد برؤوس حربية متعددة حقيقي، وقد أطلقه الحوثيون من محافظة صعدة في اليمن”.


أهداف الهجوم

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية مئير مصري، في برنامج “هذا المساء” على قناة i24NEWS، في 24 أغسطس 2025، إن فلسفة الهجوم الإسرائيلي على اليمن هو أن تكون “العربدة” الحوثية لها تكلفة معينة.

وأشار إلى أن مسألة تغيير نظام الحكم في المناطق الخارجة عن الأطر الشرعية في اليمن ليست مهمة إسرائيل، بل هي مهمة عربية، وربما أمريكية، أو دولية بحكم ممرات الملاحة، وإسرائيل لن تضحي بأبنائها، ولن تبذل جهدًا خارقًا وأموالًا طائلة في قضية ليست قضيتها في الأساس.

فيما يتعلق بفشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي في اعتراض الصواريخ الحوثية، قال مئير إن هذا لا يعني تهديد وجودي على إسرائيل يبرر غزو بري لليمن، وتموقع عسكري إسرائيلي لفترة طويلة بالقرب من الموانئ اليمنية لأن اليمن بعيدة للغاية عن إسرائيل.

ويضيف “أعتقد أن كل عمل عسكري إسرائيلي كبير في اليمن يتطلب حد أقصى من التنسيق والمشاركة مع قوى دولية عديدة بحكم الموقع الجغرافي لليمن، ومصالح دول كثيرة في هذه الممرات وأولها الصين، لأنها متضررة أكثر من الولايات المتحدة والغرب. ولا يمكن أن نعوّل على تكثيف العمل العسكري الإسرائيلي في اليمن بالشكل الذي يهدف إلى إسقاط الحوثيين أو سلطتهم في المناطق الخارجة عن الشرعية، وإنما ستكون “الهجمات” بنفس الوتيرة، أي، عمل عسكري في مناطق محددة يهدف إلى أن تكون التكلفة عالية حتى يفكر الحوثي أكثر من مرة قبل أن يطلق صواريخه على إسرائيل”.

كما ذكر موقع نيوز وان العبري، في 24 أغسطس 2025، أن مصدرًا أمنيًا إسرائيليًا قال “لم يدرج ضمن هذه العملية أي اغتيالات مستهدفة -إن هدف الهجوم على المجمع الرئاسي هو توجيه رسالة واضحة وحاسمة -وهي أن رموز سلطتهم ليسوا في مأمن”. كما أُشير إلى عدم توفر معلومات بشأن وجود أي مسؤول حوثي بارز في المجمع الرئاسي أثناء الهجوم.

وأشار موقع معاريف، في 24 أغسطس 2024، إلى أن إسرائيل وجهت بشكل عام رسالة للحوثيين وإيران بأنها قادرة على تنفيذ هجمات في عمق الأراضي اليمنية، وضرب أهداف استراتيجية، ورموز للنظام تخضع لحماية مشددة من منظومة دفاع جوي. كما قُصف موقع لتخزين الوقود يُستخدم في العمليات العسكرية التي تشنها جماعة الحوثيين “الإرهابية”.

فيما يتعلق بتأثير الهجمات الإسرائيلية، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، في 24 أغسطس 2025، أن مصدرًا يمنيًا مناهضًا للحوثيين قال للصحفي الإسرائيلي روعي كايس، “إن الهجمات الإسرائيلية على أهداف الحوثيين لها تأثير ولكنه محدود. سوف ينعكس تأثيرها بصورة أساسية على إمدادات الكهرباء؛ بسبب الأضرار التي لحقت بمحطة الطاقة وخزانات النفط، ولكنها لن تؤثر على قواعد اللعبة”. ويضيف المصدر أن ما يغير قواعد اللعبة هو “استهداف القيادة العليا في جماعة الحوثيين”.

كما أوضح مصدر يمني معارض لموقع ماكو N12، في 25 أغسطس 2025، أن الهجمات الإسرائيلية لن تحدث فرقًا ما دامت لا تستهدف قادة الحوثيين. ويضيف “إذا لم تستهدف الهجمات قادة الحوثيين -فهي بلا جدوي، وتأثيرها محدود. الحوثيون ليسوا سوى ذيول لإيران. ولا يكترثون بالشعب اليمني، وبنيته التحتية، واقتصاده”. وقال: “يجب التعامل مع الحوثيون وسائر أذناب إيران كما جرى التعامل مع حسن نصر الله وحزب الله، هذه هي الطريقة الوحيدة”.

واستعرض موقع والا العبري، في 25 أغسطس 2025، ما صرح به مصدر إسرائيلي لقناة الحدث “السعودية” بأن إسرائيل أنشأت بنك أهداف استخباراتي، وستكثف هجماتها على الحوثيين إذا واصلوا إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وبحسب قوله، سيستمر الحصار البحري والجوي، وقد تسببت الهجمات بالفعل في أضرار اقتصادية جسيمة.

جدير بالذكر أن العميد الاحتياطي ران كوخاف، القائد السابق لمديرية الدفاع الجوي، قال على إذاعة radio103fm، في 25 أغسطس 2025، تعليقًا على هجمات الحوثيين الأخيرة على إسرائيل “مع أنني لم أشارك في إجراءات التحقيق، إلا أنني لا أعتقد أنه صاروخ انشطاري أو حتى صاروخ متطور”. ويضيف بشأن استمرار هذه الهجمات على إسرائيل “إن هذا الواقع اليومي بات غير محتمل ويجب وقفه”.

بينما قال آفي أشكنازي[5]، على إذاعة radio103fm، في 25 أغسطس 2025، “إن هذه الصواريخ التي تطلق علينا هي صواريخ إيرانية تحت تصرف الحوثيين، والتوقيت هو توقيت إيراني بكل معنى الكلمة، لذا فإن الحرب هنا يجب أن تكون موجهة أكثر نحو إيران، التي تواصل تشغيل وكلاء لها في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.


الجيش الإسرائيلي يبحث في سبب تفكك الصاروخ اليمني

ذكر موقع يسرائيل هيوم، في 23 أغسطس 2025، أن أول مرة جابه فيها الجيش الإسرائيلي صاروخًا برأس حربي انشطاري كان أثناء الهجوم الإيراني، وذكر الجيش الإسرائيلي آنذاك أنه لم يسبق له مواجهة أمر مماثل ميدانيًا.

في مثل هذا النوع من الحوادث، لا يسقط الصاروخ، بل يتشظى رأسه وتنبعث منه “قنابل” صغيرة. أثناء الهجوم الإيراني على إسرائيل، تناثرت القنابل الصغيرة في نطاق 8 كيلومترات. كل قنبلة من هذا النوع أصغر حجمًا من الصاروخ نفسه، إذ يتراوح وزنها بين 2.5 و2.7 كيلوجرام مع آلية التفجير بالاصطدام. أي أن القنبلة تنفجر عند ملامستها للأرض. ومن أشهر صواريخ هذا الطراز هو صاروخ خرمشهر-4 الإيراني، الذي كُشف عنه في مايو 2023.

كما أشار موقع معاريف، في 23 أغسطس 2025، إلى أن الجيش الإسرائيلي يحاول فهم سبب تفكك الصاروخ اليمني حتى قبل اعتراضه بصاروخ “حيتس”. وفي الوقت نفسه، يجرى التحقيق بشأن نوع الرأس الحربي -هل هو رأس حربي يزن عشرات إلى مئات الكيلوجرامات من المتفجرات، أم رأس حربي انشطاري، كالتي أطلقته إيران في عدة هجمات على إسرائيل في عملية “عام كلافي” قبل نحو شهرين.

يُؤكد سلاح الجو الإسرائيلي أن الصاروخ المجهز برأس حربي انشطاري أقل ضررًا على إسرائيل، لأنها لو أخفقت في اعتراضه فإن رؤوسه الحربية لا تخترق وسائل الدفاع.

وبحسب تقديرات إسرائيلية، ذكر موقع والا العبري، في 23 أغسطس 2025، أنه لو ثبت عمليًا استخدام رأس حربي انشطاري، فيجب إعادة النظر في سياسة الاعتراض.


أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

إسرائيل أوهمت قادة الحوثيين بغياب معلومات استخباراتية عن مواقعهم - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/25471

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحوثيون يواصلون إطلاق الصواريخ لكنهم يعانون من الفقر المدقع

قال إيال بينكو في صفحته على موقع لينكد إن، إن الحوثيين يمتلكون صواريخًا، لكنهم يعانون من نقص في السيولة النقدية، لذلك، أعلن نظام الحوثيين في...