ذكر موقع يديعوت أحرونوت، في 28 أكتوبر 2025، أن الحوثيين أوقفوا إطلاق الصواريخ على إسرائيل مؤقتًا، ويوجهون جهودهم الآن نحو مسار آخر: اعتقالات داخلية، وترسيخ سيطرتهم،
بالإضافة إلى حملة مقاطعة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية. وفقًا للتقارير، فإن الجماعة "الإرهابية"، التي تسيطر على أجزاء كبيرة من اليمن، "تراقب عن كثب" إنفاذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتحذر من أنها ستشن هجومًا جديدًا إذا استؤنف القتال. في غضون ذلك، يستغل الحوثيون الهدوء النسبي لتدريب وتجهيز قوات جديدة، وتنفيذ عمليات تستهدف المعارضين و"مسربي المعلومات".
دأبت الميليشيا على الترويج لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، ووفقًا لتقارير يمنية، عقد مسؤولون حوثيون بارزون مؤخرًا اجتماعًا بين وزارتي الاقتصاد والإعلام،
لبلورة
خطة إعلامية تشجع المستهلكين على "حماية الاقتصاد الوطني"، وتفضيل المنتجات المحلية. قرر الاجتماع تشكيل فريق عمل مشترك لقيادة استراتيجية دائمة بشأن هذه القضية، مع التركيز على نشر رسائل إعلامية طويلة المدى، ووفقًا لوكالات تابعة للحوثيين، "أكد الاجتماع دور الإعلام الحيوي في توعية الجمهور بأهمية المقاطعة،
وتصحيح
سلوك المستهلك بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني ويحمي المستهلكين"،كما تنشر القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة للحوثيين دعوات المقاطعة. نشر رسام الكاريكاتير اليمني كمال شرف، المؤيد للجماعة والمعروف بانتمائه للمحور الشيعي الإيراني،
أخيرًا
عدة رسوم جديدة بعنوان "المقاطعة مستمرة"، ضد شركات مثل كوكاكولا،
وليبتون، ونستله.
في 14 أكتوبر، أعاد الحوثيون نشر فيديو قديم من مايو الفائت، دعا فيه زعيمهم، عبد الملك الحوثي، إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية،
وقال
إن المقاطعة "سلاح مهم"، لأن "الأعداء يسرقون ثروات بلادنا ويستخدمونها لمحاربة الأمة"، والمقاطعة "تمثل أيضًا حافزًا للبناء الاقتصادي،
والإنتاج المحلي، والسعي نحو الاستقلال".
هذا المحتوى ليس جديدًا. حتى قبل وقف إطلاق النار، في 4 أكتوبر، نشرت شركة إنتاج موالية للحوثيين ملصقًا يُظهر طائرة مقاتلة عليها نجمة داوود وصواريخ تحمل شعاري كوكاكولا وبيبسي، تحت عنوان "المقاطعة جزء من الجهاد في سبيل الله". بعد يومين، أفادت وكالة سبأ التابعة للحوثيين أن محافظ الحديدة أطلق حملة مقاطعة جديدة في أسواق المدينة، "دعماً
للفلسطينيين".
يواصل الحوثيون أيضًا التباهي بالضرر الاقتصادي الذي ألحقوه بإسرائيل عبر تعطيل طرق الشحن إلى البحر الأحمر وميناء إيلات، الذي تضرر بشدة جراء تهديداتهم للسفن المرتبطة بإسرائيل. في الوقت نفسه، ينشرون مقاطع فيديو لتدريبات،
ومَسِيرات ومواكب، يظهر فيها ناشطون وهم يدوسون على الأعلام الإسرائيلية والأمريكية. بالأمس، نُشر مقطع فيديو من نهاية دورة تدريبية سُميت باسم محمد عبد الكريم الغماري، رئيس أركان الحوثيين الذي قتل في الفترة الأخيرة - وهو دليل على أن الجماعة تواصل تجهيز قواتها، حتى بعد دخول الحرب مرحلة جديدة.
أحمد الديب
باحث في الشأن الإسرائيلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق