الجمعة، 12 ديسمبر 2025

اليمن على مفترق طرق بعد تحذير نتنياهو من التهديد الحوثي

تناول موقع i24news، في 5 نوفمبر 2025، التصريح الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل عازمة على إزالة التهديد الحوثي، لم يمر مرور الكرام في اليمن. يشير هذا التصريح إلى أن المشهد الأمني ​​في البحر الأحمر قد يشهد تحولًا محتملًا، حيث تتقاطع الديناميات المحلية مع الاستراتيجيات الإقليمية والدولية.

أشار الموقع إلى أن الكثير من اليمنيين يلاحظون تراجعًا نسبيًا في التوتر الإقليمي عقب التطورات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة، معتقدين أن خطر اندلاع المواجهة الشاملة قد تراجع.

إن تصريح نتنياهو يعيد المخاوف من تجدد الصراع، واحتمالية التصعيد تثير بين المدنيين الذين يعيشون بالفعل حربًا تقترب من العقد، مخاوف بشأن الغارات الجوية، وتعطيل طرق التجارة، ونقص الوقود والغذاء، وتأخير مفاوضات إعادة الإعمار، والرواتب التي طال انتظارها، كما تخشى العائلات التي استعادت أخيرًا الإحساس بالاستقرار من الانزلاق مجددًا إلى عدم الاستقرار والضغط الإنساني.

لفت الموقع الانتباه إلى أن رسالة إسرائيل تمثل فرصةً وغموضًا في آنٍ واحد للقوات المناهضة للحوثيين، ومن بينها المجلس الانتقالي الجنوبي، والقوات الحكومية، والمقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح. تشترك هذه القوى في معارضتها لسيطرة الحوثيين، لكنها مختلفة في الرؤى الاستراتيجية المتعلقة بمستقبل اليمن السياسي.

قد تُعيد المواجهة التي تشمل إسرائيل تشكيل الأولويات الداخلية، وتؤثر على التحالفات الإقليمية، وتضغط على الفصائل المناوئة للحوثيين لتوضيح مواقفها. قد يرى البعض أن الضغط الخارجي على الحوثيين يُعزز موقفهم؛ بينما يخشى آخرون أن تُعقّد الديناميات العسكرية الجديدة الترتيبات السياسية الجارية وتُقوّض التوازنات المحلية الناشئة.

إن تحذير نتنياهو بالنسبة للحوثيين هو أداةً دعائيةً فعّالة، وقد أطَّرت وسائل إعلامهم البيان بالفعل على أنه تأكيدٌ لدورهم في مواجهة إسرائيل باعتبارهم جزءًا من "محور المقاومة". تكثّفت الخطابات في صنعاء، التي تستحضر فلسطين وتصور الحوثيين على أنهم مدافعين في الصفوف الأمامية للمواجهة.

يبدو أن الجماعة تستغل هذه السردية؛ لتبرير تعزيز تسليحها بشكل أكبر، وتشديد الرقابة الداخلية، وحشد الدعم الشعبي. رغم تفاوت تأثير هذه الرسالة في مختلف أنحاء اليمن، إلا أنها لاقت رواجًا كبيرًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يهيمن الإعلام والرسائل الأيديولوجية بقوة.

الحسابات الإقليمية والدولية

حسب الموقع، ستتعامل السعودية، التي تسعى إلى تهدئة طويلة المدى وتركز على أولوياتها اقتصادية، مع أي تصعيد بحذر، بينما تواصل الإمارات، التي لها مصالح استراتيجية على طول الساحل الجنوبي لليمن، التركيز على الأمن البحري. بالنسبة للدولتين الخليجيتين، يُنذر أي صراع مفاجئ باضطرابات تجارية وتحديات في مجال أمن الطاقة، وتواجه واشنطن توازنًا معقدًا، إذ لا ترغب في أن يبقى البحر الأحمر مهددًا، لكنها أيضًا حذرة من التورط في مواجهة طويلة الأمد في ساحة إقليمية أخرى.

قد لا يُشير تصريح نتنياهو إلى عمل عسكري وشيك، لكنه يُؤكد على موقف إسرائيلي أكثر حزمًا تجاه الأطراف المسلحة في اليمن، وسواءً أكانت الفترة المقبلة تحمل مناورات دبلوماسية أم ردودًا استراتيجية محدودة، ثمة حقيقة واحدة جلية: يُنظر إلى اليمن على نحو متزايد باعتبارها ساحة رئيسة في صراع أمني جيوسياسي وبحري أوسع، وليس فقط من منظور إنساني أو سياسي محلي.

سيعاد تشكيل استقرار البحر الأحمر ومستقبل اليمن مجددًا من خلال ديناميات القوة المتغيرة والاستراتيجيات الإقليمية، ومع تطور الأحداث، قد تُعيد الأسابيع المقبلة تعريف قواعد الاشتباك وتشكيل المشهد الأمني ​​الأوسع في أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم.


أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القوات المدعومة من الإمارات تسيطر على حزام النفط في الجنوب ما يُعيد تشكيل الحرب وميزان القوى في الخليج

قال جيمس جين على موقع جيروزاليم بوست، في 10 ديسمبر 2025، إن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، شنّ هجومًا عسكريًا في جنوب اليمن، ...