استعرض يوني بن مناحيم [1] على موقع arabexpert، في 14 سبتمبر 2025، ما قاله مسؤولون أمنيون بارزون إن الحوثيين هم حاليًا ذراع إيران الأكثر نشاطًا وقوةً، وإن اليمن أصبح ساحة مواجهة رئيسة بين إسرائيل ومحور المقاومة الذي تقوده طهران.
تبذل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حاليًا جهودًا مكثفة للحصول على معلومات استخباراتية نوعية تُمكّن من تنفيذ عمليات اغتيال مُستهدفة للقيادة العسكرية الحوثية، وعلى رأسها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
قال بن مناحيم، إن استراتيجية إسرائيل المعنية باستهداف المنشآت الاقتصادية في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن لم تعد كافية لوقف إطلاق النار باتجاه إسرائيل. لقد طوّرت إسرائيل معادلة الردع، وانتقلت إلى مرحلة جديدة، وهي عمليات الاغتيال: إلحاق ضرر مباشر بقيادة الحوثيين. انعكس ذلك في الهجوم الإسرائيلي على صنعاء، الذي أسفر عن مقتل رئيس وزراء الحوثيين، أحمد غالب الرهوي، إلى جانب تسعة وزراء ومسؤولين الآخرين.
في غضون عام من بدء الهجوم في اليمن، نجحت إسرائيل في توجيه ضربة قاصمة لقيادة الحوثيين، وهو إنجاز مهم يدل على وجود تغيير نوعي في أسلوب إدارة هذه الساحة. يعتمد هذا النجاح على شراكات مع مصادر ذات معرفة لوجستية في اليمن، واستغلال منطقة جغرافية مكشوفة تفتقر إلى السيادة المركزية.
بالإضافة إلى ذلك، حصلت إسرائيل بفضل التعاون الاستخباراتي بينها والولايات المتحدة على قاعدة معلوماتية مهمة. أما الولايات المتحدة، التي سعت إلى تجنب التصعيد الإقليمي، فقد أوكلت المهمة العسكرية لإسرائيل، ونجحت إسرائيل في تحقيق نتيجة مهمة. لعبت الشراكة مع الإمارات دورًا حاسمًا أيضًا في ضمان هذا الإنجاز الإسرائيلي.
أدى تقييم الحوثيين بأنهم يمثلون تهديدًا لحرية الملاحة في البحر الأحمر، إلى تعزيز التعاون بين إسرائيل والدول المجاورة لليمن، وفي مقدمتها الإمارات، وهو ما أتاح فتح المجال الجوي أمام إسرائيل لتنفيذ عملياتها. إن الوجود العسكري المباشر لأبوظبي على طول الساحل اليمني ساعد إسرائيل على تعزيز نفوذها العسكري والاستخباراتي.
قال بن مناحيم، إن التزام إسرائيل بتوسيع نطاق القتال في اليمن يُمثل تحديًا عسكريًا وسياسيًا جديدًا للحوثيين. كشفت الضربة الإسرائيلية على صنعاء، التي أطاحت بحكومة الحوثيين، عن اختلال موازين القوى، وأظهرت الضعف الأمني لقيادة الحوثيين، وقوضت سلطتها السياسية.
أثار مقتل وزراء الحوثيين تساؤلات جدية في اليمن بشأن عمليات الحوثيين. في الوقت نفسه، أكدت ردود فعل المجتمع الدولي عزلة حركة أنصار الله، وصوّر الاغتيال على أنه هجوم على جماعة الحوثيين، وليس عدوانًا إسرائيليًا على الدولة اليمنية.
لقد فاقمت الهجمات الإسرائيلية على أهداف الحوثيين الانقسامات الداخلية في اليمن. كما كشفت طريقة تعامل الحوثيين مع مقتل قيادتهم المدنية -مع
غياب مراسم الحداد الرسمية -عن
ضعف في سيطرتهم على الدولة وسلطتهم، وقوض تحالفاتهم.
لذا، يعتقد مسؤولون أمنيون بارزون أن النتائج الأخيرة للضربات الإسرائيلية في اليمن تُجبر الحوثيين على مراجعة استراتيجيتهم الحربية التي تستهدف إسرائيل، وإجراء تقييم جديد للمخاطر فيما يتعلق بالتداعيات المباشرة على حياة المدنيين اليمنيين في مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية،
التي
لن تتردد في توجيه ضربة قاصمة للحوثيين طالما استمروا في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل.
[1] -يوني بن مناحيم: إعلامي إسرائيلي. ولد في القدس عام 1957. التحق بسلاح المخابرات في الجيش الإسرائيلي. درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل مراسلًا لصوت إسرائيل بالعربية عام 1983، واعتمد مراسلًا لشؤون الضفة الغربية في القناة الأولى.
https://sanaacenter.org/ar/translations/25606
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق