الخميس، 16 أكتوبر 2025

تحييد وردع التهديد الحوثي يمثل تحديًا هائلًا لإسرائيل

 تحييد وردع التهديد الحوثي يمثل تحديًا هائلًا لإسرائيل

نشر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، في 11 سبتمبر 2025، تقريرًا مطولًا استعرض فيه التحولات غير المسبوقة التي تعرض لها وكلاء إيران منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 وما تبعه من حرب إقليمية، وسبل الحد من قدراتهم على إعادة تنظيم صفوفهم في المناطق التي يمارسون فيها نشاطاتهم، ومنع إيران من إعادة بناء شبكة وكلائها.

تناول التقرير التهديد الحوثي، وأشار إلى أن ردعه وتحييده يُمثل تحديًّا لإسرائيل وجميع الدول الأخرى لعدة أسباب:

أولًا، يسيطر الحوثيون سيطرة كاملة على أراضيهم، ويمارسون سلطة استبدادية. كما يُحكمون قبضتهم على السكان؛ بفضل سيطرتهم شبه الكاملة على الاقتصاد، ومنها توزيع المساعدات، ويقمعون أيضًا أي بوادر معارضة من القبائل أو الحركات السياسية، مثل حزب المؤتمر، ما يمنحهم هامش حركة أكبر من حزب الله أو الميليشيات العراقية.

ثانيًا، لدى الحوثيين توجه أيديولوجي متشدد. أتباعهم على استعداد لتحمل خسائر اقتصادية كبيرة والتضحية بأنفسهم. لطالما شكلت الحرب على إسرائيل والولايات المتحدة جزءًا من استراتيجيتهم، وتتواءم مع طموحاتهم لتعزيز سلطتهم ونفوذهم داخل محور المقاومة وخارج حدود اليمن.

ثالثًا، يعزز التضامن مع شعب غزة بإطلاق النار على إسرائيل التجنيد في صفوفهم، ويُساعد في كبح الانتقادات الداخلية المتعلقة بعجز الجماعة عن توفير الخدمات، وانتهاكاتها المروعة لحقوق الإنسان. يبرع الحوثيون في وصف معارضي النظام بأنهم جواسيس لوكالة المخابرات المركزية أو الموساد.

رابعًا، ينفي الحوثيون تبعيتهم لإيران.

خامسًا، نوَّع الحوثيون سلاسل توريد الأسلحة ومكوناتها بما يتخطى ما قدمته إيران. على سبيل المثال، وسّعوا عملياتهم في القرن الأفريقي، حيث طوروا مصادر دخل بديلة تقلل من اعتمادهم على إيران. في الوقت نفسه، واجهت إيران عقباتٍ قليلة في إعادة تزويد الحوثيين بالإمدادات.

أشار التقرير إلى أن الحكومة اليمنية الرسمية فشلت في تقديم بديلٍ عمليٍّ لحكم الحوثيين، وقال إن الحكومة، بما في ذلك مجلس القيادة الرئاسي، تواجه مزاعم فسادٍ وعدم كفاءة، وتنافساتٍ داخلية بين الفصائل المدعومة من السعودية والإمارات. كما كبحت دول الخليج المجاورة، التي لا ترغب في استئناف الصراع مع الحوثيين، طموحات مجلس القيادة الرئاسي في التحرك ضدهم.

ذكر التقرير أن خيارات التعامل مع التهديد الحوثي على المدى الطويل تتمثل في محورين أساسيين: الأول هو الخيار العسكري، الذي يتطلب على الأرجح حملة جوية أمريكية متواصلة بالتنسيق الوثيق مع هجوم بري من القوات اليمنية المناهضة للحوثيين، بما في ذلك الحكومة المعترف بها دوليًا، والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات المقاومة الوطنية. قد تُقدم أيضًا السعودية والإمارات دعمًا جويًا، وتُساعد حلفاءها في اليمن، لكن لا توجد شهية سياسية لهاتين الدولتين في إعادة تأجيج الحرب الأهلية في اليمن.

المحور الثاني هو إحياء الجهود الدبلوماسية بين مختلف الأطراف في اليمن. بالنظر إلى التهديد المُحتمل الذي لا يزال يمثله الحوثيون على الملاحة الدولية ودول الخليج وإسرائيل، من الممكن أن يُحفّز ذلك المجتمع الدولي على دفع الأطراف إلى طاولة المفاوضات. يمكن لعُمان أن تلعب دورًا فعّالًا كوسيط إلى جانب الأمم المتحدة.

على المدى القصير، يُمكن للولايات المتحدة أن تُساعد في عزل الحوثيين وتحسين الأمن البحري. على المدى الطويل، يُمكنها دعم الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق سلام دائم في اليمن. قد يُضعف كلا السيناريوهين قدرة الحوثيين على تهديد إسرائيل وشركاء الولايات المتحدة الآخرين في المنطقة.

فيما يتعلق بالتوصيات، قدم التقرير عدة مقترحات للولايات المتحدة وإسرائيل، وهي:

إلى الولايات المتحدة

·     إحباط محاولات الحوثيين لتوسيع شراكاتهم مع دول أخرى، وجماعات إرهابية عبر العقوبات والقيود.

·     تخفيف قبضة الحوثيين على الاقتصاد اليمني بتشجيع إيصال المساعدات إلى الشمال عبر الجنوب الخاضع لسيطرة الحكومة، شريطة تسليمها بطريقة تمنع احتكار الحوثيين لتوزيع الموارد.

·     تقديم ضمانات أمنية للسعودية والإمارات، لضمان استمرار دعمهما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والقوات المناهضة للحوثيين.

·     تعزيز جهود الأمم المتحدة والشركاء الآخرين للمساعدة في استئناف المحادثات بشأن تسوية سياسية في اليمن.

·     التعاون مع عُمان لمنع تهريب الأسلحة من إيران إلى اليمن عبر عُمان.

·     قيادة مبادرة لإحياء آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن (UNVIM) ومقرها جيبوتي، لزيادة عمليات تفتيش السفن، وتقليل عمليات تهريب الوقود والأسلحة الإيرانية.

·     مواصلة كبح محاولات إيران لتهريب الأسلحة عبر بحر العرب.

إلى إسرائيل

·     الضغط على المجتمع الدولي لتعزيز تنفيذ العقوبات الحالية على الحوثيين وإيران.

·     بناء علاقات مع الدول الأفريقية المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

·     العمل مع الشركاء الخليجيين لتطوير شبكة مشتركة للكشف المبكر عن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على طول ساحل البحر الأحمر.

·     تعزيز الوجود العسكري في مضيق باب المندب.

·     تحسين القدرات الاستخباراتية في الساحة اليمنية.

·     التواصل مع الجماعات المسلحة في جنوب اليمن المناوئة للحوثيين.

·     كشف اللثام عن اعتماد الحوثيين على الأسلحة الإيرانية المتطورة، وتسليط الضوء على العلاقات الممتدة بين جماعة الحوثي وإيران، لتقويض شرعية الجماعة.

·     الاحتفاظ بحق الرد عسكريًا على هجمات الحوثيين، مع تجنب استهداف البنية الأساسية الحيوية، حتى لا تتفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة.


https://sanaacenter.org/ar/translations/25606

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحية من اليمن: الساحة الوحيدة التي لم ينجح أحد في العالم من حسمها

يقول موقع جلوبس ، في 10 أكتوبر 2025 ، إن الحوثيين أثبتوا أنهم لا يرون أنفسهم جزءًا من اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة حتى ...