الاثنين، 17 يناير 2022

اليمن في سطور.. وطرق العبور

 تأمَّل الشعب اليمني خلال ثورات الربيع العربي أن يحظى بعيشة هنية وقدر من الحرية، فخرج هاتفاً ضد نظام “صالح” الذي وصفه البعض بالطالح، منادياً بإسقاط نظامه، ورحيل أقاربه وأعوانه؛ الذين استأثروا بالمناصب المهمة تاركين الفتات لباقي الرعية. ومن المهم التأكيد على أن الثورة اليمنية كانت ملهمة وسلمية، رغم وفرة الأسلحة والذخيرة بين الأفراد والقبيلة. وخرج “صالح” في إعلامه منادياً شعبه بأنه لن يترشح من جديد، ولن يعيِّن ابنه حاكماً على اليمن السعيد، ولكن هيهات.. لقد تخلص الشعب من الخوف الذي يلجم ألسنتهم ويقيد تحركاتهم. وبعد اتفاق خليجي نَقَل السلطة لنائبه “هادي”، وحينها نادت الرعية ببناء دولة مدنية. وخلال الفترة الانتقالية التي رعتها دول عتية، عقدت هيئة تسمى “مؤتمر الحوار الوطني” هدفها مداواة جروح البلد الأبي، وإعادة هيكلة الجيش اليمني، وصياغة دستور عصري مع تطبيق العدالة الانتقالية، وإجراء إصلاحات داخلية، ومعالجة القضايا الجنوبية. وانخرطت في هذه الهيئة الحوارية أغلب الفصائل اليمنية. ولكن مخرجات المؤتمر الوطني لم يكترث لها الحراك الجنوبي، أو مليشيا الحوثي، الذي اتهمه “هادي” بتلقي دعم مادي وسياسي من الحرس الثوري الإيراني لإرباك لجنة الحوار الوطني. وما كادت تلوح بوادر الأمل وتظهر في الأفق حتى بدأت العاصفة، لقد شن الحوثيون حرباً شعواء، وسيطروا على العاصمة صنعاء. وما أن وصلوا إلى “عدن” وسيطروا على عدة مدن، حتى تدخلت السعودية بتحالف مع الإمارات العربية، وعدة دول عربية، وأخرى أجنبية؛ لدعم الحكومة الشرعية، وحققوا انتصارات، وأخرجوهم من عدن وعدة محافظات. ثم دخلت اليمن مرحلة جديدة بعد عملية “الرمح الذهبي” والنجاح في تحرير مناطق “الساحل الغربي”، لأن هذا الانتصار لم يكن لصالح الحكومة الشرعية بل للإمارات العربية التي تمكنت بعد ذلك من فرض عيدروس الزبيدي، وأحكمت قبضتها على كل مرفق أمني، وفتحت معسكرات تدريبية بعيدة عن أنظار الشرعية، وهو الأمر الذي زاد من حدة التوتر بين هادي وقوات الحزام الأمني. ولتهدئة الخلاف اليمني – الإماراتي تدخلت السعودية باتفاق سياسي عُرف باتفاق الرياض بين هادي والمجلس الانتقالي. وقام الحوثيون بعد هذا الانشقاق وبمعاونة بعض الرفاق – من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني – بمهاجمة الرياض بالصواريخ الباليستية، وهنا انتبه العالم للخطورة الإيرانية. والسبب في فشل الثورة اليمنية هى القوى المعادية -الداخلية والخارجية- التي أعاقت أحلام الشباب وحولتها إلى سراب مقابل دراهم معدودة أو سلطة موعودة. والطريق إلى العبور يتمثل في عدة سطور، أهمها: أولاً، استدعاء الشخصية اليمنية الحضارية التي تتميز بالقوة والبأس الشديد والتحلي بها في بناء دولة وطنية جديدة. ثانياً، لن تقوم هذه الدولة الوطنية إلا بسواعد كافة طوائف الشعب اليمني، لأن التنوع يخلق القوة، ولن تحقق القوة إلا بالإتحاد. ثالثاً، التخلي عن السلاح والجلوس على مائدة المفاوضات والتوافق حول قرارات تخدم الشعب اليمني مع مراعاة حقوق دول الجيران. رابعاً، الدولة الموحدة لا يستقوي أفرادها بالقوى الخارجية لتحقيق مآرب شخصية، ولذا يجب التخلي عن القوى الإقليمية المنخرطة في الحرب اليمنية، والتأكد من أنها تحقق مصالحها فقط ولا تكترث لمعاناة الشعب. خامساً، لقد وصف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أهل اليمن بأنهم ألين القلوب، وأرق الأفئدة، والإيمان يمان، والحكمة يمانية وهى فضائل فريدة قد يغبطها عليهم باقي المسلمين، ولذا وجب التحلي بهذه الصفات في الممارسات العملية. خاص وكالة رياليست – أحمد الديب – باحث في الشأن الإسرائيلي، ماجستير في اللغة العبرية وآدابها من كلية اللغات والترجمة – جامعة الأزهر.


إقرأ المزيد: https://arabic.realtribune.ru/opinion/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%85%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d8%b7%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%b7%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%b1


https://akhbarak.net/news/2022/01/16/24372516/articles/43415720/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%B1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق