الجمعة، 12 ديسمبر 2025

الهجمات الإسرائيلية ليست وحدها ما يثير قلق الحوثيين

ذكر موقع القناة 14 الإسرائيلية، في 22 أكتوبر 2025، أن الهجمات الإسرائيلية ليست السبب الوحيد لقلق الحوثيين، فخلف الكواليس، يُدبّر خصومهم في اليمن المؤامرات. تسيطر جماعة طارق صالح، المناوئة للحوثيين، على مساحة شاسعة في غربي اليمن، بالإضافة إلى عدة جزر صغيرة قبالة سواحل البلاد، ومن بينها جزيرة زقر، التي أصبحت الآن محط الأنظار.

 نُشرت هذا الأسبوع صورٌ التقطتها الأقمار الصناعية لمدرجٍ جديدٍ بُني على جزيرة زقر، ويُفترض أنه سيُستخدم لشنّ غاراتٍ جوية -ربما حتى من إسرائيل -على جماعة الحوثيين "الإرهابية" في اليمن. حتى الآن، لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن بناء الميناء، ولكن وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، رست سفينةٌ مُسجّلة في دبي أخيرًا بالقرب من الميناء الجديد قبل نحو أسبوع، وهو ما قد يُعد دليلًا آخر على هوية الضالعين في هذا الشأن.

جماعة طارق صالح، التي تُسيطر، كما ذُكر، على الجزيرة التي بُني عليها المطار، هي في الواقع وكيل للإمارات، ولهذا نراها مُزوّدةً بالكثير من المعدات العسكرية والأسلحة الثقيلة. تستثمر الإمارات إلى حد كبيرٍ في الحياة المدنية في اليمن، وتُنشئ بنية أساسية مدنية في الأراضي التي يُسيطر عليها طارق صالح.

الحوثيون، كما هو معروف، وكلاءٌ لإيران، التي تستخدمهم لتهديد الإمارات - ومن هنا ينبع العداء، والآن، بعد أن ضعف المحور الشيعي، يبدو أن خصوم إيران يُشحذون سكاكينهم.

في سياق متصل، أشار موقع ماكو العبري، في 20 أكتوبر 2025، إلى أن الإمارات شاركت بالفعل في بناء مسارات جوية أخرى في المنطقة. لقد نسب إليها أيضًا تشييد مدرج يسمح بهبوط الطائرات الكبيرة بصفة خاصة في مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر في اليمن.

توجد مشاريع مماثلة أيضًا في ذباب، جزيرة ميون في مضيق باب المندب، وجزيرة عبد الكوري في المحيط الهندي. تقع هذه المناطق تحت سيطرة الحكومة المناهضة للحوثيين والمعترف بها دوليا.

إلى جانب الاعتبارات العسكرية، يبدو أن السيطرة على زقر، وخاصة المسار الجوي الذي قد يُستغل أيضاً في مكافحة تهريب الأسلحة الموجهة للحوثيين، نجحت القوات المناهضة للحوثيين العام الماضي في إيقاف كثير من الشحنات التي كانت في طريقها إلى جماعة الحوثيين. يهدف الحضور الجوي في الجزيرة إلى تعزيز هذه القدرات، خاصة أمام ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، الذي يشكل محورًا مركزيًا للتهريب.

قالت الباحثة إليونورا إرديماني، من المعهد الإيطالي للدراسات السياسية لوكالة أسوشييتد برس: "إن احتمال شن هجوم شامل على الحوثيين، بدعم من التحالف السعودي، ليس مستبعدًا، لكنه لا يبدو في المدى المنظور"، وأن "النقطة الأكثر أهمية هي أن إنشاء مثل هذه البنية الأساسية في زقر قد يساعد في مكافحة التهريب، وخاصة الأسلحة".

من جانبه، أشار موقع emess، في 20 أكتوبر 2025، إلى أن قاعدة زقر الجديدة قد تُعزز قدرة التحالف على مراقبة حركة السفن، وكبح أنشطة الحوثيين التي تُهدد هذا الطريق التجاري الحيوي، وتُقدر مصادر أمنية أن هذه الخطوة تعكس مساعي الإمارات لتعزيز نفوذها البحري في المنطقة، مع الحد من النفوذ الإيراني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القوات المدعومة من الإمارات تسيطر على حزام النفط في الجنوب ما يُعيد تشكيل الحرب وميزان القوى في الخليج

قال جيمس جين على موقع جيروزاليم بوست، في 10 ديسمبر 2025، إن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، شنّ هجومًا عسكريًا في جنوب اليمن، ...