الأربعاء، 4 يناير 2012

السلفية فى مصر وثورة 25 يناير 2011


كتب \ احمد عبدالله الديب

طرح مركز أبحاث " موشيه ديان " لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا تقريراً للدكتور " ميخائيل باراك " أستاذ التاريخ فى جامعة تل أبيب والباحث فى الحركات السلفية والصوفية فى العالم العربي حول السلفيين فى مصر ودورهم فى ثورة 25 يناير , فذكر أن تلك الثورة تعتبر بلا شك نقطة تحول جذرية فى تاريخ التيار السلفي الحديث فى مصر والذى يبلغ تعداده ما يزيد عن مليون شخص , وأضاف أن التيار السلفي يرغب بعودة روح الإسلام وذلك من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية واتباع الثلاثة أجيال الأولى للمسلمين .

كما أشار إلى أن التيار الإسلامي كان مهتماً فى سابق الأمر بإنشاء جيل مسلم يعمل على نشر الدعوة الإسلامية ولكن بعد سقوط نظام مبارك استيقظ السلفيون من سباتهم وقرروا المشاركة فى الحياة السياسية .

وفى السياق ذاته قال بأن التيارات السلفية وخاصة " الجمعية الشرعية " والتى اسست بالقاهرة عام 1912 وجماعة " أنصار السنة المحمدية " والتى تم تأسيسها عام 1926 قد منعتا أعضائها من الإشتراك فى تلك المظاهرات وذلك بدعوى تحريم الخروج عن الحاكم , وذلك بالإضافة إلى دعوة بعض شيوخ السلفية أمثال الشيخ " مصطفى العدوي " المتظاهرين من خلال التلفاز إلى إنهاء الإضرابات , كما وجه الشيخ " اسامة القوصى " رسالة إلى المتظاهرين للعودة إلى بيوتهم .

كما ادعى أن النظام السابق قد تعاون مع الجماعة السلفية فى الخمسة سنوات الأخيرة وذلك بهدف عمل توزان إجتماعي فى مصر بجانب الإخوان المسلمين وذلك لأنهم تميزوا بإيجابية سياسية شديدة وأصبحوا ذو تأثير فى المجتمع المصري مما قد يهدد استقرار النظام حيث قد حازت جماعة الإخوان المسلمين فى الإنتخابات البرلمانية لعام 2005على 88 مقعدا مما شكل إنتصارا كبيرا لهم , وأضاف أن السبب الثاني فى رغبة النظام السابق بالتقرب من السلفيين هو عدم إظهار أى تطلع سياسي يشكل قلق على النظام فى مصر , فى حين ساعد النظام السلفيين فى سماحه لهم بفتح عشرة قنوات فضائية فى عام 2006 وأصبحت ذات تأثير قوي على المجتمع حتى أنها إخترقت كل بيت مصري وأصبح الشيوخ بمثابة نجوم .

وبعد سقوط نظام مبارك وفتح الأبواب لدخولهم إلى الساحة السياسية حاول السلفيون ترجمة قوتهم الإجتماعية  إلى قوة سياسية , ففى 21 أبريل الماضى  أعلنت جماعة " الدعوة السلفية " إقامة حزب سياسي جديد تحت إسم " حزب النور " , ثم تعدد الأحزاب السلفية بعد ذلك كحزب " الفضيلة " وحزب الأصالة " والذى ُأسس فى بداية يوليو , وحزب " الإصلاح " المؤسس فى منتصف سبتمبر وذلك من أجل جعل الشريعة الإسلامية مصدر التشريع الأساسي للبلاد .

كما أشار إلى أن المشكلة الأساسية التى تواجه السلفيون حاليا هى غياب برنامج سياسي يعبر عن رؤية واضحة وأرجع الكاتب ذلك إلى العمل على منع السلفيون فى الإشتراك فى الحياة السياسية لعشرات السنوات , مما دعاهم إلى التعاون والتحالف مع قوى إسلامية آخرى كجماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى احتياج الإخوان المسلمون أيضا للسلفيون بسبب صيتهم الواسع فى المجتمع المصري .

ومن ناحية آخرى تطرق إلى المجلس العسكري وقال بأنه يغض الطرف على الجماعات الإسلامية ومدى قوتها لآنه يخشى فقدان السيطرة السياسية حيث قد هدد حزب النور السلفي فى الأول من شهر أكتوبر الماضى المجلس العسكري بحشد الآلآف من الشهداء فى حين بقى المجلس العسكري فى السلطة .

الخبر تم نشره بجريدة الرحمة وموقع العنكبوت الالكتروني
http://www.alankabout.com/news/2012/01/08/57061.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق