الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

الحوثيون سيجدون ذريعة لاستئناف الهجوم على إسرائيل

بينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع الاتفاق بين إسرائيل وحماس، قال باحث سياسي وعسكري يمني لموقع يديعوت أحرونوت، في 9 أكتوبر 2025، إن "استدامة الصراع مع إسرائيل ضرورة للحوثيين أكثر منه تكتيكًا أو استراتيجية. إنهم يستفيدون من استمرار هذا الصراع؛ لأنه يعزز سرديتهم بأنهم يقاتلون الولايات المتحدة وإسرائيل، ووسيلةً للتهرب من مسؤولياتهم الداخلية.

وأضاف: "حتى لو أبرم اتفاق بين إسرائيل وحماس، سيظل الحوثيون يمثلون تهديدًا دائمًا لإسرائيل، وسيلجأون لأي ذريعة لمواصلة هجماتهم. ولو أوقف الحوثيون إطلاق الصواريخ، فسيكون مؤقتًا، وسوف يستأنفوه مجددًا، ربما بكثافة أكبر وأسلحة أكثر تطورًا، استجابة لأي حدث أو مبرر- سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل".

وبحسب الباحث "يمتلك الحوثيون الآن "قدرة فائضة" بسبب تحويل كل الموارد الاقتصادية، والإعلامية، والدينية، في السنوات الأخيرة لدعم العمليات العسكرية. لن يتراجعوا عن مواجهة إسرائيل وسيجدون مبررًا لاستئنافها، إلا إذا قرروا توجيه هذه القوة لهزيمة خصومهم المحليين في اليمن. إذا اتبعوا هذا المسار، فقد يؤدي ذلك إلى وقف الهجمات على إسرائيل مؤقتًا، لكن هذا الخيار، وإن كان مناسبًا لإسرائيل لفترة معينة، ستكون له تداعيات استراتيجية أشد خطورة على إسرائيل.

وأضاف أن الحوثيين لو نجحوا في هزيمة خصومهم المحليين، "فسيعودون إلى افتعال المشاكل مع إسرائيل، وسيجدون مبررًا لاستئناف عملياتهم. في مثل هذه الحالة، سوف تضطر إسرائيل على مجابهتهم في جميع أنحاء اليمن، وليس فقط في المناطق التي يسيطرون عليها حاليًا - وسيكون الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مضاعفًا مما تدفعه الآن".

وأوضح الباحث نفسه أنه لا يعتقد أن إسرائيل لن تواجه الحوثيين، لثلاثة أسباب: "أولًا، الوعود التي قُطعتها للمواطنين الإسرائيليين، ثانيًا - تسعى إسرائيل إلى تعزيز صورتها باعتبارها قوة إقليمية لها ذراع أمني طويل، ولديها دوافع أمنية وجيوسياسية لتعزيز هذه الصورة. كما أن عدم معاقبة إسرائيل للحوثيين جديًا، قد يشجع حركات أخرى مستقبلًا لتكرار تجربتهم- بمجرد إدراكهم أنهم لم يُعاقبوا.

كما قال الخبير: "لا أعتقد أن قصة الحوثيين ستنتهي بنجاح خطة ترامب لحل الأزمة في غزة بين إسرائيل وحماس - إلا إذا تمكنت إسرائيل من إحداث تغيير حقيقي وعميق في سيناريو مواجهتها مع الحوثيين ميدانيًا. قد يتحول الحوثيون من "ذبابة مزعجة" كما وُصفوا سلفًا، إلى تهديد وجودي مستمر لا يمكن ردعه، وفقًا لمعتقداتهم الدينية وأهدافهم السياسية الاستراتيجية". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تصريح الباحث في الشأن الإسرائيلي أحمد الديب بشأن التصعيد الأخير الذي شهدته صنعاء، والذي بلغ ذروته بإعلان اغتيال الغماري

  ذعر بعد اغتيال "رئيس أركانهم".. أين اختفى قادة الصف الأول للحوثيين؟ أشرف خليفة - إرم نيوز منذ إعلان الحوثيين في اليمن اغتيال رئي...