قال جيمس جين على موقع جيروزاليم بوست، في 10 ديسمبر 2025، إن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، شنّ هجومًا عسكريًا في جنوب اليمن، وسيطر على محافظة حضرموت الغنية بالنفط والموارد.
وذكر أن هذا التحول الكبير في موازين القوى داخل اليمن قد يُؤدي إلى تداعيات إقليمية واسعة النطاق. كما قال إن سيطرة المجلس ستؤدي إلى تقليص النفوذ السعودي في اليمن. حتى الآن، لم تظهر أي توترات بين السعودية والإمارات على خلفية هذه التطورات. ويسعى المجلس الانتقالي إلى تخفيف المخاطر الناجمة عن ذلك لاسترضاء السعوديين.
وأشار جين إلى أن العلاقات بين الدولتين السنيّتين الأكثر نفوذًا في المنطقة تبدو مستقرة، على الأقل في المدى القريب، إلا أن تراجع النفوذ السعودي في جنوب اليمن قد يُؤدي إلى توترات مستقبلية.
من غير المرجح أن يسهم صعود المجلس الانتقالي وإنشاء جنوب يمني مستقل في إضعاف الحوثيين.
وفيما يتعلق بموقف الحوثيين من هذه التطورات، قال إنهم لم يتأثروا عسكريًا بهذا التغيير إلى حد كبير، وبالنسبة لهم لا يوجد اختلاف يذكر في الحرب الأهلية الدائرة سواء قاتلوا قوات مدعومة من السعودية أو من الإمارات، أو عناصر قبلية أو جهادية أخرى موجودة في جنوب اليمن.
ولفت إلى أن الغارات الجوية السعودية على بنية الحوثيين الأساسية، ولا سيما في عاصمتهم صنعاء، كانت من أهم عوامل ردع وإضعاف قدراتهم العسكرية. وقد يؤدي تراجع النفوذ والدافع السعودي في الجنوب إلى خفض أولوياتها فيما يتعلق بمهاجمة الحوثيين.
كما أن الحوثيين ليسوا هدفًا سهلًا لاجتياح عسكري تقليدي، نظرًا لأن مواقعهم محصّنة بسلاسل جبلية شاهقة، لا يمكن اجتيازها في الغالب إلا عبر طريق واحد. وهذا يمنحهم مواقع دفاعية سهلة في مواجهة أي توغل محتمل للمجلس الانتقالي نحو الشمال.
وفيما يتعلق بتداعيات ذلك على إسرائيل، قال جين “من غير المتوقع أن يكون لهذه التطورات تأثير مباشر على إسرائيل فيما يتعلق بإرهاب الحوثيين، بما في ذلك إطلاق الصواريخ الباليستية واستهداف السفن في البحر الأحمر، إذ لا تزال الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران، تحافظ على المستوى نفسه من النفوذ السابق”.
السباق نحو حضرموت: الاستقلال وجميع الخيارات مطروحة على الطاولة
نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم“، في 8 ديسمبر 2025، ما قاله مصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي حول احتمالية إعلان استقلال جنوب اليمن مجددًا، وقال إن “جميع الخيارات مطروحة، وسوف نلتزم بمطالب شعبنا”. في حين لم يستبعد المصدر إمكانية الحوار مع الحكومة المنفية من صنعاء.
وأضاف أن: “ما حدث في محافظتي حضرموت والمهرة، شرقي اليمن، هو إعادة انتشار للقوات في ساحة العمليات العسكرية، بعد اكتشاف عدة خلايا إرهابية تابعة للحوثيين والقاعدة وداعش”.
وقال صحفي من جنوب اليمن للصحيفة، “إن ما حدث في جنوب اليمن أمر طبيعي. هناك قوات المنطقة العسكرية الأولى، وهي قوات رسمية تابعة لليمن، يُفترض أن تواجه ميليشيا الحوثي. لكنها فعلت النقيض”.
في سياق متصل، ذكر موقع يديعوت أحرونوت، في 8 ديسمبر 2025، أن الحوثيين يراقبون ما يجري في الجنوب، ويزعمون أن السعودية والإمارات “تتقاسمان النفوذ والثروة فيما بينهما تحت رعاية أمريكية وبريطانية، بينما يواجه الشعب اليمني واقعًا مأساويًا من الانهيار وتدهور الخدمات”.
تحضيرات سعودية محتملة لجولة حرب جديدة ومخاوف إسرائيلية من "حزب الله" جديد في اليمن - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية
https://sanaacenter.org/ar/translations/25989