الخميس، 16 أكتوبر 2025

التهديد الحوثي: مصادره وآثاره وسبل مواجهته

استعرض كل من العقيد (احتياط) جابي سيبوني [1]، والعميد (احتياط) إيرز فينر [2] في تقرير نشره معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في 29 سبتمبر 2025، تقريرًا مطولًا تناول تهديد الحوثيين، وسبل مواجهته.

أشار التقرير إلى أن التصدي للحوثيين يتطلب نهجًا شاملًا نظرًا لتعقيد التهديد، وبُعد المسافة الهائل عن إسرائيل. لذلك، من الضروري البحث عن أدوات أخرى إلى جانب الجهود التي تنفذ بشكل متزايد، وتوسيع نطاق استخدام الأدوات الحالية.

ويمكن حصر هذه المحاور الذي قدمها التقرير في عدة نقاط، وهي:

·           توسيع وتعميق السيطرة الاستخباراتية. يجب علينا مواصلة ترسيخ سيطرتنا، مع تخصيص الموارد اللازمة، وبقدر الإمكان، بمساعدة الدول ذات المصالح المشتركة في المنطقة، مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا، والسعودية، والإمارات، وغيرها.

·           مواصلة الهجمات لتصفية كبار المسؤولين العسكريين والقياديين. هذا الإجراء يُسهم في إضعاف قدرة جماعة الحوثيين على استهداف إسرائيل بفعالية، ويستحسن مواصلة ترسيخ هذا النهج قدر الإمكان. يتطلب هذا معلوماتٍ استخباراتيةً دقيقة، ومع تنامي شعور قادة الحوثيين بالمطاردة وتوخيهم مزيدًا من الحذر، ستزداد هذه المهمة تعقيدًا. سيتطلب الرد دمج قدرات الهجوم الجوي والبحري، إلى جانب تطوير وتأهيل عناصر محلية قادرة على إلحاق الضرر بتلك الشخصيات البارزة، على غرار ما حدث -وفقًا لمصادر متعددة -في إيران قبل الهجوم الإسرائيلي في يونيو وبالتوازي معه.

·           يسهم الهجوم على مستودعات الذخيرة، ومنشآت التصنيع والتخزين، وأنظمة الإطلاق في الحد من قدرة الحوثيين على مهاجمة إسرائيل، ويجب مواصلة هذه الهجمات وتوسيع نطاقها قدر الإمكان. يجب مواصلة هذا الجهد والتركيز على الرد على قدرات الإطلاق المتنقلة والطائرات المسيّرة. يجب التركيز إلى حد كبير على إصابة وتدمير قدرات التصنيع الذاتية، مع التركيز على تصنيع الطائرات المسيّرة، التي تستحوذ بشكل متزايد على حصة كبيرة من ترسانة أسلحة الحوثيين.

·           من الضروري أيضًا استهداف أنظمة الطاقة التابعة للحوثيين؛ لأن تصنيع الأسلحة يتطلب بنيّة تحتية ضخمة للطاقة. مثل هذا الهجوم يقلّل من قدرة الجماعة الإنتاجية ويتسبب في تراجع قدرتهم على ممارسة السلطة. لقد شهدنا أمثلة كثيرة على هجمات على أنظمة التصنيع (المحولات ومحطات الطاقة) ومنشآت تخزين النفط؛ ولابد هنا أيضًا من توسيع نطاق الاستجابة، وإنشاء بنك أهداف من البنية التحتية.

·           فرض حصار بري وجوي: لا تمتلك مناطق سيطرة الحوثيين القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي اقتصاديًا، وتعتمد على الواردات الخارجية لمجموعة متنوعة من المنتجات، بدءًا من المنتجات الغذائية الأساسية إلى المنتجات المتطورة والمواد الخام إلى أنظمة الأسلحة. إن فرض حصار بحري وجوي على الحوثيين عامل مهم في حرمانهم من الموارد التي تمثل ركائز أساسية لمحاربة جماعة "إرهابية"، وحرب عصابات بين السكان المدنيين. ينبغي أن يستهدف هذا الحصار شحنات الأسلحة القادمة من إيران والدول الأخرى التي تدعم الحوثيين، لأنها تمكنهم من استبدال الأسلحة التالفة، وتجديد الإمدادات، ومواصلة مهاجمة إسرائيل والممرات الملاحية في الخليج. لذلك، يستحسن مواصلة مهاجمة المطارات، والموانئ، ووضع آلية لفرض حصار بحري وجوي على الجماعة.

·           في إطار المبادئ الأساسية لمكافحة الإرهاب وحرب العصابات، لا بد من وجود عنصر مكمل للعمليات البرية، يهدف إلى منع العدو من السيطرة على الأراضي وحرية الحركة. ونظرًا لعدم قدرة إسرائيل وعدم رغبتها في شن هجمات برية على الحوثيين، فمن الضروري البحث عن بدائل إضافية.

وأشار التقرير أن البديل المناسب هو جيش الحكومة اليمنية، ومختلف القوات التي تنسّق معها. يمكن أن تساعد الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قوات الحوثيين ومواقعهم في مناطق التماس القوات الحكومية اليمنية والقوات المناوئة لجماعة الحوثيين وتشجعها على شن هجوم بري على الحوثيين. هذا، إلى جانب تقديم المساعدة في الاستخبارات، والمعدات القتالية واللوجستية، التي تسعى تلك القوات للحصول عليها وذلك عبر طرف ثالث أو من موارد أمريكية.

·           إن التعاون مع التيغراي -الذين يشكلون غالبية السكان في إريتريا، ولهم مصلحة استراتيجية وقدرة عسكرية برية على هزيمة الحوثيين -من العوامل المرتبطة أيضًا بشن هجوم بري على الحوثيين. ولهذا الغرض، يمكن أيضًا تجنيد قطاعات مرتبطة بالجالية الإريترية في إسرائيل في الحملة. على أي حال، ينبغي لإسرائيل النظر في تقديم المساعدة لمناهضي الحوثيين، مع بناء قدرات بالوكالة لمجابهتهم. كما يمكن استخدام عناصر المقاومة المحلية من منطلق مبدأ "عدو عدوي صديقي".

إن دمج كل هذه العناصر والتعامل مع قضية الحوثيين على أنها مشكلة استراتيجية سيؤدي في المدى المتوسط ​​إلى إنجاز متكامل يمكن أن يفضي بالتزامن مع تحقيق الحسم في غزة أو الاتفاق مع إيران إلى وقف الحرب على الحوثيين.


الهوامش

 [1]- جابي سيبوني: عقيد (احتياط) في الجيش الإسرائيلي، حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة في جامعة تل أبيب، والدكتوراه في نظم المعلومات الجغرافية من جامعة بن جوريون. وزميل باحث أقدم في معهد دراسات الأمن القومي، حيث يدير "برامج الشؤون العسكرية والاستراتيجية والأمن السيبراني".

[2]- العميد (احتياط) إيرز فينر: خبير في الشؤون العسكرية والأمنية في معهد القدس للاستراتيجية والأمن. شغل مناصب قيادية عليا في الجيش الإسرائيلي، منها قائد لواء عتصيوني، ثم مساعدًا لرئيس الأركان.


https://sanaacenter.org/ar/translations/25606

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحية من اليمن: الساحة الوحيدة التي لم ينجح أحد في العالم من حسمها

يقول موقع جلوبس ، في 10 أكتوبر 2025 ، إن الحوثيين أثبتوا أنهم لا يرون أنفسهم جزءًا من اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة حتى ...