ذكر موقع سيروجيم العبري، في
27 نوفمبر 2025، أن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، كشف أن إسرائيل ليست على مسار
السلام مع سوريا، نظرًا لوجود قوى داخل حدودها تدرس شن غزو بري لمستوطنات الجولان.
ووفقًا لتقرير استعرضه برنامج "هذا الصباح" على قناة "كان ريشيت
بيت" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، فقد صرح كاتس بذلك في نقاش سري للجنة
الشؤون الخارجية والدفاع.
ووفقًا
لتصريحات الوزير في ذلك النقاش، فإن الحوثيين من بين القوى الناشطة في سوريا
ويُنظر إليهم على أنهم يمثلون خطرًا بتنفيذ غزو بري لشمال إسرائيل. وأضاف كاتس أن
إسرائيل تأخذ هذا السيناريو بعين الاعتبار عند اتخاذها قرارات للدفاع عن حدودها
الشمالية.
وفي هذا السياق، قال يوسي منشروف على موقع x، في 27 نوفمبر 2025، أن هذا
الكشف يعد علامة فارقة في المواجهة المستمرة بين إسرائيل والحوثيين.
وأشار إلى نشر
تقارير كثيرة، أثناء حرب غزة، حول خطط طهران لتشجيع غزو بري للحوثيين من سوريا
(قبل إزاحة الأسد من منصبه في ديسمبر2024)، بالإضافة إلى جهود مماثلة تشمل
ميليشيات أخرى تعمل من الأردن. ومع أن هذه الخطط لم تتحقق، يبدو الآن أن محور
المقاومة بقيادة إيران يستغل ضعف سيطرة النظام السوري الجديد لإعادة ترسيخ وجوده
في سوريا. بمجرد أن تتهيأ الظروف، من المنطقي تمامًا أن يسعوا مجددًا لشن هجوم بري
على إسرائيل من الأراضي السورية.
وأضاف منشروف أن
تصريح الوزير كاتس يشير إلى يقظة إسرائيلية شديدة ورصد استخباراتي دقيق لنشاط
الحوثيين. تضغط إدارة ترامب على إسرائيل لوقف عملياتها في سوريا في إطار جهودها نحو
إبرام اتفاق مع نظام الشرع. مع ذلك، يبدو أن إسرائيل لا تملك خيارًا سوى اتخاذ
إجراءات استباقية للتأكيد على أنها لن تتسامح مع ترسيخ الحوثيين في سوريا. يتماشى
هذا النهج مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية المُحدثة، التي تشكلت بفعل الدروس المستفادة
من حرب غزة، التي ترفض وجود أي عناصر إرهابية على طول حدود إسرائيل. يُعدّ تحييد
حماس والجهاد الإسلامي في سوريا أمرًا بالغ الأهمية، وينبغي على إسرائيل أن تشترط في
أي اتفاق مستقبلي مع الشرع إبعاد جميع عناصر محور المقاومة عن الأراضي السورية.
يشير خطاب النظام الإيراني إلى أن التخطيط جارٍ لهجوم بري محتمل متعدد الجبهات على
إسرائيل. وبناءً على ذلك، يجب على إسرائيل أن تطبق بالكامل عقيدتها الأمنية المُحدثة،
التي صاغتها عبر التضحيات والخسائر الفادحة.
أحمد الديب
باحث في الشأن الإسرائيلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق