الجمعة، 12 ديسمبر 2025

القوات المدعومة من الإمارات تسيطر على حزام النفط في الجنوب ما يُعيد تشكيل الحرب وميزان القوى في الخليج

قال جيمس جين على موقع جيروزاليم بوست، في 10 ديسمبر 2025، إن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، شنّ هجومًا عسكريًا في جنوب اليمن، وسيطر على محافظة حضرموت الغنية بالنفط والموارد.


وذكر أن هذا التحول الكبير في موازين القوى داخل اليمن قد يُؤدي إلى تداعيات إقليمية واسعة النطاق. كما قال إن سيطرة المجلس ستؤدي إلى تقليص النفوذ السعودي في اليمن. حتى الآن، لم تظهر أي توترات بين السعودية والإمارات على خلفية هذه التطورات. ويسعى المجلس الانتقالي إلى تخفيف المخاطر الناجمة عن ذلك لاسترضاء السعوديين.


وأشار جين إلى أن العلاقات بين الدولتين السنيّتين الأكثر نفوذًا في المنطقة تبدو مستقرة، على الأقل في المدى القريب، إلا أن تراجع النفوذ السعودي في جنوب اليمن قد يُؤدي إلى توترات مستقبلية.


من غير المرجح أن يسهم صعود المجلس الانتقالي وإنشاء جنوب يمني مستقل في إضعاف الحوثيين.


وفيما يتعلق بموقف الحوثيين من هذه التطورات، قال إنهم لم يتأثروا عسكريًا بهذا التغيير إلى حد كبير، وبالنسبة لهم لا يوجد اختلاف يذكر في الحرب الأهلية الدائرة سواء قاتلوا قوات مدعومة من السعودية أو من الإمارات، أو عناصر قبلية أو جهادية أخرى موجودة في جنوب اليمن.


ولفت إلى أن الغارات الجوية السعودية على بنية الحوثيين الأساسية، ولا سيما في عاصمتهم صنعاء، كانت من أهم عوامل ردع وإضعاف قدراتهم العسكرية. وقد يؤدي تراجع النفوذ والدافع السعودي في الجنوب إلى خفض أولوياتها فيما يتعلق بمهاجمة الحوثيين.


كما أن الحوثيين ليسوا هدفًا سهلًا لاجتياح عسكري تقليدي، نظرًا لأن مواقعهم محصّنة بسلاسل جبلية شاهقة، لا يمكن اجتيازها في الغالب إلا عبر طريق واحد. وهذا يمنحهم مواقع دفاعية سهلة في مواجهة أي توغل محتمل للمجلس الانتقالي نحو الشمال.


وفيما يتعلق بتداعيات ذلك على إسرائيل، قال جين “من غير المتوقع أن يكون لهذه التطورات تأثير مباشر على إسرائيل فيما يتعلق بإرهاب الحوثيين، بما في ذلك إطلاق الصواريخ الباليستية واستهداف السفن في البحر الأحمر، إذ لا تزال الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران، تحافظ على المستوى نفسه من النفوذ السابق”.


السباق نحو حضرموت: الاستقلال وجميع الخيارات مطروحة على الطاولة

نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم“، في 8 ديسمبر 2025، ما قاله مصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي حول احتمالية إعلان استقلال جنوب اليمن مجددًا، وقال إن “جميع الخيارات مطروحة، وسوف نلتزم بمطالب شعبنا”. في حين لم يستبعد المصدر إمكانية الحوار مع الحكومة المنفية من صنعاء.


وأضاف أن: “ما حدث في محافظتي حضرموت والمهرة، شرقي اليمن، هو إعادة انتشار للقوات في ساحة العمليات العسكرية، بعد اكتشاف عدة خلايا إرهابية تابعة للحوثيين والقاعدة وداعش”.


وقال صحفي من جنوب اليمن للصحيفة، “إن ما حدث في جنوب اليمن أمر طبيعي. هناك قوات المنطقة العسكرية الأولى، وهي قوات رسمية تابعة لليمن، يُفترض أن تواجه ميليشيا الحوثي. لكنها فعلت النقيض”.


في سياق متصل، ذكر موقع يديعوت أحرونوت، في 8 ديسمبر 2025، أن الحوثيين يراقبون ما يجري في الجنوب، ويزعمون أن السعودية والإمارات “تتقاسمان النفوذ والثروة فيما بينهما تحت رعاية أمريكية وبريطانية، بينما يواجه الشعب اليمني واقعًا مأساويًا من الانهيار وتدهور الخدمات”.


تحضيرات سعودية محتملة لجولة حرب جديدة ومخاوف إسرائيلية من "حزب الله" جديد في اليمن - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/25989

دعم الحوثيين لا يقتصر على الخبراء الإيرانيين

قال دورون بيسكين على قناته على تليجرام، في 5 ديسمبر 2025، إن قوات الأمن في مطار عدن ألقت القبض مؤخرًا على ثلاثة “خبراء” كولومبيين حاولوا مغادرة اليمن، بعد أن دخلوا من مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين. ووفقًا لمصادر أمنية، فإنهم على صلة بشركة “فيغا سوفت” التي يديرها عادل المؤيد، أحد مهندسي صفقات التوريد للجماعة.


وأفادت التقارير أن الشركة والفريق الأجنبي ساعدا في جلب معدات اتصالات بتقنيات عسكرية متطورة -أنظمة رسم خرائط وتوجيه الصواريخ وطائرات مسيّرة -كما دربا عناصر أمن واستخبارات حوثيين على طريقة تشغيلها. وتُقدم عملية الاعتقال في عدن على أنها “ضربة استخباراتية” للشبكات الخارجية، التي تغذي آلة الحوثيين العسكرية، وتدل على أن دعم الجماعة لا يأتي فقط من طهران، بل أيضًا من شركات وخبراء أجانب يتقاضون رواتبهم في الخارج.


تحضيرات سعودية محتملة لجولة حرب جديدة ومخاوف إسرائيلية من "حزب الله" جديد في اليمن - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/25989

شراكة أرض الصومال قد تُحدث تغييرًا جذريًا في مواجهة إسرائيل للحوثيين

أصدر معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، في 18 نوفمبر 2025، تقريرًا مطولًا حول صوماليلاند وأهميتها في مجابهة الحوثيين، وأشار فيه إلى أن المسافة بين مياه صوماليلاند وأراضيها ومناطق سيطرة الحوثيون في اليمن، كميناء الحديدة على سبيل المثال، تبلغ ما بين 300 و500 كيلومتر تقريبًا. إن حقيقة أن دول الخليج والولايات المتحدة وإسرائيل - كلٌّ على حدة - حاربت الحوثيين في السنوات الأخيرة دون حسم للمعركة، تمنح موقع صوماليلاند وقدرتها المحتملة على العمل انطلاقًا من أراضيها أهمية عالمية كبيرة وعامل حاسم محتمل.

وذكر التقرير أن أراضي صوماليلاند لديها مقومات تؤهلها لأن تكون قاعدة أمامية لمجموعة متنوعة من المهام: مراقبة الحوثيين استخباراتيًا، ورصد جهودهم لتعزيز مواقعهم؛ وتوفير الدعم اللوجستي للحكومة اليمنية الشرعية في حربها عليهم؛ وقاعدة للنشاط العملياتي المباشر ضدهم - هجوميًا وإحباط هجمات الحوثيين في البحر أو باستخدام الطائرات المسيرة. ويمكن ملاحظة التشابه الواضح مع تحالف إسرائيل القوي مع أذربيجان، الذي عزز إلى حد كبير قدرة إسرائيل الاستراتيجية والعملياتية في مجابهة التهديد الإيراني. قد تكون صوماليلاند بمثابة حجر الزاوية لإسرائيل في مواجهة التهديد الحوثي.

وأشار معهد دراسات الأمن القومي إلى أن إسرائيل بحاجة إلى حلفاء في منطقة البحر الأحمر، من بين أمور أخرى، للتحضير للحملة القادمة ضد الحوثيين. تُعدّ أرض الصومال مرشحًا مثاليًا لهذا التعاون، إذ قد تُتيح لإسرائيل بيئة عمل مناسبة للتعاون بالقرب من مسرح العمليات. ولكن إلى جانب التعاون الأمني، تتمتع العلاقات مع صوماليلاند بإمكانيات اقتصادية وأيديولوجية مهمة للأمن القومي الإسرائيلي، نظرًا للمعادن الموجودة في أراضيها، ورغبتها في إقامة علاقات مع السكان المسلمين في المنطقة. لذلك، ينبغي على إسرائيل العمل على توسيع نطاق التعاون مع هذا الكيان، ويفضل أن يكون ذلك على نحو مثالي بالتعاون مع الإمارات والولايات المتحدة.

كما ذكر أن صوماليلاند قد تشكل نقطة تحول في معركة إسرائيل ضد الحوثيين.

احمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي 

الولايات المتحدة تُجهّز الجيش السعودي تحسبًا للتحدي الحوثي

ذكر موقع نتسيف نت، في 29 نوفمبر 2025، أن كثير من المحللين يقدرون أن الحوثيين سوف يستأنفون قريبًا أعمالهم العدائية ضد السعوديين، نظرًا للظروف الاقتصادية المتردية، ولا سيما بعد أن ألحقت إسرائيل ضررًا بالغًا بمصادر دخل الجماعة الرئيس، مما أدى حاليًا إلى التوقف عن صرف رواتب المقاتلين في الميدان، الذين ينفد صبرهم تدريجيًا، فضلًا عن ولائهم ورغبتهم في إطاعة أوامر كبار المسؤولين الفاسدين الذين يتقاضون رواتبهم من أموال الدولة، مما يترك خزينة الدولة خالية من العملات الأجنبية.

ونظرًا لإدراك السعودية والولايات المتحدة احتمال استئناف الأعمال العدائية قريبًا، وانطلاقًا من الوعي التام بفشل الجيش السعودي فشلًا ذريعًا في مواجهة الحوثيين، مع أنه يمتلك أحدث الأسلحة التي تزوده بها الولايات المتحدة بكميات غير محدودة، فقد تقرر على أعلى المستويات إجراء مناورة عسكرية كبرى، على الأراضي الأمريكية، تُجرى فيها تدريبات على الخطوط العريضة لاستئناف قتال الحوثيين على الحدود الجنوبية للمملكة.

وأشار الموقع إلى أن الجيش السعودي أرسل قوات مدرعة إلى الولايات المتحدة، وركزت المناورات على رفع مستوى الجاهزية العملياتية، وتبادل الخبرات، وتكامل العمليات المشتركة في بيئات قتالية مختلفة. بناءً على طبيعة التدريبات، يبدو أن السعودية "اشترت" خدمات استشارية من الولايات المتحدة لإدارة الحرب ضد الحوثيين في حال اندلاعها.


أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

السعودية تدرس العودة مجددًا إلى قتال الحوثيين

قال شمعون شيرمان على موقع Jewish News Syndicate، في 25 نوفمبر 2025، إن السعودية تتجه نحو إعادة تأكيد سيطرتها البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بعد فترة من الهدوء المتوتر. لقد بدأت الرياض، في 15 نوفمبر، تحضيرات لنشر قواتها في الممر المائي، تزامنًا مع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي يُشدد العقوبات على اليمن.

ووفقًا لمسؤولين عسكريين في البحرية التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والمتمركزة في عدن، أصدرت السعودية تعليماتٍ للوحدات البحرية المتحالفة معها للاستعداد لمهام تفتيش مشتركة للسفن المتجهة إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون. بدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تُحوّل هذه العمليات إجراءات التفتيش من جيبوتي إلى أعالي البحار، مما يزيد من المخاطر العملياتية ويضع ضغطًا مباشرًا على الحوثيين.

تتوافق الخطوات السعودية مع عقوبات الأمم المتحدة الجديدة التي تُجيز صراحةً الصعود إلى السفن وتفتيشها في المياه الدولية. يُمثل الجمع بين الغطاء القانوني وتنسيق التحالف والتحضير العسكري السعودي ضغطًا استراتيجيًا لتشديد الخناق على العمليات البحرية للحوثيين.

في الوقت نفسه، كثفت السعودية حملتها الإعلامية. ووفقًا لمعهد الشرق الأوسط (IIMES)، خصصت الرياض "ملايين الدولارات" للضغط على منصات التكنولوجيا لتفكيك الشبكات الموالية للحوثيين.

صرح الخبير في الشؤون الإيرانية في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، الرائد (احتياط)، ألكسندر غرينبرغ، لـ JNS أن التصعيد السعودي يشير إلى جاهزية لتحدي المحور الإيراني الحوثي بصورة مباشرة: "وفقًا لهذه التقارير، يعتزم السعوديون شن عملية واسعة النطاق ضد الحوثيين. إذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك مؤشرًا واضحًا على عدم اكتراثهم باتفاقهم مع إيران".

وقال غرينبرغ بأن المشهد الإقليمي قد تغير جذريًا منذ رئاسة ترامب وتفكيك إسرائيل للوكلاء الإيرانيين. وأضاف: "يدرك الجميع أن إيران ضعيفة، لأنها فقدت كل أحجارها على رقعة الشطرنج. لقد فقدت محور مقاومة وردعها".


أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

إسرائيل تتأهب لغزو بري من الحوثيين

ذكر موقع سيروجيم العبري، في 27 نوفمبر 2025، أن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، كشف أن إسرائيل ليست على مسار السلام مع سوريا، نظرًا لوجود قوى داخل حدودها تدرس شن غزو بري لمستوطنات الجولان. ووفقًا لتقرير استعرضه برنامج "هذا الصباح" على قناة "كان ريشيت بيت" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، فقد صرح كاتس بذلك في نقاش سري للجنة الشؤون الخارجية والدفاع.

ووفقًا لتصريحات الوزير في ذلك النقاش، فإن الحوثيين من بين القوى الناشطة في سوريا ويُنظر إليهم على أنهم يمثلون خطرًا بتنفيذ غزو بري لشمال إسرائيل. وأضاف كاتس أن إسرائيل تأخذ هذا السيناريو بعين الاعتبار عند اتخاذها قرارات للدفاع عن حدودها الشمالية.

وفي هذا السياق، قال يوسي منشروف على موقع x، في 27 نوفمبر 2025، أن هذا الكشف يعد علامة فارقة في المواجهة المستمرة بين إسرائيل والحوثيين.

وأشار إلى نشر تقارير كثيرة، أثناء حرب غزة، حول خطط طهران لتشجيع غزو بري للحوثيين من سوريا (قبل إزاحة الأسد من منصبه في ديسمبر2024)، بالإضافة إلى جهود مماثلة تشمل ميليشيات أخرى تعمل من الأردن. ومع أن هذه الخطط لم تتحقق، يبدو الآن أن محور المقاومة بقيادة إيران يستغل ضعف سيطرة النظام السوري الجديد لإعادة ترسيخ وجوده في سوريا. بمجرد أن تتهيأ الظروف، من المنطقي تمامًا أن يسعوا مجددًا لشن هجوم بري على إسرائيل من الأراضي السورية.

وأضاف منشروف أن تصريح الوزير كاتس يشير إلى يقظة إسرائيلية شديدة ورصد استخباراتي دقيق لنشاط الحوثيين. تضغط إدارة ترامب على إسرائيل لوقف عملياتها في سوريا في إطار جهودها نحو إبرام اتفاق مع نظام الشرع. مع ذلك، يبدو أن إسرائيل لا تملك خيارًا سوى اتخاذ إجراءات استباقية للتأكيد على أنها لن تتسامح مع ترسيخ الحوثيين في سوريا. يتماشى هذا النهج مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية المُحدثة، التي تشكلت بفعل الدروس المستفادة من حرب غزة، التي ترفض وجود أي عناصر إرهابية على طول حدود إسرائيل. يُعدّ تحييد حماس والجهاد الإسلامي في سوريا أمرًا بالغ الأهمية، وينبغي على إسرائيل أن تشترط في أي اتفاق مستقبلي مع الشرع إبعاد جميع عناصر محور المقاومة عن الأراضي السورية. يشير خطاب النظام الإيراني إلى أن التخطيط جارٍ لهجوم بري محتمل متعدد الجبهات على إسرائيل. وبناءً على ذلك، يجب على إسرائيل أن تطبق بالكامل عقيدتها الأمنية المُحدثة، التي صاغتها عبر التضحيات والخسائر الفادحة.


أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

قرار إيراني واحد فضح مخطط الحوثيين

قال داني سيترونوفيتش، على موقع يسرائيل هيوم، في 26 نوفمبر 2025، إنه في أعقاب اغتيال رئيس أركان حزب الله في بيروت، أبو علي طباطبائي، برزت مخاوف من احتمال أن يسعى الحوثيون للانتقام من إسرائيل لاغتياله، وعزا ذلك إلى الدعم الكبير الذي قدمه إيران للجماعة "الإرهابية" اليمنية عقب إرساله إلى اليمن عام 2016.

وأشار سيترونوفيتش إلى إن طرح احتمال رد من اليمن يدل على أن نهاية قصة الحوثيين لا تبدو وشيكة. ويضيف أن إسرائيل فشلت في بناء معادلة ردع مع الحوثيين تثنيهم عن مواصلة قصف إسرائيل أو استهداف المصالح الإسرائيلية في منطقة البحر الأحمر، وفي مقدمتها السفن المتجهة إلى ميناء إيلات وتمر عبر مضيق باب المندب على الرغم من هجماتها في اليمن العام الماضي، التي أسفرت عن اغتيال معظم الوزراء ورئيس الأركان.

علاوة على ذلك، إذا رأت إسرائيل إمكانية شن هجوم من اليمن، ردًا على اغتيال مسؤول كبير في حزب الله، فمن الواضح أن التقديرات تشير إلى أن الحوثيين قد يوسعون إلى حد كبير حدود الصراع مع إسرائيل، وسوف يستعدون للمخاطرة بالتصعيد مع إسرائيل، بغض النظر عن الصراع في غزة. تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى علاقاتهم الوثيقة مع طباطبائي، فقد هدد كبار قادة الحوثيين سلفًا بأنهم لن يترددوا في مهاجمة إسرائيل إذا وسّعت هجماتها على حزب الله، وذلك استنادًا إلى رؤيتهم "الشاملة" بأنهم حماة لمحور المقاومة.

قال سيترونوفيتش إن الحوثيين توقفوا عن إطلاق النار على إسرائيل وعلى السفن المارة عبر مضيق "باب المندب" عقب وقف إطلاق النار في غزة، وليس ردًا على العمليات الإسرائيلية التي استهدفتهم وكبدتهم خسائر اقتصادية وأمنية باهظة، إلا أنها جعلتهم "رواد المحور" وقوةً مؤثرة لا يمكن تجاهلها. في ضوء ذلك، يُفترض أنه في حال تجدد الاشتباكات بين إسرائيل وأحد أطراف المحور، قد تشهد "الجبهة اليمنية" تصعيدًا أكبر.

إن سعي إيران أخيرًا لإعادة عبد الرضا شهلائي، قائد اللواء اليمني التابع لفيلق القدس الإيراني، يُشير إلى إدراكها لأهمية الحوثيين باعتبارهم قادرون على خدمة مصالحها في مواجهة إسرائيل، ولهذا الغرض، تسعى إلى إرسال خبراء من الحرس الثوري إلى الحوثيين، لاستغلال الوقت الحالي لتطوير قدراتهم الاستراتيجية.

قد يُشير وقف إطلاق النار من جهة، والحضور الإيراني القوي في العاصمة اليمنية من جهة أخرى، إلى أن الحوثيين غير راضين عن منجزاتهم، ويسعون أيضًا إلى الاستعداد للمواجهة القادمة ضد إسرائيل، وخوضها بقوات محدثة وقدرات أكبر لإلحاق ضرر كبير بإسرائيل.

في ضوء احتمال تنامي قوة الحوثيين، وخاصةً الدعم المعنوي الذي تحظى به قيادتهم بسبب عجز الولايات المتحدة أو إسرائيل عن هزيمتهم، يجب على إسرائيل أن تفترض أنه في أي سيناريو تتفاقم فيه المعركة، ستجد نفسها في مواجهة العدو الحوثي عاجلاً أم آجلاً.

كما يجب عليها، في ظل صعوبة ضرب مراكز ثقل جماعة الحوثي، تطبيق استراتيجية متكاملة تتضمن توسيع "بنك الأهداف" (بما في ذلك الأصول الاستراتيجية)، إلى جانب التحركات الدبلوماسية مع جنوب اليمن والعمل المشترك مع دول الخليج، لتحسين قدرتها على مجابهة الحوثيين، وهو أمرٌ مرجح، كما بيّننا، عاجلاً أم آجلاً.

وقبل كل شيء، يجب على إسرائيل أن تحاول إقناع الإدارة الأمريكية، التي يبدو أنها تفتقر حالياً إلى أي دافع للتصدي لهذا التهديد بعد نتائج الحملة السابقة ضد الحوثيين، بأن الحوثيين لا يزالون يمثلون تهديداً كبيراً لحرية الملاحة في منطقة المضيق، ولذا، ليس أمامها خيار سوى بناء حملة متكاملة ضدهم، لا سيما أنهم يهددون أيضاً النظام السعودي الحالي (الذي يحرص كل الحرص على عدم منح الحوثيين ذريعةً لاستئناف حملتهم ضده).

الخلاصة: الهدوء السائد في الساحة اليمنية خادع. الحوثيون موجودون، ويبتهلون "الفرصةً الملائمة" لمهاجمة إسرائيل إذا جرى تصعيد آخر بين إسرائيل وإيران أو أيًا من قوى المحور الأخرى.


أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

 

قوات يمنية معارضة للحوثيين تدرس الانضمام إلى القوة الدولية في غزة

 

أوردت موقع "كان" العبري، في 25 نوفمبر 2025، أن قوات يمنية مناهضة للحوثيين تدرس الانضمام إلى القوة الدولية في غزة، بناءً على طلب من الولايات المتحدة.

وأشار الموقع إلى ممثلون أمريكيون ناقشوا هذه القضية في منتدى المنامة في البحرين مع ممثلي القوات في جنوب اليمن. وصرح مصدر مقرب من القوات اليمنية لموقع كان الإخباري أن الاقتراح لم يُرفض رفضًا قاطعًا، لكنهم يتوقعون من الولايات المتحدة أن تعوضهم بشئ ما في المقابل - وهو زيادة الدعم في قتالهم ضد الحوثيين، الذين قد يستغلون انضمامهم لتصويرهم على أنهم متعاونين مع إسرائيل.

توقع صحفي في جنوب اليمن أثناء حديثه مع كان الإخبارية انضمام إحدى الفصائل التابعة للإمارات إلى القوة الدولية في قطاع غزة.

تقديرات إسرائيلية: الحوثيون قد يستهدفون إسرائيل بعد تصفية هيثم طبطبائي

ذكر موقع معاريف، في 23 نوفمبر 2025، أن هيثم علي طباطبائي (57 عامًا)، المعروف باسم "أبو علي طباطبائي"، كان الهدف الرئيس للهجوم الذي وقع في عملية "الجمعة السوداء". يُعد طباطبائي من الرعيل الأول لمؤسسي حزب الله، وراكم معرفة وخبرة عسكرية حصيفة في لبنان وسوريا واليمن، وقاد وحدة الرضوان، وهو مدرج على قائمة المطلوبين لدى الولايات المتحدة، ونجا من عدة محاولات اغتيال.

ويوضح الموقع أن طباطبائي الذي وُلد في بيروت لأم من جنوب لبنان وأب إيراني، وترعرع بجنوب لبنان، كان في مهمة عسكرية لدى الحوثيين باليمن عام 2016. ربما أُرسل إلى هناك نظرًا لمهارته، أو لأن حزب الله أراد إبعاده عن المشهد بعد نجاته من محاولة اغتيال في يناير 2015. شارك طباطبائي في تدريب عناصر جماعة الحوثيين بالتعاون مع فيلق القدس الإيراني.

في أغسطس 2016، نشرت مجموعة القراصنة الدولية "أنونيموس" منشورًا عن طباطبائي تضمن صورة تقريبيه له، وطالبت حزب الله بوقف أنشطته في اليمن، بل ودعت إلى استهدافه. في عام 2016، أُدرج اسمه على قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) للإرهابيين العالميين المُصنَّفين بشكل خاص، وفي عام 2018، عرض الأمريكيون مكافأة قدرها ٥ ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عنه.

في يناير 2022، نُشرت تقاريرٌ تبيّن زيفها تُفيد بمقتل طباطبائي في هجومٍ للتحالف العربي في صنعاء. ووفقًا لمركز ألما، عاد طباطبائي بعد خدمته في اليمن إلى لبنان، وصُنِّف بأنه "مسؤول عن غزو الجليل" اعتبارًا من عامي 2019 و2020، أي قائد وحدة الرضوان.

إسرائيل تستعد لتصعيد فوري- ليس فقط من لبنان

ذكر موقع كيبا العبري، في 24 نوفمبر 2025، أن إسرائيل ترفع مستوى التأهب في منظومتها الدفاعية الجوية بعد اغتيال رئيس أركان حزب الله في قلب بيروت، ويستعد الجيش الإسرائيلي لسيناريوهات رد متعددة من الحزب. وأشار الموقع إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يستبعد إمكانية استئناف إطلاق النار من أقصى الجنوب ردًا على اغتيال الطباطبائي الذي كان مقربًا للغاية من الحوثيين. يرى البعض في إسرائيل أن حزب الله سيفضل عدم الرد، لكن اغتيال شخصية بارزة بهذه المكانة يضع الحزب في موقف لا يستطيع معه الصمت، ولا سيما بعد أشهر من ضبط النفس.

في سياق متصل، أشار موقع اينتلي تايمز الاستخباراتي، في 23 نوفمبر 2025، أن ثمة تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن اليمن قد يرد نيابة عن حزب الله في ضوء العلاقات التاريخية التي تربط طبطبائي بتدريب الحوثيين ضمن الوحدة 800- وهي وحدة التدريب الخاصة التابعة لقوة رضوان.

وذكر موقع نتسيف نت العبري، في 23 نوفمبر 2025، أن إسرائيل اغتالت العام الماضي ثلاثة من قادة حزب الله البارزين لدى عودتهم من اليمن، منهم قائد القوات الجوية محمد حسن سرور، الذي أدى دورًا مهمًا في تطوير قدرات الحوثيين الجوية، وباسل شكر، القيادي في وحدة النخبة "رضوان"، والقائد علي عادل أشمر، وهو أقدم خبراء حزب الله في اليمن، ويعمل مستشارًا عسكريًا لجماعة الحوثي.

يرجع أول ظهور لخبراء حزب الله اللبنانيين وضباط الحرس الثوري الإيراني في اليمن إلى عام 2009، بعد تهريبهم سرًا لدعم الحوثيين في حربهم ضد الدولة اليمنية.

في خضم الاضطرابات التي شهدها اليمن بعد احتجاجات عام 2011، وحتى انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية عام 2015، زاد حضور الضباط والخبراء الأجانب، خاصة بعد تسيير 14 رحلة جوية مباشرة بين طهران وصنعاء أسبوعيًا لمدة شهر، قبل أن تتوقف مع انطلاق عملية "عاصفة الحزم".

 

أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

لا رواتب، لا دولة: أزمة عدن تكشف عن مستقبل اليمن المتعثر

ذكر موقع  i24news، في 24 نوفمبر 2025، أن مدينة عدن، التي كانت يومًا ما مركزًا تجاريًا لشبه الجزيرة العربية، تواجه حاليًا انهيارًا اقتصاديًا بطيئًا ومدمرًا. تبخرت الرواتب، والعملة في تراجع مستمر، وتكاليف المعيشة ترتفع أسبوعًا بعد الآخر.

ولكن خلافًا للمعارك التي تتصدر عناوين الأخبار، فإن أزمة عدن صامتة، وحساسة، ومدمرة - تحدث في المنازل، والأسواق، والدوائر الحكومية.

إن شريان الحياة لأي مجتمع - رواتب القطاع العام- على وشك الانهيار. ظل المعلمون، والجنود، والطاقم الطبي والإداري في مناطق سيطرة الحكومة شهورًا بدون رواتب. وحتى عندما يستلموها فإنها تكون قد فقدت كثيرًا من قيمتها بسبب الانخفاض المستمر في قيمة الريال اليمني.

تعتمد كثير من العائلات حاليًا على الاقتراض، أو بيع ممتلكاتهم الشخصية، أو التقليل من وجبات الطعام.

لا تزال عائدات النفط، التي كانت تمثل سلفًا العمود الفقري للنظام المالي الحكومي، مُجمّدة. أدت هجمات الطائرات المُسيّرة الحوثية على موانئ التصدير في شبوة وحضرموت إلى توقف شحنات النفط الخام، مما أدى إلى تجفيف أهم مصدر موثوق للعملة الصعبة.

تصف الشركات المحلية، من متاجر البقالة الصغيرة إلى شركات الاستيراد، الوضع بأنه لا يطاق. انقطاع الكهرباء يُؤدي إلى ارتفاع تكاليف التشغيل. يسعى المستوردون بشق الأنفس لتأمين الدولار بأسعار مُستقرة. المستثمرون الذين عدوا عدن بوابةً للتجارة الجنوبية يترددون الآن، خوفًا من انهيار مفاجئ للنظام المصرفي أو عدم الاستقرار السياسي.

الأثر الإنساني شديد، لكن لا يعلن عنه بشكل كافٍ. يؤكد العاملون في مجال الصحة أن حالات سوء التغذية بين الأطفال في مناطق سيطرة الحكومة تتزايد باطراد، ليس بسبب النزاع بل بسبب الشلل الاقتصادي.

في غضون ذلك، تستمر الاحتجاجات في جميع أنحاء عدن، حيث ينزل موظفو القطاع العام، والمتقاعدون، والعائلات إلى الشوارع مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة منذ فترة طويلة. ويقول المتظاهرون إنه لا خيار أمامهم سوى الاحتجاج بعد أشهر من صمت السلطات.

تتصاعد التوترات الاجتماعية؛ المتقاعدون يقطعون الطرق، والمعلمون يُضربون، وأفراد الأمن يتحدثون عن عدم صرف مستحقاتهم. لا يرى جيل الشباب اليمني أي مستقبل في مدينة لا يمكنها ضمان فرص العمل، والاستقرار، والخدمات العامة الأساسية.

تؤكد السلطات المحلية والحكومة المعترف بها دوليًا أنها تبذل جهودًا لإعادة هيكلة موارد الدولة المالية، ورقمنة الجباية، ومكافحة الفساد.

لكن في غياب اتفاق سلام وطني وسياسة اقتصادية موحدة، تُصبح هذه الجهود أشبه بحلولٍ مُرقعة على سفينةٍ تغرق.

ويبقى السؤال الجوهري: هل عدن قادرة على مواصلة أداء مهامها في ظل هذا المستوى من الضغط الاقتصادي دون اتفاق سلام يُعيد تنشيط عائدات الدولة؟

يُحذّر الخبراء من أن الفرصة تتضاءل. يحافظ السلام الهش على تماسك المدينة اليوم، ولكن الانهيار الاقتصادي يُهدد بتفكيك حتى آخر المؤسسات العاملة.

عدن لا تنهار في لحظةٍ مأساويةٍ واحدة، بل تنهار ببطء، راتبًا تلو الآخر، ومنزلًا تلو الآخر. إذا لم يُعالج قادة اليمن والمجتمع الدولي الملف الاقتصادي بالسرعة التي يستحقها، فلن يكون سقوط المدينة مجرد تكهن. بل سيكون ببساطة فصلًا جديدًا في قصةٍ طويلةٍ ومؤلمة.

 

أحمد الديب

باحث في الشأن الإسرائيلي

القوات المدعومة من الإمارات تسيطر على حزام النفط في الجنوب ما يُعيد تشكيل الحرب وميزان القوى في الخليج

قال جيمس جين على موقع جيروزاليم بوست، في 10 ديسمبر 2025، إن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، شنّ هجومًا عسكريًا في جنوب اليمن، ...