الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

تصريح الباحث في الشأن الإسرائيلي أحمد الديب بشأن التصعيد الأخير الذي شهدته صنعاء، والذي بلغ ذروته بإعلان اغتيال الغماري

 ذعر بعد اغتيال "رئيس أركانهم".. أين اختفى قادة الصف الأول للحوثيين؟


أشرف خليفة - إرم نيوز


منذ إعلان الحوثيين في اليمن اغتيال رئيس هيئة أركانهم محمد الغماري، وحتى مراسم تشييعه، تبدو الميليشيا في حالة من الذعر والحذر، انعكست على مستوى تحركاتها الميدانية والتنظيمية.


وأظهرت صور تشييع الغماري غيابًا واضحًا لقيادات الصف الأول في الميليشيا الحوثية، وهو ما يراه يمنيون ترجمة لا إرادية للمخاوف التي تعتري تلك القيادات من أي ملاحقات أو عمليات رصد قد تتعقبها.


حكومة اليمن: اعتراف الحوثيين بمصرع الغماري "يكشف حجم انهيارهم"


وأوضح مدير المرصد الإعلامي اليمني رماح الجُبري أن "‏غياب قيادات الصف الأول في ميليشيا الحوثي عن تشييع محمد الغماري دليل واضح على حجم الرعب والانكشاف داخل المنظومة الحوثية".


وقالت مصادر خاصة لـ"إرم نيوز" إن ميليشيا الحوثي فرضت مؤخرًا مجموعة من التعميمات الأمنية ترتكز على تقييد تحركات قياداتها البارزة، مُلزمةً إياهم بالتحرك في أضيق الحدود وفي أشدّ حالات الحاجة.


وأضافت المصادر أن الميليشيا "قلّصت أعداد الحراسات الخاصة لتلك القيادات والمواكب المرافقة لها، وأجبرتهم على اختيار عدد محدود من المرافقين الأمنيين، ممن يُعدّون من المقرّبين منهم ويحظون بدرجة عالية من الموثوقية".


وذكرت أن القيادات الحوثية لم تعد تثق بالكثير من أقرانها، إذ يبقى الجميع – من قيادات ومرافقين – محل شكّ من قبل الجميع.


ويرى باحثون ومحللون أن التصعيد الأخير الذي شهدته صنعاء، والذي بلغ ذروته بإعلان اغتيال الغماري، يكشف عن اختراقٍ استخباراتيٍّ غير مسبوق تعرضت له الميليشيا، ويفرض قراءة مغايرة للمشهد، ويرجح سيناريوهات مختلفة على صعيد المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل.


وقال الباحث في الشؤون الأمنية عاصم المجاهد إن "اغتيال الغماري نجاح استخباراتي وعسكري مركّب لا يمكن أن يحدث بمحض الصدفة".


وأضاف المجاهد لـ"إرم نيوز" أن "استهداف شخصية عسكرية بهذه المكانة يتطلب معلومات دقيقة عن تحركاته، وأوقات تواجده، وبيئة حراسته، وتفاصيل أخرى عن نمط حياته ومسارات التواصل التي يعتمدها، وهذا يعني أن هناك شبكات تجسس أو مصادر معلومات ميدانية أو عمليات اختراق للاتصالات مكّنت من بناء صورة وقتية واضحة عنه".


وأوضح المجاهد أن "الناحية العملياتية في التنفيذ أيضًا تتطلب قدرة طيران استخبارية دقيقة وربما تزويدًا لوجستيًا استخباراتيًا لمنع فراره وتأمين لحظة الضربة".


وبيّن الباحث الأمني أن "الحدث لا يعني انهيارًا أمنيًا شاملًا، بل وجود ثغرة أو تسريب محدد استُغل باحترافية"، منوهًا إلى أنه "من المهم التفريق بين اختراق تام وثغرة محدودة، خصوصًا أن القيادات الحوثية تتعامل بآليات تغطية عالية لكنها ليست منيعة تمامًا".


ورجّح المجاهد أن "منظومة الحماية الحوثية تعرضت لاختراق جزئي عبر معلومات بشرية أو إلكترونية تكشف هشاشة نسبية في تأمين القيادات".


ولم تتوقف التهديدات الإسرائيلية التي تتوعد الحوثيين، وبالمثل من الجانب الآخر، في مؤشرات تُظهر أن المواجهة بين الطرفين لا ترتبط بأي علاقة بالاتفاقات في قطاع غزة.


بدوره، أشار الباحث المصري في الشأن الإسرائيلي أحمد الديب إلى أن "استهداف القائد العسكري الفعلي لميليشيا الحوثيين يكشف عن قدرة إسرائيل على جمع معلومات دقيقة واختراق الأجواء اليمنية بدقة عالية رغم بعدها الجغرافي، مقابل فشل حوثي في تأمين قياداته العليا".


وأكد الديب لـ"إرم نيوز" أن "اغتيال رئيس هيئة أركان الحوثيين دليل قاطع على اختراق هيكل الحوثيين العسكري والاستخباراتي".


ويتوقع الديب أن "الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي سيخلخل ثقة القيادات الحوثية وسيُضعف روحهم المعنوية، إذ سيُعزز لديهم الشعور بأنهم مكشوفون ومستهدفون".


ولا يستبعد الباحث المصري أن "يؤدي ذلك إلى اضطرابات داخلية أو انشقاقات محتملة داخل الصف القيادي والعسكري".


 

https://www.eremnews.com/news/arab-world/mkuom96

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

الحوثيون سيجدون ذريعة لاستئناف الهجوم على إسرائيل

بينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع الاتفاق بين إسرائيل وحماس، قال باحث سياسي وعسكري يمني لموقع يديعوت أحرونوت، في 9 أكتوبر 2025، إن "استدامة الصراع مع إسرائيل ضرورة للحوثيين أكثر منه تكتيكًا أو استراتيجية. إنهم يستفيدون من استمرار هذا الصراع؛ لأنه يعزز سرديتهم بأنهم يقاتلون الولايات المتحدة وإسرائيل، ووسيلةً للتهرب من مسؤولياتهم الداخلية.

وأضاف: "حتى لو أبرم اتفاق بين إسرائيل وحماس، سيظل الحوثيون يمثلون تهديدًا دائمًا لإسرائيل، وسيلجأون لأي ذريعة لمواصلة هجماتهم. ولو أوقف الحوثيون إطلاق الصواريخ، فسيكون مؤقتًا، وسوف يستأنفوه مجددًا، ربما بكثافة أكبر وأسلحة أكثر تطورًا، استجابة لأي حدث أو مبرر- سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل".

وبحسب الباحث "يمتلك الحوثيون الآن "قدرة فائضة" بسبب تحويل كل الموارد الاقتصادية، والإعلامية، والدينية، في السنوات الأخيرة لدعم العمليات العسكرية. لن يتراجعوا عن مواجهة إسرائيل وسيجدون مبررًا لاستئنافها، إلا إذا قرروا توجيه هذه القوة لهزيمة خصومهم المحليين في اليمن. إذا اتبعوا هذا المسار، فقد يؤدي ذلك إلى وقف الهجمات على إسرائيل مؤقتًا، لكن هذا الخيار، وإن كان مناسبًا لإسرائيل لفترة معينة، ستكون له تداعيات استراتيجية أشد خطورة على إسرائيل.

وأضاف أن الحوثيين لو نجحوا في هزيمة خصومهم المحليين، "فسيعودون إلى افتعال المشاكل مع إسرائيل، وسيجدون مبررًا لاستئناف عملياتهم. في مثل هذه الحالة، سوف تضطر إسرائيل على مجابهتهم في جميع أنحاء اليمن، وليس فقط في المناطق التي يسيطرون عليها حاليًا - وسيكون الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مضاعفًا مما تدفعه الآن".

وأوضح الباحث نفسه أنه لا يعتقد أن إسرائيل لن تواجه الحوثيين، لثلاثة أسباب: "أولًا، الوعود التي قُطعتها للمواطنين الإسرائيليين، ثانيًا - تسعى إسرائيل إلى تعزيز صورتها باعتبارها قوة إقليمية لها ذراع أمني طويل، ولديها دوافع أمنية وجيوسياسية لتعزيز هذه الصورة. كما أن عدم معاقبة إسرائيل للحوثيين جديًا، قد يشجع حركات أخرى مستقبلًا لتكرار تجربتهم- بمجرد إدراكهم أنهم لم يُعاقبوا.

كما قال الخبير: "لا أعتقد أن قصة الحوثيين ستنتهي بنجاح خطة ترامب لحل الأزمة في غزة بين إسرائيل وحماس - إلا إذا تمكنت إسرائيل من إحداث تغيير حقيقي وعميق في سيناريو مواجهتها مع الحوثيين ميدانيًا. قد يتحول الحوثيون من "ذبابة مزعجة" كما وُصفوا سلفًا، إلى تهديد وجودي مستمر لا يمكن ردعه، وفقًا لمعتقداتهم الدينية وأهدافهم السياسية الاستراتيجية". 

الخميس، 16 أكتوبر 2025

تحية من اليمن: الساحة الوحيدة التي لم ينجح أحد في العالم من حسمها

يقول موقع جلوبس، في 10 أكتوبر 2025، إن الحوثيين أثبتوا أنهم لا يرون أنفسهم جزءًا من اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة حتى الآن. لقد أعلنوا أكثر من مرة، أنهم سيواصلون القتال حتى انتهاء الحرب في غزة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.

وقالت عنبال نسيم لوفطون [1] إن الحوثيين صوّروا هذا بالفعل على أنه إنجاز للفلسطينيين وتعبيرًا عن صمودهم ومثابرتهم. وتضيف: "يجب على إسرائيل أن تتأهب. سيناريو إنهاء الحرب في غزة لن يُنهي عدوان الحوثيين علينا".

وبحسب قولها، "الحوثيون يرون أن القصة لم تنتهِ مع وجود الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة. وإذا حدثت عملية في الضفة الغربية أيضًا، سيجدون فيها ضوءًا أخضر لتنفيذ عملياتهم".

وتزعم أنه حتى لو توقف الحوثيون عن إطلاق الصواريخ، فإنهم سيواصلون عملياتهم في المجال البحري، ليس على إسرائيل فحسب، بل دول أخرى أيضًا.

ويقول العميد (احتياط) يوفال أيالون [2] إنه على المدى القريب، سيسود حالة من الهدوء، باستثناء ما يحدث في البحر الأحمر؛ فالحوثيون سيفقدون شرعية مهاجمة إسرائيل، لأنهم تحدثوا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن إذا تعثر الاتفاق، سيستغل الحوثيون الفرصة للتذكير بوجودهم. ومع ذلك، "إن مشاركتهم تتجاوز الفلسطينيين بكثير. إنهم يريدون اهتمامًا دوليًا في صراع السيطرة على شبه الجزيرة العربية، ويسعون إلى أن يكونوا طرفًا مهيمنًا، ولن يتوقفوا عن تحدي المنطقة أو إسرائيل".

وبحسب أيالون، "لم يُهزم الحوثيون ولم يتكبدوا ضربة تعوقهم عن التعافي مجددًا. عندما ينصرف تركيزهم عن إسرائيل، ستبرز أهمية الحوثيين البالغة لدى دول المنطقة التي ستعاني منهم. إنهم يزعجون الجميع، وليس إسرائيل فقط. لقد توصلت التجارة العالمية إلى حل، وهي عدم المرور عبر المجال البحري هناك". ويضيف "يجب على إسرائيل مواصلة جمع المعلومات الاستخباراتية المهمة، وبناء بنك أهداف. في النهاية، لن نستطيع حل مشكلة الحوثيين وحدنا، لأنها تقع على بُعد ثلاثة آلاف كيلومتر من إسرائيل".

ويقول "مشكلة الحوثيين قائمة، سواءً جرى التوصل إلى اتفاق في غزة أم لا. غزة سبب وفرصة، وليست الهدف. هدفهم هو أن يكونوا فاعلين مؤثرين في المنطقة، وقد استفادوا من الفرصة المتاحة".

ويخلص أيالون إلى ضرورة استمرار إسرائيل في مجابهة هذا التهديد. "قد يشاركون مجددًا في الحرب أو في الجولة القادمة. المجال البحري في البحر الأحمر يوفر أيضًا آفاقًا كبيرة لإسرائيل لأنه يمكنها التعاون، علنًا أو سرًا، مع الدول التي يمثل الحوثيون لها مصدر إزعاج. إنها فرصة ممتازة لتكون فاعلًا مؤثرًا في هذا المجال، وتقدم فائدة للدول الأخرى التي تواجه الحوثيين". 


الهوامش

[1]- عنبال نسيم لوفطون: صلت على ماجيستير في الدراسات الشرق أوسطية وأفريقيا بجامعة تل أبيب. عملت محاضًرا في قسم التاريخ والفلسفة والدراسات اليهودية في الجامعة المفتوحة عام 2007م، كما عملت في قسم التدريس والتعليم الأكاديمي في الجامعة ذاتها. وتتركز أبحاثها في منتدى التفكير الإقليمي حول اليمن الحديث، والعلاقات القبلية، والنظام في اليمن، والنساء في الشرق الأوسط.

[2]- يوفال أيالون: باحث بارز في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في مجال الاستراتيجية البحرية. خدم في سلاح البحرية الإسرائيلي لمدة ثلاثين عامًا تولى فيها مناصب قيادية عديدة. عين في ديسمبر 2019 رئيسًا لشعبة الاستخبارات البحرية.

https://sanaacenter.org/ar/translations/25606

تصريح الباحث في الشأن الإسرائيلي أحمد الديب بشأن التصعيد الأخير الذي شهدته صنعاء، والذي بلغ ذروته بإعلان اغتيال الغماري

  ذعر بعد اغتيال "رئيس أركانهم".. أين اختفى قادة الصف الأول للحوثيين؟ أشرف خليفة - إرم نيوز منذ إعلان الحوثيين في اليمن اغتيال رئي...