الثلاثاء، 21 يناير 2025

المعلومات الاستخباراتية: عائق إسرائيل الذي منعها من شن هجوم شامل على الحوثيين

العائق الذي يحول دون شن هجوم شامل على الحوثيين

المصدر: موقع والا | تاريخ النشر: 29 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | مقتطف من التقرير


يقدّر الجهاز الأمني في إسرائيل أنه من دون تحالف واسع وهجمات مكثفة فإن الحرب على الحوثيين ستكون أطول مما كانوا يعتقدون، ولتحقيق الردع ثمة حاجة إلى اتخاذ عدة إجراءات: تسريع عمليات جمع المعلومات عن الحوثيين في كل أوساط أجهزة الاستخبارات، وإنشاء مجال جديد من التخصص في منطقة جغرافية بعيدة جدًا عن حدود إسرائيل.

وبالفعل، يمكن التأكيد على أن قسم الاستخبارات تحت قيادة اللواء شلومي بيندر اتخذ عدة إجراءات لإنشاء بنى تحتية مستقلة لجمع معلومات أكثر تركيزًا على الحوثيين، ومن بينها جمع معلومات بمساعدة جيوش أجنبية لها مصلحة في استهداف الحوثيين.

خلال العام الماضي، أثبت الجيش الإسرائيلي أن المانع الوحيد في الحرب على الحوثيين ليس سلاح الجو، الذي أبدى قدرات عظيمة في الهجمات بعيدة المدى، بل الاستخبارات، التي يتعذر عليها تحديد أهداف نوعية مثل البنية التحتية العسكرية والشخصيات البارزة. تؤكد مصادر في الجيش الإسرائيلي أن استهداف البنية التحتية في اليمن في إطار الحرب على الحوثيين هو أمر افتراضي وتفضّل (المصادر) ضرب قيادات الجماعة وقدراتها مباشرة، لكن وفقًا للمعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدى الجيش الإسرائيلي، فإن كبار قادة الجماعة يختبئون في الكهوف، لذلك من الصعب تحديد أماكنهم. وهو نموذج يذكرنا بأنماط عمليات تنظيم القاعدة في أفغانستان.

إلى ذلك، قال المحلل العسكري الإسرائيلي أمير بوحبوط إن مصادر في الجيش الإسرائيلي قالت إن القيادة السياسية في إسرائيل أخفقت حتى الآن في حشد تحالف تقوده الولايات المتحدة، في ظل إدارة بايدن، لتنفيذ هجوم شامل على الحوثيين -ويأملون في حدوث تغيير في ظل إدارة ترامب القادمة. ذكرت المصادر أيضًا لموقع والا أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى الانتقال من رد الفعل إلى عمليات استباقية لاستهداف الحوثيين، وشن سلسلة من الهجمات المركزة لتعطيل عملياتهم التي تستهدف إسرائيل.

وقال أحد المصادر إن إسرائيل، مثل الجيوش الأجنبية الأخرى في المنطقة، لديها فجوة استخباراتية حول الحوثيين، ولذا ثمة إشكالية في تحديد “مراكز الثقل” التي تؤدي إلى تأثير أقوى في الهجمات. أضاف لموقع والا: “إن هجمات القوات الجوية، مهما كانت احترافية، تكلف أموالًا باهظة، ولذا يجب أن يعتمد تشغيلها على معلومات استخباراتية دقيقة في مجال الأفراد، والبنى التحتية “الإرهابية”، والبنى التحتية التي تدعم “الإرهابيين”، ومنعهم من الحصول على الأسلحة. إنه جهد متضافر لكل مجتمع الاستخبارات وسيؤتي ثماره قريبًا”.

وكشفت قناة “كان” الإسرائيلية أن الاستخبارات جنّدت عشرات اليهود من الأصول اليمنية للتعامل مع ما وصفتها بتهديدات جماعة الحوثيين. وأوضحت أن من تم تجنيدهم يفهمون اللغة العربية باللهجة اليمنية، ومنهم من هاجر من اليمن، وبعضهم نشأ في بيت ناطق باللغة العربية باللهجة اليمنية، مشيرة إلى أنهم سيخدمون في شعبة أمان الاستخباراتية، للمساعدة بمواجهة عبر جمع المعلومات الاستخباراتية وفهم الثقافة اليمنية.


حل إشكالية الحوثيين ليس في إيران

المصدر: معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي | تاريخ النشر: 29 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب التقرير: داني سيترينوفيتش[1] | مقتطف من التقرير


نظرًا لعدم فعالية التدابير الإسرائيلية في استهداف الحوثيين والتحدي العملياتي الذي يمثلونه على إسرائيل، طالبت أصوات بارزة في الجهاز الأمني الإسرائيلي بالتفكير في ضرب إيران لأنه سيؤدي إلى وقف إطلاق الصواريخ من اليمن.

لكن داني سيترينوفيتش شكك فيما إذا كان الهجوم على إيران سيغيّر بأي حال حسابات الحوثيين فيما يتعلق بمواصلة أنشطتهم على إسرائيل، وقال إن العلاقة بين إيران والحوثيين أبعد ما تكون عن علاقة راعٍ بوكيل. مع أن إيران تساعد الحوثيين على بناء قوتهم العسكرية، ومن بينها توريد الأسلحة الاستراتيجية، لكن عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات، فإن الحوثيين يحافظون على استقلاليتهم، ولا يأخذون بالضرورة المصلحة الإيرانية في الاعتبار.

أضاف (داني) إن الحوثيين يرون أن عملياتهم التي تستهدف إسرائيل تدخلهم دائرة “الفاعلين الكبار”، سواءًج في نظر بقية أعضاء “المحور” (الذين يتجنب معظمهم استخدام القوة نحو إسرائيل)، أو دول المنطقة التي تدرك أنهم قوة يجب أخذها في الحسبان. علاوة على ذلك، يكاد يكون من المستحيل تقريبًا، إنشاء “معادلة ردع” في مواجهة الحوثيين، الذين لا يملكون ما يخسرونه تقريبًا، كما أن نشاطهم المستمر على إسرائيل والولايات المتحدة يعزز مكانتهم بين السكان المحليين الذين يعانون اقتصاديًا في ظل حكمهم.

لذلك، يبدو أن استمرار النمط الحالي للنشاط الإسرائيلي في اليمن، وحتى الهجوم المباشر على إيران، لن يغيّر حقًا الواقع الحالي في العلاقة بين إسرائيل والحوثيين. إضافة إلى ذلك، فإن الهجوم الإسرائيلي على إيران -قد يدفع القيادة في إيران إلى الرد على إسرائيل، وهو الأمر الذي قد يقود المنطقة إلى حرب شاملة، ومن المشكوك فيه للغاية أن الإدارة الأمريكية الحالية أو المستقبلية ترغب في ذلك حاليًا.

طالب سيترينوفيتش بضرورة تغيير سياسة إسرائيل والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر للحد من نشاط الحوثيين على إسرائيل، وقال إنه يجب أن ترتكز على عدد من المبادئ الأساسية، ومنها:


الاستمرارية: مواصلة استهداف الجماعة “الإرهابية” اليمنية، سواء هاجمت إسرائيل أم لا. ينبغي أن تكون الجماعة وأفرادها في حالة دفاع دائمة (يفكرون دائمًا في الدفاع لا الهجوم). إضافة إلى أنه يجب على إسرائيل دراسة إمكانية تعزيز وجودها الدائم في منطقة البحر الأحمر و/أو شن سلسلة هجمات في اليمن، وألا تكتفي بهجمات متفرقة اتضح أن تأثيرها محدود.

التنسيق: يجب أن تكون نشاطات التحالف أكثر كثافة، وتستهدف مجموعة واسعة من الأهداف التي يستخدمها الحوثيون، وأن يكون التنسيق بين إسرائيل والتحالف مثاليًا، مع التركيز على تحديد “الأهداف الحساسة” التي تلحق أضررًا بالغة بجماعة الحوثيين.

تنويع الأهداف: يجب أن تشعر القيادة الحوثية بأنها مستهدفة، عبر مهاجمة قادة الحوثيين باستمرار، مع التركيز على عناصر من أسرة عبدالملك الحوثي وإخوانه، الذين يشغلون مناصب قيادية عليا في اليمن.

إيران: ليس من الحكمة استهداف إيران، لكن لا شك في ضرورة اتخاذ تدابير لمنعها من تقديم المساعدات العسكرية للحوثيين، وذلك عبر استهداف عناصر فيلق القدس الإيراني الموجودة في اليمن بقيادة عبد الرضا يوسف شهلائي، الذين يقدمون دعمًا كبيرًا في بناء قوة الحوثيين.

الاستخبارات: تتمثل إحدى المشاكل المصاحبة للحرب على الحوثيين في صعوبة الحصول على معلومات استخباراتية نوعية في الوقت المناسب، التي يمكن عبرها إلحاق الضرر بمراكز ثِقل الجماعة. إلى جانب بناء القدرات في هذا المجال، من المناسب تعزيز العلاقات مع دول الخليج، مع التركيز على الإمارات والسعودية، اللتين، حتى لو لم تتمكنا من العمل مباشرة ضد الحوثيين، ستظلان قادرتان على تقديم الدعم الاستخباراتي في ضوء معرفتهما العميقة بالجماعة “الإرهابية” اليمنية.

مزايا وعيوب القوة الصاروخية مقابل القوات الجوية الإسرائيلية

المصدر: موقع كيكار هشبات | تاريخ النشر: 2 يناير 2025 | لغة المصدر: العبرية | مقتطف من التقرير


استثمرت إسرائيل المزيد من الموارد في سلاح الجو وفي أنظمة الدفاع النشطة متعددة الطبقات المضادة للصواريخ، لكنها أهملت نية إنشاء “قوة صاروخية” هجومية كرد فعل محتمل في وقت الحرب.


مزايا القوة الصاروخية


تكلفتها منخفضة مقارنة بتكلفة شراء طائرة.

تشغيلها سريع ولا يتطلب كثير من المهارة والاحترافية.

عدم تعريض حياة الطيارين للخطر، أو المخاطرة بأدوات تكلفتها باهظة.

إمكانية الانتشار في وقت قصير، بخلاف الطائرات.

قدرة هجومية دقيقة: لا تمتلك إيران أو الحوثيون نظام دفاع جوي مثل إسرائيل، وهو ما يزيد القدرة الهجومية.

توازن الرعب: عندما يدرك أعداء إسرائيل أنها تمتلك قدرة هجومية فتاكة وسريعة تشمل كل نقطة في إيران، فإنها سوف تثنيهم عن اتخاذ إجراءات عدائية تجاه إسرائيل.

عيوب القوة الصاروخية


كفاءة تشغيلية محدودة.

الصواريخ هي حل عملياتي يستخدم لمرة واحدة مقارنة بالطائرات المقاتلة التي هي باهظة الثمن ولكنها تستخدم آلاف المرات خلال عقود الخدمة.

تستهدف الصواريخ هدفًا واحدًا في حين يمكن للطائرة المقاتلة الهجوم على عشرات الأهداف.

يمكن خداع الصواريخ عبر الحرب الإلكترونية والسيبرانية.

المواد المتفجرة الموجودة في الرأس الحربي للصاروخ أصغر كثيرًا من كمية القنابل التي يمكن للطائرة المقاتلة حملها وقصفها.

لا تتمتع الصواريخ بالسرية على عكس طائرات الشبح التي يحتفظ بها سلاح الجو الإسرائيلي، التي لا تترك أثرًا.

دقة الصواريخ غير كافية، ولا يمكنها التعامل مع الأهداف المتحركة.

لدى إسرائيل مخزون من الصواريخ الباليستية المعروفة باسم سلسلة صواريخ أريحا 1، 2، 3. وفقًا للتقارير الدولية، فإن صاروخ أريحا 3 يبلغ مداه ما بين 8 -13 ألف كيلومتر، وهو قادر على حمل عدد من الرؤوس النووية والحرارية النووية التي تزن 2500 -3800 كيلوجرام بقوة ما بين 800 كيلو طن حتى 12 ميجا طن من مادة TNT.


الصواريخ قد تكون ضرورية

في سياق متصل قال يعقوب لابين[2] في موقع نقابة الأخبار اليهودية إنه على الرغم من الضربات الدقيقة التي شنها الجيش الإسرائيلي على البنية التحتية للطاقة والموانئ اليمنية، فإن التهديد لا يزال قائمًا. هذا يشير إلى أن التدابير الهجومية الأخرى مثل الصواريخ قد تكون ضرورية.

مع ذلك، حذر إيال بينكو[3]، من أن الهجمات الصاروخية وحدها لن تكون كافية لإنهاء التهديد، وقال لموقع “نقابة الأخبار اليهودية”: “يمكن مهاجمة بنيتهم التحتية، مثل قواعد الصواريخ ومواقع تخزين الأسلحة بالصواريخ. سيؤدي هذا إلى أضرار، ولكنه لن يكون كافيًا لإخضاعهم”. أضاف بينكو، الذي خدم أيضًا في منظمة استخباراتية، “نحن بحاجة إلى هجوم شامل من الجو والبحر”.

مع أن الجيش الإسرائيلي صقل قدرته على تنفيذ مثل هذه المهام، إلا أن هذه العمليات لا يمكن أن تضاهي سرعة الصواريخ ومدى استجابتها الفورية. نظرًا لأنه من المستحيل تجهيز وتنفيذ غارة جوية في غضون دقائق من تلقي معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ أو أمر من الطائرات الحربية، فإن استكمال قدرات سلاح الجو الإسرائيلي المذهلة بقوة نيران الصواريخ يبدو وكأنها خطوة منطقية.

أضاف بينكو أنه يجب قطع خط إمداد الحوثيين عن إيران، ومهاجمة صنعاء، وشل البنية التحتية للحوثيين تمامًا، وأكد أن الهجوم الشامل على الحوثيين “يجب أن يكون في إطار عملية مشتركة بين إسرائيل وأميركا وبريطانيا والسعودية ومصر”.


الصين تساعد الحوثيين في الحصول على أسلحة مقابل العبور في البحر الأحمر دون مضايقات

المصدر: موقع i24news | تاريخ النشر: 2 يناير 2025 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب التقرير: جاي عزرائيل[4] | مقتطف من التقرير


أميط اللثام عن تعاون سري بين بكين والحوثيين، يكشف عن شبكة ضخمة من إمدادات الأسلحة المتطورة التي تهدد استقرار البحر الأحمر. قالت مصادر استخباراتية أمريكية لقناة i24NEWS، إن الجماعة “الإرهابية” اليمنية -المدعومة من إيران -تستخدم أسلحة صينية الصنع في هجماتها، مقابل عدم التعرض للسفن التي ترفع العلم الصيني.

حددت أجهزة الاستخبارات الأمريكية سلسلة توريد معقدة أنشأها الحوثيون في الصين منذ بدء الهجمات في البحر الأحمر. هذه الشبكة تمكنهم من الحصول على مكونات ومعدات توجيه متقدمة لصواريخهم الباليستية وصواريخ كروز.

الأمر الأكثر مدعاة للقلق هو أن قادة الحوثيين يخططون لتصنيع المئات من صواريخ كروز القادرة على استهداف دول الخليج العربي، باستخدام نفس المكونات الصينية. نقلت واشنطن هذه المعلومات مرارًا إلى بكين منذ سبتمبر، ومن بينها قوائم بها تفاصيل حول الشركات الصينية المتورطة في آلية الأسلحة هذه.

وقال مصدر دبلوماسي: “زار مسؤولون حوثيون الصين عدة مرات في الصيف والخريف الماضيين، ربما لعقد اجتماعات مع مسؤولين رفيعي المستوى في النظام”. لمواجهة تقاعس الصين، تهدد الولايات المتحدة الآن بالعمل بشكل مشترك مع إسرائيل لقطع شبكات التجارة الصينية هذه عن النظام المالي العالمي.


إسرائيل تعتزم توسيع الحرب على الحوثيين: “سنواجههم بكل قوتنا”

المصدر: موقع ماكو n12 | تاريخ النشر: 1 يناير 2025 | لغة المصدر: العبرية | مقتطف من التقرير


أفادت عدة تقارير مؤخرًا باستعداد كلٍ من إسرائيل والولايات المتحدة واليمن لتوسيع نطاق القتال ضد الحوثيين، وتشير مصادر في إسرائيل إلى أن الهدف هو الدخول في حملة شاملة وقوية لمواجهة الحوثيين، وقال مسؤول في إدارة بايدن لصحيفة واشنطن بوست إن هناك توقعات بانضمام دول أخرى في الحرب.

موقع N12 علِم أن واشنطن أبلغت إسرائيل نيتها زيادة معدل الهجمات على الحوثيين، واستثمار المزيد من الموارد الاستخباراتية لرصد مجريات الأحداث في اليمن. تريد الولايات المتحدة وإسرائيل بعث رسالة واضحة لزيادة الضغط على الجماعة “الإرهابية” -مع شن هجمات مشتركة من إسرائيل والولايات المتحدة.


نائب رئيس الأركان السابق: لسنا في حاجة لفهم الحوثيين بل يجب أن يفهمونا هم

المصدر: موقع معاريف | تاريخ النشر: 31 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | مقتطف من التقرير


تحدث العقيد (احتياط) عوزي ديان[5] مع أرييه إلداد وليآت رون على راديو 103fm حول الحرب المستمرة لمواجهة الحوثيين في اليمن، وقال: “لسنا بحاجة إلى فهم الحوثيين، ما نحتاجه هو أن يفهمنا الحوثيون. أما التدابير التي يجب على إسرائيل اتخاذها فتتمثل في مهاجمة الجماعة اليمنية بضراوة في محاولة لإقصائهم، وملاحقة قيادتهم أيضًا.

فيما يتعلق بقصف ميناء الحديدة، قال إن القصف غير كاف، وعلينا إغلاق الميناء، لأنه سيؤدي إلى عزل الحوثيين، وقال ديان: “الإجراء الثاني هو تدويل هذا الهجوم الحوثي قدر الإمكان، لأنه في النهاية يضر بالدول الغربية والعربية مثل مصر”. أما الثالث فهو ألا نستهدف الوكيل الحوثي فحسب، بل رأس الأخطبوط في إيران، لنحاسبهم على كل ما يقترفه الحوثيون، وألا ننتظر ترامب.


أداة الحوثيين الإستراتيجية التي تدمرت تمامًا

المصدر: موقع معاريف | تاريخ النشر: 29 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتبة التقرير: شاكيد ساديه[6] | مقتطف من التقرير


في حين تواجه إسرائيل التهديد المتزايد من الحوثيين في شمال اليمن، يشرح أمتسيا برعام، مؤرخ بارز في شؤون الشرق الأوسط من جامعة حيفا، التحركات الاستراتيجية التي تتخذها إسرائيل، وكيف تركز على ضرب أهداف مدنية واقتصادية، إلى جانب المنشآت العسكرية. وفقًا لبرعام، فإن الهدف هو خلق ضغط مباشر وغير مباشر على جماعة الحوثيين التي تتعاون مع إيران ولا تزال تمثل تهديدًا أمنيًا على إسرائيل.

قال برعام “لقد دمرنا برج المراقبة في المطار”. إن برج المراقبة ليس مجرد منشأة تقنية -بل هو أداة حاسمة في أداء الدولة، والضرر الذي يلحق به يقيد النخبة (التي تعتمد على السفر إلى الخارج لتلبية احتياجاتها السياسية والشخصية) والطبقة الوسطى (التي عادة ما تسافر إلى الخارج قد تضررت كثيرًا). هذا لا يثقل كاهل الحياة اليومية فحسب، بل يمثل أيضًا ضغطًا مباشرًا على جماعة الحوثيين.

أوضح برعام أيضا أن التأثير ليس داخليًا فقط “لأن تدمير برج المراقبة يتعذر معه هبوط طائرات النقل الإيرانية (ملاحظة المحرر: لا يوجد أي طيران إيراني مدني يدخل اليمن منذ تدخل التحالف العربي في مارس 2015)، تستخدم هذه الطائرات لنقل أجزاء الصواريخ من إيران إلى اليمن -لاستهداف إسرائيل. إنه إنجاز استراتيجي مهم يمنع المزيد من تعزيز قوة الحوثيين.

وفقًا له، “يجب على إسرائيل الاستمرار في مهاجمة الأهداف المدنية الرئيسة مثل: محطات الطاقة، ومنشآت الموانئ والجسور، اليمن الشمالي دولة إرهابية، وأجهزتها هي المشكلة، وإذا واصلنا تدمير تلك المرافق الحيوية، يمكننا تغيير التوازن وخلق ضغط داخلي يؤثر على قيادة الحوثيين، وفي نهاية المطاف على إيران أيضًا”.


الحوثيون يخوضون حربًا في اليمن ولم يتأثروا بالهجمات التي تشن عليهم

المصدر: موقع هاآرتس | تاريخ النشر: 29 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب التقرير: تسفي برئيل[7] | مقتطف من التقرير


قال تسفي برئيل إنه في حين تهاجم إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة البنية التحتية وقواعد الحوثيين، فإن الأخيرين يواصلون شن حربهم الداخلية، إما على خصومهم السياسيين أو لتوسيع مناطق سيطرتهم، وهم يسعون، دون جدوى حتى الآن، للسيطرة على منطقة تعز الاستراتيجية، وضم مدينة مأرب، والمواصلة من هناك إلى حقول النفط جنوبي اليمن، وتتمثل رؤيتهم في السيطرة على اليمن بأكملها.

وأضاف (برئيل) أن إسرائيل والولايات المتحدة، تعلقان الآمال على إنشاء تحالف غربي وعربي جديد ينهي حكم الحوثيين، لكن حتى الآن أحجمت السعودية والإمارات ومصر عن الانضمام إلى التحالف العسكري الموجود بالفعل.

ذكر برئيل أن الهجوم على ميناء الحديدة أو مطار صنعاء لا يضر بتمويل الحوثيين وخط أنابيب إمدادات النفط فحسب (ملاحظة المحرر: لا يوجد أية أنابيب نفط فعّالة حالية تربط بين مصدر داخلي للنفط وميناء الحديدة، وإذا قصد المصدر النفط المستورد فلا علاقة له بهذه الأنابيب حاليًا)، بل إنها تؤثر أيضًا على ملايين المواطنين في شمال وجنوب اليمن، والشركات التي تعمل فيهما، وعلى قدرة الحكومة اليمنية -المعترف بها -على تقديم الخدمات للمواطنين الخاضعين لسيطرتها. في الوقت نفسه، لم تثنِ الهجمات حكومة الحوثيين عن مواصلة تحصيل الضرائب، والرسوم، والتعريفات عن كل رخصة تصدرها، أو شاحنة تعبر الحدود بين مناطق سيطرتهم وجنوب اليمن. لذلك، إذا أُغلق ميناء الحديدة أو توقفت محطات توليد الكهرباء، فإن المواطنين هم المتضررون أساسًا -لأنهم يضطرون إلى دفع أسعار باهظة مقابل وقود التدفئة أو وقود سياراتهم، ويمكن لجماعة الحوثيين تبرير هذه الزيادة أنها بسبب قصف العدو. هذه الخدعة معروفة جيدًا في واشنطن والرياض، وهي سبب إحجام الولايات المتحدة -حتى الآن -عن تدمير البنية التحتية الاقتصادية، والضغط على السعودية لوقف الهجمات تمامًا، ومحاولة اتخاذ ترتيبات مع الحوثيين.

عام 2019، انسحبت الإمارات من الحرب وسحبت قواتها، وبقيت السعودية فقط في التحالف العربي، وتحولت هي أيضًا في النهاية إلى المسار السياسي مع الحوثيين. بعيدًا عن ذلك، لقد تهاوى الافتراض بأن الجيش الوطني اليمني يمكنه المساهمة في الحملة البرية الأساسية لاستكمال الهجوم الجوي. الجيش اليمني مصطلح نظري، ليس فقط بسبب ضعف قدراته وتجهيزاته الرديئة نسبيًا مقارنة بما يملكه الحوثيون. إن قادته وجنوده هم مجموعة من القبائل، وبعضهم على خلاف فيما بينهم؛ وولاؤهم للقبيلة أو للسياسيين الذين يمثلون القبيلة أشد من ولائهم للحكومة. رواتبهم قليلة، وانشق كثير منهم إلى صفوف الحوثيين لأسباب مالية.

إن انعدام الثقة بالجيش والحكومة عميق للغاية، لدرجة أن إدارة محافظة حضرموت بدأت في تجنيد الشباب لتشكيل ميليشيا محلية بدلًا عن جيش الدولة، وطالبت بالحكم الذاتي. يسيطر “المجلس الانتقالي الجنوبي” تحديدًا على القوة العسكرية الحكومية الرئيسية.

يعارض “المجلس الانتقالي” بشدة أي اتفاق يجعل الحوثيين شركاء في الحكومة، والمحصلة هي أنه من المشكوك فيه تنفيذ الاتفاق الموقّع بين الحوثيين والسعوديين -الذي ينص أحد بنوده على بدء الحكومة اليمنية والحوثيين مفاوضات لتشكيل حكومة مشتركة. لا تنتهي التعقيدات عند هذا الحد، عيدروس الزبيدي هو ربيب الإمارات، التي تختلف أجندتها عن السعودية عندما يتعلق الأمر بمستقبل اليمن. الرياض تحلم بيمن موحد، في حين لا تُخفي أبو ظبي تطلعاتها لإعادة إنشاء جنوب اليمن، الذي سيخضع لنفوذها تمامًا.

يرتكز هذا المفهوم على تحليل واقعي مفاده أنه لا أمل في تشكيل حكومة موحدة في اليمن، وأن فرصة القضاء على حكم الحوثيين ضئيلة أيضًا. إن اختلاف الطموح الاستراتيجي بين السعودية والإمارات، والخلافات الداخلية داخل الجيش اليمني، وخاصة ضعفه، وانعدام ثقة الشعب في الحكومة اليمنية، والتدخل التكتيكي للولايات المتحدة، الذي يفتقر إلى الأهداف الاستراتيجية، ولاسيما أثناء الفترة الانتقالية بين الرئيس بايدن وترامب -يصب في مصلحة الحوثيين.

الحرب في غزة ومشاركة الحوثيين في “وحدة الساحات” وفرت لهم أهم الأصول الاستراتيجية: السيطرة على البحر الأحمر، وتهديد طريق النقل البحري، إضافة إلى تهديدهم المستمر، الذي تحقق بالفعل في الماضي، للسعودية وكل دولة خليجية أخرى تنوي المشاركة في الحرب عليهم. إنها تهديدات “مستقلة” تهدف أساسًا إلى خدمة طموح الحوثيين للسيطرة على اليمن، ولا يعتمدون على الموقف الإيراني ولا يلتزمون به. لذلك، وعلى الرغم من الدعم العسكري الذي يتلقونه من طهران، ليس هناك ما يضمن امتثالهم لو قررت طهران وقف الصراع في البحر الأحمر.


الحوثيون ليسوا مصدر إزعاج فحسب بل يشكلون تهديدًا استراتيجيًا

المصدر: يسرائيل هيوم | تاريخ النشر: 28 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | الكاتب: إيال زيسر[8] | مقتطف من المقال


قال إيال زيسر إن التهديد القادم من اليمن كان يُنظر إليه بفضول، وفي أفضل الأحوال على أنه مصدر إزعاج، وذلك مقارنة بالتهديد الذي واجهته إسرائيل في غزة وحزب الله في لبنان. لكن بات واضحًا أن جبهتنا السابعة أصبحت ساحة تهديد مركزية يجب على إسرائيل حسمها، إذا أرادت استعادة قدرتنا على الردع في المنطقة المحيطة، ونزع سيف التهديد الإيراني الذي لا يزال مسلطًا على أعناقنا.

لم تصبح الساحة اليمنية مهمة لأن إسرائيل هزمت أو ردعت أعداءها في ساحات المواجهات الأخرى، ولذا يمكنها الآن التركيز على الساحة اليمنية، بل لأنهم باتوا يمثلون تهديدًا حقيقيًا يزداد تفاقمًا -سواءً على روتين الحياة برمته في إسرائيل، أو على الاستقرار الإقليمي.

تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر أدى إلى إغلاق ميناء إيلات، وألحق أضرارًا بالغة بالاقتصاد المصري، الذي يعتمد على عائدات الشحن في قناة السويس. هذا الضرر قد يكون له تداعيات على استقرار نظام الجنرال السيسي، وعلى الاستقرار الإقليمي، وغني عن القول إن الحوثيين لن يتوقفوا عند مصر، لأن السعودية والإمارات وحتى الأردن في دائرة استهدافهم.


كيف حوَّل الحوثيون نقاط ضعفهم إلى قوة؟

المصدر: موقع ذا تايمز أوف إسرائيل | تاريخ النشر: 25 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب التقرير: أري هايستاين[9] | مقتطف من التقرير


قال أري هايستاين إن الحوثيين لا يزالون العنصر الأخير في “محور المقاومة” المدعوم من إيران الذي يسعى -ولديه القدرة -لشن هجمات كبيرة في عمق إسرائيل. كيف تمكنت هذه الجماعة اليمنية من حكم 20 مليون شخص، وترهيب جيرانها في الخليج، ومواصلة قصف إسرائيل، وتعطيل الملاحة الدولية في البحر الأحمر؟ الجواب هو أنهم استغلوا ببراعة ومهارة السلبيات الظاهرة لتعزيز مصالح جماعتهم.

أولًا، تمكنت جماعة الحوثيين الدينية السياسية المتطرفة من حشد دعم شعبي قليل. لقد حصل حزب الحق، محاولة حسين الحوثي في السياسة الوطنية في التسعينيات، على أقل من 1٪ من الأصوات الوطنية في جميع الانتخابات التي شارك فيها. بدلًا عن التخلي عن رؤيتهم المتطرفة، ركز الحوثيون على بناء شبكة شديدة الولاء من الأقارب والأيديولوجيين المتطرفين، وقد صمد “استبداد الأقلية” أمام ضغوط عسكرية واقتصادية وسياسية هائلة دون انقسامات داخلية كبيرة أو انشقاقات. عندما وردت معلومات عن نزاعات بين القادة، فقد جرى تسويتها في نهاية المطاف بطرق تعزز تماسك الجماعة واستمراريتها.

ثانيًا، كانت اليمن أفقر دولة في العالم العربي منذ فترة طويلة قبل اندلاع الحرب الأهلية. من المفترض أن يشكل هذا تحديًا كبيرًا لجماعة متمردة تحتاج إلى تمويل حملة عسكرية موسّعة ومنع التمرد أو المجاعة حيال عشرين مليون شخص يعيشون تحت حكمها، ولكن تمكن الحوثيون من استغلال بؤس اليمن الاقتصادي لصالحهم. عبر استغلال الحالة الاقتصادية البائسة في اليمن وتأثير الحملة التي تقودها السعودية على السكان، ساعد الحوثيون في إدخال عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات إلى أراضيهم. ثم سحبوا هذه المساعدات بشكل منهجي عبر مجموعة متنوعة من الوسائل، بدءًا من إنشاء شركات وهمية إلى أعمال السرقة. يستغل الحوثيون بؤس اليمنيين لإجبارهم على الرضوخ. يعيش غالبية السكان على رواتب الحكومة أو المساعدات، ويستغلون هذا الاعتماد لتعزيز الولاء، أو الامتثال على الأقل.

إن الفقر المدقع في اليمن يمكّن الحوثيين من دفع خصومهم إلى معضلة: الطاعة أو الجوع.

ثالثًا، كان موقع الحوثيين في الطرف البعيد من شبه الجزيرة العربية، على بعد أكثر من ألف كيلومتر من المحاور الرئيسية في الشرق الأوسط، سببًا في إبعادهم إلى هامش الشؤون العالمية، وبما أنهم لا يشتركون في حدود مع إسرائيل، فإن جهودهم لكي يصبحوا فاعلًا في القضية الفلسطينية، ولا سيما من خلال المطالبة بالإفراج عن سجناء حماس المحتجزين في السعودية في مقابل الإفراج عن المسؤولين العسكريين السعوديين الذين تم أسرهم في اليمن- لم يكن لها تأثير يذكر ولم يلتفت إليها أحد.

إن الاعتقاد بأن هذه المجموعة غير مهمة كثيرًا مكَّنها من بناء كميات هائلة من القوة النارية بعيدة المدى (التي زودتهم بها إيران) دون أن ينتبه المجتمع الدولي أو يهتم بها كثيرًا. ما لا يقل أهمية عن ذلك هو أن قربها من مضيق باب المندب وفر لها خط رؤية واضح لاستهداف حركة الملاحة البحرية التي تتحرك عبر نقطة اختناق رئيسية للاقتصاد العالمي.

يواجه معارضو الحوثيين جماعة قادرة على التكيف، لكن صمودها ليس بلا حدود. قد يؤدي الضغط المستمر على جبهات متعددة -اقتصادية وعسكرية وسياسية -إلى إجبار الحوثيين على ارتكاب خطأ فادح على الساحتين المحلية والدولية، وإذا ارتكبوا هذا الخطأ في حين تواجه الجماعة بالفعل ضغوطًا هائلة على جبهات أخرى، فقد يؤدي في نهاية المطاف إلى زوالها.


إسرائيل تخشى حرب استنزاف وكبار قادة الحوثيين يختبئون خوفًا من تصفيتهم

المصدر: موقع ماكوN12 | تاريخ النشر: 25 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب التقرير: نير ديفوري” | مقتطف من التقرير


تقدر إسرائيل، في ظل تزايد عمليات الإطلاق من اليمن، أن حملة الاستنزاف في مواجهة الحوثيين قد تستغرق أسابيع. لم تبدأ المؤسسة الأمنية في تعزيز قدراتها لمواجهة الحوثيين في اليمن إلا في العام الماضي، وسيتعيّن على إسرائيل أن تقرر كيفية التصرف لإزالة التهديد. هناك في المؤسسة الأمنية من يعتقد ضرورة مهاجمة إيران بشكل كبير -لإجبار طهران على كبح جماح الحوثيين. لقد تزايدت عمليات الإطلاق من اليمن في الأسابيع الأخيرة -سواء الصواريخ أم الطائرات المسيّرة. الحوثيون قادرون على مواصلة إطلاق الصواريخ يوميًا، مما قد يؤدي إلى حملة استنزاف طويلة الأمد. قررت المؤسسة الأمنية، العام الماضي فقط، إنشاء أنظمة استخباراتية لجمع المعلومات الاستخبارات في اليمن، وكان الهدف هو إنشاء بنك أهداف كبير للهجمات في اليمن. يختبئ كبار قادة الحوثيين خوفًا من تصفيتهم، ووفقًا لبعض التقارير فإنهم يتصرفون كأشخاص مطلوبين للعدالة، وتدرس إسرائيل كيفية التصرف وتحديد الهدف، ولاسيما عندما لا تقتصر العمليات على اليمن فحسب، بل أيضًا في إيران -التي تقف وراء الحوثيين.

ذكر مصدر في المنظومة الأمنية، أن عمليات إطلاق الصواريخ من اليمن تتم ليلًا لإزعاج الإسرائيليين قدر الإمكان. الهدف هو “الإزعاج”، وعندما يهاجمون ليلًا ويهرب الملايين من أسرتهم إلى الملاجئ -فإن الهدف يتحقق، حتى لو اعتُرض الصاروخ في النهاية.


يجب مهاجمة ما يزعج الحوثيين ولا خيار سوى الرد بالمثل

المصدر: موقع ماكو N12 | تاريخ النشر: 25 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب التقرير: إيهود يعاري[10] | مقتطف من التقرير


في خطوة مفاجئة، تسعى قيادة الحوثيين إلى إرسال وفد من رؤساء أجهزة مخابراتها إلى القاهرة، لمحاولة التنسيق مع المصريين. يدرك الحوثيون أن مصر خسرت 6 مليارات دولار بسبب هجماتهم في البحر الأحمر، والتي قلصت إلى حد كبير حركة السفن عبر قناة السويس.

يبدو أن الحوثيين مهتمون للغاية بضمان التزام مصر بنهجها الحالي، والنأي بنفسها عن أي تورط في صراع الملاحة في مضيق باب المندب. أحجم المصريون، على سبيل المثال، عن إدانة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة من اليمن إلى إسرائيل، ورفضوا المشاركة في التحالف الدولي الذي يسعى لتأمين السفن في البحر الأحمر، كما رفضت مصر مشاركة نتائج أنظمة راداراتها مع إسرائيل، لكن الحوثيين توتروا مؤخرًا بعد أن قرر الرئيس السيسي إرسال قوة عسكرية للانضمام إلى قوة حفظ السلام التابعة للدول الإفريقية للتصدي لحركة “الشباب” في الصومال. جدير بالذكر أن الحوثيين يحتفظون بعلاقات متزايدة عبر القنوات السرية مع قادة المتمردين في الصومال.

الانطباع هو أن الحوثيين يأملون بوقف إطلاق النار في غزة لوقف القصف على إسرائيل، وربما أيضًا الحصار البحري لميناء إيلات، لكن تجدر الإشارة إلى أن الحوثيين يربحون أموالًا طائلة جراء استمرار إطلاق النار. وفقًا لشركة التأمين العملاقة لويدز في لندن، يتقاضى الحوثيون 180 مليون دولار شهريًا من مختلف شركات الشحن مقابل وعد بعدم استهداف سفنهم.

تتمثل مخاوفهم (الحوثيين) في الوقت الحالي من أن توجه إسرائيل طائراتها إلى مناطق التماس بين الحوثيين وجيش الحكومة اليمنية ووحدات النخبة “العمالقة” التي تسلحها أبو ظبي، وهم قلقون من أن يمهّد مثل هذا القصف الجوي الطريق أمام منافسيهم داخل اليمن للاستيلاء على مناطق جديدة.

ليس أمام إسرائيل خيار سوى الرد بالمثل، ولكن كما قال الرئيس الراحل حاييم وايزمان: “يجب ألا يكون اليهود أذكياء فحسب، بل أن يتمتعوا أيضًا بالحكمة”. بعبارة أخرى، يجب التفكر مليًا في أكثر شئ يضر الحوثيين -استهداف الموانئ، ومنشآت الطاقة، أو تحركات قد تفتح الباب أمام أعدائهم اليمنيين في الجنوب.


إيران تهرّب الأسلحة إلى الحوثيين بحرًا وبرًا وجوًا

المصدر: معهد مسجاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية | تاريخ النشر: 24 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتبة التقرير: نوعا لازيمي[11] | مقتطف من التقرير


قالت نوعا لازيمي إن الحوثيين لا يزالون يحافظون على شبكة لتهريب الأسلحة رغم الضربات التي تلقوها، وللقضاء عليها ثمة حاجة ملحة لتعزيز التنسيق الدولي بشأن هذه القضية وخطوة إسرائيلية حاسمة في إيران. وأضافت أن الحوثيين يستخدمون تكتيكات تهريب متطورة ساعدتهم على تجاوز الرقابة الدولية. بعد فرض حظر الأسلحة على الحوثيين عام 2015، وإنشاء آلية التفتيش التابعة للأمم المتحدة (UNVIM)، خضعت سفن الشحن الراسية في ميناء جيبوتي لفحص أولي للتأكد من أنها تحمل على متنها سلعًا إنسانية فقط، قبل السماح لها بمواصلة طريقها إلى الموانئ اليمنية المجاورة. لقد أثبتت هذه الآلية، إلى جانب دوريات التحالفات البحرية، فعاليتها -إلى حد ما -في إحباط تهريب الأسلحة، خاصة الكبيرة منها، عبر البحر الأحمر، لكن الحوثيين تمكنوا من التغلب على هذه العقبة باستخدام سفن صغيرة من طراز “داو”، التي نجحت في التهرب من التفتيش، وهكذا جرى نقل أجزاء من الطائرات المسيّرة والصواريخ مباشرة إلى موانئ الحديدة والصليف. يهرب إلى جانب الأسلحة، عبر طريق البحر الأحمر، المواد الكيميائية التي تستخدم لإنتاج المتفجرات تحت ستار الأسمدة، كما يوجد طريق تهريب للحوثيين عبر بحر العرب ولكنه أقل انتشارًا.

جماعة الحوثيين تستخدم الطرق البرية لتهريب الأسلحة أيضًا. الحدود البرية التي تتسلل منها نسبيًا هي مع عمان شرقًا، وخاصة في منطقة شِحن، وللوصول إليها من مناطق سيطرة الحوثيين، يجب عبور عدة مئات من الكيلومترات من الطرق التي تسيطر عليها قوات الأمن اليمنية. مع ذلك، يعمل الحوثيون على التغلب على هذه العقبة أيضًا، والدليل على ذلك محاولة تهريب 52 صاروخًا إيرانيًا مضادًا للدبابات مخبأة داخل شحنة مولدات كهربائية.


الحرب على الحوثيين: “ساحة بعيدة وإسرائيل غير مستعدة للقتال فيها”

المصدر: موقع دافار | تاريخ النشر: 24 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | مقتطف من التقرير


قال العميد المتقاعد عيران أورتال[12] لموقع “دافار” إن الحوثيين باقون، والحرب عليهم سوف يطول أمدها، نحن في مستهل حقبة جديدة تتطلب منا إعادة النظر في سياسة إسرائيل، واستراتيجية الجيش الإسرائيلي في التصدي لمختلف التهديدات.

فيما يتعلق بالساحة الحوثية قال أورتال إنه كلما انخرط الحوثيون في الحرب على إسرائيل، زادت قوتهم على عدة مستويات. أحدها، أن إظهار قوة الحوثيين في وضع يقلل فيه اللاعبون الآخرون نشاطهم، قد عزز لدى الحوثيين التصور الذاتي “نحن نواجه القوى العظمى وحدنا”، أو “الوحيدون الذين يواصلون قتال إسرائيل”.

وفقًا لأورتال ثمة جانب رئيسي آخر، وهو رفع مستوى قدراتهم وانجازاتهم العسكرية، ويوضح أن حقيقة إسقاط طائرة مقاتلة أمريكية، ولأول مرة، عن طريق الخطأ أثناء هجوم حوثي على مجموعة حاملة الطائرات هاري ترومان، مكّن الحوثيين من تقديم ذلك على أنه إنجاز. إلى جانب ذلك، تمكنوا من ضرب إسرائيل بصواريخ باليستية يصفونها بأنها “فرط صوتية” أثناء مراوغة أنظمة الدفاع الجوي.

يقول أورتال: “هناك أيضًا قوة اقتصادية. مع أن الاستراتيجية الإسرائيلية تلحق الضرر بالبنية التحتية الاقتصادية، إلا أنهم يربحون ماليًا أيضًا من الحرب. وفقًا للتقديرات، فإنهم يتلقون مدفوعات الحماية من الصين وروسيا وربما من دول أخرى مقابل المرور الآمن عبر مضيق باب المندب، هذا إلى جانب ما يتلقونه من السعودية مقابل الهدوء على الحدود”.

الحوثيون تحولوا من فاعل مجهول إلى إشكالية حقيقية يهتم بها جميع الفاعلين في المنطقة. لديهم نفوذ على المنطقة بأسرها: لقد تمكنوا من إلحاق أضرار بالغة بالاقتصاد المصري، وشل ميناء إيلات، ومع أن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل يشنون حربًا عليهم -إلا أن نفوذهم على ما يحدث في المنطقة قد ازداد.

دعونا نعود إلى أساس المشكلة، لقد تأسس الجيش الإسرائيلي باعتباره جيشا محليا، يعرف كيف يحمي الحدود. ليس لديه قوة تدخل سريع، والقوات الجوية، التي توصف أحيانًا بأنها “ذراع طويلة” قادرة على الوصول بعيدًا في العمليات المستهدفة- ولكن هذا يتطلب أيضا الكثير من الاستعداد. منذ عشرين عامًا، يدور الحديث عن مواجهة مع إيران، لكن الجيش الإسرائيلي لم يبنِ قدرات حقيقية لشن حرب تبعد ألف كيلومتر أو يزيد عن إسرائيل. إنها تتطلب استعدادات مختلفة من حيث الحجم: قواعد في بلدان مختلفة، وأسطول بحري ضخم يؤدي مناورات بعيدة حتى على أساس روتيني، ونظام علاقات خارجية مختلف، وهو أمر لا يمكن لإسرائيل أن توفره من العدم.

يبدو أن الاستراتيجية الإسرائيلية تهدف إلى إلحاق الأذى بهم ماليًا، خاصة عبر استهداف البنية التحتية لإنتاج النفط، ولا أعتقد أنها فعّالة. اليمن بلد يتراوح دخل الفرد فيه ما بين 2 إلى 5 دولارات يوميًا، وغالبية السكان فقراء للغاية، ولا يمتلكون حسابًا مصرفيًا، ولا يوجد اقتصاد منظم كالذي نعرفه، ويعمل معظم اليمنيين في الزراعة، أو في الورش البدائية، وينفقون الأموال التي يحصلون عليها على الغذاء، وأضاف: “عادة في مثل هذه الأنظمة، يكون الاقتصاد الحقيقي خفيًا، ولا يتأثر بالضرر الذي يلحق بالبنية التحتية الاقتصادية للبلاد. في حالة الحوثيين، يبدو أن الدائرة القريبة من السلطة تستفيد من مدفوعات الحماية التي تقدمها دول الخليج، التي عانت سلفًا من صواريخ أُطلقت من اليمن نفسها، ومدفوعات إضافية مقابل المرور الآمن عبر مضيق باب المندب.

جماعة الحوثيين لن تستمر أو تسقط بناءً على رضى القبائل التي تسيطر عليها. إنها جماعة تولت السلطة بالقوة وتحكم بالقوة.

كما أن الحوثيين، شأنهم شأن حماس، هم من الأعداء الذين لا يمكن هزيمتهم إلا ميدانيًا، ولا يمكن الإطاحة بالجماعة عن طريق القصف الجوي. يجب محاربتهم بريًا -وإسرائيل لن تفعل ذلك، مع الإشارة لضرورة إيقاظ القوى المناهضة للحوثيين في اليمن من جديد. لتحقيق ذلك يجب حشد الأمريكيين والأوروبيين، وأن يكون الصراع على أجندة الناتو على الرغم من تعدد الساحات والتحديات. في النهاية، إن الجدوى من هذا الصراع لن تتحقق إلا بعودة الأطراف اليمنية الأخرى لقتال الحوثيين، ولهذا يجب على الإماراتيين والسعوديين أن يضعوا اليمن على رأس أولوياتهم.


الثمن الاقتصادي الذي يدفعه الحوثيون جراء الهجمات الإسرائيلية

المصدر: موقع جلوبس | تاريخ النشر: 23 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب التقرير: دين شموئيل ألماس[13] | مقتطف من التقرير


قال دين شموئيل ألماس إنه من الخطأ الاعتماد على القوة الجوية في الهجمات على الحوثيين. إن تلك المسافة التي تبلغ 2000 كيلومتر بين البلدين لا تمثل تحديًا لقدرة الحوثيين على إطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل فحسب، بل تمثل تحديًا للقوات الجوية، التي يتعين عليها التخطيط لكل هجوم بأدق التفاصيل، وفي كل هجوم إسرائيلي، يتضح أن الهدف الإسرائيلي هو الإضرار بالمنشآت والموانئ النفطية التي يسيطر عليها الحوثيون، لإلحاق أضرار بإيراداتهم من تهريب الذهب الأسود وشحنات الأسلحة الإيرانية.

وفقًا للتقديرات فإن دخل الحوثيين من هذا المجال يبلغ نحو 1.8 مليار دولار سنويًا.

إن الضربات الجوية الإسرائيلية على هذه المسافة الكبيرة لها عواقب تشغيلية مثل الحاجة إلى تزويد الطائرات بالوقود، وتكاليف التشغيل أيضًا. وفقًا للتقديرات فإن ساعة تشغيل طائرة F -35 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن تبلغ 40 ألف دولار. إنها وسائل فتاكة وفعّالة كثيرًا، لكن تشغيلها أغلى بكثير من طائرات F -15، على سبيل المثال، التي تقدر تكلفة تشغيلها بنحو 26 ألف دولار في الساعة. كما تقدر ساعة تشغيل طائرة بوينغ F -15 بمبلغ 29 ألف دولار.

يقول يوئيل جوزانسكي[14]، رئيس الساحة الإقليمية في معهد دراسات الأمن القومي، إن الحملة الحالية على مسافة 2000 كيلومتر تتطلب من إسرائيل أن تستوعب أن المنطقة تتغير، ولذا هناك حاجة إلى استجابات على مستوى الوسائل. “تحتاج إسرائيل إلى ذراع من الطائرات المسيّرة وصواريخ أرض -أرض بعيدة المدى. ثمة طريقة أرخص، ومن الخطأ الاعتماد فقط على القوة الجوية، التي لا يمكنها التعامل مع كل التهديدات بمفردها. قد تستمر قصة الحوثيين لفترة طويلة. إنهم يرون أن إنفاقهم المالي لن يعطل الحياة، وعلينا أن ندرس ذلك ماليًا”.


إسرائيل لديها إشكالية في التعامل مع هجمات الحوثيين من اليمن

المصدر: موقع arabexpert | تاريخ النشر: 22 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب التقرير: يوني بن مناحيم[15] | مقتطف من التقرير


قال يوني بن مناحيم إن المؤسسة الأمنية تقدر أن الحوثيين سوف يواصلون هجماتهم على إسرائيل بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة في الأشهر المقبلة، حتى تتدخل إدارة ترامب الجديدة، وتتعامل مع إسرائيل بطرق جديدة للتصدي لهجمات الحوثيين على إسرائيل، وممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

عزى بن مناحيم أسباب زيادة هجمات الحوثيين على إسرائيل إلى:

توجيه إيران للحوثيين بمواصلة حرب الاستنزاف على إسرائيل في ظل ضعف محور المقاومة.

تراخي إدارة بايدن المنتهية ولايتها، التي تخشى أن تترك وراءها إرثًا من التصعيد الإقليمي، وارتفاع أسعار النفط. يستغل الحوثيون ذلك؛ لترسيخ قوة الردع في مواجهة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، التي تخشى إلحاق الحوثيين أضرارًا جسيمة بمنشآتها النفطية.

يحظى الحوثيون باحترام كبير في اليمن نفسه؛ بسبب موقفهم من إسرائيل والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ويستمرون في السيطرة على العاصمة صنعاء وأجزاء شاسعة من اليمن.

يستغل الحوثيون قصور إسرائيل في الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة عن أماكن وجود قيادات الحوثيين وتحديد مواقع إطلاق الصواريخ ومستودعات الصواريخ.

 

مركز ألما لأبحاث السياسات: زيادة في عدد هجمات الحوثيين على إسرائيل

المصدر: موقع ماكو N12 | تاريخ النشر: 22 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | مقتطف من التقرير


تشير بيانات مركز ألما لأبحاث السياسات والتحديات الأمنية في الساحة الشمالية إلى أن هذا الشهر شهد زيادة في عدد الهجمات من اليمن، أكثر من أي شهر آخر منذ اندلاع الحرب.

لقد نفذ الحوثيون 15 هجومًا على إسرائيل منذ بداية الشهر، بزيادة 200% مقارنة بالشهر الماضي، و66% أكثر من أي شهر آخر في الحرب. في المتوسط، نفذ المتمردون اليمنيون 4 هجمات شهريًا منذ 7 أكتوبر، ليصل المجموع إلى 62 هجومًا. وفقًا لبيانات مركز ألما، فإنه على الرغم من الهجومين المباشرين الأسبوع الماضي والطائرة المسيّرة التي أطلقوها في يوليو الماضي، التي أدت إلى مقتل مواطن إسرائيلي في تل أبيب، إلا أن معظم الهجمات جرى صدها، ونسبة اعتراض أنظمة الدفاع الإسرائيلية كانت حوالي 90%.

إلى جانب زيادة عدد الهجمات على إسرائيل مؤخرًا، يمكن تحديد اتجاه آخر مثير للاهتمام في استراتيجية الحوثيين، وهو انخفاض عدد الهجمات التي يشنونها على عناصر غير إسرائيلية، مثل السفن العسكرية والتجارية الأمريكية. في الفترة من يناير إلى يونيو، نفذ الحوثيون ما معدله 25 هجومًا شهريًا على هذه الأهداف، لكنهم نفذوا في الشهرين الأخيرين ما مجموعه 4 هجمات فقط.


على عكس حماس وحزب الله: الحوثيون يشكلون تحديًا لم تواجهه المخابرات الإسرائيلية مسبقًا

المصدر: موقع معاريف | تاريخ النشر: 22 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب التقرير: آفي أشكنازي[16] | مقتطف من التقرير

لم يكن الحوثيون هدفًا ترصده الاستخبارات الإسرائيلية قبل عام وشهرين تقريبًا. حيث لم يشكلوا تهديدًا لإسرائيل، ولا حتى تهديدًا ثانويًا. كان ترتيب أولوية اهتمام الاستخبارات الإسرائيلية بالحوثيين هو الأدنى، ووفقًا لمسؤولين عسكريين، كان هذا الترتيب شبه منعدم. بدأ الحوثيون، منذ نحو عام وأشهر وبتشجيع ودعم من إيران، التحرك وقتال إسرائيل مباشرة. أدركت شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي أن مسألة جمع المعلومات الاستخبارية، وكذلك تحليل المعلومات التي تصل إلى إسرائيل، تتطلب مهارة المتحدثين باللهجة اليمنية: التحدث والقراءة. وكذلك فهم العقلية والثقافة اليمنية، ومعرفة القبلية اليمنية.

لكن فرع الاستخبارات واجه مشكلة مزدوجة. في معظم الساحات التي تتطلب جمع معلومات استخباراتية، يتم التحدث باللغة العربية، باستثناء إيران، هذا إلى جانب أن لكل منطقة ودولة عربية لهجة خاصة.

لقد عرف سلاح الاستخبارات على مر السنين كيفية نقل أفراد المخابرات من منطقة إلى أخرى وفقًا للقيود والتحديات العملياتية، مع إجراء تعديلات طفيفة في تعلم المتحدثين باللغة العربية وفقًا للهجة المطلوبة. لكن الساحة اليمنية كانت مختلفة بالنسبة لمجتمع الاستخبارات الإسرائيلي. اللهجة اليمنية ليست مثل بقية اللهجات باللغة العربية. كما اكتشفت الاستخبارات أن إسرائيل لا يوجد بها شباب وشابات يعرفون اللهجة اليمنية على مستوى القراءة والكتابة.

آخر هجرة من اليمن كانت “البساط السحري” وقد جرت بين عامي 1949 و1950. تخلى معظم المهاجرين عن لغتهم الأم اليمنية، وبدأوا يتحدثون العبرية بانتظام، سواء في منازلهم أو في التجمعات الاجتماعية لأبناء الطائفة. لذا، وعلى عكس لغات المهاجرين الأخرى، لم تكن اللهجة اليمنية متجذرة في الأجيال الشابة.

في غضون ذلك، افتتحت قاعدة التدريب التابعة لسلاح الاستخبارات (مدرسة الاستخبارات 15) مؤخرًا فصلًا دراسيًا لتعلم اللهجة اليمنية، فضلًا عن دراسات تتعلق بالثقافة والقبلية في اليمن، بهدف تدريب مجموعات من رجال المخابرات الذين سيديرون مكتب استخبارات “اليمن”.

جند الجيش الإسرائيلي أخيرًا بعض المعلمين الناطقين باللهجة اليمنية لتعليم عناصر المخابرات القراءة والكتابة، والتحدث باللهجة اليمنية. في الوقت نفسه، تحاول المخابرات العسكرية دراسة عقلية الحوثيين في ضوء حقيقة أن السعودية شنت حرب استنزاف ضدهم، وقتلت عددًا كبيرًا من الحوثيين، بل واضطرت في مراحل معينة إلى مواجهة حملة اتهمتها بارتكاب إبادة جماعية بسبب القتال. لكن عمليًا، لم يُهزم الحوثيون، واضطرت السعودية إلى وقف القتال دون نجاح يذكر. يقول مسؤول عسكري: “نعمل على جمع أهداف نوعية للتأثير على الحوثيين، لكن من الواضح لنا أن هذا تحدٍ لم نعهده من قبل”.


خيارات إسرائيل في مواجهة الحوثيين وبنك الأهداف في اليمن

المصدر: موقع ماكو العبري | تاريخ النشر: 20 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | مقتطف من التقرير


قال كوبي ميخائيل، الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) وفي معهد ميسجاف، فيما يتعلق بالهجوم على اليمن، إن “المشكلة تتمثل في بُعد المسافة، ولدينا خياران فقط للتصدي لهم (الحوثيين) -إما عبر سلاح الجو أو الغواصات”، “لن نرسل الفرقة 98، أو قوات خاصة إلى اليمن، كما لا يبدو أننا سنطلق صواريخ باليستية، ولذا قدراتنا محدودة نسبيًا على الاستجابة.”

أضاف: إن القيود الجغرافية والتشغيلية تفاقم من مصاعب الاستجابة السريعة والفعّالة على هجمات الحوثيين. مع ذلك، لم تستنفد إسرائيل بعدُ جميع خياراتها، مشددا على “ضرورة أن يعتمد التوجه على التدمير المنهجي لكل البنية التحتية المدنية والاقتصادية هناك”، مؤكدًا على أن الضرر الاقتصادي أمر بالغ الأهمية لإضعاف قدرات الحوثيين. عندما تستهدف البنية التحتية للطاقة ومصادر الدخل، سوف يؤدي ذلك إلى صعوبة تشغيل آليتهم العسكرية الكبيرة، 800 ألف مقاتل”.

إحدى أكبر التحديات التي تواجه إسرائيل في استهداف الحوثيين هو جمع المعلومات الاستخباراتية، وهو ما قد يفسر سبب تركيز إسرائيل أساسًا على البنية التحتية وليس الإضرار بالإنتاج العسكري وكبار المسؤولين الحوثيين. يعترف ميخائيل: “أعتقد أن الأمر أكثر تعقيدًا لأن نوعية سيطرتنا الاستخباراتية في اليمن أقل من الساحات الأخرى”. “اليمن لم يكن محور الاهتمام، والاستخبارات هنا كانت محدودة، وهو ما يتطلب تحويل الجهود الاستخباراتية لإنشاء بنك أهداف كبير جدًا وبعدها ستكون الأضرار أكثر قوة”.

قال طل باري، رئيس قسم الأبحاث في مركز ألما للدراسات الأمنية، يوجد نوعان رئيسيان من الأهداف المحتملة للهجوم في اليمن: البنية العسكرية والمدنية. تشمل الأهداف العسكرية للحوثيين مواقع الرادار، ومستودعات الأسلحة، ومواقع الإطلاق والمقرات. كما توجد بنية تحتية مدنية تدعم النشاط العسكري للحوثيين، مثل الموانئ والبنية التحتية للطاقة.

لقد هاجم سلاح الجو في عملية “المدينة البيضاء” جميع موانئ الحوثيين رأس عيسى، والحديدة والصليف، بينما قال ميخائيل: إن “الائتلاف البحري الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي يضم عددًا كبيرًا من الدول الأوروبية، ينحني أمام الحوثيين”. الحل الكامل لا يتمثل في الإضرار بالحوثيون فحسب، بل أيضًا بإيران. “وبدون إلحاق أضرار كبيرة يإيران -في البنية التحتية النووية، والعسكرية، والاقتصادية، والبنية التحتية للطاقة، ورموز الجماعة -لن نتمكن من استكمال الهدف الاستراتيجي المتمثل في تغيير النظام الإقليمي بشكل جذري. مع ذلك، فإن استهداف إيران لن يوقف بالضرورة القصف الحوثي تمامًا.


الحوثيون ليسوا دمية إيرانية ويجب جمع معلومات استخباراتية عن اليمن

المصدر: معاريف | تاريخ النشر: 19 ديسمبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | مقتطف من التقرير

استعرض موقع معاريف الحوار الذي أجراه البروفيسور عوزي رابي[17] مع ميا زيف -وولف وأرييه إلداد على راديو 103FM بشأن الحوثيين، وقال: لا تظنوا أن الحوثيين دمية تحركها إيران. إنهم مغرمون بقتال إسرائيل، ويدركون أن موقفهم يعزز من مكانتهم في الشارع العربي والإسلامي، والأهم من ذلك -أنه يرسخ أقدامهم في موقع متقدم في اليمن. يعتقدون أن كل مشكلة في الشرق الأوسط لها حل، وهم يريدون أن تكون لهم الصدارة، والظفر بأكبر قدر من الفوائد في اليمن الجديد، وأن يتزعمونه أيضًا، وهكذا يستفيد الحوثيون من كل الجوانب”.

قال رابي: إن إسرائيل بحاجة لاتخاذ مسار مختلف لمواجهة الحوثيين، واقترح جمع معلومات استخباراتية من دول حول اليمن أيضًا.


المعلومات الاستخباراتية: عائق إسرائيل الذي منعها من شن هجوم شامل على الحوثيين - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

https://sanaacenter.org/ar/translations/24071 

الأحد، 1 ديسمبر 2024

الحوثيون على استعداد لملء الفراغ الذي خلَّفه حزب الله

 


 

الحوثيون على استعداد لملء الفراغ الذي خلَّفه حزب الله

المصدر: The Jewish Chronicle| تاريخ النشر: 2 أكتوبر 2024 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب التقرير: أري هايستاين، و جيسون برودسكي | مقتطف من التقرير

صَعَد الحوثيون صُعُودًا سريعًا في الساحة الدولية بعد شن هجماتهم على إسرائيل والشحن الدولي بعد 7 أكتوبر، ولذا، قد يسعون الآن إلى ملء الفراغ الذي خلَّفه ضعف حزب الله في شبكة وكلاء وشركاء إيران الأوسع نطاقًا، لا سيما في ضوء سجلهم الموثوق في إغلاق التجارة الدولية في البحر الأحمر، واستخدام الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لأول مرة في التاريخ لاستهداف السفن التجارية.

قد يسعون إلى تحقيق ذلك لعدة أسباب، منها:

·     إمكانية جذب دعم اقتصادي أكبر من إيران للحفاظ على الاستقرار؛ لأن اقتصادهم مستمر في الانهيار البطيء بسبب الصراع الدائم وسوء الإدارة.

·     قد يتصور المرء أيضًا أن ينظر الحوثيون إلى تراجع حزب الله على أنه فرصة للارتقاء إلى المرتبة الأولى للحصول على أعلى مستوى من التدريب وأفضل المعدات من إيران، والتي يمكن استغلالها بعد ذلك لخدمة حشد الدعم المحلي وابتزاز التنازلات من جيرانهم.

أخيرًا، قد ترى صنعاء أسبابًا أيديولوجية وجيوسياسية مقنعة للاستمرار حيث إن الضربات الهائلة التي تعرض لها حزب الله تضع المحور، الذي تقوده إيران، في موقف دفاعي. مع ذلك، مهما كان رد فعل الحوثيين على الانفجارات في بيروت، فإن اللحظة الراهنة هي الوقت المناسب لمن يسعى إلى الاستقرار في الشرق الأوسط لدحر الجماعة المتطرفة في صنعاء. لقد أثبتت الهجمات الصاروخية الحوثية على الشحن الدولي وعلى جيرانهم في جميع أنحاء المنطقة أن صنعاء تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الدولي والاقتصاد العالمي.

ثمة مؤشرات موثوقة على أن الحوثيين يهدفون إلى تحويل شمال اليمن إلى كوريا الشمالية في الشرق الأوسط، ومن المرجح أن يؤدي الفشل بمعالجة تهديد الحوثيين في اللحظة المناسبة، لأن المحور في حالة فوضى، إلى ترسيخ وتوسيع نطاق تهديد قد يرهب المنطقة والمجتمع الدولي في المستقبل المنظور.

لا يزال من السابق لأوانه استبعاد حزب الله، الذي يحتفظ بعشرات الآلاف من الجنود المدربين جيدًا، فضلًا عن امتلاكه أسلحة قوية. في الوقت نفسه، من الصعب أن نتصور تعافى التنظيم السري والمجزأ من هزائمه الأخيرة سريعًا، وخاصة بعد فقدان عدد كبير من قيادته العليا، من خلال الإسراع بتعيين بدلاء لمن جرى اغتيالهم، واستعادة ثقة الأعضاء.

 نظرًا لأن إيران منشغلة بضمان بقاء "جوهرة التاج"، ولا يزال حزب الله خارج نطاق الخدمة بسبب الفوضى التنظيمية الناجمة عن ضربات الجيش الإسرائيلي، تبدو جماعة الحوثي الخطرة ضعيفة، وفرصة إضعاف قدراتها وقيادتها سانحة. يجب أن يتحقق ذلك قبل اتخاذ إيران قرارًا يهدف إلى تعزيز قدرات الحوثيين لتعويض خسائر حزب الله، ففي نهاية المطاف، يتزايد التهديد ولا سيما بعد شن الحوثيين واحدة من أكبر هجماتهم على السفن الحربية الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، باستخدام 23 قذيفة ومن بينها صواريخ وطائرات مسيّرة.

بعد تصفية قيادات حزب الله، هل الحوثيون هم ملاذ إيران الأخير؟

 بعد تصفية قيادات حزب الله، هل الحوثيون هم ملاذ إيران الأخير؟

المصدر: المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة | تاريخ النشر: 10 أكتوبر 2024 | لغة المصدر: العبرية | كاتب التقرير: يوني بن مناحم | مقتطف من التقرير

 بعد تصفية قيادات حزب الله، هل سيتمكن الحوثيون من ملء الفراغ الذي تواجهه إيران؟ فشلت الضربات التي تلقتها منظمات إيران بالوكالة، في الأشهر الأخيرة، في ثني الحوثيين عن مواصلة الهجوم على إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة يوميًا، ومع أن عملية سلاح الجو الإسرائيلي والهجوم الهائل الذي حدث في 29 سبتمبر، قد تكلل بالنجاح إلا أن الجماعة لا تزال تواصل الهجوم على الدولة اليهودية.

تشير تقارير في وسائل الإعلام العربية إلى تنامي المخاوف من تحول اليمن إلى ساحة مواجهة جديدة بين الحوثيين وإسرائيل، لأنها قد تتسبب في أضرار اقتصادية جسيمة إذا شنت إسرائيل هجمات على مواقع استراتيجية، ويحذر المحللون في اليمن ولا سيما بعد تصفية قيادة حزب الله في لبنان، من أن تفكك إسرائيل قوة التنظيم العسكرية، ثم تنقل مركز ثقل الهجمات الصاروخية على الحوثيين في اليمن. وهناك احتمال مرجح للغاية بأن ينتقل كبار قادة حزب الله إلى اليمن خشية أن تغتالهم إسرائيل.

لا يستبعد المسؤولون الأمنيون في إسرائيل احتمال أن تستخدم إيران الحوثيين ذراعًا لمواجهة إسرائيل -في حال تدمر حزب الله، حتى ولو كانت المسافة الجغرافية مترامية.

مع ذلك، يزعم محللون في الخليج أن الحوثيين لن يتمكنوا من ملء الفراغ إذا نجحت إسرائيل في تفكيك قوة حزب الله. لقد أمضت إيران سنوات عديدة في توفير الأسلحة والقدرات لحزب الله، في حين أن ترسانة الحوثيين -مع أنهم مدججون بالأسلحة -لا تقارن بحزب الله.

على أي حال، من الواضح أن الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة قد تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يصل عبر هذا الميناء حوالي 70% من الغذاء الأساسي للبلاد. ومع ذلك، حتى كتابة هذه السطور، يبدو أن الحوثيين والإيرانيين عازمون على استخدام الأراضي اليمنية منصة لشن مزيد من الهجمات على إسرائيل.

 

الروليت الروسية على البحر الأحمر

الروليت الروسية على البحر الأحمر

المصدر: War On The Rocks | تاريخ النشر: 24 أكتوبر 2024| لغة المصدر: الإنجليزية| كاتب التقرير: أري هايستاين، دانيال راكوف | مقتطف من التقرير

انشغال الكرملين بالسيطرة على أوكرانيا دفعه إلى إدراك المخاطر الجيوستراتيجية وتبني نهج أكثر استباقية في مناطق مثل البحر الأحمر. لم تكن المعضلة اليمنية في الماضي جاذبة حتى لروسيا لكن حسابات موسكو قد تتغير. إن دفء العلاقات بين الكرملين والمتمردين الحوثيين قد تمكن الجماعة من توسيع وتكثيف عملياتهم المزعزعة للاستقرار، وخاصة لو انتقلت إليهم المعدات العسكرية المتطورة.

حرصت الحكومة الروسية منذ بداية الحرب الأهلية اليمنية على تجنب المخاطر، ومع أن موسكو اعترفت بالحكومة اليمنية الرسمية، إلا أنها حافظت على قنوات اتصال واسعة مع كل الجهات الفاعلة اليمنية الرئيسة، ومن بينهم الحوثيون. لكن أحداث العام الماضي دفعت موسكو إلى تغيير استراتيجيتها التحوطية نحو موقف أكثر تأييدًا للحوثيين.

 حرصت روسيا للغاية، على مدى العقد الماضي، على عدم التحيز لأي طرف من الصراع، وتعاملت باعتبارها قوة عظمى وسيطة، واستغلت مقعدها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باعتباره ورقة مساومة. كان تأثير روسيا على مسار الحرب الأهلية اليمنية محدودًا. لم تقترح روسيا أبدًا خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن، وفضلت الالتزام بقرار مجلس الأمن التابع الأمم المتحدة رقم 2216، وهو قرار مؤيد للرياض ويطالب الحوثيين بالانسحاب من الأراضي التي سيطروا عليها.

 على الرغم من تنامي النفوذ الروسي في الشرق الأوسط منذ تدخلهم في الحرب الأهلية السورية في عام 2015، إلا أن اليمن ظلت على هامش أجندة الكرملين، واتضح ذلك من هيمنة وزارة الخارجية الروسية (وليس الأجهزة الأمنية) على الملف اليمني.

مع ذلك، خلف واجهة وزارة الخارجية الروسية باعتبارها جهة فاعلة مسؤولة، أدى مسؤولو الدفاع الروس دورًا غير معلنًا إزاء الحوثيين، واعتبارًا من عام 2016، ظهر مسؤولون عسكريون روس على مستوى العمل في المناسبات العسكرية الرسمية للحوثيين في صنعاء، وهم محاطون بكبار ضباط المخابرات الحوثيين، أو يتبادلون الهدايا مع كبار المسؤولين العسكريين الحوثيين.

يشير التنافر الواضح بين تصريحات وزارة الخارجية الروسية والأنشطة التي تجريها الأجهزة الأمنية إلى اتجاه أوسع حيث تعمل الوزارة على توفير الغطاء الدبلوماسي للأنشطة التخريبية التي تنفذها الأجهزة الأمنية.

كما حاولت روسيا الاستفادة بطاقم من خبراء في الشأن اليمني في الحقبة السوفيتية، مثل فيتالي نومكين، مقابل اليمنيين الذين كانت لديهم تجربة إيجابية مع الاتحاد السوفيتي. مع ذلك، فمن المشكوك فيه ما إذا كان هذا قد وفر للكرملين أي ميزة ملحوظة في اليمن. يشير جيل الشباب الروسي من الخبراء في الشأن اليمني، مثل ليونيد إيسايف، وكذلك نظرائهم الخليجيين واليمنيين، إلى قيود موسكو في اليمن بسبب اهتمامها الضئيل والتزامها القوي تجاه السعودية والإمارات.

 كان موقف موسكو المحايد كوسيط طموح في اليمن منطقيًا حتى تغير السياق الاستراتيجي. دفعت علاقات روسيا المتدهورة مع الغرب بعد غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022، للبحث عن شركاء جدد لأجندتها المناهضة لأمريكا. لقد وجدت إيران، ونظر الكرملين إليها نظرة إعجاب لتحديها للمطالب الغربية على الرغم من العقوبات الهائلة المفروضة عليها للقيام بذلك. كما تنظر موسكو إلى الوكلاء الإقليميين في طهران، ومن بينهم الحوثيون، على نحو متزايد على أنهم شركاء محتملون لتحالف عالمي مناهض للغرب، وتحظى هجماتهم الإرهابية بترحيب أبواق الدعاية الروسية.

حقيقة أن الحوثيين يمثلون تحديًا مزعجًا يقوض الاقتصادات الغربية، ويستنزف مواردهم العسكرية (وخاصة الدفاع الصاروخي)، ويضر بهيبتهم، ويتسبب في معضلات سياسية لقادتهم هو ما جعلهم شريكًا جذابًا لروسيا. يتضح التغيير في نهج روسيا تجاه الجغرافيا السياسية العالمية من التباين الصارخ في رد فعل موسكو على الاضطراب الحالي للملاحة في البحر الأحمر، مقارنةً بردة فعلها على الهجوم الإيراني عام 2019، على ناقلات الإمارات في خليج عمان. حيث كانت لروسيا في عام 2019، مصلحة مباشرة في استقرار الشحن الدولي، وأدانت الهجمات، ولكن حاليًا، بعد أن فرضت على روسيا عقوبات شديدة، وأجبرت على الانخراط في اقتصاد الظل، فإن الكرملين مسرور للغاية برؤية اضطراب في التجارة العالمية التي تؤثر سلبًا على الولايات المتحدة وحلفائها.

 كما حدد الكرملين الصعوبات التي يواجهها الغرب في مواجهة العدوان الحوثي، بأنها مجال محتمل للتصعيد الأفقي مع الولايات المتحدة. في 5 يونيو، حذر بوتين الولايات المتحدة وشركائها في الناتو من أنهم لو سمحوا لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بالصواريخ الدقيقة بعيدة المدى التي يزودونهم بها، سوف تفكر روسيا في بيع فئة مماثلة من الأسلحة إلى خصوم الولايات المتحدة في مناطق أخرى. جرى النظر إلى الحوثيين على أنهم أحد المتلقين المحتملين للأسلحة الروسية التي ألمح إليها بوتين.

كيف تتطور علاقة روسيا بالحوثيين؟

حتى الآن، ثمة 4 اتجاهات رئيسة للدعم الروسي:

 أولًا، في المجال الدبلوماسي، تستضيف روسيا وفود الحوثيين بوتيرة متنامية لتعزيز الجماعة "الإرهابية" اليمنية المعزولة بمزيد من الشرعية الدولية. كما تتخذ روسيا في الأمم المتحدة خطوات لمعارضة القرارات المناهضة للحوثيين، ولم تتخذ موسكو بعد خطوات لحل لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن، التي تنتقد بشدة الحوثيين وإيران.

ثانيًا، عندما يتعلق الأمر بالدعم الاستخباراتي والاستشاري، ثمة مزاعم تفيد بأن روسيا تقدم معلومات وتعليمات حول الاستهداف لدعم حملة الحوثيين في البحر الأحمر، ويُزعم أن مستشاري الكرملين في صنعاء تسللوا إلى اليمن تحت ذريعة عمال الإغاثة الإنسانية. هدف موسكو هو استغلال هجمات الحوثيين البحرية التي تستهدف السفن التجارية والعسكرية الغربية للانتقام من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لدعمهم الاستخباراتي لأوكرانيا في البحر الأسود.

ثالثًا، قد تزيد موسكو من تدفق معداتها العسكرية إلى الحوثيين. حتى الآن، ثمة معلومات قليلة بشأن وصول أسلحة روسية إلى الحوثيين. أفاد فريق خبراء الأمم المتحدة عن استخدام الحوثيين أعدادًا محدودة من الأسلحة الصغيرة، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات روسية الصنع، ولا يوجد ما يشير إلى أن هذه الأسلحة قد استلمها الحوثيون مباشرة من روسيا بدلًا من شرائها، أو نقلها من أطراف ثالثة مثل إيران أو سوريا. لكن في الأشهر الأخيرة، انتشرت تقارير حول صفقات أسلحة وشيكة سوف توفر فيها موسكو المعدات العسكرية مباشرة للمتمردين اليمنيين. على سبيل المثال، من المتوقع تسليم شحنة من الأسلحة الصغيرة الروسية (AK-74s)، بقيمة 10 ملايين دولار، إلى الحوثيين في مطلع من أكتوبر 2024. وذكرت رويترز أيضًا أن إيران توسطت في محادثات بين الكرملين وصنعاء ناقش فيها الطرفان إمكانية نقل صواريخ ياخونت (SS-N-26) المتقدمة المضادة للسفن إلى الحوثيين.

 رابعًا، بعد نشر مقطع فيديو يطالب فيه يمنيون بالعودة إلى اليمن، فقد اتضح أن الجماعات التابعة للحوثيين أرسلت يمنيين للقتال لصالح روسيا في أوكرانيا، وقد يسرت هذا الإجراء شركة الجابري للتجارة العامة وشركة الاستثمار SPC، المملوكة لعبد الولي الجابري، وكلاهما يقع مقرهما خارج عمان. وكان الجابري عضوًا في برلمان الحكومة اليمنية حتى انشقاقه وانضمامه إلى الحوثيين عام 2011، ومنحه المتمردون رتبة لواء. منذ ذلك الحين، يبدو أنه طور علاقات مع كبار قادة المخابرات والسياسيين الحوثيين، حتى أنه أصيب وهو يقاتل لصالح الجماعة. من المرجح أن يوفر إرسال اليمنيين إلى جانب القوات الروسية لصنعاء سيولة نقدية هم في أمس الحاجة إليها، ويمكّن اليمنيين الذين يعيشون في ظل حكم الحوثي من التعلم من الجيش الروسي المحترف نسبيًا، وقد يحظى الحوثيون بمكانة رفيعة في موسكو.

 تقدم الكلمات والأفعال مؤشرات متسقة على أن العلاقة الروسية الحوثية في تقدم، ويمكن أن تتضمن في المستقبل دعمًا أنجع لحملة الحوثيين لبث الفوضى في المنطقة. قد يشكل هذا نقلة نوعية في قدرات الحوثيين في حالة قيام روسيا بتزويد الجماعة بصواريخ أسرع من الصوت مضادة للسفن، أو دفاع جوي متطور، أو خبرة صناعية عسكرية متطورة لإنتاج الأسلحة المحلية. يمكن لهذه القدرات أن تجعل سلاسل الإمداد العسكرية للحوثيين زائدة عن الحاجة ومرنة، وتفاقم من خطورة قدراتهم العسكرية، وتصبح صناعة القرار لديهم أكثر تحديًا وأقل عرضة للضغوط الخارجية.

 التعقيدات

على الرغم من تحذيرات احتمالية شحن أسلحة روسية هائلة إلى الحوثيين منذ يونيو 2024، لم يبرم الطرفان حتى الآن سوى صفقة واحدة للأسلحة الصغيرة (وفقًا لما نعلمه)؛ وهذا قد يشير إلى تردد الروس بسبب تضارب المصالح. وحتى على افتراض أن الكرملين يريد دعم الحوثيين قدر الاستطاعة، فإن موسكو تعمل في ظل قيود كبيرة.

في المجال الجيوسياسي، سينظر جيران الحوثيين في الخليج إلى تزويد روسيا للحوثيين بأسلحة متطورة على أنه عمل متهور وعدائي. بمعنى آخر، ستبني موسكو علاقاتها مع الطرف الفقير في صنعاء على حساب العلاقات القائمة مع دول مستقرة ومزدهرة مثل السعودية والإمارات. تعد السعودية، التي تطلق أحيانًا تهديدات ضمنية بوقف التعاون مع موسكو في القضايا المتعلقة بالطاقة، أحد العناصر المهمة في عملية صنع القرار الروسي عند النظر في توريد أسلحة مهمة إلى الحوثيين.

مع ذلك، إذا أدرك الكرملين أن الاضطراب الذي يسببه الحوثيون في البحر الأحمر يوفر له متنفسًا في أوكرانيا، فمن المتصور أن تجد روسيا سبلًا خلاقة لمساعدة الجماعة مع التقليل من ردود الفعل الدبلوماسية المحتملة من الخليج، وقد يأخذ ذلك شكل مساعدة غير مباشرة يمكن إنكارها، مثل تزويد روسيا لإيران بأسلحة تتسرب في نهاية المطاف إلى اليمن، أو من خلال عكس تكتيك الولايات المتحدة ونقل الأسلحة التي استولوا عليها في أوكرانيا إلى الحوثيين.

 على المستوى العملياتي البحت، تكافح موسكو لتلبية احتياجاتها الصناعية العسكرية في أوكرانيا، ولذا، فإن تزويد الحوثيين بقدرات متقدمة سيتطلب منها إعطاء الأولوية لاحتياجات الجماعة "الإرهابية" اليمنية على حساب جيشها.

 حتى الآن، اضطرت روسيا في حربها على أوكرانيا إلى استيراد الإمدادات العسكرية الأساسية من موردين لا يستوفون المعايير المطلوبة مثل كوريا الشمالية، ولذلك لا يبدو أنها في وضع يسمح لها بتصدير أسلحة متقدمة إلى عملاء بعيدين قد لا يستطيعون حتى دفع ثمنها، ومع ذلك، إذا تبين أن دعم المجموعة ضرورة سياسية، فقد تتبرع روسيا ببعض أنظمتها القديمة في سبيل "قضية نبيلة"، ومن المتوقع ألا تكون لهذه أسلحة قيمة كبيرة في ساحة المعركة في أوكرانيا، ولذلك، فإن العقبات الرئيسية أمام هذا التعاون تبدو سياسية وليست عملياتية.

 من وجهة نظر صنعاء، فإن الحوثيين مهتمون باحتمال التعاون مع روسيا والمكاسب التي قد تجنيها الجماعة في المجال العسكري والدبلوماسي. وحتى الآن، تعتمد الجماعة بالكامل إلى حد كبير على المحور الذي تقوده إيران للحصول على أسلحتها والاعتراف الدولي.

إن تنويع مصادر الدعم العسكري والسياسي قد يجعل الحوثيين أكثر استقلالية، وربما أكثر مرونة. ومع تعرض المحور لأزمة بعد النكسات العديدة في حربه على إسرائيل، ومن بينها اغتيال شخصيات رئيسية في حزب الله، وحماس، وإيران في المحور، فإن المبادرات الروسية جاءت في الوقت المناسب.

 علاقة الكرملين بمنظمة شيعية متطرفة صنفها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد تبدو غير عادية في بعض النواحي. لكن روسيا تتسم بالبراغماتية والمرونة الشديدة في تعريفها للإرهاب: فقد شطبت حديثًا حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية، وحافظت منذ العصر السوفييتي على علاقات قوية مع المنظمات المسلحة المتطرفة. الرؤية المشتركة للمستقبل، وفيها تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة يوفر للروس والحوثيين أساسًا كافيًا للتعاون.

 تؤيد روسيا الحوثيين في الحرب الأهلية اليمنية، لكن العلاقة تشوبها قيود تتعلق بالأولوية الروسية. بالإضافة إلى الاعتبارات الجيوسياسية طويلة الأمد، من المرجح أن تأخذ موسكو النجاحات الإسرائيلية الأخيرة وإخفاقات المحور في الاعتبار، عند النظر في مدى وكيفية ربط مصيرها بطهران. لا شك أن العلاقات الروسية الحوثية تتقدم، لكن يبدو حتى الآن أن روسيا تحركها بوتيرة بطيئة.