مصر : نهايه فترة
بدأت مصر مرحله لعدم الاستقرار مع ابتعاد الرئيس المصرى حسنى مبارك عن السلطه , والغرض منها اقامه نظام جديد يهدف الى اصلاحات اقتصاديه وتنفيذ اصلاحات واسعه فى شتى المجالات . وذلك على طريقه ايران وتركيا .
العهد الغير مقدس بين الجزيرة وبين حكومه اوباما
يعتبر سقوط مبارك بلا شك هو نتيجه لقصر نظرة وعدم فهمه لما يحدث ببلدة من الفساد والفقر . وان هذه الثورة كانت متوقع لها الاندلاع من زمن بعيد , لكن صدق الجميع بان نظامه يتمتع بالقوة والثبات . ولم يخطر ببال احد منهم حدوث ثورة كهذة مطلقا , حتى المتظهرون انفسهم لم يتوقعوا ان ثورتهم هذا ستدخل التاريخ . وقد ساعدتهم على ذلك قوات خارجيه الا وهى "قناة الجزيرة " حيث وجهت قناه الجزيرة كاميراتها نحو ميدان التحرير ببث مباشر على مدار 24 ساعه , وكانت موجه دائما ضد النظام . ومن جهه اخرى تخلت الولايات المتحدث الامريكيه الحليف عن النظام المصرى ببدايه الثورة زادت المتظاهرين قوة على قوتهم , مما ضغط على النظام وزاد من صعوبه ادارة الازمه وادارة الصراع على حكمه .ساعد موقف قناة الجزيرة الغير مفهموم وموقف الحكومه الامريكيه الى ادراة هذة الاحداث مما ادى فى النهايه الى الاستقاله الاضطراريه .
الجيش الان – حاكم مؤقت فقط
مع سقوط الرئيس المصرى حسنى مبارك جاءت النهايه " ليست فقط على النظام المصرى الذى استمر30عاما على حكم مصر بل على جهاز السلطه فى مصر الذى اقيم فى اعقاب ثورة الضباط الاحرار فى عام 1952 . حيث
كان " نجيب , جمال عبدالناصر , والسادات , وحسنى مبارك " ضباطا عسكريون . تم تعينهم كرؤساء للسلطه التنفيذيه وكانوا اصحاب صلاحيات نفاذة .الجيش كان جزء لا يتجزء من النظام , حتى ان الضباط المتقاعدون عند خروجهم كان يتم تيعينهم فى الوظائف الكبيرة بالمؤسسات الاجتماعيه والثقافيه للمجتمع . السلطه فى الايام القليله تم انتقالها الى الجيش بصورة مطلقه ولكن لفترة انتقاليه فقط وحتى اقامه حزب ديمقراطى مدنى يكون مؤسس على قانون جديد وانتخابات ديمقراطيه للرئاسه والبرلمان . الثورة لم تكتفى بذلك . الجيش هو حاكم مؤقت ويستمد شرعيته من الشعب فقط وليس من القانون ويجب عليه ان يستمع لهم ايضا .
اعد قادة الثورة الان ائتلاف من اجل الديمقراطيه ونادوا بعد انهاء ثورتهم حتى تتم تلبيه كل مطالبهم بالغاء قانون الطوارئ وتحرير كل السجناء السياسيون , وتفكيك البرلمان واقامه لجنه لصياغه قانون جديد . والمغزى من ذلك ان الثورة ستستمر فى مراقبه خطوات السلطه العسكريه وستنادى الشعب لاقامه ثورة اخرى اذا حاول الجيش بطريقه او اخرى اعادة الامور الى سابقها . تجدر الاشارة ان هذا الوضع مشابه لما يحدث فى تونس حيث انشأوا ثلاثه حكومات ولكن تم فكيكها تحت ضغط المتظاهرين الغير راضيين عن التشكيل الحكومى .
قوى رديكاليه تظهر على الساحه
تدخل مصر الان طريق المجهول , لا احد يعرف هل المسيرة لطريق الديمقراطيه ممكن من عدمه , وما هو الكامن به وكم من الوقت ستستمر هذة الفترة والتى تتسم بعدم الاستقرار وعدم التاكد من اى شيئ . وحتى لو افترضنا فعليا بتفكيك احزاب المعارضه والاحزاب الجديدة التى لم تتم على تاسيسها سته اشهرحتى سنه كامله باستطاعتها ان تنظم لدخول الانتخابات .وحينها ستحتاج الى قيادات من الشباب وسوف تنادى باصلاحات سياسيه , اقتصاديه , واجتماعيه لحشد الكثير من الجمهور اليها . والسؤال هنا هل مصر مستعدة لذلك ؟ هل سينتشر العنف لوقف المسيرة ؟ عاشت مصر فترة كسنوات العشرين والثلاثينات والاربعينات من الالفيه السابقه تحت قيادة حزب الوفد الديمقراطى الليبرالى , لكنها كانت ديمقراطيه بالعنف ضد الاخوان المسلمون والحركات الفاشيه والفساد فى القيادات العليا والتى ادت الى هزيمه الجيش فى حرب الاستنزاف – مما ادى فى النهايه الى ثورة الضباط الاحرار عام 1952 . هذة الثورة الحاليه ايضا حررت ايضا قوى ردايكليه صعب عليها العمل فى ظل نظام الريس مبارك مثل حركه الاخوان المسلمون ومجموعات ناصريه ويساريه اخرى . وتجدر الاشارة ايضا ان هذة القوى تحت رايه نصر الثورة وبدايه فترة ديمقراطيه سيعملون بكد لفرض سيطرتهم وان يتدخلوا فى السلطه . الاخوان المسلمون اعلنوا انهم لن يشتركوا فى الانتخابات القادمه ولكنهم سينتظرون بصبر حتى تواتيهم الفرصه المناسبه لهم .
مصر توقف عن كونها قوة اقليميه مهمه
هناك جانب اخرى مركزى بان مصر توقف فى الاونه الاخيرة عن كونها قوة اقليميه مركزيه لها اهميتها . لقد كانت القاعدة المركزيه للولايات المتحدة الامريكيه فى الشرق الاوسط والتى حافظت على السلام مع اسرائيل . وكانت القائدة المعتدله لكل الدول العربيه والتى ادت الى الصراع ضد ايران ووضد الارهاب الاسلامى الراديكالى . بعد ابتعاد حسنى مبارك عن السلطه وبدايه فترة عدم الاستقرار بدون قائد , اضطرت مصر ان تتوجه الى الشأن الداخلى , لتكريس كل طاقاتها لاقامه نظام جديد , وللاصلاحات الاقتصاديه التى تعرضت لها مصر بعد المظاهرات وتنفيذ اصلاحات اقتصاديه بصورة موسعه . وقد زاد التدخل التركى والايرانى بصورة ملحوظه فى الاونه الاخيرة . دول عربيه صديقه للنظام الامريكى مثل " السعوديه – اليمن – دول الخليج – المغرب – الجزائر اصبحت الان فى حاله تاهب , وذلك بعد الثورات الشعبيه التى تعرضت لها تونس ومصر .
اصرار ايران
بطبيعه الامر اننا فى اسرائيل نشعر بخوف شديد , الا ان المجلس الاعلى للقوات المسلحه المصرى احترم الاتفاقيات الدوليه واتفاق السلام مع اسرائيل , لكن لا احد يتوقع ما الذى يحدث فى القريب العاجل وكيف ستدور الدائرة فى السنوات القريبه,التحالف المتين لمصر واسرائيل بدعم الولايات المتحدة الامريكيه ضد المتطرفين فى المنطقه هى قصه كبيرة ولها جذور سابقه , حتى بعد سقوط مبارك وبعد ان تخلت الولايات المتحدة الامريكيه عنه فى المراحل الاولى من المظاهرات , الا ان الجيش المصرى سيواصل الطريق للحفاظ على الحدود ومحاربه حماس , لكن التطورات الداخليه ستكون المركز الرئيسى لمصر , يجب على اسرائيل ان تقلق . لان حربها ضد ايران وضد الارهاب سيكون صعب للغايه .
احمد الديب
ahmedeldeeb_541@yahoo.com
اللهم افتح عليك يا اخ احمد
ردحذفمش عارفه اوصل لا اغنيه ساريت حداد
ردحذف