الجمعة، 12 ديسمبر 2025

إعادة تركيز إيران على الحوثيين يستلزم تحركًا إسرائيلياً

ذكر موقع تايمز اوف يسرائيل، في 14 نوفمبر 2025، أن وكلاء إيران في سوريا، ولبنان، وغزة في حالة ضعف. يواصل الجيش الإسرائيلي قصف غزة وجنوب لبنان، بينما يعترض أسلحة من سوريا، ويعطل جهود إعادة تسليح حزب الله، ويعاقب حماس على انتهاكات وقف إطلاق النار. والآن، مع تزايد تركيز الحرس الثوري الإسلامي على الحوثيين في اليمن، يجب على إسرائيل شن هجوم قبل أن يتحول الحوثيون إلى حزب الله جديد.

وأشار الموقع إلى تحول استراتيجي في تركيز طهران على وكلاءها في اليمن، حيث اعترض المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، المدعوم من الإمارات، في أواخر أكتوبر سفينة إيرانية من بندر عباس كانت تنقل أسلحة إلى الحوثيين، من بينها قاذفات روسية مضادة للدبابات من طراز كونكورس. وضبطت قوات المقاومة الوطنية اليمنية سفينة تحتوي على 24 برميلاً من الفينول والفورمالديهايد من الحرس الثوري الإيراني مخصصة لإنتاج الصواريخ، والطائرات المسيرة، والطلاء المقاوم للرادار. والتقى أيضًا مسؤول حوثي كبير نائب وزير الخارجية الإيراني في مسقط لتنسيق العمليات.

فيما يتعلق بمواجهة الحوثيين، لفت الموقع إلى ضرورة إعطاء إسرائيل الأولوية لتحديث أسطولها البحري. وذكر أن البحرية الإسرائيلية، التي تضم طرادات وغواصات وقوارب صواريخ، غير قادرة بما يكفي على إظهار قوتها عبر البحر الأحمر وشبه الجزيرة العربية. قد يعزز رفع مستوى القدرات، الذي يتضمن زيادة عدد الأفراد، والمدمرات، وحاملات الطائرات، مدى إسرائيل ويقلل مشقة التحليق لمسافة 1200 ميل التي يتكدبها سلاح الجو الإسرائيلي عند استهداف الحوثيين في اليمن.

وقال الموقع إن الاعتراف بأرض الصومال وضمها إلى اتفاقيات إبراهيم أمرًا بالغ الأهمية أيضًا، نظرًا لموقعها الاستراتيجي على خليج عدن بالقرب من مضيق باب المندب. إنشاء قاعدة جوية وبحرية إسرائيلية في بربرة قد يوفر موطئ قدم متقدمًا للعمليات لمراقبة نشاط الحوثيين، واعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية، وتحسين جمع المعلومات الاستخبارية. مثل هذه القاعدة قد تدعم هجمات الكوماندوز التي تستهدف كبار قادة الحوثيين الذين دربهم الحرس الثوري الإيراني، ومن بينهم عبد الملك الحوثي، ورئيس أركان القوات البحرية منصور السعدي، ورئيس الأركان يوسف المدني، ومدير المشتريات محمد أحمد الطالبي.

وأوصى الموقع بتقديم الدعم والأسلحة الأساسية، مثل الطائرات المسيرة العسكرية، للمجلس الانتقالي الجنوبي لأنه سيعزز فاعلية الحملة ضد الحوثيين، نظرًا لتمركزه البري القوي. واستغلال علاقة إسرائيل مع الإمارات للوصول إلى مهبط الطائرات المبني حديثًا في جزيرة زقر في البحر الأحمر، الواقعة على بُعد نحو 55 ميلًا جنوب شرق مدينة الحديدة الساحلية، لتنفيذ مهام استطلاعية وضربات ضد الحوثيين.

إن القضاء سرًا على مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، الذين دربوا مقاتلي الحوثيين في اليمن، ومن بينهم العميد عبد الرضا شهلائي، والعقيد رضا باسيني، والقائد علي الرجبي، واللواء محمد نيازي، سيُضعف التنسيق والتدريب بين الحرس الثوري الإيراني والحوثيين، ويحول دون امتلاك الجماعة خبرة وقوة تُضاهي خبرة حزب الله.

إن إضعاف القدرات البحرية الإيرانية عبر العمليات السرية، ومن بينها الموانئ، والسفن التي تيسر وصول الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية إلى الحوثيين، مسألة بالغة الأهمية أيضًا، لأنها ستقطع شريان الحياة اللوجستي الرئيسي للجماعة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يكون استهداف القواعد العسكرية الإيرانية، مثل قاعدة كاشان، وأكاديميات التدريب البحري النخبوية، التي تُدرّب مقاتلي الحوثيين وتُزوّدهم بتدريبات على الطائرات المسيّرة، أحد ركائز هذه الحملة.

على إسرائيل أيضًا استهداف البنية الأساسية الحيوية، ومخابئ الأسلحة الحوثية، لا سيما في جنوب عدن، لتعطيل القيادة والسيطرة. وينبغي أن تشمل الأهداف ذات الأولوية ما أعلن عنه من صواريخ بعيدة المدى، وطائرات مسيرة متفجرة، وصواريخ قدس-5 والمندب التي زوّدتها إيران، إلى جانب منشآت الإنتاج والتخزين المشيدة تحت الأرض. وكما فكّكت إسرائيل شبكات أنفاق حماس وحزب الله، ينبغي عليها استهداف أنفاق الحوثيين الممتدة من بيت الفقيه إلى سواحل الحلي، التي تستغل لإخفاء المقاتلين، ونقل الأسلحة، وشن هجمات من المناطق المدنية.

إن استهداف المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، التي تستضيف جماعات مدعومة من إيران، مثل ألوية الأشتر الشيعية البحرينية، ستقوض الحوثيين من تحويل اليمن إلى مركز تدريب رئيسي جديد للإرهاب.

الوقت عنصر حاسم. بينما يدعم آيات الله الحوثيين في حملتهم لإحياء شبكة وكلائهم، لا يمكن لإسرائيل أن تكتفي بما حققته. إن اعتماد استراتيجة هجومية تجمع بين الاستخبارات، والضربات الدقيقة، والتوسع البحري، والشراكة الإقليمية ستحول دون تمكن الحوثيين من التحول إلى نموذج أقوى من حزب الله. ستسهم هذه الإجراءات، على المدى القصير، في منع وكلاء إيران من العودة مجددًا، وتأمين حدود إسرائيل الجنوبية، وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها على المدى الطويل.


أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القوات المدعومة من الإمارات تسيطر على حزام النفط في الجنوب ما يُعيد تشكيل الحرب وميزان القوى في الخليج

قال جيمس جين على موقع جيروزاليم بوست، في 10 ديسمبر 2025، إن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، شنّ هجومًا عسكريًا في جنوب اليمن، ...