قال إيتي بلومنتال ، على موقع هيئة البث الإسرائيلية، في 2 سبتمبر 2025، إن مصادر أمنية إسرائيلية قالت لوكالة رويترز -في اليوم التالي لتشييع كبار مسؤولي الحكومة الحوثية في العاصمة صنعاء -أكدت وجود وزير الدفاع العاطفي ورئيس الأركان الغماري في الفيلا التي تعرضت للهجوم في قلب العاصمة صنعاء، ولا ينبغي أخذ التصريحات الصادرة من اليمن بأنهما نجيا على محمل الجد. وتفيد مصادر في إسرائيل أن الحوثيين، على ما يبدو، يتعمدون إخفاء مقتل قياداتهم الأمنية، ويخجلون من الهجوم على كبار القادة. وتقول إسرائيل بوضوح إن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، هدفٌ للتصفية نظرًا لأهميته لجماعة الحوثي “الإرهابية”.
في مطلع شهر يوليو، عندما انتقل القتال في قطاع غزة إلى مرحلة جديدة، نوقشت فيها مسألة ما إذا كان ينبغي لإسرائيل التوصل إلى اتفاق أو توسيع نطاق القتال، كلف رئيس الأركان زامير ورئيس المخابرات العسكرية، شلومي بيندر، قسم الأبحاث في المخابرات بإنشاء وحدة جديدة في الساحة اليمنية. جاء ذلك انطلاقًا من قناعة راسخة بضرورة تكثيف إسرائيل جهودها في ضوء إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من اليمن. تجمع نحو 200 جندي وضابط من مختلف وحدات الاستخبارات العسكرية -8200 و9900 و504 -في غرفة مراقبة سرية وسط البلاد، وبدأوا جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن الحوثيين. شارك ممثلون عن القيادة المركزية الأمريكية في هذه الوحدة.
مع اقتراب موعد الهجوم في اليمن، عرفت شعبة الأبحاث في إدارة الاستخبارات العسكرية أن كبار مسؤولي حكومة الحوثيين كانوا يستعدون لعقد نقاش أمني، واجتماع وزاري، ونقاش مع كبار المسؤولين العسكريين. اتصلت المقدم “أ” من شعبة الأبحاث في إدارة الاستخبارات العسكرية على الفور بالعميد “م”، رئيس قسم العمليات في إدارة الاستخبارات العسكرية، وأبلغته بشأن انعقاد النقاش في صنعاء، واستعداد جميع كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين للحضور.
بعد التأكد من مكان الاجتماع، وموافقة سريعة من رئيس الأركان على الخطط وتلقي “الضوء الأخضر” من القيادة السياسية، شن سلاح الجو الهجوم باستخدام طائرات مقاتلة. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 20 مسؤولًا حوثيًا رفيع المستوى كانوا موجودين داخل المبنى الذي تعرض للهجوم، بالإضافة إلى الطاقم الذي رافق كبار المسؤولين الحكوميين من السائقين، وحراس الأمن، والنُدُل.
قالت المؤسسة الدفاعية إن حقيقة تجمع الحوثيين في فيلا، وهي شقة واسعة في حي سكني، وليس في مبنى حكومي رسمي، دليل على محاولتهم إخفاء الاجتماع واختيارهم أكثر الأماكن سرية. كما أن تجمع كبار المسؤولين العسكريين ووزير الدفاع ورئيس الأركان، إلى جانب الوزراء ورئيس الوزراء، سمح بتنفيذ الهجوم وفقًا لقواعد القانون الدولي.
بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، إن مكانة زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، جعلته هدفًا للاغتيال، ليس فقط في إسرائيل، بل أيضًا لدى جميع أجهزة الاستخبارات في الغرب. هذا هو سبب بقاء الحوثي مختبئًا لسنوات، وخطبه مسجلة، وقد تبنى سلوكًا يشبه نصر الله في أواخر حياته. على سبيل المثال، كل دولة حاربت الحوثيين سلفًا، تحدثت عن ثقله الرمزي، وأن القضاء عليه سيضعف بنية الجماعة اليمنية.
تعتزم إسرائيل مواصلة هجماتها على اليمن، ردًا على استمرار إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاهها، وتعد “مفاجآت” حتى يتضح للحوثيين أن هجوم على إسرائيل له ثمن باهظ.
أحمد الديب
باحث في الشأن الإسرائيلي
إسرائيل أوهمت قادة الحوثيين بغياب معلومات استخباراتية عن مواقعهم - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية
https://sanaacenter.org/ar/translations/25471
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق