في القرن الثاني رجل ٌ واحدٌ دون غيره من البشر قد أعطي المعرفة الروحية التي جمعها علماء الكابالا على مدى ثلاثة آلف سنة قبل ولادته . عالم الكابالا الشهير شيمون بار يوخايّ والملقب " الراشبي " وضع كل هذه المعرفة على الأوراق وحفظها في مكان آمن لأن البشرية لم تكن على مستوى من الوعي الروحي الكافي لتلقي هذه المعرفة . أما اليوم وفي وقتنا الحاضر نحن جاهزون لظهور كتاب الزوهار.
عالم الكابالا شيمون بار يوخايّ "الراشبي " كاتب كتاب الزوهار كان إنسان معروفا ً برزانته وحكمته وعظمة مقامه ومكانته في المجتمع . ولد الراشبي وترعرع في مرتفعات الجليل في شمال إسرائيل. ودرس الكابالا على يد عالم الكابالا أكيفا لمدة ثلاثة عشر سنة وأحرز أعلى الدرجات الروحية.
كتاب الزوهار هو أكثر الكتب غموضا ً وفي نفس الوقت أكثر كتب علم حكمة الكابالا أهمية ً. لقد أصبح واضحا ً وبشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بأن كتاب الزوهار في الواقع كُتب للجيل الحالي أي لجيلنا نحن بالرغم من أنه كُتب منذ ثمانية عشر قرنا ً ماضية . عالم الكابالا الشهير يهودا آشلاغ والمُلقب بصاحب السلم فتح المجال أمامنا لدراسة كتاب الزوهار وأشاع النور من جديد على ما كان منسيا ً من قلوبنا منذ زمان قديم .
" إن عمق الحكمة في كتاب الزوهار مُغلقٌ عليها وراء ألف باب "
من كتابات عالم الكابالا يهودا آشلاغ من مقاله "مقدمة تمهيدية لكتاب الزوهار " .
منذ بداية البشرية كان هناك أشخاص فريدين إرتقوا درجات السلم إلى العالم الروحي ووصلوا إلى أعلى الدرجات في الإرتباط الموثوق مع القوة العليا أي الخالق . هؤلاء الأشخاص يُدعون بعلماء الكابالا . من خلال هذا الإرتباط أدركوا وفهموا الواقع بشكل كامل من أعلى المستويات الروحية حتى عالمنا هذا وانه مؤسس وقائم على صفتي الحب والعطاء المطلق . لقد فهموا بوضوح بأنه كل ما يحدث في الواقع يحدث لغرض أن يرتقي بالبشرية إلى درجة الوجود الدائم من خلال هذا الشعور .
لقد بحث علماء الكابالا ووجدوا الأجوبة لكل سؤال راودهم من - هدف حياتنا في هذا العالم , إلى بُنية الكون وكيف بإمكاننا تحديد مصيرنا .. والخ - لقد كتبوا عن إكتشافاتهم ونشروها في كتب عديدة مثل: كتاب الملاك رازييّال , وكتاب الخليقة , وكتاب شجرة الحياة وكتب أخرى عديدة . ولكن كتاب الزوهار ( كتاب البهاء المتألق ) هو الكتاب الوحيد الأساسي والجذري في مواضيع الدراسة والبحث العلمي وأكثرها غموضا ً .
يصف كتاب الزوهار النظام الخفي للقوة العليا في إدارة العالم . يصف مصورا ً درجات العالم كله والقوات العظيمة التي تحكم هذه العوالم وكيف بإمكان الشخص الذي يختار أن يدرس الكابالا يستطيع أن يشعر ويؤثر على قدره " أكان رجلا ً أم إمرأة " وعلى قدر البشرية كلها .
ويشرح كتاب الزوهار أيضا ً كيفية تسلسل كل حدث يحدث هنا في عالمنا منذ نشؤه في العالم الأعلى منحدرا ً إلى عالمنا هذا وكيفية تجليه وظهوره هنا في واقعنا . والذي يُضفي على كتاب الزوهار نوعيته الفردية هو الحقيقة بأنه لم يُكتب لعصره بل بالأحرى كُتب من أجل الجيل الذي سيأتي بعد ألفي سنة من وقت كتابته , أي لجيلنا نحن .