كشف اللثام عن مسار تهريب أسلحة الحوثيين، والعقوبات تتصاعد
ذكر موقع جلوبس، في 10 سبتمبر 2025، أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على أربع سفن، و32 فردًا، وهيئات مشاركة في شبكة الجماعة "الإرهابية" المعقدة، التي تجمع الأموال وتُمارس أنشطة تجارية غير المشروعة.
تعمل هذه الشبكة في اليمن، والصين،
وجزر
مارشال، وحتى الإمارات. وتهدف إلى شراء منتجات عسكرية متطورة، تُمكّن الحوثيين من تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تُطلق إلى إسرائيل. تُموَّل هذه المنتجات من إيرادات الحوثيين من تصدير النفط، والسلع الأخرى بمساعدة مسؤولي المشتريات،
والشركات الوهمية، ووكالات الشحن. يشكل النشاط الأمريكي امتدادًا للصراع الاقتصادي الذي تخوضه الحكومة اليمنية المتمركزة في عدن في مواجهة الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء.
مصادرة أصول بمئات الملايين من الدولارات
ذكر الموقع أنه على الرغم من أن الأهداف الإسرائيلية كانت في معظمها على موانئ الحوثيين، التي تسيطر على معظم ساحل البحر الأحمر اليمني، إلا أن التجارة الدولية غير المشروعة التي يديرها وكلاء إيران في اليمن لم تتوقف، وهو ما ينعكس أيضًا في الخطوة الأخيرة التي اتخذها الأمريكيون.
أشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن إرهاب الحوثيين يبدأ من اليمن. إنهم يسيطرون على أصول الدولة والقطاع الخاص بذرائع قانونية،
ويعينون أفرادًا موالين لهم عليها. تقدر واشنطن أن الحوثيين جمعوا ممتلكات تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار فقط بفضل عمليات المصادرة في صنعاء ومناطق أخرى في اليمن.
في إطار الإجراءات الجديدة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات شملت تجميد الأصول، ومنع إجراء صفقات مع الجهات التي فُرضت عليها العقوبات، ومن بينها عبد الله الشاعر، شقيق صالح الشاعر، الذي كان موكلًا على الأصول المصادرة، ويخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2021.
قبل عامين، عيّن صالح شقيقه عبد الله رئيسًا لشركة شبام القابضة، وشركة الأمن الخاصة "يمن أرمورد". صادر الحوثيون شركة شبام بعد سيطرتهم على صنعاء عام 2014، وبذلك استحوذوا مباشرة على أصول تُقدّر بنصف مليار دولار. واليوم، يتعاون عبد الله الشاعر في غسل الأموال مع خالد خليل، رئيس الدائرة الاقتصادية في جهاز الأمن والاستخبارات الحوثي.
من الشركات المهمة الأخرى في هيكل أصول الحوثيين شركة كمران للصناعة والاستثمار،
التي
صودرت عام 2017 وهي فاعل رئيس في سوق التبغ المحلي، التي وفرت للحوثيين آنذاك عائدات بملايين الدولارات. نظرًا لأهميتها، عيّن وكلاء إيران في اليمن، العام الماضي، رئيسًا للشركة ممثلًا عنهم.
شركة وهمية تعمل انطلاقًا من الإمارات
إلى جانب كل هذه الأصول، يُعدّ
تصدير
واستيراد النفط ومنتجاته أهمّ أصول الحوثيين. وفقًا للأمم المتحدة ووزارة الخزانة الأمريكية،
يتراوح
إجمالي إيرادات الحوثيين من رسوم النفط والوقود للفترة 2022-2024، بين 4 و5.5 مليارات دولار. في الوقت نفسه، منعوا الحكومة اليمنية من 7.5 مليار دولار من عائدات تصدير النفط خلال هذه الفترة، التي كان من المفترض أن تُشكّل نحو 90% من الصادرات وزهاء 80% من إجمالي إيرادات عدن.
يدير الحوثيون تجارتهم، سواءً
في
النفط أو أي مجالات أخرى، بمساعدة شركات وهمية وشركات شحن تعمل خارج اليمن. إحدى الشركات التي حددتها وزارة الخزانة الأمريكية هي شركة طيبة لإدارة السفن، ومقرها الإمارات العربية المتحدة. تُشغّل هذه الشركة ناقلات نفط ترفع أعلام بربادوس،
وأنتيغوا، وبربودا وبنما.
هناك شركة أخرى تُشغّل ناقلات نفط لصالح الحوثيين مُسجّلة في جزر مارشال، وهي شركة MT Tevel. القاسم المشترك بينهما هو قائدهما، محمد السنيدار، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في يوليو.
الصين مصدر أساسي لنشاط الحوثيين
أشار موقع جلوبس إلى أن التعاون بين الحوثيين والصين أثناء حرب السيف الحديدي كان جليًا. وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، لقد استفاد الحوثيون من خدمات الأقمار الصناعية التي تقدمها شركة مرتبطة بالجيش الصيني، وبحسب صحيفة العربي الجديد، استخدم الحوثيون أسلحة صينية الصنع. في الوقت نفسه، التزمت الصين الصمت شبه التام بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. في يناير 2024، كشفت صحيفة جلوبس، أن شركة الشحن الصينية العملاقة "كوسكو" هي الوحيدة التي امتثلت لمطلب الحوثيين بالامتناع عن زيارة الموانئ الإسرائيلية.
تشير وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن هذا على الأرجح غيض من فيض، وأن كثيرًا من الكيانات في الصين تتعاون مع الحوثيين بشكل روتيني. من بين شركات أخرى، تُورّد شركة Hubei Chica كميات كبيرة من المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الصواريخ الباليستية،
والمتفجرات، وتُنقل شركة Shenzhen Shengnan مكونات متعددة ذات استخدام مزدوج لتصنيع الطائرات المسيّرة،
وتُورّد شركة Shanxi Shutong مواد كيميائية لتصنيع محركات الصواريخ الباليستية.
تجرى عمليات الشراء الحوثية من الصين بمساعدة شركات مشتريات محلية، مثل شركة Yiwu Wanshun التي توّلت في السنوات الأخيرة مسؤولية شراء وشحن مكونات الطائرات المسيّرة والمنتجات ذات الاستخدام المزدوج من الصين. هذا إلى جانب "معهد إرتقاء" في صنعاء، الذي يستخدم أيضًا لشراء مكونات الطائرات المسيّرة والأسلحة.
تشارك الشركات الصينية أيضًا في مرحلة الشحن. لقد شحنت شركة الخدمات اللوجستية Guangzhou Yakai شحنات عديدة من المكونات ذات الاستخدام المزدوج،
والمعدات العسكرية إلى شركات الحوثيين في اليمن والدول المجاورة.
اشترت شركة الشحن Guangzhou Nahari منتجات ذات استخدام مزدوج من مصنعين في الصين، وأدرجتها في شحنات غادرت إلى موانئ في مناطق سيطرة الحوثيين. هذه شركة شحن مقرها الصين ومرتبطة بالحوثيين. دعمت جهود المشتريات التجارية للحوثيين في الصين، واشترت مكوّنات من موردين مقيمين في الصين -وأخفتها في شحنات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
https://sanaacenter.org/ar/translations/25606
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق