السبت، 18 يونيو 2022

كل الطرق تؤدي إلى أمن إسرائيل

 القاهرة– (رياليست عربي): اعتمدت إسرائيل منذ أن زرعها الغرب في منطقة الشرق الأوسط على قوة عظمى تكون لها عوناً ضد الدول العربية التي اعترضت على فكرة فرض وجودها في المنطقة بالقوة، وتشريد السكان الأصليين، واستئصالهم من موطنهم بدعوى حقهم الديني والمشروع في استعادة وطنهم. هذه القوى العظمى هى الولايات المتحدة الأمريكية التي قدمت كل أشكال الدعم لإسرائيل حتى تكون قوة قادرة على مجابهة كل الدول العربية مجتمعة. وأثبتت الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد الدول العربية الدعم الأمريكي اللامتناهي لها. وتؤكد الولايات المتحدة مراراً وتكراراً على التزامها بأمن إسرائيل وأنه يحظى بدعم من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) لمواجهة التهديدات الإقليمية، ولا تزال تتعهد بضمان تفوق إسرائيل العسكري والنوعي على جيوش المنطقة، ناهيك عن تقديم المساعدات الخارجية والتعاون الدفاعي بين البلدين. جدير بالذكر أن مجلس النواب الأمريكي وافق مؤخراً على تمويل منظومة القبة الحديدية بمليار دولار، وفي هذا الصدد قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والتي تقوم على تحالف المصالح والقيم المشتركة ضرورية لأمن إسرائيل والحفاظ على تفوقها الأمني في المنطقة”. بعد تنامي الدور الإيراني في المنطقة وتزايد المخاوف الإسرائيلية والخليجية من التوسع والسيطرة الفارسية من خلال دعم الطوائف الشيعية ومحاوطة إسرائيل ودول الخليج بحلقات من نار وتذكيرهم دائمًا أن إيران لها اليد الطولى وقد تقوض أمنهم، قام ترامب بدعم ما يسمى بالإتفاق الإبراهيمي وصفقات التطبيع بين عدد من الدول الخليجية وإسرائيل؛ لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي وردع وكلاءها في المنطقة. ولكن السؤال هنا، هل تدعم الولايات المتحدة الأمن القومي العربي كما تدعم الأمن القومي الإسرائيلي؟ تشهد العلاقات بين السعودية والإمارات من جهة وواشنطن من جهة أخرى توترات، وخاصة بعد تخلي ترامب عنهم وعدم الرد على إيران بعد الهجمات المنسوبة للحوثيين على السعودية، وازدات سوءًا بعد تولي إدارة بايدن السلطة، فهنا شعرت الدول العربية أن القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج لا تخدم هذه الدول على الإطلاق بل هى منصات ربما تستخدم ضدهم إذا حاولوا الهجوم على إسرائيل، أو تخدم إسرائيل إذا حاولت إيران الهجوم عليها بشكل مباشر، أي إنها في النهاية تخدم الأمن القومي الإسرائيلي. كما دار الحديث بعد الإتفاق الإبراهيمي عن تحالف إقليمي عربي- إسرائيلي لمواجهة تحديات المنطقة (إيران)، ولكن نعود ونقول، إذا هاجمت إيران أي دولة من دول هذا التحالف، هل ستشترك إسرائيل عمليًا في حرب مع الدول العربية أم أن هذا التحالف يخدم في الأساس ويعزز قوة الردع الإسرائيلية ضد أعداءها، أي أن الهدف الأساسي من التحالف الإقليمي هو الأمن القومي الإسرائيلي. في الآونة الأخيرة أفادت تصريحات بأن بايدن قد يزور المنطقة قريباً، ومن الدول المتوقع زيارتها كانت المملكة العربية السعودية، وهنا أشار البعض إلى أن الولايات المتحدة أدركت خطأ استراتيجيتها مع حلفاءها وسوف تعود الأمور كسابق عهدها، ولكن أرجأ بايدن هذه الزيارة نظراً لجدول أعماله، ولكنه عاد وصرح بأن زيارته المتوقعة إلى السعودية ترتبط بأمن إسرائيل القومي. يتضح من خلال هذا التصريح إلى أن كل ما تتفق عليه الولايات المتحدة مع إسرائيل وهذه البلدان العربية يخدم في الأساس الأمن القومي الإسرائيلي، وتركز هذه الزيارة على إنهاء الحروب إي إنهاء الحرب بين المملكة العربية السعودية والحوثيين في اليمن، وهو الأمر يخدم الأمن القومي الإسرائيلي أيضًا حيث لا يتواني الحوثيين عن الإدلاء بتصريحات تهدد إسرائيل بشكل صريح، والإعلان عن وجود صواريخ بعيدة المدى قد تطال جنوب إسرائيل (مدينة إيلات)، ولكن بعد إنهاء الحرب بينهما، وتعهد السعودية بإعادة إعمار اليمن فحينها سوف تنشغل اليمن بالداخل أكثر من الخارج، وهو ما يبعد التهديد الحوثي ولو مؤقتاً عن إسرائيل ويحقق لها الاستقرار النوعي. ما أود أن أشير إليه في هذا المقال أن تضع الدول العربية نصب عينيها مصالحها وما يخدم أمنها القومي وألا تتوقع من الولايات المتحدة أو إسرائيل تقديم ما يضمن أمن وسلامة دول المنطقة لأنهما في الأساس غير قادران على حماية أنفسهما لو اندلعت مواجهات بينهما وبين إيران ووكلاءها، كما أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تلعب دور شرطي المنطقة، وسارعت إسرائيل بعد انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة قائلة بأنها لن تلعب دور الشرطي بديلًا عن الولايات المتحدة أيضاً، ناهيك عن مدى الخضوع الأمريكي لمطالب إيران تزامنًا مع فشل إدارة بايدن في المنطقة. خاص وكالة رياليست – أحمد الديب- باحث في الشأن الاسرائيلي، مترجم من اللغة العبرية إلى العربية – ماجستير في اللغة العبرية وآدابها.


إقرأ المزيد: https://arabic.realtribune.ru/opinion/%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d9%82-%d8%aa%d8%a4%d8%af%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%85%d9%86-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d9%85%d9%8a

https://akhbarak.net/news/24845668/articles/44215361/%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D8%A4%D8%AF%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق