الاثنين، 10 يناير 2022

هل إسرائيل قادرة على مهاجمة إيران بشكل مباشر؟

 القاهرة – (رياليست عربي): ينقسم الشرق الأوسط إلى محورين مهمين يشكلان نظامه الإقليمي، أحدهما هو المحور الشيعي، وتقوده إيران ويضم كلاً من سوريا، وحزب الله اللبناني، وأنصار الله (الحوثيين) في اليمن، والمليشيات الشيعية الناشطة في العراق وساحات مختلفة في الشرق الأوسط، وكذلك الجهاد الإسلامي الفلسطيني رغم هويته السنية. وهذا المحور مُعادٍ بشدة للغرب وأمريكا وإسرائيل وكذلك للمحور السني الآخر الذي يضم عدة دول منها: مصر، والأردن، والسعودية، والإمارات وباقي دول الخليج. 

يتضح لكل ذي لب مدى التعقيدات التي تواجه الشرق الأوسط، وخاصة الصراع بين إيران والسعودية من جهة وإيران وإسرائيل من جهة أخرى. وسوف نستعرض في هذا المقال كيف ستؤول الأمور في نهاية المطاف. يستيقظ العالم كل صباح على أخبار من قوات التحالف بقيادة السعودية تفيد باعتراض وتدمير صواريخ بالستية أو طائرات مسيرة تابعة للحوثيين المدعومين من إيران أو تفجيرات داخل العمق السعودي على منشآت حيوية وكان أخطرها هجوم 14 سبتمبر/ أيلول 2019 الذي قام به الحرس الثوري الإيراني رغم إنكار إيران ذلك.

 ومنذ هذا التاريخ اتخذ الصراع الإسرائيلي – الإيراني منحنى آخر؛ حيث تبين للجانب الإسرائيلي أن هذه الصواريخ والطائرات المسيرة ذات التكلفة المنخفضة، والقادرة على الانعطاف والتخفي من الرادار قد تحدث فرقاً وخاصة في تهديد المنشآت الحيوية داخل إسرائيل ذاتها، وذلك بعد أن أثبتت نجاحها في السعودية. ورغم أن الصراع بين إيران والعالم يدور حالياً حول السلاح النووي إلا أن إسرائيل أيقنت أن هذه الصواريخ هي الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة؛ وذلك لأن إيران حتى لو امتلكت سلاحاً نووياً فمن الصعب استخدامه من الناحية العملية، ولكنه يبعث برسالة لإسرائيل وواشنطن بأننا على الدرب سائرون وإذا هاجمتم فإنا لرادون. دائماً ما نسمع يومياً في الإعلام الإيراني وحلفاءه بأنهم يتوقون إلى زوال إسرائيل، ولكن حقيقة الأمر، أن السياسة الإيرانية تختلف اختلافاً كلياً عما هو متداول في الإعلام. 

وأعتقد أن إيران غير قادرة على مواجهة إسرائيل بشكل مباشر، إلا إذا تعرضت لهجوم، ولكنها تنتهج سياسة الاستنزاف، حيث تحيطها وتطوقها من جميع الاتجاهات بما يسمى محور المقاومة الذي يعلن عن بنوك الأهداف الإسرائيلية. هدد الحوثيون في أكثر من مناسبة بالتعرض للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وحتى إطلاق صواريخ نحو مدينة إيلات جنوب إسرائيل نظراً للتدخل الإسرائيلي في اليمن، وهو ما أثار حفظية إسرائيل وجعلها تتابع مجريات الأحداث في اليمن بشكل عام وما يدور في مضيق باب المندب والبحر الأحمر بصفة خاصة. ومن الدلائل على عدم رغبة إيران في التورط في حرب مع إسرائيل، عدم الرد على مقتل “قاسم سليماني”، و”محسن فخري زاده” رغم توعدها بالرد على إسرائيل مباشرة إذا تبث تورطها، ورغم ورود تقارير تفيد بتورطها إلا أنها فضلت الحرب الباردة ومهاجمة السفن الإسرائيلية مع اتباع سياسة الإنكار المعتادة.

 وفي المقابل قال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية المنتهية ولايته اللواء “تامير هيمان: “إن إيران تمثل تحدياً سواء من حيث التطور المقلق في المجال النووي أو في الآثار الإقليمية على قدرات الصواريخ أرض – أرض والطائرة بدون طيار. ولا يحتاج المرء أن يكون خبيراً عسكرياً لمعرفة هذا التحدي وخاصة أننا تعودنا أكثر من مرة من سماع تصريحات عسكرية من مسؤولين إسرائيلين لضرب أهداف في الشرق الأوسط سواء في العراق أو لبنان أو غزة أو سوريا وحتى خلال الحرب مع مصر. 

وفي هذا السياق قال صحفي هندي لموشيه ديان خلال حوار صحفي، كيف تتحدث علانية عن مخططات عسكرية، حينها قال مقولته الشهيرة: “إن العرب 

لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يستوعبون، وإذا استوعبوا لا يطبقون، وإذا طبقوا لا يأخذون حذرهم”. ولكن يبدو أن العدو هنا مختلف. وهذا الأمر استوعبته إيران جيدًا لدرجة أنها قالت صراحة إن إسرائيل لا يمكنها ضرب طهران لأنها تدرك خطورة آلاف الصواريخ التي ستنهال عليها من محور المقاومة، كما تدرك إيران أيضاً أن السياسة الأمريكية حاليًا تعارض فكرة العمل العسكري وتدعم الحوار السياسي، وهو ما سيقلق فرص نجاح إسرائيل، ناهيك عن أن إسرائيل لم تستفد من التطبيع لا من حيث حشد دول الخليج ضد إيران في حرب موحدة، ولا حتى من استخدام أراضيها كمنصات لضرب إيران، والأكثر من ذلك ما نراه من محادثات بين السعودية وإيران واتفاقات بين الإمارات وإيران وهو الأمر الذي يحول دون مواجهات عسكرية بل أثار مخاوف من ضرب التطبيع عرض الحائط والتوجه نحو إيران. 

ومن هنا يمكن أن نستنتج أن الواقع المؤلم حقيقة ينصب في البلدان التي تتصارع فيها إيران وإسرائيل، ولن تجرؤ إيران على ضرب أهداف ومنشآت حيوية داخل إسرائيل والعكس. خاص وكالة رياليست – أحمد الديب – باحث في الشأن الإسرائيلي – ماجستير في اللغة العبرية و آدابها – جامعة الأزهر.


إقرأ المزيد: https://arabic.realtribune.ru/opinion/%d9%87%d9%84-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%87%d8%a7%d8%ac%d9%85%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%b4%d9%83%d9%84

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق