يقول موقع جلوبس، في 10 أكتوبر 2025، إن الحوثيين أثبتوا أنهم لا يرون أنفسهم جزءًا من اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة حتى الآن. لقد أعلنوا أكثر من مرة، أنهم سيواصلون القتال حتى انتهاء الحرب في غزة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.
وقالت عنبال نسيم لوفطون [1] إن الحوثيين صوّروا هذا بالفعل على أنه إنجاز للفلسطينيين وتعبيرًا عن صمودهم ومثابرتهم. وتضيف: "يجب على إسرائيل أن تتأهب. سيناريو إنهاء الحرب في غزة لن يُنهي عدوان الحوثيين علينا".
وبحسب قولها، "الحوثيون يرون أن القصة لم تنتهِ مع وجود الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة. وإذا حدثت عملية في الضفة الغربية أيضًا، سيجدون فيها ضوءًا أخضر لتنفيذ عملياتهم".
وتزعم أنه حتى لو توقف الحوثيون عن إطلاق الصواريخ، فإنهم سيواصلون عملياتهم في المجال البحري، ليس على إسرائيل فحسب، بل دول أخرى أيضًا.
ويقول العميد (احتياط) يوفال أيالون [2] إنه على المدى القريب، سيسود حالة من الهدوء،
باستثناء ما يحدث في البحر الأحمر؛
فالحوثيون سيفقدون شرعية مهاجمة إسرائيل، لأنهم تحدثوا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن إذا تعثر الاتفاق، سيستغل الحوثيون الفرصة للتذكير بوجودهم. ومع ذلك، "إن مشاركتهم تتجاوز الفلسطينيين بكثير. إنهم يريدون اهتمامًا دوليًا في صراع السيطرة على شبه الجزيرة العربية، ويسعون إلى أن يكونوا طرفًا مهيمنًا، ولن يتوقفوا عن تحدي المنطقة أو إسرائيل".
وبحسب أيالون، "لم يُهزم الحوثيون ولم يتكبدوا ضربة تعوقهم عن التعافي مجددًا. عندما ينصرف تركيزهم عن إسرائيل، ستبرز أهمية الحوثيين البالغة لدى دول المنطقة التي ستعاني منهم. إنهم يزعجون الجميع، وليس إسرائيل فقط. لقد توصلت التجارة العالمية إلى حل، وهي عدم المرور عبر المجال البحري هناك". ويضيف "يجب على إسرائيل مواصلة جمع المعلومات الاستخباراتية المهمة، وبناء بنك أهداف. في النهاية، لن نستطيع حل مشكلة الحوثيين وحدنا، لأنها تقع على بُعد ثلاثة آلاف كيلومتر من إسرائيل".
ويقول "مشكلة الحوثيين قائمة، سواءً
جرى
التوصل إلى اتفاق في غزة أم لا. غزة سبب وفرصة، وليست الهدف. هدفهم هو أن يكونوا فاعلين مؤثرين في المنطقة، وقد استفادوا من الفرصة المتاحة".
ويخلص أيالون إلى ضرورة استمرار إسرائيل في مجابهة هذا التهديد. "قد يشاركون مجددًا في الحرب أو في الجولة القادمة. المجال البحري في البحر الأحمر يوفر أيضًا آفاقًا كبيرة لإسرائيل لأنه يمكنها التعاون، علنًا أو سرًا، مع الدول التي يمثل الحوثيون لها مصدر إزعاج. إنها فرصة ممتازة لتكون فاعلًا مؤثرًا في هذا المجال، وتقدم فائدة للدول الأخرى التي تواجه الحوثيين".
الهوامش
[1]- عنبال نسيم لوفطون: صلت على ماجيستير في الدراسات الشرق أوسطية وأفريقيا بجامعة تل أبيب. عملت محاضًرا في قسم التاريخ والفلسفة والدراسات اليهودية في الجامعة المفتوحة عام 2007م، كما عملت في قسم التدريس والتعليم الأكاديمي في الجامعة ذاتها. وتتركز أبحاثها في منتدى التفكير الإقليمي حول اليمن الحديث،
والعلاقات القبلية، والنظام في اليمن، والنساء في الشرق الأوسط.
[2]- يوفال أيالون: باحث بارز في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في مجال الاستراتيجية البحرية. خدم في سلاح البحرية الإسرائيلي لمدة ثلاثين عامًا تولى فيها مناصب قيادية عديدة. عين في ديسمبر 2019 رئيسًا لشعبة الاستخبارات البحرية.
https://sanaacenter.org/ar/translations/25606