الاثنين، 14 مارس 2022

هل تستغل إسرائيل الأزمة اليمنية لتحقيق مآرب ذاتية؟

القاهرة – (رياليست عربي): تنصبُّ معظم توجهات الباحثين الإسرائيليين المتعلقة بالشأن اليمني حول تصاعد قدرات الحوثيين الصاروخية، وتهديد السفن الإسرائيلية في  البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والمخاوف من ضرب مدينة إيلات، ولكن من خلال المتابعة رصدنا انعطافة جديدة لدى بعض المحللين، وهي التوجه نحو مقارنة الحوثيين بحركة حماس -باعتبارهما حركتين إرهابيتين كما تدعي- والتحالف العربي وإسرائيل على أنهما ضحايا لهذه الحرب التي تقتل المدنيين وتهدد البنى التحتية. ويشير هذا التوجه إلى سياسة الكيل بمكيالين في التعامل بين الحوثيين والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة، وحماس وإسرائيل من جهة أخرى. يشير بعض الباحثين إلى إن الحوثيون الذين يهاجمون السعودية يستخدمون نفس الطريقة التي تستخدمها حماس في استهداف إسرائيل، وذلك بأي وسيلة ممكنة لقتل الأبرياء وبث الرعب. وحينما ترد إسرائيل على هذه الاعتداءات تبدأ حركات المقاطعة في الظهور، ويصوت أعضاء الكونجرس ضد أي شيء له علاقة بإسرائيل في حين لا يتعاملون بالمثل مع ردود التحالف بقيادة السعودية على الحوثيين المدعومين من إيران. كل رد قدمته إسرائيل على حماس يقابَل بالإدانة، وذلك بخلاف ردود السعودية أو أي دولة في التحالف. فإذا كانت إسرائيل مخطئة في الرد على حماس، فلماذا لم تطالَب بذلك أي دولة أخرى تقاتل الحوثيين؟ وفيما يتعلق بأوجه الشبه بين الحوثيون في اليمن وحماس في غزة أنهما يواجهان جيشاً مسلحاً لديه أفضل التقنيات العالمية ولكن فرصتهما في الفوز منعدمة في هذه المواجهة. ولفت بعضهم إلى أن الحوثيون سيطروا على مناطق من اليمن بالقوة شأنهم في هذا شأن حماس، ووجدوا أنفسهم يقاتلون جيشاً أجنبياً قوياً ومتطوراً، يحاصرهم ويفشل مخططاتهم. يستخدم كلاهما الصواريخ، وعلى الرغم من أنهما غير قادرين على إحداث ضرر وجودي للعدو، إلا أنهما قادران على تعريض سلام المواطنين للخطر. ومن خلال الإمعان في هذه المقارنة يمكن أن نلحظ عدة أمور مهمة للغاية، منها، تسليط الضوء على مظلومية إسرائيل أمام العالم وتغيير الحقائق بأنها تمتلك الحق في فلسطين متناسية أنها اغتصبت حقاً ليس لها بدعوى دينية مختلف عليها بين حاخامات الدين اليهودي في جميع ربوع العالم، وتعد جماعة حراس المدينة (ناطوري كارتا) أشهر من نادت بإنهاء الكيان الإسرائيلي لأنه مخالف للشريعة؛ حيث يعتقدون أن الرب طرد اليهود من الأرض المقدسة بسبب خطاياهم وأي محاولة لإعادتها فهي مخالفة صريحة لإرادة الرب. كما أن ما تقوم به حركة حماس هو حق مكفول لها، ودفاع مشروع عن وطنهم ضد المحتل. وبطلان وجه الشبه بين إسرائيل ودول التحالف يكمن في أن المملكة العربية السعودية تدافع عن حدودها – من وجهة نظرها- ضد الحوثيين المدعومين من إيران الذين يصرحون في جميع المحافل بأنهم سوف يحتلون السعودية ذاتها، ناهيك عن الأطماع الإيرانية في المنطقة. ما الفائدة التي تعود من طرح هذه المقارنة؟ شهدنا في الفترة الأخيرة تحالفات عدة بين بعض دول الخليج وإسرائيل والمتمثلة في التعاون الأمني والاستخباراتي والاقتصادي وحتى السياحي وذلك تحت مظلة اتفاق أبراهام، وبالتالي هل يخدم هذا الطرح حلفاء إسرائيل أم يضرهم؟ أعتقد أنه يضر دول الخليج لأن إسرائيل تنادي بالمساواة بينها وبين دول الخليج في العقاب، وهي بذلك توجه أنظار العالم إلى ما يقومون به من ضربات في العمق اليمني تستحق الإدانة. وربما يكون المقصد من هذا الطرح هو أن يتغاضى العالم عما تفعله إسرائيل في فلسطين شأنها في ذلك شأن دول التحالف بقيادة السعودية في اليمن. خاص وكالة رياليست – أحمد الديب – باحث في الشأن الإسرائيلي – ماجستير في اللغة العبرية وآدابها – مترجم لغة عبرية في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية.


إقرأ المزيد: https://arabic.realtribune.ru/opinion/%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%84-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق